آخر المنشورات

السبت، 19 يوليو 2025

من لطائف اللّغة العربيّة بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف. تونس.

 من لطائف   اللّغة العربيّة

الشَّيْــخ  

شَابَ الرَّجُلُ ...ثُمَّ شَمِطَ ... ثُمَّ شَاخَ

ثُمَّ كَبُرَ ... ثُمَّ تَوَجَّهَ ... ثُمَّ دَلَفَ... ثُمَّ دَبَّ

ثُمَّ مَجَّ ... ثُمَّ هَدَجَ ... ثُمَّ ثَلِبَ . 


النَّــــظَــرُ 

إذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِلَيْهِ أَوْ أَصَابَهُ بِعَيْنٍ، فقد نَجَأَهُ، يَنْجُؤُهُ، 

وإذا أَدَقَّ النَّظَرَ في الأُمُورِ واسْتَقْصَاهَا، فقد نَطِسَ، يَنْطَسُ، 

وإذا نَظَرَ كَأَنَّهُ يَخْتِلُ لِيَرُومَ أَمْرًا، فقد لَاصَ، يَلُوصُ، لَوْصًا.  

وإذا نَظَرَ بِمُؤَخِّرِ عَيْنِهِ احْتِقَارًا وتَكَبُّرًا، فقد شَاسَ، يَشُوسُ ويَشَاسُ، وشَفَنَ، يَشْفِنُ وشَفِنَ، يَشْفَنُ، 

وإذا صَارَ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى شَخْصٍ أَوْ إِلَى آخَرَ، فقد شَطَرَ بَصَرَهُ، يَشْطِرُهُ، 

وإذا نَظَرَ إِلَيْهِ نَظَرًا فِيهِ إِعْرَاضٌ كَنَظَرِ المُعَادِي المُبْغِضِ، فقد شَزَرَهُ، يَشْزِرُهُ، 

وإذا نَظَرَ إِلَيْهَا مُدَاوَمَةً، فقد رَنَا إِلَيْهَا، يَرْنُو، 

 

من أوصاف الخيل ... (حرف العين)

العَجَاجُ مِنَ الخَيْلِ: النَّجِيبُ المُسِنُّ.

العَاجِرُ مِنَ الخَيْلِ: الّذِي يَمُدُّ ذَنَبَهُ عِنْدَ العَدْوِ. وَهْوَ، لِذَلِكَ، سَرِيعٌ.

العِجْلِزَةُ والعَجْلَزَةُ: الفَرَسُ الشَّدِيدَةُ الخَلْقِ.

العَدَوَانُ: الفَرَسُ الكَثِيرُ العَدْوِ.

المُعْرِبُ مِنَ الخَيْلِ: الّذِي لَيْسَ فِيهِ عِرْقٌ هَجِينٌ.

العُرَاهِلُ: الجَوَادُ الكَامِلُ الخَلْقِ.

العُرْيَانُ مِنَ الخَيْلِ: الطَّوِيلُ القَوَائِمِ، المُقَلَّصُ.

المُعْتَزَّةُ:الفَرَسُ الغَلِيظَةُ اللَّحْمِ الشَّدِيدَتُهُ.

الأَعْزَلُ مِنَ الخَيْلِ:الّذِي يَمِيلُ ذَنَبُهُ عَنْ دُبُرِهِ.

المُعْتَزِمُ: الفَرَسُ الّذِي يُجَلِّحُ فِي حُضْرِهِ، غَيْرَ مُجِيبٍ لِرَاكِبِهِ، إِذَا كَبَحَهُ.

العُزَاهِلُ: الفَرَسُ الكَامِلُ الخَلْقِ.

العَشُّ: الفَرَسُ الدَّقِيقُ القَوَائِمِ.

الأَعْصَلُ: الفَرَسُ المُلْتَوِي العَسِيبِ حَتَّى يَبْرُزَ بَعْضُ بَاطِنِهِ الّذِي لَا شَعْرَ عَلَيْهِ.

اليَعْقُوبُ: الفَرَسُ، لَهُ جَرْيٌ بَعْدَ جَرْيٍ.


.لغـــز شعري

وما حَدَقٌ ليس منها بَصَرْ

ومن أكلِها يستفيد البَشَرْ؟

الحلّ: البَاذِنْجَانة.


من جُمُوع التّكْسِير...

* الجمع على شِبه "فَعالِل":  

شِبْهُ فَعالِل: هو ما ماثَله عَدَداً وَهيْئَةً، وإنْ خَالَفَه في الوَزْن كـ "مَفَاعل وفَيَاعِل وفَوَاعل" وهو يَطَّرِدُ في مَزِيد الثُّلاثيّ غيرَ ما تَقَدَّم من نحو "أحْمر وسَكْران وصَائِم ورَامٍ" و "باب كُبْرى وسَكْرى" فإنًّه تَقَدَّمَ لها جُمُوعُ تَكْسِير، ويُحذفُ منه مَا يُخِلّ بِصيغةِ الجَمْع من الزَّوائِدِ فقَط، فلا تُحذَف زِيَادَتُه إن كانَتْ واحدةً، سَواء أكانت أوَّلاً أَمْ وَسَطَاً أَمْ آخراً لإِلْحَاقٍ أو غيره كـ " أفْضل ومَسْجِد وجَوْهَر وصَيْرَف وعَلْقَى" (في القاموس: العَلْقى كسَكرى: نبت يكون واحداً وجَمعاً، قضبانه دِقاقٌ عَسِرٌ رضُّها) وجمعُها: "أَفاضِل ومَسَاجِد وَجَوَاهِر وصَيَارِف وعَلَاقٍ" ويُحذَف ما زَاد عَلَيْهَا، فَتَحذِفُ زِيادةً وَاحِدةٍ من نحْو "مُنْطَلِق" واثْنَتَان من نحْو" مُستَخرِج ومُتذَكِّر". ويَتعيَّن إبْقاءُ ما لَهُ مَزِيَّة لَفْظِية ومَعْنَويَّة، أو لَفْظِيَّة فَقَط، أو ما لا يُغْنِي حَذْفُه عن حَذفِ غَيْره، فالأوَّل كالميم في "مُنْطَلق" فتَقُول في جَمْعها "مَطَالِق" لا: نَطالِق، لأنّ المِيم تَفضُل النُون لدَلاَلَتِها على الفَاعل وتَصْدِيرِها واخْتِصَاصِها بالاسمِ. ومثلُه نقول في جَمعِ " مُسْتَدْعٍ" "مُدَاعٍ" بحَذْفِ السِّين والتَّاء لأن بَقَاءَهما يُخِلّ بِبُنْيَيةِ الجَمْع، مع فَضْلِ المِيم بما تَقَدَّم. 

والثّاني: كالتَّاءِ في"اسْتِخْراج" علماً، تَقُول في جَمعِه" تَخَارِيج" بحَذْف السِين وإبقاءِ التَّاء، لأَنَّ له نَظِيراً وهو "تَمَاثِيل" ولا تَقُل "سَخَارِيج" إذْ لا وُجودَ لـ "سَفاعِيل". 

والثّالث: كـ "وَاوِ" "حَيْزَبون" (الحيزبون: العجوز، ونونه زائدة، عند أكثر أئمّة اللّغة) تقول في جمعها"حَزَابِين" بحذف الياء وقلب الواو ياء، ولا تَقُل: حَيَازِين بحذفِ الوَاوِ لأنَّ حذفَها يَعنِي حذفَ الياءِ ولا يَقعُ بعدَ أَلِفِ التَّكْسِير ثَلاثَةُ أحْرُف أوْسَطُهُن ساكِن إلاَّ وهُو حَرْفٌ مُعتَلٌ مثلُ "مَصَابِيح" فإنْ لم تُوجد مَزِيَّة مَّا فأنتَ بالخيار مثل نُونَيْ "سَرَنْدَي" (سَرنَدْى: الجريء القوي) و "علَنْدى" (العلندى: البعير الضّخم) "عَلَانِد" أو "سَرادٍ" و "علَادٍ" وَزْنَ" جَوَارٍ".


صرف

المَصْـدَرُ وَأَحْكَامُـهُ: 

*المَصْدَرُ الأَصْلِـيُّ: هُوَ اسْمُ الحَدَثِ. وَهْوَ مَا دَلَّ عَلَى الحَدَثِ مُجَرَّدًا مِنَ الزَّمَنِ، ولَمْ يَكُنْ مَبْدُوءًا بِمِيمٍ زَائِدَةٍ ولَا مَخْتُومًا بِيَاءٍ مُشَدَّدَةٍ زَائِدَةٍ بَعْدَهَا تَاءٌ. ويَكُونُ المَصْدَرُ الأَصْلِيُّ لِجَمِيعِ الأَفْعَالِ التَّامَّةِ التَّصَرُّفِ مُجَرّدةً أو مَزيدةً.

 *المَصَادِرُ القِيَاسِيَّةُ: هِيَ مَصَادِرُ يُمْكِنُ إِخْضَاعُهَا إِلَى أَوْزَانٍ مَعْلُومَةٍ  تُقَاسُ عَلَيْهَا ويَتَوَفَّرُ هَذَا فِي الأَفْعَالِ الثُّلَاثِيَّةِ المَزِيدَةِ بِحَرْفٍ أو بِحَرْفَيْنِ أو بِثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، وفِي الأَفْعَالِ الرُّبَاعِيَّةِ مُجَرَّدَةً ومَزِيدَةً. 

1)*أوزان مصادر الأفعال الثّلاثيّة المَزيدة بِحرف:

- أَفْعَل: إِفْعَال= أَكْرَم: إِكْرَام وإِفْعالَة = أَطَلَّ: إِطْلَالَة.

_فَعَّل: تَفْعِيل= سَدَّد: تَسْدِيد وتَفْعِلَة = لَبَّى: تَلْبِيَة.

_فَاعَلَ: فِعَال = نَازَلَ: نِزَال  ومُفَاعَلَة = بَادَرَ: مُبَادَرَة.

2)*أوزَان مصادر الأفعال الثّلاثيّة المَزِيدَة بِحرفين:

_ تَفَعَّل: تَفَعُّل = تَقَدَّمَ: تَقَدُّم.

_ تَفَاعَلَ: تَفَاعُل =تَنَاوَلَ: تَنَاوُل.

_انْفَعَل: انْفِعَال =انْدَفَعَ: انْدِفَاعٌ .

_ افْتَعَل : افْتِعَال = اكْتَسَبَ: اكْتِسَاب.

_ افْعَلَّ: افْعِلال = اخْضَرَّ: اخْضِرَار.

3)*أوزان مصادر الأفعال الثّلاثيّة المزيدة بثلاثة حروف:

 

_ اسْتَفْعَلَ: اسْتِفْعَال = اسْتَغْفَرَ: اسْتِغْفَار. واسْتِفْعَالة = اسْتِعَادَ: اسْتِعَادَة.

_ افْعَوْعَلَ: افْعِيعَال = اعْشَوْشَبَ: اعْشِيشَاب.

_ افْعَوَّل: افْعِوَّال = اِعْلَوَّطَ: اِعْلِوَّاط.

_ افْعَالَّ: افْعِيلاَل = اِحْمَارَّ: احْمِيرَار.

4)*أوزَان مَصادر الأفعال الرّباعيّة المُجَرَّدة:

_ فَعْلَلَ: فَعْلَلَة = دَحْرَجَ: دَحْرَجَة. وفِعْلال = زلْزَل: زِلْزَال.

5)*أوزان مصادر الأفعال الرّباعيّة المزيدة بحرف:

_ تَفَعْلَلَ: تَفَعْلُل. = تَسَلْسَل: تَسَلْسُل.

*أوزان مصادر الأفعال الرّباعيّة المزيدة بِحرفين:

_افْعَنْلَلَ : افْعِنْلَال = اِحْرَنْجَمَ: احْرِنْجَام. 

_افْعَلَلَّ: افْعِلَّال = اِطْمَأَنَّ : اِطْمِئْنَان.


  من حِكَم العَرَب.


أَلا لَيْتَ السِّلَاحَ بِدُونِ حَاءٍ      ونُبْدِلُهَا بِأَمْرِ اللهٍ مِيمَا

ولَيْتَ الحَرْبَ تَغْدُو دُونَ رَاءٍ     ونَحْذِفُها تَمَامًا أَجْمَعِينَا

ونُلْـغِي نُـونَ قُنْـبُلَةِ الـمَآسِي     لِتُصْبِحَ قُيْلَةً للمُسْلِمِينَا ...


من الجِنَاسَاتِ اللَّفْظِيّةِ في اللّغة العربيّة.

رَوْقُ المَطَرِ وَرَوْقُ الرُّوقَةِ و رَيِّقُ الشَّبَابِ و تَجَنُّبُ الرَّيْقِ يُذْهِبُ رَوْقَ الرَّوْقِ عَن الأَرْوَقِ =


 سَيْلُ السَّحَابِ بالمَطَرِ و الحُبُّ الخَالِصُ للجَمِيلِ من النَّاسِ وأَفْضَلُ الشَّبَابِ و تَجَنُّبُ البَاطِلِ يُذْهِبُ هَمَّ الجِسْمِ عِنْ طَوِيلِ الأَسْنَانِ و مُنْحَنِيهَا.


حمدان حمّودة الوصيّف. تونس.



حوارية نبوية نص بقلم الاميرة الهاشمية: دنيا صاحب الحسني - العراق

 ((حوارية نبوية))


قَدَري مكتوب، خُلودي معك 

يا جدّاه يا رسول الله 


نورُك يغمرني بسُؤْددِ الوجد،

كلّما صلّيتُ وسلّمتُ عليك،

في الصباح والمساء.


تألّقت وجنتاك نورًا وضّاءً، 

ووجهك قرص بدرٍ نيّرٍ أمام ناظري


قلّدتني بحرَ المعارف،

أفوجُ في غمراته العميقة،

وبإصبعك الكريم أشرتَ إليّ:

"قومي، واركبي معي

سفينةَ نوحٍ، أنتِ من ذريّتي الصالحين،


تنهدتُ باسمك، محمدَ سيد الأنبياء والمرسلين

فأدخلتَني بُستانَك الممتلئَ بالكروم،

فقطفتُ لي عنقودًا ناصعَ البياض،

متدلّيًا من مقامِ الكرامِ الكاتبين.


ثم قلتَ لي، بصوتٍ ناعمٍ،

 من همساتِ روحك النبوية:

"خُذي منّي خِصالي،

وسبّحي بالنيابة عنّي،

بتكرارٍ،

بلا سَهوٍ،

ولا انقطاع.


إنّ صلاتكِ وتسبيحكِ

نجاةٌ لقومٍ غافلين.


النص بقلم الاميرة الهاشمية: دنيا صاحب الحسني - العراق 


اللوحة التشكيلية للفنان العالمي اياد الموسوي - العراق



الجمعة، 18 يوليو 2025

مهرجانات من الجهات ليالي مسكيلياني الصيفية بحاجب العيون بقلم الكاتب الإعلامي محمد علي حسين العباسي

 مهرجانات من الجهات

ليالي مسكيلياني الصيفية بحاجب العيون 

الفنان معز طرودي،الساحر فرأيت حسني والمنشد المازري بالحاج علي في الموعد

تستعد هذه الأيام دار الثقافة علي الزواوي بحاجب العيون لتنظيم ليالي مسكيلياني الصيفية وذلك في غياب وتغيب كلي لمهرجان عيد الصوف بحاجب العيون والذي توقف منذ سنوات بتعلة غياب الموارد المالية والبشرية( العزوف عن انتخاب هيئة المهرجان بعد استقالة الهيئة السابقة التقى تراسها لسنوات زميلنا الاعلامي صالح السباعي).هذا ونعود لليالي ميسكلياني الصيفية التي ستنظم تحت اشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالقيروان وذلك ايام 23-24 و25 جويلية الجاري حيث سيكون الافتتاح يوم الأربعاء القادم23 جويلية بالفضاء الخارجي الملعب البلدي بحاجب العيون مع سهرة الفنان معز الطرودي اما يوم الخميس 24 جويلية فسيكون الجميع مع سهرة الطفل من خلال عرض تنشيطي بعنوان العالم السحرية مع الفنان فراس حسني وذلك بدار الثقافة علي الزواوي بحاجب العيون.اليوم الختامي سيكون في سهرة الجمعة25 جويلية بالفضاء الخارجي الملعب البلدي بحاجب العيون مع عرض صوفي بعنوان اهازيج بقيادة الفنان المازري بالحاج علي هذا وتنطلق كل العروض على الساعة الثامنة والنصف وهي فرصة ومتنفس لكل العائلات خاصة في غياب كما اسلفنا الذكر سهرات مهرجان عيد الصوف بحاجب العيون 

 محمد علي حسين العباسي





مَرْسَى بقلم الشاعرة نزهة المثلوثي تونس

 مَرْسَى

وجهك الفضّيّ  ألف  

قصيدة 


ٍعَبقَت بِحبّ


أزْهرت تحنانا

*

والصّبح  أرست بالجبين  شموسه


نور تجلّى ثابتا فتّانا

*


والقُبلةُ الأولى  بأمسٍ  غائم


 أحْيَتْ سهولا أزهرت بستانا

*

والقُبلة الأولى ٍبأمس سامِر


هزّت بلادا أمطرت نيرانا

*

لقصيدتي حلمٌ تكسّر مَوْجُهُ


في مستهلّ الوَصْلِ  في منآنا

*

شطّت بنا أفكارُ قاطرةٍ نَأَتْ


كلّ الذي ضمّته  

 قد أقصانا


 وبقيت في 

مرساك آثرة ..له 


دوّنتُ من رحلاته أوزانا


البحر الكامل  

نزهة المثلوثي تونس



و يكفيني ما ألاقي بقلم الشاعر حامد الشاعر

 و يكفيني

ما ألاقي

و يكفيني و  قد   عز  التلاقي ــــــــ إلى  يوم   القيامة   ما  أُلاقي

و يلقاني سكورا  من   ألاقي ــــــــ تملى  الآن  بالكأس    الدهاقِ

و كاسات  الصبابة  أحتسيها ــــــــ و  يسكرني   لذيذ    الاشتياقِ

بلغت المنتهى في المشتهى لا ــــــــ أرى  شيئا  ألذ   من   العناقِ

عناقا  أستلذ   و  لا   يجاري ــــــــ عناقي أمره من   في  الوثاقِ

،،،،،،

بطيب الخمر كاساتي   مدارا  ـــــــ شذاي فقد تركت على السواقي

و يحسبني له عبدا    و   فيه ــــــــ أرى حريتي و أرى   انعتاقي

بدنيا ربعها    الخالي   سنيني ــــــــ أدامتها  الخوالي   و البواقي

أراه   مقصرا    من   يزدريه ــ هواي و في السباق و في اللحاقِ

 و يرعاني    موالاة   دعاني ــــــــ سواه إلى   معارضة   الوفاقِ

،،،،،،،

هو الباقي معي  مهما   أُلاقي ــــــــ و إن بلغت به روحي  التراقي

يؤول فما اعتراه إلى  اتساع ــــــــ به كم يزدرى   ضيق   الخناقِ

هناك التف ساق    بالسواقي ــــــــ  هنا ساقي كم  التفت   بساقيِ

أتى في المشتكى الساقي بكأس ـــــ يفيض  بجودها   حلو  المذاقِ

شقيق الروح أجعله  وفاقا ــــــــ و لا يقوى الشقيق على الشقاق

،،،،،،،

أنيس الروح  أجعله  خلافا  ــــــــ  و ما    أبقى    بنود    الاتفاق

و لا يبقي اللصيق هوى و فيه ــــــ فلا يقوى  الطليق على الطلاقِ

بدنياي الهوى يسمو و ديني ــــــــ    أبادله   عناقا  في   اعتناقي

 أكاذيب الهوى  حتى   ألاقي  ـــــــ فمن أهوى أحاكي في اختلاقي

أمد   يدي  ملاقاة   لسعدي   ـــــــ إلى القلب  المعنى في ارتزاقي

،،،،،،،

تضج معي الدنى مما   يلاقي ـــــــــ و  همي في   مهاويه انزلاقي

أرى من أقتفي  برقا   يراني ــــــــ و بارقة على     متن   البراقِ

أرى ذاتي و ما فيها   لسمع ــــــــ أعود إلى الأثير و في استراقي

تناءى    بالتنائي     يبتليني ــــــــ ألاقي سهمه من    دون   واقِ

فراشا  يحتويني   ما   ألاقي ـــــــ و أخترق   اللظى و هنا احتراقي

،،،،،،،

و مبتعدا أراه  فمن   جفاني ــــــــ من المضمار في  مجرى  السباقِ

هنا قلبي أحث على  التلاقي ــــــــ و لا أقوى  هناك على   الفراقِ

بقايا الذكريات  و   ما  ألاقي ـــــــ من الماضي يمر على   الرواقِ

من الدمع المراق على السواقي ـــــ أرى دنياي من أعلى المراقي

على الجدران هاوية   أراها ــــــــ ظلالي لا تقوم    على    النفاقِ

،،،،،،،

أنا  وطن   يعذب   بالمنافي ــــــــ و مأساتي     كمأساة    العراقِ

و في أرض النفاق جعلت حيا ـــــــ و في الموتى   عزاء   للرفاقِ

و بي الأحزان و الأشجان تبقى ــــــــ دمي ألقاه في الدمع  المراقِ

و تنطفئ الشموع لدى التراقي ــــــــ و تنهمر الدموع من  المآقي

طرحت الشعر مسجوعا و يبنى ـــــــ مصاغا ما أقول على الطباقِ

،،،،،،،

و سجعا ما قليت و لا جناسا ـــــــ و صغت هوى على هذا النطاق

غدا المعنى إلى المبنى مساقا ــــــــ من  المغنى بدا حسن  السياقِ

و يكفي ما ألاقي   و  القوافي ـــــــ فقد   صيغت    بألفاظ   رقاقِ

 معانيها    مغانيها    توافي ــــــــ أدق   فمن    مبانيها    الدقاقِ

أزيد مع الهوى في الرسم سكرا ــ و يلهج من هوى باسم الرحاقِ

و يكفيني بحبي  ما    ألاقي ـــــــ ليَ  الملقى و إن   عز   التلاقي

،،،،،،،

العرائش في 17يوليوز 2025

قصيدة عمودية موزونة على البحر الوافر

بقلم الشاعر حامد الشاعر



حديث الجمعة / بقلم الكاتب :السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 حديث الجمعة /

بقلم :السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

من وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ٠٠!! )


عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :

" اجتنبوا السبع الموبقات -يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " ٠

حدبث صحيح - رواه الشيخان البخاري و مسلم  

في البداية عزيزي القارىء الكريم عندما ننظر في مصطلح و معنى كلمة " الوصية " نجد لها مدلولا و أثرا طيبا في النفوس بمثابة العهد و الميثاق الذي ينسق حياتنا و ينظم العلاقات الطيبة كي يحقق استمرارية الحياة القائمة على الحق و العدل و السلام هكذا ٠٠

فما أكثر الوصايا و النصائح في الكتاب و السنة النبوية الشريفة و قد تعرضنا لهذه النصائح و القضايا من قبل في حلقات سابقة كثيرة كل فترة لأنها لها أهمية في التعامل مع الدين و الدنيا معا ٠

و سوف نستعرض هنا في عجالة وصية و نصيحة النبي صلى الله عليه و سلم المتمثلة في ( اجتناب السبع الموبقات ) قولا و عملا بغية تطهير و تذكية النفس نحو المنفعة لا الضرر الذي يضر بالفرد قبل المجتمع هكذا ٠٠

   و من ثم نتأمل سويا " السبع الموبقات " و التي بينها النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح، و الذي رواه الشيخان: البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم  أنه قال: 

" اجتنبوا السبع الموبقات -يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " ٠ 

و عندما نقوم بشرح و تحليل و بيان ما يرشد إليه الحديث من منظور تربوي قائم على حسن الخُلق مع التطبيق العملي الملحوظ واقعيا ٠ 


سنجد خلاصة كل نقطة في الحديث واضحة المعالم و الحدود و الغرض و المقصد من خطرها و حجم ضررها على النحو التالي :

 أعظمها الشرك، هو المهلك الذي ليس معه رجاء إذا مات عليه الإنسان، فله النار مخلدًا فيها أبد الآباد،  إلا إذا تاب و أناب عن يقين ٠

ثم تأتي معضلة السحر الأسود الذي يهلك و يضر و يفرق و يغيب بصاحبه المسحور عن الحياة في تردي ٠٠

والسحر من الشرك؛ لأنه عبادة للجن، واستعانة بالجن في إضرار الناس، والساحر: هو الذي يتعاطى ما يضر الناس بواسطة الجن، وعبادتهم من دون الله، فتارة يتعاطى ما يضرهم من أقوال وأعمال ونفث في العقد، وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير ما هو عليه، فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن، وعبادتهم من دون الله ٠

و قتل النفس من أعظم الجرائم و تحملها ما لا تطيق من ضرر مادي و معنوي يفسد حال استقامتها وهديتها و يخرجها عن فطرتها ٠٠

و منها القتل المعروف كقطع الطريق الذي يقطع الطريق، يعني: يتعرض للناس بأخذ أموالهم في الطرقات أو ضربهم، أو قتلهم يقتل؛ لشره وعظم شره.

 نعم قتل النفس التي حرم الله؛ فذلك جريمة عظيمة في حق المجتمع و الإنسانية لأي نفس و كل نفس ٠


و أكل الربا، يتعاطى الربا المحرم الذي حرمه الله ٠

 و ثمة أنواع منها : ربا نسيئة مع ربا الفضل ، هذا الربا، وهو من أكبر الكبائر ٠


و أكل مال اليتيم، وهو: الذي مات أبوه وهو صغير دون البلوغ، يسمى يتيمًا، الواجب الإحسان إليه وحفظ ماله، وتنميته، والإصلاح فيه، فالذي يفسد مال اليتيم، ويأكل ماله بغير حق ينال غضب كبير من الله إلا في الحالات التي صرح بها الشرع عند استثماره مقابل جهد ٠

 و التولي يوم الزحف، عندما يلتقي المسلمون بالكفار ينهزم، يخلي إخوانه، يوم زحف الكفار على المسلمين، أو زحف المسلمين على الكفار، الذي ينهزم، ويترك إخوانه متوعد ٠٠

و يكون الزحف مشروع في حق معلن من خلال قيادة الدولة و الجيش الوطني للبلاد لا الجماعات التي لها قناعات تفكك بها وحدة الدين و الوطن في اعتقادي كما هو على أرض الواقع و هذا استعلاء و فساد و ضرر يعد من الصور السلبية في المجتمع ٠

و نختم بالحالة الأخيرة ألا و هي قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، الذي يقذف المحصنات المؤمنات الغافلات بالزنا، يقول: فلانة زانية، فلانة تدعو إلى الزنا، وهو كاذب، هذا من السبع الموبقات، يستحق أن يجلد ثمانين جلدة ٠

فبتلك هذه الموبقات تفسد المجتمعات و بمعالجتها يتم الإصلاح و المعالجة و صيانة النفس و المجتمع من أي ضرر و خطر يهدد سلامتنا جميعا دون تفرقة حقيقية و كل هذه السبع الموبقات لا تقرها الفطرة السليمة و لا العقل الناضج و لا المجتمع الذي يعمل على الرعاية و الصيانة و الحماية و حفظ الأمانة التي كلفنا بها و حملنها ٠

و على الله قصد السبيل ٠


ارحل عنّا يا استعمار بقلم الشاعر محمد علقم

 ارحل عنّا يا استعمار


...........................


لا آمــان...ولا استقــرار


إلا بعـــودتنـــا... للـــدار


اسمـع وافهــم يــا محتل


أنــت بقــايـا الإستعمـار


ارحـــل عنّـــا لا تغتـــر


واتــرك هـــذه الــديــار


ميـراث جـدي لـن يبـاع


المــوت دونـه باستمرار


مـوطنــي نقــاء وطهــر


لــم يكـن يومـا للأشرار


بيـدر جــدي لــن ننسـاه


قمـح البيـدر لنــا تذكــار


زيت بلادي شفاء ودواء


يشفـي من كل الأضرار


إنْ غـنَّ البلبل مع الفجر


صـوتـه العـذب كالقيثار


كنّــا نحيـا بتلك الأرض


أرض الخيــر والعمــار


هجّــرونــا فــي الخيــام


وشتتـــونــا فـي الأقطار


ملّكـوهـا لمـن لا يستحق


خـاوة ضـاعـت يـا للعار


أيـن الحــق وأيـن العـدل


كلـه مـن دول الإستكبـار


ظنوا الشعب يقبل بالأمر


مثــل الحـاكـم بـاستهتـار


ثورة شعب ليس إرهـاب


يــا مــن لـديكــم القــرار


شعــب لا يعـرف اليـأس


شعــب الثـورة والثــوار


لـن يليـن ولــن يستكيــن


تــوّج بـأكــاليــل الغـــار


لن يـرض بغيـر الأرض


لـن يحيــد عـن المســار


عـــودتنــا لكــل الأرض


مهمـــا طـــال الإنتظــار


لا تطبيـــع ولا اعتــراف


ارحـل ارحـل يا استعمار


محمد علقم/17/7/2017

عباءة التشكّل بقلم الكاتب سلام السيد

 عباءة التشكّل


هل أدركتَ التلاشي في حضرةِ الاقتراب؟

هي بوتقةُ انصهارٍ لـهيكلِ البدء.


الحدُّ… توهّج،

وظلُّ الظلّ عباءةُ التشكّل؛

هناك، كنتَ أنت،

وجهَ باطنِك المستتر.


هنا أو هناك،

أرواحٌ تتزاحمُ في فناءِ القرب،

تتّسعُ للرؤيا

ملامحُ من نور.


ولمعنى استحالةِ المسألةِ بعدها،

يتجلّى وجهٌ…

لباطنِ صورتك،

هو سعةُ عالمك الأكبر.


لغةُ الفقدِ: انمحاء،

وجمهرةُ الوصلِ:

عجينةُ طينٍ

من نفخِ الوله.


سلام السيد

المَهزَلَة *** أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

 *** المَهزَلَة ***

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.   


غَمَرتُ ذاكِرَتي بالأسيد  

وبَترتُ أطرافَ حَنيني 

قَطَعتُ أوصالَ لَهوَتي  

دَهَستُ مراكب أُمنِيّاتي  

وحَرَّمتُ على قَلبي النَّبضَ  

ومَنَعتُ روحي من التَّنَفُّسِ 

ونَصَبتُ فِخاخًا لتَسَلُّلي إليك.  


سأُحرِقُ الشَّمسَ إن أنارَت دَربي إليك  

سأَجُزُّ عُنقَ القَمر إن دلَّ حَيرتي عليك.  


جُذورُكِ الضّارِبةُ في قَصائدي  

سأَقتَلِعُ أظافِرَها.  


قَلبي، الدُّبُّ الأسود 

في حُقولِ حُبِّك 

أَكرَهُكِ حتّى الجُنون!.  


سأَبطِشُ بهَمْسَتِكِ إن راوَدَت صَحرائي  

سأُزهِقُ آفاقَ عِطرِك 

وأُغمِدُ شَقائي في عُنقِك  

وأُبيدُ أشرِعةَ بَسمتِك.  


أنتِ عَدوَّةُ شَغَفي  

غُولةٌ تَلتهَمَ مَشاعِري.  


حُبُّكِ انتحار

والكِتابةُ عنكِ 

ضَربٌ من الموت  

والمَهزَلة.  


   مصطفى الحاج حسين. 

            إسطنبول



الفِـيلُ والقُبَّرَةُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 الفِـيلُ والقُبَّرَةُ

الفِـيلُ:

إنَّنِـي فِـيلٌ عَظِيمٌ

جُـثَّتِي مِـثــلُ الجِبَـــالِ

أَتَهَـادَى فِي مَسِيرِي

بِعَـــدُوِّي لاَ أُبَالِــــــي

لَمْ يُوَاجِهْنِي قَــوِيٌّ

هَيْـبَتِي فِي الغَابِ دَوْمَــا

 القُبَّرَةُ:

أَيُّهَا المُخْتَالُ مَهْـلاً

إِنَّ فِي العُشِّ صِـــغَــارِي

بَـيْنَ أَعْشَابٍ و زَرْعٍ

 لاَ تَطَأْهُـمْ وَ حَـــذَارِ

لاَتَغُـرَّنْكَ قُـــواكَ

إِنَّ لِلظّـالِــمِ يَوْمَــــا

 الفِـيلُ:

سَرَّنِـي هَذاَ التَّحَـدِّي

 أَيُّهَــا العُـصْفُـورُ خُذْهَا

هَـكَذا أَرْفُسُ أَعْشَـا

...شًا أُرِيـحُ الغَـابَ مِنْـهَا

أَرِنِـي التَّهْدِيدَ فِعْـلاً

هَـا أَنَـا أَشْبَــعُ نَـوْمَا

 القُبّرة:

أَيُّـهَاالطَّـيْرُ هَـلُمُّوا

أَدِّبُـوا الفِيلَ الظَّـلُومَا

اِفْقَـؤُوا عَـيْنَيْهِ نَقْـرًا

وأَذِيقُـوهُ الـهُـمُــومَا

إِنَّ فِي الـوِحْدَةِ حَزْمًـا

   بَطْـشُهُ يَنْصُـرُ قَـوْمَــا

 الفِيـلُ:(بَعْدَ أَنْ فَقَأَتْ الطُّيُورُعَيْنَيْهِ)

آهِ مِنْ كَـيْدِ الضِّعَـافِ

قَدْ قُهِـرْتُ اليَوْمَ قَهْــرَا

مَـنْ تُرَى كَـانَ يَظُـنُّ

لِذَوِي الرِّيشِ اقْتِـــدَارَا

قُـوَّتِي دُونَ ذَكَــــــاءِ

 أَصْبَحَتْ لِلطَّيْـرِ هُــزْءًا

 القُبَّرَة :

أَيُّهَا الضِّـفْدَعُ سَـاعِدْ

بِـنَقـــِيقِ ِمُتَــــوَاصِــلْ

اِنْـطَلِقْ لِلْجُرْفِ واصْحَبْ

جَمْعَـكَ الدَّاوِي وَوَاصِـلْ

كَـيْ يَظُنَّ الفِيلُ سَمْعًا

أَنَّ فِي الحُفْـرَةِ مَــاءَ.

 الفِـيل:

إِنَّنِي ظَمْــــآنُ جِـــدًّا

قَدْ عَلِمْـتُ المَاءَ سَمْـعَا

عَلّنِـي أَرْوِي غَلِيلِي

وَأَرَى فِي النَّبْعِ جَمْعَـا

مِنْ بَنِي جِنْسِي فَأثْأرْ

مِنْ طُـيورِ الشُّـؤْمِ ثَأْرَا...


 الطُّـيُورُ وَالضَّفادِع:

سَقَطَ الظَّالِمُ ،تَـبًّــا

فِي تَجَـاوِيـفِ الجِـبَـالْ

وَانْتَهَـى قَهْرُهُ,فَافْهَمْ

لَيْسَ فِي الكَوْنِ مُـحَـالْ

إِنَّ لِلْـوِحْدَةِ دَوْرًا

فِـي انْتِـصَارِ الضَّعْفِ دَوْمَا.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

ديوان "الباقة": أناشيد وأوبيرات للأطفال



وَجْهُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 وَجْهُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

*فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صِفَةُ وَجْهِهِ بِالبِشْرِ وَالطَّلَاقَةِ. وَمِنْهُ الحَدِيثُ: تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ. أَيْ تَلْمَعُ وَتَسْتَنِيرُ.

*وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعبَدٍ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْلَجُ الوَجْهِ. أَيْ مُسْفِرُهُ مُشْرِقُهُ.

*وَفِي حَدِيثِ جَريرٍ وَذِكْرِ الصَّدَقَةِ: حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ. كَذَا جَاءَ فِي سُنَنِ النَّسَائِيِّ.

*وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ. وَالأَسَارِيرُ: هِيَ الخُطُوطُ الّتِي فِي الجَبْهَةِ.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ أَسْمَرَ اللَّوْنِ، وَفِي رِوَايَةٍ: أَبْيَضَ مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: وَوَجْهُ الجَمْعِ بَيْنَهُمَا أَنَّ مَا يَبْرُزُ إِلَى الشَّمْسِ كَانَ أَسْمَرَ وَمَا تُوَارِيهِ الثِّيَابُ وَتَسْتُرُهُ فَهْوَ أَبْيَضُ.

*وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهْوَ نَائِمٌ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، فَاسْتَيْقَظَ مُحْمَارَّ الوَجْهِ كَأَنَّهُ الصِّرْفُ، وَهْوَ شَجَرٌ أَحْمَرُ.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا عَابِسٌ وَلَا مُفْنِدٌ، وَالعَابِسُ: الكَرِيهُ المَلْقَى الجَهْمُ المُحَيَّا.

*وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَبْرُقُ أَكَالِيلُ وَجْهِهِ، وَهْيَ جَمْعُ إِكْلِيلٍ. وَهْوَ شِبْهُ عِصَابَةٍ مُزَيَّنَةٍ بِالجَوْهَرِ، فَجَعَلتْ لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ أَكَالِيلَ عَلَى وَجْهِ الاسْتِعَارَةِ.

*وَفِي صِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ القَمَرِ، أَيْ يَسْتَنِيرُ وَيُشْرِقُ، مَأْخُوذٌ مِنَ اللُّؤْلُؤِ.

*وَفِي صِفَةِ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا سُرَّ فَكَأَنَّ وَجْهَهُ المِرْآةُ، وَكَأَنَّ الجُدُرَ تُلَاحِكُ وَجْهَهُ. وَالمُلَاحَكَةُ: شِدَّةُ المُلَاءَمَةِ. أَيْ لِإِضَاءَةِ وَجْهِهِ، يُرَى شَخْصُ الجُدُرِ فِي وَجْهِهِ، فَكَأَنَّهَا قَدْ دَاخَلَتْ وَجْهَهُ.

*وَفِي الحَدِيثِ فِي صِفَةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ أَزْهَرَ وَلَمْ يَكُنْ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ. وَالأَمْهَقُ: الأَبْيَضُ الشَّدِيدُ البَيَاضِ الّذِي لَا يُخَالِطُ بَيَاضَهُ شَيْءٌ مِنَ الحُمْرَةِ، وَلَيْسَ بِنَيِّرٍ، وَلَكِنْ كَلَوْنِ الجِصِّ أَوْ نَحْوِهِ. فَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ، بَلْ إنَّهُ كَانَ نَيِّرَ البَيَاضِ.

*وَفِي الحَدِيثِ: أُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقِيلَ: إِنَّهُ سَرَقَ، فَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَيْ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَاكْمَدَّ كَأَنَّمَا ذُرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ غَيَّرَهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: أَسْفَفْتُ الوَشْمَ.

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس. 

من كتابي : مع الحبيب المصطفى.



* النظام الدقيق للأكوان بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 * النظام  الدقيق للأكوان:

 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) الملك: 

 أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) نوح.


*ولدت الفلسفة المادية وأعلنت أن جميع النّظم في الطّبيعة والكون كانت كالآلات ذات التّحكّم الذّاتي وأنّ الكمال والتّوازن فيها نتيجة الصّدفة. ولكن ، في هذه الأيّام ظهر خطأ  المادّيّة والداروينية ، وما يسمّى الأساس المنطقيّ ، وقد فنّد العلم هذه الآراء. (انظر : كذبة التطور ، لهارون يحيى ، طبعات Essalam ، باريس ، 2002).


*الاكتشافات العلمية للقرن الـ 20 التي تتابعت بسرعة في ميدان البيولوجيا والفيزياء الفلكيّة ، أثبتت أنّ الحياة والكون  قد أ ُنْشِئَا. في حين انهارت نظريّات الدّاروينيّة . وأكّدت نظريّة الانفجار الكبير أنّ الكون قد خلق من العدم. وأثبتت النّتائج أنّ  هناك تصميمًا دقيقًا ومثاليًّا في العالم المادّيّ وهذا ما دحض قطعًا آراء المادّيّين.


*وبالنظر إلى الاحتياجات اللّازمة لظهور الحياة ، ونحن ندرك أنّ الأرض فقط تستوفي الشّروط  لكي تكون هناك بيئة مواتية للحياة ، يجب توفّر ما لا يحصى من الشّروط المتداخلة. وهناك بعض مئات البلايين من المجرّات ، تحوي كلّ منها في المتوسّط مئات المليار من النّجوم.

 فكم يُتوقّع من بيئة  تشاكل البيئة المتوفّرة على كوكب الأرض؟.


*من"الانفجار الكبير" إلى القيم المادّيّة من الذّرّات ، و المستويات الأساسيّة الأربعة من مستويات العمليّات الكيميائيّة من النّجوم ، ونوع  الضّوء المنبعث من الشّمس إلى مستوى لزوجة  المياه ، والمسافة بين القمر والأرض ،إلى مستوى الغازات في الغلاف الجوّيّ ، والمسافة من الأرض إلى الشّمس مع زاوية الميل في مدارها ، والسّرعة التي تدور بها الأرض حول محورها ،إلى مهامّ المحيطات والجبال على الأرض ، كلّ التّفاصيل مصمّمة بطريقة مناسبة لحياتنا.

 اليوم ،يسمّي العلماء هذه الظّاهرة الخارقة "من حيث المبدأ الحتميّ" و "التّنظيم الدّقيق" : هذه المفاهيم تلخص جوهر الكون ، حتّى في أصغر التّفاصيل قد رتّبت بعناية لجعل الحياة ممكنة . وبالتالي فالكون ليس كومة من الموادّ المرتّبة عشوائيًّا ، بدون غاية وبدون تنظيم .


*وتلفت الآيات السّابقة الانتباه إلى قياس التناسق في خلق الله. وتفيد كلمة"تقدير" ، معنى التّصميم ، والقياس ، والإنشاء بمقدار" وتستخدم في آيات قرآنية ، مثلًا في الآية 2 سورة الفرقان( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) الفرقان): وقد وردت كلمة "طباقًا"للدّلالة على معنى "التّناسق" في ثلاث آيات : من سورة "الملك "وفي الآية 15 من سورة "نوح".وعلاوة على ذلك ، فقد كشف الله في سورة "الملك" ، عن المعنى المخالف (المضادّ) باستعمال كلمة"تَفَاوُت"،الحاملة لمعاني" الانتهاك ، وعدم المطابقة ، والفوضى . أي على العكس من ذلك ، أن هؤلاء الذين يسعون للتّنافر لن يكونوا قادرين على إيجاده.

 

*مصطلح "الضّبط الدقيق" الذي بدأ استخدامه  في أواخر القرن الـ 20، يمثّل الحقيقة التي وردت في آيات قرآنية.

 وخلال الرُّبع الأخير من القرن الماضي ،  أظهر العديد من العلماء والمثقّفين أنّ الكون لم يكن نتيجة الصّدفة. بل مصمّم تصميمًا و منظّم تنظيمًا يسمح، في أدقّ تفاصيله، بتوفّر الحياة البشريّة. (انظر : خلق الكون ، هارون يحيى ، آل Attique الناشرين ، كندا ، 2001). وكثير من الخصائص تبيّن بوضوح أنّ الكون قد نشأ خصّيصًا لدعم الحياة. 

وعالم الفيزياء ثكارل جيبرسون "يوضّح ذلك:

((-في السّتّينات ،  أدرك بعض علماء الفيزياء، إثر ملاحظاتهم،  أنّ الكون قد نُظّم بعناية بحيث يسمح بوجود الحياة البشريّة.))


* أشار الفيزيائي الفلكي البريطاني ، البروفيسور ف.جورج إلى هذا الانسجام الدّقيق في هذه المصطلحات : 

((-يوجد نوع من القوانين تجعل هذا التّعقيد ممكنًا.)) 


حمدان حمّودة الوصيّف... تونس. 

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة



تفاحةُ طروادة بقلم الكاتب محمد مجيد حسين

 تفاحةُ طروادة

‏"البرهنة على الحقيقة غير كافٍ، يجب إغواء الناس باعتناقها" فريدريك نيتشه.

ها أنا ذا مُتشبثٌ بدفء الماءِ في زحمة الفيافي أقرأُ "أعراس الماءِ" لأم الزين بن شيخة، وما بين العرس والعرس ثمة عطشى يلهثون خلف مواكب الحناء.

هنا لنتمعن في الأثر الذي قد ينبثق من نصوص ديوان "أعراس الماء" 

هنا ثمة أسئلة تُطرح:

هل استطاعت الشاعرة الخروج من النمط الشعري الحديث الذي تأسس في بيروت على يد جماعة "مجلة الشعر" في خمسينيات  القرن المنصرم:

 السياب.. أدونيس.. أنسي الحاج...

وهل في ثنايا النصوص ما يمنحنا بعضَ الفضاءات التي من شأنها تنظيم العلاقة بين المرء ونفسه وبينه وبين الغيب؟

وهل فتحتْ ندى النصوص شرفات جديدة في ذواتنا، أم سارت في ذات المنحى الذي سلكه الشعراء العرب على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن؟

 هنا سنحاول تسليط الضوء على مكامن اللذة في الديوان من خلال الغوص في عنوان الديوان وقراءة أحد نصوصه.

لو آثرنا رصد رواسب الروائح التي تنبع من نصوص الديوان قد نصل إلى محصلة فحواها: لا موطئ قدمٍ لقبح العالم في حضرة أعراس الماء المتعوبة عليها والمنبثقة من شجرة معرفية مُدركة بعمق ضارب لأهمية توظيف الجمال في مواجهة نظام التفاهة الذي يقود العالم وفقاً للفيلسوف الكندي المعاصر" آلان دونو" 

ثمة تحقيقات كثيفة في جوهر العمل الإبداعي تهدف إلى بث السكينة وتخفيف حدة القلق القادم من الرقمنة، ومن خلف النوافذ والستائر المنبثقة من الفضاء الأزرق.

 أعراس الماء صرخة تأتينا بتواتر وهندسة أستطيقية غارقة في البحث الدؤوب لتحصين ما يمكن تحصينه.

ثمة باقة قبلات دافئة تأتينا من مخيلة الشاعرة أم الزين بن شيخة رافعةً شعار إبرة وخيط لترقيع المزيد من بؤس العالم.

"أعراس الماء"

العتبة تأخذنا نحو الراقد بسكينة هنا ببهو الماء الذي يُعد جوهر الحياة. 

"أعراس الماء" مدلول سيميائي على أعراس الحياة.. تحت سطوة نظام التفاهة تفوقت الجنازات على مختلف أشكال البهجة.

لنأخذ أحد نصوص الديوان: "جبل من الماء المقدس"

ثمة تماوجات في عنوان النص تقودنا صوب العميق من عمق "أعراس الماء"، ولنقرأ النص معاً:

جبل من الماء المقدس

 يركع لسواد الليل في عينيها ..

وحرف صغير بين يديها

جاءت ترسم الفجر باكرا...

وفي البال أغنية 

لهدهدة الصقيع .  ..

ومدينة بلا أسئلة...

نهار طويل وقيامة بلا آلهة..  

وطوابير...

وأصوات الراحلين تركض 

في غبار الوقت المكفن بالتراتيل...

جاءت ترسم الفجر باكرا...

وفي قلبها طفلة باكية...

من عمق الربيع..

جاءت ترسم الفجر باكرا...

وكان الماء واقفا على شفة غيمة حزينة..

ووردة ثكلى بين نهرين عاشقين..

جاءت ترسم الفجر باكرا..

تراود العطر على الشذى...

والياسمين يرقص في يد ربة شرقية..

مزقت فساتينها على وجه سفرجل يتيم..

زغاريد واهازيج وشفاه ممنوعة من المستحيل...

وطن يهزم الأفق

ويعود إلى أعراسه القادمة من جهنم..

وتفاحه تقضم  ضحكتها الأولى

كي تولد سماء من الحلوى 

في ابتسامة طفل صغير....

أم الزين بن شيخة 

"جبل من الماء المقدس" عنوان أبستمولوجي يرمز إلى جوهر الكائن البشري، فالماء هو الحياة، والمقدس هو العقل وفقاً "لأيمانويل كانط"، والجبل رمز الشموخ.. هنا ثمة تجلية تقودنا نحو عمق بؤر الكينونة، لنتدارك امتداد الماء في بهو القصيدة التي تدعونا إلى جملة من ولائم جمالية تنبثق من رؤى غادقة في تشريح الملامح التي عليها تؤسس أجواء المشهد الأستطيقي التي بدورها تمنحنا القدرة على  استكشاف المُغيّب من المسرح الجمالي. 

"جبل من الماء المقدس" رابية تأخذنا في مسارات متباينة تمنحنا شرفات ومن زوايا مختلفة لبلوغ جوهر الحياة عبر فهم المراحل التي مرَّ بها الكائن البشري، والموورثات التي تغلغلت في نسيج شخصيته، منها ما تبدلت ومنها ما ذابت في سياق التطور بشقيه الطبيعي والقسري تحت سطوة الخطاب السائد في كل عصر وفقاً لمصالح الأقوياء.

 جبل من الحياة النبيلة تعرّضَ لفرمانات على امتداد التاريخ، وأخذ صبغة دموية مع ظهور الأديان والصراع الوجودي بينها، ومع مرور الزمن وقيام الثورة الصناعية في الغرب وصعود الطبقة الرأسمالية تحول الصراع إلى صراع طبقي في جغرافيات عديدة وخاصة في مطلع القرن العشرين أي مع الثورة البلشفية في روسيا القيصرية وتبوء الفكر الماركسي سدة الحكم، والذي عرف لاحقاً بالاتحاد السوفياتي، وكانت للحربين العالميتين دور محوري في انحسار مساحات "أعراس الماء" في معظم بقاع العالم.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اندلعت ما سُميَ بالحرب الباردة ما بين القطبين الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي، والتي هزت جبل الماء المقدس، وخلخلت شجرة الكينونة من جذورها.

وفيما بعد تم تفكيك دول الاتحاد السوفياتي، ونحن لسنا بصدد البحث في أسباب انهيار القطب الاشتراكي، وبات العالم يقوده قطب واحد الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا ظهرت أصوات تخشى من عودة الصراعات ذات البُعد الوجودي، وقد يأتي في مقدمة الأصوات المنبهة لخطورة هذا الصراع: المُفكر الأمريكي "صموئيل هنتغتون" في أطروحته الذائعة الصيت "صدام الحضارات" الذي أكد فيها فظاعة الحرب ذات البعد الثقافي والحضاري، وهذا ما أكدت عليه الوقائع لاحقاً. 

نستسيغ من هذا السرد التاريخي الوجيز حجم الويلات التي تعرضت لها "أعراس الماء" وبدوافع متعددة، ولكنها كانت تصب في ذات المصب، فهي نالت الكثير من روح وجسد أعراس الحياة.

ويزخر النص بالصور الشعرية ذات العمق المعرفي والبعد الأخلاقي،

لنأخذ مقطعاً من النص:

"وأصوات الراحلين تركض 

في غبار الوقت المكفن بالتراتيل 

جاءت ترسم الفجر باكرا 

وفي قلبها طفلة باكية 

من عمق الربيع" 

هنا ثمة فصاحة مغروسة ببعد سيكولوجي ينبثق من رؤى قادمة من علو ضارب في ذاكرتنا العميقة.

" أصوات الراحلين تركض" 

تشبيه ببوصلة وارفة: الراحل صامت!  فكيف يمكنه إطلاق أصوات راكضة؟! هنا تستعين الشاعرة بذبذبات قد تشكل نسيجاَ صوتياً وتدعمه بحركة تخلق في الفراغ جملة جمالية راسخة في الذهول لدى الآخَر المتلقي.

" في غبار الوقت المكفن بالتراتيل"

الغبار مدلول على ضبابية في الرؤية، والكفن صورة ملاصقة للموت، ربطهما بالترتيل صورة روحية، أي أن الصورة الشعرية مركبة، تبدأ بالغبار وتنتهي بالتراتيل، ومابينهما الوقت الملتحف بالكفن مدلول حازم للموت، وتكمل شاعرتنا أم الزين:

 " جاءت ترسم الفجر باكرا

وفي قلبها طفلة باكية

من عمق الربيع" 

هنا ثمة تضاد شاهق يكمن في رسم الفجر وبين الوقت المكفن، أي أن الشاعرة ترى بالنهاية بداية البدايات من خلال التأكيد على رسم الفجر باكراً الذي بالأساس هو بداية اليوم، وقد  أضافت إليه "باكرا" لتزرع في ذهن القارئ مشهداً من الرقمنة، فالحياة الحديثة قائمة على السرعة، لذا تطَلّبَ إضافة باكراً لاسم الفجر.

لتكمل شاعرتنا "وفي قلبها طفلة باكية من عمق الربيع" 

وفي القلب طفلة تبكي في الربيع والذي من المفترض أن تكون مبتهجة فيه: هنا تبينُ لنا الشاعرة سيرورة الكائن البشري عبر هذا المشهد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.

هنا غبار وكفن ..

وهنالك فجر وطفلة..

تتراءى في المقطع السابق الفصول الأربعة التي يمر بها الكائن البشري، حيث استطاعت المبدعة أم الزين بن شيخة خلق كثافة في متن ذو عمق وتدي متشعب عبر بوصلة سيميائية غادقة تعكس مساحات التأمل في الزمن الكتابي. 

لننتقل إلى مقطع آخر:

 "وكان الماء واقفاً على شفة غيمة حزينة..

ووردة ثكلى بين نهرين عاشقين.." 

هنا ثمة دعوة شاهقة للمتلقي ليُبحر في تأملٍ متعدد الدلالة، الماء واقف والإطار الحاضن يكتنفه ألم، أي أن الحياة هنا تبحث  عن من يستحقها، هنا ترمز الشاعرة  إلى انخفاض مساحات عشاق الحياة مع نمو المد المعادي للحياة والمتمثل هنا ببروز الفكر المتطرف وسيطرته على عقول العامة في عديد الجغرافيات هنا في شرقنا المأزوم، لذا  الماء يقف على شفة غيمة، وهي بدورها تعيش حالة من الخيبة، فالحزن له منابع عديدة، قد تكون الخيبة هي ما تبوأت ذهنية الشاعرة في الزمن الكتابي.

" ووردة ثكلى بين نهرين عاشقين.." 

كيف يغدو الورد بمكان الأم التي فقدت أعز شخص على قلبها، قد يكون وحيدها أو وحيدتها.

 متى يمكن للوردة أن تبكي بتلك الحرقة المريرة؟ على الأرجح لن تبلغ هذا المبلغ إلا إذا فقدت آخر معاقل آمالها، فقد تكون فاقدة حتى بصيص أمل يمدها، أي أنها لا ترى بذور الورد من حولها.

" وردة ثكلى"  مؤلم أن تبلغ الخيبة هذه الدرجة من الوجع.

 وتكمل المشهد الاستثنائي بين نهرين عاشقين، فالماء رمز للحياة، وفي النهر ثمة مواكب من أعراس الحياة تجري في نهرين عاشقين، وكأننا أمام دار للأوبرا بدون أن تستطيع جذب اهتمام سامعها.

الماء واقف 

غيمة حزينة 

وردة ثكلى 

وعشق النهرين ..

وكأنه حتى في قلاع الحياة تفقد أعراس الماء المزيد من روحها، هنا يمكننا تشبيه هذا المشهد بما جرى في أفغانستان بعد عقود من الصراعات والحروب، حيث اختار الشعب حركة طالبان المتطرفة  ورفضت  مفاهيم العصر التي تمنح الكائن البشري المزيد من الحرية والكرامة، وفي تاريخنا المعاصر عديد من الأمثلة على تقهقر أعراس الماء أمام أعراس القتلى.

لنتتقل إلى مقطع آخر من النص:

" ويعود إلى أعراسه القادمة من جهنم 

وتفاحة تقضم ضحكتها الأولى 

كي تولد سماء من الحلوى 

في ابتسامة طفل صغير" 

ثمة تأمل في بياض قادم من الجحيم:

الأعراس هي رمز للبهجة، والماء محور للحياة.. كيف تأتي من الجحيم وهو رمز للسواد؟!

 هنا تدعُونا الشاعرة أم الزين إلى تفعيل طاقاتنا البيضاء من خلال فتح فضاءات التأمل لتؤكد لنا بأن في عرين الألم ثمة ابتسامة قد تتاح وفقاً لنظرتنا للعالم.

" تفاحة تقضم ضحكتها الأولى " 

في الموروث الديني التفاحة تسببت في هبوط آدم وحواء إلى الأرض،  وفي المنظور العلمي والتاريخي لها عديد السرديات، ربما أشهرها تأثيرها الجم على حرب طروادة ذائعة الصيت وفقاً للسيرة الأسطورية، إذ كانت التفاحة السبب المباشر في تلك الحرب.

 تفاحة "تقضم ضحكتها الأولى" أي أن في بداية تناولنا لها تعتري البسمة ملامحنا ولكنها قد تكون بسمة مرفقة بشد عصبي قد يؤدي إلى تباينات متضاربة في سياق معرفي جمالي متعدد الأوجه. 

تنهي شاعرتنا أم الزين نصها 

" كي تولد سماء من الحلوى 

في ابتسامة طفل صغير" 

تخبرنا شاعرتنا بأن في ابتسامة طفل ما يكفي ليغدو العالم آمناً موغلاً بالكينونة.

 سماء من الحلوى مرآتها ابتسامة طفل صغير، هنا يمكننا أن ندرك أهمية زاوية رؤيتنا للعالم والتي على متنها تبنى سعادتنا، أي أن السعادة تكمن في دواخلنا لنصل إلى الحكمة الفلسفية: "الإنسان هو صانع ظروفه التاريخية".

"جبل من الماء المقدس"

قد يصل القارئ الحصيف إلى حجم التحولات داخل ذات الكائن البشري، حيث قد تتحول البراءة إلى شراسة، والقوة إلى نقمة، والإدراك إلى ألم عميق.

ديوان "أعراس الماء" في معظم أجوائه يزخر بالنصوص الدافئة والثرية عبر لغة متقنة حداثية، ومن خلال هذا النص الذي تناولناه "جبل من الماء المقدس" نستطيع الولوج إلى مكامن الإبداع في عالم الفيلسوفة والروائية والشاعرة أم الزين بن شيخة التي تمتلك ما يؤهلها لنثر بذور الجمال في مواجهة قبح العالم.

ديوان أعراس الماء عمل إبداعي يمكننا وضعه في مصاف الأعمال المأهولة بروح الحياة والملتحفة بحرير المعرفة المنهمرة من ذاكرتنا العميقة.

أعراس الماء يستحق منا وقفات نقدية على نطاق أوسع في قادم الأيام.

محمد مجيد حسين

كردي - سوري



أسميتك نبضي...! بقلم الكاتبة ناهد الغزالي/تونس

 أسميتك نبضي...!


أمهّد للمرايا حكايات عشق طازجة،

لا مكان لغبار الفقد،

و لا لظلام يُزرع الدمع على الوسادات!

شرقيّ...! نعم... لكن مثلي أرهقه أنين النايات 

و غفت على أنامله عدة خيبات!

يحكي للشمس عن ضحكة عيناي

فتشي لي بلهيب الشوق في تفاحة قلبه

الشذيّة!

و أترجم للقمر تمتمات قلبي

فينفقها نورا!

على كتف المساء نلتقي، 

نخيط ثوب العشق من حرير الجنون!

نلقي سويا بقايا الملل 

و بطبشور اللهفة نخط

حدود مملكتنا!

لا مكان للصفحات القديمة بيننا،

مزقها مارد الوفاء 

وتفنّنت رياح عشقنا في بعثرتها...!

اغلق ستائر البؤس

و سألقي منديل الدمع! 

هنا بجعات الشوق تصفق بأجنحتها،

و سنابل الحبّ راقصة على وقع

خطواتنا...!


ناهد الغزالي/تونس


الخميس، 17 يوليو 2025

بَرنَامَجُ حُكمِي بقلم الشاعر محمد جعيجع

 بَرنَامَجُ حُكمِي : 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

لَيتَنِي كُنتُ رَئِيسًا لِلبَلَدْ ... 

أَوَّلُ الحِرصِ عَلَى دِينِ الوَلَدْ 

فَأُرَبِّيهِ لِكَونِي مُسلِمًا ... 

بِخَلَاقٍ حَسَنٍ طُولَ الأَبَدْ 

وَأُرَبِّيهِ عَلَى التَّوحِيدِ فِي ... 

كَنَفِ الإِسلَامِ وَالدِّينِ لِغَدْ 

وَعَلَى نَهجِ وَهَديِ المُصطَفَى ... 

أُنشِئُ الاثنَينِ عَلَى المُعتَقَدْ 

رَجُلًا وَامرَأَةً أَجعَلُ مِنـ ... 

هَا وَمِنهُ قَائِدًا خَيرَ العَضُدْ 

جَاعِلًا مِنهُ وَرِيثًا صَالِحًا ... 

وَزَعِيمًا حَاكِمًا بَعدِي البَلَدْ 

وَأَنَا مَا قُلتُ خَلُّوهُ وَدُو ... 

نَ انتِخَابٍ مَعَ تِكرَارِ المُدَدْ 

وَوَرِيثِي بِاقتِرَاعٍ كُلَّ دَو ... 

رٍ بِكُم أَنتُم بِصُندُوقٍ وُجِدْ 

فَإٍذَا حَادَ طَرِيقَ الحَقِّ عَن ... 

عَمَدٍ، فِيهِ انصَحُوهُ فِي رَشَدْ 

قَوِّمُوهُ بِاحتِجَاجٍ بِالتَّظَا ... 

هُرِ سِلمًا دُونَ إِضرَارِ البَلَدْ 

فَإِذَا عَادَ إِلَيكُم نَادِمًا ... 

عَن طَرِيقِ الغَيِّ وَاللهَ عَبَدْ 

تَائِبًا تَوبَةَ حَقٍّ فَاجعَلُو ... 

هُـ لَكُم بَعدِي رَئِيسًا لِلبَلَدْ 

أَبَدًا مَا كُنتُ أَعنِي وَلَدِي ... 

بِالضَّنَا بَل وَمَعَ الغَيرِ اتَّحَدْ 

بَعدَ حُكمِي.. بَعدَ مَوتِي سَتَقُو ... 

لُونَ: "هَذَا الشِّبلُ مِن ذَاكَ الأَسَدْ" 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر – 15 جويلية 2025م



فصل من رحلة موت..../ الغابة السوداء بقلم الكاتب ليلى المراني / العراق

 فصل من رحلة موت..../ الغابة السوداء

ليلى المراني / العراق


يوم ونصف في غابة مرعبة ، تسمّى الغابة السوداء، من يدخلها لا يخرج منها.. وإن خرج ففي أحسن الأحوال بساقين أكلتهما ( الكنكرينا ) وأنا القادمة من أرض نخيلها الباسقات، بساتين تلعب بها الشمس نهاراً، والقمر يغفو على سعفها ليلاً.. 

ثلاثين كنّا, وولداً صغيراً في الرابعة،  ترك أخاه وأمَّه هناك في أرض النخيل، وجاء مع والد يسعى للمّ شمل العائلة بواسطته.. 

نهاراً.. والضوء لا يزال يغسل ثلوجاً تغطّي أرض الغابة.. شهر شباط البارد كان، وعواصفه الثلجيّة تركت آثارها على قمم أشجار عملاقة تنتصب متراصّة كثيفة، وثلاثون وطفل يركضون بلا وعي خلف صفير مهرّبَين، يميناً وشمالاً.. شرقاً وغرباً،  صلة الوصل بينهم وبين المهربين أحد أعمام الطفل أحمد، يعرف لغتهم، واتفاق مبرم بينه وبينهم على نغمة صفيرٍ معيّن, وتوصيّات وشروط نلتزم بها كي نتفادى الأخطار والمفاجآت؛ أن نبتلع حتى همساتنا. في سيرنا يطلقون صوت طائر معيّن نتتبّع مصدر الصوت، نركض بكلّ ما استطعنا من سرعة، تبدو كالزحف حتى لا يشعر بنا أحد.. 

وصل بنا الإنهاك حدّ انقطاع الأنفاس.. يوم ونصف ولقمة خبز، وجرعة ماء باتت حلماً.. أمل كان يعطينا جرعة من القوّة، نحن المنهكين في محطّات سابقة، وهذه ما قبل الأخيرة..

خمسة عشر كيلومتراً ونصل إلى الطرف الآخر من الغابة السوداء، ثم خطوة أخيرة وتتلقّفنا أرض الأحلام..

العرق يتصبّب أنهاراً ونحن نركض بعشوائيّة، كأنّ ذئاباً جائعة تطاردنا.. أحفن من الثلج الملوّث بفضلات حيوانات مجهولة، أضع بعضه في فمي الجاف، وتحت بلوزتي أضع ما تبقّى.. 

نتوقف للحظات، وقد تقطّعت أنفاسنا.. نرتجف برداً.. تصطكّ أسناني فأتخلّص من الثلج الملتصق بصدري.. الظلام يتسلّل بسرعة مذهلة، فتزداد الوحشة وحشة..ويزداد الصمت كثافة، وخوفنا يزداد عمقاً ورهبة ونحن نمسك بأيدي بعضنا، حتى لتكاد أظفارنا تنغرز في اللحم، خشية أن نفقد أحدنا، أو يسقط آخر في إحدى الحفر.. نركض ونلهث.. نتصبّب عرقاً، ثم نرتجف برداً وخوفاً، وأحمد الصغير تتناقله أيادي عمَّيه وعمّته حين يعيى الأب عن حمله. عجبت لولدٍ بهذا العمر الصغير يكاد يقطع أنفاسه خشية أن تسمعه أوراق الأشجار العملاقة.. مرتعباً في تماسك، يشير بإصبعه إن تحدّث اثنان همساً، يوشوش: اسكتا.. للغابة آذان صاغية.. وشياطين متخفّية تنقل الأصوات إلى الناحية الثانية.. 

آه.. أهمس مؤكدة: وللصمت الثقيل المطبق هدير تحمله أجنحة الشياطين إلى خفر الحدود..

أوامر صدرت لنا أن نبيت الليلة في الغابة، ومبكّرا في الصباح نقطع الجزء الأخير منها، في انتظار سيّارات صغيرة تنقلنا إلى المرحلة الأخيرة من رحلة الموت.. سرعان ما افترش المهرّبان أوراق أشجارٍ ضخمة تشبه أوراق شجرة الموز، وناما مسافة منّا، قال أحدنا: لا تناموا.. الثلج سيجمّد أطرافنا إن نمنا على الجليد.. داوموا على تحريك أرجلكم.

قال آخر: ليُصلِّ كلّ منّا صلاته.. 

وصلّى المسلمون وقوفا، والمسيحيّة الضخمة صلّت جالسة في صمت، وأنا همستُ بخشوع: يا ربّ ساعدني حتى أدخل الحدود.. ولو  متّ لا يهمّ..  سيحصل أولادي على الإقامة ..

هكذا صلّيتُ, وهكذا صوّرت لي سذاجتي.. أحدهم همس باكياً: اشتقت لأكل أمّي.. كباب, وشاي على الفحم.. 

شابّا كان لا يزال في مقتبل العشرين.. أنياب البرد أخذت تنغرس في أجسادنا شبه العارية، بعد أن تخلّصنا من معظم ملابسنا ونحن نركض.. ارتجف أحمد بشدّة.. خلع بعضهم ما يستطيع وغطّاه، وإذا بحزم من ضوءٍ مخيفة قادمة من الجحيم، أضاءت دياجير الغابة القاتمة وجعلتها صباحاً.. تتحرّك كألسنة شياطين هوجاء في جميع الاتجاهات.. تختفي وتعود ثانية، وثلاثون وطفل في الرابعة يرتجفون هلعاً.. يتوسّدون الثلج. ما أن تمدّ حزم الجحيم ألسنتها.. حتى تحيل ليل الغابة المخيف إلى نهارٍ ساطع.. كان للصمت والترقّب، والجوع والعطش ما هدّنا جميعا.. 

وللمرّة الأولى نسمع صوت الصغير أحمد مكتوماً، باكياً.. بابا أنا جائع، وهو يشمّ رائحة قطعة خبزٍ أخرجتها المرأة الضخمة من تحت قميصها.. أعطته قطعة صغيرة، صبّتها لعنةً على أبٍ لم يفكّر أن يشتري شيئاً لابنه..

بكى الوالد صباحاً وهو يحتضن ابنه، وكنا نستعدّ لمواصلة رحلة الموت.. واصلوا انتم واتركوني مع ابني.. لم أعد قادراً.. لا أستطيع السير، فكيف أركض.. قال في ألم.. امتدت أيدٍ مسرعة ورفعت الطفل، وأخرى سحبت الأب، واثنان ساعداني لأكمل مشواراً لم أعد قادرة عليه.

في عربة لنقل الحصان، مربوطة إلى سيّارة بيضاء، تكدّست الأجساد المنهكة فوق بعضها.. صحت، وأنا أحسّ أن ساقي انخلعت.. أين ساقي؟ فقدتها.. قُطعت.. 

وآخر صوتٍ سمعته، يبدو أن المرأة ماتت..



عزف..على نرجس القلب..وبؤبؤ الروح بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 عزف..على نرجس القلب..وبؤبؤ الروح


الإهداء: إلى تلك التي أبرقت إليَّ أوجاعها..وحين تصفحتها..أسرجت دمي إلى شهقة العاصفة..


(كلما لاح بين المرايا..كهل جنوبي متعَب..عانقيني..ليس بين المرايا..سوايَ")


..منذ خمس عجاف..أبحث عنكِ

أكاد أصيح:ترى أين أنتِ!؟

ويتوه الصّوت 

         سدى في الدروب

وفي غمرة الغيب أهذي:

لِمَ.. أسقطتني القوافل من دربها

     ِلمَ.. لمْ تصل ومضتي للمرايا

لِمَ..بعثرتني الفصول..

   بين شتيت المدى

والوصايا..؟

وأظلّ أمارس وهمي..

     وأرسم على صهوة الرّوح

ملامحَ جرحي

إلى أن يعبرَ القلبُ بوابةَ العمر

لكنّني..أبدا لا أراك..!

* * *

هاهنا يجترح الغيم أحزانه

      تجيء البروق وتمضي

تبحث في أعين العاشقين

عن غرّة الفجر..

وتستطلع الصّبح 

                  في شهقة العابرين..

وأعيد السؤال:تُرى..هل أضعتكِ..؟!

أم أراني أسافر خارج الظل

. .ليهجع القلب في صمته

     ريشة في مهب الهلاك..

* * *

إلى أين تمضين

              في مثل هذا الفراغ العظيم..؟!

وكيف أظلّ وحيدا أتهجّى..

همس خطاك

وكيف لي أن أحتفي بالماء

                في لجّة البحر

وكل النوارس تسرج أشواقها

 للرحيل..؟!

..ههنا يبحث الغيم عن دمع زيتونة 

أهملتها..الحقول

ويطرّز من أدمع العاشقين 

وشاحا

للذي سوف يأتي..

كما لو تجيء الفصول

      بما وعدته الرؤى

لكن..ترى..

                  ماذا سأقول

   إذا جاءني الماء والملح

بأشرعة مزقتها السيول؟!

-ربّما لن يكون الذي ينبغي أن يكون-

وربّما لن أضيء زمانا جديدا..

          على شرفة في يديك

وربّما قد أرشف من مهجة العمر..

كأس المساء الأخير..

أو قد أظلّ

أبحث عنك في ما اعتراني من العشب

والطين

والدّمع

وأطرّز عمري فصولا 

          على راحتيْك..

ويغفو الوجْد في غربة الغيب

          يهفو إلى عطر صداك..

وتمرّ غيومك جذلى..

          تلامس نرجسَ القلب

لكنّني..أبدا لا أراك..


محمد المحسن



شذرات من دفتر الحزن بقلم الناقد والكاتب الصحفي ( محمد المحسن)

 شذرات من دفتر الحزن ( محمد المحسن)  

 

كتب عني نجلي-رحمه الله-فقال..


تصدير : في الحياة قد تخسر حلما،وقد تفقد أملا..وقد تتنازل عن أمنية..لكن كن حريصا ألا تخسر أبويك أبدا..


 لم يكن أبي يوما ما..رجلا عادياً..

شعره أبيض كلَبن أمي..وقلبه أكثر بياضا من العدم..

ولكن..

في كل المرات التي أربكتني الدنيا بمواقفها الموحشة وجها لوجه،أو أشاحت بوجهها عني..وأوغل ليلي في الدياجير..كنت أختبئ خلف ظل أبي..وأطل عليه من خلف نوافذ الروح..وكهوف القلب،وهو يلهث خلف الرغيف..سائرا حافيا على ثلج الدروب كي لا ينال الجوع منا..

وها أنّي أراه ملتحفا بالغياب يتراءى وبإلكاد يرى لا سيما في الأيّام الشتائية الماطرة حين السحب تترجّل على الأرض ضبابا،كثيرا ما كنت أراه..قد يكون الأمر مجرّد أوهام بائسة ورؤى منهكة يكتنزها اللاشعور لكنها تنفلت أحيانا من رقابته،كي تتحوّل إلى نداء خفوت يمجّد الحقّ ويناصر العدل.. 

أحتاج أبي بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف..أحتاجه لألعن في حضرة عينيه المفعمتين بالآسى رجالا أكلوا من جرابه وشربوا من كأسه واستظلّوا بظلّه عند لفح الهجير..لم يبخل عليهم بشيء وعلّمهم الرماية والغواية والشدو البهي..واليوم تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض لينهشوا لحمه وحروف إسمه..!

سأكتب عن طفولتي التي لم تكتمل بعد،وسأرسم  على سديم الدنيا تواريخ رجال أتقياء ما هادنوا الدّهر يوما..رجال تشرق مكارمهم وتتجلى ورعا  وإيمانا..من المؤكّد أنّ والدي منهم..والدي الذي يخوض تجربة الحياة بمهارة..ظلاله ستظل ممتدة من الجغرافيا إلى ارتعاشات القلب..ستظل هنا على عتبات الرّوح مثل رفّ جناح..

طفولتي شائكة ومتشعّبة مثل صبر أبي تماما،وكياني مكتظّ بالوجوه والذوات..

مرّ غيم الجوع،ولم يمرّ جوع الأرض..ظلّ جاثما على الرقاب..والدي كذلك سيظلّ يرتّل صلواته جهرا وأنا أسمعها-فجرا-كلّما مرّت رياح الجنوب بحذوي..أوكلما صهل الخراب في داخلي..

آه يا والدي..سأبقي المصابيح موقدة في فيض الصباح..مصالحة بين صحو الصباح وصحوي..وأبقي رياح الجنوب بوصلتي  ودليلي..وأسأل عنك وأنت تراقص الرّوح في زمن الجدب..يوم كانت المحيطات تنام بحضنك..وما زال ثوبك يخضرّ من مائها..!

أحاول جاهدا إعتلاء عرش المحبّة والدّعاء..أجاهد كي أتدرّج بتقوايَ من مقام الدهشة الأولى إلى الإشراق في آيات الله وأهمّ بالنجوى،حديث الرّوح في أسفاره الكبرى،حصى التسبيح.

ها أنّي أسبّح ،لكنّ أسماء اللّه لا تعدّ..وها أني أدعو لأبي خيرا كي لا تنال المواجع منه..

امسك بقلمك جيدا-يا والدي-وتمترس خلف خط الدفاع الأول عن الأرض والعرض والوطن..فهذا زمن الخسارات الكبرى..زمن الهزيمة والإنكسار..وأرجو من الله..أن لا تسقط...أن لا أسقط*..

ولك ولبلادي سلة ورد..وباقة من التحايا.. 


غسان المحسن-رحمه الله-


*قال إبني-رحمه الله-في سياق حديثه عني " أرجو من الله..أن لا أسقط " لكن نجمه سقط في الأفول ذات زمن دامع،بعد أن استرددت برحيله حقي في البكاء..



ثلاثية قصيرة جدا بقلم الكاتب رياض انقزو

 ثلاثية قصيرة جدا


 حنظلة


1) خيانة


الحجر الذي لازمك، وبات يؤرق الاعداء...بدأ يتهاوى.


2) صمود


تهاوى الحجر من يدك...ارتعد الاعداء.


3) خلود


حين تهاوي الحجر من يدك، انتظروا استسلامك، شرعوا في خفر خندق عميق...لكنّه كان أضيق من أن يحتويك.


رياض انقزو


مساكن/ تونس

الدور عليك بقلم الشاعر .. غانم ع الخوري ..

 .      الدور عليك


ظلمتني الأيام والدهر قسا وتجبر

فقدت الشعور والجسم مني تحجر

 الجار يأكل جاره يغرس سكينه بالصدر

وكأنه إزميل نحات يحفر بالصخر

 قد آلمتني يارفيقي أنت والقدر

اتقوا الله حنو عليً يابشر

 ياجار ساعدني أعاونك 

فنحن سوياً إذا الدم انهدر

 ربما تظن أنها ساعتي اليوم 

ويكون هذا بذهنك قد حضر

 لا و ألف ربما إنني اليوم الضحية 

لكن أنت لست بمعزل عن الخطر


.. غانم ع الخوري ..



يا غزالا بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 يا غزالا


يا غزالا   يختالُ     مذْ   كانَ       غِرّاً

بضميري   وخُصَّ     للقلبِ     نبضا


لكِ    بين الحسانِ  مسحةُ   حُسنٍ

جعلتْ    بعضهنَّ   يسألنَ      بعضا


وتحيَّرنَ      من     لحاظٍ       مِراضٍ

وإلى   غيرةٍ       دَعتْهنَّ        مَرْضى


عَبَقُ   الوردِ   منكِ قد  ظلَّ   يهذي

إن   طلبْنا   عبيرَهُا    كيفَ  ترضى ؟


طيبُ  أنفاسِكَ    استراحَ    شذاها

في  شهيقي أقامَ   لمْ  يهوِ     أرضا


كم    تمنَّيتُ  أنْ     تكوني    بقربي

من   زمانٍ    وعمرُنا     قد   تَقَضّى


متفانٍ     بقيتُ       فيكِ      أباري

وافترقنا    وجرحُ    ذكرِكِ    أمضى


قد  خَبِرتُ   النساءَ   شرقاً   وغرباً

وطرقتُ   الآفاقَ   طولاً      وعُرْضا


لم  أنلْ   من    لقائهنَّ    سوى  ال

حزنِ  وبؤسٍ إلى  المهالكِ   أفضى


وعلى   بسمةٍ   لعينيكِ   من  سبْ

عينَ عاماً قد عدتُ في العمرِ غَضّا


سوفَ   أبقى  أحنُّ    ما  دامَ    عِرقٌ

ليَ  حيَّا     يكون   حبك       مَحْضا


د. محفوظ فرج المدلل



يا الجرح الغائر في الحشا بقلم الكاتبة نهلة دحمان الرقيق

 يا الجرح الغائر في الحشا

في ترهات الزمن الغابر

في دروب العبارة المنتحرة

في الذكرى العنيدة الحائرة

في تضاريس امرأة أعياها اللظى

و تناثرتها رياح الغبن و الغدر

ماذا تغير في الجوى؟

أين راحت عبارات العشق و الهوى؟

مالكِ صرت إلى العدم ،إلى الردى؟

هلا رحمت قلبا من الأشواق قد اكتوى

يا سفينة الوجع أما اكتفيت مما دست؟!

أما ارتويت مما سفكت؟!

فكي أوزارك و ارحلي دون رجعة

فقد أشرق صبحي و نسيت الوجع 


نهلة دحمان الرقيق 

الاحد 13/07/2025



قناع الخديعة بقلم الكاتبة زهراء الركابي

 قناع الخديعة 


حينَ تُحاورُ الكذّابَ المنافِقْ

كأنّكَ تُلقي النورَ

في وجهِ مِرآةٍ مشقّقةٍ لا تعكسُ شيئاً

كأنّك تحاورُ الظلالَ

وأنتَ تَحترقُ بالشمس.


تقولُ الحقَّ…

فيجعلُهُ سيفاً

يَطعنُك به في خاصرتكَ،

ويضحكُ!

"ها قد فضحتَ نواياك!"،

يَصيحُ وهو يلبسُ قناعَ الملاك.


كلُّ صدقٍ في حديثكَ

يُصبحُ تهمة،

وكلُّ صمتٍ منك

يُصبحُ دليلَ إدانة.


هو لا يُنصتُ ليَفهَم…

بل يُنصتُ ليصطادْ،

كلامُه مِصيدة

ونظراتُهُ مَكر،

وصمتُهُ... اتفاقٌ سِرّيٌّ مع الكذب.


تحاوِرُه،

فتُصبحُ شريكا في الجُرمِ الذي لم تفعله،

وتخرجُ من المعركةِ

تعتذرُ عن الحقيقة

كأنها خطيئة!


في حضرتِه

كلّ شيءٍ ضدّك:

صراحتك،

نيّتُك،

دمعتُك،

وشجاعتك في أن تقول: هذا ليس عدلاً.


فلا تُجادلْ مَن جعلَ من الزيفِ عقيدة،

ومن النفاقِ منهجاً،

واخترْ سَلامَكَ على أنقاضِ خُذلانِه.


الكاتبة زهراء الركابي



استوت بقلم الشاعرة ليلى_السليطي

 استوت في خلوة الروح سماء تغفو حينا و تهيم احيانا بطيف سابح في الملكوت 

و استوت في عقد النجوم طفوة احلامي البريئة على سفح جبل هرم تفتت صخوره  في ليالي الشدو مع صراصير الليل حين تمددت على سرير العنكبوت...

كل الأماكن تسأل عن حقيقة وجودي هنا وهناك...بلا جدوى

كل السفن ظلت ترصد قدومي على ضفاف الأمل المعجون بين فكي الصحو و الحلم  الغافي على  لوح صنوبري قديم ينهشه السوس...

ما عدت  أرى في زوايا الأرصاد سوى غيوم صيفيه  تحملها رياح جنوبية تلهب اوراق الشجر وتسقط اغصانه  على منافذ العبور وتفتح شبابيك الانتظار...

وحين  اصعد لسفينتي يختل ميزان القوى بوجودي المحتم على ظهرها فيصبح السبيل إليك أمل وحيد  يشق  عباب البحر ...إلى ضفاف المجهول ...

كل الأحلام كئيبة مثلي...

كل المشاهد كثيرة الصمت...ولا ترى إلا في مناماتي...

لا موج  يجر  الحوت لابتلاع الهواء  حين يطفو فيعود ليغرق من جديد....

لا هسيس كلمات تشنف الآذان غير  زفرات الليل العميق الاسى ...

وصهيل الحروف المقطعة حبالها في صحراء أفكاري...

فيا أيها الجواد الذي يشق حوافر وحدتي الظلماء 

لكم أتعبني ضوء الصباح الفاتر فأنا مازلت  أشتهي أن أضم جوانح الطير لعش بات خاويا من نبضات تهز مرقدي

ولكم أشتهي أن أصنع من لحافي الدافئ  نصف حلم ألقيه على شباك غرفتي فلا يسمح بعبور الضوء البعيد إلا لمن يريد ...

فمن مثلي هنا يعشق سكون الكرى و ثرثرة القوافي في سطور الذكريات...

ويعشق تباعد الفواصل بين كلمات لا تحب التشبث بنون النسوة  ولا بتاء التأنيث و لا بالنصب و الضم لجنس أدمي 

ولا تعبأ بقوانين الطبيعة المجحفة 

ولا تمتثل لخوارزميات هذا الكون الفسيح

من مثلي  يريد أن يتجرد من حواسه الخمس كي يحضى بروح مرمريه غائبة الوعي عن الجسد الترابي

و عن لهفة الشيطان للحظات واهية  تهز عرشه ريح العطور

 و تحرك بطنه لهثة الخنازير ...

فدعوني لأشقى بحب في ساعات التأمل 

و التماهي بسبك خارطة العبور الى أبعاد خارقة لفتح بوابات العشق الابدي...

 دعوني فهناك  طيف قادم على صهوة جواد أبيض لونه يسر الناظرين  أراه يتسلق البرق و يتلحف النور و ينتظر لقاء من يحب بشغف الطفولة و حماسة البطولة ...

هناك شيء ما زال يتشكل بداخلي يمر عبر مرآة معكوسة على شمس قريبة جدا من نافورة الماء بساحتي

و يصعد إلي بدخان  كل ليلة  عند احتراق الشمعة على منضدة العشاء 

يذكرني بما لم أقله له في الصباح....

دعني  أذوب في كوب من الماء حين يبدا هتاف النبض يشتعل شوقا فيسمعني صوته في انحناءة الضوء على وجه الأرق...

لكن لن أخبر عيناه بكل هذا  حتى  يستوي البوح بالحنين و الحلم باليقين ...

و يغضب الليل من حديث الوجد بيننا 

حين يعلم سره

فيمحو اسمي من سجل  الاموات....

أحبك كما ترى بلا تفاصيل أذكرها 

ولكني أعشق ذاك الحب المستحيل 

والليل الطويل...

....

ليلى_السليطي



تغريدة الشعر العربي بقلم الكاتب : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 تغريدة الشعر العربي 

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

( وصايا الروح ٠٠!! )

الشاعرة و الكاتبة أنمار العبدالله


" ضبابي..

أنتَ المعنى المبلّل بالخفاء،

نُطفة فكرة لم يُؤذن لها أن تولد،

تتمطّى في رحم الصمت

كأنها ومضة خُلقت لتُنسى،

لا لتُقال ٠٠ "٠

( من نص تحت عنوان : ضبابي )

٠٠٠٠٠٠

في البداية عزيزي القارىء الكريم مازالنا هنا نحرص على تقديم أدب المهاجر العربي في المنفى منذ أن ظهر هذا النوع مع المهاجر اللبناني و السوري في مطلع القرن العشرين و قدموا لنا كتابات رومانسية و فلسفية تضاف إلى المكتبة العربية ، و صوت عربي مقيم في بلاد الغرب حيث الحرية و جمال الطبيعة و السعي على لقمة العيش ، و الشعور بخصوصيات الذات و غيره ، مما جعل هذا الأدب و الشعر له قالب و طابع خاص يتذوقه المطالع لهذا النوع مع الفن الجميل هكذا ٠٠

و شاعرتنا ( أنمار العبدالله ) بنت المقدس و الأرز ذلك الوجه العربي المبدع و المسافر إلى الغرب تلقي لنا بظلال تجربتها من عمق المنفى  ، من خلال معجمها اللغوي المتفرد في تصوير لوحتها التي تعانق فيها الأنا بين كبرياء و شموخ و زوايا الغربة و حلم العودة تلوح بالحب و بأغصان الزيتون في عبقرية لروح الزمان و المكان الذي يجسد عنوان هذا الإنسان المفترى عليه منذ فجر ضمير الإنسانية كما في منتجها الشعري - وصايا الروح - الذي له دلالات تطوف بقيم جمالية شرقية كمرايا تختصر رحلتها بين الشرق و الغرب ٠


أليست هي القائلة في موجز هذه الكلمات التي تترجم لنا خلاصة قصتها من رؤية فلسفية جمالية :

إنها قِصّتي…

وأنا من يُمسكُ بالريشةِ

عندَ السطرِ الأخير.


هي رقصتي…

أنا من يُبطِئُ الإيقاعَ

حين يثقلُ القلب،

ويُسكتُ الموسيقى

حين تكتملُ الرقصة.


* نشأتها :

أنمار العبدالله – كاتبة منفى، وصوت ذاكرة لا تنام ٠

أنمار العبدالله، كاتبة فلسطينية من لبنان، ولدت في لبنان عام ١٩٨٦ تقيم في ألمانيا منذ عام 2016 وتحمل جنسيتها. 

نشأت في بيئة اللجوء وعاشت تبعاته الوجودية والإنسانية، فانعكست هذه التجربة بعمق في رؤيتها للحياة، ولغتها، وكتاباتها.


درست علم الأحياء والعلوم الاجتماعية في لبنان، ثم تابعت تخصصها في العلاج النفسي بألمانيا، وتعمل اليوم في المجال الاجتماعي والإنساني، حيث تدمج بين خبرتها الأكاديمية ووعيها العاطفي في خدمة الآخرين.

- ديوان وصايا الروح ٠

-  فصول في الفلسفة الجمالية و التحليل  النفسي و القضايا الاجتماعية و هواجس المنفى ٠


* من شعرها :

تقول شاعرتنا أنمار 

في قصيدتها التي تفسر ملامحها من خلال حروف أسمائها التي تغازل المعني بين ظلال متاهات الواقع في فلسفة تعكس الانفعالات المتدفقة في حنين نحو المطلق الذي يجسد رؤيتها في تلقائية فتمضي تصبغ لنا بمشاعر صادقة مؤثرة التداخل الفني بكافة خصائصه :

كأنَّ الاسم مرآةٌ لا تعكسُ الوجه،

بل الأصل…

وكأنَّ الحرفَ حين يُقال،

يُفضي إلى ما هو أعمقُ مما يُسمع،

أبعدُ من الصوت،

وأقربُ إلى الروح.


وعلى نسقِ ما كتب درويش،

سأكتبُ—

لا لأُشبهه،

بل لأُشبه نفسي حين أنطقُ اسمي.


اسمٌ من خمسة أبواب،

كلّ بابٍ يُفضي إلى أنثى

لا تُشبه أحدًا…

ولا حتى نفسها.



ألف: أولُ البدءِ.

أنا الأنثى التي ابتدأت من السؤال،

أمشي على أعتابِ الغيم،

لا أُشبه سوى ظنّي بي.

أنا اشتعالٌ بلا موعد،

ارتجافُ أولِ شهقةٍ في القصيدة.

أنا… أنمار.



نون: نداءُ الناجين من الحريق.

نُضجُ الذين جاعوا للحقيقة،

نَوى شجرةٍ لا تموت،

نبوءةُ وطنٍ يهمس في المنفى،

ندبةٌ مستترةٌ في جبينِ المعنى.



ميم: مرآتي التي لا تكذب.

ماءُ حزني إذا نطق،

مرافئُ لمن فقدوا البوصلة،

مَدىً يحنو، مَدىً يثور، مَدىً لا يُقاس.

مجرةٌ صغيرة،تسكن خلفَ ضلعي الأيسر.



ألف (ثانية): عَودٌ إلى البدء، لا إلى التكرار.

أنا أختُ الريح إن نامت،

أنثى تسيرُ على اللغة حافية،

ولا تجرحها.



راء: رفيفُ قلبي حين أخاف.

رُؤايَ التي لا تُشبه الحشود،

رائحةُ الأرض بعد الغياب،

رماديةٌ أنا… لكنني أضيء.

رغبةُ الكونِ أن يتكلَّم.



أنا أنمار…

واسمٌ كهذا،

لا يُقال، بل يُكتَبُ كما تُكتَبُ القصيدة:

مرّةً واحدةً،

بكلّ ما فيها من اشتعال.

***

و تقول في مقطوعة أخرى تنسج صدى شخصيتها و مظاهر تلاحمها بين الضوء و الصوت و حركة الحياة التي تبعث الحزن و الفرح  من كافة الاتجاهات إلى الروح فتكتب نشيد الجمال المتدفق مع عودة النور :

تسألني عن ثباتي؟!


سأخبرك…


عبرتُ فم النيزك،

أقمتُ في لبّ نجمٍ حتى انفجر،

تحمّلتُ صوت الضوء

وهو يمزّق ظلالي طبقةً طبقة،

وفي أقصى الحريق…

احترقتُ بلا صوت،

كمن يتلاشى كي لا ينهار.


لم يكن الأمر مجرّد وجع،

بل تمدُّدٌ كونيٌّ للروح،

انفجرت في داخلي مجرّات من الأسئلة،

تصدّعتْ خرائطي القديمة،

وتبعثرت الجهات كرمادٍ تائه.


ثم…

لملمتُ رمادي بيدي المرتجفتين،

وقررتُ أن أُزهِر تحت جليد النيازك،

أن أُنبت زهرةً من لهبٍ

في فم العدم،

زهرة لا تخاف الاحتراق،

ولا تتوسّل المطر.


ربّيتُها كجناحٍ ينمو داخل صدفة،

جناحٌ شفاف…

كأنّه مصباحُ وجعٍ مضاء،

كلّما اشتدّ الألم،

ازداد نقاءه،

حتى رأيتُ من خلاله من أكون،

وأدركتُ — أخيرًا —

إلى أيّ الجهات

لا يليق بي أن أعود.


***

و نختم لها بهذه القصيدة الرائعة (أربعونَ عامًا ) و التي تطل لنا من نوافذها الشبابية ، كي تحصد فيها سنوات ربيع العمر الجميل نحو الأربعين حيث تتجدد تضاريس عبقرية الشخصية في ازدواجية مع الزمان و المكان كعنوان لهذا الإنسان المغني على وقع أوتار أنمار كقصة وجود فتقول فيها :

أربعونَ عامًا

سقطت دفعةً واحدةً،

كشجرةٍ هزَّها

خريفٌ بلا إنذار. 


كنتُ أركض

فإذا بي واقفة

أحدِّقُ في مرآتي،

كأنني أراها بعد انقراض الضوء. 


وجهي .. دفترٌ قديم

تجاعيدي .. فواصلُ من صمت

ندوبي .. خرائطُ نجاةٍ بلا طريق. 


استيقظتُ فجأةً،

كأنَّ العمرَ كانَ حلمًا مقطوعًا

كأنني نمتُ في صدري،

وصحوتُ في جسدٍ لا أعرفُه. 


الوقتُ مشى حافيًا،

لم يتركْ أثرًا،

لكنَّه سرقني. 


أين ذهبتِ الأيامُ؟

ضاعتِ التفاصيلُ،

كخرزٍ تكسَّرَ في خيطِ الذكرى. 


الألمُ؟

مرَّ كنسمةٍ. 


الفرحُ؟

عبَرَني،

دون أن يستأذنَ. 


هل عشتُ؟

أم كنتُ ظلًا لامرأةٍ

لم تُخلقْ بعدُ؟ 


أجمعُني الآنَ من رمادٍ،

ألملِمُ وجهي من زوايا الوقتِ

أتلمَّسُ صمتي

وأسمعُ صداه. 


أنا الآنَ،

أجمعُ عمري المبعثرَ،

في علبةٍ من وهمٍ

أفتِّشُ عني،

بين غبارِ الصورِ. 


نهايةٌ؟

ربما بدأتِ الآنَ.

فبعضُ النهاياتِ .. صحوةٌ،

وبعضُ الأعمارِ .. غفوةٌ 


هذه كانت قراءة سريعة في عالم الشاعرة و الكاتبة المبدعة أنمار التي تملك وجه الثقافة بكافة معطياتها في إطار مفردات معجمها الذي ينم عن عمق الفكر و الوجدان لرسم صورة مكتملة المعالم و الأركان فتقدم لنا لوحة متناسقة كبستان ورود تفوح منه جواهر الحقيقة دائما ٠

مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠



قُصِفَتْ دِمَشْقُ (للشاعر يوسف الحمله)

 قُصِفَتْ دِمَشْقُ (للشاعر يوسف الحمله) 

من بحر الكامل 


قُصِفَتْ دِمَشْقُ... فَمَنْ يُجِيبُ نِدَاءَهَا؟

                 وَالنَّارُ تَسْكُنُ فِي الـرُّبَـى وَالـدَّمُّ صَبْ


قَـصْـفٌ كَـأَنَّ الـغَـيْـبَ يَـكْــتُــبُ سِرَّهُ

                 وَالعُرْبُ صَمْتٌ، لَيْسَ فِيهِمْ مَـنْ يَهُبْ


مَــنْ ذَا يُـفَسِّرُ أَيَّ ذَنْــبٍ قَـــدْ جَــرَى؟

                شَعْـبٌ يُــحَـاصِـرُهُ الـدَّمَـارُ وَيَنْتَحِبْ؟


هَذِي سُيُـوفُ الـبَـغْـيِ فِي أَجْـنَـادِهِمْ

                  تَسْتَـعْـرِضُ السِّحْرَ المُدَجَّجَ بِالغَضَبْ


وَغُـدَاةَ تُـقْـتَـلُ فِـي الـمَشَافِـي طِفْلَةٌ

                 لَمْ تَسْتَطِبْ نَومًا، وَلَمْ تَخْشَ السُّحُبْ


هَــلْ كَـانَ مِــيــلَادُ السَّلَامِ خُــرَافَــةً؟

                أَمْ أَنَّـهُـمْ حِـيــنَ ابْتَغَوْهُ، أَتَوا العَطَبْ؟


مِـنْ بَــيــنَ نَــازِحَـــةٍ تَـئِـنُّ بِـكَـهْـلِـهَـا

                وَالشَّيْبُ فِي عَيْنِ الرَّضِيعِ قَدِ انْسَكَبْ


هِـيَ ذِي الشَّآمُ تُــذَادُ عَـنْ أَحْـلَامِـهَـا

                وَتُسَاقُ نَـحْـوَ الْمَـوْتِ يَـكْـتُـبُـهُ العَرَبْ


مَـا كَـانَ ذَنْـبُ الـطِّـفْـلِ حَتَّى يَكْتَوِي

                  بِـالـجُـوعِ وَالقَهْرِ الَّـذِي فَـاقَ العَجَبْ


مَـنْ ذَا أَصَـابَ بِـقَـصْـفِـهِ أَعْـصَـابَـنَـا؟

                مَا كَانَ يَضْرِبُ فِي الجُذُوعِ لِيَنْسَحِبْ


قَـدْ كَـانَ يُـرْجَـى أَنْ تَـصِـيـحَ ضَمَائِرٌ

                  لَـكِـنَّ صَـوْتَ القَهْرِ لَـمْ يَـعُـدِ الحَطَبْ


مِنْ بَـيـنَ سَاكِـتِـهِـمْ تَـخَـبَّـطَ فِكْرُهُمْ

                وَالبَعْضُ فِي وَجْهِ الطُّغَاةِ قَدِ انْسَحَبْ


مَنْ صَادَرَ الـحَـقَّ الْـمُـقَـدَّسَ عِـنْـدَنَـا؟

                 مَـنْ رَاوَغَ الْـحَـقَّ الجَلِيَّ وَمَـنْ هَرَبْ؟


مَـاذَا بَـقَـى لِـلــصَّــامِــتِــيــنَ بِــذِلَّـةٍ؟

                هَـلْ صَـارَ صَـمْـتُـهُـمُ لِأَعْدَائِي طَرَبْ؟


مَـنْ يَـحْـمِـلُ الـجُـرْحَ الكَـبِـيـرَ كَـأَنَّـهُ

                  وَطَـنٌ يُفَاخِرُ فِي الضِّيَاعِ وَلَـمْ يَعِبْ


إِنْ لَـمْ نَفِقْ مِنْ سَكْرَةِ التَّطْبِيعِ... مَنْ

                يَـرْجُـو لَـنَـا أَمَــلًا سَتَـلـفِـظُـهُ الكُتُبْ؟


قَـدْ نَـسْتَـمِـدُّ الـنُّـورَ مِـنْ ظُـلُـمَـاتِـنَـا

                   إِنْ كَـانَ فِي الأَرْوَاحِ مَــا زَالَ اللَّهَبْ


مَـنْ يَسْتَـذِلُّ الـنَّـاسَ فِي أَوْطَـانِهِمْ

                    يَـوْمًـا سَيَأْكُـلُـهُ الْـهَـوَانُ وَيَـنْـقَـلِـبْ


مَـا مِنْ طُـغَـاةٍ دَامَ ظُـلْـمُـهُـمُ...وَمَنْ

                    خَانُوا الَّذِي "لَا مَـوْلِـدٍ"...أَوْ يُنْتَسَبْ


وَسَيَـصْـطَـفِـي اللَّهُ الـجُـرُوحَ لأُمَّـةٍ

                  زَرَعَتْ صُمُودًا، وَاحْتَسَبْنَا وَاحْتَسِبْ


وَلَـرُبَّ نَفْسٍ فِي الرَّمَادِ... تَفُورُ فِي

                   يَـوْمِ الـجِـرَاحِ... بِـكُـلِّ أَلْـوَانِ الأَدَبْ


قُصِفَتْ دِمَشْقُ

بقلم الشاعر يوسف الحمله

16/7/2025



الثلاثاء، 15 يوليو 2025

ق ق ج " قرار " بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش - سوريا

 ق ق ج 

            "  قرار "

          بقلم فاطمة حرفوش - سوريا 

بعد أخذ ورد بينهما قررت أن يحسم أمره، دخل إلى حسابها الخاص وأرسل لها رسالة جوابية على شكواها المستمرة، مفادها تجاهلي، وتمتعي بالروح الرياضية .

كان الغضب قد تملكها مؤخراً، بعد أن تعرضت لإزعاج متكرر من إحدى صديقاته، كانت تستفزها بردودها الفظّة الخارجة عن حدود اللباقة والذوق، فترميها بها بلا مبرر .

 وإنتظرت أن يأخذ موقف حاسم ينصفها،

ويضع حداً لذلك يتنصر لها.

لكن ذلك لم يحدث .

بدأ الشك يتسرب لقلبها، وبدأت تتحسس خاتمها الذهبي الذي يزين إصبعها.

فلاحظت بقعة باهتة تتوسطه، فمسحته

بمحرمة ورقية، لتكتشف أنها ليست بقعة ...

 بل تقشر في الطلاء الذهبي، الذي كان يغطي المعدن الرخيص نزعته ورمته أرضاً.

- حسناً ماذا فعل ؟.

- يمكنكِ أن تتخيّلي.

- أكيد وبّخ صديقته بطريقة لبقة

- لا 

- بالله عليكِ، قولي ماذا قال ؟!

- قال لها : "بإمكانكِ أن تفعلي مايريحكِ". 

- واو .. وماذا قرر ؟!.

ألغت صداقتها وختمت كل شيء برسالة وداع ..وتهنئة وحظر.



قصيدة ~ خلف القضبان بقلم الكاتب ~ محي الدين الحريري

 قصيدة ~ خلف القضبان

الكاتب ~ محي الدين الحريري ~ يكتب....

*،،،،،*،،،،،،*،،،،،*،،،،،،*،،،،،،،،*،،،،،،،،،*،،،،،،،*،،،،،،،،،،*


مــن الـذاكرة

خــلــف الـقضبـــان

                                     10 / 10 / 2008


خلفَ    القضبان ....تنسىٰ

                                       نفسك .. كإنــسان

تَشعرُ   بالذّلِّ    ....يغلفك

                                    تــشعـر .. بـالــهـوان

بالظّلامِ  الباردِ....بالصياح

                                   وشَتائـم .. الـسَّجـان

أنتَ  لستَ   أنتَ    أنتَ

                                   رقـمٌ  فـي ..  الـبيـان

الصّياحُ والعويلُ .. يعمُّ

                                   كـلَّ الأرجاء والمكـان

فجأة  ًيسود ..ُ الصّمتُ 

                                  تتساءل أدوري الآن ؟

فَتَصرخ  في .. داخِلكَ     

                                أتركوني أنـا ثمة جبـان

خُذوا كلَّ  شَيْء  أريد 

                                العيــش حـرا ..بـأمــان

وبَعد الضّربِ  والتنكيل..

                                تـقـرن الأمـر .. بسيــان                          

تنسىٰ الآلام.. تستسلمُ

                               وتـغـرق فـي .. الأحـزان

ثمة أمر يقلقني ابنتي

                   وحيـدة خارج الـجدران 

                                    ترىٰ كيف هي الآن؟

              

                                   محي الدين الحريري