آخر المنشورات

الجمعة، 16 مايو 2025

الدورة15 لتظاهرةتراث وفنون بحاجب العيون التراث والفن ذاكرة وحضارة بقلم الإعلامي محمد علي حسين العباسي

 الدورة15 لتظاهرةتراث وفنون بحاجب العيون 

 التراث والفن ذاكرة وحضارة 

تزامنا مع احتفاء مدينة الابداع والامتاع والاقناع حاجب العيون بشهر التراث نظمت دار الثقافة علي الزواوي بحاجب العيون الدورة15 لتظاهرةتراث وفنون تحت شعار " التراث والفن ذاكرة وحضارة" أين يسدل الستار اليوم على هذه الدورة بعرض مسرحية " عرايس " من أنتاج شركة رتاج للانتاج المسرحي بتونس.هذا ولقد انطلقت فعاليات الدورة15 لتظاهرةتراث وفنون بحاجب العيون أول أمس الخميس بدار الثقافة علي الزواوي من خلال تنشيط موسيقي فلكلوري مع فرقة الفنون الشعبية بحاجب العيون ،وتباعا تم تنظيم معرض منتوجات المرأة الريفية من تقديم الاتحاد المحلي للمرأة بحاجب العيون ثم ورشة العادات والتقاليد تقطير الاعشاب نموذجا،ثم ورشة صناعة الحلي والادوات التقليدية،الى جانب معرض المنتوجات الصوفية واللباس التقليدي،ثم عرض تعابير من تقديم رياض الاطفال .اما أمس الجمعة فكان الموعد مع عرض فيلم وثائقي حول أهم المعالم الأثرية بحاجب العيون مشفوعا بحلقة حوار مع شباب المنطقة للتعريف بخصوصية حاجب العيون التاريخية.

هكذا عاشت مدينة حاجب العيون على وقع الدورة ال15 لتظاهرة تراث وفنون من تنظيم دار الثقافة علي الزواوي والتي حاولت تلبية كل الاذواق من خلال تنوع العروض من فن شعبي ومسرح والتعريف بتراث وتاريخ حاجب العيون عبر العصور  فشكرا لدار الثقافة علي الزواوي بحاجب العيون بادارة الاستاذة اسمهان العباسي على هذه التظاهرة  التراثية ...

محمد علي حسين العباسي 

- لقطات من تظاهرة تراث وفنون بحاجب العيون





هيثم جويدة: الإعلام أداة فاعلة في تشكيل الوعي الجماعي وتعزيز الهوية الثقافية العربية حاورته الأديبة دنيا صاحب - العراق

هيثم جويدة: الإعلام أداة فاعلة في تشكيل الوعي الجماعي وتعزيز الهوية الثقافية العربية 

حاورته دنيا صاحب - العراق


يتقدم بخطى ثابتة في ميدان الصحافة والإعلام، مدفوعاً بإيمان راسخ بأن الكلمة الحرة  مسؤولية، وأن وسائل الصحافة الإعلام  لها دور كبير وفاعل في بناء الوعي الجمعي للمجتمعات العربية لا تقل أهمية عن أي سلطة فاعلة في الدولة. أنه هيثم محمد جويدة أحد  الكتاب الشرفاء للصحافة والإعلام و الشخصيات السياسية و النقابية في جمهورية مصر العربية الذي بدأ مسيرته في الدفاع عن حرية التعبير و دفاع عن حقوق العاملين في مجال الصحافة  والإعلام ونقابة العاملين بالصحافة.

من خلال رئاسته للجنة النقابية للعاملين بالصحافة والإعلام بمحافظات القاهرة الكبرى، سعى  هيثم جويدة إلى ترسيخ بيئة عمل تليق بالرسالة الإعلامية، كما عُرف بمواقفه الصريحة والمشرفة  في العمل المهني وجهوده الإصلاحية في القضايا المهنية والنقابية. لم يتردد أيضاً في خوض غمار العمل في المجال السياسي فترشح لعضوية مجلس النواب عن دائرة أطسا بمحافظة الفيوم عام 2020، واضعًا في مقدمة أولوياته تحسين الخدمات العامة والارتقاء بمستوى المعيشة.


في هذا الحوار الخاص، نفتح مع جويدة ملفات قضايا الإعلام والمجتمع والعمل النقابي، ونستعرض رؤيته حول دور الصحافة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في صناعة الوعي الجمعي للمجتمعات العربية  ومجابهة التحديات المعاصرة في تدمير الهوية الثقافية العربية الإسلامية ، حيث يؤكد أن حرية الكلمة  لا تكتمل إلا حين تقترن بالمسؤولية، وأن الحقيقة وحدها هي من تصمد أمام التحديات  التي يفرضها عصر التكنولوجيا وتأثير العولمة على المجتمعات والقيم الأخلاقية الإنسانية. 


• في مستهل هذا اللقاء، نرجو من حضرتك تعريف الجمهور الكريم بهويتك الشخصية؟ 


 هيثم جويدة رئيس لجنة القاهرة الكبرى بالنقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام والثقافة والآثار.

كاتب مصري، مؤسس "جورنال الحرية"، وعضو في نقابة السادة الأشراف.

امتلك خبرة في مجال الصحافة والإعلام، احب  الأسلوب الهادئ والمباشر في التقديم، شاركت في لقاءات وبرامج تلفزيونية متنوعة.

عرفت بتغطيه الاحداث السياسية والاجتماعية، واهتمامي بالقضايا الإنسانية والتنموية، وساهمت ايضا في إعداد وتقديم برامج حوارية وتقارير ميدانية سلطت الضوء على قضايا الشارع العربي، ما أكسبني احترامًا وثقة كبيرة من الجمهور. كما التزم في عملي بالمعايير المهنية والحيادية في تناول جميع القضايا.



• كيف كانت انطلاقتك الأولى في ميدان الصحافة والإعلام؟


• كانت انطلاقتي الأولى في مجال الصحافة من جريدة "العمال" التابعة لاتحاد نقابات عمال مصر، تأسيس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ثم التحقت بجريدة "الغد" تحت رئاسة حزب الغد، ورئيسها المهندس موسى مصطفى موسى (مرشح رئاسة الجمهورية السابق).

شغلت منصب الأمين العام المساعد للإعلام بحزب الغد على مستوى الجمهورية، وكتبت مقالات في العديد من الصحف.


• متى تم تأسيس صحيفة جورنال الحرية؟ وكم يبلغ عدد متابعيها ومشتركيها على الصعيد الدولي؟


• في عام 2016، أسست "جورنال الحرية" بتوزيع مع جريدتي الأهرام والجمهورية وضمت الصحيفة كُتّابًا من دول متعددة، ما ساعد في انتشارها في عديد من  الدول حول العالم.


• حدّثنا عن مشاريعك وإنجازاتك المهنية التي أسهمت في تشكيل ملامح مسيرتك، سواء في المجال السياسي أو الإعلامي؟


• من أبرز محطات مشواري:


• الكتابة الصحفية.


• رئاسة لجنة القاهرة الكبرى بالنقابة العامة للعاملين بالصحافة


• تأسيس "جورنال الحرية" (ترخيص لندن).


• الترشح لمجلس النواب المصري.


• اجتياز دورة الاستراتيجيات والأمن القومي كأحد أفراد الدفعة 62 بأكاديمية ناصر العسكرية العليا.


• الحصول على الدورة التدريبية بمعهد التربية العمالية التابع للنقابة، بالإضافة إلى عدة دورات أخرى في الشأن العام والإعلامي.


• أستاذ هيثم، في ضوء ترشحك للانتخابات البرلمانية عام 2020، كيف كانت  محاور أهداف برنامجك الانتخابي لدائرة أطسا بمحافظة الفيوم؟ هل تمكنتم من الفوز بعضوية البرلمان في الدورة بعد طرح برنامجكم الانتخابي؟


• تمثلت أهدافي دائمًا في خدمة المواطن أولًا، من خلال برنامج شامل للإصلاح في مجالات:


الصحة

التعليم

الشباب والرياضة

الإسكان

إلى جانب الارتقاء بالخدمات العامة التي تمس حياة المواطنين.

كما ركّزت على إصلاح منظومتي الصحة والتعليم شكلاً ومضمونًا وتطوير شامل للمستشفيات العامة، وتوفير العيادات المتخصصة والعلاج المجاني اللازم للمواطنين.


• هل تنوي خوض تجربة انتخابية جديدة في المستقبل؟ وما رؤيتك والمبادرات التي تسعى لتنفيذها لخدمة المواطنين وتحقيق تطلعاتهم الإصلاحية في المحافظة؟


• افكر حاليًا في مواصلة خدمة المواطنين بشكل فعّال، مستفيدًا من علاقاتي وخبراتي المتراكمة في مجال الصحافة والإعلام على أن اتخذ قراري بشأن خوض الانتخابات في الوقت المناسب، مع إيماني التام بأن الخدمة الحقيقية لا تشترط وجود منصب سياسي.



• في مقالتك، تؤكد على أن 'الكلمة مسؤولية'. كيف يمكن للصحفيين ممارسة حرية التعبير في ظل القيود التي تواجه الكلمة في بعض البلدان العربية؟


• اؤمن بأن الكلمة مسؤولية، وأن حرية التعبير يجب أن تقف عند حدود حرية احترام الآخرين :

"أنت حر ما لم تضر"



• في ظل تفشي المعلومات المزيفة والإشاعات المضللة، ما الدور الذي يجب أن يقدمه رؤساء التحرير والإعلاميون  في تقصي الحقائق وتعزيز الوعي الجمعي لتثقيف الجمهور؟


• اشدد على أن من واجب صاحبي الكلمه من إعلاميين وصحفيين عليهم التحقق من المعلومات من المصادر الرسمية الموثوقة، وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة، حتى لا تتحول المنصات الإعلامية إلى منبر لنشر الإشاعات التي قد تُهدد استقرار الشعوب دون أن يشعروا.



•  تناولتَ في أحد مقالاتك قضية حقوق الملكية الفكرية هل ترى أن هناك  حماية  حقيقية وكافية لحفظ حقوق الكتاب و المؤلفين والمبدعين في  النظام الرقمي والإعلام الالكتروني ؟

• أرى أن حماية حقوق الملكية الفكرية قضية جوهرية لكل مبدع ومفكر ومخترع، خصوصًا في بيئة النشر الرقمي.

ورغم أن حقوق المطبوعات التقليدية كانت أكثر وضوحًا، إلا أن العصر الرقمي أوجد أدوات حديثة للحماية مثل التشفير والحجب، والاشتراك المسبق لضمان حفظ حقوق المؤلفين والمبدعين.


• ما الدور الذي تسهم به النقاشات والحوارات الصحفية في توجيه الرأي العام، والمساهمة في بناء الوعي الجمعي بما يخدم المصلحة العامة؟


• النقاشات والحوارات الصحفية تُعد من أبرز أدوات تشكيل الرأي العام، إذ تسهم في طرح القضايا الحيوية بموضوعية، وتقديم وجهات نظر متعددة، ما يمنح المتلقي مساحة للتفكير النقدي واتخاذ موقف واعٍ  كما تسهم هذه الحوارات في بناء وعي جمعي يرتكز على المعرفة والحقائق، وتدفع باتجاه دعم القضايا الوطنية والإنسانية بما يخدم المصلحة العامة، ويعزز من دور الإعلام كسلطة رابعة ذات تأثير إيجابي.



• في ظل تحديات العولمة وتسارع التطور التكنولوجي، وما يرافقهما من تراجع في الانتماء للهوية الثقافية العربية الإسلامية لدى الأجيال الجديدة، ما السبل الكفيلة – من وجهة نظرك – بإحياء الثقافة الروحية الإسلامية وتعزيز هذه الهوية في عقولهم ووجدانهم عبر وسائل الإعلام؟


• تكمن السبل في تبني خطاب إعلامي متوازن، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويُعيد تقديم التراث الإسلامي بلغة عصرية تُخاطب العقل والوجدان. كما يجب الاستثمار في المحتوى الرقمي الموجه للشباب، عبر منصات التواصل، من خلال إنتاج برامج وسائط متعددة تسلط الضوء على القيم الإسلامية الإنسانية كالتسامح والعدالة والعلم. بالإضافة إلى إشراك المفكرين والمبدعين الشباب في تطوير رؤية إعلامية تُجسّد هذه الهوية ضمن السياق العالمي دون أن تذوب فيه.




• هل تعتقد أن هناك استراتيجيات ناجحة يمكن اعتمادها لتفعيل دور وسائل الإعلام والصحافة الالكترونية في ترسيخ الهوية الثقافية والقيم الروحية والأخلاقية والإنسانية المستمدة من التراث العربي الإسلامي؟


• نعم، هناك العديد من الاستراتيجيات الممكنة، أهمها تطوير محتوى إعلامي رقمي مبتكر وجذاب يعكس العمق الحضاري والثقافي العربي الإسلامي. كما أن دعم منصات إعلامية متخصصة في نشر الفكر الوسطي والتاريخ الحضاري للمنطقة يمكن أن يكون فعالًا. ولا بد من دمج التكنولوجيا الحديثة في إنتاج هذا المحتوى، مع التركيز على القيم المشتركة التي تجمع الإنسانية، مما يرسّخ الهوية ويُعزز القيم الروحية والأخلاقية في عصر الانفتاح.



• بعد الإعلان عن الثورة التكنولوجية المتسارعة، وانطلاق النظام الجديد المعتمد على الذكاء الاصطناعي واستبدال المهام الوظيفية للإنسان بالآلات المبرمجة، كيف ترى وحدة مصير البشرية في ظل هذا التحول؟ وهل تشكل هذه التغيرات تهديدًا للوجود الإنساني واختلالًا في مكانته في دورة الحياة الطبيعية  على الأرض؟


•الثورة التكنولوجية هي سيف ذو حدين، فهي تفتح آفاقًا جديدة للرفاه والتطور، لكنها في الوقت ذاته تطرح تحديات وجودية عميقة. مصير البشرية بات أكثر ترابطًا، وما يحدث في مجال الذكاء الاصطناعي مثلاً يؤثر على الجميع. إذا لم تُضبط هذه التحولات بأطر أخلاقية وإنسانية، فقد تخلق فجوة بين الإنسان والآلة، وتهدد القيم التي تشكل جوهر وجوده. لذلك، يجب أن تُواكب الثورة التكنولوجية بثورة إنسانية، تحافظ على مركزية الإنسان كقيمة ومعنى.


 

• أخيرًا، ما النصيحة التي توجهها للصحفيين والإعلاميبن  لتحقيق التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية المهنية؟


•أن تكون حرًا في التعبير لا يعني أن تتخلى عن وعيك المهني. على الصحفي أن يلتزم بالمصداقية، وأن يتحرى الدقة والعدل في نقل الخبر، لأن الكلمة مسؤولية. التوازن الحقيقي يتحقق حين يدرك الإعلامي أن الحرية لا تنفصل عن الأخلاق، وأن وظيفته ليست فقط إيصال المعلومة، بل حماية المجتمع من التضليل والانقسام. المهنة الصحفية أمانة، وواجبها أن تنير العقول لا أن تثير الفتن.








الخميس، 15 مايو 2025

السُّفرُ الثَّانِي من قصيدة تباريح من أسفار غزة بقلم الأديب سامي ناصف

 السُّفرُ الثَّانِي

من قصيدة تباريح من أسفار غزة

................

صَمْتٌ يُغَشُّي الكَوْنَ ..

وأزِيزُ نارٌ تأْكُلُ الرُمَّانَ والأطفالَ والزيتونَ .

وصَرٍيرُ أقْلامٍ تُرَتِّلُ حُزنَها ..

فوقَ القُبورِ المُتْخَماتِ بأضلعِ الثُّوارِ..

ودُمُوعِ أمٍ مِن زَغَارِيدِ الشَّهادَةِ 

جُرْحُهَا لا يَسْتَكِينْ ..

والهَمُّ سُحبٌ لا يُغَالبُهُ الدُّعَاءْ ولا يَلِينْ..

وتَحَوَّلَ الليلُ البَهِيمُ جَمَاجِمًا مَصْلُوبَةً فوقَ العروبةِ 

صَمْتُهَا أنًَاتُ خِزيٍ ..

يَالاعُهرِ الصَّامِتِينْ..!

يَالَيْتَهُمْ فِي السَّاكِتِينْ!

لكِنَّهُمْ فَتَحُوا البِحَارَ

وتَقَاطَرَتْ رِمَمُ التَّتَارْ

بِبَوَارِجِ الموتِ التي تَسْقِي الصِّغَارْ

سُمَّ التَّخَاذُلِ بالدَّمَارْ ..

يا أَيُّها الصمتُ الغَبِيُّ

اسْكُنْ تَجَاوِيفَ الشَّنَارْ.


سامي ناصف

.......



فَتَى القَسَّامِ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 .اُشْمُطْ ...

(اُشْمُطْ) وسَدِّدْ يَا فَتَى القَسَّامِ

وَارْمِ الأَعَادِي، أَنْتَ نِعْمَ الرَّامِي.

اُخْرُجْ لَـهُـمْ مِنْ كُلِّ قُـتْرَةِ صَائِدٍ

بَاغِـتْ مِنَ الـخَـــلْفِ ومِنْ قُدَّامِ

واكْمُنْ لَهُمْ فِي كُلّ رُكْنٍ واصْلِهِمْ

بِشَظَى لَهِيـبٍ حَارِقِ الأَجْـسَامِ

فَجِّرْ بـهِـمْ (مِرْكَافَةً) زَعَـمُوا بِـهَـا

حِصْـنًا حَصِــينًا، جُنْدُهُمْ بِسلَامِ

فَإِذَا بِهَا (اليَاسِينُ) دَمَّـرَ جِسْمَهَا

فَـغَـدَتْ كَكُـتْـلَـةٍ "خُرْدَةٍ" وحُـطَامِ

صَارَ الـجُـنُـودُ بِـهَـا كَـكَـوْمِ أَرَانِبٍ

مَصْـلِـيَّـةٍ أو قُــلْ كَـشُـكِّ حَـمَـامِ.

زِدْهُمْ مِنَ المَرْمَى مَسَافَةَ صِفْرِكُـمْ

تَرْكِــيــبَةً مِنْ حَـشْــوَةِ القَـــسَّامِ

(النِّمْـرُ) مَـرَّ بِقُرْبِـكُــمْ يَافَــرْحَةً

لِجَـهَــنَّـمٍ بِمُــجَـنْـدَلٍ بِـحُـطَــامِ

ورُفَاتُهُمْ إِرَبٌ تَقَــطَّعَ وُصْــلُــهَا

وبَدَا الـجَـمِـيعُ مُحَيَّــدًا بِـتَـمَامِ

ظَنُّوا بأَنَّ نُـمُورَهُمْ حِصْنٌ لَهُم

مِنْ سَطْوَة (التَّنْدُومِ) والأَلْغَامِ.

ذُوقُوا وَبَالَ هُـجُومِكُـمْ وعَدَائِكُـمْ

مِنْ صَلْيَةِ (الأَقْصى) ومِنْ (قَسَّامِ)

هَـا أَنْــتُــمُ صَــرْعَى بِكُــلِّ خَــرَابَــةٍ

ومُـعَــوَّقُــونَ بَـقِـــيَّــةَ الأَيَّـــامِ...

أَبْدَانُكُـمْ وعُـقُولُكُـمْ قَدْ دُمِّرَتْ

هَــذَا جَــزَاءُ الطُّـغْـمَةِ الظُّلَّامِ...


مَرْحَى لَكُمْ يَا فِتْيَةً رَجَعَتْ بِهِمْ

جَبــهَــاتُـنَا مَرْفُــوعَةً بِالــهَــامِ.

بَخٍّ لِبَذْلٍ قَــدْ أَعَادَ لَــنَا الكَـرَا

مَةَ والرُّجُولَةَ والشُّعُورَ الحَامِي

سَتَعُــودُ أَرْضُــكُـمُ بِكُـمْ مَوْفُورَةً

وسَيَــنْـدَمُ الأَعْرَابُ شَــرَّ نِدَامِ

وسَيَحْفَظُ التَّارِيخُ مَجْدًا خَالِدًا

لِلصَّامِدِينَ عَلَى مَدَى الأَعْوَامِ.

وأَعَــدَّ لِلْأَعْرَابِ خِــزْيًا دَائِــمًا

فِي سَـلَّـــةٍ مِنْ طَــبْــعِ كُلِّ مُلَامِ

مَنْ هَــمُّهُ فِي الأَصْفَــرَيْنِ ودِينُهُ

فِـي الأَطْيبَيْنِ كَسَائِـرِ الأَنْـعَــامِ.

تَــبًّـا لِــقَوْمٍ ضَــيَّــعُــوا تَارِيـخَـهُـمْ

وتَـخَــاذَلُوا عَـنْ نُـصْـرَةِ الأَرْحَــامِ.

مَا هُـمْ سِوى سِرْبٍ: قَـطِيعٍ رَاتِعٍ

وَحُـــثَـــالَـةٍ مِـــنْ أَسْـوَإِ الأَزْلَامِ...

هَا نَفْطُـهُمْ  أَضْـحَى مُعِيـنَ عَـدُوِّهِمْ

فِي الحَرْبِ، يَا أَسَفِي عَلَى الإِسْلَامِ.

أَضْـحَـتْ كَرامَتُـنَا تُبَاعُ فَـتُـشْتَـرَى.

وَيْـلٌ لَـنَـا مِـنْ عَاجِزِي الـحُـكَّـامِ.

سَيُغَادِرُونَ ويُدْفَـنُونَ، كَـمَا أَتَوْا

ويُــخَـلَّـدُونَ جَـهَـنَّــمًا بِـضِـرَامِ

ويُـقَــلَّـبُونَ بِـهَـا عَلَى أَمْوَالِـهِمْ

هَذَا مَــآلُ (مُـتَرْيِـلِـيـنَ) لِئَامِ.

حمدان حمّودة الوصيّف...  (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



قصة قصيرة جدا بقلم الأديبة رنيم خالد رجب

 قصة قصيرة جدا 

بقلم الأديبة رنيم خالد رجب 

كان لموسيقاها موعد مع الشفق،  على ضفاف ماء العين تسترق الشعور الغافي ، طلبت منها الإفصاح ،  فارقتني على عجل مدعية أنها في انتظار صاحب الظل الطويل،  رحلت تلك المستيقظة في شعوري النائمة في أحضان الفجر على رفوف الذكريات.

المرأة السلسبيل: عذوبة ونهضة بقلم الشاعرة عائشة ساكري_

 المرأة السلسبيل: عذوبة ونهضة


بقلم الشاعرة عائشة ساكري_تونس 

24 أفريل  2025


حين تكونُ المرأةُ سلسبيلًا،

تغدو منهلًا لا يغيض، ومصدرًا للنقاء، وهمسًا للعافية

 في زمن الضجيج.

لا تشبهُ العَكر، ولا تعرف التلوّن،

هي صفاءُ الروح حين تشتدُّ العواصف.

المرأةُ الصالحةُ للأمّةِ سلسبيلٌ،

نبعُ الطُّهرِ، وضياءُ الدروبِ حين يعمُّ الظلام.


تحيّةٌ لكلّ امرأةٍ سلسبيلٍ في أوطاننا،

تغرسُ المجدَ في تربتها، وتنهضُ بالأمّةِ من سباتِها، 

نحو ضفافِ العلياءِ والكرامة.


امرأةٌ بحجمِ الحياة،

ليست كمن تتزيّنُ للعيونِ وتخفي خواءَها خلفَ الأقنعة،

بل هي جوهرٌ أصيلٌ، لا يبهتُ، ولا يصدأُ مهما امتدَّ الزمن.


هي الدُّرّةُ المصونةُ بتقواها،

وفي طُهرِها تلوحُ ظلالُ الخنساء،

بلسمٌ للجراحِ العميقة،

ونبعُ عطاءٍ يفيضُ دون حساب.


حياءُها زينتُها، ووقارُها رايةُ عزّها،

إذا أقبلت، أضاءتِ الأكوانَ كبرقٍ لا يخفت،

صبرُها تاجٌ في وجهِ المحن،

وكلامُها نقشٌ من كبرياءٍ وعزّة.


وإن سُكِبَ عليها الوجع،

حملتهُ بضياءِ الإيمان،

وصارتْ قُدوةً في الأملِ رغمَ البلاء.


هي قوسُ قزحٍ في سماواتِ الكدر،

تبشّرُ بانبلاجِ الفجرِ بعد طولِ الشتات،

تسقي بعذوبتِها جذورَ الأمّةِ العطشى،

وتُزهرُ في دروبِها سنابلُ النورِ والرجاء.


صوتُها موسيقى تطربُ لها العصافير،

وفي حقولِها تنمو أناشيدُ الحياة.

هي البدرُ حين تشتدُّ الظلمات،

وإذا سكنَ الليلُ خوفٌ،

أيقظتْ نداءً لا يعرفُ الخفوت.


وإن اعتلَّ القلبُ أو عجزَ الدواء،

ففي أحضانِها دواءُ الرُّوحِ، وسكينةُ الأوجاع،

وفي البُعدِ، تنبعثُ منها رسائلُ الحنين،

وشوقٌ لا يخون، ولا يذبلُ مع الفصول.


هي فخرُ المجدِ، وعنوانُ الرفعة،

رمزُ الخيرِ، وشامةُ النساءِ بين الورود،

تبني برجَ العزِّ على أعمدةِ اليقين،

وتحارُ في سحرها عقولُ الحكماءِ.


فإن حضرتْ، تنفست الأرضُ بالحياةِ،

وإن غابت، ذرفتِ القلوبُ دمعَ الاشتياق.


فيا كلّ مسلمةٍ،

كوني سلسبيلًا، وارفعي رايةَ النورِ في الأفق،

كوني نبعًا من صفاء،

وكوني فاكهةَ الزمان،

وسيدةَ النقاء، ورفيقةَ السماء.

نبوءة قلبي.. رعشة الاشتياق ..قلم الشاعر ..محمّد مجيد حسين

 نبوءة قلبي.. رعشة الاشتياق 

الأنفاس العميقة

 ترسمُ 

يتدفق نسيمٌ

من جهة تنور أمّي

صدى دموع العودة 

ترفرف..

يبدأ مهرجان العناق..

يتحد الشين 

والحاء..

الرعشة تبلغُ ذروتها 

الأصابعُ ملفوفة..

يتحد الجسدان 

الحاء سلافة 

والشين نبيذٌ..

الرعشة تأخذنا..

 تلغي هيمنة العبث 

وكأننا منحوتة بروح 

وربما انعكاس لهندسة 

حدائق بابل..

تبدأ الحاء الاسترخاء 

على كتف الشين 

ويبدأ العالم 

بالعزف على البيانو 

مستعينا "بسيرجي رخمانينوف"

محمّد مجيد حسين

رفقا بي يا زمن..قلم الشاعرة رفيقة بن زينب

 خواطر الأقصى  عدد 2


رفقا بي يا زمن

ماذا تريد منّي؟

قد رضيت بالهم

والهمّ  يسكنني


لم يتركني همي  أرتاح

و لم يحاول أن  يبعد عني

أوجاعا تفوق الأوجاع

والصدر ضاق من الضياع


قلب زائري يكاد يتوقّف لرعبه

فالهم صار يحتويه

والحزن يسكنه

و الفقد يؤلمه 

و يطفئ أمله و حلمه

بغد أفضل ينسيه حزنه


العمر كله جراح

و فراق و اجتياح

لمن أشتكي عدم الارتياح 

 والأحبة  تركوني بعد الانشراح

لأحزاني على العباد  و السياح ؟

 


تركوني للهمّ الذبّاح

بسِلاح صهيوني فساح

دم الكثيرين و راح

مما زاد في تعميق الجراح


ليتني أصير هواء حر 

تجري بها الرياح

تبعدني عن هم لا ينزاح

وتنسيني كل حبيب راح

و تجمعني بمن أحبوني كفلاح 

يبذر يعمل لا يرتاح 

إلا بثمرة  تشفي القراح


ليتني كتلة شماريخ تحررني

من كل حزن يتملكني

لأرى أحبة يتمنون دخولي

و لم يقدروا على فك حصاري

فمعهم روحي

و راحة كياني

ما دمت أعاني

و لم يقدر المحتل شأني

رغم استماتة كل الأديان

في الدفاع  عن أركاني


رفيقة  بن زينب   ***    تونس الخضراء

و ما للمحبة أنت تديمُ..قلم الشاعر حامد الشاعر

 و ما للمحبة

أنت تديم

و ما    للمحبة   أنت   تديمُ ــــــ تعادي    محبا  و  لست  تقيمُ

و ما بيننا الخلف قل لي إلام ـــــ علام   يقام   الجدال  العقيمُ

عساك بخير  فكيف  التعافي ـــــ يرد    إليك  و    أنت   سقيمُ

تركت   الحقيقة    تيها  وراء ـــــ السراب  يُرى  لاهثا من يهيمُ

مقيت التعالي و يدري الذي في ـــ الأعالي فكيف يهب النسيمُ 

*****

لماذا  يصافى  العدو  الذميم ـــــ و منك يجافى الولي الحميمُ

نعيم الهوى قد تركت و ما قد ـــــ علمت فكيف يكون الجحيمُ

و عندي فدنياك كانت عروسا ـــــ و صوت التي أشتهيها رخيمُ

و ينقص ما تم كيف  التباهي ـــــ يحق و ما  فيك شيء  تميمُ 

و لم أمتلك في المقام المقال ـــــ  و كم غر قلبي القوام القويمُ

******

تخص    المحبة  قوما  كراما ـــــ و خير  المحبة   دوما  عميمُ

 أداوي و بالحكمة العاشقين  ـــــ و نفسا فطبْ لو أتاك الحكيمُ

يلاقي بتلك المهام   الجسام ـــ خطوبا و خطب التنائي جسيمُ 

كما كان ما  عاد  منك  مباحا ــــ و صارت  حراما  علي الحريمُ 

حملت  القساوة  فظا  غليظا ـــــ إليه      و  رب   العباد  رحيمُ

بخلت  عليه    مرارا   بوصل ـــــ و مولاه  من  أنت تقلي كريمُ 

******

يجيء الهوى فيزيد اخضرارا ـــــ و  في  نبضه  جنة   و  نعيمُ

يزيد  احمرارا  فحين   يحب ـــــ و يهفو  و قلب المحب سليمُ

و فوق  الصراط  فلما   يقيم ـــــ خطاه  يُرى  نهجه  المستقيمُ

يعيش و ليس يطيق انكسارا ـــــ و يبلى   و بعد الممات رميمُ

اذا  النار   شبت فلا  يستطيع ــــ فما  عندها  ان  يرد   الهشيمُ

و ينأى  و عنه الذي  لا يديم ـــــ شروط  المحبة  حتى  الأديمُ

*****

و من دون غيث تجيء و تجري ــ رعودا   فلا  يحتوينا الهزيمُ 

و مهما     فعلت  فلست  تقيم ــــ إذا     للمحبة     لست  تديمُ

إليك   حملت     الهوى أجديد ــــ لديك  كما   تدعي  أم  قديمُ

و فيها قصيدة حبي  المعاني ــــ يُرى طلعها في المباني هضيمُ

بلغت  صميم   الفؤاد  فكيف ــــ و  بعد التغلغل  يبقى الصميمُ

خطيئة  حبي جنيت  و  تلك ــــ الخطايا  فما تاب منها الغشيمُ

******

و إني المحب الحليم و يدري ـــــ فما  فيَّ  يسري  الإله العليمُ

 و كم  مغنما في  الغرام تنال ــــ و لي في الهوى مغرم و غريمُ

إذا ما    تقيم  الليالي صراطا ـــ يمر  الكريم    و  يهوى  اللئيمُ

يروم   المحب  المعالي  لريم ــــ  يغني  و    ليس  كثيرا  يريمُ

و  من  شفه لا    يرد    كَلاما ــــ و  ليس    يطيق  كِلاما  كليمُ

على الأرض كل السموات لما ــــ هزيما  لها  الرعد   يبدي تغيمُ

*****

تركت  بلادي  عليها     طلولا ــــ إليها   العوافي  يرد   السديمُ و لست   تبالي بما  صاغه   و ــــ من  الشعر  ما  قيل در نظيمُ

على ما لديه من الحسن زهوا ــ من الغير دوما يحابى الوسيمُ 

ملاكا   بسلواك    كنت   زللت ــــ و شيطان  بلواك  فيك رجيمُ

و صرت عديم الشعور  فكيف ــــ يحل  بهذا  الوجود     عديمُ 

أراك    و  للبدر ما زلت  تقلي ـــــ هواك   من  الآن   ليل  بهيمُ

*****

أراك  و للشمس ما زلت تقلي ــــ هنا  ظالم       و هناك   ظليمُ

بفقد  له    كم    أراني  يتيما ــــ و   مثلي  لشكواه  بث اليتيمُ

بخلع  فقد   جئته  ما علمت  ــــ متى   يتردى  المليك  العظيمُ

قتلت     زعيما     به  مرتين ــــ و جاء  من البعث  هذا الزعيمُ 

و تشفي  غليل العدو فحين  ــــ يشف  المحب  المصاب الأليمُ 

و حزن المحب   عظيم  أتاك ــــ و للغيض  يكظم  و هْو كظيمُ

*****

لقد صرت للخائنين خصيما ــ و تجري الخصام و أنت الخصيمُ

و لي سيدا كنت لا يرعوي لا ــــ اخون  و عبد  أنا   و     خديمُ

أتيت   مدارا  و دارا   تركت ــــ هنا    رقمها    و هناك   الرقيمُ 

وما عدت تلك القوافي توافي ـ على الفهم دوما يجازى الفهيمُ

و لا يستحب  إذا  ما تجيء ـــــ و في سكرة أن يجافى النديمُ

و  ظلما  تراعي يريع الظلام ــــ و مرتعه في  الليالي     وخيمُ

******

طنجة في 12ماي 2025

قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب 

بقلم الشاعر حامد الشاعر

ما خبا وجعي ..قلم الشاعر عادل العبيدي

 ما خبا وجعي 

———————-

أجادوا نسجَ خيوطِ المسِّ صَنيعةً

وباعوا الحرفَ في سوقِ النفاقِ

وصَحْتُ بصمتيَ المسجونِ قهرًا

فما أنطقهُ 

إلا احتراقُ ميثاقي

أجودُ بالتي هيَ رهينةُ مهجتي

لِجرحٍ ما شفا رغمَ الفِراقِ

تحاورني النفسُ: هل بدا منك غضاضةٌ؟

فأهمسُ: ما خبا وجعي المذاقِ

فكم زوّرتْ ملامحَها اصطناعًا

وحاكتْ من نداها سهمَ شِقاقِ

تراءتْ مثلَ نورٍ مستعارٍ

ولكن تحتَهُ ليلُ النفاقِ

تبثُّ الوهمَ في كفِّ الأماني

وتغرسُ في فؤادي

شوكَ ساقي

أُداعبُ ظلَّها كي لا أُبادِرْ

فكلُّ البوحِ يُكملُ احتراقي

فلا وعدُ المحبةِ كان صادقًا

ولا ثغرُ الهوى إلا المذاقِ

فدعْ عنكَ العتابَ

فلستُ أعمى

ولكني تجاوزتُ المآقي

—————————————-

ب ✍🏻 عادل العبيدي