آخر المنشورات

الجمعة، 11 أغسطس 2023

الطيش...قلم الشاعر جمال الشوشي

 ♨️💔 الطيش 💔♨️


عَفـويٌ في مهبّ الرّيـح

بقلـب نابـض و جريــح


يخاطب قـوما منفصـلا

بلّسان عـربيّ و فصيـح


سفينة في عرض البحر

تحمل تعاويذ التّجريـح


ربّـانها مهموم مهزوم

بالحـقّ ينــدّد و يصيـح


أن أدّوا معاذيــر الكِبــر

أعــذار ترافــق توضيـح


و انتصـروا لأجيـال الغدّ

لا يلهيكـــم أيّ مديــــح


أن ذّروا طيش طفولتكم

فالطّيش  قد أضحى ضريح


أن شيّـــدوا أبــــراج الــوّد

و لْتعلـوَا أصوات التّسبيح


و كأنّـه ب صـمّ بُكـم عمـيّ

أشرعتهم تتـلاقفها الرّيـح


يلهيهــــم عن ذّكــــر اللّه

شيطان أخرس و شحيح


بقلم ✍️ جمال الشوشي 🇹🇳




مغيب القصيد...قلم الشاعرة زينة شريف

 مغيب القصيد

....

....

....

....

....

....

....


على كتف الحنين

أغتسل روحي 

من حروفك

و يقتص مني

 شوقي

تتهاوى أنفاس 

الليل أنين

يغازلني طيفك

وأمواج شقاوتي

تهذي بالوتين

وسحر عيناك

تعويذة عجز 

العارفين

ياحكاية العمر

وسحر   القدر

لا تسألني 

أين انتي ؟!

 أو من تكونين ؟!

 عابثة انا

بضفائر الوقت

أغوص بحلم

سرمدي بين

كبريائي وجنوني

أخبئ أقلام شوقي

فوق سطوري

وعلى كرز ثغري

تختل القوافي

فلا تسألني 

عن عشقي 

و اشتياقي

يا نبيذ إحتواء

بضمة الياسمين

إعقد لي حلما

يذيب الجليد

واعتصر لهفتي

بعناق فجر

يسترسل تنهيدة

 ميلاد جديد

ودوني بأنفاسك

قصيدة عشق

تسر الناظرين


بقلمي (قِطر الندى )

زينة شريف




الخميس، 10 أغسطس 2023

عاشقة..قلم الشاعر عبدالمنعم عدلى..

 عاشقة

عبدالمنعم عدلى...مصر

ياعاشقة 

وقلوب الدنيا فى قلبك

تعشقين الحبيب

والدنيا بين يديك

عازفة على محراب العشق

وترتلى تراتيل العاشقين

ورنين قلبك تسمعة

ملوك السماوات والأراضين

العشق فيك ومنك

يشرب المحبيب

والهوى كل الهوى

والعشق يجرى

فى شراين القلوب

قلب واحد به

مللاين القلوب

عشقه ملئ الأراضين

وفى الجنان كاد أن يستبين

وطريق العاشق سهل بالرنين

أيا عاشقة 

كيف رسمت الهوى للعاشقين

صدقت فى رؤيا الحبيب

ورسمت حروف الحنين

على جدران قلبى

وكنت من العاشقين

فنزلت بقلبى

لقلوب العاشقين

بقلمى عبدالمنعم عدلى

واخجلاه،.. منك...قلم الشاعر سعيد الشابي

 واخجلاه،.. منك...


لست أدري علام،..

فاطمــــــــة؟..

كلما بصرت فيك، 

كلما أمعنت فيك،

أرى تـــــرددي،..

أرى خجـــــلي،

على طلعــــتي، 

يرتد،..وينعكس،

غمـــــوضا،..

في جلباب خوف،.. 

على إحساسي، ينعكس،

واني لجاهل أمره،

واني لمهموم به...

أنت، لاتدرين،

كم اختــلج.

كم اهتز..وكم،

بداخلي،.. أرتجف؟

حـــين أراك،.. 

أو أمامك أقف،..أو

اليك أجلس،

وأنت مشرقة...

وأنا...أتنغم ،

في كل شىء،

أخطـــــب...

عني و عنك

وعن الوجود،..

أحدث... أتظاهر،

من تحت رداء،

في حياء،.. يلفني ،

لا أعي...مــمّا؟..

بل لا أعرف،

ما الداعي له.

وأنت أنسي طالما أشعر،...

أنني،... في حاجة،

الى لطف ناعم،

يــــلامسني... 

الى ملاك يضمني،

بصوت ظريف،

في ابتسام عذاب،

يضمـــــني.

بتفهم عمق،..ما،

في حسي، يعتمل.

و أشعــــر...

أنك حـــــوائي،

تكمـــل،...

نقصي الأيسر...وقد،

تداعى مني الأيمن.

   *   *   *

ورب رسائل،..من

عينيك،... فاطمة،

فقـــــط...

هذه لا أفهم.

أترنح أمامها،

أتلعثــــــم...

أقف...

تلميذا غبيا،

لا يعي ما يقرأ.

   *   *   *

كم أنت حبيبتي،

وأقولها الآن لك،..

مع اعتذاري،..

أن قلتها،

و الحق بنتاه،..

لا يحجب.

   *   *   *

لسان حالي .. يناشد،

لا تنهري شيخا،...

إليك هفا... 

بأجنحة،..

أعياه الطواف،

سقطــــت،..

على صدرك،..

منهارة...

في ظمئ ملتهب...

تحتضر.

   *   *   *

صدقيني،..فطيمتي،

إن قلت لك،

حييّ أنا منك،

لا بالوقوع بين يديك.

انما خجلي،

أن يسطو صباك،

على كبري.

أن يسقط الرّكح،

على البطــل،

و المســـرح،

بما فيه يحترق.

  *   *   *

أنت...لا تعين،

مدى انهياري،...

صغيرتي،..حين،

تمس يدي يدك،

حين تصب عيناك،

في مقلتـــــــي،

من خمر الشباب،

عنف التحدّي،

من جنون الآبق،..

تحت صمت خانق،..

يحتسي أدمــعي. 

وأشعــــر،أني... 

لاشيء، بقيت،

غير مقــاوم... 

نفذت،.. ذخائره

والعمر فيه، ينفذ،...

جور أحكـــــامه.

   *   *   *

مـــاذا أعطيك؟..

وبماذا أمدك؟...أو،

ما ترينني فاعل؟.

أمــام وجه،..

نوره يغشي...

وأنا الآن صرت،

أمـــامه الأعشى

أتحســـــــــس،..

كل شيء ألامس .

لا أميز،...

ان كنت،... من، 

حفرة  صـــاعدا،

أو...الى هوة،..

أتدحرج


                        سعيد الشابي

أين أنت ؟...قلم الشاعرة صفاء محمد

 أين أنت ؟

يا من أشتاق

فقد أشتعل الفؤاد

من الفراق شوقاً إليك

فكاد القلب

يتوقف نبضا 

فكلما أشتاق إليك

تجود عيني بالدموع

ليشتعل قلبي 

بنار الجوي

فجود علي بطيفاً

من خيال ساحر 

فقد حرمت الحرام

وشغلت البال

 بإشتهائك

لكنك كسرت 

كل القيود 

وتعديت 

علي حدود الحب 

فالشوق قد غلبني

فقادني دون وعي 

سلبت العقل والفؤاد معاً

في حبك الذي كبلني

و لا أملك قرار 

ولا أستطيع منك الفرار

فأنت تجيد فن الحوار

بل تجيد كل أنواع الحب 

فلن نفترق أبدا 

مهما طال الزمان 

فأنت لروحي روحا

يا كل الحب 

يا كل العمر 

الذي عانق عنان السماء

أعشقك يارجلا حلمت به

 وأعطاني الحب بسخاء

أين أنت يا من أحببتك ؟


بقلمي صفاء محمد




أجلس مع عمري..قلم الشاعرة إشراف رمضاني

 أجلس مع عمري... 

يسكب في فنجان السنين 

ثلوج مكعّبة

يفرش لي مع أوّل ريح العمر

خصلات شعري فتشيب

مع القهوة في سكّرها

بعدد اليتامى السّود في شَعري

ننقّي معا أحاديث الضحك

في قمح القلب الفائض عن الحاجة

بعد القهوة الأولى آخر العمر

ندمع من الذكريات و نلتقطها معا

نطرّز الثوب الأبيض في شيب الحكايا 

و نقلّم الياسمين القديم

على فساتين الأعراس التي

على عجل دون رضاها

و نزفّ للموت جنائز كثيرة

وجدناها مع قوارير الذكريات

نزرع على ضفاف كفوفنا صفعات بريّة

تليق بالريح و عمري 

ثم نرعى الأحزان كفراخ العصافير 

البكاء سماوات بالأجنحة الدامعة

تستشهد أمّهات الكلام و نحن... 

نرتشف قهوة العقد الرابع 

في أزقّة وحدتي أنا و عمري

نهب المشردين ارغفة بالمجان و الصبر

و تهبني المدينة عمرا جديدا

عمرا يشرب قهوة على شرفة جبيني

جبيني الصاعد نحو همّه

بالبن و الفناجين و شرفة

وأنا معي أحدث الريح وحيدة

إشراف رمضاني 

تونس

ضريح...قلم الشاعر حمدان بن الصغير

 *...ضريح...*

سنين  تبعثرت

و شتات ذره الريح 

و ضاع عرشي الذي

كنت عليه أستريح

فات الذي فات

حين إكتشفت

كل إنتصاراتي

وهم شقاء

بصدر جريح

ميت من قبل هذا

ما ضرني السلخ

إن صرت  الذبيح

تعصف الأقدار

و انت هنا

للقلب ضريح

               حمدان بن الصغير 

               الميدة نابل تونس

حد السراب...قلم الشاعرة منال سليمان صالح

 حد السراب


أشياء تشبهني

في الحب

طغيان بلا حدود

سجين ولد ومات

مفقود

ليل عاري بلاثوب

النجوم 

والكون غض الطرف 

ليخرس الشهود

مشاعر في ظلمة

تتحرق كالشموع

تنحت حبال الوصل

والعروة خوف تتهادی 

متعبة 

والدن لها مخمور

أشبه الحب فهو وأنا 

جبلنا من رحيق الكبرياء

حلم الكری 

رميت أحلامي في النصف

الفارغ من كأسك

هل ستلمحه عيناك

أصبح قدح المغيب يسامرني

علی خلجات الروح يطربني

حتی ضاق رحب المدی

والخطوات هشة بلا صدی 

ثائرة حائرة 

خلف جدار الشفق

تقص الرؤی

علی آخر مقعد يجيش 

الدمع الهارب من فتنة 

علی ثوب أهديته لي

ضاع

دمعا يلفح ظلي

أشياء تشبهني 

تمضي علی جراحات 

إنصرمت 

جهنم تستعر شوقا

طاعني والندب 

يبتل من ريقك  

حتی الظمأ 

ارتمی 

عذرا فالهوی يشبهني

قد أقام حد السراب 


منال سليمان صالح 

       شمس




الثلاثاء، 8 أغسطس 2023

سفر....قلم الشاعرة سعادمحمودي

 سفر..


سكبتُ عليّ...

 أريج السّؤال..

و تاه الجواب ..

.بعيدا ...بعيدا

و رحتُ أقلّب ..

فحوى سؤالي..

تراه بصيص..

 على وجه فجر!

تراه غموض...

 يعضّ اللّيالي !!

تراني أعود ..

من عمق بحري !!

تراني غرقت ..

في شبر حالي!!

هناك ..مرافئ ..

تبكي رجوعي...

و أخرى تلوّح..

 ابقي تعالي !!

"ألا...يا سعاد" ..

تغنّت و ناحت...

و ما الإسم إسمي..

 غريب  ..بدا لي

أنا ديدون ..

و صور تعرفني..

و بحري مديد ..

شديد المٍحال..

و مدّي عزائم ..

و مركبي قدري..

شراعي ضحوك ..

بوجه النّزال.

نذرت الدّموع ...

شرعت السّيوف ...

سيوفي لواعج..

 فكر يغالي..

أنا ديدون ..

رحّآلة...أبدا..

 وزادي سؤالي..

و نهجي ضياء..

صباح اخيط رداه...

بنور انفعالي ...

وجلد الأماني..

عليه بنيت .

.قصور خيالي

جنان تموج ..

بعمق السؤال.

فمالي؟؟ أعود..!!

إلى أساطيري!!!.

وما لي غير ..

الحروف دوالي !!


سعادمحمودي 

08\08\2023

.


ديدون  هي عليسة مؤسسة قرطاج.




لهفة وانتحار..قلم الشاعر احمد الشاعر

 لهفة وانتحار


انني اليوم اسير 

بين نبضي والانين 

طائرا كنت اطير 

وانتهيت من زمان


اين كنت واين كنا

اكتوينا واحترقنا 

حتى صار الوعد منا 

وعشقنا في هيام 


خنت عهدي وعهودي 

خنت نبضي ووجودي 

خنت قلبي يوم خنتي 

فعلى الدنيا السلام 


اسأل التاريخ عني 

اسأل شعري وحرفي

أسأل دمعي وحبري 

مات نبضي والغرام 


هذا بحري وقصيدي 

نزف حرف في وريدي

عله يشفي غليلي 

مات في الدنيا الامان


احمد الشاعر

مع تواصل مأساة «الحرقة»:.حين يتحوّل الشباب التونسي..إلى"وليمة لأعشاب البحر" بقلم الناقد والكاتب الصحفي. محمد المحسن

 مع تواصل مأساة «الحرقة»: حين يتحوّل الشباب التونسي..إلى"وليمة لأعشاب البحر"


 -سأرتّل،بصوتي العليل تعاويذ الأمل..وأكتب..ولكن الحياة الكريمة أقدس من النص،والفعل المقاوم أعظم من أن تحيط به الكلمات..-(الكاتب)


لا تؤثر الأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا على المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فقط،ولكنها تتعدى ذلك حسب الخبراء لتمس نفسيتنا ودواخلنا..فالتونسي اليوم مريض بما مرضت به البلاد من احتقان وعنف تجاوز كل الحدود المتعارف عليها في مجتمعنا.

والمتتبع لما يكتب وما ينشر خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تشكل بلا منازع المرآة العاكسة لكل انفعالات التونسيين والتونسيات يلاحظ بسرعة علامات التشنج الواضحة في الخطابات وفي السلوكيات من كل الأطراف بدون استثناء..

بين واقع إجتماعي و إقتصادي صعب و سلطة تهب رياحها دون أن تسقي رحيق أحلام شباب الوطن وماء المتوسط الهادئ،آثر آلاف الشباب البحر واختاروا الهجرة بحثا عن مرسى لأحلامهم التائهة,قبل أن يكتشفوا أن للكون حافة و للأرض منتهى يقود للهلاك أين إنقلبت مراكبهم و إنغمرت أمنياتهم بأمواج الموت التي حفظت مسارهم و إقتاتت مراكبهم لسنوات عديدة .

بعد أقل من يوم على فاجعة مركب قرقنة التي راح ضحيتها قرابة الستين (العدد كان زمنئذ كان مرشحا للإرتفاع)،رُفع الغموض على عديد التساؤلات التي كان أبرزها هويات الضحايا,تساؤلات طرحها الجميع إلا أمهات المهاجرين اللواتي إنشطرت قلوبهن بين أمل إنقاذ وهاجس فقدان وشبح إنتشال..عبارات لم يكنّ مخيرات في إنتقاء إحداها،غير أن الواقع فرض عليهن الإنتظار بعين باكية و جسد مرتعش وقلب وجل..

قبل أن يرفع بعض الستر-وقتئذ-حين أعلن مصدر طبي لمندوب-الصريح بتطاوين-(كاتب هذه السطور)أن أغلب الناجين ينحدرون من ولايات قابس و مدنين و المهدية و تطاوين و القيروان وسيدي بوزيد و القصرين،ما يؤكد مجددا أن ولايات الوسط و الجنوب خاصة،هي الخاسر الأكبر في فواجع غرق مراكب الموت في كل عملية هجرة غير نظامية لسنوات عديدة.. ,فالحوادث المماثلة السابقة شهدت أيضا ضحايا كُثر من ولايات الجنوب التونسي.

ما أريد أن أقول في هكذا ىحزن كافر..وقهر سافر..؟؟

أردت القول..كمن ينثر الورد في واد غير ذي زرع.. هكذا صارت حالنا بعد عقد ونيف من ثورة دحرجت رؤوسا كثيرة وردّت الإعتبار لمن نال منهم الظلم والظلام في نخاع العظم..

ننحن بواد و-الحكومات المتعاقبة-بواد آخر،تنبئنا مع اشراقة كل صباح بأنّ قوافل الخير المحمّلة بجرار العسل في طريقها إلينا..ستفيض بلادنا لبنا وعسلا..قليلا من الصبر فقط...يّها الشعب العظيم..

الكل ينآى بنفسه عن الواقع الأليم الذي تتحفنا به قنواتنا الوطنية في كل نشراتها الإخبارية: اعتصام هنا..واحتجاج هناك..واضراب يلوح في الأفق سيشمل كل القطاعات..قوارب موت تحمل على ظهورها شبابا في عمر الزهور سقطتت بمن فيها في عمق اللجة..

ولنا أن نفرح.لنا أن نهلّل.وطوبى للحزانى لأنّهم عند الله يتعزّون.

قيل لنا أنّ تونس ستشبه بعد الثورة جنّات من تحتها تجري الآنهار.

وقيل لنا أيضا أنّ الحرية سينتشر عطرها في الأقاصي حتى يزكم الأنوف..

 أما أرغفة الخبز فسيكون عددها أكثر بكثير من عدد الأفواه الجائعة..

جاري فقط نبّهني لأمر جلل..

جاري الذي قدّم ابنه مهرا سخيا لعرس الثورة قال لي : لا تؤذّن مع المؤذنين في مالطا،فلن يسمعك أحد..! 

هكذا صارت حال كل من ينتقد الوضع الراهن..

-الثورات العربية-وعدتنا بأنّ الخيرات ستتوالى. وسيعمّ الخير و الرفاه بلاد العرب من البحرين حتى أقاصي بلاد شنقيط موريتانيا العظمى،وستنال الصحراء الغربية نصيبها من الغنيمة أيضا.

وعلى العرب أن يفرحوا.عليهم أن يهللوا للصدقات أمريكية هذه المرة.

ولهم أن يبتهجوا بالنظام العالمي الجديد صانع المعجزات..!!

وكافر من يردّد قول المسيح..ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .

الكل يهرب من الواقع المؤلم،يحتضن طموحاته مرغما ويمضي بها.

من اعتقد أنّ الدين هو الحل لحلحلة الملفات العالقة ارتدى جلبابا "أفغانيا" وأطال لحيته وانتهى إلى أنّ الديمقراطية كفر وضلال.

أما الذي يرى في "البروليتاريا" قوّة ضاربة وقادرة على ترجيح الكفّة لصالح الفقراء والجياع فانبرى ينظّر ويرمي -اللوم-جزافا على الناخبين الذين لم يهدوا له أصواتهم،وأشاحوا بوجوههم عن برامجه الثورية الواعدة..موضّحا أنّ الطريق إلى جهنّم مفروش بحسن النوايا..

البعض منا أصيب بالفصام أيضا : يصفّق -للنهضة- صباحا..وينتصر للقوى التقدمية عند المساء..!

الشباب لعن الساسة..والساسيين واستيقظ من-غفوته-بعد أن حلم طويلا بجنات تجري من تحتها الأنهار جادت بها ثورة التحرير..و"أهدى" نفسه مهرا سخيا لبطون الحيتان في عمق الأبيض المتوسط ..

لم يكن عبد المجيد المؤدب(الشاب اليافع المنحدر من أصول عريقة) أولهم..ولا غسان المحسن (إبن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي (مندوب الصريح) محمد المحسن آخرهم.) فالقائمة لا تزال طويلة..والموت السافر يكشر عن نابه الأزرق المتوحش وينتظر المزيد..

كم أنت جشع أيها الموت اللعين..؟

وكم قلبك متحجر يا بحرنا الأبيض المتوسط..؟..

وكم أنت جشعة يا-حكومتنا المؤقرة-يا من تخليت عن شبابك الذين كانوا بالأمس القريب وقود ثورة التحرير وشرارة اندلاعها و"رميت بهم "إلى الماوراء حيث نهر الأبدية..ودموع بني البشر أجمعين..

أما أنا فمازلت ألعن أم الإنتهازيين وخالاتهم من الرضاعة..والأمم المتحدة..وكلّ قوى الخراب في هذا الكوكب الأرضي الكئيب..

لم أعد أعرف ماذا كان يجب عليّ أن أفعل،أخذت جرعة من الأمل،ثم دسست طموحاتي بين كتب الأدب،واعتبرت الكتابة جدارا أخيرا أحتمي به من الإنكسار.

لعلي آمنت بأنّه لا فائدة من -الحكومة التي لا تحتضن شبابها وترعاهم-إذ هي ظلّت تعزف على نفس الوتر:التنمية قادمة..العدالة الإجتماعية في طريقها إلينا..والخير والرفاه سيعمّ البلاد من شمالها إلى جنوبها..وداعا أيها الفقر اللعين..!

أنا لا أراهن كثيرا على-حكومة أحمد الحشاني-سيما وأن شبابنا أصبح-وليمة لأعشاب البحر-ولكن حضور الأمنيات القليلة اللطاف أفضل من غيابها الكلي..لذا سأرتّل،بصوتي العليل تعاويذ الأمل..وأكتب..ولكن الحياة الكريمة أقدس من النص،والفعل المقاوم أعظم من أن تحيط به الكلمات..

كان يحدوني الأمل قليلا وأنا أتابع خطابات -رئيسنا العظيم الراحل سي الباجي-(رحمه الله) وهو يذكّر الجميع بحكمة ورثناها عن أجدادنا : لا تغلّب الفتق..على الرتق..واطلب المستطاع إن أردت أن تطاع.. ثم يتعهّد بإتخاذ اجراءات صارمة ضد الإرهاب.. "فينتفض جبل الشعانبي هلعا..ووجلا..

يا رئيسنا الفذ-رحمك الله-كم كنا نحتاج قليلا من صبرك الرباني فالرّوح محض عذاب.فبيوتنا تكاد تتحوّل إلى بيوت للعزاء تأسفا أليما على شباب ركبوا قوارب الموت فأستقروا-كما أسلفت- في بطون الحيتان..

إعلامنا المؤقّر -أبهجنا-بعودة-رموز التجمّع-إلى الواجهة كي يعلموننا المبادئ الأساسية للديموقراطية الحقيقية..وحقوق الإنسان!! علنا نأسف على رحيل -المخلوع/الراحل-ونذرف دموعا سخية بحجم المطر على الإطاحة بحزب التجمّع اللعين..

ثمّة في العيون غيظ مكتوم..

وطوبى للثكالى لأنهن عند الله يتعزين..

رئيس الحكومة (يحفظه الله) قد ينبئنا  بأنّ أوضاعنا الإقتصادية ليست على ما يرام،أما بخصوص القروض الذي "يتكرّم" بها علينا صندوق النقد الدولي فستخصّص للإستهلاك بدل التنمية،وما علينا والحال هذه،إلا أن نواجه مصيرنا الكئيب بأمعاء خاوية..بعد أن تراجع الدعم العربي وشحّ المال والماء والأمل..

وإذن..؟

علينا إذا،أن نهلّل..ولنا أن نبتهج بالثورة التونسية المجيدة صانعة المعجزات.

وكافر من يردّد قول المسيح ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان..

رئيسة حكومتنا السابقة "أبدعت" في التصريع..بمعنى إثخان الجرح ورش الملح عليه بدل لملمته وتضميده..صادقة أنت وصريحة..يا رئيسة حكومتنا المنصرفة..!

غريب أمر هذا الشعب التونسي لا يكتفي بالخبز بديلا عن الحياة والكرامة. 

مدهش أمر هذا الشعب الذي أربك بثورته المجيدة أصقاع العالم..

عظيم هذا الشعب الذي مضى لملاقاة دبابات وعسكر ولا سلاح معه غير جسده وإصراره،فمعنى ذلك أنّ المقدّس فيه قد تجلّى.

أفتح الأنترنات و-أتسكّع-بين مواقعه فأبتسم للتعليقات الساخرة على صفحات -الأصدقاء الفايسبوكيين-على مردود الحكومة وعدم قدرتها على ترتيب-ما بعثرته الفصول -لشعب أنهكه طول الإنتظار و من ثم دعوتهم للإعتصام غدا أو بعد غد..لا يهم..المهم أن لا تتوقّف الإحتجاجات والإعتصامات،وما على الجميع إلا أن يحملوا معهم زجاجات المياه المعدنية وعلم تونس وأحذية مريحة وسندويتشات تكفيهم طوال مدّة الإعتصام..ويستلهموا من أبي القاسم الشابي المعنى الحقيقي للمجد والكرامة..

عجيب أمر هذا الشعب التونسي الذي يرفض أن تنتهي الحياة إكراما للذين تسابقوا للموت إعلاء للحياة..وتمجيدا لها..

هذا الشعب التونسي العظيم يعلم علم اليقين أنّ هناك من عقد العزم على إبادة الحياة وعلى إفسادها وتحويلها إلى جحيم.وهو على يقين أيضا بأنّ -المفسدين في الأرض-يستدرجون الحياة إلى الهاوية.وهاهم جنودنا البواسل ورجال أمننا الأفذاذ يتسابقون إلى الموت لأنهم مؤتمنون على استمرارية الحياة. 

من هنا تستمدّ المواجهة لديهم عنفها المدوّخ الضاري.

تونس يا مهد الثورات العربية.تونس..يا خضراء..ذات ربيع رحل أوكتافيو باز*. كتب شعرا ثم رحل.لست أنا القائل بل هذا الشاعر الذي اسمه أوكتافيو باز هو القائل : "لا يجب علينا أن نترك التماسيح الكبيرة تصنع تاريخ البشرية،إنني لا أستبعد الإنهيار الأمريكي فالتاريخ لا يمكن أن يتحمّل إلى ما لا نهاية هذا الإلتحام الهائل بين الموت والموت.لذلك أدعو دول العالم الثالث إلى العودة إلى الجوهر،وإلى الوقوف وقفة واحدة في مواجهة الجحيم."

حتما لم يكن أوكتافيو باز يدري أنّ التونسي سيقف في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وحيدا. و"سي الباجي"رحمه الله-دعا أيضا شعبه إلى الوقوف في وجه الإرهاب بجسارة من لا يهاب الموت..ألغى ذات مرة سفره إلى جينيف.. ثم قرّر حالة الطوارئ وحظر التجوال بتونس الكبرى..أما اتحاد الشغل -يحفظه الله- فقد ألغى كل الإضرابات..

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،بل بذاكرته المنقوشة في المكان..أزمنة متراصة مكثّفة.

هي ذي تونس إذن.زمان تكثّف حتى غدا مكانا وحكايات،أقاصيص وملاحم،سماء تنفتح في وجه الأرض،أرض تتسامى وتتخفّف من ماديتها حتى تصبح كالأثير.ثم يلتقيان.

 الأرض والسماء يغدوان واحدا.

هي ذي تونس اليوم مجلّلة بالوجع ومخفورة بالبهاء : أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء.. ثمّة فسحة من أمل..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم.

سلاما لأرواحكم الطاهرة يا من قدمتم أنفسكم -قسر الإرادة-إلى بطون الحيتان..هربا من جحيم يبدو أننا غدونا نعيشه جميعا بعد أن إقتربنا من هوة اليأس وغدونا منها على الشفير..

سلاما ثانية لروحك الطاهرة يا غسان المحسن..يا نجل الكاتب الصحفي الذي نالت منه المواجع في نخاع العظم"محمد المحسن..

على سبيل الخاتمة:

في السنوات الاخيرة،غلبت على السياسات الاوروبية،أكثر فأكثر المقاربة الامنية،لكن أمام تواصل تدفق المهاجرين،تسعى الان بكل الطرق للتخلص من ازمة تدفقهم عبر ترحيلهم الى بلد اخر من خلال ابرام صفقات مع الحكومات،مثلما وقع مع تركيا،وحسب المراقبين فإن كلا الحلين،الامني أو الترحيل،غير ناجعين ما دامت هناك معضلات عميقة في جنوب المتوسط، منها الفقر والبطالة والقمع السياسي والحروب الاهلية.

وحتى اتفاق مراكش الاممي حول تحقيق «هجرة امنة ومنظمة ومنتظمة « التي صادقت عليه 164 دولة في العالم،خلال شهر ديسمبر 2018،فقد أظهر انقساما حادا ضمن دول الاتحاد الاوروبي،رغم صبغته غير الالزامية،حيث اثارت نقاط عديدة،منها «تحسين الخدمات الاساسية للمهاجرين» و»العمل على ان لا يشوب تقديم الخدمات اي تمييز ضدهم»حفيظة حكومات يمينية في اوروبا.

أمام فشل كل المحاولات،ربما حان الوقت ان تنظر أوروبا الى الهجرة نظرة مغايرة وتواجهها عبر استراتيجية بعيدة المدى استراتيجية تقلل من ردود الفعل الامنية،وتأخذ في الاعتبار مبادئ حقوق الانسان وتكرس التضامن الدولي،عند ذلك فقط يتحول المهاجرون،بكافة اصنافهم،من عب،إلى عامل اثراء تستفيد منه دول المنشأ والدول المضيفة.


محمد المحسن


*أكتافيو باز (31 مارس 1914 -19 أفريل 1998)، أديب مكسيكي.ولد في مدينة مكسيكو. حصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1990 ليكون بذلك أول شاعر وأديب مكسيكي يفوز بهذه الجائزة.

عرف بمعارضته الشديدة للفاشية،وعمل كدبلوماسي لبلاده في عدة دول. 

تشعب نشاطه في عدة مجالات،فإلى جانب كونه شاعراً فقد كتب أيضاً العديد من الدراسات النقدية والتاريخية والمقالات السياسية.




طفولة ضائعة/…قصَّة قصيرة جداً ....قلم الشاعرة .. ليلى عبد الواحد المُرَّاني

 طفولة ضائعة/…قصَّة قصيرة جداً

ليلى عبد الواحد المُرَّاني


توقَّف طابور السيارات عند إشارة المرور الحمراء، ركض لاهثاً يحمل علب السجائر، وسبع سنين من عمره؛ يحملها جسد نحيل يحتمي من سياط البرد خلف ( دشداشةٍ ) مُمزَّقة؛ نقر بيدٍ ترتجف على زجاج السيارة، وعرض بضاعته... نظرت إليه باستخفاف وأشاحت بوجهها.. صرخت صغيرتها:

- ماما، اشترِي منه علبة...

- لكنني لا أُدخّن يا حبيبتي...

- ولو ماما، اشتريها وأعيديها له...

قبل أن تتَّخذ قرارًا، أضاء الأخضر، فتسابق طابور السيارات مُسرعاً... بكت الصغيرة، وعدتها أمها أن تشتري منه في المرّة القادمة... وفي كلّ مرّة تبحث عينا الصغيرة الدامعتان عنه.. دون جدوى...




وهجَ الروح ...قلم الشاعرة مسعوده مصباح

 وهجَ الروح 


يا وهجَ الروحِ

عندما  نلتقي 

و تشرقُ  شمسُ مأقيناَ

حين دهشةٍ يُتَيَمُ القلبُ

و يُزرعُ الورد في أمانينا


و ننسج الدربُ إحساسٌ

من حبٍ و عشقٍ

و اغنية مالوف 

في مدحِ قسنطينة


و ترقصُ  الكلماتُ في فرحٍ

و لقاء من غير موعدٍ

يجمعنا النهار ألوان 

تعبِرُ بكل ما فينا َ


لعلى الحبَ ينعِشُ ثقافتنا

و نرسم للرقيِ عنوانا


في الشعرِ و الأدب 

و موسيقى مالوفٍ

 الحان من اغانينا 


مسعوده مصباح



الفراشة..قلم الشاعر علي السعيدي

 ... الفراشة ....

يجيء صوتك

أنا هنا وأنت هنا

يا أنا

يتسلل اللّيل

تنفجر داخل أوردتي

كثيرا من الينابيع

وأنت فراشة تلعب بي

ومعي ...

... علي السعيدي ...