آخر المنشورات

الخميس، 26 يونيو 2025

من سجال شعري بقلم د. رنيم خالد رجب

 من سجال  شعري مع الصديقة رشا بدر  بقلمي  الأبيات رنيم خالد رجب 


عرفت بأنني طيب ولين 

وأن الفرح في قلبي يقين 


تركت حماقتي في ركن ليل 

ودربي بعد غربته يحين 


عليه وفيه أسلك نهج دربي 

أجافيه اذا كثر الحنين 


أنا فجر تجلى في صمود 

وفي مرساه يغلبني الوتين 


انا في الامس آهات حيارى 

انا اغنية ترتلها السنين


أداري خيبتي صدقا لأني 

اذا انهزمت سينتصر  الانين 


انا حر  اليك  شكوت ضعفي  

فكيف عليك  فيك سأستهين

جيوجيوهيكا بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 جيوجيوهيكا 


بين البسمة و الدمعة 

تتحرك الأحاسيس 

تتضاعف نبضات القلب 

بوح في السكون 

خلط بين الفرح و الحزن 


ألفة كشك بوحديدة

ألدّكتوره سجى ناصر خاطِر تتخرّجُ في كليّةِ طبِّ وَجِراحةِ الأسنانِ بِتفَوُّقٍ ما شاء الله تهانينا روح قلبي! بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 ألدّكتوره سجى ناصر خاطِر تتخرّجُ في كليّةِ طبِّ وَجِراحةِ الأسنانِ بِتفَوُّقٍ  ما شاء الله تهانينا روح قلبي!


هنيئاً بالتّخرُّجِ والفَلاحِ

لِبَدْرٍ فاقَ  أنوارَ ………… الصّباحِ


هنيئاً يا سَجايَ بِكُلِّ فَخْرٍ

أُبارِكُ  فيكِ ،إبداعَ ……..النّجاحِ


أبارِكُ فيكِ دُكتورَه الأماني

بأحْلَى تخَصُّصٍ فيهِ …..ارْتِياحِي


بأحْلى تخصُّصٍ يُعطي بَريقاً

لِأجْمَلِ مَبْسَمٍ،زَيْنِ……… الِملاحِ


لأجمَلِ مبْسَمٍ وجَمالِ وَجْهٍ

وأذْكَى طَبيبةٍ،لِلسِّنِّ …….صاحي


أأحْجِزُ كيْ أفوزَ  بِكُمْ طبيباً

وأحظَى بِبَسْمَةٍ أحْلَى …اصْطِباحِ؟


تيتا /عزيزة بشير



الأربعاء، 25 يونيو 2025

غربة بقلم د. ( رنيم خالد رجب سورية)

 غربة 

محاطة بالخذلان عارية السنابل 

سحب حمراء تمطرها بالسوداوية 

وكأن شيئا ما بداخلها  كسر 

ضجيجها ابتلع الصمت 

الإنتظار شاق جدا يجعلها تلهث خلفه 

مكتوفة اليدين دون جدوى 

تملكها الحيرة تلفها الوحدة من جوانبها 

 لفظت أنفاسها تقطر دما 

تارة غامضة تكتسي ثوب الفضفضة 

وتارة بركان شوق حممه أحرقتها 

 جيوشا من الذكريات  تودع الماضي 

استقرت على مقعد الأحلام المنسية 

عطشى لإبتسامة طال غيابها 

داهم  الحزن محرابها استوطن وسادتها 

جريدتها تجمدت على شفتي الإنتظار

هجرت عناوينها أسراب من الخيبة 

تمتطي صهوة الوقت بتمعن المحتاج 

وصمت المتوفى يوارى الثرى 

عزباء أحلامها لم تتوحد مع الواقع 

بريق أمل واحد ربما ينعش الروح 

ورعشة بمقدار ألمها لاتضمد الجروح 

بذرة من حب يولد  النور على يديها 

غربان عشعشت في ضلوع صفحاتها 

قلبت زمنها تحاول كسر قيدها 

لتحرير ماتبقى من عناوين وثاقها

عل الفرح يعرف طريق الوصول 

إلى بابها  السكك تحتاج لدليل 

بسخرية تحدق تصافح البكاء 

ابتسامة تتبعها غيومها 

صفعة واحدة تعيدها للخلف 

 واكبت بمشاعر هشة برد الشتاء.

بقلم ( رنيم خالد رجب سورية)


من غرفة التحقيق!!! بقلم الكاتب العراقي فاضل العتابي

 من غرفة التحقيق!!!


مَن تحب أكثر؟

أمك أم أبوك؟

أمي لأنها أرضعتني وحملتني في جوفها، سهرت الليالي كي تخفف ألمي، زارتني في المعتقلات وهي تحمل قفة فوق رأسها وتدس السجائر بين ثدييها كي لا يسرقها الحراس...


فاضل العتابي

كاتب عراقي

بلجيكا



زمن بقلم الكاتب محمد علي حسين احمد القهوجي العراق الموصل

زمن /محمد علي حسين احمد القهوجي العراق الموصل بقلمي 

انتهى شهرك 
ومضى أيها القمر
عاد نورك
 يحمل الهدايا
تعثرت الحروف
سقطت الكلمات
زحفت نحو الشفاه 
خمس قبلات 
أصبحتُ سارقا"
اختلس النظرات
أطوف في خجل
تحت الزوايا
فأنت أحلى الجميلات 
وأنت أجمل الأميرات
بين السواد كحلا
كسهام الوغى 
مزق قلوب العاشقين
ترك حسرات 
ترتعش منها الخلايا
أصبحتُ أغار
 حتى من نفسي
أغار من روحك
أغار من عطر 
فوق الجيد 
او خاتما بين الأنامل
أو عقدا يلامس الجسد
أحسدهم  أريد قتلهم
فقد سبقوني
 نحو الثنايا
هل الزمن يعود لنعترف
ام مرت الرياح 
تسلب العمر 
تبعثر الألوان
نحو المنايا

محمدعلي حسين احمد القهوجي العراق الموصل بقلمي


جمجمةُ السلامِ ***: إحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

 *** جمجمةُ السلامِ ***:

إحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


تدوِّي الدمعةُ في شهيقِ الترابِ 

الأرضُ تميدُ بالركامِ 

والسماءُ تنزفُ بالجحيمِ 

القمرُ مختلُّ الخُطا 

والغيمُ ملبَّدٌ بالسكينةِ

أفق؟ لا يبصرٌ دربَه 

وشمسٌ مبتورةُ الأجنحةِ 

وبحرٌ يموجُ بالموتِ 

سرابٌ من الأعاصيرِ 

وبراكينُ من الجنازاتِ

نهرٌ يتدفَّقُ بالرميمِ 

وأيادٍ تبحثُ عن أجسادِها 

ورؤسْ نهشتها القذائفُ 

شجرٌ يثمرُ التوابيتَ 

وفراشاتٌ تستجيرُ بالحممِ 

قبورٌ فارهةٌ تكشفُ عن مفاتنِها 

تغوي الجوعى والمشرَّدينَ

جهاتٌ مقيدةُ الأنفاسِ 

ومزارعّ توزِّع الأكفانَ 

بالمجانِ

وجهُ العدمِ سمحٌ

ببساطةٍ متناهيةٍ 

تختفي مدنٌ بكامل ناسِها وتاريخِها 

وأحلامِ وردِها  

وألعابِ عصافيرِها 

وزقزقةِ أسوارِها 

المعرِّشةِ بحنينِ العشاق. * 


          مصطفى الحاج حسين .

                إسطنبول



عاقلة أناي بقلم الأستاذ داود بوحوش

 (( عاقلة أناي))


و أنا الذي يملؤني أناي

ما كنت بالأنا أمتلئ

أفرغني ذات اعتداد 

و النّفس أغذّيها فتأتمر

قد أنقبض كما الكل ينقبض

فأقبضني للحين

أحيّنني ...أعود 

كما ولدتني أمّي فأنشرح

عهد عليّ أخذته 

جرّبته 

فما خانني العهد 

الذي عليّ قطعته 

حتّى الإنكسار كسرته

زهاء ابتلاء 

يجيء كما الرّيح 

يثور و يهدأ 

أسايره حدّ الإعياء 

فتراه طريحا 

يرأب الصّدع 

و إذا بجرح الأمس يراوغني

رويدا رويدا 

دون عناء لوحده يلتئم

هكذا أنا

الصبر يجلدني

جلّادي 

و الجلمود أنا 

صخر... بأناي أفتخر

لا العتاب يهمّني

و لا نزر الملامة يسكنني

عاقلة أناي 

أعقلها و أتوكّل

فمن غير الوكيل يحرسني

أنا لست وليّا 

و إن الولّاة شتّى

من كلّ حدب تحفّني

أنا الوقفُ ، وقفٌ على نفسي 

ماء جار لاشيء يوقفني 

أنّى لها العراقيل تحبطني 

أصارعني 

فأضحكني 

أرسمني هدفا فأحقّقني

ما أبهى أن أحقّقني


بقلمي

      ابن الخضراء

 الأستاذ داود بوحوش

 الجمهورية التونسية

ومضة شعرية * هواية بقلم الشاعر محمد شداد

 ومضة شعرية

************

هواية

*****

صخبٌ و زبد

ساعة و الخيط بلا اهتزاز.

حين أتتْ هدأ النهرُ...

و تراشقت الأسماك في حضرتها

حيثُ ألقتْ ألقيتُ طُعمي،

اهتزت صنارتها...

فكان خيطي صيدها البكر.

**********

محمد شداد

الضمير بقلم الكاتب .. غانم ع الخوري ..

 .        الضمير

هند شابة خريجة كلية الفنون قسم الديكور متزوجة من ( قصي )  صيدلي منذ خمس سنوات بعد علاقة حب جمعت بينهم من خلال حفل زفاف لأصدقاء مشتركين تم بها التعارف لأول مرة لتكون بادرة علاقة تكللت بزواج سعيد و ناجح، رزقا بعدها بطفلهم الأول نادر. 

كان قصي صيدلي بارز في المجتمع و إسمه متربط بوالده الدكتور ( جمال ) الذي يملك مشفى الهلال 

 إحدى أشهر المستشفيات في البلد. 


في أحد الأيام كان على هند أن تأخذ ( نادر ) لمراجعة طبيبه في المستشفى كي يتلقى إحدى اللقاحات الدورية. 

و بينما كانت تهم  الدخول لغرفة المعاينة سمعت إحدى الممرضات تتحدث مع زميلة لها عن بعض المعلومات الخاصة بملف أحد الأطفال المرضى و الذي سيتم نقله  لأحد غرف العمليات في المستشفى و ذلك لإستئصال واحدة من كليتيه و بيعها لجهة معنية بتجارة الأعضاء.


كان لهذه المعلومة وقع الصاعقة على مسامعها

وانتابها الحيرة بعد تفكير قصير وسريع

وعدة أسئلة هل معقول ماسمعت 

كذبت الأمر أكثر من مرة  وقالت من غير المعقول

 ربما الممرضات يتكلمن عن قصة أخرى بينهم او عن مسلسل يتابعونه

ولكن الفضول تملكها وجعلها تحاول التحقق من المعلومة ربما يوجد سر مخفي

لما انتهت من عملها بالمشفى عادت مع ولدها ( نادر ) إلى منزل العائلة حيث والد زوجها الدكتور (جمال) مقيم  ولا يخرج كثيراً في الأونة الأخيرة منذ ثلاث سنوات  لأنه مريض وصحته متعبة ( على قد حاله)

وقد أوكل متابعة أمور المشفى لدكتور صديقه يثق به

ويراجع الأمور معه كل فترة دون الذهاب للمشفى

  ولما التقت عمها والد زوجها سألت عن حالته وصحته

ثم طرحت عليه سؤال عن  أخبار المشفى والدكتور الدكتور رضوان المكلف بإدارة المشفى

 س.عمي كيف هو الوضع بالمشفى وهل تعلم بمايحصل بها ؟

 استغرب ( جمال ) لهذا السؤال وقال الأخبار تأتيني دورياً والأمور بخير وأعاد عليها السؤال .

 لماذا تسألي هل هناك شيء لا أعرفه ؟

 قالت لا إنما خاطر على ذهني

وتابعت الحديث عمي ! هل تثق بإدارة الدكتور رضوان؟

 ج:العم  :

رضوان صديقي و معي بالمشفى من زمان وهو نشيط ودائماً يقوم بعمله بدقة

  هند على خير عمي سأترك حفيدك عندك وأذهب لأقضي بعض الأعمال وأعود إليكم

و ذهبت إلى  زوجها ( قصي )

 الذي استغرب قدومها وسألها عن سبب الزيارة

 فقصت عليه ماسمعت بالمشفى ونقلت شعورها بالقلق وإنه يجب التحقق من الموضوع ؟

قال لها أكيد يجب التحقيق 

و خطرت له الإستعانة بأصدقائه من الجامعة ( منصور  و راما )

كانوا بالمسرح الجامعي

ليدخلهم المشفى بحجة أنهم يحتاجون إلى كلية

وذهب إليهم واتفق معهم على التعرف  بمريض يحتاج إلى كلية ويدخلوه للمشفى و بعد السؤال عثر على الشخص المطلوب

 وادخلوه المشفى   وكان رأي الأطباء أنه يحتاج للغسل الدائم حتى يوجد له متبرع لزرع كلية 

وهنا قام الممثلون بدورهم وأظهروا أنهم ممكن أن يدفعوا أي مبلغ من أجل إبنهم 

 فتدخل أحد الممرضين وقال إنشالله خير تعال معي لوسمحت

ثم انفرد به وقال أنا أجد لك كلية ولكن السعر مليون

 قال منصور  أنت ممرض  معقول كلامك

 أجاب الممرض أنا لي علاقة مع الطبيب الذي يجري العملية

قال منصور رتب لقاء معه  و أنا جاهز

 وبعد ذلك تم التعرف على الطبيب 

وأصبح بالإتهام ممرض وطبيب  وتم إخبار  ( مالك)

الذي حضر إلى المشفى وجلس بمكتب والده والتحقيق معهم تأكد من أن والده لايعلم بمايجري بالمشفى واعترفوا بأنهم يقومون بهذا الأمر بمعرفة مدير المشفى ( رضوان ) وهو الرأس الأكبر

 وبعد ذلك تم إعلام الأمن بذلك

وتم التوسع بالتحقيق من قبلهم لتتمكن السلطات من ضبط شبكة كبيرة لتجارة الأعضاء

كانت تستغل حاجة وعوز  الفقراء للمال و أخذ أعضائهم وبيعها وتستغل أصحاب الحاجة المرضى الميسورين ببيعهم 

ولهم اتصال وارتباط مع جهات خارجية

 وأحيل الموضوع للقضاء


.. غانم ع الخوري ..


لك هذا بقلم الكاتب محمد نمر الخطيب -اربد -الأردن

 لك هذا 


لكَ مثلُ الذي تحلم وتشتهي 

لكَ النظراتُ التي أرقتني

ومضتْ تقيم جدارها حولي 

ولكَ التأقلمَ في الثواني إذ ساومتني 

حتى كأنَّ البقايا التي أوقفتها ذاتَ يومٍ

عادتْ تكلمني عني 

فمضيتُ أبحثُ في كل إتجاهٍ

فكأنما العمرُ …

أضحى أبعدَ من كل التمني 

حتى كأنيَّ وحديَ قد مضيتُ

أسآفرُ في كل الحروفِ التي 

قاربتْ ثم سابقتني 

ثم أقامتْ جدارها حولي 

هنا ظلُّ وقتٍ …

له الأمنياتُ وسرُّ التجني 

وله مثلُ البقيةِ بعضَّ بابٍ

كي يدخلِ الحرف من بوابةِ الفنِ

لكنني مثلُ الثواني أسبقها 

أقيمَ متراسَ اللقاءِ على سطحِ فني 

ثم أعودُ مضرجاً بدمي 

لكَ مثلي …

بعضَّ الحكايا والتفاصيل …

ومعنى التأني

ولكَ يا صاحبي سرِّ العبورِ

إلى زمنٍ قد غابَ في زمني وظني 

ثم عدتُ وحدي واقفاً

فكأنما ما كان يوماً في ظلالٍ …

عادَ في ظلِ فني 

فلما وقفتُ على بابها 

طرقتُ البابَ …

حتى عدتُ مرتاحاً بسري

أنا يا صاحبي وحدي 

أعيدُ ما تخفى ..

في ليلةِ العمرِ التي سرها أنها أتحفتني 

فآهٍ يا صاحبي وأنتَ أنتَ

من قالَ ذاتَ يومٍ للخطى …

إليكِ يا خطاي عني  

فوجدتني أسبقها الآماني 

حتى تداخلَ سرُّ الوقفِ ذاتَ يومٍ 

بشعرٍ غارَ من حرفي وفني 

فآهٍ ثم آهٍ وتلك الخطى 

أرّختْ تأريخَ شعري في التجلي 

ومضيتُ  اعبرها الليالي 

حتى تراءتْ نجومٌ

وترددتْ أقمارٌ لها سكنٌ معي وقربي 


بقلمي /-محمد نمر الخطيب -اربد -الأردن


روابي الدمع بقلم الكاتب محمد مجيد حسين – سوريا

 روابي الدمع

مهداة إلى أميرة اللغة المتجددة مرشدة جاويش 

أحسُ بكِ أيتُها السابحة في ماء العفاف والنبل العميق كلانا فقدنا بوصلة روحينا ..

الموت يؤكد عبثية الحياة وهشاشتها حيث يتخندق الكائن البشري خلف الغيب ليستوعب فظاعة الحدث أي الموت هنا يمكننا أن نصل إلى نقطة البداية والتي تمنحنا مؤهلات تشريح الحالة دون ما حواجز وبعيداً عن قوائم المسلمات 

وبالعودة إلى ماهية الكائن البشري ذو البُعد الضارب في التضاد في ذات القيمة الزمنية والإنسان كائن متخاذل مع ذاته حيث يتحدث عن الظواهر البشرية بدون أن يدرك صعوبة استِعاب الموقف  مثال نحن نتحدث عن الموت قائلين الموت هو الحق وهو النهاية الحتمية دون أن نعيش الحالة بشكل عميق نقيس الحالة على الجميع وننسى أو نتناسى أنفسنا وأما العلمانيين هم أيضاً قد يتساوون مع الذين يؤمنون بالحياة الأخرى ولكنهم أمام جبروت الموت ينهارون إلا المتعمقين إلى النهاية في ماهية قوانين الطبيعة والمتبحرين في محيط الفلسفة 

أستاذتي الفاضلة مرشدة جاويش أحسُ بكِ بكل جوارحي وأكاد أدرك تفاصيل الحالة النفسية لكِ حيث كانت ابنتكِ شريكة بروحكِ وحتى في العقل الباطن لم يطرح ولو لمرة موضوع الفراق بينكما كنتِ ولتزالين تعيشين بأنفاس ابنتكِ هي بوصلة الحياة التي لا بديل لها العقل ينكسر في آحايين كثيرة أمام تسونامي العاطفة وأنا  أعيش حالة مماثلة منذ طفولتي حيث فقدت أمي وأنا في الخامسة من عمري ولا يوجد لها ولو صورة واحدة وأنا لم استطع حتى كتابة هذه الأسطر أن أتقبل الحالة وأثابر لتفكيك التفاصيل المتباعدة جداً لعلني  أصل إلى ولو مشهد واحد لها ...

منذ أن قرأت لكِ أحسست بأن بيننا ما هو ضارب بالدموع والوقار والاجتهاد من أجل ترسيخ الجمال في روابي الدموع .. 

محمد مجيد حسين – سوريا



بين جنون الفكرِ وثباتِ العقل بقلم الأديبة غزلان حمدي من تونس

 بين جنون الفكرِ وثباتِ العقل


تهيمُ الأفكارُ في رأسي كأعاصيرٍ بلا ميناء،

تدكُّ حصونَ يقيني، تُبعثرُ في الدربِ أصدائي.


صَخَبٌ يَشقُّ سُكونَ اللَّيلِ في عُمقِ كِياني،

يرتدُّ صداهُ كأنَّ الكونَ زلزَالُ أغاني.


في المرايا تنكسرُ الذكرى، تنحلُّ الألوان،

كأنني طيفٌ يُكابِدُ ضبابَ النسيان.


أجري إلى ذاتي، أبحثُ عن مرفأٍ في ذاتي،

لكنّ ملامحي غدت صمتًا على صفحاتِ مراياتي.


يا قلبُ، هَبْني من صخرِ الأرضِ صلابةَ الموجِ،

كي لا تهزَّني ريحُ الحيرةِ، لا تأخذَني إلى الفجِّ.


قد كنتُ نجمًا تُهتدى به الأرواحُ في الظُّلَمِ،

واليومَ أخبو، كأنَّ الريحَ تأبى أن تُبقيني.


لكنّ في العقلِ يقينًا، لا تَحنيهِ الأنواءُ،

يثبُتُ في خضمِّ العاصفةِ، كطودٍ لا يَخشى الفناءَ.


سأرسمُ من نبضي جسرًا فوق هاويةِ التيهِ،

وأمضي، رغم صراعي، إلى صبحٍ بلا عُزلةٍ.


بقلمي الأديبة غزلان حمدي من تونس


هايبون نافذة الصمت بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 هايبون 


نافذة الصمت 


كانت الأبواب تحيل لي الكلمة. طرقتها و تفتحت على مصرعيها. كان العبور سهلا أين فضفضت ، بحت بأسراري ، تبادلت الآراء و تناقشت مع الجميع كما أجبت عن أسئلة متنوعة . عندما أغلقت في وجهي و تقيدت بسبب السلطة، ساد الظلام و ما وجدت أمامي سوى نافذة لا تطل على شيء. وقفت والعبرة في حلقي. راحت الكلمات و مكثت أمام نافذة الصمت دون امل. 


نافذة الصمت 

تلاشي الكلمات بعد 

غلق الأبواب 


ألفة كشك بوحديدة

أراني..أحتسي لغة الكوثر في..كأس الهديل..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أراني..أحتسي لغة الكوثر في..كأس الهديل..!


-أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ..فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ (محمود درويش)


..في الأفق البعيد..

                يلوح ضوء باهر

يسربله السّحر

               ذاك الأفق البهيّ

متشحا بباقات من الحسن

هوذا الحسن..

يتوهّج في سحر عينيك

وإنّي لأقرأ هذا المدى العندميّ

                    على شفتيك..

***

يا إمرأة

إنّ فيك لسحر السّماء

          وجوع الحياة

وكون من التيه

       والبوح والموج

والرغبات..

ياسيدة اليمّ

امنحي كلامي لغات السّفن

   امنحي قلبي لغة سافرة..

***

يا سيدة اللّون

أنيري ضوء الكون المعتّم في أجوائي

                 علّني أفتح بؤبؤ الرّيح

وأستوطن الذاكرة

***

يا سيدة البحر

“أسندت روحي على وهج العشق فيك”

أستنجد الوجد..

أحتسي لغة الكوثر في كأس الهديل..

خذيني بقربك..“كي أقرأ روح العواصف”

حين يعانق النورس زرقة اليمّ

          ويسرج القلب أفلاكه..

للرحيل..

***

يا سيدة البحار..

على جدائلك بروق البحر والملح..

             وفي سماوات عينيك

ذاك الفضاء البدائيّ

  أراه متشحا بالغيم

والصّمت

والنّور

والنّار..

وأنا..

أغذّ الخطى بين جرح

وجرح

   وأقتفي أثرا للمرايا

لكنّ الدرب إليكِ..

غدا دروبا لا تؤدي إليكِ..

كنت أرى وجهكِ..

         في المنام

أراه على صفحات البحار..

         وكنت أقول: غـدا..

أقول غدا ربّما قد أراها..

         إن قدّر اللّه حسن النوايا..

لكنّ السنين تعدو

                والأمنيات تمضي

وكل الرغبات تنأى..

             والقوافل أسقطتتني

في منعطف للثنايا..

***

يا سيدة الكون واللّون

            ها أنذا على مرمى..

نبضتين من القلب..

         أتصفّح دفتر عمري..

أكفكف غيمي

        أسرج وجدي..

 إلى جهة في المحال..

وأسري إليك..

لكأنّي في غمرات البنفسج..

أولد الآن..

ولا شيء في نشوة الشوق ..

يثبت أنّي أحبّك..

   غير الكتابة..

ذبل الزّهر ولم يجيء الربيع..

رحل طائر البرق..

       ولم ينهمر الغيم..

مثلما وعدتني الرؤى..

   كما وعدتني رؤايَ

ترى..؟

هل أظلّ أحبّك إلى آخر العمر..؟

وهل..؟

وتظلّ في تضاعيف الرّوح

              محرقة للسؤال..


محمد المحسن



تجليات الإبداع في شعر الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجزيري..قصيدته " لم يبق شيء فيّ..حيّا " نموذجا.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تجليات الإبداع في شعر الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجزيري..قصيدته " لم يبق شيء فيّ..حيّا " نموذجا..


لعل من أبرز الخصائص المميزة للعمل الفني عموما والملفوظ الشعري خصوصا انه عمل يستفز المتلقي ويحمله على التفكير والتامل في كل حرف وكل كلمة بل يجعله يبحث عما خلف السطور وخلف الكلمات.ومن هنا يمكننا القول أن الجمالية في الشعر جماليتان :هما جمالية الكتابة وجمالية التلقي .

فالطاقة الشعرية تتسع كلما اتسعت دائرة القرّاء لان كل واحد سيتناول النص من منظوره الخاص ويرى فيه ما لا يرى غيره..

ولا يفوتنا الإشارة الى أنه من شروط جمالية النص الشعري أن تكون المعاني والصور متمنعة مستفزة لا تسلم نفسها للمتلقي بيسر بل تحمله على أعمال فكره وقراءة القصيدة بترو،وبذلك يمكننا الإقرار بكثير من الإطمئنان أن النص الشعري نصان: نص مكتوب على ضوء رؤية صاحبه،ونص مقروء حسب رؤية المتلقي.

وهنا نستحضر قول تودوروف ”ان النظرة إلى الحدث الواحد من زاويتين مختلفتين يجعله حدثين منفصلين.وقد لا أجانب الصواب إذا قلت أن للشعرية أساليبها البليغة،ومؤثراتها المهمة في تفعيل الرؤية الشعرية في القصائد الحداثية المعاصرة،لاسيما حين تمتلك قوة الدلالة المكتسبة من شعرية الأساليب وتنوعها وغناها الجمالي بالتقنيات الفنية المعاصرة،فالشعرية-بالتأكيد-تثيرها الأساليب الشعرية المتطورة،ومحفزاتها الإبداعية الفاعلة في تكثيف الرؤية الشعرية،وتعميق منتوجها الإيحائي المؤثر.

في هذا السياق بالتحديد،تتجلى الرؤيا الإبداعية الخلاقة التي ترتقي بالنسق الشعري،وترقى بمستويات مؤشراته الجمالية للشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجزيري،الذي أكدت لي جل قصائده التي اطلعت عليها-بنهم شديد-أن الأدب الرفيع  بمختلف تجلياته، لا يمكنه أن يكتسب قيمته تلك الا اذا كان قائما على رؤية فنية وفكرية عميقة ومتكاملة العناصر..واضحة الأسس والمنطلقات الفلسفية والقيمية والاجتماعية والحضارية قادرة أن تجعل من المنتوج الأدبي-وهو هنا الشعر ـمساهمة حقيقية فاعلة في انتاج المعرفة.

وهنا أقول للقارئات الفضليات والقراء الأفاضل:لا ترتقي الرؤيا الجمالية إلا بمنتوج جمالي،وشكل جمالي جذاب،وهذا التفاعل والتضافر بين الإحساس الجمالي والشكل الجمالي هو الذي يرقى بالحدث الشعري،ومثيراته الجمالية..

وهذا ما تجلى بوضوح لا تخطئ العين نوره وإشعاعه في جل قصائد محمد الهادي الجزيري،كما أشرت..

وهذه واحدة من قصائده المدهشة..فأضبطوا أنفاسكم قليلا..

أُخرجي من جدران البيت.. أو من خلف باب مغلق

أو أيّ شيءٍ...  أيّ شيءْ

صور الألبوم في محفظة الجلد

تستعجلك الآنَ

لكي يبرزَ إنسانُك من بينِ يديّْ

حالتي موبوءة جدا

ولا ربّ لديّْ

أخرجي ...

لم يبق شيء فيّ حيّا فتعالي

آخر المرّات

وَلْتبكي عليّْ...


أخرجي من عالم الموت

وكوني من جديد

لأراك الآن.. في بيتي

كما كنتِ.. ومازلتِ.. 

و أسترجع إيماني بربّ

أرجع الروحَ  إليّْ..


أخرجي 

 منّي ومن صمتي فلا خوف على العاشق من ذاتك

يا أنثى  تغارينَ على ظلّي

ومن نفسي تخافين عليّْ

قد لا أرمي الورود جزافا،إذا قلت أن شعر الشاعر التونسي القدير الأستاذ محمد الهادي الجزيري،شعر غير قابل للموت والفناء والانطفاء لأنه نابع من ذات نورانية تواقة إلى التحليق ومسكونة بالتجليات،تتجاسر على هاجس الفناء والعدم بالكلمات..وبالكلمات تحيي وجودا جديدا ليس قابلا للعدم..والإندثار..وقصيدته هذه " لم يبق شيء فيّ..حيّا " لامست أوجاع القلب،لكنها حلقت بنا بشكل رائع في فضاء الإبداع حيث الهدى والإشراق والتجلي..

وأترك للسادة القراء حرية التعليق والتفاعل مع قصيدته هذه،التي صيغت-في تقديري-بمداد الروح..


محمد المحسن



الاثنين، 23 يونيو 2025

عشق الجمال بقلم الشاعر محي الدين الحريري

 عشق الجمال

                                      10 / 10 / 2020  

فـي شفـتيـكِ بـقـايـا مـن شـبـق

                     يسري في الـعروق كيغما يُتَّفـق

وفـي عـينـيـك بـريــق خـاطـفٌ 

                  كلّما أبحرت فيهما يغشاني الغـرق

وفـي ثـنــايـا .. شـعــرك مـروج

                   يضـمـهـا مـع الـزهـر أريج وعـبـق

وقـوامـك .. جــسـد رائــع خـلا 

                  من ثياب تضمه مـن الحرير مـزق

كــل الـدروب .. تُـفـضـي إلــيـك

                  وحدها ترشدني النجوم والطـرق

فـي ديـاجيـر اللـيـل أنـت حـلـم  

                  وفـي صحو الليل شـهـب تحترق

عـلـىٰ دروب الـقـمــر تـتـراقـص

               اطياف نجوم لألاءة تتباعد وتلتصق 

وأطياف شعـرٍ و عشـقٍ بـقـلبـي

                    تذوب كما الشـمع حين يـحتــرق

في أقاصي الغابـة حانة تـعالـي 

               إليها نتساقىٰ الهوىٰ ومـن ثَم ننطلق  

فالجوع لـصراخ الـجسد سـهـم

                بـالـعشق مـحمل .. لـصدري يخترق

وجنيات الليل عن كثب تراقبنا

                  والـسمـع لأحاديـث حبنـا تـستـرق     

ودعينـا نواكب الليل في سهـر

                 وإن جـن الصباح آخر مـن يـفتـرق


                                  محي الدين الحريري



هايبون نافذة الصمت بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 هايبون 


نافذة الصمت 


كانت الأبواب تحيل لي الكلمة. طرقتها و تفتحت على مصرعيها. كان العبور سهلا أين فضفضت ، بحت بأسراري ، تبادلت الآراء و تناقشت مع الجميع كما أجبت عن أسئلة متنوعة . عندما أغلقت في وجهي و تقيدت بسبب السلطة، ساد الظلام و ما وجدت أمامي سوى نافذة لا تطل على شيء. وقفت والعبرة في حلقي. راحت الكلمات و مكثت أمام نافذة الصمت دون امل. 


نافذة الصمت 

تلاشي الكلمات بعد 

غلق الأبواب 


ألفة كشك بوحديدة

جزء من الفصل الذي يحمل عنوان "ملحمة التيه والحبّ: دراسة في فصل البحّارة الأخيرون" من الأوديسة التونسية"

 تحية بحجم الكون للصديق الذي جعل من تجربتي الشعرية موضعا لبحثه الجامعي و  الذي طلب مني عدم ذكره و لا ذكر عنوان البحث لحين مناقشته ،، في هذا البحث خصّ الصديق الاوديسة التونسية بالقسم الأكبر  اليكم جزءا من الفصل الذي يحمل عنوان "ملحمة التيه والحبّ: دراسة في فصل البحّارة الأخيرون" من الأوديسة التونسية" كما تجدون المقطع الشعري اسفل المقال

--------------------------------------------------

المقدمة

تشكل *الأوديسة التونسية* مشروعًا شعريًا ملحميًا يتقاطع فيه الشخصي بالجمعي، والمأساوي بالأسطوري، وتُعيد من خلاله تجربة الشاعر عبد الله القاسمي صياغة الأسطورة الهوميرية في سياق تونسي-عربي معاصر. في فصل "البحّارة الأخيرون"، يتجلّى هذا المشروع بشكل كثيف، من خلال سردية تعددية الأصوات تسائل الوطن، والموت، والحب، والسياسة، بلغة تمزج بين الشعر والخطابة والرؤيا. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل هذا الفصل من خلال مقاربات متعددة: رمزية، نفسية، وسوسيولوجية، للوقوف على عمقه الشعري والفكري.

الإشكالية

كيف يوظف الشاعر عبد الله القاسمي البنية الملحمية والصوت التعددي في بناء خطاب شعري مقاوم، يسائل السلطة، وينتصر للهامشي والمقصي؟ وما هي الأبعاد النفسية والأنثروبولوجية لهذا التيه الجماعي الذي يعيشه البحّارة – الشهداء – الشعراء؟

1. البنية الملحمية وتعدد الأصوات

يعتمد النص على تقنية البوليفونية (polyphony)، حيث تتناوب الأصوات بين آخر البحّارة، الحالم، الأصغر، والكبير. هذه الأصوات ليست مجرد تمظهرات لغوية، بل هي تمثيلات لطبقات من الذات الجمعية التونسية. (...) هذا التعدد الصوتي يُخرج النص من خانة القصيدة الفردية إلى مقام الرؤية الشعرية الكونية الجماعية، ما يربطه بأساليب الشعر الملحمي كما عند وولت ويتمان أو محمود درويش في مراحله الأخيرة.

2. الشعر كفعل مقاومة

يتجلّى الشعر في هذا الفصل لا كأداة زينة بل كفعل مقاومة وجودية. فالأمر المتكرر «اُكتب» يحمّل الشاعر مسؤولية تتجاوز الجمالية إلى المسؤولية الأخلاقية: (...) هنا تصبح الكتابة معادلاً رمزيًا للعدالة، والرغبة في تخليد الهامشي والمسكوت عنه.

3. السياسة واليوتوبيا الضائعة

يحفل الفصل بنقد مبطّن وصريح للسلطة السياسية، من خلال صور الطحالب التي غزت المدينة، والخطابات العقيمة، وتكرار ذكر “المدن” كفضاء فاسد في مقابل البحر كفضاء بديل (...) السياسي هنا خصم الشعراء والعشاق والبحّارة، لا فقط كسلطة بوليسية، بل كقوة رمزية تنتج خطابًا يقتل الحلم ويصادر اللغة.

4. الحبّ كيوتوبيا بديلة

في مقابل السياسة، يقترح النص الحبّ كفلسفة للوجود. الحب ليس مجرد عاطفة، بل هو الأفق الوحيد الممكن للبقاء والكتابة والتطهر (...) هي لحظة *عرفانية شعرية*، تكشف عن جوهر الوجود لا من خلال السياسة، بل من خلال الانصهار الكلي في الآخر/المحبوب/الوطن.

5. الأسطورة المعكوسة: من العودة إلى التيه

خلافًا لأوديسة هوميروس حيث يعود أوليس إلى وطنه، فإن أوديسة القاسمي تتجه من الوطن إلى التيه. الغاية ليست العودة، بل الاعتراف بأن لا عودة ممكنة. البحر هنا ليس وعدًا بالخلاص، بل ساحة الشهادة والانمحاء.

الخاتمة

يرتقي فصل "البحّارة الأخيرون" من الأوديسة التونسية إلى مقام الرؤيا الشعرية المركبة التي تحتضن الإنسان في هشاشته وقوته، في تيهه وحنينه، في غضبه وحبه. الشاعر لا يقدّم سردًا نرجسيًا، بل يلتحم بالجماعة ليقول وجعها وحلمها، مُستبدلًا السلاح بالكلمة، والخطاب السياسي بالمجاز الوجودي.

مراجع 

- باختين، ميخائيل. "قضايا شعرية". ترجمة يوسف حلاق.

- أدونيس. "زمن الشعر". دار العودة.

- غاستون باشلار. "جمالية المكان". ترجمة غالب هلسا.

- إدوارد سعيد. "تمثيلات المثقف".

- محمد بنيس. "الكتابة بالشعر".


هو مقطع من الاوديسة التونسية 

عبدالله القاسمي 

.................................................

اخر البحّارة :أنا يائس من أولي  يا إخوتي و الأحلام  بلا صدى 

انا يائس من أولي و الاحلام في الخريف كما في الوطن اشدّ مرارة 

أحتاج ضحكتك مثل القصيدة التي طال انتظارها، القصيدة الخضراء ،القصيدة التي يشتهيها العشاق و الشعراء

وطني الذي أحبه حرمني  الخبز و الهواء و الضوء، 

لن احرمه الحب و الدموع ككل الفقراء

هل تعرفون يا إخوتي  من أين جئت؟

من تربته التي تنضح بالعطش وجباله التي تئن بمياه أمطار الخريف …

هكذا ولجنا أعتاب  العالم…فقراء جدا ... كل الورود  فريسة حمراء لساستنا ،

 من الأماكن العديدة ولجنا العالم ، من الماء والتراب، من النار والرياح ،

 من  كل مكان ناء، في خريطة البلد  

ما يوحّدنا هو الحب الرهيب الذي يكبل أيدينا وقلوبنا ويأسر النجم في أحلامنا ،

مثل عاصفة عظيمة متمرّدة

البحّار الحالم : ذاتي متوهجة كمعدنٍ تحت المطرقة 

و ذلك الحب الذي يتراءى، حلم ما قبل الولادة 

سنولد من جديد ذاتاً أبديّة 

سنمضي  بلا جروح  حتى ندرك الموت  كذلك الحب هو خَيَالُ الموت،

اصغر البحّارة : عندما لم يكن شعري مقصوصاً على جبيني .. ولا أعرف تأويل قبلات ابنة الجيران 

عندما كنت أنزل البحر عاريا ... لعبتُ عند بوّابة المدينة ، و قطفتُ الزهور البريّة لأمي .

كنت كحصان يجري، ركضتَ حول المكان الذي تجلس فيه الشمس، وأخذتَ ألهو بالنجوم الزرق.

لم يتسلَّل الشكٌّ و الهموم  إليّ، ولم أعرف الكره لاني لا أسمع المذياع و الخطابات ، ولم أقرأ البيانات  . 

عندما لم يكن شعري مقصوصا على جبيني لم أضحك مطلقاً على انحناءات الأشجار الخجولة.

كنت أخفض رأسي أمام العابرات  وأنظر إلى الأمام . لم أنظر مرّة إلى الخلف.

في السنوات الأولى ، توقّفت عن العبوس يوم عرفت ان لي بلدا ، تمنيّت لو أني غبار الفاتحين الذين مرّوا و الدينصورات التي أفلت و الشموس التي ستشرق ... 

الطحلب الآن صار أسود ، بل طحالب كثيرة بالمدينة ... الطحالب يصعب إزالتها!

أوراق الأشجار سقطت مبكراً في هذا الربيع الخريف،

وأنا سقطت في الريح. و شرانق الفراشات تصفرَ ، والطّحالب  تهجر البحر لتغزو الحديقة ؛

يبدو أنني تقدّمت في السن  يا إخوتي ... وحسرتاه

صوتي  قاحل

وأنفاسي ريح تهبّ على عشب يابس

لم أعد أجرؤ على التحديق  في الأحلام...

في المدينة أحلامنا رتيبة و مفزعة كما الموت

و لم يعد ضوء شمس ينسكبُ على أكفنا و الأشجار تراقصنا وأصوات الريح تغنّي...

أصواتنا أكثر بُعداً وأكثر ألما من نجم يحتضر

دعوني أرتدي البحر ، دعوني  أحاكي الريح في حركتها

وليكن  موعدنا آخر اللقاءات في مملكة الشفق المرّ .

 البحّار الحالم : ذاتي متوهجة كمعدنٍ تحت المطرقة 

والحزن الذي يتراءى في عينيّ هو حُبّ ما قبل الولادة  لبلاد أَصفى من سمائها ... لبلاد تئنّ بالحنين  

كنت ذاتا جامحة لا تطلب أن تكون أبديّة  بل تَمضي في العشق و التوّحد 

وهذا الفجر الذي بلا جروح، وهذا العمرُ حيث النور أَعمق سأعيشه في حبّها، حتى يطلّ الموت أخضر حين يجيء، أخفَّ من رياح الحريّة، 

 للموت والحبّ طعم واحد في أسطورة العشق الأولى 

لا شر في البحر بعد الآن 

لن نسمع غير الشوق ولن نرى غير الحُلم 

من شدّة الوله صرتُ شمساً خضراء ،

الشعر الذي سيُكتب سيُظلّ للظلام مكمنا و للنّور ساحة ، سيظلّ متّقدا ..

لم أكن واعياً في معاركي كنت أكسبها. لأنّ السُّلطان  يخسر دائما بحرّاسه الذين فقدوا الحب و الماء . 

ما أعمق الشعر المتدفق و النائم في المستحيل. يبدو كعبارة هزليّة ! لكنْه كالسيف مرّ  

سأمضي في هذا الشّعر لن أرفعه للسّادة السّاسة ليُنقّحوه، 

هم يجهلون جميع الأساليب وأُسلوب العشق الرائع. ويجهلون أنّ الشاعر كما الشيطان ملعون دائما ...

أين كنت أيّتها العبارة الجريئة ؟  سجنتك الملائكة و الأبالسة والشرطة و سجنونا معك منذ ما قبل العهد الذي قيل عنه بائدا ولم ينته...

أخر البحّارة : ما أجمل الشّعر و النّساء ... و ما أمر حُرّيّة البشر. 

الحُبّ الذي يشدّني للأرض  بلا وجه و بلا هويّة . يشدّني إلى بشر لم يجلسوا تحت صفصافتي ولم يتناولوا عشاءهم على مائدتي . 

هم الأحبّة و بيني وبينهم مسافة للتأمّل. يسيل لعابي لظلالهم وخبزهم و كل آهة  عشق منهم  لا بُدّ أن تكون هدفي. 

و المفرح في الأمر أنّهم يغنون لي دون أنْ يعرفوا. وأنا أتدفّأ بحرارة العشق فوقهم دون أنْ يعرفوا.  

نافذتي نوافذهم 

أُكتبْ أيّها الشاعر خطاك على المواسم. أُكتبْ قُبلتك على الخبز والعرق. أُكتبْ على الألم . 

أُكتبْ. 

أُكتبْ شهوتك على الحجر ، طَيفك على النّار،أحلامك على الجمر. 

أنت عائد غداً إلى سيّدك البحر. 

أُكتبْ. 

أُكتب وَهْمك ،همّك، وعبورك على الضفاف والنوافذ. 

أنت لست الربيع الذي يجيء كُلّ عام. 

أُكتبْ لغة البرّ والبحر. أُكتب الرّغبة والتعب. اكتب الخجَل والحَجَر. القوّة والضعف. أُكتب المريد والشهيد. الوجع والفرح. أدمن الحبّ وأغمس يديك في الينابيع العميقة. 

أُكتب!  نقمَتَك على الثلج ،ثورتك على الكلس ،حنوّك على الشمس. 

أُكتبْ حُبّك لعيون النّساء جميعهن. 

اكتب ليصير عود الثقاب في العتمة كلمة وخنجرا، والرجفة في الصقيع قاموسا، والنسيم في القيظ مفردة ، والغُربة واللّقاء لفظة ، والنهر والشجر قصيدة . 

اكتب لينام الأطفال الجوعى في حضن الكلمة. 

اكتب لتنام النساء الثكلى مع الكلمة. 

تسلّل في اللّيل من أسوار الحرف وستدلّك نجمة عطشى إلى ساحة لا يعرفها ساسة البلد.

كبير البحّارة :  الضمادات تعوزنا لنضمّد جراح الكون

فكم من الإبحار يلزمنا  لنقنع الماء بتطهّرنا من ذنوبنا

وكم من موجة  ستفصلنا عن الذاكرة

وكم من عاصفة سنجتازها لاستعادة الضوء

سننساب بين تجاعيد الموج  والمحيطات الغريبة

لن نقذف المرساة فليس في الأرض غواية ، وليس في الأرض منأى للفقير عن الأذى وليس في البحر ساسة جائعون  

سنقول للبحر : أيها السيّد  .. هيت لك 

نحن البحارة الجوعى  : نحن الأشجار الحزينة و  النحلة المثابرة على العسل

سنمضي مع البحر فلا الثورة ثورتنا و لا الحلم حلمنا

نحن الرجال المحشورون في المدينة مثل وسائد القشّ.

أحلامنا صحارى قاحلة ... مدجّجين بالصمت الأزرق ورغبات الموحشة 

وجوهنا أشكالٌ بلا هيئة، وظلالنا بلا ألون

سنعبر مملكة الموت بجسارة ... لا تتذكّرونا مع الأرواح الشرّيرة و لا تصنّفوننا مع الثّوار و التائهين  .. ولا مع العشّاق و الأنبياء و لا الشعراء 

في مملكة الموت أصوات الرياح تنشد 

و ضوء الشمس ينسكب متعرّجا و الأشجار تتراقص 

في مملكة  الموت يستوي الساسة و الفئران ... البوم و الملوك ..  

في مملكة الموت  نسير فرادى  

وننسى طعم الشفاه  التي تُقبِّل

فالعيون الجميلة ليست هنا...

والأجساد المغموسة بالعسل ليست هنا

ولا ﺃماكن للّقاء

المساءات  الشتائيّة اللذيذة بطعم الوجع تسترخي في أحداقنا

لسنا سوى شرائح لحم في ممرَّاتِ الموج

لم نترك لكم سوى أعقاب أحلام مُحترقة من أيام مُدخّنة و بعض النفايات الوسخة من جوعنا

الرغائب الذاوية انتعلناها في أقدامنا ... وتركنا في زاويةِ الشارعِ مواعيدنا الوهمية  تفوحُ شاحبة  بنشيج السكارى .. 

تلك الإقدام الموحلة التي تطأُ مدينتكم سنقطعها

في مدائنكم  لم نكن نشاهد التلفاز بل نرصّف في الذاكرة كل ثانية ألفَ صورة قذرة

حاولنا ألف مرة،‏ أن نصنع اتفاقية سلام معكم ،‏ وهبناكم مع الضريبة الفؤاد والحبّ ، 

 نحن في البحر سارية بين رياح الزرقاء، لكننا لن نحترق هذا الشتاء، ولن نرتجف هذا الصيف.‏ 

سيعتقل الماء دونكم الوجع والوحوش الشرسة،‏ 

الليل لن يكون بطعم منابركم الحوارية ،‏ سينام في فراشه الوفير مع العذاب الذي قصفتنا به خطاباتكم



الأحد، 22 يونيو 2025

*** أسفار الكفر *** أحاسيس مصطفى الحاج حسين .

 *** أسفار  الكفر ***

أحاسيس  مصطفى الحاج حسين . 


تتقيّأُ السُّنبلةُ سراباً 

و تتدثَّرُ بدموعِ المدائنِ الخائرة 

يرقدُ الجوعُ على تكايا الخرابِ

السَّماءُ ممزَّقةُ الثَّوبِ 

والشَّمسُ مفضوحةٌ عورتُها 

والقمرُ يتوارى خلفّ قشًِ الغمامِ ويستمني 

فوقَ جثَّة الينبوعِ 

المشمولِ بالإبادةِ

 

ساطعٌ وجهُ الموتِ 

ذراعُ الأفقِ مبتورٌ 

الأرضُ حبُلى بالجيَفِ 

والوردُ مخصيُّ الأريجِ 

نهرٌ تتقاذفُه الصحارى  

ندىً يثمرُ التُّراب 

الدّمار يشبُّ .. يبرعمُ 

يعرِّشُ على أسوارِ الحلمِ المفجوعِ 

الهواءُ يتلألأُ بالاختناقِ 


والفراشاتُ تجرُّ احتراقَها 

نسألُ عن عناوينِ مقابرِنا 

في مقابرِنا مصحةٌ للمجانين 

الأطبّاءُ يعبثونَ بجيناتِ إبتساماتِنا 

أكفانُنا من نشيدِنا الوطني 

مشانقُنا من أعلامِنا الملوَّنة 

سعداءُ بحروبٍ وعدتْنا بالعدم 

نرسمُ على نعوشِنا نهودَ المرارة 

أرضعتْنا الهلاكَ 

سقتنا الهزائمَ 

كستنا التَّشرد 

أوصلتنا إلى سدَّةِ البغضِ 

نهدي القبلةَ خناجر 

نذوقُ البسمة بقنبلة  

نصنعُ من النَّسمة 

حممَ المدافعِ 

نحن من شرد ِالملائكةِ

في السماواتِ العشر 

من حرَّم على الجنَّةِ دخولَ الأنبياء 

من شرَّع العهر 

من حلَّل الخيانة 

من سمح بالَّرزائل .*


        مصطفى الحاج حسين . 

                إسطنبول



صـهـيل الـبـواتر بِـــقَـــلَـــمٍ ️ الشاعر أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي

 صـهـيل الـبـواتر


نــصـر مـــن الله وفــتـح 

يا آل صـ هـ يون بالذاتِ


إلـيـكم أرسـلنا بـشائــرنا

خـذوهـا مـنا مــدويـاتِ


قسما بـبارقـة الـسيـوف

لنذيقنكم طـعـم المنيات


ونـريكم مـن عزم حيدر

في خـيبر حـين الغارات


فـلنا مـعكـم وعــدا غـير 

مـكذوب بـرب الـذارياتِ


فـعـهدنا صـهيل الـخـيـل

وقـدح زنــاد الـمـوريـاتِ


فأين خيبركم وأين انتم

يا أمة السوء والموبقات


فمنذ عـهدناكم مـنافقين

أشرار وكل شر فيكم آتِ


فذوقوا من حـلوها مــرا

فالنصر حليفنا في الآياتِ


الـمهدي الـقـائم الـمـؤيد

بـعـزم الـبـواتراللامـعـاتِ


فيا ويلكـم مــن غـضبتنا

ووقع سـيوفنا الحامياتِ


فلا بـد للنصر أن يزحـف

بصبح علـيكم كالعادياتِ


فـلا ســــلام ولا هــوادة

بيننا فـأنكم في غـفلاتِ


سنروي بـدمـائـكم ارضا

أهنـتم فـيـها الـمقدسات


عهداحتى ترتوي عوالينا

بفيض نحوركم الجاريات


فعهدا قـديما ووعـدا منا 

لكم في الاسفار والتوراة


فأننا أحفاد عليا وفاطمة

ترد لنا الامر في النائبات


لازلنا نرضع اثداء الحروب

ولـم تفطمنا وقـع النازلات


فأيهنوا لـن تـصوم بواترنا

عـن رقـابكم في الـمـلمات


  ┄┄┉┉❈»̶̥🎀»̶̥❈┉┉┄

       ✍️  بِـــقَـــلَـــمٍ ️

       أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي 🇮🇶



إشراقة شمس = 52 = بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة

 إشراقة شمس 


= 52 =


قصة أبو سالم باختصار هي قصة امرئ وضعت الدولة الحاكمة يدها على بيته و أخرجته منه بدعوى أن المالك الأصلي للعقار وفق بيانات السجل العقاري هو من المنشقين عن النظام و أن النظام قد حكم بمصادرة ممتلكاته !!


شعر أبو سالم بظلم كبير يتغشاه إذ أخرجته الدولة من بيته بغير وجه حق - بل ما أكثر أولئك الذين أخرجتهم الدولة من بيوتهم بتلك الطريقة التعسفية -


قرر أبو سالم بعد دراسة مستفيضة لوضعه و حاله التي آل إليها، قرر الالتحاق بفصائل المعارضة، عساه يرفع الظلم عن نفسه و عن أبناء وطنه


حين شرع أبو سالم في تنفيذ قراره ذاك اصطدم بأمر لم يكن يتوقعه! و جعل يتساءل بينه و بين نفسه: ما بال هذا التعدد غير المنضبط لفصائل المعارضة و كتائب الجيش الحر !!! بل ثمة تناحر مخيف لتلك الفصائل فيما بينها !!


بل و أكثر من ذلك فقد لاحظ أبو سالم غياب الدهاة عن قيادات تلك الفصائل و الكتائب - ذلك أنه تفرس في وجوههم و قال في نفسه ليس هؤلاء الذين أبحث عنهم، فهؤلاء لست أراهم على حنكة السياسيين ولا على دهاء القادة العظماء - و جعل يتساءل في نفسه فما العمل إذن إزاء ذلك؟!! [ قلت: تقول العرب: { قلب الحر دليله } ]

ما لبث أبو سالم أن وجد نفسه يردد بضع كلمات يحفظها، تقول: { كل له ليلى يغني لها }


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

" السقوط المدوي" " بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش- سوريا "

 " السقوط المدوي"

               " بقلم : فاطمة حرفوش- سوريا "

كُشف اللثامُ عن وجهِ الخديعةِ

فبانت حقيقةُ مكرِ اللئامِ

عجزَ الكلامُ عن الوصفِ

ولفظت أنفاسها لغةُ البيانِ

قافلةُ الحروفِ تاهت

في متاهات الصحراءِ 

وفقدت معناها وقدرتها 

على وصف تَغيُر الحالِ

نداءُ استغاثةٍ أُطلقَ 

يدوي صداه في دنيا الأنامِ

 أحقاً أنتم خيرُ أمةٍ

 يا أمةَ الأعرابِ ؟!

أمنكم استقى المجدُ مجده 

وفاخرت بكم حضارةُ الأممِ

وضربت بكم خيرَ مثالِ؟

بحثتُ بأوراقِ تاريخكم 

فلم أجدْ إلا ماضياً مزيفاً

ومحضَ خيالِ 

وحاضراً يغرقُ في مستنقع الذلِ والهوانِ

فيندى له جبينُ الأجيالِ

ويحكمُ حياتكم شيخٌ جاهلٌ

والمستقبلُ غامضُ لن يكون 

سوى ضياعاً بضياعِ 

أيدٍ سوداءٍ خفيةٍ تجركم

جراً إلى دارِ الفناءِ

دينُ البعضِ أصبحَ

لحيةً طويلةً ومسبحةً 

وحجاباً يحجبُ العقلَ ويطويه بنقابِ

وشيخٌ يفتي بما يُفسدُ دينَ الحقِ

ويضلُّ الناسَ ويرمي الغشاوة على الألبابِ 

وتضيعُ الحقيقةُ كلها

 بين مُدَّعٍ وكذابِ 

حكامكم ملوكُ طوائفِ

 أشداءَ على شعوبهم 

ضعفاءَ عبيداً لدى الأعداءِ

معظم مدنكم أضحت خراباً

ينهبها لصٌ ماهرٌ

يلبسُ عباءةَ الدينِ 

لا يهابُ لومةَ لائمٍ 

والحرُ غريبٌ منفيٌ 

في دنيا الأغرباء

ثقافتكم جهلٌ وتكفيرٌ وشتمٌ

 مع لعنٍ يلحقها بسبابِ 

مبادؤكم تُشرى وتُباع

 لمن يدفعُ أكثرَ

ولا نجمٌ يشرقُ في سماءِ الأملِ  

النساءُ تُسبى وتُساقُ

لسوقِ النخاسةِ خفيةً وعلانيةً  

والكلُ يهتفُ ويباركُ

 هنيئاً للأحبابِ 

أطفالكم أضحوا لعبةً 

تلهو بها يدُ الأعداءِ 

تضربها بشدةٍ فتغدو

ممزقةً الأشلاءِ 

وعدوكم يتوعدُكم 

على الأبوابِ 

وأمةُ المليارِ تهرولُ 

بسرعةِ الضوءِ

لترتمي بحضنِ الأعداءِ 

وتغمرهم بسيلِ القبلِ 

كأعزِ وأغلى الأصحابِ

يفترسها الجهلُ والتعصبُ الأعمى

ويفتتُ أحشاءها 

ويُنهكها الصراعُ في جسدها المكلومِ

 فتهرولُ ضاحكةً لقدرها المعلومِ . 

لكنَّ قلبي بصدقه المعهودِ

 يُنبئني بأنَّه مهما اشتدَ

ليلُ عصرِ الظلامِ

لا تجزعي حبيبتي 

انظري للفجرِ المولودِ 

بدأت تلوحُ أنواره بالآفاقِ 

وينشرُ بشائرَ نصره الموعودِ بالعلياءِ

ويهزمُ بكل فخرٍٍ جيشَ الطغاةِ



☆جفٌ جدول العشق ☆ شعر : جلال باباي( تونس)

 ☆جفٌ جدول العشق

☆  شعر : جلال باباي( تونس)


أتسألني

لم الحزن ....!!

أنا لم أستعد بعدُ

زلال الدمع من عيناي 

إلى اين تحملني يا خريف العمر؟

 يُبرِقني خجلي بالآهة الأخيرة

 هَدٌني التِطواف

 فوق تراب نجواي

قد جفت جداول اللغة

أعدو هائما بالأكاذيب

 أرتمي على سرير وحدتي

أنادي...ملء جنجرتي الجريحة.

أيا سليل المعنى

اسقني حبر دمعي

حتى أكتب غواية يُمناي

أعشق هوى طفولتي

 و بياض ذكراها

ارتدٌ الآن على كهولتي

يسري الدم مُتخثِرا

بجسد الخراب 

لم أفقه غياب نِداي

ألملم نبض قلب الباقي

أنتفض على اليباس 

أردٌد بسابق الترصٌد

في الشوارع

سأعيش دون لقياها

أصابع الريح 

تهتك دم يسراي

فلا تترددي في الرحيل 

 فتلك عزلتي المنسية

كم كنت أمنٌي أطرافها 

تلك خطاي منكسرة

لن أتسلق شجرة الطير

لأغرٌد معها شفاي

سوف أعلنها

أني صرت شهيد عِلٌتي

سأبقيها قصائد عشقي

رهينة منفاي

تهجرني الوردة

وتتركني وحيد عماي.


       ¤ جوان 2025


▪︎ اللوحة للفنان السوري ضياء الحموي Dia Alhamwi



يكفي حفنة خلم** بقلم الكاتب:عبد الستار الخديمي - تونس

 **يكفي حفنة خلم**


قالت :"من يبيعني قلبا ينبض من أجلي".

قال :"من باع قلبا امتلك وطنا".

قالت :"أنا وطن بلا ضفاف".

قال :"قلبي بحجم الكون لا تسعه مساحة".

قالت :"الأزلي واللامتناهي صفتا وطن في كل ثانية من زمنه مغامرة".

قال :"المغامرة كالحرب لا منتصر فيها، هي فقط متاهة".

صوت ثالث ينبلج مع خيوط الفجر المتسللة في الظلام يقول 

:"أراقب حفيف الشوق يسري 

والدماء في العروق تغلي 

والعمر كالإعصار يجري

وأنتما عند حدود المنتصف 

حيث التقدم مغامرة 

والعود مقامرة ".

أما أنا 

ذاك القابع على الربوة 

أتابع الحوار 

وقلبي يمتدّ إلى أقاصي الرغبة 

:"سلبيّ أنتَ بلا حلم 

ولدتَ بلا أطراف 

تنسحب دون بدء المعركة 

بقلب رخو لا تنصر

وحبيبتك بغبائك لا تنبهر".

أما أنتِ

:"يكفي بذرة حب 

وحفنة تراب 

وقطرات ماء 

وتفاؤل بلا ضفاف 

لتصنعي خصبا في زمن الجدب".

بقلم:عبد الستار الخديمي - تونس



إمرأة أنت ِ بقلم الشاعر زين صالح

 ... إمرأة أنت ِ


ما بين إمرأة وأمرأة 

هناك أمرأة تغتالني بحسنها 

تبعثر كياني ، تلغي صمودي 

 تبعثر في روحي 

كل أيات الوجــود ...

تلغي تاريخي لتضع لي تاريخاً

يحلو به وجودنا معاً

يلغي شجاعتي كرجلٍ 

ويطيل بهواها كل الشــرود ...

أاااه لو أنني بحلم يعيق دربي 

ويرسم لي عالماً من ياقوت 

يأخذني هو العشق لمدن الأحلام 

ويبعث بداخلي رياح الشوق 

تبعثرني بأطياف الحب وترسم لي 

عيناها بأبهى صورة من الحُسن 

سبحان ربي المعبـــود ...

وأنا معها أقطف ثمار اللذة 

أقرأ سورة من تاريخي 

 بتفاصيل غجرية ، بربرية ،

أرسم لها تاريخ الحب 

منذ بدء التاريخ 

وأنا أرقب عيناها 

كيف عليّ ستجود ....؟

وأنا أمامها 

تهوج وتموج ، ولكأنها تنذرني 

بأن وصف الشوق اكتمل 

والعشق أرخى جدائله 

يا حبيبي لا تطل عليً

 تراتيل آيات السجـــود ...

وأنا أرسم لها كل أمجاد الغرام 

وأسرد لها من حكايا العشق 

كل حكايا العاشقين العظام 

وأتخيّل نفسي بأنني سأقنعها 

وأرسم لها الشوق أقداحاً

ؤأصّور لها الدنيا كحكاية حب 

وأبدأ بحيلي المعهودة 

من حيث أعـــود ...

وحبيبتي هي 

تستلقي على صدري 

ترسم أحلاماً أجهلها 

ونسائم الشوق تدغدغ محياها 

التي أشتاقه وأتفكر في عالم أحواله 

والموج يلقيني بصحوة 

من بحر مرمرة الى

 شواطئ بيروت ...

وأنا وهي في غيبوبة عشقية 

نرسم كل احلام الحب 

نهدي سوياً للتاريخ قصة عشقنا 

ونبًدل الماضي الحزين كل أحلام الصبا 

ونترقب كيف سيهجم الشوق 

بكل جحافله ...؟

وكيف وكيف  ، كيف سيغتال المسافات 

ويلغي كل الحدود ....

بقلم زين صالح / بيروت - لبنان



الدُّبُّ الذي كان ثالثَهُما – 3 بقلم الكاتب محمد الحسيني

 الدُّبُّ الذي كان ثالثَهُما – 3

"غيابٌ له حقيبة"


اليوم...

لَم تَأتِ.


الحقيبةُ فارغة،

والمقعدُ مثلُ زُجاجٍ بلا بلّور.

سألَها الصبيُّ بعينَينِ تَبحثان عن سؤالٍ لا يُقال:

"هي مريضةٌ؟..."

فأجابَته المُعلّمة:

"نعم، لكنها ستعودُ غدًا..."


لكنّني أعرِف،

وأنا الدُّبُّ الذي شَرِبَ دموعَها مرّة...

أنّ الغيابَ يُشبِهُ قفزةً من غيرِ أُرجوحة.


جلسَ ـ هو ـ على طرفِ مقعدِها،

كأنّه يُبقي لها... نصفَ المكانِ دافئًا،

وأخرجَ من جيبِه مِمحاةً جديدة،

ليس ليضعَها أمامَه،

بل في دُرجِها،

ثمّ أغلقهُ بهُدوء...

كما يُغلِقُ أحدُهم كتابَ صلاةٍ في خُشوع.


كلُّ شيءٍ في الصفِّ كان باهِتًا،

الطبشورُ لا يَصرخ،

و"توته توته..." ضاعتْ كزِرٍّ في ساحةِ طين.


أمّا أنا، الدُّبُّ،

فبَقيتُ في الحقيبة،

أضُمُّ رائحتَها و... أنتظر،

وكأنّني "دُغفلٌ" صغير،

يُؤمِنُ أنّ الحُبَّ أحيانًا يَمرَض،

ولكنّه لا يَتأخّرُ عن العودة.


( محمد الحسيني )



في ذاكِرَةِ الجِراحِ؛ بَقايا بقلم رصاص مـوسـى الـزول

 في ذاكِرَةِ الجِراحِ؛ بَقايا


بِمِلْحِ البارودِ

تَأتيني الهَدايا،

بِشَكْلِ الموتِ،

وَوَجَعٍ يَمْتَدُّ في ظَهْرِ الكَوْنِ

ظِلًّا على أَرْضٍ

الجَسَدُ فيها لا يُوارى،

وَلا تَرْحَمُ رَحْمُ جَمْرٍ

يَسْجُدُ للهِ في مِحرابِ صَلاةٍ

ما سَتَرَ

عَوْرَاتِ السَّبايا

وَلا جِراحاتٍ

بِحَجْمِ أُمَّةٍ

أضاعَتِ القَضِيَّةَ

وَسَقَطَتْ مِنْها

الهُوِيَّةُ…


في جُنْحِ ظَلامٍ

تَحْمِلُهُ خَطايا،

وَزَوَايَا صُوَرٍ في مَرَايَا

يُخَدِّرُها دُوَارٌ،

وَسُكُونُ الجِوارِ،

وَسِوارٌ

يُحِيطُ بِمِقبَضِ اليَدِ

كَالقَيْدِ،

يَكْتُمُ صَوْتَ

ضَجِيجِ الصَّمْتِ

وَأَسْرارٍ…


وَخَلْفَ السِّتَارِ

رَاقِصَةُ لَيَالٍ حُمْرٍ

تَدوسُ بِقَدَمَيْها

بِلاطَاتِ صَدْرٍ

خَلْفَ قُضْبانِهَا حِكايا؛

خَرابُ أَجْسادٍ عُرَيا

وَأَفعالُ أَشْباحٍ خَفايا

يَنْدَى لَهَا جَبِينُ

مَن أضاعَ الدِّينَ

بِـ”حُسْنِ النّوايا”…


وَسِرُّهُ الدَّفينُ،

وَما فاتَ —

وَإِنْ ماتَ —

مَلَفّاتٌ حَبْلَى بِقَهْرِ السِّنِينِ،

وَجَنِينُ 

ذِكْرَيَاتِ،

وَما تَبَقَّى مِنْ كَرَامَةٍ

شَيءٌ مِنْهُ لا بُدَّ آتٍ…

كَيَوْمِ القِيَامَةِ

تُزَلْزِلُهُ الرَّزَايَا،

وَدَمُ الضَّحَايَا…

و………………..

بَقَايا…

 

بقلم رصاص✏️رصاص

مـوسـى الـزول


أَجرَاسُ العَودَةِ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

أَجرَاسُ العَودَةِ : 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

أَجرَاسُ العَودَةِ كَي تُقرَعْ ... تَحتَاجُ إِلَى نَشءٍ يَصنَعْ 

عُذرًا "فَيرُوزٌ"، "نِزَارٌ" مَعًا ... وَ"تَمِيمٌ"، "كَرِيمٌ" وَمَن يَسمَعْ 

عُذرًا "قَيسٌ" وَ"سَنَاءٌ" أَتَى ... رَدٌّ مِن جُعَيجَعَ لَا جَعجَعْ 

.   .   .   .   . 

فَالعَودَةُ كَسبُ مُسَيَّرَةٍ ... صَارُوخٍ يَدعَمُهُ مَدفَعْ 

وَالمَدفَعُ يَلزَمُهُ صَبرٌ ... وَالصَّبرُ بِإِيمَانٍ يَخشَعْ 

وَالإِيمَانُ قَلبٌ عَقِيدَتُهُ ... قُوَّةٌ وَالعَدُوُّ لَهَا يَركَعْ 

وَبِهَذَا فَقَط أَجرَاسُ المُنَى ... وَالعَودَةِ فَرضٌ بِأَن تُقرَعْ 

وَبِهَذَا فَقَط يُمسِي فِي الحِمَى ... أَمنٌ وَسَلَامٌ بِهَا يُزرَعْ 

وَلِهَذَا يَلزَمُنَا قَارِئٌ ... عَامِلٌ وَشُجَاعٌ مَعَ الأَشجَعْ 

.   .   .   .   . 

عَسَّاسٌ حُطَّ بِصَحوَتِنَا ... بَينَ أَبيَضَ وَالهِندِي يَقبَعْ 

مِن خَلِيجِ العُربِ إِلَى الأَطلَسِي ... تِرحَالُهُ حُطَّ وَلَم يَطلَعْ 

يُصغِي لِأَوَامِرِ مَن حَطَّهُ ... تَابِعًا سَامِعًا وَلَهُ يَخضَعْ 

يَصحُو وَيَنَامُ عَلَى طَاعَةٍ ... طَاعَةٌ مِن صَغِيرٍ وَمِن سَعسَعْ 

وَيُرَاقِبُ كُلَّ الحُدُودِ الَّتِي ... حُصِرَت بِاتِّجَاهَاتٍ أَربَعْ 

عَسَّاسٌ بَاعَ كَرَامَتَهُ ... وَعُرُوبَتَهُ دُونَ أَن يَشبَعْ 

فَمَوَائِدُ سَيِّدِهِ حَبلَى ... بِالفُتَاتِ وَفِي خَيرِهَا يَرتَعْ 

.   .   .   .   . 

وَالحَاكِمُ يَلهُو بِكُرسِيِّهِ ... فِي فِرَاشِ الذُّلِّ اكتَرَى مَخدَعْ 

وَعَلَيهِ حِرَاسَةُ مِن طَامِعٍ ... بَعدَهُ بِالحُكمِ الَّذِي يَشفَعْ 

لَهُ عِندَ "يَهُودٍ" وَ"أَمرِيكَا ... مِن أَهلِ الكُفرِ لَهُم يَركَعْ 

مَلِكٌ وَالصَّمتُ عَقِيدَتُهُ ... لَا يَرَى لَا يَنطِقُ لَا يَسمَعْ 

مَلِكٌ وَأَمِيرٌ وَسُلطَانٌ ... لَا يُجِيرُ لَهُوفًا وَلَا يَمنَعْ 

بِالنِّسَاءِ الحَوَامِلِ يَغلُو العِدَى ... بِالأَطفَالِ الخُدَّجِ الرُّضَّعْ 

بِحِصَارِهِ بِالقَتلِ إِحرَاقًا ...  بِالتَّجوِيعِ يَرقَى إِلَى الأَبشَعْ 

.   .   .   .   . 

قَد كَانَ لَنَا فِي الأُلَى وَطَنٌ ... وَ"القُدسُ" لَهُ قِبلَةٌ أَرفَعْ 

"بَغدَادُ" "دِمَشقُ" وَ"صَنعَاءُ" فِي ... جَنبِهَا وَ"طَرَابُلسُ" هُم أَربَعْ 

مَعَ "بَيرُوتَ" وَ"الخُرطُومِ" دُمُوا ... وَالدَّورُ عَلَى البَاقِي أَفظَعْ 

إِسفِينٌ دُقَّ بِوِحدَتِنَا ... بِيَدِ الغَدرِ قَادِمُهُ أَبشَعْ 

وَالخِيَانَةُ تَحرُسُهُ لَيلًا ... وَنَهَارًا، لَهَا شَوكَةٌ تَلسَعْ 

وَلَنَا وَطَنٌ وَلَنَا أَمَلٌ ... وَلَنَا كَفَنٌ أَبيَضٌ يَنصَعْ 

.   .   .   .   . 

وَأُجِيبُ "نِزَارًا" وَ "فَيرُوزًا" ... لِلعَودَةِ أَجرَاسٌ تُقرَعْ 

وَتُغَنِّي "فَيرُوزُ" فِي مَجمَعٍ ... وَالأُنَاسُ لِتَغرِيدِهَا تَسمَعْ 

(الآنَ، الآنَ وَلَيسَ غَدًا ... أَجرَاسُ العَـودَةِ فَلتُقـرَعْ) 

بِاتِّحَادِ الجَمِيعِ سَيَعُودُ المُنَى ... وَيَعُودُ الخَازُوقُ كَي يَطلَعْ 

وَالجَمعُ سَيُشفَى أَسفَلُهُ ... وَتَعُودُ الأَجرَاسُ كَي تُقرَعْ 

أَحمَدٌ قَالَ فِي أُمَّتِي خَيرٌ ... وَفِيَ الخَيرُ يَعلُو بِمَا يَنفَعْ 

.   .   .   .   . 

وَأُجِيبُ "تَمِيمًا" لَنَا جَرَسٌ ... وَسَيَنبُتُ فِي كَفِّنَا إِصبَعْ 

وَالشَّعبُ سَيَصحُو يَومًا لَهُ ... وَسَيُنجِبُ مَن يَصنَعُ المَدفَعْ 

وَيَعُودُ لَنَا وَطَنٌ فِي الحِمَى ... أَجرَاسُ العَودِ بِهِ تُقرَعْ 

وَأُجِيبُ "كَرِيمًا" لَنَا وَطَنٌ ... تَارِيخٌ وَأَجرَاسٌ تُقمَعْ 

وَالشَّعبُ سَيَنهَضُ مِن نَومِهِ ... قَارِعًا أَجرَاسَهُ بِالإِصبَعْ 

وَتُعِيدُ العُرُوبَةُ أَمجَادَهَا ... كَالسَّابِقِ وَالفَجرُ قَد شَعشَعْ 

.   .   .   .   . 

وَأُجِيبُ السُّودَانِي مَهلًا ... فَلَنَا تَارِيخٌ غَدًا يُجمَعْ 

مَازَالَ الدِّينُ يُوَحِّدُنَا ... عِرقٌ مَا جَفَّ لَهُ مَنبَعْ 

مَا مَاتَت نَخوَتُنَا  فِي الدُّنَى ... هِيَ نَائِمَةٌ وَالكَرَى يَخدَعْ 

وَأُجِيبُ "سَنَاءَ" قَبُولًا بِمَا ... جَاءَت بِهِ فِي رَدِّهَا المُقنِعْ 

فِي سُنَّةِ أَحمَدَ عَودَتُنَا ... وَعَلَى نَهجِ أَصحَابِهِ نُرفَعْ 

وَإِلَى اللهِ مَرجِعُنَا وَبِهِ ... أَجرَاسُ العَودَةِ كَي تُقرَعْ 

.   .   .   .   . 

وَأُحَيِّي "نِزَارًا" وَ "فَيرُوزًا" ... وَ"تَمِيمًا" ثَلَاثَتَهُم أُجمِعْ

وَأُحَيِّي "سَنَاءً" وَ"قَيسًا" مَعًا ... وَ"كَرِيمًا" وَأَجرَاسُنَا تُقرَعْ 

.   .   .   .   . 

حَمدِي وَثَنَائِي إِلَهِي فَقَط ... حَامِدًا شَاكِرًا وَلَهُ أَخشَعْ 

وَرَجَائِي بِأَن أَلقَى رَبِّي ... وَاقِفًا سَاجِدًا وَلَهُ أَركَعْ 

وَمُنَايَا بِحَوضِ الكَوثَرِ فِي  ... شَربَةٍ وَمُحَمَّدُ لِي يَشفَعْ 

وَبِنَظرَةِ وَجهِ إِلَهِي غَدًا ... أَمنًا وَسَلَامًا بِهَا أُمتَعْ 

وَصَلَاتِي سَلَامِي عَلَى المُصطَفَى ... وَعَلَى آلِهِ صَحبِهِ أَجمَعْ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

"أَجرَاسُ العَودَةِ" قصيدة أردّ من خلالها على [المطربة اللبنانيّة "نُهاد وديع حدّاد" وشهرتها "فيروز"، الشاعر السوري "نِزار قبّاني"، الشاعر الفلسطيني "تميم البرغوثي"، الشاعر العراقي "كريم عودة لعيبي السويعدي، الشاعر السوداني "قيس عبد الرحمن عمر"، والشاعرة السودانية "سناء عبد العظيم"] : 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر – 20 جوان 2025م



عنفوان بقلم الشاعر ..غانم ع الخوري..

 .           عنفوان


ليَّ الحق بالحياة

لست نكرة ولا أمة أو جارية

 لا أقبل أن تسلب حريتي

وأن يوضع قانونا لحياتي

 يرسم لي حدودا

وكأني غير موجودة

 ثم تفرض عليَّ الأوامر

 وكأنني جماد في إطار

 لن أخاف ظلم العباد 

ولا ترهبني قوة الجلاد

 تكوين وجهي هبة ربي

  له وحده أسجد 

  أنا بنت الأرض جذوري منها

  متمسكة بأعماق التراب

 أسكن الطبيعة

  أعانق الحياة بالأمل

ألاطف الأزهار في ظل الأشجار

أشمر عن ساعدي للعمل 

أتحضر للغد القادم 

وأنسى الماضي العاتم

واستعين بالله

 من حنق ظالم


..غانم ع الخوري..



وذكّرهم بأنّ العدل حق بقلم: الشاعرة الفلسطينية ماجدة قرشي

 🇵🇸 وذكّرهم بأنّ العدل حق 🇵🇸


(وذكّرهم بأن العدل حق) 


بدمع الطفولة في زحام

التكايا، يستحم الهجير. 

ليعيش الملك والحاشيةوالأمير! 

لتنتفخ الكروش،وتنام

على الفراش الوثير! 

ليطيرمن يمشي، ويمشي من يطير! 

لتلبس النملةعباءةالأسد، وتخال عطسهاالزئير!

ياأيهاالعالم الأعمى، إلى أين المسير!؟ 

قتلتكم الرّدة، وأعليتم

الشخير! 

مالكم والغيرة،والحب الكبير؟

 مالكم وغزة،فمقاس

الإباءعليكم كبير!؟

إسألواعن النكاح، وبول البعير! 

إسألوا كيف يضيئ الكركم بكوب كبير؟ 

امضغوا السلام، وقصّواجناحه كي لايطير! 

واحشوا به النمارق، لينام السريرعلى السرير!

ولاتقربواالجياد، فلن

تُجيد الصهيل الحمير!

ملوك البندورة،أسبلواالش

رعيةالدولية، وثوبها

يبقى قصير! 

تدورأعينهم، من سيربح، ليصفق الجمهورالغفير!

يارشقةالصاروخ، قدكلفوكِ، فليس لديهم

من يُغير! 

مِن أسطحهم، يثيرون

نقع الشهيق والزفير! 

كم أصاب الصاروخ، 

واقَلوبهم على الجريح والصغير! 

فُتح المعبر، بوجه الجرذان، وأُقفل بوجه الإباء الكبير! 

أطفالناتفحموا، وأطرافهم تستجير! 

لا بأس فاضبطوا النفس، سينبت الجناح الكبير! 

أطفالهم جُرحوا، ياويح

العروبةمن الثأرالكبير! 

ياويح من لم يستأذن

بالشهيق والزفير! 

دعواغزةتحمل لوحدها هذاالجرح الكبير! 

وابعثوا التعازي، لهولاكوالأخير! 

ولاتبرحواالأسطح، فذاك قليل من كثير! 

ٱمضغواالسلام، واحرصواعلى جناحه، كي لايطير!

شكرا للفُرس، فقد قالواوفعلوا، مهما كان المصير! 

فليتعلم الأعراب،ليس كل جناح يطير!


بقلمي: الشاعرة الفلسطينية

ماجدة قرشي

(يمامة 🇵🇸فلسطين) 

عاشقة الشهادة

سلي قلبي يا إبنة قلبي بقلم الشاعرة سعيدة شبّاح

 سلي قلبي يا إبنة قلبي 

أنت بالنسبة لي

شمس صبحي المخملي


أنت إحساسي بطهر و نقاء

ألتقيه في إختلاف السبل


أنت ألوان الحياة كلها

يا ضياء القمر المكتمل


أنت أشعاري و نبضي و الجنون

أنت أفكاري و نبل مثلي


أنت أسباب الحياة عشتها

أنتشي ببصيص الأمل 


لم تكوني غير نبض في الوريد

أو رفة لجفني المكتحل 


لم تكوني إلا أنفاسي و عمرا

ما شكوت من دنو أجلي 


يا ملاكا جعل حزني هناء

هو ذا قلبي يبوح فاسألي 


سعيدة شبّاح


كم رعشة أججتها المواجع..في الضلوع..؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 كم رعشة أججتها المواجع..في الضلوع..؟! 


الإهداء: إلى تلك المنبجسة من اختلاجات العزلة..والمطلة على مهجة القلب..من خلف نوافذ الرّوح


عتمات الغروب لها صمتها..

يفيض به الصبر

حين يحطّ على ليل أوجاعنا..

فنبلّل المدى بالصلاة..

نعلن عشقنا للرّيح

والإنتماء..

ونردّد لغة لم تبح بسرّها

كلّ المرايا..

* * *

ها هنا،يمتشق الوجد..غيمة للهدى

ويرسي على ضفاف المدامع..

فتمضي بنا

على غير عادتها..

الأغنيات

آه من الرّيح تنوء بأوجاعنا المبكيات..

وتسأل الغيم..

عسى يغسل رغبتها..بالندى..

عسى ينتشي البدر،ويعزف أغنية

يبتغيها..الصدى

فيضيء الصمتُ البيوتَ..

كي ننام عل ليل أوجاعنا..

نبكي الحصار..وما أفرزته..

الخطايا

وما لم تقله المساءات للرّيح..

وما وعدته الرؤى

برغيف،لم ينله الحصار..

كم لبثنا هنا..! 

لست أدري..

وكم أهملتنا الدروب

وتهنا في أقاصي التشرّد

وكم مضى من العمر..

وجع يتلألأ في تسابيح العيون..

وكم ألقت علينا المواجع من كفن..

كي نعود إلى اللّه 

   وفي يدينا حبّة من تراب.

وطين يشتعل في ضلوعنا..

ولا يعترينا العويل..

آه من زهرة أهملتها الحقول..وضاع عطرها

يتضوّع بين الثنايا..

كما لو ترى،العنادلَ تمضي لغير أوكارها..

في المساء

تهدهد البحر كي ينام على سرّه

كي تنام النوارس على كفّه

قبل أن يجمع أفلاكه للرحيل..

***

هنا في هدأة الليل،نلهث خلف الرغيف

نعانق الصّوت والصّمت..

ويمضي بنا الشوق

والأمنيات تمضي..

   إلى لجّة الرّوح

كي لا يتوهّج الجوع فينا..

لماذا أهملتنا البيادر ووهبت قمحها للرّيح..؟!

لمَ لمْ تجيء الفصول بما وعدتنا به

وظللنا كما الطفل نبكي-حصار المرارة-

-حصار الرغيف-

وألغتنا المسافات من وجدها..

حتى احترقنا

وضاع اخضرار العشق من دمنا

فافترقنا..

تركنا زرعنا..

في اليباب

تركنا الرفاق..

ربّما يستمرّ الفراق طويلا

وربّما يعصرنا الحزن والجوع

والمبكيات..

ألا أيّتها الأرض..اطمئني..

سينبجس من ضلعك

النّور..

والنّار

ونعمّق عشقنا في التراب..

فيا أيّها الطير..

يا طائر الخبز تمهّل

ولا تسقط الرّيش من سماء الأماني

سنبقى هنا..

نسكن الحرفَ..

نقتل الخوفَ..

ونبحث فينا عن الشّعر..

ونبلّل قمحنا

بالعناق

ونرى اللهَ في اخضرار الدروب

فكم رعشة أجّجتها المواجع في الضلوع

وهجعت على غير عادتها..

الأمسيات..


محمد المحسن



هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير كما عرفتها..وعرفتها الساحة الشعرية في أصقاع عربية كثيرة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير كما عرفتها..وعرفتها الساحة الشعرية في أصقاع عربية كثيرة..


شاعرة يسكنها الشعر وتسكنه،علاقة جدلية بينهما لا تنفصم عراها،صاغتها الأقدار،الغربة والإغتراب والحنين إلى وطن يلتحف الدياجير في زمن الهزائم  والإنكسارات..تعلّقت بالكلمات،وتعلّقت الكلمات بها،وعاشا معا متلازمين كحالة عشقية سرمديّة،أو كما عاشقة تتعبد بخشوع وبإنضباط صارم في محراب الشعر،كي ترسم بالكلمات  للقادمين في موكب الآتي الجليل وطنا سليبا ومستلبا..لكنه ظل نبراسا يضيء دروب الشعراء والمغتربين..

أسلوبها في الشعر المختزل المختزن لا يستغرق زمنا طويلا في قراءته،لكنه يحتم على   القارئ الوقوف طويلا عند الإبحار في عالمه وخياله ودلالة معانيه،فهو قليل كثير،وسهل ممتنع،يستعصي على غير المكتنزين بذلك المعجم اللفظي والدلالي والأسلوبي للشاعرة،فقصيدتها في كثير من الأحيان ومضة بارقة تبعث حكاية البارق النجدي عند الصوفيين في المخيلة حين يمتزجون ويتحدون مع الذات الإلهية وفق تعبيرهم ومعتقدهم.

والحياة عندها قطار طويل وسكة ومحطات ولذة ارتحال..والكتابة عندها رحلة لا ترجو منها وصولاً ولا راحة..هي نسق حياة سبحة لا نهائية..ومحطات عديدة،وظل يُكمل بهجة الاستكشاف،يعاند الصعوبات،ويحوّل التعب الى ثمار،والثمار الى لذة..

هي سيرة حياة مذهلة،اعتبرها اطول قصيدة كتبتها،جبلتها من ترابها ورصعتها بفسيفساء متقنة اكتنهت اسرارها وعبثت بالوانها.

إن التكامل الجمالي-في قصائد الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير-يكمن في روح البناء الكلية من حيث الشفافية والعمق والتماسك الجمالي بين الأنساق،فثمة قيمة جمالية في الاندماج والتلاحم بين الأنساق الوصفية والمضافة، مما يرتد على إيقاع النص الشعري بشكل عام،لاسيما في العلاقات الجدلية التي تعطي جمالياتها على الشكل النسقي التضافري الذي تشكله القصيدة..

منهجها في السعر حفر في صخور الحرف،وبناء دؤوب لحصون المداد "عبارة فوق عبارة " (1) . 

إن خصوصية التجربة الشعرية للشاعرة الفلسطينية الكبيرة أ-عزيزة بشير تمتاز باكتنازها بالرؤى والدلالات المراوغة التي تباغت القارئ في مسارها الشعري،وهذا يعني أن الحياكة الجمالية في قصائد الأستاذة عزيزة بشير،حياكة فنية يطغى عليها الفكر التأملي والإحساس الوجودي،وكشف الواقع بمؤثراته جميعها..

إن الحياكة الجمالية في جل قصائدها -ترتكز على المخيلة الإبداعية،ومستوى استثارتها،الأمر الذي يؤدي إلى تكثيف الرؤى، وتحقيق متغيرها الجمالي..

ذهبت في قصائدها الى اقاصي العذاب كما الى اقاصي الصبر والتحدي،متقنة بمهارة مذهلة شهوة الاسترسال وبراعة الومض…تكتب وتكتب وكأن الكلمات تتوالد وتنساب بسعادة الى قصيدتها، وبسهولة الى القارئ من اصابعها المتعرشة على قلم لا ينضب حبره..

لاتحاول الشاعرة الفذة أ-عزيزة بشير -أن تسترضي قارئها او تستميله او يمجّد قصائدها.هي تصافح البؤس البشري،وتروي سقوط المحتل الغاشم في هاويته،وتفتح بجرأةٍ ستارة تفضح ما نوّد ان نخفي لإراحة ضمائرنا..تكتب الحياة مشددة على وجهها المُعتم كي تحتفي ببهائها المتعالي على التراب المُعّفر.

تحملك قصائدها على جناح المتعة إلى أقاصي مدائن الذوق والبهجة..

لغتها مسافرة مع الريح،تداعب فلسطين المترعة بالعذاب في نخاع العظم،تضمد جراحها وتبكي عذاباتها في زمن مفروش بالرحيل..وترعى شوقها رعاية اليم لموسى..

للواقع ظلمة وللحقيقة نور يجعل للمعنى تجليات،وللصورة الشعرية حركة وحس على أرض قصيدة تصبح آهلة بأرقى المشاعر وأصدقها تتفاعل وتتأثر في كل من يكون بين يديها،تسكن وجدانه فيشعر بروعة جمال الصورة وعذوبة حلاوة معنى له نماء في عقل وفكر يعزف لحن شاعرة تتهادى على إيقاعه قوافل القوافي لتقول لنا هذه أنا..أ-عزيزة بشير شاعرة التحدي والصمود في وجه الليالي العاصفات..والمواجع المبكيات..

هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير ،كما عرفتها..وعرفتها الساحة الأدبية والشعرية في أصقاع عربية كثيرة..

لنستمتع جميعا بهذه القصيدة للشاعرة الفلسطينية السامقة أ-عزيزة بشير  تاركا للقارئ الكريم حرية التفاعل والتعليق،وملتمسا منه حبس دموعه..ولنا عودة إلى مشهدها الشعري عبر مقاربات مستفيضة..


…….يموتونَ جوعاً وقوافلُ……… 

……..…الإمدادِ قُرْبَهُمْ!…… … 


بورِكتُما يابْني فهذي صَرْخَةٌ

وصَلتْ قُلوباً للشّعوبِ……. وَهزّتِ


فَبكتْ دُموعاً ليسَ تَمْلِكُ غيْرَها

وقَوافِلُ الإمدادِ، …….. ليسَ بِدمْعَةِ


وقَوافِلُ الإمدادِ تبغي نَخوَةً

بَلْ قوَّةً تدفَعْهَا ……… نحْوَكِ غزّتي   


 حتّى تَعودَ الرّوحُ قبْلَ خُروجِها 

وتَزُفُّ  لِلدّنيا …….. .هَدايا إخْوَتي


يا أُمّةَ المِليارِ ، هلاّ تسمعينْ؟

ألطِّفلُ يصرُخُ:"يستغيثُ ……لِخُبزَةِ


ألجوعُ يفتُكُ والقوافِلُ قُرْبَنا 

والنّتنُ والمعتوهُ ……يأبَوْا نَجْدَتي


ألرّوحُ تُزْهَقُ والدّماءُ غزيرةٌ

والجوع ُ يفتُكُ أُمّتي…….. في غزّتي


عارٌ عليْكُمْ أنْ نُبادَ بِظِلِّكُمْ      

أهلَ الحضارةِ والكِتابِ …..وَنخْوَةِ!


همْ كالوُحوشِ أترضخونَ لأمرهِمْ؟

خافُوا الإلهَ وَفاجِئونَا……. بِنُصْرةِ"!

 

.عزيزة بشير


محمد المحسن


الهوامش : 

-1- مقدمة توفيق بكار لرواية " السدّ " لمحمود المسعدي