آخر المنشورات

السبت، 21 يونيو 2025

ذكريات متجدّدة مع المهندس المعماري معاذ الآلوسي: أبدع في هندسة العمارة والتشكيل والأدب، فحوّلها إلى فلسفة حياة حوار الإعلامية : دنيا صاحب - العراق

 ذكريات متجدّدة مع المهندس المعماري  معاذ الآلوسي:


أبدع في هندسة العمارة والتشكيل والأدب، فحوّلها إلى فلسفة حياة



حوار : دنيا صاحب - العراق 


أيقونةً الجمال المعماري العراقي في فضاءات العمارة العربية والعالمية معاذ الالوسي جسد رؤيته الفكرية والجمالية، التي تعبّر عن مسيرة إبداعية حافلة بالانجازات والمشاريع  المعمارية على طراز العربي الاسلامي. جمع افكاره بين العقل البنّاء و فلسفته بالفن التشكيلي و روح الشاعر الملهم عبر عقود من العطاء.


قدّم أعماله التشكيلية بأسلوب تجريدي، وأدبه بصيغة شاعر محترف و خطط هندسة العمارة البغدادية جوامع  وبنايات سكنية وجامعات دراسية  ظلّت تنبض في ذاكرة المدن والثقافات.


من شوارع حيفا في بغداد إلى مدن  العالم، ومن لوحات الرسم إلى كتب النقد والأدب والشعر، شيّد الآلوسي مشروعه الجمالي والمعرفي لبنةً فوق لبنة، وحرفًا بعد آخر.


مزج بين إرث الآباء وأسلوب الحداثة وبين الخطوط الهندسية والأبيات الشعرية، والالوان كانها موشحات صوفية ليصوغ فلسفة حياة لا تنفصل عن تراث بلده الرافديني العريق، حيث تشهد له العمارة في مدنٍ نهضت على بصمته المعمارية 

 أما الكلمة، فوثّق بها رؤاه وتأملاته المستندة إلى تجارب متراكمة عبر السنين، فنطق  بعمقٍ فلسفي نابضٍ بذاكرة حرّة


في هذا الحوار، نستعيد معه ذكرياتٍ ما زالت حاضرة في قلوب المبهورين بإبداعاته وابتكارته التي سجلها في تاريخ العراق الحديث.


ونفتح باب النقاش  معه حول رؤيته الفكرية والثقافية والجمالية، لنفهم كيف يمكن للحياة أن تتطوّر عبر الفنون والعمارة، وللفن أن يخلّد أرثاً حضارياً  وللكتابة أن تصنع اسمًا لامعًا... ابن العراق الحر.



• كيف لك أن تمارس كل صنوف الإبداع في العمارة، والفن التشكيلي، والكتابة، والنقد؟


• سؤال ازلي يتكرر" كيف لك ان تقوم وتمارس كل صنوف الابداع هذه؟ " وجوابي الازلي وبكل شفافية وبساطة. "انا معمار احب مهنتي" والعمارة بالنسبة لي هي نمط حياة. هذا النمط تربيت ونشأت عليه، هناك في بغداد منذ طفولتي، والدي رسام هاوي، فتحت عيني على اللون وفي الحارة موقع جسر الأئمة الآن، وقباب ضريح موسى الكاظم تتلألأ. رضعت الجمال منذ طفولتي، ولم ازل رضيع ومرضِع، استمتع بكل ما هو جميل، بل لا أرى غيره. في غياهب عقلي مُرشِح لا يرى الا الجميل والمحتشم الانيق، لذلك هذا ديدني في كل مناحي الحياة وبحواسي جميعا. نمط عيش رفيع ومنتج، لا يفارقني القلم والورقة والآن معهم الحاسوب، والكاميرا منذ طفولتي هي " عيني الثالثة" والمهم وربما الأهم هو الكتاب نعم الكتاب جليس المعرفة، الجنيد كان يسميه ألَم المعرفة. هو أساس الابداع. 

لابد أن أزيد عامل مهم على نشأتي عامل مهم، ربما منذ صغري كنت عارف ما اصبو اليه منذ طفولتي. 



•  "أنت لا تتبنى الذاكرة المعمارية بقدر ما تنتمي إليها، وترى الحداثة التجارية نوعًا من الإسفاف. كيف توازن بين الوفاء لإرث الأجداد والانتماء إلى العصر؟"




• أنا فعلاً لم اتبني الذاكرة ، أنا أصلاً متبني من قبلها. أنصح جميع طلابي، ولو متأخر عليهم، المفروض منذ الصغر، عليهم التعرف على ذاتهم. سؤال بسيط. من أنا؟  أبن سبعة الاف سنة من الإبداع والريادة في التراكم المعرفي على المستوى الإنساني كافة. كم من الذين يدرسون العمارة اليوم على اطلاع بالتراكم المعرفي المتوطن؟ على المعمار أن يكون حامل وزر هذه التركة الغنية. والدي عندما ينصحني كان يقول : في اتخاذك أي قرار أسئل نفسك، هل يرضي القرار السلف؟ أجدادك؟. لذا  نشأت وأنا واقف احتراماً وإجلالاً، ومأخوذ بعمل السلف. فكيف لي ان أفرط بما ورثت؟. بل لا أضيف الى هذا التراكم.

لكن لا اسهو ابداً، إن ما يفرضه علي الزمن، هي المواكبة. أنا أبن هذا الزمن. معاصر ومتحضّر. مشارك مع ركب الإنسانية جمعاء. لا أريد أن اتخلف عنهم ولا أكون سبب في التخلف. هذا موقف لا أحيد عنه. سافرت إلى مراكز الحضارات الاغريقية والرومانية والفينيسية، وأنا بعمر يقارب التسعة عشر عاما. طبعا وعيني الثالثة تسجل وتحفظ.

لا تجارة في الحداثة. هناك اسفاف وجشع يعم ويختبئ خلف الحداثة. الحداثة الحقة تجبرنا أن نكون مع الانسان، وللإنسان في كل نواحي العيش الكريم وفي كل مكان.ونحن في العمارة نعمل للبشر قبل الحجر.



• في أي مرحلة من حياتك بدأت بكتابة الشعر والأدب والنقد ؟ وما عدد مؤلفاتك حتى اليوم في هذا المجال؟


•  قبل الكتابة، المهم الهاجس الهوَس، التراكم المعرفي. العمارة بريادتها الثقافية. مظلة واسعة لكل ابداع، ثبت هذا المنحى بل أكدته ليتوسع الأفق المبدع. وهو واسع متواصل في ضروب الفنون، في الموسيقى أو الشعر وفي الرسم والنحت  أو الكتابة. هي لغة بنيوية للتواصل الإنساني في زمن التحضر والتمدن المعاصر. إنها جوانب موازية/مكملة للممارسة المعمارية الجيدة، والمهم جدا الجادة، أي المشاركة والاطلاع بمعرفة على دروب الابداع كافة هي وحدة مترابطة في سبيل التواصل بين الانسان وسعادته أينما كان. في الدراسة المعمارية الدروس النظرية بأهمية دروس التصميم. بل تستوجب النجاح بامتياز، الفلسفة والأدب وتاريخ الفنون، بجانبها النقدي، جميعها تحضير وتأهيل لممارسة مهنة العمارة. ولذلك المعروف عن دراسة العمارة أصعب دراسة اكاديمية، طبعا في المدارس الرصينة. في الكتابة المهم التحرر المطلق. اردت أن أشارك في الموقف والتعرف على المدينة من خلال تجاربي الخاصة في المدينة الفذة بغداد كل ما هو سائد من خصوصية جميلة مميزة، وأخرى تقليدية بالية، ومعوقات تخلف. في مؤلفاتي، اكدت الموقف والفكر الحر الذي أنا عليه، منذ أيام المراهقة، والدراسة والممارسة. والقصد هو المشاركة بنظرة المحب. بمنظور متحضر واسع. ومن خلالها المتعة بجمال الصياغة. في الشعر كمثال: منحى مهم في تعليمي، انتظر جريدة الاهالي والحرية لأستمتع بشعر بدر والجواهري ولميعة وسعدي ويوسف الصايغ وصديقي بلند وغيرهم من العرب محمود درويش وادونيس وجورج حاوي وسعيد عقل ووو. والآن متعتي الكبرى في الشعراء الاغريق، كفافيس وروسوس واليتس.ونكولايدس. في شعرهم كثير من التماهي مع شعراء العراق

ولبنان. 

مؤلفاتي معمارية صرفة. اخاطب بها الشباب، أحاول سد الثغرة الكبيرة بين المعمار وثقافته. لذا استعمل دائما ما تراكم عندي من شعر او ادب او فنون. أشارك بما تعلمت واحثهم على اخذ موقف من حقول الابداع هذه. 

اما في النقد الفني، هو دراستي المكثفة. تاريخ الفن والعمارة مهم جدا في كتابة النقد. اكتب النقد الفني، عندما يدغدغ الفنان أو العمل التلافيف، وأريد أن اسجل رؤيتي وتحليلي. اجدها جزء من نمط العيش المعماري


• ما هو أسلوبك الخاص في الفن التشكيلي؟ وهل تنتمي إلى مدرسة فنية بعينها؟ وما أبرز أعمالك التي تعتز بها؟


• المهم أنكِ لم  تنسي سيدتي

 أنا  تعرفت على الفن منذ طفولتي، الفن من بيئتي ومارست التشكيل من باب دراستي لقيم الجمال في  العمارة. والتي هي شاملة وواسعة. وخاصة في دراسة الحركات الفنية. خلال دراستي وترحالي، زرت وتعقبت عشرات المتاحف الفنية في العالم. أهمها تلك  المعروفة في المانيا وانكلترا  وبعض منها في الولايات المتحدة. التأثير علي آتي من المواكبة اللصيقة. لذا خلال عملي وعلاقتي بألمانيا وبعد اقامتي وزياراتي المتعددة لألمانيا، وجدت أن الرسامين الالمان اكثرهم قربا اليّ وتواصلاً معي، خاصة في فكر ما بعد الحداثة. بالمناسبة وجدت أن ما بعد الحداثة، واعني قيمها الجمالية، في الادب والعمارة هي من الحركات الفنية التي تسمح بتأثيرات الهوية، أي التركة، ونحن اغنياء.


•  لقد أكدت في أكثر من مناسبة على أهمية العمارة العربية الإسلامية. كيف توظّف عناصرها لإحياء الهوية الثقافية في أعمالك؟


• خير فعلت بتسميتها عربية إسلامية. والذي أنا ملتزم بهذه الفهرسة، والسبب انها وخاصة في العراق، إضافة الى العرب الاقحاح، من نتاج اسلام غير عربي. وعربي غير مسلم. هذا يعني الكثير، أي فيه انفتاح ذهني مهم في تقييم المنجز. لا تطرف في الفكر المبدع. انفتاحها لما تحمل من فكر وتقنية زمانها متقدمة جدا،  تحمل نهج لا زال متأصلا في الفن العالمي، وهو علم القياسي والنسب، الذي نستعمله اليوم. من هنا الالتزام في توظيف الفكر، وليس العناصر حرفياً، أي الابتعاد عن التقليد المباشر، انما تبني الفكرة بصفة أبن البيئة وخلف لمدرسة متطورة لم تتجمد في يوم ما. وهذا ينطبق في العمارة بالإرث المناطقي المميز. وأن سميته منذ الستينات بجني المكان. أي أن كل منطقة ذات تركة مهمة لها جني ينم عنها. هوية/خصوصية غير منسوخة ولا مستعارة. اذن علينا أن نجاري الزمن والوقت، ونتعرف على ذلك الجني بقيَمه القديمة وما آل اليه، وانعكاساته الحديثة. من هنا نكتسب الخصوصية. من دون تقليد فكر وقيم مستوردة. جميع المدن المتحضرة لها هويتها المعاصرة. من نيويورك الى اليابان إلى إيطاليا، مدن لها نكهتها في مكون نمط العيش. 


• صدر لك عدد من المؤلفات مثل "توبوس"، و"ذروموس". ما الرسالة التي تحملها هذه الكتب؟ 


• مؤلفاتي معمارية صرفة. اخاطب بها الشباب، أحاول سد الثغرة الكبيرة بين المعمار وثقافته. اولهم " نوستوس – حكاية شارع في بغداد" وهو الكتاب الذي جعلني اداوم على المشق، وبعده توالت الحكايات. وجدت ان التسلسل يقودوني لا كمال الثلاثية المعمارية. والتي اسد فيها الفراغ الحاصل بين المهنة وبين من يمارسها. 

وهي : نوستوس- حكاية شارع في بغداد ، توبوس- حكاية زمان ومكان / ذروموس – حكاية مهنة ،  لذا استعمل دائما ما تراكم من جراء ممارسة العمارة وما عندي من شعر أو أدب او فنون. أشارك بما تعلمت واحث الشباب على اتخاذ الموقف في التمتع والمشاركة. من ثلاثية العمارة ولردة فعل الشباب  استمريت بنشر ما اعتقدت انه قد يكون ذو فائدة. فنشرت الاتي. السرد البصري لمعمار عربي خواطر في زمن الكورونا رسائل معمارية  الى وجدان ما تبقى. 



• لقد تحدثت عن "مدن الصدفة"، أي تطورات عمرانية استهلاكية بلا روح. ما فلسفتك في هوية المكان والفرق بين العمارة الأصيلة والاستثمارية؟


• مدن الصدفة: مدن تلد هي ناضجة وتتغضن في فترة قصيرة. تنشأ بسبب حدث او كارثة، كالعثور على الاحفوريات، او هجرة بسبب الحروب والنكبات.  الصديق الروائي الكبير عبد الرحمن منيف، صنفها مدن التيه أو مدن الملح.. مدن متكاملة بدون جذر لذا بدون هوية. أو نعم هوية منسوخة. في محاضرة وضعت خمس مدن في شريحة واحدة. دبي، سنغافورة، هونكونغ . شانغهاي، ونيويورك، صعب التفريق بينهما. العيب فيها وسبب وقوفي ضدها، انها أصبحت هي المقياس التافه، في نظام التفاهة. بغداد عمرها قرون من التراكم المعرفي والذاكرة المميزة. تتمثل بدبي وتلغي أصالتها، واسمها يبقى في كتب التاريخ فقط، وكذلك النجف لم يبقى من تاريخاها غير ضريح الامام علي. وهو الناسك الذي لا شبيه له. سيعملون منه تاج محل " صحن فاطمة وصحن الحسن " تحت التنفيذ. أربيل عمرها الاف السنين، مير بلدية يريدها دبي التي عمرها سبعة عقود.


•  للعمارة قدرة على تشكيل مجتمع وتاريخ. كيف ترى العلاقة بين الذاكرة العمرانية والذاكرة الجماعية؟


• نعم هذا هو دور العمارة ولذلك  هي العمران بعينه، لكن كيف ان يكون الدور هذا عندما يكون المعمار أو المخطط هو المشكلة. الم يفتح بناية البريد المركزي في الجادرية أبواب الجحيم في تشوية بغداد؟ بناطحاته الدخيلة " بوابة بغداد ومن اشكالها" التي تتناطح في ما بينها، قبل نطح السماء، المجتمع قيمهُ الجديدة؛ الجشع والفهلوة والكذب، ومنتزهه المول بدل السوق والمطعم والبستان. وخلفها الفئة الصغيرة الفاسدة وهي التي تشكل هوية المدينة "  المهم مغيسل المال الحرام". مع العلم ان ٩٠٪ من المجتمع مغيب مشغول بمحاولة الحصول على حقوقه المكتسبة من سقف وماء وكهرباء وخدمات أساسية صحية وتعليمية.  منوم وفي صحوته يحاول الحصول على نتف من حقوقه.



• وفي ختام هذا الحوار، ما هي رسالتك الإنسانية والإبداعية التي تودّ إيصالها للأجيال القادمة من المعماريين والمثقفين؟



• مؤخراـ كنت أعتقد ما نحن فيه هو مجرد كبوة. الحراك التشريني في بغداد اعطاني بعض الثقة. لكنها لم تدوم. المخرب  قوي وجشع جبار لا يشبع. ،كنت اعتقد ما هي الا كبوة وجدتها. هبوط في قيم  نمط العيش، التعليم في الحضيض.



















الجمعة، 20 يونيو 2025

(تونسيات مبدعات..في المهجر) الشاعرة والباحثة التونسية د-آمال بوحرب-نموذجا بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (تونسيات مبدعات..في المهجر) 

الشاعرة والباحثة التونسية د-آمال بوحرب-نموذجا


"ليس الشعر أن تقول كل شيء،بل أن تحلم النفس بكل شيء” (الكاتب والناقد الفرنسي سانت بوف )


-

قد لا أجانب الصواب إذا قلت أنّ الكتّاب الحقيقيين يشتغلون بشكل دائم،في رؤوسهم وفي نصوصهم،على آليات الكتابة التي يقيمون فيها كتأملات وتقطيعات خاصة للعالم.وهم بذلك الصنيع،يرقبون الحياة والوجود من نقطة دقيقة بمثابة فتحة بابهم المكتظ بالأسئلة والإشتغال الدؤوب.

الشاعرة والباحثة التونسية الألمعية د-آمال بوحرب التي دأبت على مداعبة الحرف ومراقصة الكلمة كي تنحت دربا إبداعيا متميزا  واحدة من هؤلاء،تشتغل بحرقة في الكتابة الشعرية،لتأسيس نفس وخيار جمالي،له تسويده وتقطيعه ونظره الخاص ليس للحياة فحسب،بل للنص الشعري نفسه الذي يغدو مرتعشا في يدها وزئبقيا وشفيف المرايا إلى حد الكسر في الرّوح..

هذه الشاعرة/ الباحثة المتألقة تؤسس لمشهد شعري متميز،عبر استمرارية وصيرورة ذات قيمة انتمائية فذة،حيث تبيح لقلمها،لرؤاها ورؤياها،متعة التحليق في الآقاصي لتأثيث عوالم بعيدة،باحثة من خلالها عن ممرات دلالية وصورية ومديات بلاغية روحية لكونها الشعري اللامحدود،وخالقة عبر توظيفاتها متعة دلالية،ولذة تصويرية حركية،لتمارس فعلتها الكينونية الإبداعية،حالمة بولادة جديدة في رحم النص الشعري،وكذا النقدي..

في هذا السياق،وافتنا مؤخرا هذه الشاعرة والباحثة السامقة د-آمال بوحرب بمقاربة  نقدية مستفيضة حول المجموعة الشعرية( مطر على خد الطين) للشاعر العراقي حسين السياب..ومن باب تعميم الفائدة وإثراء النص النقدي بالتعريف به،وسعيا منا لتقريب  المتلقي من تخوم الإبداع ومداعبة  ذائقته الفنية،ننشره بالوجدان الثقافية الأكثر سطوعا ولمعانا في فضاء الإبداع..


نقوش الماء على طين الروح.. رحلة في التصوف الشعري: قراءة في المجموعة الشعرية ( مطرٌ على خدِ الطين ) للشاعر حسين السياب | د. آمال بو حرب

ناقدة وباحثة

 

 حين تبوح اللغة بقلق الإنسان:

الأدب ليس ترفًا لغويًا، بل فعل وجودي يعبّر عن قلق الإنسان وتساؤله عن المعنى، والعدم، والزمن. في النص الأدبي، تتحوّل اللغة إلى أداة كشف، وتصبح الكلمة مرآةً للذات، تُضيء عتمات النفس وتعيد تشكيل علاقتها بالعالم.

أما الشعر، فهو التجلي الأعمق لهذا القلق؛ لغة تتجاوز الظاهر لتغوص في صميم التجربة الإنسانية. وكأن كل

 قصيدة هي محاولة للقبض على لحظة وعي أو لصياغة سؤال لا جواب له. وكما قال المتنبي:

"وما كنتُ ممن يدخل العشقُ قلبهُ، ولكن من يبصر جفونك يعشقُ"..

فالعشق هنا ليس عاطفة سطحية، بل توق أنطولوجي نحو المطلق ويؤكد سارتر:

"أن الوجود يسبق الجوهر، والإنسان مشروع مستمر للخلق"..

فالكتابة عند الإنسان ليست تعبيرًا عن كينونة مكتملة، بل عن صيرورة دائمة تبحث عن المعنى وسط الخراب.

ومن هذا المنطلق،هل يمكننا أن نقرأ ديوان (مطرٌ على خدِ الطين) للشاعر حسين السياب، كرحلة وجودية تتشابك فيها اللغة مع الطين، ويتحوّل المطر إلى استعارة كونية تمثل الخلق والانبعاث والتلاشي في آنٍ واحد؟..

وإلى أي حدّ تستطيع هذه الكتابة الشعرية أن تعيد تشكيل ذاتنا في مواجهة الموت والفقد والغياب؟

 1–الشعر أداة لكشف الكينونة:

يتجلى الشعر عند حسين السياب كأداة ميتافيزيقية تتجاوز حدود اللغة الاعتيادية، لتمارس دورها في الكشف الوجودي عن الذات والكون معًا. لا يتعامل السياب مع اللغة بوصفها وسيلة للتواصل فقط، بل بوصفها كيانًا حيًّا يملك قدرة على خرق الصمت وكشف المخفي وإعادة بناء العلاقة بين الإنسان والعالم. الشعر لا يجيب عن أسئلة الوجود، بل يعيد تشكيلها في هيئة رموز وصور وانزياحات، تخلق توترًا دائمًا بين المعنى واللامعنى، بين الذات والعالم.

 

"أُعيد ترتيب الحكاية

دون انتصاف الليل"

 

"أجمع الأضداد بمحبرةٍ سيرياليةٍ تتدلى منها جماجمُ عارية الأوصاف"

 هذا التكوين الشعري ينطلق من نقطة محايدة بين الحلم والفقد، بين اللغة والصمت، حيث تصبح القصيدة ضربًا من الفلسفة الكاشفة، لا لأنها تنظّر، بل لأنها تضيء المعتم في وجود الكائن الشعري.

 2–اللغة الشعرية: أفق للتشظي والتحول:

ليست اللغة عند السياب مجرد وعاء شكلي لجماليات القصيدة، بل هي أداة هدم وبناء.في مفرداته،تتداعى الصور وتتراكب لتخلق عوالم تنفتح على التشظي والاحتمال. تتحول اللغة إلى مكان صراع داخلي، وتتحطم التراكيب التقليدية تحت ضغط الذات الممزقة. القصيدة هنا لا تُروى بل تتفجر، والكلمات لا تصف بل تعيش وتتناسل.

 

"كأنني أبتلع طوفانًا من الصمت الأزلي"

 

"على عصا اللقاء المنتظر أتوكأ"

 

إن هذا الانغمار في اللغة هو انغمار في الذات بوصفها كينونة تتكوّن باستمرار، في فضاء مفتوح على الفقد والتحول. يتحدث السياب هنا من قلب الانهيار، وفي كل بيت، يعيد تشكيل وعيه بالزمن، بالعالم، وبذاته.

 3–الطين والمطر: جدل الثبات والتحول:

ينبثق الطين في ديوان حسين السياب بوصفه رمزًا للتجذر، للثقل الأرضي، للجسد، وللمحدودية. بينما يمثّل المطر حركة خارجية، تأتي من السماء لتزلزل هذا الثبات، وتكسر الانغلاق. العلاقة بينهما ليست علاقة ضدين، بل علاقة تفاعل وجدليّة وجودية. المطر لا يغسل الطين فحسب، بل يعيد تشكيله، يفكك حدوده، ويبعث فيه معنى جديدًا.

 

 

"تعالي كنرجسة تمنح المطر رفاهية الانهيار على خد الطين"

 

هكذا تُعاد كتابة علاقة الإنسان بالمادة،بالجسد،بالهوية.لا يعود الطين مجرّد استعارة ترابية، بل يتحول إلى موقع للكتابة والخلق، حيث يُعاد فيه تأليف الوجود في كل مرة تمسّه قطرة مطر.

 4–المطر: عمل وجودي وجمال مهدد:

في نصوص حسين السياب، المطر ليس ثيمة طبيعية أو زخرفية. إنه لحظة وجودية مكتملة، قوة خارجة عن السيطرة، تفرض على الذات مواجهة ذاتها. إنه الجمال حين يتحول إلى صدمة، إلى دهشة هايدغرية، توقظ الكائن من رتابته، وتدفعه إلى إعادة تأمل مصيره الهش.

 

"الأفكار توقد رأسي

وتُشعلني كسيلٍ

يُخيفني تفجرها..."

 

بهذا التصور،لا يتعامل السياب مع المطر بوصفه نعمة، بل بوصفه فوضى، حدثًا يتقاطع فيه الشعري بالميتافيزيقي،ويولد من خلاله فعل الخلق في أقسى تجلياته. إنه الماء الذي لا يروي، بل يهدم ويعيد البناء.

 5–المنفى: طرد مزدوج من الجغرافيا والذات:

لا يُصوّر السياب المنفى كفقد مكاني فقط، بل كتمزّق أنطولوجي. المنفى عنده هو حالة طرد مزدوج: من الوطن، ومن الذات. إنه تجربة غربة مضاعفة، حيث تتحول الأماكن إلى أطياف، ويغدو الجسد نفسه غريبًا عن رغباته وألمه.

 

"ولا أُمسك ظلك

المسافر عبر حقول الأقحوان"

 

"أتعرى من كل المدن

التي لا تعود لي"

 

تعبّر هذه الصورة عن شوق يائس، وعن إدراك عميق بأن الانتماء لم يعد ممكنًا، لا خارجيًا ولا داخليًا. الذات المهاجرة تتفتت، وتلجأ إلى القصيدة كي تعيد رسم حدودها، ولو بشكل مؤقت.

 6–الموت: من الفناء إلى فعل الكتابة:

الموت ليس غيابًا سلبيًا عند السياب، بل هو شرط

 للكتابة. هو النقطة التي تنبثق منها القصيدة بوصفها مقاومة للعدم. يعيد الشاعر تشكيل الموت ضمن اللغة، ليمنحه إمكانية جديدة: أن يكون بداية لا نهاية.

 

"أطرز كفنًا ناصع البياض للأمنيات"

 

"تسحبني بئر مهجورة

ولا أعرف كيف أنجو منكِ"

 الموت لا يُلغى،بل يتحول إلى سؤال شعري مفتوح، وإلى مادة لغوية تُنتج المعنى. هكذا يتقاطع السياب مع كامو، حيث يصبح الاعتراف بعبثية الفناء شرطًا لتحرّر الوعي وصحوة الجمال.

 7–اللغة والرمز: بين التمزق والتجاوز:

الرمز عند السياب لا يُستخدم لتزيين النص، بل لتفكيكه. إنه وسيلة هروب من المباشر إلى العميق، ومن السطحي إلى المتأزم. يتكئ الشاعر على رموز متعددة: من الأسطورة، من الدين، من الطقس، من الجسد، ليعيد بناء ذات تتكلم من داخله وتتشكل في لحظة الكتابة.

 

"في مهرجان الملائكة والشياطين

 

تتشظى قصائد مصابة بلعنة الماء"

 هذا التوتر بين التطهير والانهيار، بين القداسة والانكشاف، يجعل من الرمز قناعًا شفافًا، ومن اللغة بؤرة مقاومة، تكتب الذات لا كما هي، بل كما يمكن أن تكون.

 8–الحنين والألم: من رماد الفقد إلى شرارة المعنى:

الحنين عند السياب ليس عاطفة خافتة،بل قوة كامنة في كل بيت. إنه ألم داخلي يتحرك من الذاكرة إلى اللغة، ومن التجربة إلى المعنى. يتحول الحنين إلى مرآة تُعيد للذات ملامحها المفقودة، وتُحفّزها على الخلق.

 

"أغرس في تربة قلبك قصائد الخريف"

 

تلك سنابلك تحمل رائحة الشمس"

 لا يعود الألم مجرد كرب شخصي، بل أداة كونية لصياغة المعنى. كما يرى نيتشه، فإن المعاناة تُنبت الفكر، والسياب يجسّد ذلك في كل شطر، حين يجعل من الوجع مدخلًا إلى التجاوز.

 السياب والفلاسفة الوجوديون: مقاربة أنطولوجية في العمق

في ديوان (مطر على خد الطين):

تتقاطع التجربة الشعرية لحسين السياب مع مسارات الفكر الوجودي، لا على مستوى التنظير المباشر، بل من خلال ما يمكن تسميته انفعالًا فلسفيًا ضمنيًا يتخلل اللغة والصورة والبنية. ففي عوالمه المتشظية، تتردد أصداء أساسية لأربعة من أبرز أعلام الفلسفة الوجودية: هايدغر، سارتر، كامو، ونيتشه، مما يجعل من قصائد حسين السياب مساحة مفتوحة لحوار غير معلن بين الشعر والفلسفة.

 1–هايدغر والسياب: القلق كشرط أنطولوجي للكشف:

يرى مارتن هايدغر أن الإنسان يُلقى في العالم ليكون "كائنًا – هنا" (Dasein)، يعيش في القلق بوصفه الحالة الأصلية التي تكشف له عن معناه. هذا القلق لا ينشأ من شيء خارجي، بل من تماس الذات مع هشاشتها، مع فراغها، مع نهايتها الممكنة. في شعر السياب، يتردد هذا القلق كنبض داخلي:

 

"مرآةٌ خرساء تصرخ فيّ"

 

"تطحنني أرصفةُ الغياب

تسكبني في فمِ الحياة"

 ها هنا،لا يظهر القلق كاضطراب نفسي،بل ككثافة أنطولوجية تدفع الذات نحو مواجهة مصيرها. العالم ليس مكانًا للسكينة، بل فضاء لتكشّف الوجود من خلال الهشاشة والصراع. كما عند هايدغر، القلق ليس شيئًا ينبغي التخلص منه، بل هو بوابة للانكشاف، لإدراك الذات في لحظة الصدق العميقة مع مصيرها.

 2–سارتر والسياب: الحرية بوصفها مشروعًا مستمرًا للخلق

في فلسفة جان بول سارتر، لا يولد الإنسان بذات جاهزة، بل هو مشروع حرية مستمر. الوجود يسبق الجوهر، والذات تُبنى عبر الفعل، لا تُعطى سلفًا. حسين السياب يتقاطع مع هذه الفكرة حين يُظهر الذات الشعرية في حالة من المقاومة المتواصلة، وكأنها تنهض من رماد الهزائم لتعيد تشكيل نفسها ضد القدر وضد الحتمية.

 "لم أرتّب الليلَ قداسًا للفجيعة،

لن أستسلم للمتاهاتِ التي ترسلها الأقدار”

 هنا تتجلى فكرة الحرية الوجودية لا بوصفها امتيازًا،بل مسؤولية مرهقة. فالذات، عند السياب، لا تبحث عن معنى جاهز، بل تبتكره، ترسمه من خلال الألم، وتكتبه في مواجهة التلاشي. إنها ذات سارترية بامتياز: مُدانة بالحرية، ومطالبة بالخلق.

 3–كامو والسياب: العبث وتمرد الجمال:

يرى ألبير كامو أن مواجهة العبث لا تعني الاستسلام له، بل أن نتمرد عليه من خلال الجمال، من خلال التمسك بالحياة بالرغم من خوائها. في ديوان السياب، يتحول هذا التمرد إلى فعل شعري، لا يُنكر العدم، بل يجعله خلفية تزداد فيها الصور توهجًا.

 "هذا البحرُ لي وحدي…

غريقٌ في أعماقه…

لا أريدُ النجاة"

 إنها تجربة عبثية واعية، يرفض فيها السياب الإنقاذ السهل، ويرتمي بإرادته في لجة المعنى المراوغ. كما في منطق كامو، يصبح الموت نفسه مادة للخلق، وتتحول الحياة إلى رهان شعري: كل بيت هو فعل تمرد على العدم،وكل صورة هي محاولة لترسيخ الجمال في وجه الزوال.

 4–نيتشه والسياب: الألم بوصفه قوة للخلق والتحول:

في فلسفة فريدريك نيتشه، الألم ليس عبئًا يجب التخلص منه، بل هو مصدر التحول الخلّاق. من المعاناة تولد الإرادة، ومن الجرح تنبثق القوة. هذا المبدأ يشكل بنية داخلية واضحة في شعر السياب، حيث تُعاد صياغة الذات من خلال لهيب الفقد والخذلان.

 "أمارس غوايةَ الروحِ

في مجالس التوابين

أشتهي أن أضاجع دلالات الفرح"

 

لا ينفي الشاعر الألم،بل يعانقه حتى التخمة،ثم يصوغه مجازًا، ويجعله أساسًا لتكوين شعري جديد.كما في تصور نيتشه،يولد السياب من رماد ذاته،ويعيد ابتكار نفسه عبر الحنين، الخسارات، والفقدان. إنه الشاعر الذي يتجاوز هشاشته عبر القصيدة، ويجعل من كل جرح شرفة تطل على أفق جديد من المعنى.

 9–ثنائية الأمل واليأس: توازن على الحافة:

يتحرك السياب بين الأمل واليأس كمن يرقص على

 جسر هش.لا ينهار في الحزن،ولا يطمئن تمامًا للنور. بل يجعل من هذا التوتر مبدأ للكتابة، ومن الحافة فضاء لولادة القصيدة. اليأس لا يُلغى، بل يُصاغ جمالياً.

 "تلك مزامير الصيف لا أنصت لها

لأني وُلدت من ذاكرة غيمة محمّلة بماء الأوطان"

 الأمل موجود، لكنه ليس يقينًا. إنه فعل مقاومة مستمر، يتجلى في الصور، في الانزياحات، في تردد الشاعر بين الحضور والغياب، بين التمسك والانفلات من الذات.

 الخاتمة:

إن تجربة حسين السياب في ديوان (مطر على خد الطين) هي تجربة وجودية بامتياز. ليست الكتابة عنده فعل تعبير، بل فعل انكشاف، وتحول، وتجاوز. القصيدة عنده كائن حي، يصرخ، يئن، يتهشم، ثم ينهض من تحت الطين والمطر حاملًا لغته الخاصة، وهويته المتبدلة،وكينونته التي لا تكتمل أبدًا.

لقد كتب السياب من حافة الموت،ومن هوامش الوجود،ومن فجوات الغربة،فجعل من الشعر بيتًا للقلق، ومن اللغة وطنًا متحركًا.فهل ما زال ممكنًا أن نرى الشعر تجربة جمالية خالصة بعد هذا العمقالوجودي؟

أم أن علينا أن نعيد النظر في وظيفة الكلمة حين تصير بيتًا للفقد والمطر والطين؟


د-آمال بوحرب


تعقيب:

ما يجب الإشارة إليه بعد الإنتهاء من قراءة هذه المقاربة النقدية- الدسمة-هو أن القراءة الجادة هي التي تسعى إلى إخراج النص إلى عالم الممكن.فالقراءة ليست مسحا بصريا للنص،ولا تفسيرا معجميا لألفاظه واستنباطا لمعانيه المباشرة، فهي فعل خلَّاق/ كالإبداع نفسه يقوم على الهدم والبناء بدرجة أولى،وليست أبدا تقمصا لتجربة ما،ومن ثم،فإن تلقي الأدب يتطلب مرونة نظرية وذخيرة علمية.وعموما فإن عملية القراءة ينبغي أن لا تتجه نحو الألفاظ بمعزل عن سياق تأليفها،إذ من شأن هذا الإغفال أن يحجب عن القارئ إبداعيتها وفنيتها،ولهذا فإن فعل القراءة يقتضي من الباحث جهدا غير يسير،وهذا الجهد يتدرج عبر معرفة اللغة وتركيبها وضروب القول فيها.وتحقيق هذه الغايات يستدعي من القارئ خبرة تساعده على إدراك جمالية الإبداع.

إن النقد الأدبي وليد معايشة وجدانية بالعمل الأدبي،وأنه نوع من الإبداع القائم على المعاناة،وأن عدة الناقد تكمن في البصيرة والأدوات المكتسبة،وأن الكتابة النقدية نوع من الاكتشاف.

وقد أبدعت الشاعرة والباحثة التونسية  د-آمال بوحرب في هذه القراءة النقدية المستفيضة للمنجز الشعري للشاعر العراقي الفذ حسين  السياب.

قبعتي..يا أستاذتنا..


محمد المحسن



الخميس، 19 يونيو 2025

ضربت بعصاي البحـــــــــر بقلم الأديب سعيد الشابي

 ضربت بعصاي البحـــــــــر

فما يبس البحر يا موسى

والتقم المــــوج عصـــاي

مثلــــك كنت ....

أهش بـــها على غنــمي

ولي فيــها مــــآرب أخرى

واليوم...تشتت أغـــنامي

وتحلقت من حولها الــذئاب

فـــلا عصـــاي أتوكأ عليها

ولا هــــارون أشد به أزري

من زمن قضى فرعون....

وخلا من أهـــــــله القصر

و أميمتي من أمس ماتت

وما قذفت بــــي في اليم

وبقيت على الشاطئ تائها

حيران.. فارا من بني قومي

يطلبون ما لست عليه بقادر

ويعبدون حمارا نهيقــه نكر

يطلبون مني موائد من سماء

والسماء تمطرهم نارا وأحجارا

فقــــــد من بعدها المـــــن

وحتى الفوم عندنا قد غلا

ولم نستطــــع له أكـــــلا

نزلت مصر واذا أختي عارية

والكلاب تشتم فستانها الضخم

رجعت الى الوادي يا مـــوسى

علني أدفن فيه بـــــؤسي

علني أرمـــي فيه نحـــسي

فجاءني صوت يصيح البس

البس نعليك وطر حيث كنت

ورجعت الى البحر يا مـــوسى

علني أصلح للحوت طعما

............................


سعيد الشابي


جرح..بأصل الرّوح بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 جرح..بأصل الرّوح


الإهداء : إلى إبني..ذاك الذي التهم الحياة قبل أن يلتهمه الموت ذات زمن دامع..بعد أن استرددت برحيله حقي في البكاء..


لم يملأ الطين عيونك الجميلة-يا غسان-

من عشقها ملأتـــه

بك تكتحل الأرض

ينبت زيتونهـــــــا

لن يضغط الطين

                   إلا كما رحم الأمّ

                   طين رحيم كربّ رحيم

لا صرفا كوجهــــــك

كل الحدائق المزهرة..

                     وكل حنان القمر

من أين هذي الرشاقة للقدر الضخم..!!

أم أنتَ مما صَبَرتَ

                     نحتّ القدر

ثب من سباتك 

كأنّك تذلّل ظهر الزمان

بعيونك الجميلة

                الأرض عشقا

تدور بها مشرقا 

           في غياهب الكون

ولا صبر لوالدك..

                 أكثر مما صبر..


محمد المحسن



إياد الموسوي: الفن رؤيةٌ تحفظ الهوية الثقافية وتعيد مساءلتها حوار الإعلامية: دنيا صاحب – العراق

 إياد الموسوي: الفن رؤيةٌ تحفظ الهوية الثقافية وتعيد مساءلتها

حوار: دنيا صاحب – العراق


فنانٌ تشكيلي عراقي، خطّ مسيرته كما يُخطّ القدر على صفحات التاريخ، وجعل من اللون لغةً فلسفية تُسائل الوجود. حمل ريشته كجواز عبور إلى أعماق ذاته والعالم وصاغ لغة تعبيرية تجريدية تتجاوز المرئي نحو ما ورائيات الوجود.


نسج من الغربة ذاكرةً ملوّنة ومن الحنين لوحاتٍ تنبض بجمال تراثه الشخصي البغدادي بعينٍ تستبصر ما وراء جدران بغداد وأزقتها المترامية على ضفاف نهر دجلة. "يسكن حنينه تفاصيل البيوت التراثية ويرتّل مع صوت مآذن الجوامع ويضيئها بأنوار المصابيح التي تسهر معه اناء الليل."



وُلد في بغداد وعاش في كندا، حيث تخرّج في جامعة كونكورديا بمونتريال، ونال منحًا مرموقة كـ"روسو" و"فرميت" وأكمل دراسات عليا في مركز بانف للفنون بألبرتا. لم تكن هجرته جغرافية فقط، بل تحوّلت إلى رحلة فنية مزجت بين زخرفة الشرق وتحليل الغرب، ليبتكر منهجية "الألوان المركبة".


يُعرف بأسلوب يمزج الرمزية الصوفية بالتكوينات الهندسية ويستخدم خامات متعددة في جدارياته مثل الفولاذ، النحاس الجلد، الخشب، الحجر المرمري والموزاييك. يوظّف هذه المواد بفنية عالية لخلق جداريات ثلاثية الأبعاد تنبض بالرمز والتراث بروح معاصرة، حتى غدت أعماله نُصبًا ثقافيةً في ساحات عربية وأجنبية.


يفتح أبواب التساؤل، ويعيد تركيب المعنى عبر الضوء والظلال، جامعًا بين الخط واللون والجمال الداخلي.

في معرضه "تناقض 24"، جسّد صراع الازدواجية داخل الإنسان، بشخصيات مزدوجة الوجوه تائهة وسط مؤامرات العصر.

وفي "تحديات وجودية"، طرح بأسلوب رصين أسئلة الكينونة والقلق، وجعل من اللوحة ساحة حوار بين الفنان والإنسان.


أقام أكثر من 27 معرضًا خاصاً حول العالم  اضافة إلى المعارض المشتركة في مدن كبرى كـ: مونتريال، أوتاوا، بانف أبوظبي، دبي، الرباط، وبغداد واقتنت أعماله مؤسسات كبرى مثل مرسيدس بنز وArt Bank – Ottawa، ومجموعات خاصة حول العالم.


في هذا الحوار، نغوص في إرثه الصوفي، ومادته الفريدة، وذاكرته التي تحوّل اللوحة إلى وطنٍ بديل يحتضن مشاعره إلانسانية.


§ كيف تُعرّف نفسك ومسيرتك الفنية التي تمتد لأربعين عامًا؟ وهلّا حدثتنا عن أهم مراحل تطور أسلوبك الفني خلالها؟



§ أُعرّف نفسي كفنان تشكيلي يحاول أن يترجم التجربة الشخصية والإنسانية في أعمق أبعادها الجمالية والفلسفية أربعون عامًا من العمل الفني ليست مجرد عدد من المعارض أو اللوحات، بل هي رحلة عبور في الزمان والمكان والروح انتقلت بين بلدان وثقافات متعددة، من الشرق إلى الغرب، ومن ضفاف الروح العربية إلى فضاءات الطبيعة الكندية. كل مكان ترك أثرًا في نفسي  ولغتي التشكيلية تطورت تقنياتي وأسلوبي عبر مراحل، بدأت بالرسم الواقعي والانطباعي، ثم انفتحت على التعبيرية والتجريد، لأصل لاحقًا إلى توليف شخصي اسلوبي الخاص بين الرمزية، التصوف البصري، والطرح المعاصر. المرأة والطبيعة لعبا دورًا هامًا، وكذلك تجاربي الإنسانية، فكل مرحلة من حياتي كانت بمثابة طبقة لونية تُضاف إلى قماشة تجربتي الفنية تأثّرت بتراثي العائلي الشخصي وانحدر من عائلة تتوارث الادب والشعر والفنون الجميلة، مع إيحاءات من التراث البصري العراقي كالعمارة العراقية و الإسلامية والحضارات الرافدينية القديمة.


 

§  ذكرتَ في إحدى مقابلاتك أن "التناقض موجود داخل كل إنسان". كيف تُجسّد هذا التناقض في أعمالك؟ وهل ترى أن الفن يمكن أن يكون أداة لتحقيق السلام الداخلي؟



§ نعم، التناقض هو جوهر الوجود الإنساني، وهو ليس عيبًا بل ضرورة، لأنه المحرّك الأول للوعي. هناك حلقات متصلة من التناقضات داخلنا: بين العاطفة والعقل، بين الواقع والحلم، بين الحرب والسلام أجسّد هذا التناقض بصريًا من خلال التوتر بين الخطوط والاشكال الاختصار في استخدام الالوان  التقابل بين الألوان، والتضاد في العناصر البصرية. أحيانًا تظهر اللوحة كصرخة داخلية، وأحيانًا كحالة تأملية الفن، ومعه الموسيقى، من أنقى الوسائل التي تمنح الإنسان فرصة لمصالحة نفسه، وتهذيب روحه والبحث عن السلام الداخلي في عالم يزداد اضطرابًا.


 

§ في معرضك الأخير "تناقض 24" بالرباط، استخدمت تقنية الفحم والتفحيم باللون الأسود للتعبير عن هموم الإنسان المعاصر. ما الدلالة الجمالية والفلسفية لهذه التقنية؟ ولماذا اخترتها دون غيرها؟


§ الفحم هو أداة بدائية، عتيقة كان الانسان الاول ينقش بها داخل الكهوف ، لكنها تحمل في بساطتها عمقًا فلسفيًا هائلًا. اخترتها لأنها تعبّر عن المادة الأولية، عن الأصل، عن الرماد والولادة، عن الظلال التي نسكنها وتُسكننا الرسم بالفحم بالنسبة للفنان المحترف هو تمرين مستمر على الصدق البصري، وهو أداة تُطوَّع لتوليد المعاني الكثيفة التي يصعب على الألوان البراقة قولها. في "تناقض 24"، استخدمت الأسود لأنه لون الداخل، لون الغموض، والهمّ الإنساني، ولأنه قادر على احتواء النور وتشكيله في ذات الوقت.


 

§ خلال إقامتك قرب مركز بانف الفني في كندا، رسمت مناظر طبيعية آسرة. كيف انعكست تلك التجربة في صياغة لوحتك وهل هناك أعمال تشكّل امتدادًا لتلك المرحلة؟


§ الطبيعة الكندية كانت بمثابة مرآة روحية. الصمت الأبيض للثلوج، والجبال الممتدة، جعلني أُعيد النظر في مفهومي للفراغ واللون. تلك التجربة لم تكن لحظة عابرة، بل امتدت آثارها إلى أعمال لاحقة تشكّل امتدادًا بصريًا وروحيًا لتلك المرحلة

أصبح الفراغ عنصرًا فاعلًا في اللوحة، وأخذ الضوء دور البطولة في الكثير من أعمالي تعلمت من بانف أن الجمال لا يحتاج إلى تعقيد، وأن البساطة قد تكون أبلغ من الكلام.


 

§ كيف تحقق الهوية الثقافية العراقية والعربية الإسلامية في أعمالك الفنية؟ وهل ترى في ذلك دورًا توثيقيًا أم بُعدًا رؤيويًا يتجاوز التقاليد؟



§ الهوية ليست قناعًا نرتديه، بل جوهر يتسرّب تلقائيًا في كل ما نفعله إذا كنا صادقين في بحثنا الفني. لا أتعمد تقديم "هويتي" في اللوحة، لكنها تنبثق بطبيعتها من مخزوني البصري والثقافي: من الحرف العربي إلى الزخرفة الإسلامية، إلى حرارة

الألوان الصحراوية ، أرى أن دور الفن يتجاوز التوثيق إلى الرؤية؛ هو ليس فقط يحفظ الهوية، بل يعيد مساءلتها، تشكيلها وتقديمها للآخر كقيمة إنسانية قابلة للحوار والتجدد.


 

§ كيف أثّرت دراستك لتاريخ الفن الغربي في كندا على رؤيتك للفن المعاصر؟ وكيف حافظت على التوازن بصريًا بين الروحانية الشرقية والمقاربات الغربية؟


§ دراسة تاريخ الفن الغربي في كندا منحتني أدوات تحليلية ومرجعيات بصرية شاسعة، لكنها لم تُلغِ انتمائي. بالعكس، جعلتني أعي خصوصية ما أحمله من إرث شرقي وروحاني.

الفن لا يعرف تناقضًا بين الشرق والغرب. هو لغة واحدة لها لهجات متعددة. أحاول أن أدمج الروح الشرقية – بتأملها وشفافيتها – مع الطرح الغربي – بنزوعه التحليلي والمفاهيمي – لأخلق تجربة بصرية إنسانية شاملة.

 

§ كثيرًا ما نلاحظ في أعمالك تناغمًا بين الألوان الحارة والباردة. ما الفلسفة الجمالية التي تحكم هذا التوازن، وما رمزية الألوان في خطابك البصري؟


§ الألوان ليست مجرد زينة، بل هي طاقة. الألوان الحارة تمثل لي الحياة، الدفء، الاندفاع بينما الباردة تعبّر عن الصفاء العقل، والتأمل. التوازن بينهما هو محاولة لترجمة تعقيد الحالة الإنسانية.



§ الطبيعة هي معلّمي الأول منها أستلهم تدرجاتي. ألواني ليست اختيارات عشوائية، بل انعكاس لحالة وجدانية، لطقس داخلي، لنبض اللحظة.


 

§  بعض لوحاتك تميل إلى التعبيرية بالتجريد، وأخرى إلى الرمزية الصوفية. هل تتعمد هذا التنوع لأنك تراه انعكاسًا لتحولاتك النفسية والوجدانية الروحية؟



§ التنوع في أسلوبي ليس مخططًا بقدر ما هو انعكاس صادق لحالتي الوجدانية. اللوحة تأتي كما تشاء، لا كما أريد. أحيانًا تكون انفعالية وأحيانًا تأملية. أحيانًا تصرخ وأحيانًا تهمس أنا لا أفرض على العمل شكله، بل أتركه ينمو كما تنمو النبتة. وهذا التنقل بين التعبيرية والتجريد، وبين الرمز والصوفية، هو جزء من تحولي النفسي، ومن تقلبات الروح في مواجهة العالم.


 

§  برأيك، هل يشكّل الذكاء الاصطناعي خطرًا على جوهر الإبداع الإنساني في الفن؟ وهل ترى في ما يقدّمه أداة مكمّلة للتجربة الفنية، أم محاولة لإزاحة الوجدان والروح التي لا تنفصل عن جوهر العمل الفني؟


§ الذكاء الاصطناعي أداة – متقدمة ومثيرة – لكنها تبقى وسيلة، لا غاية. لا يمكنه أن يستبدل الروح، لأنه ببساطة لا يملكها. الفن الحقيقي هو انفعال إنساني، مزيج من وعي ولا وعي، من مشاعر وذكريات، من عمق وجودي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي محاكاته. أراه أداة مفيدة في بعض الجوانب التقنية أو البحثية، لكنه لن يكون بديلًا عن التجربة الإنسانية بكل تناقضاتها وحرارتها.

 

§ هل قمت بتأليف كتب أو دراسات تحمل رسائلك الفكرية الفلسفية التي تتضمنها أعمالك التشكيلية؟


§ نعم، لدي عدد من الدراسات والكتب الفنية التي نُشرت في مجلات متخصصة ودوريات ثقافية، تتناول رؤيتي الفلسفية للفن، والتجربة الجمالية، وأسئلة الهوية، والجمال، والعلاقة بين الفن والوجود. أؤمن أن الفن لا يكتمل إلا حين يُكتب عنه، لأن الكتابة تعمّق الرؤية وتوثق الرحلة.


















رسائل غير معلنة بقلم الشاعرة ليليا الجموسي

 رسائل غير معلنة


اخبروه ...  عني  بأن الروح رحلت 

وما بقي إلا الجسد.... بقي للعذاب

رحلت... ولن تعود 

اخبروه أن الحياة... دونه  أظلمت

باتت كليل طويل....

الدنيا وحشة من دونه.... 

ولن يأتي مكانه أحد

اخبروه.... بضراوة البعد وقسوة الرحيل

اخبروه ....عن ثقل الليالي

 والمشقة.... وساعات الانتظار 

في الحر... أهيم عند الدوالي....!

وفي الشتاء ....  اتسمر عند موقدي الصامت

وقهوتي المفعمة بالمرارة

اخبروه....

اخبروه عن حرقة الدموع ونزفها

يوم رحيله.... انتهى كل شيء 

اختفي الفرح.... تلاشت الضحكات

وغاب السعد... وماتت الأعياد

انطفأت الشموع... واحترق لبها

ماذا عساها ان تقول.... كلماتي 

أكان  يحصل منك....؟

أكان  هذا من الأصول، والعمل بالمعقول؟

اخبروه...

اخبروه.... إنه إبن قلبي الوحيد

وصديق روحي التليد

حبيب وحدتي الفريد

وعدوً اكتآبي الشديد

اخبروه...

اخبروه... انه شريك حياتي حتى النهاية

نبضه.... نبض قلبي  

ظله ظلي....  الذي لا يفارقني 

ولم يفارقني لحظة

اخبروه...

اخبروه.... إنه الحب الذي سيبقى خالداً

ولن أندم عليه أبداً.... أبداً

سيبقى في عيوني.... أجمل ما رأيت

سيبقى عشقاً في تلافيف روحي 

أثمن ما ملكت.... وأغلى  ما أملك اليوم

فما أجمل الاهتمام دون طلب

ما أعظم الحب .... حين يكون دون خداع

ما أروع الصداقة دون مقابل

اخبروه...

اخبروه....  أني لم أعد بحاجة إلى شيء

لا للحب...  لا للاهتمام ... لا للصداقة

فقط  الوداع... ثم الوداع...ثم الوداع

وداعاً حقيقياً... دون رجعة.


 ليليا الجموسي 

تونس 🇹🇳



الأربعاء، 18 يونيو 2025

*** نرجسيَّةٌ الشيطانِ *** أحاسيس مصطفى الحاج حسين .

 *** نرجسيَّةٌ الشيطانِ ***

أحاسيس  مصطفى الحاج حسين . 


يستغيثُ الحجرُ

ويبكي التُّرابُ 

 يرتعدُ الأفقُ

والغيمُ يتفحَّمُ 

يتكوَّرُ الهواءُ

والشَّمس تنبطحُ

ويبولُ القمرُ فوق َنوافذِنا

يغادرُنا البحرُ 

وتغورُ الأرضُ بنا 

يشهقُ النَّدى

ينهارُ الضَّوء 

ويتبخَّرُ كلُّ ما يحيطُ بالدنيا 


جبالٌ تتلوَّى على نفسِها 

فالسَّماءُ ركامٌ 

وجثثُ النُّجومِ تبحثُ عن أكفانِها البيضاءَ


وحده العدمُ نشطٌ 

والسَّديمُ فاقدُ الحواسِ 

حضارتُنا أثمَرت الرَّميمَ

ووجدانُنا قد توحَّش

تحجَّرَ إحساسُنا 

استعرَّت قلوبُنا 

وقبلاتُنا تحولَّت

إلى قطران 

تبرَّأت الملائكةُ مننَا

وخابَ ظنُّ اللهِ فينا 

وأقسمَ آدمُ أنّّنا 

لسنا من نسلِه 

وتنصَّلَت من رحمِها حواءُ

و بصقَت الجنَّةُ

علينا  *


       . مصطفى الحاج حسين . 

                إسطنبول



السَعْدُ بقلم الشاعرة يسرى هاني الزاير

 اِهْداءً الَى فِلْذَةِ كَبِدِي وَنَبْضُ قَلْبِي 

عَبْدُاللّٰه.


السَعْدُ

كُنْ لِلنَفْسِ عِزّاً وَرِفْعَةً 

تَكُنْ الحَياةُ لَكَ جَلِيَّةً مُمْتِعَةً 

لا تَكْثُرْ الأَسَفَ عَلَيْها

وَلا تَضُمُّ وَقْتٌ مَضَى 

وَمِنْهُ السَلامَةُ نابِضَةٌ 

رَبُّ ضارَّةٍ مِنْها النَفْعُ كُلُّهُ

وَكَذا الرُوحُ النَبِيلَةُ تَسْتَحِقُّ

وَما الشَدائِدُ لِلشَهْمِ العَزِيزِ مُنْقَصَّةٌ 

فِيها الرِجالُ فَخْرٌ وَسُمُوٌّ 

تَتَوالَى الأَيّامُ نَكْبِرُ وَنُرَسِّخُ 

كَما النَخْلَةُ كِبَرُها عُلُوٌّ 

سَخِيَّةٌ شامِخَةُ الحُلْمِ 

وَما المَرْءُ بِهٰذِهِ الدُنْيا سَواءٌ 

عابِرُ سَبِيلٍ تُسَيِّرُهُ أَقْدارُهُ

كُلُّ ما قَدَّرَهُ اللّٰهُ خَيْرٌ وَمَنْفَعَةٌ

وَلِرَبِّ ضارَّةٍ بِها النَفْعُ كُلُّهُ

فَلا تَلُمْ سَعْيَكَ نَحْوَ هَوَى تَمْنِيَتِهِ 

فَكانَ عاصِفَةً عَصَفَتْ بِالايامِ سُدىً 

اُشْدُدْ قَلْبَكَ بِعَقْلٍ مُحْكَمٍ

وَحَلَّقَ فِي سَماءِ العِشْقِ مُبْتَهِجاً 

لَمْلَمَ مِنْ خَمائِلِ الحُبِّ وَرَودِّها 

وَاُنْثُرْ دَرْبَ الأَمانِيِّ نَرْجِس

طالَ الحُلْمُ وَها هُوَ اِسْتَيْقَظَ

يَشْدُو القَصِيدُ شَوْقَ

وَيُعانِقُ السَعْدُ.

يسرى هاني الزاير


‏Happiness Be proud and dignified May life be clear and enjoyable for you. Don't greet her too much It does not include pastime. And from it springs safety Every harm has its own benefit. And the noble soul deserves it. And the positions of the dear arrow are not a shortcoming Men are proud and sublime in it Days go by, we grow and become more established As the palm tree grows tall Generous, lofty dreams not every person equal in this world? A passerby whose destiny dictates it Everything that God has decreed is good and beneficial. There is every benefit in every harm. Do not blame yourself for striving towards a passion you desire. It was a storm that raged in the past Strengthen your heart with a sound mind. And he flew in the sky of love, rejoicing Gathered from the groves of love, a Rostand scatter the path of hopes with narcissus The dream was long, and now it has awakened The poem sings longing And embraces happiness.

Yusra Alzayer

كراهب في محراب عينيك بقلم الكاتب محمد الهادي صويفي تونس

 كراهب في محراب عينيك

دعيني أمارس كل الطقوس

في لون عيونك سحر  وجمال جذاب.

بعض من الفرح رغم العذاب.

لا أطيل الإنتظار صرت مثل السراب

انصهرت في عمق الضباب

طال الغياب  

انسدت الأفاق و انغلقت أمامي كل الابواب

في لون عينيك حسن و كواعب أتراب 

فرقنا الزمان وصرنا أغراب.

في جفن عينيك بعض من الغموض

كحل وسحر وشعوذة وغزل 

أقديسة أم راهبة أنت ؟

معتكفة أنت منذ مدة لم تذوقي طعم القبل

استنبطت كل الحيل  وفقدت كل السبل

دعيني انام في محراب عينيك لثوان 

انتابتني رعشة  وقشعريرة واحسست بالخجل

من يعشقك يشعر بالهبل

مجنون في حبك أنا منذ الأزل 


محمد الهادي صويفي تونس



نعيم الحب بقلم الشاعر زين صالح / بيـروت - لبــنان

 " نعيم  الحب  "


منتصر هـو لطـالمـا يمسـك بقـلـبـي 

الذي يهواه ويفرض شروط الـغرام ...

ينادينـي فـلا أرفـض له طلباً وألبّي

لميعاد يجمعني به في دنيا الهـيام ...

آه  كم أنا قوية بـه عندمـا القااااااه 

فـي موعـد عشقٍ كزغاليل الحمـام ...

وعينااااه اللتين اعشقهـمـا يقــولان 

كــلام فـي الـوفـاء ما بـعـده كـلام ...

يدغدغ مشاعري وأنوثتي تقاومني 

أأرفـض له طلبـاً أذا ما كان هـمام ...

يقترب مني يلامس وجنتٓي اللتين 

يخضعان له ويخجلان بحكم المرام ...

أحبه أعشقه ،  من مثله يعاملني ؟

 تسافـر أصابـعـه في شـعري النعـام ...

فأنجذب إليه بكـل جوارحي فألتف

 فيريحني كتفه بـإمان عندما أنــام ...

ربااااه هو الحب الذي يسعد الدنيـا 

أعيشه بكـل مشاعره  على الــدوام ...

هـو حبيبـي وكل ما فيـه أمان لنــا 

أفتديه بروحي ولو حكمه الاعــدام ...

يطمئنني عندما أغدو مشغولة البال

بأن الحـب الذي بينـنا عهـد وسلام ...

فأسأل نفسي هل انا في حبه ملكه

فيرفض الكـلام ان يجـيب لا كـلام ...

أهوااااه بكـل زخم وأريـده بعـيوبـه

أن وجدت ولا أريد جنة سواه حرام ...

فنظرات عينيه تربكني تأخذني معه

فـي العشـق نسافر في دنيا الأحلام  ...

كفى كفى كفى  عشقاً وحباً وغــرام 

 أرتويت ، عيون تجيد رمي السهام ...

أنني لألف مرة أحبك يا حبيباً أعشقه

لطالمـا فــاض ثـغـرك بعشق الأبتسام ...

آآآتلام في الهوى عاشقة جن جنونها 

بحبيب من فيض الرجولة اقام مقام ...

أنني لهواك مقدسة وأقمت لك عشقاً

اضرمت  الحب مستعراً على الدوام ...

لا تلمني إن فعلت في ميثاق الهوى

وأتجرأت عليك تلك افعال العظـام ...

بقلم زين صالح / بيـروت - لبــنان



صوتها عذب بقلم الشاعر .. غانم ع الخوري ..

 .       صوتها عذب

هاتفتني وصوتها عذب يناجي الروح

 يصدر  همسا جميلاً  يروق  للأسماع


أخذت أعاود التذكر  من يكون الداع

 خيل لي طيف ملاك و الفكر  باقتناع


رحت أمد بالنظر وأدقق لأرى  جميلة

 محياها   قمر  السماء  ينير  الأصقاع


خلج نبض الوتين بات ينطق بعشقها

 شخصت عيناي ترقب محياها بإمتاع


ملكت القلب في حديثها لطف براءة

 بخفتها فراشة تراقص الأزهار  بإبداع


أهواك قلتها، ثم تغزلت بحوَّر عينيها

 ردت بكليمات راقت وأذهبت أوجاع  


سكت لساني و تحرك البنان و اليراع

 يبوح بألم قديم كان من شر الدواعي


نفوس حقد و عجبها  نفث سمومها

 ضاعت  أخلاقهم  لبسوا ثوب  الخلاع


 قالوا و أوغلوا كذباً بادعاء دون داعي

 زعموا أنّ فيها شراسة غريبة الأطباع


ياعاذلين الهوى بئس مكركم والغاية

 فضحت النوايا حقد  تأليف و اختراع


.. غانم ع الخوري ..


جمالك مسكر بقلم الشاعر أحمد الشرفي

 جمالك مسكر


لما  جمالك    كالمدامة  مسكر

أشد من خمر   الكؤوس  مؤثر


لما يذيب   مشاعري   بحضوره

و كأنه لي من  جحيم   مشاعر


لما   فتونك      ساحر     بدلاله

و لدي   بالتقدير    ظل   موقر


له    جمالك   بالفتون    مناظر

في كل عين   لو    يمر   كعابر


هو ذا جمالك لحن  كل  متيم

معزوف إحساس الغرام الآسر


يا سر   أسرار   الجمال   بكلما

هو فيك جاء بمحتواه مسيطر


لك صوت  يمامة  لي   أطربت

بسماع شدو شعورها المتحرر


موال   انغام    الدلال   حديثه

نغم  ترنم     بالمسامع   كوثر


عذب رقيق  سال في مترقرق

و جرى موسيقى بالكلام كأنهر


نادمته بحديث إحساس سرى

بالنبض للشريان موج   الأبحر


يا عشق أزمنتي المديدة جوه

حديث عشقك كالربيع  المزهر


حمل النسيم رسائل لي بالهوى

من جو عشقك بالعبير  معطر


أهواك يا أرقى الدلال حبيبتي

و أحب أن أبقى بعشقك سائر


مثل الغمام لي اشتياقي سائق

إليك لي إحساس جو   ممطر


عشقي شعور في هواك وجوده

بي يشعر الإحساس أني قيصر


أحبك بجنون   عشق    يا  منى

روحي و قلبي و  الغرام   مقدر


خلقت فيك لأجل  حبك عاشق

و لك  البقاء  بقادمي و الحاضر


بقلم

أحمد الشرفي


قصة قصيرة جدا بعنوان وسادتي الخالية بقلم الأديبة د رنيم خالد رجب سورية

 قصة قصيرة جدا بعنوان 

وسادتي الخالية 

بقلم الأديبة د رنيم خالد رجب سورية 

      

 قمت بجمع أنفاسي،صافحت الليل بزفراته الطويلة،  وسجائر الوقت العصيب تلهو بي ، سرعانما اقتحم الأرق سكينتي ، قضّ مضجعي، احتل وسادتي، تمرد علي،

 ليصبح الخادم لعنة سيده.


اخترنا لكم..حكاية وعبرة.. من اختيار الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 اخترنا لكم..حكاية وعبرة..


"وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.." سورة الإسراء-الآية 23


في زاوية من زوايا ملعب صاخب في البرازيل،وبين حشود الجماهير التي تهتف بحماس لا يُهدأ،كانت هناك أم تهمس لابنها كلمات لا يسمعها سواهما.لم تكن تشرح له قوانين اللعبة أو تسأله عن فريقه المفضل..بل كانت تنقل له العالم كله-مشهدًا مشهدًا، لحظة بلحظة-لأنه لا يستطيع أن يراه.

إنها سيلفيا جريكو،إمرأة بسطية،لكن بقلبٍ يسع معجزة.إبنها نيكولاس،كفيف ومصاب بالتوحد،عاشق لكرة القدم مثل الملايين، لكنّه لا يستطيع أن يرى جمالها.فقررت والدته أن تكون له العيون التي يرى بها،فكانت تصحبه إلى كل مباراة لفريقهما المفضل "بالميراس"، وتجلس بجانبه تروي له كل ما يحدث أمامها،بصوت دافئ ينسج الملعب داخل خياله.

تقول له:

"الجمهور واقف الآن..هناك ضربة ركنية..الحارس يصرخ..الكرة عالية..ضربة رأسية..آه،فوق العارضة!"

صوتها وحده كان يجعل نيكولاس يعيش اللعبة وكأنه وسط الحدث،يشعر بالهدف قبل أن يُسجّل،ويتنفس حماس الجمهور قبل أن ينفجر التصفيق.

وذات يوم،التقطت الكاميرات هذا المشهد المؤثر-أم تحتضن العالم كله بين كلماتها،وولد يستمع وكأن الحياة كلها تمرّ عبر صوت أمه. انتشرت القصة،وبكت لها العيون قبل القلوب.

وفي عام 2019،أعلنت الفيفا عن فوز سيلفيا جريكو بجائزة أفضل مشجع في العالم،ليس لأنها كانت تهتف بصوتٍ عالٍ،بل لأنها كانت تشارك الشغف من مكان أعمق: من قلب أم.

قالت أثناء تسلم الجائزة:

"أنا فقط أحكي له ما تراه عيني.هو يحب كرة القدم،وأنا أحب أن أكون جزءًا من هذا الحب."

قصتها لم تكن مجرد لحظة جميلة في المدرجات..بل كانت رسالة عظيمة: أن الشغف لا يحتاج إلى رؤية،بل إلى من يُحبّنا بما يكفي ليمنحنا النور.


من اختيار محمد المحسن



مذاق القهوة بقلم الكاتبة ألفة كشك بوحديدة

 وقد كان مذاق القهوة يهز كياني 

حنين إلى قهقهة أصدقائي 

سهر ليالي المراجعة قبل الإمتحان 

كل رشفة تذكرني بطرفة أمتعتني 


ألفة كشك بوحديدة

من الشعر الغنائي مجبورين بقلم الأديب أبو رؤى قاسم الدوسري

 من الشعر الغنائي

مجبورين


مجبورين أنطيع العالم

ومجبورين إنجاري الناس

مانتعب من نخدم احنه

عدنه الطيبة من الساس

احنه نحب العالم كلها

ومايوم نجامل بأحساس

مجبورين ،،،مجبورين

مجبوري نعيش وياهم

بالأفراح وبالأحزان

والي مايعرف يتآلف

لايمكن يصبح إنسان

ناس تحب وناس بتكره

وناس اعله الحب منذورين

لكن أحنه وطبع البينه

إنجاري الوادم مجبورين

أحنه نحب هالعالم كلها

ومايوم نجامل بأحساس

مجبورين،،،،مجبورين

ليش اليَّ  يمشي بنيته

مجروح ومن أغلى أصحابه 

واليّ يسبب بفعله أذيته

تكثر بالدنيه أحبابه

دنيه وتفتر بالمگلوب

وبفرتها تعذب گلوب

لكن أحنه وطبع البينه

إنجاري الوادم مجبورين

احنه نحب هالعالم كلها

ومايوم إنجامل بأحساس

مجبورين،،،،مجبورين

أبو رؤى قاسم الدوسري



ساعة مع الشاعر و المترجم و القاص و الدكتور الأكاديمي الإيراني موسى بيدج - ١٩٥٦ م ٠ بقلم الكاتب: السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

ساعة مع الشاعر و المترجم و القاص و الدكتور الأكاديمي الإيراني موسى بيدج - ١٩٥٦ م ٠

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

( رجل لا يصلح للحب )

" طريق الحرير بين الثقافتين العربية والفارسية " ٠


" إذا جاء البحر

فلا تقولي:

إخلع موجاتك وادخل

فالبحر بلا موج

طفل أضاع عنوان بيته

إذا جاءت الغيمة

هنئيها

على فستانها الصيفي المطير

إذا إنحنت الصفصافة

على شرفتك إنشري ابتساماتك يمامات لها

وإذا رنّ الهاتف

فاعلمي

هناك رجل يغني

اسمه: أنا

عنوانه: أنتِ ٠

٠٠٠٠٠٠

في البداية عزيزي القارىء الكريم ٠٠

تتعرض الدولة الفارسية لهزة عنيفة في إطار العدوان السافر من الكيان الصهيوني و الأمريكي و نحن نشاهد هذا المشهد عن كثب في هذه الأيام مع الحرب على غزة ٠٠٠

و لكن من منظور الترجمة و الأدب و الشعر نعكس ملامح من خريطة الثقافة داخل طهران للشاعر و المترجم الإيراني الصديق ( موسى بيدج ) ٠

ومن ثم تظل اللغة الفارسية تحلق بيننا حيث ترتبط بلغتنا العربية فقد خالط الموالي العرب قديما و لا سيما في قيام الدولة العباسية و عرفنا من خلال دراستنا للفارسية في الجامعة و بعض النصوص التي فرضها علينا منهج الجامعة في الكلية ، أضف إلى الآداب الفارسية المترجمة إلى لغتنا العربية و قد طالعنا ( ملحمة الشهنامة ) للفردوسي حيث سيرة الملوك ٠

و رباعيات الخيام التي ترجمها شاعر الشباب أحمد رامي و غنتها السيدة أم كلثوم ٠

كما لا يفوتنا هنا الاستشهاد بثقافة ( خرسان ) و سياستها مع أبي مسلم الخرساني في التاريخ الإسلامي و غيره ٠ 


و ها نحن نتوقف مع الموسعة الإيرانية الشاعر و المترجم الصديق ( موسى بيدج ) المتيم و الحائر بين الثقافتين العربية والفارسية ، و من خلالهما يرفرف في عنان الأفق و سماء الشعر يبدع و يكتب و يترجم في شتى الفنون بكل لون فهو عاشق للحب و الجمال و السلام و الطبيعة و الوطن و الفلسفة التأملية و التجليات الصوفية الإشراقية ٠٠ 


فهو يحاول التقريب بالتفاهم بين الشعوب فقد نقل إلى العربية الكثير و إلى الفارسية أيضا من خلال دوره الرائد هكذا ٠


* أليس هو القائل في اليوم العالمي للشعر :

في البعيد أرى قصيدة

ستغير العالم

قصيدة لا تنتمي الى لغة أو جغرافيا

فالشعر ليس له وطن

إنما يقيم في القلوب

و يترجم الرؤى و الأحلام ! ٠


* نشأته : 

-----------

وٌلد الشاعر و المترجم و القاص و الأستاذ الأكاديمي موسى بيدج عام ١٩٥٦ م في كردستان ٠

فهو مترجم وشاعر ومستشار إذاعي إيراني من أصول كردية، وأستاذ الأدب العربي في جامعة طهران. 

- يقيم في طهران، يرأس تحرير مجلة شيراز (وهي نافذة عربية على الأدب الإيراني) ٠

- أضف إلى مجهوداته الكبيرة في الساحة الأدبية، إلا أنه منغمس في الساحة الأكاديمية أيضا، فهو يدرّس الأدب الحديث في الجامعة وله برنامج إذاعي بعنوان ( عالم الترجمة) ٠

إنه مسكون بالترجمة، وقد تجاوزت إصداراته ستين كتابا، شارك في مهرجانات شعرية وندوات أدبية وثقافية دولية وعربية. 

ويُعد موسى جسرا مهما بين الثقافتين العربية والفارسية ومن أشد المؤمنين بدور الثقافة في التقريب بين الشعوب، سبق أن كرمته مجلة العربي عن دوره الرائد، وأيضا مؤسسة جائزة الشيخ حمد للترجمة ٠


يُعتبر صاحب مساهمة أساسية في وصل كلٍ من الأدب العربي والإيراني من خلال ترجمة قرابة 40 كتابًا من العربية إلى الفارسية والعكس. يترأس تحرير مجلة شيراز التي تصدر في طهران باللغة العربية وتعتبر نافذة للقارئ العربي على الأدب الإيراني الحديث. 


- ورقة بحثية بعنوان «طريق الحرير بين الثقافتين العربية والفارسية».


- كتاب أنطولوجيا القصة الإيرانية الحديثة ٠

- و قد ترجمت لمئتي شاعر عربي حدیث.. 

إما مجامیع شعریة أو بعض قصائد.. علی الأقل في أكثر من ثلاثین كتاباً ٠

- وله كتاب عن شعر المقاومة العربي منذ البدء إلی الیوم.. یُدرَّس في الجامعات الإیرانیة ٠


- له عدة مجموعات شعرية منها : 

ديوان : “كم متأخرة الحياة” ٠ ديوان :”حقل القصب” ٠

ديوان : رجل لا يصلح للحب ٠

ديوان : أجنحة للهبوط ٠

- ومجموعتان قصصيتان، هما “السماء الزعفرانية” و”العاشق البليد”. 


* نماذج من شعره :

------------------------

( شعر و ترجمة: موسى بيدج )


 القَفْص يَحْلمُ بِالْكَنَارِي

الشَّبَاكُ بِالنَّسِيمِ

وَأَنَا أَحْلمُ بِك

أَنْتِ الَّتِي أَخَذَ القِطَارُ بِضَفِيرَتِكِ

صُوْبَ الْأُفُقِ صَارِخًا


اللَّعْنَةُ عَلَى رَحِيلِ القِطَارَاتِ

اللَّعْنَةُ عَلَى هَذَا الْمَدَى اللَّازُورْدِيِّ

اللَّعْنَةُ عَلَيَّ

أَنَا الَّذِي أَحْمِلُ دَفْتَرًا مَفْتُوحًا

مِصْبَاحًا مُشْتَعِلًا

وَكَلِمَاتٍ تَحْتَرِقُ عَلَى شَفَاهِي


أَيْنَ ذَهَبَتْ

ضَحِكَاتٌ كَانَتْ كَالْنُّوَفِرَاتِ

أَبْوَاب مَحَلَّاتٍ مُشْرَعَةٍ

أَغَانٍ كَانَتْ تَرْقُصُ

وَدَرَّاجَاتٌ تَأْتِي بِالرَّغِيفِ


لَا لَمْ تَسْرِقُكِ القِطَارَاتُ

إِنَّمَا أَخَذَتْ بِكِ رِيَاحٌ خَفِيَّةٌ

إِلَى مَكَانٍ لَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِنَا رُؤِيَّتُكِ حُلُمًا


وَالْآنَ

جَالِسٌ أَنَا

مِثْلَ حَارِسِ سُككٍ مَذْهُولٌ

فِي إِنْتِظَارِ قِطَارٍ غَائِبٍ

مِثْلَ قَفْصٍ يَحْلُمُ بِالْكَنَارِيِّ

مِثْلَ شَبَاكٍ يَحْلُمُ بِالنَّسِيمِ

وَمِثْلِي أَنَا

حَيْثُ أُحَدث خَيَالكِ حَوَالَيْ

زَحْمَة فِي المَرُوْرِ ! ٠


***

و يقول شاعرتنا المترجم الإيراني موسى بيدج في قصيدة أخرى بعنوان ( خيمة سوداء ) :

إنما للبحر فم وأسنان

تصطك خوفا من خيمة سوداء


يا صديقي

غاب الملح عن الماء 

عن الخبز 

وعن الكلمات


قل للمراكب

أن تنتشر في المرافئ

قل للغواصات النووية

ان تعود الى اوكارها


فالبحر مصاب 

و عيادات الأسنان معطلة!


*** 

يقول موسی بیدج في مقطوعة شعرية أخرى:

حرائق المكتبات


الغرفة تكتظ 

بثاني اوكسيد الكربون

كتاباتي النائمة على الرفوف 

تحلم 

بنافذة ترفرف 

على جدران العالم 

تحلم بالعودة 

الى أحضان الشجر 

تحلم بابتسامة مكتوبة 

وتبكي 

كلما تطفو حرائق المكتبات في الذاكرة


فيا سيارات الشرطة 

في غرفتي 

احفظيني من ثورة هذه المسودات المبعثرة

التي إهتاجت 

و تريد إسقاطي من سريري القديم ! ٠


***

و ها هو ينتقل بنا في مقطوعة شعرية بديعة حيث يرسم لنا بعض لوحاته الفنية في تلقائية حيث يقول فيها :

أكثر الكلمات إحمرارا

عينا طفل

يرنو الى دراجة صغيرة على الطريق


أكثر الكلمات إخضرارا

إبتسامة صبية

تنثر شعرها عبر النافذة

نحو مارة مجهولين


و أكثر الكلمات إسودادا

قلبي

المكتظ بقصائد لا تحبها

شرطة المرور ! ٠


***

و أخيرا بعد هذه الرحلة في عيون الأدب و الشعر و الثقافة الفارسية داخل دائرة صفحات من العمق الإيراني المعاصر ، في زمن الحب و الحرب و السلم في تناغم ، و ذلك من خلال شاعرها و مترجمها الصديق ( د٠ موسى بيدج ) الذي يعكس مدى ثنائية الإبداع بين الثقافة العربية و الفارسية في تقارب و مزج يذكرنا بالعصر العباسي المزدهر دائما ٠  

مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠



نهاد واثق السامرائي ونصير شمه يصنعان أسطورة الأناقة في عالم الفن والأزياء تقرير الإعلامية دنيا صاحب - العراق

 نهاد واثق السامرائي ونصير شمه يصنعان أسطورة الأناقة في عالم الفن والأزياء 

تقرير : دنيا صاحب - العراق 


انطلقت "رحلة التاج الأسود" بالتعاون الفني المشترك بين الموسيقار العالمي نصير شمه و الكاتبة المصممة العراقية العالمية نهاد واثق السامرائي في مشروع إبداعي وصفه النقاد بـ"الأسطورة العالمية في عالم الموضة والأزياء". بدأ العرض من جزر العالم – دبي بتاريخ 11 يونيو، بحفل عشاء خاص تبعه عرض الأزياء الكبير بتاريخ 15 يونيو في قاعة أجندة – دبي. وتستمر الرحلة في جولة عربية وعالمية تشمل: العلمين – مصر، لندن، موسكو، باريس، ميلانو، لتُختتم في بغداد – دار السلام، بوابة العالم ومهد الحضارات.

أسطورة فنية تجسد الفخامة الملكية

قدمت نهاد واثق في هذا العرض 70 تصميمًا منفذ من لوحات الموسيقار نصير شمه، التي عرضت ضمن معرضه الأول "رؤية وحياة" في أبو ظبي - الإمارات ، حيث حولت هذه اللوحات إلى أقمشة وأزياء وقطع أثاث ومجوهرات مستوحاة من رؤى فنية أرستقراطية، تنبض بجماليات تجمع بين الأصالة وروح الحداثة.


وتصل الجولة إلى محطتها الكبرى في بغداد، حيث سيتم عرض 101 تصميمًا فنيًا في أمسية الجمعة الموافق 1 أكتوبر، يسبقها حفل عشاء خاص لفئة مختارة من المثقفين والإعلاميين من المجتمع العراقي في ليلة فاخرة تمهّد للعرض الرسمي المرتقب بتاريخ 3 أكتوبر، الذي يُنتظر أن يكون الأضخم والأكثر تميزًا في تاريخ عروض الأزياء في العراق والعالم.

عروض تتمايل على وقع الموسيقى:


في هذا العرض، قدّم الموسيقار والفنان نصير شمه رؤية فنية متكاملة، حيث أبدع في تصميم مشهد العرض وتقديم العارضات على منصة الأزياء بأسلوب من ابتكاره، وتولّى الإشراف الفني الكامل على المشروع، ليقدّم مشهدًا عالميًا راقيًا استُعرضت فيه الأزياء ضمن عرض عصري ساحر.

تم تنفيذ العرض بالتعاون بين شركتي "فاشن فاكتور" و"كراون سيركل" الرائدتين في تنظيم عروض الهوت كوتور عالميًا  بالتعاون مع فريق محترف في تصميم الأزياء بدبي.


تنوع الأزياء المستوحاة من الثقافات الشرقية برؤية عراقية معاصرة :


ضم العرض مجموعة واسعة من الأزياء التي تمزج بين الفخامة الشرقية واللمسات العصرية منها:

فساتين سهرة راقية

قفاطين ملكية

نفانيف بألوان استوائية

بشت وسروال عصري بتصميم أنيق


كما شملت التشكيلة تصاميم مستوحاة من ثقافات متعددة أبرزها:

الزي الياباني

الثقافة الكردية

الهندية

الشرق أوسطية

تجسّد الأزياء طابعًا فنيًا متفرّدًا يجمع بين الذائقة البصرية واللمسة الموسيقية، بأسلوب تشكيلي مميز، لتتحوّل كل قطعة إلى عمل إبداعي ينبض بالجمال والرقي.

تصميم رجالي يوحّد الثقافات:

تم تصميم زيّ رجالي يجمع بين ملامح الأزياء العربية الإسلامية والكردية، في توليفة تعكس تنوع الهوية العراقية برؤية موحدة، بتصاميم متعددة الاستخدامات وألوان راقية.


تميّزت التصاميم باستخدام خامات عالية الجودة، منها:

قماش التفته الفاخر

الحرير الطبيعي

شيفون الحرير

خامات مخصصة للطابع الملكي العصري


وزُينت التصاميم بأحجار كريمة وشبه كريمة من نوع شورازفيكي، اختيرت بعناية لتعكس الطابع الأرستقراطي الرفيع لكل قطعة.


الصناعة والشريك المحلي: 

أُنجزت الأقمشة بتقنيات متقدمة بإشراف خبير النسيج الأستاذ ياسر البير، أحد أبرز الأسماء في صناعة الأقمشة الراقية. تمتلك مجموعته (ياسر ومياسة) مصانع في بغداد، اليابان، كندا، والصين، وهو من أبرز ممولي السوق العراقي بالخامات الفاخرة.


تنفيذ مخصص حسب الطلب: 

تُتيح دار الأزياء لماركة التاج الاسود إمكانية تنفيذ التصاميم بطريقة مخصصة وفقًا للمقاس والطلب الخاص، ما يمنح تجربة تسوق جديدة تعكس الطابع الشخصي، وتحول كل قطعة إلى عمل فني يمكن اقتناؤه بسهولة.


رحلة التاج الأسود: من دبي إلى بغداد

من دبي بدأت المصممة نهاد واثق السامرائي حكاية "رحلة التاج الأسود"، لتنسج من خلالها تاريخًا جديدًا للأناقة العراقية، حيث يلتقي الإبداع بالثقافة، والموسيقى بالموضة، والأنوثة بالجمال. إنها تجربة فريدة تُعد الأولى من نوعها عالميًا، تجسّد حلمًا عراقيًا يروي أسطورة الإبداع الخالد.