آخر المنشورات

السبت، 24 مايو 2025

دعتني... لها بقلم الأديب د. قاسم عبد العزيز الدوسري

 دعتني... لها

قالت تعال 

وهات رجولتك

لا تبتئس

 فأنا رهن إشارتك 

خذ ما تشتهي

 من روضتي..

نضجت جناني

 هيت لك..

أنظر

 إلى جسدي الجميل

الليلة هذي ليلتك...

قبلتها....

عانقتها....

قالت رويدك...

أسألك...؟

هل تبتغي مني الوصال...؟

قلتُ نعم....

قالت إذن فأنا معك...

إطفي الضياء 

هيّا إقترب...

الليلة لك.. ..


قاسم عبد العزيز الدوسري



الجمعة، 23 مايو 2025

شموخ..فوق زخّات الألم بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 شموخ..فوق زخّات الألم


"إذا أردتَ ألا تخشى الموت،فإنّ عليك ألاّ تكفّ عن التفكير فيه" (snénèque)

... 

..المطر يغسل الفضاء،وحبّاته تسقط على الأرض فتتناثر أشبه بخيالات تولد وتندثر،وعلى المدى تنطرح الأضواء فوق المستشفى الأكثر بياضا من العدم،تذكّر أنّ ثمّة بشرا يعيشون أيضا..

لقد اكتشف الطبيب الصّارم-المرضَ الخبيث-الذي توغّل في رئة أبي وبدأ ينخرها بشراهة فجّة،مما جعله يحدّد موته برتابة إدارية مرعبة!..هذا الإكتشاف المفجع أجبرني على العودة به إلى البيت حيث سيكون الوداع الأخير.

أنا الآن،مثقل الذهن من رؤياه،مكدود المشاعر،إلا أنّ تألّمه لم يكن يثير من الألم بي،أكثر مما يثير سخريتي من الحياة،فإنتهاء الإنسان إلى مثل هذا المصير لا سيما بعد أكثر من نصف قرن قضاه يعطي الحياةَ حيويّته ونضارة صباه،هو ضرب من العبثيّة التي لم أستسغ كنهها بما فيه الكفاية..لقد غدا أبي في عداد الميت،وانخرط في عدّ أيّامه بصبر الأنبياء..هكذا بعد أكثر من نصف قرن أعطى فيه الحياة أضعاف ما أخذه،يحيله المرض إلى كتلة من عذاب..

فجر يوم الإربعاء.. على الساعة الخامسة ألما

إنّه ليس معقولا أن يموت أبي،كما أنّه ليس معقولا أيضا أن يعيشَ على تخوم الألم،ومع ذلك فلا شموخه فوق زخّات العذاب عجّل برحيله،ولا أنا قبلت بأن يموت،رفضان في تناقض محتدم،إلا أنّهما محتدمان بصورة قدرية..وذلك هو جوهر أحزاني..

قبيل إنبلاج الصّبح بقليل سرحت فيما يبدو أكثر مما ينبغي فأغفيت"..رغبت في البكاء،بكيت دون دموع..تراءى لي والدي بوجهه المهيب،ورجولته الفيّاضة،خيّل إليَّ أنّه عاتب عليَّ"أنت نسيتني-قال لي-ومن حقّك أن تنساني..فمَن غاب عن العين ينساه القلب..!"

صرخت بملء العقل والقلب والدّم:" لا يا أبتي لن أنساك..لن يطويك الزّمن..لن يباعد بيننا..الزّمن لن يطوي أمثالك ممن خبروا شعاب الجبال،وقفْر البراري..ستعود كما كنت جوّاب آفاق يصبر على المكاره..ليس من السّهل أن تتوارى خلف التخوم،ولا أن تضيع ولا أن تموت..ولا أن.." استفقت على أبي يئنّ بصمت حزين..لقحته فوق ذراعيَّ ومشيت به،فشعرت كأنني أحمل كيسا من العظام..أدخلته"دورة المياه" وأمسكت بيديه حتى إنتهى،ثم حملته من جديد..كان حزنا صعب المراس يلتحف بأضلاعي..

صباح يوم الخميس.. على الساعة السادسة حزنا

دخلت الغرفة فرأيت أبي مسجى،وقد تميّع مرضا،وتحلّقت حوله أخواتي،انقبض قلبي بسرعة وأسرعت إلى جانبه،كانت شفتاه تتحركان وعيناه مغمضتين بعنت وألم،وهيكله هامدا ساكن النبض..اقتربت منّي أمّي وهمست في أذني بصوت مكتوم:" لا تحزن يا ابني..الحزن ماء غريب لا يغسل ما يجب غسله إلا في لحظات هاربة".." لا يا أمّي..إنني حزين..الحزن حالة من الهمود كالقهوة التي تفور وتفور،ثم تتراجع وتستقر في قاع الركوة.أنا قهوة فارت وهمدت..جسد يتلوّى في فيض الألم..أنا كتلة من ألم..ترى يا أمي،هل سيطوي الموت جناحيه الأسودين على أبي..؟ إلتفت صوبه ثانية،فرأيته يعضّ شفته السفلى بعنف وقد تيبّست يده تحت جنبه الأيمن..وتهادت الأوجاع على صفحة وجهه غائمة كأطياف مراكب الصّيد عند الغسق..

عند المساء

حين الظلمة تبرك على الإمتداد على حيّ نابت في مكان ما من الجنوب..تتحرّك كائنات بشرية وسط الفراغ،وتتململ بعض الأصوات التي تحملها الأحزان وتطوّح بها بين أركان البيت..في تلك اللحظات المنفلتة من عقال الزمن..يتوجّع السكون ويصاب الصّمت النبيل بجراح يفقد على إثرها اللّيل سرّه..ثم يتعالى الأنين ويتعاظم الألم فترتجف قلوب أعتى الرجال..وتبكي عجوز بصمت جليل:

-رفيق دربي يموت..

-لا لم يمت..

-استدع الطبيب يا "محمد"

-لا..لم يعد يفيد..

وسط البيت ينفلت فراغ ممل،صمت غير محدود،وفي هذا الفراغ الجائع المحموم تصنع الرّيح ارتعاشاتها في المدى صوتا يحاكي نحيب الأرامل..اتجهت صوب أبي،ذاهل اللب والخطى ينهشني في داخلي خراب كاسح،ويتناهى إلى سمعي أنين قاهر ما فتئ يتضاءل كالرّجع البعيد..اقتربت منه فألفيته مسجّى وقد اعتصره الضمور واعترى جفونه ذبول وحاقت بعينيه أورام وغشيت وجهه سحابة من عذاب كافر..أمعنت النظر فيه فوجدته يتلوى كنبات زاحف والكلمات تندغم في حلقه..وشيئا فشيئا ارتخى جفناه كستارة تسدَل وتشابكت يداه وهما تضغطان على الألم في صدره،ثم بدأ يتكوّم ويرتخي وبين التكوّم والإرتخاء تضيء عيناه وهما تبحثان عن وجهي لينظر تلك النظرة التي ستورثني الحزن الأبدي..

استيقظ من نوبته الأخيرة،فاقتربنا منه حتى لامست أنفاسنا جسده الواهن،ولقد راح بعد ذلك يتمتم بخفوت،كلمات لم نكن نسمعها بوضوح،إلا أنّها تذكّرنا برفاق دربه الذين مضَوا وتواروا خلف الدروب،ومن ثمّ أدركنا جميعا أنّ هذه الكلمات لا تعدو كونها صوتا مختنقا لزمن يسقط في الأفول..فهمنا من أبي،ببضع إشارات وغمغمات متعبة،أنّه يريدنا أن نقترب منه،ففعلنا،ومدّ يده فمددنا أيدينا ووضعناها عليه،سحب يده الثانية ووضعها فوق الأيدي كلّها،وفي تلك اللحظات كانت أمّي تبكي بدموع سخية،أما أختي الكبرى فقد كانت الكلمات تخرج من شفتيها باردة،بطيئة لا معنى لها مصحوبة بنظرة شاردة لم تستقرّ على وجهي أبدا..وفيما عدا ذلك فقد استمرّت تقرأ الآيات التي حفظتها من القرآن منذ أربعين عاما..

الجمعة.. قبيل الرحيل الأخير

لم يعد بوسع أبي أن يحرّك أطرافه،كما لم يعد بوسع إخوته الأفذاذ أن يرفعوا رؤوسهم عنه،وفي تلك الساعة العصيبة كاد الزمن أن يتوقّف أو هكذا خيّل إليَّ..وفي تلك الساعة أيضا شعرت بالدّمع يطفر من عينيَّ،وبألم هائل يجتاحني ويعتصرني..والتفت فجأة نحوه فرأيت عينيه تتثبتان على وجهي،ورأيت جفنيه ينحسران إلى أقصى محجريهما كأنهما تريدان أن تتركا لعينيه أوسع رؤية ممكنة في آخر لحظة بالحياة،وراح بريق عينيه يذبل كذبالة سراج منطفئ،أو كحجر مرو أملس مبلّل يوضع تحت شمس حامية تبخّر الشمس رطوبته شيئا فشيئا..صرخت أمّي صرخة مزقّت وشاح الصّمت:

-استدع الطبيب يا"محمد"

-لا..لم يعد يفيد..

الآن بدأ خدر البرودة يحكم قبضته على جسده..وببطء شديد راح يغطّ في موت عميق..

عندما تبهت الأيّام،وتنطفئ في عين النّهار إبتسامة حاولت كثيرا أن أغذيها بدمي،يتعالى صراخ من هنا،أو نحيب من هناك،وتتوالد حول الأحداق أحزان كثيرة وعابثة الشعور،تذكّر أنّ الإنتهاء قد اقترن بكل شيء.

عند المساء مات أبي،بكل حتمية..مات وهو يوصينا ألا نختلف..ويلفت رعايتي لأمّي بإعتباري سندها الوحيد.

لقد تجرّأ الموت وسأل أبي لماذا يعيش..؟! ولا بدّ أن يكون المرء سخيفا ليسأل الموت عن علاقته بنا.غير أنّي صرت سخيفا لحظة من زمن..وفي تلك اللحظة عندما نظرت إليه يستلقي في استقرارة أبدية بلا عيون سألت لماذا يموت أبي؟! وأدركت أنّ السؤال قدريّ..وأدركت كذلك أنّ الوزر الذي خلّفه لي سيثقل كاهلي..وقد أنوء بحمله أثناء عبور الدّرب الأخير..


محمد المحسن



العقلية الماراثونية بقلم الكاتبة دنيا صاحب – العراق

 العقلية الماراثونية

دنيا صاحب – العراق


العقلية الماراثونية هي بنية ذهنية تتّحد فيها بصيرة الاستنباط بضياء التنوير المستمدّ من الفكر المقدّس لتلاوة القرآن الكريم. تتسم هذه العقلية بالصدق والحرية في جميع أنواع فنون التعبير، وتتميّز بقدرتها على اختزال الزمن، من خلال إنجاز المهام بسرعة وكفاءة عاليتين، مقرونة باتساع الرؤية الفلسفية ووضوح الطرح عبر أساليب متعددة. فكلّما اتضحت الرؤية وانكشف الحجاب عن بصيرة القلب، توسعت العبارة، وانساب المعنى المسترسل .


تُعرف هذه العقلية بقوة تركيزها، وسرعة بديهتها، وحُسن اختيارها، وإصرارها على بلوغ أهداف رؤيتها البعيدة المدى. إنها تتجاوز النمط التقليدي، وتبتكر منجزات غير مألوفة. ومن خلال أفكارها، تخوض سباقات ماراثونية شاسعة في ميادين الفكر والروح والثقافة، بتجارب تتجاوز حدود الإدراك العقلي، لترتقي إلى ما هو خارج نظام الأسباب في سياق الحياة الاعتيادية.


إنها عقلية تحقّق النجاحات المتواصلة، وتفوز بالكأس الذهبي لما تمتلكه من سعة خيال، وصفاء ذهن، وبصيرة منفتحة على البُعد الروحي العاشر وما بعده — تلك هي عين الروح التي تطّلع على الحقائق المخفية. هي عقلية المتنوّر بتراتيل الروح وآيات الذكر الحكيم، عقلية ذات أنماط سماوية، مؤلفة من نبوغ رؤية عميقة في معرفة جوهر الاشياء ، وعزيمة راسخة، وشغف وثبات دائم لا ينقطع على وتيرة من الجهد والإصرار، في سبيل كشف الحقائق المستترة، وبلوغ قمة الهرم الطاقي الكوني.


ويتجلّى جوهر هذه العقلية في رفض الاستسلام أمام أي عائق، بل في التقدّم بثقة  نحو تحقيق الأهداف. إذ ترى العالم بعين منفتحة .. العين البرزخية  تعيش في نور إلهي، مؤمنة أن التوفيق والنجاح يتحققان — بإذن الله — كمعجزة قد تُنجز في لحظة أو أقل.


وصاحب هذه العقلية لا يرضى بإنجاز عابر، بل يؤسّس لمسيرة متكاملة ترتكز على وعي كوني وبصيرة منفتحة على آفاق الوجود، مدركًا أن كلّ خطوة، مهما بدت شاقّة، تقترب به من الغاية المنشودة.


وتتجلّى هذه العقلية أيضًا في المران اليومي، كما لدى الرياضيين، إذ تسعى إلى التميّز والتفوّق في شتّى ميادين الحياة: في العلم، والفن، وريادة الأعمال، والإصلاح الثقافي، والسياسي، والاجتماعي، ولا سيّما في ميدان التربية والتعليم. وجميع مناحي الحياة ومن يتحلّى بها، يُدرك أن الإنجاز الحقيقي يكمن في النجاح ضمن رسالة كونية واعية، وفي القدرة على الاستمرار، وتجاوز التحديات النفسية والجسدية معًا.


وتنمي هذه العقلية صفات جوهرية مثل: الإيمان العميق بالقضية مع الإله، والصدق، والأمانة، والإخلاص، والحرية، والجد، والمثابرة، والثقة بالنفس، والتفكير البعيد المدى، والانفتاح على آفاق غير محدودة، مقرونة بالتزام بالتمرين اليومي و بعمل متقن يقود إلى نجاح متسارع. وهي، في جوهرها، نقيض "عقلية النتائج البطيئة" التي كثيرًا ما تفضي إلى خيبة أمل أو تراجع.


وفي زمنٍ تتسارع فيه العتمة، وتُستبدل الجهود الواعية ببدائل تكنولوجية جوفاء، تبرز العقلية الماراثونية كقيمة فكرية وإنسانية متجذّرة في المثل العليا. فكلّ ما يُبنى بوضوح، وعلى أسس من منطق سليم وكلمة حرّة نابعة من يقين الحدث ، هو الأبقى أثرًا، والأجمل في سجلّ الإنجاز.


إنّ الرحلة الماراثونية للعقل هي رحلة مقدّسة، لما تحمله من أفكار عظيمة وتجارب روحية وإنسانية تسمو فوق الواقع المادي، متجاوزة حدود الإدراك السطحي، لترسم المعنى الحقيقي والعميق للحياة، كما في الرحلة النبوية لنبي الله موسى مع الخَضِر عليهما السلام — حين تتجلّى الحقيقة في باطن الأمور، ويُعاد تعريف الزمن، الحقائق، العلم، والمعرفة، والغاية، وبلوغ النتيجة إلى زمن الظهور .



الإرادة التي لا تقهر بقلم الإعلامي خالد السلامي

 الإرادة التي لا تقهر

خالد السلامي 

منذ اكثر من سبعةٍ وسبعين سنة وحكام العرب الافذاذ متمسكين بالأمم المتحدة ومنظماتها  وملتزمين حرفيا بقراراتها وتوصياتها حول كل قضاياهم المصيرية على أمل أن يتحقق لهم شيء من أبسط حقوقهم ولو حسب قراراتها على ما فيها من ظلم واجحاف دون جدوى تذكر ورغم تطاير الحكام الواحد تلو الاخر منذ اغتصاب فلسطين الى اليوم باستثناء القضايا التي تمس مصالح كبار الأمم المتحدة الذين يتحكمون في قراراتها او التي تغيير من واقع فرضته على منطقتنا فإنها تجتمع وتقرر وتنفذ فورا بينما مصالحنا وقضايانا تبقى محصورة فقط في دائرة القلق الابدي المزمن للأمم المتحدة وامينها ألعام والكبار المؤثرين فيها دون التحرك تجاهها ولو قيد انملة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف حكامنا امام العدو الخارجي والمنظمات الاممية الداعمة له والمتجاهلة لنا عدا القلق المنافق الكاذب الذي لا يدل الا على النظرة الدونية التي ينظر بها هؤلاء إلينا والاستخفاف المذل لأمة اذلها حكامها قبل اعداءها فكلما ضاع لهم حق انبروا بالشجب والاستنكار واللجوء الى الأمم المتحدة ومجلسها المحكوم بدكتاتورية الفيتو  وهم يعلمون جيدا أن الحق لا يعيده الا الرجال الاشداء الذين يقولون ويفعلون دون اللجوء إلى التوسل والتباكي على أبواب محكمة الفيتو الذي أُعِدَ خصيصا للعرب دون غيرهم حيث لم نسمع بفيتو استخدم ضد اية قضية غير عربية  . متى يكون عندنا رجال كالرجال العظام الذين يقودون الباكستان حيث الحسم القوي الفوري لأي عدوان او تهديد يمس امن بلدهم دون الشكوى لمن لا يعملون شيء سوى القلق وطلب ضبط النفس الى ان تضيع الحقوق وتداس الكرامة وتهان الدولة وشعبها .

فمتى نمتلك تلك الإرادة الباكستانية التي لا تقهر مع انها دولة واحدة ونحن ( ٢٢ ) اثنان وعشرون دولة و(٢٢)  اثنان وعشرون جيشاً ومختلف صنوف القوى العسكرية والاستخباراتية والامنية التي لا يبدو انها تعد لمجابهة الاعتداءات الخارجية انما فقط لمواجهة الشعب وحماية الحاكم .



قيمة التكريمات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: بين الاحتفاء والانتقاء/بقلم د. موسى الشيخاني

 قيمة التكريمات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: بين الاحتفاء والانتقاء/بقلم د. موسى الشيخاني


قيمة التكريمات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي: بين الاحتفاء والانتقاء .. بقلم د. موسى الشيخاني 

 

التكريم الإلكتروني: احتفاء مستحق أم مجاملة افتراضية؟

 

هل تكفي قصيدة على فيسبوك لتصنع "شاعرًا مكرّمًا"؟

 

بين التكريم والتسرّع: أزمة القيم في منصات الأدب الرقمية

 

الاحتفاء بالمبدعين على الإنترنت: إشراقات أم إسراف؟

 

التكريمات الأدبية عبر التواصل الاجتماعي: من يقرر ومن يُكرم؟



وسائل التواصل والتكريمات الأدبية: صعود رموز أم تضخيم ظلال؟

 

المنشورات لا تصنع مكرمين: ماذا عن المنجز الحقيقي؟

 

تكريم أم ترويج؟ أزمة المعايير في العصر الرقمي

في عصر الرقمنة والانفتاح الإعلامي، باتت منصات التواصل الاجتماعي ساحة رئيسية لنشر الإبداع الأدبي والثقافي، وبرزت فيها ظاهرة "التكريمات الإلكترونية"، وهي مبادرات فردية أو جماعية تهدف إلى الاحتفاء بمبدعين وأدباء من خلال منشورات، أو صور، أو "بوسترات" مخصصة تصفهم بلقب "المكرمين"، مصحوبة بكلمات ثناء وإعجاب، غالبًا دون مرجعيات نقدية واضحة أو لجان مختصة.

 

لكن ما قيمة هذه التكريمات؟

 

من حيث المبدأ، لا أحد ينكر أن الاحتفاء بالمبدعين — لا سيما أولئك الذين لا ينالون نصيبهم من التكريم الرسمي — هو لفتة إنسانية نبيلة. فوسائل التواصل الاجتماعي تمنح الفرصة لإبراز تجارب مغمورة وتسليط الضوء على مواهب من مختلف الفئات العمرية والخلفيات الثقافية. إلا أن الإشكال يبدأ حين يتحول التكريم إلى فعل اعتباطي، يخضع للمجاملات والعلاقات الشخصية، وليس لمعايير نقدية وأدبية دقيقة.



ماذا قدم "المكرم"؟

سؤال جوهري يجب أن يُطرح دومًا عند أي تكريم: ما المنجز الأدبي أو الإبداعي الذي يستحق التقدير؟ هل لدى المكرم أعمال منشورة؟ هل أُجريت دراسات أو قراءات نقدية حول كتاباته؟ هل ساهم بإضافة نوعية إلى حقل الشعر أو السرد أو النقد؟ التكريم الحقيقي لا يقوم على النوايا الحسنة فقط، بل يستند إلى قراءة موضوعية للمنجز، ومقارنة ضمن سياق الحركة الثقافية الراهنة.



هل خضعت الأعمال للتدقيق؟

كثير من هذه التكريمات، للأسف، تصدر دون قراءة متأنية لأعمال المكرمين، بل أحيانًا دون الاطلاع على إنتاجهم أصلاً. في حالات عديدة، تكفي قصيدة منشورة على "فيسبوك" أو مشاركة في أمسية محلية حتى تُمنح ألقاب مثل "شاعر العرب" أو "قلم الإبداع". هذا التسرع في منح الألقاب يقلل من قيمة الأدب الجاد، ويؤدي إلى تمييع الفروقات بين الموهبة الحقيقية والممارسة العشوائية.



أين لجنة التنسيب؟

في المؤسسات الأدبية الرصينة، يُشكل عادةً "لجنة تنسيب" من النقاد والمختصين، تدرس سيرة المرشح وأعماله وتحكم بناءً على معايير علمية. أما في التكريمات الإلكترونية، فلا وجود لهذا الدور غالبًا، مما يفتح الباب لتكريمات ذات طابع انطباعي، لا تمتلك وزنًا مؤسسيًا أو نقديًا.



في الختام، يمكن القول إن التكريمات الإلكترونية قد تكون مدخلًا إيجابيًا للتعريف بالمبدعين، لكنها بحاجة إلى قدر أكبر من المسؤولية النقدية، والتحقق من القيمة الأدبية للمنجز، بعيدًا عن العشوائية والمحاباة. فتكريم المبدع يجب أن يكون تتويجًا لمسيرة ذات أثر، لا مجرد لفتة عاطفية في منشور عابر



الخميس، 22 مايو 2025

أهواها بقلم الأديب د. قاسم عبدالعزيز الدوسري

 أهواها


زاد وجدي 

بعد أن طال الفراق

هي تسكن الشامَ البعيد

وأنا أسكنُ في بلدي العراق

شغلتني في جمالٍ

ساحرٍ للقلب راق

كنت أهواها

ولكن من دون جدوى

دخل الواشون فينا

وبعض أصحاب النفاق

فرّقونا...

قتل الإحساس فينا

كيف صار الانشقاق..؟

باعدونا...

لم يعد للقلب طاق

فامتثلنا للظروف

كان في قلبنا خوفٌ

كانت الأحلام ..نبني عشنا

ونعيشُ في أمانٍ وهنا

شاءتِ الأقدار  ...حينا

فأفترقنا

كتبت لي أنني مازلت أهواك

   ولن أنساك يوما

وأنا من حينها ماذقتُ نوما

شغلت تفكيري في تلك الرسالة

وأنا في أسوأ حالة

وافترقنا

عبقٌ سحرٌ هواها

كنتُ أرنو  مبتغاها

فأنا لم أعشق سواها

وبنار الغيرة الصفراء

نحن احترقنا


قاسم عبدالعزيز الدوسري



شركة آسيوية تحقق رقما قياسيا غير مسبوق في رابطة آسيان بإطلاق "بيغ بي" للمشروبات الطبيعية بقلم: هيثم جويده

 Asian Giant Sets ASEAN Record with Launch of “Big 

Bee” Natural Beverages


By Haitham Gowaida


In a landmark achievement for the food and beverage industry, Malaysian powerhouse Asia Big Power Sdn Bhd unveiled its latest brand, Big Bee, during a spectacular launch event that featured the largest rooftop replica of a beverage can ever displayed in the ASEAN region—a feat officially recognized by ASEAN records.


The record was presented under the title:

“Largest Rooftop Replica of a Beverage Can in ASEAN (Installed by Asia Big Power Sdn Bhd)”, during a grand ceremony that brought together key figures from business, diplomacy, media, and the local community.


Two distinguished guests attended the launch: YM Tengku Dato' Dr. Hishammuddin Zaizi Bin YAM Tengku Bendahara Azman Shah Alhaj, Advisor to the Badminton Association of Malaysia (BAM),

and H.E. Ekitéla Ronald John Moru, Ambassador of Kenya to Malaysia.


Under the leadership of CEO Mr. Raymond Chong, Asia Big Power officially launched Big Bee, a refreshing line of health-focused beverages made from natural honey, tailored to the modern consumer seeking wellness, taste, and authenticity. The product line includes:


Grass Jelly Drink with Honey


Aloe Vera Drink with Honey


Pineapple Drink with Honey


Sparkling Honey Drink


Bird's Nest Drink with Honey



Mr. Chong emphasized that this event was “more than just a product launch—it is a bold statement.” He added, “Big Bee is Malaysia’s modern, healthy drink. Our rooftop replica can symbolizes our ambition and strong presence—both literally and figuratively—across ASEAN.”


The event received widespread support from regional trade partners, local distributors, media outlets, and community leaders, marking a proud milestone for Malaysia’s food and beverage sector. With its new ASEAN record, Big Bee aims to expand its footprint across Southeast Asia, sharing the natural richness of Malaysia in every bottle.


About Asia Big Power Sdn Bhd:

A rising Malaysian success story, Asia Big Power is the company behind Big Bee, the country’s newest honey-based beverage brand. With a strong commitment to quality, health, and innovation, Big Bee is poised to make a significant impact in the regional market through its unique flavors and use of natural ingredients.


With this bold launch, Big Bee stakes its claim as a symbol of Malaysian excellence—bringing local pride and global potential together in one refreshing sip.


شركة آسيوية تحقق رقما قياسيا غير مسبوق في رابطة آسيان بإطلاق "بيغ بي" للمشروبات الطبيعية


بقلم: هيثم جويده


في إنجازٍ يُضاف إلى سجل الابتكار والتفوق في قطاع الأغذية والمشروبات، احتفلت شركة "آسيا بيغ باور المحدودة"، الشركة الماليزية الرائدة، بإطلاق علامتها التجارية الجديدة "بيغ بي" من خلال حدث غير مسبوق تم خلاله الكشف عن أكبر نسخة طبق الأصل من علبة مشروبات على سطح مبنى، وذلك في سابقةٍ هي الأولى من نوعها على مستوى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).


وقد تم تسجيل هذا الإنجاز رسميا تحت عنوان:

"أكبر نسخة طبق الأصل من علبة مشروبات على السطح في رابطة دول جنوب شرق آسيا (تم تركيبها بواسطة شركة Asia Big Power Sdn Bhd)"، في احتفالية ضخمة جمعت بين رواد الصناعة والشخصيات الدبلوماسية وممثلي وسائل الإعلام.


شهد حفل الإطلاق حضور شخصيتين بارزتين هما:

YM Tengku Dato' Dr. Hishammuddin Zaizi Bin YAM Tengku Bendahara Azman Shah Alhaj، مستشار اتحاد تنس الريشة الماليزي (BAM)،

وسعادة السفير Ekitéla Ronald John Moru، سفير كينيا لدى ماليزيا.


وبقيادة المدير التنفيذي للشركة، السيد ريموند تشونغ، تم تدشين منتج "بيغ بي" وهي مجموعة مبتكرة من المشروبات الصحية المصنوعة من العسل الطبيعي، لتلبي تطلعات المستهلكين الباحثين عن الجودة والطعم والاهتمام بالصحة. وتشمل تشكيلة "بيغ بي":


مشروب جيلي العشب بالعسل


مشروب الصبار بالعسل


مشروب الأناناس بالعسل


مشروب غازي بالعسل


مشروب عش الطائر بالعسل



وأكد تشونغ خلال كلمته أن إطلاق المنتج ليس مجرد خطوة تجارية، بل هو "رسالة واضحة تجسد التميز الماليزي في قطاع المشروبات"، لافتًا إلى أن العلبة العملاقة المثبتة على سطح المصنع ترمز إلى طموح الشركة وجرأتها في التوسع الإقليمي والتموضع القوي في الأسواق الآسيوية.


الحدث جذب اهتمامًا واسعا من وسائل الإعلام والشركاء التجاريين المحليين والإقليميين، وعكس الدعم المجتمعي الكبير للمبادرات الوطنية التي تدمج الجودة المحلية مع الابتكار العالمي.


عن شركة آسيا بيغ باور المحدودة:

هي قصة نجاح ماليزية صاعدة، أسست حضورها في السوق عبر إطلاق علامة "بيغ بي" للمشروبات الطبيعية ومن خلال التزامها الصارم بمعايير الجودة واستخدام مكونات طبيعية، تسعى الشركة لإعادة تعريف مفهوم المشروبات الصحية في جنوب شرق آسيا.


بهذا الإنجاز، تضع "بيغ بي" نفسها على خريطة المنافسة الإقليمية، وتحمل معها رسالة مفادها أن المنتج الماليزي قادر على الوصول إلى العالمية بمذاق أصيل وتميز لا يضاهى.


الأربعاء، 21 مايو 2025

دار القاهرة الجديدة للنشر... منارة الأدب المعاصر حوار الإعلامية : دنيا صاحب - العراق

 دار القاهرة الجديدة للنشر... منارة الأدب المعاصر 


حوار : دنيا صاحب - العراق 


في زمن تتسابق فيه العقول نحو الشاشات تقف "دار القاهرة الجديدة للنشر" شامخة كمنارة للثقافة، حاملة على عاتقها مسؤولية النهوض بالأدب العربي الحديث وإعادة تشكيل وعي القارئ العربي وسط عالم يتغير كل يوم. من داخل كواليس صناعة الكتاب، تفتح لنا الدار أبوابها لتطلعنا على رؤيتها، رسالتها، وتفاصيل رحلتها من استقبال المخطوط إلى لحظة ولادة الكتاب بين يدي القارئ: حيث تقف خلف دار "القاهرة الجديدة" نخبة من العقول المحبة للكتاب، والمؤمنة بقوة الكلمة في بناء الوعي حيث

يقود الدار فريق من الكتّاب والمثقفين المتخصصين في النشر والتأليف والترجمة يجمعهم شغف مشترك بالثقافة، ورؤية واضحة لتقديم محتوى عربي راقٍ يواكب العصر ويحافظ على الأصالة

كما يشرف على إدارتها فريق مؤسس يتمتع بخبرة طويلة في مجالات النشر والطباعة والتوزيع، ويحرص على فتح الأبواب أمام الأصوات الجديدة، مع الحفاظ على معايير الجودة والتميز.

وكان هذا الحوار مع أصحاب ومسؤولي دار القاهرة الجديدة للنشر الذين فتحوا لنا نوافذ رؤيتهم ومفاتيح تجربتهم.



§ ما هي رؤية دار النشر تجاه الأدب الحديث في الوقت الحالي؟

نحن نعيش في عصر البرمجة والتحول الرقمي، وندرك تمامًا أن الأدب الحديث يجب أن يكون انعكاسًا لهذا الواقع المتسارع لذا، نولي اهتمامًا خاصا بالأدب المرتبط بفاعليات المجتمع، خصوصا أدب الأطفال والروايات التي تحمل رسائل تعليمية وإنسانية معاصرة  ورؤيتنا أن يكون الأدب أداة فعالة للتعلم والتغيير.


§ ما نوعية الأعمال التي تهتمون بنشرها؟ وهل هناك تفضيل لنوع أدبي معين؟

بدأنا رحلتنا بنشر كتب التاريخ المصري القديم، بلغات متعددة منها العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الألمانية، اليونانية، والإيطالية، وتعاونا مع كبار الكتّاب في هذا المجال. كما توسعنا في أدب وقصص الأطفال، ونسعى حاليا للتنوع في مجالات الأدب المختلفة، دون انحياز لنوع على حساب آخر.


§  كيف يتم اختيار الأعمال التي تقبلون نشرها؟

نعتمد في الاختيار على دراسة دقيقة لحاجة السوق، ونركز على الأعمال التي تخدم تخصصنا وتقدم فائدة واضحة للقراء، سواء من الناحية العلمية أو الثقافية.


§ هل تعتمدون على لجنة قراءة؟ ومن هم أعضاؤها عادة؟

نعم، لدينا لجنة قراءة متخصصة، تتكون من نخبة من الأكاديميين والمحررين ذوي الخبرة، والذين يعملون من خلال مكتبات تابعة لنا تتسم بالتميّز والعمق المعرفي.


§  ما المعايير التي تقيم على أساسها الأعمال المقدمة؟

نُقيّم الأعمال على أساس فائدتها العامة، وارتباطها بمجال متخصص له جمهور قارئ كما نولي أهمية لجودة اللغة، والأسلوب، وفرص التوزيع والإقبال المتوقع على العمل.


§ ما هي خطوات النشر من لحظة استلام المخطوط وحتى خروجه إلى الأسواق؟

نبدأ باستلام المادة العلمية، ثم تمر على مراجع لغوي وعلمي يلي ذلك التصميم الداخلي والغلاف، ثم تطبع في المطبعة بالكمية المتفق عليها، لتدخل بعدها إلى قنوات التوزيع المختلفة.


§ هل تقدمون خدمات تحرير أدبي أو مراجعة لغوية للعمل؟

بالتأكيد. جميع الأعمال تُراجع لغويا وعلميًا قبل نشرها، ونتعامل مع محررين متخصصين لضمان الجودة.


§ ما شكل التعاقد بين الدار والمؤلف؟ وهل يمنح المؤلف نسبة من المبيعات؟

يمنح المؤلف نسبة 10% من سعر بيع الكتاب، أو يتم الاتفاق على مبلغ مقطوع وفقًا لطبيعة المادة العلمية المقدمة. العقد يوضح جميع الحقوق والالتزامات للطرفين.


§  ما هي القنوات التي تعتمدون عليها في توزيع الكتب؟

نوزع كتبنا من خلال مكتبات رئيسية في القاهرة، الإسكندرية، الأقصر، وأسوان، كما نعتمد على المنصات الرقمية مثل "أمازون" وغيرها من وسائل النشر الرقمي الحديثة.


§  كيف تتعاملون مع التسويق والترويج للأعمال المنشورة؟

نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، ونطلق حملات رقمية موجهة، إلى جانب الترويج داخل المعارض المحلية والدولية. كما نعتمد على شبكة من العلاقات مع النقاد والمراجعين.


§  هل تتيحون فرصا للمشاركة في معارض الكتاب المحلية والدولية؟

نحن نشارك سنويا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ونعمل على التواجد المستمر في معارض أبوظبي، الكويت، والسعودية، لما لها من أهمية كبرى في الوصول إلى جمهور واسع.


§  ما هي التحديات التي تواجهكم كدار نشر في السوق العربي حاليًا؟

أبرز التحديات هي التقلبات الاقتصادية، وارتفاع تكاليف الطباعة، بالإضافة إلى ضعف ثقافة القراءة لدى بعض الشرائح، ومنافسة المحتوى الرقمي المجاني.


§ كيف ترون مستقبل النشر الورقي في ظل التطور الرقمي؟

نعتقد أن الورق لن يموت، لكنه سيتحول وسيبقى للكتاب الورقي قيمته خصوصا في الأوساط التعليمية والثقافية، لكنه سيتكامل مع النشر الإلكتروني لا يتعارض معه.


§  هل تقبلون نشر كتب بصيغة إلكترونية أو صوتية أيضًا؟

نعم، نقبل ذلك ونشجّع عليه، وقد بدأنا بالفعل في تحويل بعض الإصدارات إلى كتب إلكترونية وصوتية.


§ نصيحة توجهونها للكتّاب الشباب الذين يسعون لنشر أعمالهم الأولى.

ننصحهم بالقراءة أولًا، والتأنّي في الكتابة، ثم عرض أعمالهم على مختصين قبل التقديم للنشر ويجب أن يكون الكاتب صبورا منفتحا على النقد ويطور نفسه باستمرار.


دار "القاهرة الجديدة" ليست مجرد دار نشر، بل حاضنة للثقافة والفكر، وسند حقيقي لكل صاحب موهبة حقيقية. يختارون الجودة؛ وفي زمن السرعة يراهنون على القيمة.








الفنان مصطفى صالح : بيت العود العربي مرآة تعكس حضارة العراق وثقافته الروحية والإنسانية حاورته الإعلامية: دنيا صاحب - العراق

 الفنان مصطفى صالح : بيت العود العربي مرآة تعكس حضارة العراق وثقافته الروحية والإنسانية


حاورته : دنيا صاحب -  العراق 


تجسّد مسيرة عازف العود الفنان مصطفى صالح نموذجاً متفرداً من التلاقي بين الموسيقى والثقافة الروحية حيث لا يقتصر عطاؤه على العزف فحسب، بل يتعداه إلى بث القيم الأخلاقية والإنسانية المتجذّرة في عمق الهوية الثقافية العراقية. فمنذ بداياته في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وصولاً إلى تألقه في معهد بيت العود العربي، تَشَكَّلَت ملامح استاذ موسيقي يعيد إلى آلة العود صوتها الرنان بوصفها رسالة إنسانية تغذي العقول والأرواح. 


  بزغ نجم الفنان مصطفى صالح 

في بيت العود العربي كعازف متألق وأستاذ مقتدر. وكان أول من قدّم حفلات تخرّج خاص على آلة العود حاملاً بين أنامله نبض التراث العراقي الأصيل ورؤية معاصرة منفتحة على المستقبل.

رحلته ليست مجرّد سيرة عازف موسيقي وأستاذ ناجح، بل هي شهادة حيّة على أن فنّ الموسيقى يمكن أن يشكّل بيئةً صالحة للتثقيف والتنوير الفكري والروحي، ومناخًا أخلاقيًا ومعرفيًا خصبًا يُعزّز العلاقة بين الأستاذ وتلاميذه على أساس من التفاهم والاحترام المتبادل.


 في لقائنا مع الفنان الموسيقي  مصطفى صالح  نسلط الضوء على مسيرته الفنية كنموذج حيّ على كيفية تحول الموسيقى إلى دورها الفعال في  تشكيل الوعي، وتعزيز القيم الأخلاقية الإنسانية ، وترسيخ الثقافة الروحية الصوفية في وجدان الأجيال الصاعدة.


§ من هو مصطفى صالح نجم؟ حدّثنا عن هويتك الشخصية  ومسيرتك منذ البدايات، وما الذي شكّل ملامحك موسيقار ومدرّس لآلة العود؟


§ أنا مصطفى صالح نجم، من مواليد بغداد في 26 كانون الأول عام 1990. فنان موسيقي ومدرّس لآلة العود، تخرّجت في جامعة بغداد – كلية الفنون الجميلة، ومعهد الفنون الجميلة، وكنت من أوائل خريجي الدفعة الأولى لمعهد بيت العود العربي في بغداد.


منذ خطواتي الأولى في عالم الموسيقى، شكّلت آلة العود جوهر هويتي الثقافية، وصارت امتدادًا لروحي وصوتي. لا أكتفي بعزفها، بل أعيشها وأعبّر من خلالها عن ذاتي ومشاعري. عملت مدرّسًا في فن الموسيقى، وأسعى دائمًا إلى أن أنقل هذا الشغف إلى طلابي، فلا أدرّبهم على التقنية فحسب، بل أعلّمهم كيف يعزفون بوعي وإحساس وانسجام مع ذواتهم ويعبرون عن انتمائهم الثقافي. 


التحقت بكلية الفنون الجميلة – قسم الموسيقى عام 2012، وتتلمذت على يد الأستاذ نصير شمه و أحمد شمه تخرّجت عام 2015 بدرجة امتياز، وكنت أول طالب في القسم يقدّم كونسرت تخرج خاص لآلة العود، تضمن مؤلفات من تأليفي، في تجربة غير مسبوقة آنذاك.


اليوم، أُدرّس آلة العود في معهد الفنون الجميلة وفي بيت العود العربي – بغداد، وأحمل رسالة فنية وتعليمية أطمح من خلالها إلى بناء جيل جديد من العازفين، يؤمنون بأن الموسيقى ليست مجرد فن، بل أسلوب حياة، من تجربة ثقافية روحية عميقة.


§ ما الذي يميز منهاج التعليمي الموسيقي  في اكاديمية بيت العود العربي – بغداد عن غيره من المعاهد  الموسيقية في العراق؟


التميّز الحقيقي في بيت العود العربي يكمن في وجود منهاج تدريسي خاص ومتنوع . الطالب هنا يمرّ بعدة مراحل تعليمية تستمر لسنتين، تتوزع على ثماني مراحل، وكل مرحلة  من تأليف أستاذ من أعمدة الفن الموسيقي العربي، القائد الموسيقي الكبير الدكتور نصير شمه و الأستاذ  سالم عبد الكريم، والأستاذ جميل بشير

كل مرحلة تقدّم للطالب أسلوبًا ومدرسة موسيقية مختلفة، ما يمنحه تنوعًا في التذوق والأداء ويطوّر مهاراته بأسلوب احترافي متكامل. وهذا ما يجعل خريج معهد بيت العود عازفًا محترفًا يمتلك مهارة فنية عالية في العزف وثقافة موسيقية متكاملة.

 


§ كيف أثّر ارتباطك بالموسيقار الكبير الدكتور نصير شمة على مسيرتك الفنية والمهنية؟


§ الارتباط باسم الدكتور نصير شمه كان نقطة تحوّل حقيقية في حياتي الفنية. لقد فتح أمامي آفاقًا واسعة، ومنحني نافذة لأطلّ من خلالها على العالم، حيث ارتقيت من المستوى المحلي إلى فضاءات المستوى الدولي.


قبل أن أتعرف عليه، كنت أعمل مدرسًا في معهد الفنون الجميلة حتى عام 2015، ولكن لم يكن لاسمي حينها أي امتيازات تُذكر. أما بعد تلك اللحظة المفصلية، فقد بدأت أرى قدراتي الكامنة تتحرّر، ووجدت نفسي أمتلك طاقة جديدة في العزف على آلة العود، وأسلوبًا متطورًا في تعليم الطلاب.


الدكتور نصير شمه لم يكن فقط قدوة موسيقية، بل كان أستاذاً ملهمًا وموجّهًا ساعدني على اكتشاف أبعاد جديدة في مواهبي الفنية، وصقلها بشكل غير تقليدي، حتى أصبحتُ أكثر نضجًا ومسؤولية في تدريس الطلاب. 


§ كيف ترى واقع التعليم الموسيقى والعزف على آلة العود اليوم في العراق، مقارنةً بالسنوات السابقة؟


§ نحن نعيش اليوم نهضة ثقافية موسيقية واسعة في العراق، وخصوصًا في العاصمة بغداد، لم نعهدها من قبل

 في السابق، كان الإقبال  على تعلم الموسيقى والعزف على آلة العود محدودًا جدًا، بسبب العادات والتقاليد السائدة ان ذاك ، وكذلك نتيجة الظروف الأمنية والمعيشية الصعبة التي مرّ بها البلد.

لكنّ الوضع اليوم تغيّر بشكل ملحوظ، بفضل التطور الكبير في الوعي الثقافي لدى العراقيين. لقد أصبح الناس أكثر انفتاحًا على الفن والموسيقى  وصار هناك شغف حقيقي بتعلم الموسيقى والاقبال على آلة العود، ليس فقط لدى الشباب

 بل حتى كبار السن، النساء، والأطفال أيضاً.


في معهد بيت العود العربي – بغداد، نستقبل طلابًا من مختلف الأعمار، يجمعهم حب  الموسيقى الشرقية العربية وخصوصا الحان ألة العود . هذا التفاعل الثقافي المثمر أسفر عن نشوء فرق موسيقية عديدة  حاضرة في المشهد الثقافي العراقي. 



§ ما أبرز مشاركاتك الموسيقية داخل العراق؟


§  نعم، شاركت في العديد من المهرجانات والفعاليات الموسيقية داخل العراق، خاصة بعد تكليفي من قبل الدكتور نصير شمه كمساعد في إدارة معهد بيت العود العربي في بغداد، حيث قدمت حفلات مع طلاب المعهد في محافل مهمة منها المؤتمر العلمي لبيت الحكمة، معرض بيت الكتاب وحفل في كلية الفنون الجميلة. كما قُدت فرقة الخيال وفرقة الألوان إلى جانب نخبة من الأساتذة، وكان لها حضور مؤثر في المشهد الثقافي.

أما على صعيد الجوائز 

لقد حصلت على المركز الأول في مسابقة المقام في مدينة الزوراء، وجائزة المركز الأول في محافظة بابل بقيادتي لفرقة الخيال الموسيقية، إلى جانب عدة شهادات تكريمية ودروع أخرى، وكلها أكدت لي أن بيت العود ليس فقط مكانًا للتعليم بل منصة لصناعة فنانين فاعلين في المجتمع.


§ هل هناك اضافات جديدة  للمنهاج التدريسي وخطط في تطوير بناء معهد بيت العود؟ 


§ اليوم، يعمل الدكتور نصير شمه على تطوير رؤية جديدة للمنهاج، من خلال إضافة تمارين حديثة وتوسيع آفاق التعليم الموسيقي داخل معهد بيت العود، وهذه النقلة المرتقبة ستعطي دفعة جديدة لتجربة التعلّم، وستُسهم في تخريج عازفين أكثر تميزًا واحترافًا.

كما أنه سوف يوسع في المقاعد الدراسية للصفوف لاستقبال عدد كبير من الطلاب. 


§ كيف يؤثر بيت العود العربي في تعزيز الوعي الثقافي والفني لدى الشباب في ظل التحديات التي تواجه الهوية الثقافة في العراق؟


§ في ظل الحروب والطائفية التي أثرت سلبًا على الثقافة والوعي في العراق، يلعب بيت العود العربي دورًا محوريًا في تهذيب النفوس وتنمية الحس الفني الإبداعي والروحاني لدى الشباب. نحن لا نقتصر على تعليم فن الموسيقى فقط، بل نركز على تنمية الوعي الفكري والأخلاقي والإنساني للطلاب لنمكنهم من التمييز بين الطرب الأصيل والموسيقى التجارية أو الرقمية التي تُنتج أحيانًا بواسطة آلات ومؤثرات مصنعة بالذكاء الاصطناعي، والتي تفتقر إلى نبضات القلب وأحاسيس ومشاعر روح الإنسان الحقيقية. نعمل تحت توجيهات الدكتور نصير شمه ، و نحرص على تخريج عازفين يكونون قدوة ومصدر إلهام للآخرين، قادرين على الحفاظ على التراث الموسيقي الأصيل ونقله بأمانة وإبداع.


§ ما الرسالة التي يوجّهها الفنان مصطفى صالح إلى من يحلم بأن يصبح موسيقيًا وعازف عود؟


§ أنصح كل من يحلم أن يكون عازف عود أن يتخذ الدكتور نصير شمه قدوة، يحتذي بمسيرته الابداعية ويجعل من بيت العود العربي بوابة الانطلاق لتحقيق حلمه بالاجتهاد والالتزام والصبر  والمثابرة يصبح الحلم حقيقة.










الملتقى الوطني للابداع الادبي والفني بالقيروان في دورته ال19 بقلم الكاتب الإعلامي محمد علي حسين العباسي

 الملتقى الوطني للابداع الادبي والفني بالقيروان في دورته ال19

" كلمات من أجل الحياة"

تستعد هذه الأيام مدينة الشعر والشعراء عاصمة الاغالبة القيروان  لتنظيم الدورة 19 الملتقى الوطني للابداع الادبي والفني تحت شعار " كلمات من أجل الحياة" وذلك من22 الى 25 ماي الجاري ولان قدرها ان تكون مدينة للابداع والاقناع والامتاع فلقد جأء برنامج الملتقي فسيفساء من الالوان حسب البرنامج التالي:

# الخميس 22 ماي

_ استقبال الضيوف والمشاركين

_ زيارة معرض الفنانين التشكيلين 

_ زيارة معرض اعلام ادبية

_ زيارة معرض الرسام الهادى عياد

_ الافتتاح

_ عرض رباعي مجاز 2 لمجموعة الشاعر الهادى جاء بالله

_ كلمتي المندوب الجهوي للشؤون الثقافية ووالي القيروان 

_ تكريم الروائي الحبيب سالمي ( تونس)

الشاعر أدم فتحي ( تونس)

الاديب مجيب الرحمان الوهابي ( اليمن )

الاعلامية فاطمة زغواني

_العشاء

سهرة شعرية مع الشاعر أدم فتحي مع مراوحة موسيقية للفنان انيس اللجمي ( أغاني من كلمات ادم فتحي)

# الجمعة23 ماي

_ انطلاق اشغال الورشات

ورشة القصة باشراف يوسف السلطان ونجيبة همامي

ورشة الشعر باشراف احمد شاكر بن ضية والسيد سالك

ورشة النقد الادبي والفني باشراف معز وهايبي وخالد هرابي

_ غداء

_ مواصلة اشغال الورشات 

_ عرض حكمة الهند الاحمر لكمال القهواجي

_ عشاء

_سهرة أدبية وذكريات مع الغزي وبوجاه تقديم الاستاذ محمد المي بمشاركة الشاعرين مجيب الرحمان الوهابي وعادل معيزي

ومراوحة موسيقية للثنائي ياسين والناس بولعنان

# السبت24 ماي

_ مواصلة اشغال الورشات 

_ غداء

مواصلة اشغال الورشات 

_ مجلس حواري" الازمنة والأمكنة في روايات الحبيب سالمي 

_ عشاء

_ سهرة طربية مع الفنانة سنية بن عبد الله 

_ مشاركة الشعراء كريمة حسني، لطفي زكري،خير الدين الشابي تقدم محمد جابر عجرودي 

# الاحد25ماي

_ مواصلة اشغال الورشات 

_ مصافحات شعرية مع ناجي عجبوني،مصطفى مطيىري،جهاد مثناني تنشيط عادل نقاطي مع مصافحة موسيقية لابتهال مقدادي

_ حفل الاختتام

_ ندوة التقارير النهائية المسابقة الرسمية

_ توزيع الجوائز وتكريم المشاركين

هكذا ستعيش عاصمة الاغالبة مدينة الشعر والشعراء على وقع تساقط حبات الابداع هنا وهناك من أجل رسم صورة فسيفسائية إبداعية ...

 محمد علي حسين العباسي




مهرجان نور تونس الدولي للثقافة والابداع في دورته الثانية بمدينة الحمّامات من ولاية نابل من 17 إلى 21 ماي 2025 بقلم الكاتب لطفي عبد الواحد

 الجمهورية التونسية :

 مهرجان نور تونس الدولي للثقافة والابداع في دورته الثانية بمدينة الحمّامات من ولاية نابل من 17 إلى 21 ماي 2025 


لقاء رائع جمع المبدعين في شتى مجالات الفن والابداع من مختلف البلدان العربية الشقيقة في دورة متميزة شعارها "بالحبّ والثقافة نبني الأوطان"


في أجواء طيّبة للغاية تغمرها المودّة الصافية  والمشاعر النبيلة والصادقة احتضنت مدينة الحمّامات فعاليات الدورة الثانية لمهرجان نور تونس الدولي للثقافة والابداع الذي تنظمه مؤسسة النور برئاسة الإعلامي والأديب العراقي الصديق أحمد الصائغ وإدارة الشاعرة التونسية قمر النميري بالشراكة والتعاون مع جمعية منارة الإبداع التونسية من 17 إلى 21 ماي 2025 بمشاركة عدد كبير وهامّ من الشعراء والباحثين والمبدعين في شتى المجالات الفنية من مختلف البلدان العربية الشقيقة جمعهم حب الثقافة والفكر والحرص على التواصل والحوار الهادف خدمة للثقافة العربية واعلاء لرسالة المثقف..

 هذه الدورة التي لم تخل من بعض الصعوبات على مستوى التنظيم تمكن منظموها بفضل عزيمتهم واصرارهم من تجاوز العديد منها ومن تحقيق الأهداف المرسومة لها وتنفيذ برنامجها الذي تعددت فقراته وتنوعت فكانت بحق دورة ناجحة ومتميّزة التقت فيها الفنون وتعانقت وقُدّمت خلالها بحوث حول الفن والأدب وقضاياهما تميزت بالثراء والإضافة لعدد من الأساتذة والباحثين المختصين وقد تشرفت بتكليفي من قبل هيئة التنظيم بإدارة إحدى الجلسات الفكرية وقد كانت هذه الدورة مناسبة لتقديم بعض العروض الفنية التشكيلية والحرفية في مجال الصناعات التقليدية وكذلك الموسيقىة والتراثية كما كانت  مناسبة للاستماع إلى مجموعة هامة من الشعراء المتميزين على اختلاف أساليبهم في الكتابة الشعرية  وشكلت فرصة ثمينة لحوار ثري وممتع ومفيد..

شكرا لمؤسسة نور بكل المنتسبين إليها على اختيارهم بلدنا تونس أرض الحضارات والثقافات وكبار المبدعين والفنانين عبر تاريخها المجيد وتحية شكر بليغة المعاني لكل الضيوف العرب الذين اختاروها وجهة اليهم للمشاركة في  هذا المهرجان الطموح الذي تمكن من استقطاب الاهتمام خاصة بالمادة الفكرية وحقق التوازن المنشود بين فقرات البرنامج المسطر الذي لم يغلب عليه الطابع السياحي الترفيهي الذي يكون رغم أهميته والحاجة إليه طاغيا أحيانا على بعض المهرجانات التي تنتظم هنا وهناك في بلادنا وبلدان عربية شقيقة أخرى..

أخيرا أعبّر كمشارك تونسي وضيف تشرف بالمشاركة في هذا المهرجان عن تقديري للمجهود الذي بذله المنظّمون والنابع من ايمانهم بضرورة التقييم والاضافة لتحقيق المستوى الأفضل في تنظيم الدورات القادمة كما أعبّر عن شكري لهم جميعا وفي مقدّمتهم رئيس المهرجان الاستاذ والصديق أحمد الصائغ ومديرة الدورة الصديقة قمر النميري على حفاوة الاستقبال راجيا تواصل هذا العطاء الفكري والثقافي في الدورات المقبلة إن شاء الله...وأحيّي كل الحاضرين والمشاركين من المبدعين العرب الأشقّاء كما أحيّي بصفة خاصة الوفد الفلسطيني المشارك والممثل للشعب الفلسطيني البطل الصامد في محاربة العدو الصهيوني الغاصب من أجل استرجاع أرضه السليبة وحقوقه وبناء دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..


ملاحظة : شكرا لكل الذين وثقوا بالصورة مختلف فعاليات هذا المهرجان المتميز وفي مقدّمتهم الصديق والمصور الفوتوغرافي وداعم الملتقيات والمهرجانات الثقافية فاروق بن حورية.. والاعلامية المتألقة من إذاعة الشباب ألفة الوسلاتي التي تولّت باقتدار تنشيط حفل الافتتاح.. 


          لطفي عبد الواحد