آخر المنشورات

السبت، 9 أغسطس 2025

مثيرات اللذة الجمالية..في شعرية الشاعر التونسي القدير جلال باباي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 مثيرات اللذة الجمالية..في شعرية الشاعر التونسي القدير جلال باباي


إلى

التي نثرت الفتنة-كالبذور-

كي تدلّ القلب إلى مأواه..

" من الذي سوف يمتدحك

مديحاً لم يحدث من قبل"

زرادشت

(القرن الرابع قبل الميلاد)


نعني باللغة الشعرية ما تعارف عليه النقاد من استخدام الشاعر لمكونات القصيدة اللفظية ذات التداعيات والدلالات الإيحائية،وهو ما اتفقوا عليه بالمدلولات الانفعالية للكلمةج،ولا يعنينا في هذا المقام ما قال به بعض النقاد من مفهوم للغة الشعرية بأنها الإطار العام الشعري للقصيدة،والتي يقصد بها مكونات العمل الشعري من ألفاظ وصور وخيال وعاطفة وموسيقا ومواقف بشرية .

وعليه،فقد تميزت لغة شاعرنا التونسي الفذ جلال باباي بالشفافية والوضوح،فهي بعيدة عن لغة التعتيم والتهويم في سرف الوهم واللاوعي،تلك اللغة التي تلفها الضبابية القائمة والرمزية المبهمة، فلغته ناصعة واضحة لا غموض فيها،وتعبر عن مضامينه بأسلوب أقرب فيه إلى التصريح المليح منه إلى التلميح..

وهذا يعني أن الشاعر-جلال باباي ذو مهج تعبيري سلس،وقاموسه الشعري لا يحتاج إلى كد ذهني وبحث في تقاعير اللغة،وأنا إذ أصرح بهذا إنما أغبط شاعرنا على الرؤى الواضحة والألفاظ المعبرة بذاتها،وقد لمح الشاعر نفسه عن ميله لهذه السهولة بقوله :

الجميلة

شفيفُة  مثل الشمس هذه الجميلة

تستعير من قفص مظلتها عطر وردة ذابلة

ذا خَفيفُ المزاج يجادل ماضيه

به رغبةٍ في الرحيل

كان الوقتَ يومها ساخنا وخجولا

أمٌا الجميلة فتوزع على نهديها ماء ورملا

تتزيٌن تحت شمسيتها غير آبهة باللصوص

يسترقون النظرات  من فوق أسرٌة الشاطئ

سوف تجيء  الطيور المهاجرة مع حلول الخريف

تنتفض الجميلة من مكانها بعد ظهيرة أغسطس

يبقى العشاق فرادى  يلفهم الغبار .

جلال باباي (ذات إشراقة صبح بمدينة أكودة الساحلية)

تعد الشعرية قيمة جمالية متغيرة بإيحاءاتها وتشكيلاتها النصية،والقارئ الجمالي هو الذي يباغت المتلقي بأسلوبه الشعري،من خلال التشكيلات النصية المراوغة،وحراك الدلالات الشعرية التي تباغت المتلقي بأسلوبها التشكيلي الانزياحي الخلاق بمؤثرات الدلالة ومثيراتها النصية،وهذا يعني إن أي ارتقاء جمالي في قصيدة من القصائد يظهر من خلال بناها النصية المفتوحة ورؤاها العميقة.

إن اللعبة الجمالية في جل قصائد جلال باباي ( أزعم أني اطلعت على جلها) فاعلة في استثارة الدلالات والمعاني الشعرية،وهذا يدلنا على أن الشعرية كتلة متحولات جمالية في قصائد جلال التي تتنوع دلالاتها ورؤاها النصية تبعاً لمتحولاتها النصية الآسرة وبلاغة مردودها الجمالي على المستوى الشعوري والموقف العاطفي المجسد.

وبتصورنا:إن الفكر النقدي الإبداعي يقف على المثيرات النصية المؤثرة التي تجعل القارئ يتلذذ بمتعة المكاشفة والاكتشاف الجمالي،فالقارئ الجمالي هو الذي يكتشف ما خفي من النص، ويكتشف الرؤى البؤرية العميقة التي ينطوي عليها،ومن هنا فمن يبحث في مثيرات الشعرية ومتحولاتها النصية في قصيدة من القصائد عليه أن يقف على المتغيرات الجمالية التي تنطوي عليها القصيدة في تجلياتها النصية الشعرية المفتوحة برؤاها ودلالاتها النصية.

في هذا السياق،تتجلى ‬جمالية‭ ‬جلال باباي ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬ومؤولاتها‭ ‬الثرية التي‭ ‬تجعل‭ ‬القارئ‭ ‬يسبح‭ ‬في‭ ‬فضاءاتها‭ ‬مزهواً‭ ‬بدهشتها‭ ‬الإسنادية، وبكارة‭ ‬ما‭ ‬تبثه‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفني‭ ‬والجمالي.وتلك‭ ‬هي‭ ‬ميزة‭ ‬النصوص‭ ‬الشعرية،المنفتحة‭ ‬على‭ ‬احتمالات‭ ‬التأويل‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استنفادها‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬واحدة‭ .‬

ومن هنا،سنظل نهوّم مع شاعرنا-جلال-يحدونا بأغنياته،فيشنف آذاننا وترقص معه أفئدتنا طربا وثورة..طربا لما في هذه القصائد من ومضات مشرقة تأسر القلوب في أفكارها وصورها ولغتها، وثورة لأنه يفجر في دواخلنا كوامن الجراح التي ما تلبث أن تلتئم حتى تتفتق من جديد..

ودائماً سيبقى من يحفظ للشعر حقّهُ.وبما أنّ الشّعر كائن حيّ،فهو يحتاجُ لمزيدٍ من الاهتمام،ومزيدٍ من الإنفتاح به على الجهات،وكسر للقوالب التي تخنقه،ليفرد جناحيه محلقاً متنفّساً ما يشتهي..هكذا نضمن لهُ حقّهُ في الحرية.

دمت يا جلال سامقا..لامع الحرف وذائقا لمعانيه العميقة..


محمد المحسن



على هامش الذكرى السابعة عشرة لرحيل شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش الذكرى السابعة عشرة لرحيل شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش


محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينية الذي صاغ ثنائية الوطن..والبندقية


العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا"


"أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها شاعر واحد"( الكسندر بوشكين)


*تصدير:لأن هناك الشعراء،ولأنهم في حياتنا،ولأنهم يبقون حتى حين يغادرون عالمنا،يمكن أن نطمئن.ليس شعارا هذا،ولا تفاؤلا ساذجا،فإن الشعراء قدامى وحديثين،استطاعوا أن يمنحوني شعورا استثنائيا في كثير من الأوقات التي كان يمكن أن يسودها اليأس والظلام،شعور هو مزيج من البهجة،والهدوء،واللامبالاة.


اقتادتك فلسطين من يد روحك إلى فردوس الطمأنينة،بل ربما إلى النقيض.

ولكن..الشعراء العظام يولدون مصادفة في الزّمن الخطإ،ويرحلون كومضة في الفجر،كنقطة دم،ثم يومضون في الليل كشهاب على عتبات البحر..

محمود درويش:أوقعتك القافلة سهوا عنك،سهوا عنّا ومضيت قُبيل انتهاء القصيد دون وداع،فحين إكتفى معظم الشعراء ممن لامست قصائدك المتوهجة شغاف قلوبهم برثائك،والترحّم على رحيلك بدموع حارقة..

شاعرنا الفذ:منذ رحيلك وأنا أحاول مجاهدا تطويع اللغة،ووضعها في سياقها الموازي للصدمة..للحدث الجلل..إننّي مواجه بهذا الإستعصاء،بهذا الشلل الداخلي لقول الكلمات الموازية،أو المقاربة لرحيل القمر والدخول في المحاق..

ولكن الدّمع ينهمر نزيفا كلّما انبجس بيت من شقوق القصيد..

ماذا تعني كلمات أو مفردات:منكوب أو مفجوع أو مدمّى أو منكسر؟

لا شيء..سوى الفراغ الذي كنت تملأه فيما مضى.يتسع بك ويضاء بالبهاء الإنساني والغنى الروحي الحزين جراء فساد العالم وخرابه..

القصائد الفذة والصرخة الإحتجاجية التي تخترق في عنفوانها سجوف الصّمت،وتواجه بشموخ الإنحدار الرعوي وصلف حفاة الضمير..

الآن بعد رحيلك-القَدَري-أعيد النظر في مفاهيم كثيرة،ربما كانت بالأمس قناعات راسخة،الآن يبدو المشهد الشعري كأنّه مهزلة وجودية مفرغة من أي معنى سوى الألم والدموع..

أيّها الشاعر المسافر عبر الغيوم الماطرة:لقد احتمى إسمك بالوجدان العربي حزنا صامتا عميقا سنظلّ نتوارثه جيلا بعد جيل..ونحلم بولادة شعراء أفذاذ في حجم شموخك..

هذا الحلم ما يفتأ يعاود الظهور في كلّ مرّة تصبح فيه الكرامة العربية مجرّد ذكرى،وتصبح الشعوب العربية مثل الهوام لا أمل ولا فرح ولا نسمة تهبّ من جداول الإبداع..وطوبى للحزانى لأنّهم عند الله يتعزّون.

محمود:الزّمان الغض،المضاء بشموس النصر والتحدي.الزمان المفعم بإشراقات القصيد،ما قبل إدراك الخديعة،بغتة الصدمة وضربة الأقدار..

الكون الحزين يرثيك.فرحة هي النوارس بمغادرتك عالم البشر إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..

أنت الآن في رحاب الله بمنأى عن عالم الغبار والقتلة وشذّاذ الآفاق،والتردّي إلى مسوخية ما قبل الحيوان.

والسؤال:

هل كان الحمام الفلسطيني يعبّر بهديله عن رغبته في اختطافك إلى الفضاءات النقية لتكون واحدا من-قبيلته-بعيدا عن الأرض الموبوءة بالإنسان الذي تحوّل إلى وحش ينتشي بنهش الجثث،قاتل للحمام والبشر،معيدا سيرة أجداده القدامى منذ قابيل وهابيل حتى الآن؟ !

نائم هناك على التخوم الأبدية،وروحك تعلو في الضياء الأثيري،طائرا أو سمكة أو سحابة أو لحنا في موسيقى.لقد غادرت المهزلة الكونية للعبور البشري فوق سطح الأرض.

في الزمان الحُلمي،كما في رؤيا سريالية،سأحملك على محفة من الريحان،بعد تطهيرك بمياه الوديان،من مصبات الأنهار والمنحدرات الصخرية بإتجاه البحر..سيسألني العابرون :إلى أين؟

في السماء نجمة أهتدي بها.أعرفها.تشير دوما إلى القدس.أنت أشرت إليها ذات غسق وهي الآن فوق-مقبرة فلسطينية-تضيئ القبور بلمعانها المميز عن بقية الكواكب.وهي تشير كذلك إلى المرقد والمغيب فوق أفق البحر في أواخر المساءات.أحملك نحوها لتغطيك وتحميك بنورها الأسطوري لتدخل في ذرّاتها وخلودها الضوئي..

قبل هذا الإحتفال الأخير سأطوف بك حول-القدس-التي أحببتها،معقل الصابرين والصامدين،حيث يرثيك أهلك و-مريدوك-بدمع حارق يحزّ شغاف القلب..

يسألني العابرون أو أسأل نفسي:هل محاولة إستعادة نبض الحياة الماضية يخفّف من وطأة صدمة الموت؟..لا أعرف شيئا..

حين يأتي المساء الرّباني سنلتئم تحت خيمة عربية مفعمة بعطر الشعر.نشعل النيران في فجوات الصخور اتقاء للرّيح،ونبدأ الإحتفال في لحظة بزوغ القمر فوق فلسطين الشامخة..

أما أنتم-يا أيها الشعراء والمبدعون-:إذا رأيتم-الشاعر الفذ-مسجى فوق سرير الغمام فلا توقظوه،إسألوا الصاعقة التي شقّت الصخرة إلى نصفين لا يلتحمان.

إذا رأيتم-نجما-ساطعا في الصمت الأبدي فلا تعكرّوا لمعانه بالكلمات.

اسكبوا دمعة سخيّة على جبينه الوضّاء ،دمعة في لون اللؤلؤ،واكتموا الصرخة المدوية كالرعد في كهوف الرّوح..

وأخيرا إذا رأيتم المغنّي الجوّال حاملا قيثارته،افسحوا له مجالا في الدروب لينشد أغنية الوداع للنجم الآفل..

تقول الأغنية:

هناك كثيرون أمثالك..أعلّوا وشادوا..

وفي كل حال أجادوا..

وأنت أنجزت كل الذي في يديك..

وما عرف المستحيل الطريق إليك..

لأنّك تؤمن أنّ الخطى إن تلاقت قليلا..

ستصبح جيشا وصبحا نبيلا..

وأنت ككل الذين أرادوا لوجه الحياة رداء جميلا..

تمنيت أن ينبلجَ الصبح من مقلتيك..

فعلت الذي كان حتما عليك..

ومن كان حتما على الشعراء..جيلا فجيلا..


الحياة-يا فقيدنا الفذ-تصبح أكثر

ضوءا،وهدوءا.الحياة المؤقتة-يا محمود-التي تحدّثت عنها يوما،وعرفت كيف تبقى خالدا فيها،وخارجها:أهمية الحياة،وفضلها،يكمن في كونها مؤقتة،في أنك عليك أن تظهر خلودك في مكان آخر،وذلك المكان هو"الإنسانية".


محمد المحسن


*أدعو  المتخصصين بالأدب المقارن والآداب الأجنبية على إجراء دراسات مقارنة،تضع درويش في سياق الشعر العالمي،خصوصا في ضوء تجارب بعض الشعراء الذين أعجب بشعرهم،من إليوت ولوركا وناظم حكمت وكافافي وريتسوس وصولا إلى أكتافيو باث وشيموس هني وديريك والكوت وغينسبرغ وغيرهم.


**ببلوغرافيا محمود درويش

دواوين شعرية:

"عصافير بلا أجنحة"، (1960)، حيفا. "أوراق الزيتون"،(1964)،حيفا. "عاشق من فلسطين"، (1966)، الناصرة. "آخر الليل"، (1967)، عكا. "العصافير تموت في الجليل"، (1969)، بيروت. "حبيبتي تنهض من نومها"، (1970)، بيروت. "أحبك أو لا أحبك"، (1972)، بيروت. "محاولة رقم 7″، (1973)، بيروت. "تلك صورتها وهذا انتحار العاشق"، (1975)، بيروت. "أعراس"، (1977)، بيروت. "مديح الظل العالي"، (1983)، بيروت. "حصار لمدائح البحر"، (1984)، بيروت. "هي أغنية.. هي أغنية"، (1986)، بيروت. "ورد أقلّ"، (1986)، بيروت. "أرى ما أريد"، (1990)، بيروت. "أحد عشر كوكبا"، (1992)، بيروت. "لماذا تركت الحصان وحيدا؟"، (1995)، بيروت. "سرير الغريبة"، (1999)، بيروت. "جدارية"، (2000)، بيروت. "حالة حصار"، (2002)، بيروت. "لا تعتذر عما فعلت"، (2004)، بيروت. "كزهر اللوز أو أبعد"، (2005)، بيروت. "أثر الفراشة"، (2008)، بيروت. "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي"، (2009). "خطب الدكتاتور الموزونة"، (2013)، حيفا. (نشر في مجلة اليوم السابع، وفي مجلة شعر المصرية، ولم ينشره درويش في كتاب أثناء حياته).

الأعمال النثرية:

"شيء عن الوطن"، (1971). "يوميات الحزن العادي"، (1973). "وداعا أيتها الحرب وداعا أيها السلام"، (1974). "ذاكرة للنسيان"، (1987). "في وصف حالتنا"، (1987). "في انتظار البرابرة"، (1987). "الرسائل (محمود درويش وسميح القاسم)"، (1999). "في حضرة الغياب"، (2006). "حيرة العائد"، (2007).



"عجائب الطاقة الروحية في موسيقى نصير شمه: علاج وشفاء – دراسة تحليلية فلسفية علمية" إعداد الباحثة والناقدة: دنيا صاحب – العراق

 "عجائب الطاقة الروحية في موسيقى نصير شمه: علاج وشفاء – دراسة تحليلية فلسفية علمية"


إعداد الباحثة والناقدة: دنيا صاحب – العراق


تنبعث من أعمال الموسيقار العالمي نصير شمه طاقة روحية تتجاوز الأبعاد المتدنية، وترتقي إلى ما هو أعلى من البُعد الروحي الخامس إذ يُعبّر من خلالها عن خلاصة تجربته الإنسانية والفنية في عالم الفن والموسيقى.


ومن منظوري الفلسفي، تُعدّ مقطوعات نصير شمه الموسيقية انعكاسًا لحالاته التأملية وشغفه الوجداني في الوجود حيث تتحوّل إلى لغةٍ تعبيرية ذات أفقٍ فلسفي وعلمي، تسهم في بناء سلّم النغمات وتشكيل اللحن بأسلوبٍ حضاري ينبع من جذوره العراقية. فتغدو تجربةً متكاملة تنتمي إلى نموذجٍ موسيقي عربي شرقي، يحمل طابعاً تراثياً وروحانياً صوفياً، ويمتزج في الوقت ذاته بسمات الحداثة.

وتتضح هذه الرؤية بوضوح في أعماله مثل ألبومات: رحلة الأرواح، أبواب، إشراق، حالي به يحلو، جلال الدين الرومي، حيث يسعى من خلالها إلى إحداث تأثيرٍ عميق في البنية الفكرية والنفسية، والروحية للمستمع.



تمتزج رؤيته الفنية الموسيقية بين سياقات التعبير الرومانسي والروحانية الصوفية، محمّلةً بمخزونٍ وجداني نابض بألحان الحياة، ومنبثقٍ من عمق ثقافته المتنوعة وسجايا روحه الهادئة، بجذورٍ تستمد عمقها من إرث حضاري يمتد من وادي الرافدين إلى آفاق الحضارات الإنسانية جمعاء، ما يضفي على أعماله بُعدًا كونيًّا شاملاً، متأصّلًا في الذاكرة البشرية.


تتميّز موسيقاه بخصائص تُعزّز ما يُعرف بـ"الاستجابة الانفعالية العميقة" (Deep Emotional Response)، وهي حالة وجدانية قوية يختبرها العلماء المختصون في هذا المجال، وتحدث لدى المستمع حينما تلامس الموسيقى مراكز متخصصة في الدماغ، مثل الجهاز الحوفي (Limbic System)، ولا سيما الأميغدالا (Amygdala) والحُصين (Hippocampus)، المسؤولَين عن تنظيم العاطفة والذاكرة.



تُحفّز هذه المؤثرات نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي (Autonomic Nervous System)، مما ينعكس مباشرةً على وظائف فسيولوجية مثل معدل ضربات القلب، والتنفس، وتوازن الحالة النفسية. وقد أثبتت بحوث علمية وطبية، شملت العديد من الدراسات السريرية، أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة يُسهم في تنظيم ضغط الدم، وتنشيط معدل ضربات القلب، وتقليل مستويات هرمون الكورتيزول (Cortisol)، المسؤول عن التوتر والضغط النفسي."


أثبتت الدراسات أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو المشاركة في جلسات العزف الجماعي يسهم في دعم الجهاز المناعي عبر تنشيط خلايا NK القاتلة الطبيعية، وزيادة مستويات الغلوبولين المناعي A (IgA)، وخفض مستوى الكورتيزول وتحسين توازن السيتوكينات الالتهابية مثل الإنترلوكين‑6 (IL‑6). هذه التأثيرات تساهم في تعزيز قدرة الجسم على مقاومة الأمراض النفسية والبدنية على حد سواء.


"تُظهر موسيقى نصير شمّه خصائص متعددة الأبعاد، تمتد لتشمل الجوانب العلاجية، والروحية، والوجودية، والجمالية، والإنسانية، وهو ما يجعل تجربته الموسيقية مجالًا خصبًا للتحليل من منظور علمي وفلسفي. ويُعزى هذا الاتساع التأثيري إلى اعتماده على المقامات الشرقية، التي تتميّز بثرائها التعبيري وقابليتها العالية لاستثارة الانفعالات العاطفية والروحية، فضلاً عن استخدامه لإيقاعات تتسم بما يُعرف بالمرونة الزمنية (Temporal Flexibility)، وهي سمة تُسهم في خلق ما يُسمى بـ"المساحة الصوتية المفتوحة" (Open Sonic Space)، التي تُتيح للمتلقي بيئة صوتية تأملية قابلة للتفسير الذاتي والانخراط الوجداني العميق.


وقد أظهرت العديد من المؤشرات التجريبية والأنثروبولوجية أن هذا النوع من التكوين الموسيقي يُسهم في تعزيز حالات التركيز الداخلي، وتنشيط العمليات المعرفية المرتبطة بالتأمل والوعي الذاتي، وهو ما ينسجم مع المبادئ المعتمدة في العلاج بالموسيقى (Music Therapy)، حيث تُستخدم الترددات الموسيقية بشكل موجّه لتحفيز التوازن العصبي-النفسي وتحسين الأداء الوظيفي للجهاز العصبي الذاتي.


لقد أظهرت دراسات في مجالات علم الأعصاب والموسيقى أن التعرض المنتظم لترددات صوتية معينة، لا سيما ضمن أنماط موسيقية منظمة، يمكن أن يعزّز عملية نمو الخلايا في الجسم، ويساهم في دعم وظيفية الجهاز المناعي عبر استثارة إفراز مواد كيميائية عصبية مثل الإندورفين (β‑endorphin) والدوبامين (dopamine). هذان الناقلان العصبيان يساهمان في تنشيط الجهاز العصبي بطرق تُعزّز الشعور بالرفاهية وتخفف مستوى التوتر والإجهاد.


وفي هذا السياق، يُنظر إلى موسيقى نصير شمّه على أنها نبض طاقة صوتية إيجابية، قادرة على بث ذبذبات تحمل طابعًا علاجياً وشفائياً. إذ تعمل على تحفيز المستمع نفسيًا نحو تبنّي أفكار الشفاء والتفاؤل واستعادة الحيوية، مما يساعد على الخروج من دوائر التوتر والضيق المرتبطة بأعراض المرض أو المعاناة.


تأثير موسيقى نصير شمه المباشرة على الصحة النفسية والوظائف الفسيولوجية لدى المرضى


تُظهر موسيقى نصير شمه، ولا سيما عزفه المباشر على آلة العود، قدرة مثبتة علميًا على تقليل مستويات الألم والتوتر، وتحسين الوظائف الفسيولوجية لدى المرضى. وتتداخل هذه التأثيرات مع الأبعاد الصوفية للموسيقى، التي تعمل كمحرّك نفسي وروحي يُسهم في تسريع عملية التشافي، من خلال تحفيز المشاعر الإيجابية، وتعزيز التوازن الداخلي، مما يجعل تجربته العلاجية نموذجًا فريدًا يجمع بين التأثير العلمي والوعي الإنساني العميق.



---


1. السياق السريري:


أجريت دراسة سريرية على 12 مريضًا خضعوا لجراحات قلبية، حيث استمع نصفهم إلى عزف مباشر لموسيقى العود من أداء الموسيقار نصير شمه، لمدة 20 دقيقة قبل العملية وبعدها، بينما تعرض النصف الآخر للضوضاء الاعتيادية في المستشفى. أظهرت النتائج انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الألم، وتحسنًا في أداء الجهاز التنفسي ومعدل التنفس (P = 0.034)، بالإضافة إلى تنظيم معدل نبضات القلب، وانخفاض في مستويات القلق وهرمون الكورتيزول (P ≈ 0.06) مقارنةً بالمجموعة الضابطة.



---


2. السياقات الثقافية – بُعد السماع الصوفي:

تشير الأدلة إلى أن الموسيقى الصوفية، المعتمدة على المقامات الشرقية، تُعزز الانفعالات الوجدانية وتُسهم في تهدئة الأعصاب، خصوصًا في فترات العلاج الصعبة مثل جلسات العلاج الكيميائي، أو الغسيل الكلوي، أو تبديل الدم.


تستند الموسيقى الروحية التي يقدمها نصير شمه إلى المقامات السبعة الأساسية في الموسيقى الشرقية، وهي:


مقام الراست


مقام البيات


مقام السيكاه


مقام الحجاز


مقام الصبا


مقام النهاوند


مقام الكُرد


تتميّز هذه المقامات بقدرتها على إثارة مشاعر الحب، والأمل، والاسترخاء، والسكينة، والتأمل، وذلك تبعًا لطبيعة التأليف الموسيقي وسياق الأداء الذي يضعه الموسيقار. مما يجعلها أدوات فعّالة في السياقات العلاجية والنفسية، ولا سيّما عند توظيفها من خلال آلة العود بإحساسٍ صادق وعميق، كما يفعل نصير شمه.



الاستجابة الانفعالية العميقة لموسيقى نصير شمة الروحانية: تحليل منهجي للآليات النفسية والجمالية


تُعد موسيقى نصير شمة أكثر من مجرد أصوات متناغمة؛ إنها لغة عاطفية وروحية عالمية تخترق أعماق النفس البشرية فتثير استجابات متنوّعة تشمل الدموع، القشعريرة، التأمل، البهجة، الفرح السلام، والهدوء، بل وتصل أحيانًا إلى حالات من السمو والارتقاء الروحي.


تُعرف هذه الظاهرة في علم النفس وتاثيرها على الجهاز العصبي بـ"الاستجابة الانفعالية العميقة" (Deep Emotional Response)، وهي ناتجة عن تفاعل معقّد بين البنية الصوتية والروحية للموسيقى، والبنية النفسية والخلايا العصبية للمستمع.


مفهوم الاستجابة الانفعالية العميقة


تشير "الاستجابة الانفعالية العميقة" إلى ذلك التأثير المباشر والعميق الذي يشعر به المستمع عند تعرضه لمثيرات موسيقية، خاصة في سياق الموسيقى الروحانية ذات الطابع الصوفي. وتحدث هذه الاستجابة بوضوح في أعمال الموسيقار نصير شمه ولا سيما في ألبوماته التي تترافق مع الأناشيد والابتهالات الدينية، كما هو الحال في مقطوعات "العشق الإلهي" التي يعزفها في ليالي شهر رمضان الكريم، حيث تحمل تلك الأعمال شحنات وجدانية مشبعة بروحانية عالية، ترتقي بذائقة  المستمع  نحو مدارج السمو  والارتقاء الروحي.


تتجلّى هذه الاستجابة الانفعالية في حالات شتّى، كالقشعريرة، وانهمار الدموع، والتأمل العميق، أو الدخول في حالة وجدٍ روحي، وانشراح نفسي، وغبطة داخلية، وأنسٍ للروح  تنبع من تأثير أصوات النغمات التي يعزفها نصير شمه على أوتار عوده. فهذا العود لا يُصدر أنغامًا فحسب، بل يبعث إيحاءات خفيّة للذاكرة والحواس، تثير الأحاسيس والمشاعر في قالب روحاني عميق. وهكذا، تتحوّل لحظة الاستماع إلى تجربة داخلية فريدة وخاصة بكل مستمع، رغم أن محركها المشترك يكمن في البنية الموسيقية ومكوناتها التي تتجلّى بأسلوبية الموسيقار نصير شمه الفريدة.


الآليات النفسية والجمالية للاستجابة الانفعالية العميقة في موسيقى نصير شمة


إن التأثير العاطفي العميق الذي تُحدثه موسيقى نصير شمة  ينبع من جمال بنيتها الصوتية، و من تفاعل معقّد بين عناصر موسيقية دقيقة وآليات نفسية و مهدئات للعصبية كامنة في الإنسان. ويمكن فهم هذا التفاعل من خلال عدة آليات داخلية تسهم في توليد هذه الاستجابة الانفعالية:


1. الاستجابة الفطرية للصوت

تتحرّك لدى المستمع استجابات لا إرادية تجاه التغيّرات المفاجئة في النغمة أو الالحان أثناء العزف كما لو كانت الموسيقى توقظ في داخله ذاكرة منسيه في عمق جذع الدماغ.



2. التناغم الإيقاعي مع وظائف أعضاء الجسد

عندما تنسجم الإيقاعات اللحنية مع نبضات القلب أو وتيرة التنفّس، وتنبعث حالة من الاسترخاء من الجهاز العصبي تتحوّل الموسيقى من مثير خارجي إلى تجربة داخلية ذات طابع جسدي. في هذه الحالة، يُعاد تنظيم الإيقاع البيولوجي للجسم ليتوافق مع ترددات أنغام صوت العود، مما يُسهم في تحقيق توازن فسيولوجي وتناغم عصبي-جسدي يُعزز الإحساس بالهدوء والاستقرار النفسي.


3. الارتباط العاطفي والذاكرة الشعورية

تعمل الموسيقى كوسيط زمني يُحفّز الذاكرة الشعورية، حيث تساهم في الربط بين لحن يُعزف في الحاضر وتجربة عاطفية حدثت في الماضي. ومن خلال هذا التفاعل، تُستدعى الذكريات والانفعالات المرتبطة بها بشكل مكثّف، مما يضفي على اللحظة الموسيقية عمقًا وجدانيًا مضاعفًا يعزّز من الاستجابة الانفعالية لدى المستمع.



4. العدوى الشعورية

تُعد العدوى الشعورية آلية نفسية لاواعية، تنتقل من خلالها العاطفة المتضمَّنة في العمل الموسيقي إلى المتلقي. فعبر المحاكاة الداخلية، تلتقط المنظومة الانفعالية لدى المستمع نبرات الحزن أو الفرح أو الشوق، وتعيد تمثيلها ذاتيًا على مستوى الشعور، مما يؤدي إلى استجابة وجدانية صادقة، تُشعر الفرد كما لو كان يعيش العاطفة نفسها التي ينقلها اللحن.


5. الصور الذهنية والإيحاءات البصرية

أثناء الاستماع إلى الموسيقى تتشكّل في ذهن المستمع صور ذهنية نابضة بالحياة، تنبثق من نسيج النغمات وترابط تردداتها وتكويناتها الصوتية. وقد تتخذ هذه الصور طابعًا وجدانيًا متنوعًا، كأن تكون روحانية صوفية أو رومانسية حسّية، مما يجعل من التجربة السمعية مصدرًا غنيًا للإشباع الروحي والانفعالي. وتتجلّى هذه الظاهرة في هيئة حالة سينمائية تلامس خيال المستمع، حيث تتفاعل الحواس مع المعاني الموسيقية، فتتشكل مشاهد داخلية مثيرة. 



6. ذاكرة التجربة الوجودية

لا تقتصر الاستجابة الموسيقية على تنشيط الذاكرة الحسية فحسب، بل تمتد لتشمل ما يُعرف بذاكرة التجربة الوجودية. إذ تستثير الموسيقى شعورًا عميقًا بالذات، والعقيدة، والهوية، والانتماء، وتُعيد ربط الفرد بجذوره الثقافية والروحية، والاجتماعية  سواء من خلال استدعاء مشاهد من التراث، أو عبر الإحساس بالزمن الداخلي الذي قد لا يكون زمنًا واقعيًا مُعاشًا، بل زمنًا مُتخيَّلاً أو مُتَمثَّلاً عبر الحلم أو الحدس أو الإحساس الكامن. وتُظهر هذه الاستجابة قدرة الموسيقى على ملامسة الطبقات الأعمق من الوعي الإنساني، حيث تتداخل الذاكرة الفردية مع الذاكرة الجمعية، ويغدو العمل الموسيقي محفزًا لتجربة وجودية شاملة تستدعي الإحساس بكينونة  الإنسان في الوجود. 


7. التوتر الجمالي وكسر التوقّع

يعتمد الملحن على مبدأ التوتر الجمالي من خلال توظيف التوقّعات اللحنية والإيقاعية لدى المستمع بطريقة واعية ومدروسة. إذ تُبنى هذه التوقعات عبر أنماط موسيقية مألوفة أو متكررة، ثم يتم كسرها بشكل مفاجئ ومدهش مما يولّد حالة من التأمل الجمالي، تُشبه في أثرها النفسي لحظة "الكشف" أو "الإشراق" كما توصف في التجارب الروحية الصوفية . وتُعدّ هذه التقنية من أبرز الآليات التي تُسهم في تعميق التفاعل العاطفي والمعرفي مع الموسيقى.



الدهشة الجمالية والتأمل

عندما يبلغ العمل الموسيقي ذروة الاتّزان بين الجمال الفني والعمق التعبيري، في لحظة يغمرها الإحساس الوجداني، يدخل المتلقي في حالة من الدهشة الجمالية. وهذه الحالة ليست مجرد حالة من الانبهار الحسي بأداء آلة العود، بل هي تتجاوز ذلك، وتتضح في تجربة تأملية عميقة ذات طابع وجودي. فهي تُحفّز الوعي الداخلي وتُقارب، من حيث الأثر النفسي حالات التصوّف أو الاستغراق الذهني، والتأمل الموسيقي في الطبيعة، حيث تتحوّل الموسيقى من وسيط تعبيري إلى أداة للاتصال الروحي مع الله، والذات، والكون.


وقد تبلورت هذه الآليات بوضوح في عدد من أعمال نصير شمه، مثل ألبومات "روميّات"، "أبواب"، "رحلة الأرواح" و**"إشراق"، "حالي به يحلو" .. وهي نماذج غنيّة بالمستويات التعبيرية والانفعالية، وتُعدّ أمثلة رفيعة على التفاعل العميق بين البناء الموسيقي والتجربة الجمالية والروحية.


وقد تجلّت هذه الآليات بوضوح في ألبومات "روميّات"، "أبواب"، "رحلة الأرواح"، و"إشراق"، وهي أعمال غنيّة بالمستويات التعبيرية والانفعالية.



ظاهرة القشعريرة الموسيقية وارتباطها بالجهاز  العصبي


تُعد القشعريرة الموسيقية (Frisson) واحدة من أبرز تجليات الاستجابة الانفعالية الجهاز العصبي ، وتظهر على هيئة رعشة خفيفة أو تيار يسري كشحنات كهربائية ساكنة في الجسد عند ذروة لحظة موسيقية مشحونة بالعاطفة، وغالبًا ما تتزامن مع انسجام غير متوقَّع أو كسر لحني مفاجئ.


تشير دراسات التصوير الدماغي باستخدام تقنيّات EEG وfMRI إلى أنّ هذه الظاهرة ترتبط بزيادة النشاط في مراكز المكافأة في الدماغ، لا سيما في:


النواة المتكئة (Nucleus Accumbens)


النواة الذنبية (Caudate Nucleus)


القشرة الجبهية الأمامية (المرتبطة بالتركيز والانتباه والمعالجة العاطفية)



ويُصاحب هذا النشاط إفراز مادة الدوبامين، الناقل العصبي المرتبط بالمتعة والمكافأة، وتُشبه هذه الاستجابة الكيميائية ما يحدث في لحظات الحب، التلذّذ بالطعام، أو النشوة الروحية في والإلهام في جلسات التعبد على طريقة الخاصة من السالكين إلى الله بطرائق الصوفية.


لذلك، لا تُعد الموسيقى مجرّد فن أو وسيلة ترفيه، بل هي تجربة وحالة (وجودية شعورية إدراكية، تتلاقى فيها العاطفة مع الفكر في تناغم متكامل) تُسهم في تحقيق صفاء داخلي وراحة نفسية وانسجام عاطفي، كما يتجلّى ذلك بوضوح في أعمال الموسيقار نصير شمة التي تمزج بين الجمال التعبيري وروحانية الرسالة.




من لطائف اللّغة العربيّة الزَّرْعُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس

 من لطائف   اللّغة  العربيّة 

الزَّرْعُ

إذا زَرَعَ أَرْضًا، فقد حَقَلَ، يَحْقِلُ، حَقْلًا.

وإذا حَرَثَ الأَرْضَ وزَرَعَهَا، فقد أَكَرَ، يَأْكُرُ، أَكْرًا.

وإذا بَذَرَ الحَبَّ وحَرَثَهُ، فقد زَرَعَ، يَزْرَعُ، زَرْعًا وزِرَاعَةً. 

وإذا أَلْقَى الحَبَّ في الأَرْضِ لِلزِّرَاعَةِ، فقد بَذَرَهُ، يَبْذُرُهُ، بَذْرًا. 

وإذا قَذَفَ الحَبَّ في الأَرْضِ لِلْاِزْدِرَاعِ، فقد حَرَثَ الأَرْضَ، يَحْرُثُهَا، حَرْثًا وحِرَاثَةً.

وإذا نَبَتَ الزَّرْعُ كُلُّهُ، فقد حَشَدَ، يَحْشِدُ، حَشْدًا.

وإذا نَبَتَ الزَّرْعُ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ، فقد عَذِيَ، يَعْذَى، عَذًى. 

وإذا نَشَأَ الزَّرْعُ وظَهَرَ مِنَ الأَرْضِ، فقد نَبَتَ، يَنْبُتُ، نَبْتًا ونَبَاتًا.

وإذا أَوْرَقَ الزَّرْعُ وصَارَ فِيهِ الحَبُّ، فقد خَلَعَ، يَخْلَع، خَلَاعَةً.

وإذا ضَمُرَ الزَّرْعُ لِاحْتِبَاسِ المَاءِ، فقد رَنَعَ، يَرْنَعُ، رَنْعًا. 

وإذا أَبْطَـأَ نَبَاتُ الأَرْضِ، فقد كَدَتْ، تَكْدُو، كَدْوًا وكُدُوًّا. 

وإذا بَذَرَ الحَبَّ وحَرَثَهُ، فقد زَرَعَ، يَزْرَعُ، زَرْعًا وزِرَاعَةً.

وإذا نَبَّتَ الزَّرْعَ في مَكَانٍ لِيَغْرِسَهُ في مَكَانٍ آخَرَ، فقد شَتَلَهُ، يَشْتِلُهُ، شَتْلًا.

وإذا سَمَّدَ الزَّرْعَ بِالزِّبْلِ، فقد زَبَلَهُ، يَزْبُلُهُ، زَبْلًا.


لغـــز شعْري

ومَا بَدَنٌ لا رَأْسَ يَحْمِلُ جِسْمَهُ

                      لَهُ إنْ تَأَمَّلْتَ الغَدَاةَ يَدَانِ

يَسِيرُ بلا رِجْلَيْنِ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ

                     ويَعْرِفُهُ مَا بَيْنَنَا الثَّقَلانِ. 

الحلّ: القميص.


من قدرات اللّغة العربيّة


 أبيات تقرأ طرديّا وعكسيّا بدون تغيير:

قمر 'يفرط عمدا 'مشرق' رش ماء دمع' طرف يرمق'

قد حلا كاذب وعد تابع لعبا تدعو بـذاك الحـدق

قبسٌ يدعو سناه إن جفا فجناه انس وعد يسبق

قر في إلف نداها قلبه بلقاها دنف لا يفرق


 بيتا مدح يصيران هجاءً بقراءة كل بيت عكسا:

باهي المراحـم لابس كـرما قدير مسند

باب لكـل مؤمـل 'غنمٌ لعمرك 'مرفد

 اذا عكسنا ترتيب حروف كلّ بيت

دنس مريـد قامر كسبَ المحارم لا يهاب

دفَـِرٌ مكِرٌ 'معلَم' نغل مؤمل كل باب


 أبيات في كل كلماتها حرف شين:

فأشعاره مشهورة ومشاعره ***وعشرته مشكورة وعشائره

شمَــــائله معــــشوقة كشموله ***ومشهده مستبشر ومعاشره

شكور ومشكور وحشو مشاشه ***شهامة 'شمير يطيش 'مشاجره.


من أوصاف السّحاب ... 

النَّاضِحُ: المَطَرُ، أَمْثَلُ مِنَ الطَّلِّ. وَهْوَ قَطْرٌ بَيْنَ قَطْرَيْنِ.

النَّضَّاخُ: الغَيْثُ الغَزِيرُ.

النَّضَدُ: السَّحَابُ المُترَاكِمُ.

النَّضِيضَةُ: المَطَرُ الضَّعِيفُ القَلِيلُ أَوِ السَّحَابَةُ الضَّعِيفَةُ.

النَّطُوفُ: المَطَرُ الّذِي يَنْزِلُ طُولَ اللَّيْلِ.

النَّعَاعُ: السَّحَابُ الّذِي لَجَّ فِي مَطَرِهِ.

المُنْغِضُ: الغَيْثُ الكَثِيفُ المُتَمَخِّضُ، حَيْثُ يُرَى يَتَحَرَّكُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ مُتَحَيِّرًا لَا يَسِيرُ.

النُّفْضَةُ: المَطْرَةُ الّتِي تُصِيبُ القِطْعَةَ مِنَ الأَرْضِ وتُخْطِئُ القِطْعَةَ.

النَّفَّاضُ: الغَيْمُ، إِذَا كَثُفَ ثُمَّ تَمَخَّضَ.

النَّقْحُ: سَحَابٌ أَبْيَضُ صَيْفِيٌّ.

النَّمِرُ: السَّحَابُ الّذِي فِيهِ آثَارٌ كَآثَارِ النَّمِرِ.


تصريف

*بَلَّ رَحِمَهُ، يَبُلُّهُ، بَلًّا وبِلَالًا: وَصَلَهُ.

*بَلَّ الشَّيْءَ بِالمَاءِ، يَبُلُّهُ، بَلًّا وبِلَّةً وبَلَلًا وبَلَالَةً: نَدَّاهُ. 

*بَلَّ بِالشَّيْءِ، يَبَلُّ، بَلَلًا وبَلَالَةً وبُلُولًا: ظَفِرَ بِهِ أو لَزِمَهُ.


*شَدَّ عَلَيْهِ فِي القِتَالِ، يَشِدُّ ، شَدًّا وشُدُودًا. والشَّدُّ: الحَمْلُ.

*شَدَّ الشَّيْءَ، يَشُدُّهُ ، شَدًّا: أَمْسَكَهُ وثَبَّتَهُ.


 الإِتْبَاعُ اللُّغَوِيُّ

الإِتْبَاعُ فِي اللُّغَةِ هُوَ الإِلْحَاقُ، وَهْوَ فِي الاِصْطِلَاحِ أَنْ يُتْبِعَ المُتَكَلِّمُ الكَلِمَةَ كَلِمَةً أُخْرَى عَلَى وَزْنِهَا ورَوِيِّهَا إِشْبَاعًا وتَوْكِيدًا. وَهْوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ:

1  ) ضَرْبٌ يَكُونُ فِيهِ التَّابِعُ لِمَعْنَى المَتْبُوعِ فَيُؤْتَى بِهِ تَوْكِيدًا، نَحْو:" رَجُلٌ قَسِيمٌ وَسِيمٌ"، وكِلَاهُمَا بِمَعْنَى الجَمِيلِ. 

2) ضَرْبٌ يَكُونُ فِيهِ مَعْنَى التَّابِعِ غَيْرَ مَعْنَى المَتْبُوعِ. نَحْوَ"امْرَأَةٌ سَمْعَنَّةٌ نَظْرَنَّةٌ". أَيْ كَثِيرَةُ الاِسْتِمَاعِ والنَّظَرِ.

مثال 1 : لِسَانٌ ذُلَقٌ طُلَقٌ: فَصِيحٌ بَلِيغٌ.

مثال 2 :  فلان جِبْسٌ عِبْسٌ لِبْسٌ. إِتْبَاعٌ.

مثال 3 :  اُعْمُشُوا الوَلَدَ واعْبُشُوهُ: طَهِّرُوهُ.


من الجناسات اللّفظية في اللّغة العربيّة:

صلاحُ الوَلِيجَةِ كَالوُلُجِ و سُوؤُهَا كَالوُلُوجِ في الوِلاَجِ أو شَدَّةِ الوَالِجَةِ = 

صلاحُ بَطَانَةَ الرَّجُلِ و خَاصَّتِهُ كَمَغَارِفِ العَسَلِ و سُوؤُهَا كَالدُّخُولِ في الغَامِضِ من الأَرْضِ أو شَدَّةِ دَاءٍ يَأْخُذُ الإِنْسَانَ.

 حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس



ارسمني عشتار الحب بقلم غازي ممدوح الرقوقي

 .......  ارسمني عشتار الحب .......

ولدت من رحم الهوى أنثى متيمة تعشق الوصال

ونار الجوى في خافقي تلهب وتسعر بالخصال

فتعال أكتبني قصيدة بقلم الحب واعطني إياك

واغمرني بآلاء العشق ولهفة المشتاق

وارسمني بعطر الياسمين في ربى الأطلال

عشتار لا شبيه لجمالي والحسن يتجاوز الخيال

فأنا أثمل من العناق وكلام الغزل كسائر النساء

وأنتشي حين أراك لأني فتاة برقة الملاك 

أمتطي صهوة الوجد سمراء لطيفة أنيقة لمياء

مذبوحة فيكَ فأنت تسكن خلف قضبان الوفاء

تحتفي فيك النبضات ولا يسكنه أحد سواك 

أهواك وأهيم بك وأعشق السماء من مقلتاك

فادنو وارويني من نبيذ معتق بخوابي الغرام

واسقني من همسك دفئا وكون لي نورا وضياء

فعيني أجمل منك لم تر ضمني بعطف يداك 

وزلزل أركاني بعينيك النجلاوين وحلاوة رمشاك

وتسلل إلى نبضي بلهيب الود ورعشة الشريان

واحتفظ بي للأبد فأنت ملاذي وحكاية الزمان

وارتشف الغرام من أنفاسي وامشي فوق الأضلاع

فأنت ندى الفجر وعطر الورد وزهر الأقحوان


غازي ممدوح الرقوقي 

سورية


بين الحقيقة والخيال بقلم الأديبة والشاعرة حنان فاروق العجمي

 بين الحقيقة والخيال 

بقلم الأديبة والشاعرة 

حنان فاروق العجمي 

في لحظة بين الحقيقة والخيال

 وفي حالة أقرب إلى الهذيان

 اعترف فقال.. فحَدَثَ.. فكان!

،،،،،،، 

ما بين كان ورُبَّما 

الحب في قلبي تَعَثَّرَا

عيناها مجدافان في بحر الهوى 

أبحرتُ فيهما والزمن تَكَسَّرا 

نَغَمٌ قد اعتراني هَزَّني وأَسكَرَا

 في حضرتِكِ ذابت الروح منِّي والعشقُ أزهرا 

 لهفة اللقاء في أعماقي مذاقُها مُثمِرا 

اكتويتُ بنارِها والجوى بعروقي مُسافرا 

بشاطئ الذكريات ظِلُّها يُشيرُ إليَّ مُبحِرا 

لا الليل ليلي ولا النجوم باتت مُسامِرا 

ما عادت تَقُصُّ حكايانا وانطفأ القمرُ مُحَيَّرا 

في غيبتِكِ أظَلَّني الدُّجى صَمتَ الفؤادُ تَحَجَّرا 

احتَلَّني الغَسَقُ وبروحي تَسَمَّرا 

كانت في حروف قصيدتي كلُّ المُنى الذي تَأخَّرا 

شوقي طفلٌ حزينٌ غفا بضلوعي أيقظتُهُ فَزَمجَرا 

تساءلَ أكان حُلمًا أكان وهمًا بكياني أَثـَّرا؟

أَجَبتُهُ لا وربي عِطرُ وشاحِها بيدي تناثرا

التَفَتُّ لظلٍّ بجانبي بنسماتِهِ هوائي تَعَطَّرا 

أهيَ؟ أم خيالها يسكُنُني وبذِكرِها أتى زائرا؟



قلب ريتا بقلم . الشاعر .عبدالسلام جمعة

 قلب ريتا

.....

عل أنغام ريتا كتبت حبا

وما غيرت بعد الحب دربا

أدين لدارها في كل وقتي

وللتضليل تلقى مني سبا

فريتا تسلب الاوطان غدرا

ولكني سلبت لريتا قلبا

دخلت بحزبها يا ناس طوعا

لالقى عندهم أهلا وقربى

وغادرت الديار لأجل جاه 

وظل الحب عندي مستتبا

وعدت لريتا في عز ومال 

لتشري بعدها قطا وكلبا

ومن قوت الارامل كان مالي

ومن قوت الارامل كان يجبى

بريتا صرت مشهورا عظيما

وصرت بجهدها للشعر ربا

اغني للسلام ولا ابالي

وقربي كلها الاوطان تسبى

لرام الله اتينا بعد جهد

لننهب غيرنا بالغدر نهبا

وكل القدس لا تعنينا انا

قبضنا وبعنا بعد القدس شعبا

وان نادى الاعادي نريد قدسا

ترى رجل السياسة فينا لبى

فهم اعطوه كي يبقى وفيا

فهم اعطوه كي يبقى محبا

غدا يمضي بما سرقت يداه

باموال اليتامى سيمضي غربا

.........................................

وعند اللقاء لقاء الأحبة ..كانت عائدة من قرية نابلسية

وعلى يديها دم طفل أسمر اللون ..بعد سلام الشجعان

...

بقلمي.. الشاعر .عبدالسلام جمعة



إلى متى؟ بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 إلى متى؟

إمّا أنّكم غافلون فعلا أو أنتم تستغفلون أنفسكم وتستغفلوننا، ماء الحياء على وجوهكم صار عطرا تتعطّرون به حين تستقبلون سادتكم فتنسون أنّه سبب أزماتكم وأزمات إخوان لكم يموتون يوميّا إمّا جوعا أو بنيرانه؟ تنظرون إلى أنفسكم في مرآة الزيف متوهّمين أنّّكم سادة ولكم  عزّة وكرامة، ولكنّ الحقيقة بعيدة كلّ البعد فأنتم عبيد تسير بكم قوافلهم إلى أسواق هم يختارونها ليعرضوكم فيها للبيع والشراء هل أنتم راضون بهذا؟ هل أنتم واعون بوضعكم؟  تتحدّثون عن الشرف، وفي كلّ يوم تتعرّض الأرض والعرض للمداسة ولا نجد منكم نصرة ولا حتّى كلمة حقّ تصون ذلك الشّرف. استنصر بكم المظلوم  فشحتم عنه بوجوهكم رغم ما بينكم وبينه من صلات وعلاقات لا ينساها إلاّ... 

يا قوم، ليست العزّة والكرامة كلمات تكتب على الكتب وتنشر في المجلات والصّحف فقط بل هي حين يجدّالجدّ هبٍّة صادقة وصارمة نصرة للحق إذا انتُزع، وهي صرخة مزلزلة في وجه الظلم إذا جار، ثمّ إنّ الشرف قبل أن يكون إحساس هو سلوك منصهر في جينات الانسان يجعله يهرع نحو أخيه إدا ما طالته المهانة والاذلال.

 فأين النّخوة والعزّة وغزّة تموت ألف مرّة في اليوم عطشا وجوعا؟ أين الشّهامة والسّيادة وأطفال لنا لا يرون النّور إلاّ من طلقات نيران العدوّ. تكتفون بالصمت أليس كذلك؟ وربّما ستغيبون كأنّ شيئاً لا يعنيكم؟

 هل لكم مواثيق مع العدوّ تسلبكم شرفكم وعزّتكم  أم ارتضيتم حياة الذّل فرضيتموها لاخوانكم أيضا كي لا تغضبون من يتحكّم في مواقفكم؟ أتظنون أن السّلام يُشترى بالسّكوت والمهانة؟ أم تظنّون أنّ الكرامة ممكنة مع الخذلان؟

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


هل يَعِم السلام رغم ما نشهده من حروب وأزمات في العالم؟ بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 هل يَعِم السلام رغم ما نشهده من حروب وأزمات في العالم؟

في ظلّ ما يشهده العالم اليوم من نزاعات مسلحة وأزمات إنسانية وسياسية، يتساءل الكثيرون عن إمكانية تحقيق السلام الشامل والعادل. فالحروب تندلع في مناطق متفرقة، وتتصاعد التوترات بين الدول، وتتفاقم المعاناة الإنسانية بسبب العنف والنزوح والفقر. لكن رغم هذه الصورة القاتمة، تبقى هناك بصيص أمل وإرادة دولية لتعزيز السلام. فهل يمكن أن يعمّ السلام العالم رغم كل هذه التحديات؟ هذا ما سنحاول استكشافه في هذا المقال.

واقع الحروب والأزمات في العصر الحديث

لا يخفى على أحد أن العالم يعيش في حالة من عدم الاستقرار، حيث تشتعل النزاعات في مناطق مختلفة، مثل:

- الحرب في أوكرانيا التي أشعلت الصراع بين روسيا والغرب، مما أدى إلى أزمات اقتصادية وسياسية.

- النزاعات في الشرق الأوسط، مثل الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا وحرب غزة والتي خلّفت مئات الآلاف من الضحايا والمشردين.

- التوتر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بسبب الخلافات بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان وبحر الصين الجنوبي.

- الأزمات الإفريقية، مثل الصراعات في السودان وجنوب السودان والصومال، والتي تزيد من معاناة الشعوب.

هذه النزاعات لا تؤثر فقط على الدول المعنية، بل تمتد تبعاتها إلى العالم بأسره، من خلال تدفق اللاجئين، وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، وتصاعد خطاب الكراهية والعنصرية.

العوامل التي تهدد السلام العالمي

هناك عدة عوامل تساهم في استمرار الحروب وتهديد السلام، منها:

1. الصراعات الجيوسياسية: تنافس القوى العظمى على النفوذ والسيطرة على الموارد الاستراتيجية، مما يزيد من خطر المواجهات المسلحة.

2. انتشار الأسلحة: التسلح النووي والتقليدي يزيد من احتمالية اندلاع الحروب، خاصة في ظل غياب ضوابط دولية صارمة.

3. التطرف والعنف: تنامي الجماعات الإرهابية والحركات المتطرفة يزيد من عدم الاستقرار في العديد من المناطق.

4. عدم العدالة الاجتماعية: الفقر والبطالة والتهميش السياسي يغذيان السخط الشعبي، مما قد يؤدي إلى ثورات أو حروب أهلية.

5. ضعف المنظمات الدولية: عجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن فرض حلول عادلة بسبب الفيتو والمصالح المتضاربة.

بصيص الأمل: جهود تعزيز السلام

رغم كل هذه التحديات، هناك العديد من المؤشرات الإيجابية التي تبعث على التفاؤل:

1. الدبلوماسية والحوار

لا تزال الدبلوماسية أداة رئيسية لحل النزاعات، فقد نجحت بعض المفاوضات في إنهاء صراعات طويلة، مثل:

- اتفاقية السلام بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018.

- المفاوضات حول الملف النووي الإيراني رغم تعثرها اليوم بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة والتي نشبت ب13/06/2025 وحتى 24/06/2025  وتعنت الولايات المتحدة الامريكية لفرض شروطها.

- المبادرات الإقليمية لحل الأزمات، مثل الوساطة القطرية والمصرية في بعض النزاعات وخاصة النزاعات الشرق أوسطية.

2. دور المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية

تقوم منظمات مثل الصليب الأحمر والأمم المتحدة بدور حيوي في تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، كما أن نشطاء السلام حول العالم يضغطون من أجل حلول سلمية.

 

 

3. التقدم التكنولوجي والإعلام

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام في كشف انتهاكات حقوق الإنسان وزيادة الوعي العالمي بضرورة السلام.

4. نمو حركات السلام العالمية

هناك تيارات شعبية ودولية تطالب بنزع السلاح وحل النزاعات بالطرق السلمية، مثل حملات "نزع السلاح النووي" و"العدالة المناخية" التي تربط بين السلام وحماية البيئة.

هل يمكن تحقيق السلام العالمي؟

السلام ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب إرادة سياسية حقيقية وتعاونًا دوليًا. ومن أهم شروط تحقيق السلام:

1. العدالة: لا سلام دون حل عادل للقضايا العالقة، مثل قضية فلسطين وحقوق الشعوب المضطهدة.

2. التعاون الاقتصادي: تقليل الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة يقلل من أسباب النزاع.

3. التعليم والثقافة: نشر ثقافة التسامح والحوار بدل الكراهية والعنف.

4. إصلاح المنظمات الدولية: جعل الأمم المتحدة أكثر فعالية وتمثيلًا للشعوب.

وعلى الرغم من أن العالم يعيش في ظل حروب وأزمات، فإن التاريخ يثبت أن الإنسانية قادرة على تجاوز أعتى الصعاب. السلام ليس حلمًا بعيد المنال، ولكنه مسار طويل يحتاج إلى صبر وعمل دؤوب. فبينما تهدد النزاعات مستقبل البشرية، تبقى قيم التعاون والتضامن هي الأمل الوحيد لبناء عالم يسوده السلام الحقيقي. والسؤال الأهم ليس هل يمكن تحقيق السلام؟، بل ماذا سنفعل نحن لتحقيقه؟

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

8/08/2025



لا تسأليني بقلم الأديب سعيد الشابي

 لا تسأليني


لا تسأليني على ماض تــــولى

كان للحب فيـــه طعم....وكـــنا

وكان الهـــوى صبحــنا والمساء

والليل يغذي عشقنا صبابة وحلما

ويــــنام الوجود من حولــــنا ، كــلاّ

ونحن ، لا ينام لنا مطلــــقا جفن

ننثر على النجوم حبنا الكبير ، بريقا

فتسكبه النجوم على الأرض ضـياء

للشعراء والعاشقين من نوره منهل

ينبع قصائد منها للغواني أسورة وقلائد

.....سعيد الشابي.....


منافقون بلا حدود بقلم الكاتب عبد اللطيف المنصوري

 ****منافقون بلا حدود****

حمار في الجمع

نهق

كل الحضور 

صفق

كبيرهم من مال

 الخزينة 

عليه أغدق

منتخبوهم

وزعو ا الكعكة

طبق بطبق

فقيههم

من أعلى منبره

أباح التملق

مثقفوهم

زعمائهم

مناضلوهم

شعا راتهم 

خطاباتهم

 مجردحبر على ورق

كل منهم

يبحث عن ليلاه

ويعرف كيف  ومتى

ؤأين يتخندق

عبد اللطيف المنصوري

ابن جرير 8/8/2025 

المغرب



Un peu fou // Ibrahim Al Omar

 Un peu fou


Je suis un homme, peut-être, un peu fou,

un rêveur perdu dans l’atelier des mots.

Dieu m’a offert les couleurs et les outils,

la plume légère, la palette des cieux, le pinceau tremblant d’émotion.


Mais je ne sais pas…

je ne sais ni semer les lettres comme graines de lumière,

ni verser les nuances sur la toile du silence,

ni encadrer les visions qui naissent dans l’ombre.

Je ne sais pas finir les romans,

ni donner aux nouvelles leur dernier souffle.


Dieu m’a donné un cerveau, vaste comme l’univers, 

mais les idées s’y cachent comme des étoiles timides.

Il m’a donné des sentiments, profonds comme l’océan, 

mais je naufrage dans chaque relation.

Il m’a confié un cœur, vibrant, brûlant,

mais il a gardé pour lui les secrets de la création.


Ibrahim Al Omar

الحقيقة والواقع بقلم الشاعر محمد علقم

 الحقيقة والواقع


...................


حقيقـة وواقـع بينهما صـراع


ونفـس الحـرّ يـؤلمهـا النـزاع


حــوادث حيّـــرت كــلّ عقـل


يــرى اليــوم أوطــانــا تُبــاع


حقيقـة تُخـرَس بهتانـا وزورا


وواقع مُـرّ يبحـر به الشّـراع


فقلــب الحـرّ فـي هــمّ وغــمّ


أسـاءت اليـه هـذه الأوضـاع


تشتت الفكـروأضحـى عقيما


فتألم الرأس وأصابه الصداع


أيعقل أن يُصدرالرعاة بيـانـا


يُمزق الأمة وتـزداد الأوجاع


يُرحََــب بالأعــداء كـل وقـت


ليقتلــوا الأطفـال وهـم جيـاع


تنـاســوا فلسطيـن منـذ قــرن


دم يهــرق والحقيقـة لا تُـذاع


تخلّـوا عــن الأقصـى جميعـا


بواقع مرّالمذاق عليه اجمـاع


نلـوم أعـداءنـا و اللـوم عيـب


تجاهلنا الحقيقة للزور صنّاع


وسـاستنا هـم للأعداء حليـف


وتاجـرالجمع وشـروا وباعوا


فكيـف تصـدّق للمتـرف قـولا


يحـابي عـدوا للكرامـة بيّــاع


رعـاة الأمـة انتـم للأمـة بلاء


وواقـع سقيـم للاصلاح منّـاع


تمـرّد على كـل واقــع رديء


قلبَ الحقيقة واقعـا فأنت واع


وأمن بالدعـاء ربّ اهد أمّـتي


وجنّبهـا شرّأعدائهـا فـأنا داع


محمد علقم/9/8/2016


النّورسُ الصَّياد..! بقلم الشاعر/هادي مسلم الهداد/

 (( النّورسُ الصَّياد..! ))

 ===== *** =====

على ضفافِ نهركَ المنساب

..نَوارسُ جَذلى تُغازلُ المَوج

  تَنقَض كالبرقِ إن لَمحتْ

في الماءِ ماتَهوى.. فَتقتَنصُ

  لاتُخطئ الرّميّ.. صَيادٌ

       ..ومُحترفُ !

     .......     ....... 

   وأنتَ في ولَهٍ تُمازحُ 

   .. جرفكَ الصَّادي

 وتَرشي بطعمكَ الخَدّاع

     والأسماكُ تَبتَعدُ ! 

والفكرُ مَبهورٌ بهذََا الطّائرُ

       .. الحذقُ

     صيادٌ  لا طعمٌ ولا    

          .. شَبكُ !

 ..

بقلم/هادي مسلم الهداد/



قبضة الغياب بقلم الكاتب جبران العشملي

 ❖ قبضة الغياب ❖ 


 ═══════════════════════


❖ أرِخ قبضة الغياب عن وجهي قليلاً،

فكل لحظةٍ منك تسكب في صدري نهرَ عاصفة،

تعصر قلبي كما تعصر يد الزمن أغصان العمر،

وأنتَ سارق أنفاسي في صمت لياليٍ نائمة.


❖ وفي صمت الغياب أنحني متعباً،

كي لا أُقتل ألف مرةٍ في قبضة انتظارك،

فغيابك ليس غيابًا، بل سكينٌ ينقش وجعي،

ودوي صرخات قلبي لا يجد ملجأ.


✦✧✦


❖ تكسرت ساعاتي في غيابك،

وصار الهواء ثقيلاً، كخطى رحيلٍ بلا عودة،

وأنا، يا من تسرق قلبي، أقف على شرفة الانتظار،

أزرع في الأرض جراحاً تُثمر صدى نبضاتك.


✦✧✦


❖ كنتَ ربيع روحي، واليوم شتاء بلا نهاية،

يأكلني الصمت ويجرحني وحشة الأنين،

كأنك تسكنني بلا جسد، تحيا في ظلالي،

تتلمسني بنبضاتٍ لا تسمعها الأذان.


✦✧✦


❖ أرِخ قبضة الغياب قليلاً، فأنا لا أملك سوى هذا القلب،

ينزف كأنفاس متعبة في ليالٍ بلا نجوم،

أحتاجك كما تحتاج الأرض قطرات المطر،

وأنتَ بُعدك، سرٌ يذبل فيه بستاني.


✦✧✦


❖ هل تعي، في هذا الغياب، أنني ما زلت أتنفسك؟

أنك العاصفة التي أهدئها، والليل الذي أنتظره بلا قمر؟

أرِخ قبضة الغياب، فقلبي لم يعد يحتمل الصمت،

وأنا هنا، أسيرك في زمن اللاعودة.


✦✧✦


   ✍️ بقلم جبران العشملي


ألأيام الخوالي بقلم الكاتبة يسرى هاني الزاير

 ألأيام الخوالي 

تراكماتٌ هائلة من المشاعر والأفكار مكتظة في حيّزٍ ضئيلٍ جداً بذاكرتي وكأن العقل الباطن يعملُ جاهداً على محوها كلياً وبكل وعي أتشبث بها.

تراكمات تقف لغتي عاجزة عن ترجمتها حرفياً. بالأحرى أقف عاجزة عن تصويرها عن طريق اللغة.

أمنت منذ نعومة أظافري بالحرية، حتى اعتنقتها فجرت دماء في أوردتي، إلى أن وجدتني مكبلة كليا من رأسي إلى أخمص قدمي، فقد تحولت حريتي إلى أغلال قاسية كبلتني، حتى أدمنت رقصة الموت بلا رحمة داخل تابوت عقلي المتمرد على كل شيء واللاشيء.

ليس هناك في هذه الحياة قسوة أكثر من قسوة الذات المتمردة على فلسفة الفلاسفة ومنطق الحرية. فعندما يصور لك أن الحرية حلم مستحيل الإمساك به! فأنت سوف تكف يديك عنها حالما تتماثل لك حقيقة يمكنك ملامستها وامتلاكها.

في الأيام الخوالي البعيدة كان للفظ الحرية رنة. كانت لفظة ذات سلمٌ موسيقيٌ خاصٌ بها، وحدها نغمات بلا نهاية.

لفظةٌ يتشبثُ بأذيالها كل من أراد الهروب من واقعٍ هو فيه مسيرٌ بهوى أعراف القدماء.

نخلقُ ضعفاء، فنكون تحت رحمة ورعاية والدينا، حالما يشتد عودنا نبدأ البحث عن الخلاص من تلك الرعاية التي بتنا نشعر بها قيودا تكبلنا.

ثم نبدأ النفور من العرف والتقليد والعادة...... التي تلقى من قبل المجتمع بكافة نشاطاتهِ علينا.

وهكذا نستمر بنقد كل ما هو غير متوافق مع أفكارنا وميولنا.

ونبقى نهرول مبتعدين عن شباكٍ لا تعنينا.

يسرى هاني الزاير


إشراقة شمس 62. كلمة مدوية بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوري

 كلمة مدوية


كان قائد الفصيل قد قال كلاما خطيرا تردد أبو سالم في قبوله، لولا أن حدود اللباقة عند أبي سالم منعته من الاعتراض حتى يتحقق من أبعاد و دلالات ذاك الكلام الخطير [ قلت: تلك ميزة رائعة في أبي سالم أنه لا يتسرع في ردوده كي لا يكون في لحظة ما غبيا ساذجا أرعنا ]


لله در أبي سالم كم كان يقلب وجهات النظر بهدوء و روية و فكر عميق، و لذا كان صاحب رأي سديد و حكمة، و لم يكن من الذين يعالجون الأمور بتهور و جهل مطبق و أفق ضيق


فالكلمات التي أثارت حفيظة أبي سالم هي قول قائد الفصيل بأنه لا يعول على "العقل" ولا على "الضمير" في بناء مجتمع متماسك قوي شديد؛ و إذن: فعلى على أي قاعدة متينة راسخة تقوم المجتمعات ذات السيادة 


و بالفعل كان أبو سالم قد واجه قائد الفصيل مستوضحا إياه عن حقيقة رفضه للعقل و الضمير في بناء مجتمعات قوية ؟!


[ قلت: على الرغم من أن قائد الفصيل يعتبر أبا سالم من عوام الناس لكنه كان يتعامل معه باحترام شديد و بتواضع ]


و يبتسم قائد الفصيل في وجه أبي سالم و يعبر له عبر شكره لسؤاله الذي يفتح مجالا طيبا كي توضع النقاط على الحروف في مسألة شائكة كهذه، و قال كلمة مدوية في أرجاء المعمورة: يسقط كلا من العقل و الضمير عند أول امتحان لهما حال إنشاء سلوك بشري محكم، لكنه يتجلى " العدل " باعتباره الأس الأول و الأخير في بناء مجتمع قوي راسخ مثمر مزدهر، ف العدل يعني أن البشر سواسية و أنه ما من تهميش أو إقصاء لأحد مهما كان جنسه أو لونه أو مذهبه أو دينه


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 62

قراءة في قصة "أصبع عائبة وقطعناها" للقاص والشاعر مصطفى الحاج حسين بقلم الكاتبة أمل حامد سالم..

 ** (( أمل حامد سالم))-


 قراءة في قصة "أصبع عائبة وقطعناها"


للقاص والشاعر مصطفى الحاج حسين

 

في عالم الأدب القصصي، لا يقتصر دور القاص على سرد الأحداث بل يمتد إلى بناء عوالم معقدة تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي بأبعاده المختلفة

، ليجسد تلك التوترات الإنسانية التي تغرق في أحشاء الصراع الداخلي والخارجي. ومن بين هؤلاء القاصين المبدعين، يبرز (( مصطفى الحاج حسين )) في قصته الشهيرة "أصبع عائبة وقطعناها"، ليضع القارئ أمام تجليات مرعبة من الألم والمأساة الإنسانية، متسلحًا بقدرة فنية نادرة على كشف مظاهر العنف الاجتماعي والتسلط العائلي في سياق سياسي مشحون بالاستبداد والظلم.


لقد استطاع (( مصطفى الحاج حسين))، بمهارة عالية أن ينسج قصة تجمع بين (( الواقع الاجتماعي القاسي)) و (( الصراع الداخلي)) لأبطاله، مستخدمًا أسلوبًا سرديًا قويًا يمزج بين ( الرمزية) و ( الواقعية المرة )، ليجعل من كل حدث وكل شخصية محورية في القصة مرآة تعكس قسوة الحياة والظلم الذي يعصف بالأفراد في ظل المجتمع التقليدي المقيد بالأعراف والتقاليد البالية.


القاص لم يكتفِ بسرد القصة على نحو تقليدي، بل تجاوز ذلك إلى بناء شخصيات معقدة، تصارع في أتون صراع مواز بين القيم الإنسانية و المفاهيم المجتمعية المغلوطة. عبر شخصيات مثل "سميرة" و"عبادة" و"أبو رحمو"، يعبر (( مصطفى الحاج حسين )) عن التوترات النفسية والـ تجاذبات العاطفية التي تلعب دورًا محوريًا في تحديد مصيرهم، وتبرز جليًا التحديات التي تواجه المرأة في المجتمع العربي المغلق.


أسلوب الكتابة لدى مصطفى الحاج حسين، يتميز بالغنى في الوصف والتعمق في الأبعاد النفسية، مما يجعل من القصّة تجربة فنية تحمل الكثير من الإثارة الفكرية، حيث لا تقتصر القصة على مجرد سرد معاناة شخصية، بل تسلط الضوء على القيم الإنسانية المفقودة في مجتمعاتنا، وعلى العلاقات التي تشوهها السلطة والسلطوية، سواء كانت في شكل الاستبداد العسكري أو السلطة الأبوية المتسلطة.


وفي قلب هذه القصة، تتجلى قدرة القاص على معالجة الموضوعات الاجتماعية مثل العدالة والشرف والموت والكرامة، بأسلوب درامي مؤثر، ما يجعلها نموذجًا فنيًا للأدب الذي يواجه الأسئلة الكبرى في الحياة المعاصرة. لذا، فإن قدرة (( مصطفى الحاج حسين))، على إثارة الإحساس بالظلم و التمييز و الانتصار للعدالة الإنسانية تجعل من "أصبع عائبة وقطعناها" قصة تتخطى حدود اللحظة والزمان، لتبقى صادحة بمغزى أعمق يقترب من القلوب والعقول، ويجعلها من بين الأعمال الأدبية التي لا تُنسى.


باختصار، يجسد مصطفى الحاج حسين في "أصبع عائبة وقطعناها" قصة مدهشة، ذات نكهة خاصة، تظهر براعته وموهبته في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية الشائكة، وتُظهر لنا أن الأدب ليس مجرد تعبير عن الواقع، بل هو أداة للتغيير و الصراع مع المفاهيم الخاطئة التي قد تعيق تطور الإنسان والمجتمع.


      أمل حامد سالم..



خِصَالٌ ذَمِيمَةٌ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 خِصَالٌ ذَمِيمَةٌ : 

ــــــــــــــــــــــــــــ 

إِنِّي لَتُحزِنُنِي الخِصَالُ ذَمِيمَةً ... 

حُزنَ الوُرُودِ بِكَسرَةِ الإِصِّيصِ 

وَيَسُوؤُنِي وَضعُ التَّعَامُلِ فِي الدُّنَا ... 

بَينَ الأُنَاسِ بَسَوءَةِ التَّلصِيصِ 

فَإِذَا اكتَسَيتتَ بِحُلَّةٍ مَذمُومَةٍ ... 

وَنَهَاكَ عَنهَا اللهُ بِالتَّشخِيصِ 

فَالنَّاسُ هَذَا كَسبُهُ حِلٌّ وَذَا ... 

سُحتٌ وَذَاكَ مُلَوَّنُ التَّقمِيصِ 

فَالحِلُّ كَسبٌ فِي شَرِيعَتِنَا لِمَن ... 

طَلَبَ الحَلَالَ بِحُلَّةِ التَّمحِيصِ 

وَالسُّحتُ حَظرٌ فِي عَقِيدَتِنَا لِمَن ... 

نَبَذَ الحَرَامَ بِأُكلَةِ التَّخبِيصِ 

وَالجَمعُ بَينَهُمَا نِفَاقٌ بَيِّنٌ ... 

يَأتِي الحَرَامَ بِفَتوَةِ التَّملِيصِ 

لَا تَركَنَنَّ إِلَى الحَرَامِ تَحَايُلًا ... 

بِكِرَاءِ فَتوَةِ جَاهِلٍ وَرَخِيصِ 

كَم مُجرِمٍ مَدَّ العَنَانَ لِجُرمِهِ ... 

بِوَصِيلَةٍ وَدَسِيسَةِ وَبَصِيصِ 

وَفَقِيهِ قَومٍ ظَلَّ يَنشُرُ كِذبَهُ ... 

بِعَمَامَةٍ مَعَ لِحيَةٍ وَقَمِيصِ 

وَطَبِيبِ قَومِهِ ظَلَّ يَجمَعُ ثَروَةً ... 

بَسَمَّاعَةٍ مَعَ وَصفَةِ التَّخلِيصِ 

وَمُعَلِّمِ الأَجيَالِ أَهمَلَ دَورَهُ ... 

تَربِيَّةً بِالمَالِ وَالتَّمحِيصِ 

وَمُهَندِسٍ غَشَّ البِنَايَةَ حَقَّهَا ... 

بِمُخَطَّطِ الإِتقَانِ وَالتَّجصِيصِ 

وَتَاجِرٍ أخفَى العُيُوبَ وَطَفَّفَ الـ ... 

مِيزَانَ.. أَغلَى سِعرَ كُلِّ رَخِيصِ 

وَقَنَاةِ إِعلَامٍ تَبُثُّ سُمُومَهَا ... 

فِي النَّاسِ، أَفعَى صَوَّتَت بِنَصِيصِ 

وَجَرِيدَةٍ صَفرَاءَ فَاقِعِ لَونُهَا ... 

وَالخَطُّ يَزحَفُ نَاشِدًا التَّعقِيصِ 

وَمُصَلَّحِ الأَشيَاءِ يَخدَعُ بِالتَّمَا ... 

طُلِ وَالغَلَاءِ وَقِلَّةِ التَّشخِيصِ 

هَذَا مَعَ الجَزَّارِ وَالخَبَّازِ وَالــ ... 

بَقَّالِ وَالخَضَّارِ وَالتَّرصِيصِ 

وَالأُسرَةِ الأَخلَاقُ مَا بَقِيَت بِتَقـ ... 

زِيعِ الخُطَى بِالعُريِّ وَالتَّنمِيصِ 

وَالكُلُّ يَحتَالُ احتِيَالًا لَا مَثِيـ ... 

لَ لهُ بِفَتوَتِهِ مَعَ التَّملِيصِ 

وَالقَولُ يَستَثنِي الَّذِي خَافَ الإِلــ ـ .. 

هَ وَدُونَ تَعمِيمٍ وَلَا تَخصِيصِ 

فَعَلَى العَقِيدَةِ وَالفَضِيلَةِ أَنشِئُوا ... 

هُم نَشأَةَ القُرآنِ بِالتَّنصِيصِ 

مَعَ سُنَّةٍ لِمُحَمَّدٍ وَعَلَى مَبَا ... 

دِئِ دِينِنَا الإسلَامِ بِالتَّحرِيصِ 

فَاللهُ يُعطِي اليُمنَ وَالخَيرَاتِ وَالـ ... 

بَرَكَاتِ كُلَّ مُرَبِّيٍّ وَحَرِيصِ 

ــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر – 06 أوت 2025م



الموضوع : (في السياق النقدي والأدبي المعاصر .. الناقد المغربي محمد زغلال محمد نموذجا ) بقلم : عبد الله دكدوك .

 ** نقد النقد / الوجه الآخر للتجربة  **  

    -- / حوار حول التجربة النقدية  / -- 


【 أجرى الحوار :  الإعلامي عبد الله دكدوك : 】


          【 من يكون محمد زغلال :  ناقد ؛ قارئ ؛ مؤلف ؟ 】


 محمد زغلال  --- لا يمكن أن أنكر هذا الوصف ؟ :  الناقد  قارئ متخصص ، صاحب فكرة . أي يملك بعضا من حقيقة النص وبالتالي فهو يقتسم مع المؤلف  الفهم العام للقيمة الجمالية ، التي يبحث عنها - القارئ الواقعي - .


        【هل نقادنا في مستوى ما ينتج ؟ هل إضافتهم تمثل قيمة مضافة أم مجرد محاولات متفرقة تكتب باسم النقد ؟ 】


 محمد زغلال --- لم يكن النقد يوما مجرد أفكار خالية من الوعي المدرك لحقيقة النصوص  . وإلا ما كان  ليملك نية  احترام  القارئ المبتدء الذي أسميه  ( القارئ  العفوي ) الذي يملك إمكانية ممارسة النقد ، كما هو الشأن بالنسبة - للنقاد الجدد -  دون الخضوع لرقابة النشاط الفكري في الساحة الأدبية .  وهم بذلك يداورون  الحقائق  من خلال اشتغالهم  على أساليب النقد القديم . بشكل مفضوح ومأزوم وسخيف للغاية . 


      【 لذا وصفتك ، بأنك  " حالة متفردة           تتطور بسرعة، وتؤسس لنقد حديث "¹؟】  


محمد زغلال ---  هذا هو سبب كوني لا  أتعاطف  مع  الناقد المحترف الذي   يقنع دور المثقف العربي في المقاربات النقدية .. النقد المقارن ... من خلال رؤيته المتقدمة التي  تسعى إلى تهديم وتخريب بنية النصوص القديمة بهدف إعادة ترتيبها  بطريقة معاصرة تجعله   يسكب إحساسه ويبحث عن الضياء في قلب المؤلف من خلال طبائع النص . 

 

           【 هنا يتقاطع النقد مع مستوى الأخلاق والقيم والسلوك النقدي باعتبار أن الناقد ليس مجرد قارئ نخبوي ، بل هو موجه للرؤية  الفكرية والجمالية ، ومساهم في بناء الأفق الثقافي ؟ 】


 محمد زغلال ----  بكل تأكيد  / حين يلتزم الناقد باهتمامات الخطاب الفكري . عليه أن يعري عن مواقفه الصادقة التي تحصن تجاربنا  وتحميها من السقوط في اللامبالاة أمام تعدد العوائق التي تقف في وجه حرية التعامل مع النص . باعتباره نشاطا خلاقا غير منقفل على توجه منهجي واحد  تنفرد به الحركة الأدبية والإنسانية المشلولة .


          【هذا يعني أنك تؤسس لنقد حديث  يطرح الأسئلة العميقة حول الكتابة وغاياتها ؟ 】²

  

محمد زغلال ---- التجربة النقدية هي قضية إرادة تدفعنا بقوة  إلى تفكيك العقد ؛ والتحايل على  الهواجس ؛ التي يدسها  المبدع في  نصه  بشكل مجرد  . ولكي أكون أكثر  موضوعية  في الحكم على النشاط الفكري لحل مشكلة النقد وقضاياه المكدسة في الأصول النقدية من خلال نظرية التلقي  . علينا ألا نسعى  إلى التعاطف مع النص مهما كانت  سلطة مؤلفه  لأن هذا الفعل يجرنا  للإخلال بمواقفنا  الأخلاقية  تجاه النقد  ويجعلنا نتنكر لالتزاماتنا الثقافية . 


         【 هناك دعوة ضمنية لإعادة التفكير في وظيفة الناقد ، ليس بوصفه حكما . بل كوسيط بين النص والقارئ ؟ 】


محمد زغلال --- إن محاولة إرفاع مستويات النقد في المنهاج التجريبي  من خلال المقاربات المتراكمة .  يتطلب منا الكفاءة والثقة بقدرة العقل على تحديد المسؤوليات داخل النص ، الذي يجدد نفسه بنفسه من خلال المعايير  الثقافية  والإنسانية  التي يستهلكها ، كي يدفع المؤلف للإستغناء  عن القوانين والمعايير التي تتحكم في مبادئ الإبداع  الذي يمنح للتأويل سلطة التفسير لملاحقة النظم الفكرية . ألم تصف النقد سيدي عبد الله [ لا بوصفه سلطة فوقية بل وعيا متجذرا في السياقين الثقافي والإنساني ] ³ .؟ 


 عبد الله دكدوك  / محمد زغلال محمد 

المملكة المغربية  . 


المصدر  [ ¹- ² - ³ ] = جريدة الحدث الافريقي . 

الموضوع : (في السياق النقدي والأدبي   المعاصر .. الناقد المغربي  محمد زغلال محمد نموذجا ) بقلم : عبد الله دكدوك .



وهم الحياة بقلم الشاعرة الإعلامية ريم الكافي/ تونس

 وهم الحياة 


ذات حنين

رايت شيئا مني

 على كف الخريف

فاكترَيْت 

ركنا من الرصيف

سامرت  الضباب 

اغتبت الشمس التي 

أفلت 

وتركت صباحها 

لصمت مخيف

فراغ ُيأمّن لون الفراغ

يخبرني حين اغفو

ان ما  بيني

 وبين الطريق 

حكايا ...

مسافات ملأ المدى

يستيقظ الامس بداخلي 

يتماهى مع حشرجة 

الرصيف

أتدثر بالرماد 

 استند الى الريح 

واعانق وهم النور

 في غفوتي

 يعود الخريف اعرجا

 اراقصه

احاول ان اقتنص

  ما بقي على كفه

ربما نسجته بشكل اخر 

وعاودت رسم الفصول 

بلون اخر...  

و بين ثنايا صباح 

باهت....

يأتي مساء غريب 

تتدفق من فجواته

 همسات فاتتة

تستيقظ الاطياف 

ترقص حول النار 

تفصل من بذور نورها 

فساتين 

من لون واحد

وتجلس على كرسي واحد...

وتحتسي من قدح واحد 

كل المذاقات

حين رأتني..

 احمل على كفي 

 السحاب

وانسج انا ايضا فستاني

واراقص الضباب

غيرت الحانها

فخلت انني وجدت الحياه

وكل الفصول هنا 

ماعدا فصل الخريف

 ابتسامة في ظهر الاماني

توقظني....تخبرني

 انني انا ...

 من لوًنتٌ

روائح الامس

 وانني من رتبت الأوهام 

وانني من شيًدت الرصيف

تخبرني 

انني اذا سكبت الشمس على ظلي

ذاب  الضباب وازهر فصل الخريف

 ريم الكافي/ تونس

على هامش الذكرى السابعة عشرة لرحيل شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش الذكرى السابعة عشرة لرحيل شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش


نم-هانئا يا محمود-..فمازلنا..نجتر هزائم..!


"العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا" ( ناظم حكمت )


"أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها شاعر واحد"( الكسندر بوشكين)

*تصدير:لأن هناك 


ينتظم رثاء محمود درويش في ذكراه السابعة عشرة على هيئة قصيدة،يبقى فيها اسمه حرًا من كل قيد.

تُستعاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي كتاباته وشذرات من سيرة حياته،ولا تغيب عن كل تفاصيلها فلسطين "سيدة الأرض وأم البدايات وأم النهايات"،التي كان وما زال شاعرًا لقضيتها.

رحل محمود درويش في 9 أغسطس/ أوت من عام 2008،وقد كتب عن الموت والحياة،وتلوّنت بحور الشعر بغضب درويش الثائر وتعب درويش العاشق وحنين درويش الابن.. 

9 أوت-كما أشرت-الذكرى السابعة عشرة لرحيل شاعر المقاومة والقضية الفلسطينية الأممية.

بين الذكريات المشبعة بنار الوجع و تخوم الآهات يشدو صوت الحقيقة ليقاوم العهر و يهدم أوكار الدعارة...ثار على الكلمة و كتب لحبّه الخالد تعاويذ النصر و شقّ بسهام القلم صدر الغاصب..عن الحبّ قال رتّا.للأرض صدح لا أعرف

الصحراء.للإتسان غنّى فكّر بغيرك للقضيّة قال أنا عربيّ و لرحيله صرخ أنا من هنا..

"هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق..ونرى دمنا على أيدينا..لنُدْرك أننا لسنا ملائكة..كما كنا نظن؟

وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ..كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟

كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!"

برحيل محمود درويش تكون الإنسانية جمعاء قد فقدت الناطق الرسمي باسم الألم: راجعوا أعماله الكاملة،فثمة متحف للأنين.!

قلت،برحيل محمود درويش تكون أجنحة الشعر قد فقدت بعضاً من ريشها الذهبي: الريش الذي لم يرض قط بغير الأرض سماءً.

وبرحيل-هذا الكبير-محمود درويش-تكون أشجار الزيتون قد فقدت شقيقها المبارك: الشقيق الذي نذر زيته لفتيل الوطن..

وبرحيلك-يا محمود-تكون فلسطين قد فقدت محاميها الأكبر: المحامي الذي ترافع عنها خمسين عاماً أمام مئات الملايين من شهود الزور..

ولكي أكتب عنك قصيدة-يا محمود-وقد راودتني سكرات الحياة،يجب أن أهتدي،بضوء في الذاكرة..وبنبراس أشعارك،في مثل ليل عربي كهذا موغل في الدياجير..كما يجب أن أتساءل : 

لماذا يموت الشعراء العظام..ولماذا يولدون مصادفة في الزّمن الخطأ،ويرحلون كومضة في الفجر،كنقطة دم،ثم يومضون في الليل كشهاب على عتبات البحر.. ؟!

أما أنتم-يا أيها الشعراء والمبدعون-:إذا رأيتم في المنام-الشاعر الفذ-مسجى فوق سرير الغمام فلا توقظوه،إسألوا الصاعقة التي شقّت الصخرة إلى نصفين لا يلتحمان.

إذا رأيتم-نجما-ساطعا في الصمت الأبدي فلا تعكرّوا لمعانه بالكلمات.

اسكبوا دمعة سخيّة على جبينه الوضّاء،دمعة في لون اللؤلؤ،واكتموا الصرخة المدوية كالرعد في كهوف الرّوح..

وأخيرا إذا رأيتم المغنّي الجوّال حاملا قيثارته،افسحوا له مجالا في الدروب لينشد أغنية الوداع للنجم الآفل..

تقول الأغنية:

هناك كثيرون أمثالك..أعلّوا وشادوا..

وفي كل حال أجادوا..

وأنت أنجزت كل الذي في يديك..

وما عرف المستحيل الطريق إليك..

لأنّك تؤمن أنّ الخطى إن تلاقت قليلا..

ستصبح جيشا وصبحا نبيلا..

وأنت ككل الذين أرادوا لوجه الحياة رداء جميلا..

تمنيت أن ينبلجَ الصبح من مقلتيك..

فعلت الذي كان حتما عليك..

ومن كان حتما على الشعراء..جيلا فجيلا..

وأنا أقول :

إلى محمود درويش في رحيله القَدَري

“الشعراء كالأوطان.. لا يموتون..”

..من يدقّ باب الرّوح

في خفوت الشمس والضّــــــــــوء

من يطهّر الجسد من دنس الركض

خلف صهيل الـرّوح

من يمنح حبّة قمح تعبق بعطر الأرض

ليمامة تاهت

في رعب السكون الهائم

من يجفّف الدّمع..

والمحزونون في سبات ملء الجفون

أوغلوا في الدّمع في لحظات الوَجْد

فأنطفأ الوجع..

إلى أين تمضي في مثل ليل كهــذا !؟

والكلمات التي تركتها خلف الشغاف

تشعل شرفاتها

منارة

منارة

ولا يكتمل المكان..

تمنيتَ لو كنتَ نورسا على شاطئ غزّة

كي تعيد ارتحالك..كلّ يوم في المياه

تمنيتَ لو تجعل من دموع الثكــــالى

قاربا يجتاز العتمة..

كي يرسي على ضفّة مرهقة

تحتاج يد النهر كي تعبـــــــره

تمنيتَ لو يتوقّف..الزّمان

لحظة أو أقل

كي تعيدَ ترميم الحروف

كي تسير بكل،فجاج الكون

بغير جواز سفر

كي تروح بنوم مفتوح الرّوح..

يفيق على جمرة سقطـت

فوق شغاف القلب..

تمنيتَ لو تبرق للبعداء جميعـــا أن:

عودوا..أعطوا-لمحمود*-بعض وطن !!

ها أنتَ تئنّ

وتئنّ

إذا استرجعت غربتك من تيه الضجّة

وعدت بلا وطن

إلى أين تمضي في مثل ليل-عربيّ-كهذا ؟

إلى أين تمضي..بعربات الصّبح المبكــــرة..؟

ها أنّي أراك تلوّح للأمكنة الأمامية

وهي تغيب..

ثمة نورس يتلاشى في الأفق البعيد

ثمة وجع بحجم الغيم ..يتمطى في اتجاهنا

عبر الضفاف

ثمة شيء ما ينكسر

يتهاوى

ولا يصل المكان

ها أنّي أراك في هدأة الصّمـــت

تنبجس من اختلاجات العزلـــــة

تنبثق بياضا ناصع العتمة..من عتبة القلب

نهرا

تجلّله رغوة الإنتظار

أراك..نهرا

تعتعه الرّحيل..فتهاوى

في أفلاج جفّ ماؤهــا

ها أنّي أراك،تعبر ممرّات الذاكرة

تترك حنجرتك زهرةَ بنفســــــج

تلج حجرات الرّوح

تاركا خلفك..صهيل الرّيح

كي لا ينهمر..الوجــــــع

ويسطو على ما تبقّى..من مضغة القلب

سخط الزّمان..


محمد المحسن


*المقصود:الشاعر الراحل محمود درويش




بيت الشعر بالقيروان امسية شعرية موسيقية بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية بقلم الكاتب الإعلامي محمد علي حسين العباسي

 بيت الشعر بالقيروان

امسية شعرية موسيقية بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية

...لأنها تعشق الابداع والامتاع والاقناع تعمل دائما ادارة بيت الشعر بالقيروان باشراف الشاعرة العربية المتالقة الدكتورة جميلة الماجري على الاحتفاء بالشعر والشعراء على اعتبار ان عاصمة الاغالبة ترتكب فضيحة الشعر فلا ينبت على ارضها سوى الشعر ولا تلد ارحامها سوى الشعراء.

بيت الشعر بالقيروان تنظيم اليوم السبت امسية شعرية موسيقية بمشاركة تلفزيون الشارقة الاحتفاء بالشاعر المغربي مخلص الصغير مدير بيت الشعر بتطوان بالمغرب الى جانب قراءات شعرية لشاعرات تونس فاتن بن خالد ،نبيهة سويسي،مريم ذياب و سندس بكار 

والى جانب القراءات الشعرية سيتم تقديم للمجموعة الشعرية الجديدة الشاعرة سميرة زغدودي بعنوان " العنقاء"

وتقوم بتقديم الأمسية الشعرية الشاعرة الانيقة حنان وهايبي ،هذا الى جانب المراوحات الموسيقىة  للفنان معز بن سعيد

هكذا هي بيت الشعر بالقيروان ومديرتها الدكتورة والشاعرة العربية المتالقة جميلة الماجري مجندون دائما الاحتفاء بالكلمة وعشاق الكلم حيث تتناثر وتتساقط حبات الشعر هنا وهناك من أجل القصيد 

محمد علي حسين العباسي




الجمعة، 8 أغسطس 2025

أراني..أحاور صهيل ريح.. تعبث بتاريخ وَجدي..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أراني..أحاور صهيل ريح.. تعبث بتاريخ وَجدي..!


الإهداء: إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني.. ووحدها تراه..


..إنّ قلبي بيت لكِ

        ولكنك تغمضين عينيك عنّي

وتنسين اختلاط الورود

         وشهقة كل هذي الحروف

على تلّة في الجنوب

    كيف تعبرين كل هذا الجمال

ويعْلق الحزن بي..

 كيف تشيحين بوجهك عنّي..

    وتصغر هذي البلاد بعيني

وتصهل الرّيح

 بقلبي..

            وقرب بقايا الركام


أصغي لأجراس صمتك

أحاور رياحا 

   تعبث بتاريخ وجدي

كأنّي السراب...

     كأنّي تعبت..قليلا

كأنّ ثلج الدروب قد نال منّي..

كم أحبّ إرتباك الفصول..

        كم أحبّ سماء الخريف

متخمة بالغيوم..

      كم أحبّ خيول السنين..

وهي تركض

               صوب الأقاصي

ولا شيء يربك هذا العبور..

وخلف خطاك بقايا 

         صدى مؤلم

هنا أحتفي بالرذاذ

ها هنا أداعب غصن زيتونة

جرفته السيول

     ولم يبق لي غير عطرك

لم يبق لي غير حضن عتيق 

على شكل ذكرى

وبي شهوة لإحتضان الغيوم بصمت

أحاورها

             أسائل فيها سر هذا الرذاذ

وليس لي غير حلم 

نما دافئا

قبيل انبلاج الصباح

وبعض قصائد عن سيرة العاشقين..

      وشهقتهم قبل مجيء الغروب

أنا لا أريد الرحيل

لا أريد القطار المعدّ لرحلتنا

لا أريد أن يهجع البحر

 على كفتي

أو أن يسرج أفلاكه

 للرحيل

فقط ما تبقى سوى عزف غيم

                تعاويذ ضد الفراق

ونجمة صبح تضيء هذي الطريق..

تمهلي..

ولا تتركي الغيم يبكي

            تمهلي ودعي منك شيئا

يرتّب موعدا لفجر يجيء

علّ تجيء الفصول

  بما وعدته الرؤى

لكن..

ترى ما سأقول..

إذا مرّت غيومك جذلى..

تداعب نرجس القلب

أو لاح لي بين ثنايا المدى.. 

                          طيفك

يطرّز وهْمَ المسافة..

 وشاحا للذي سوف يأتي

ربّما أظل أداعب صوتي

أحاور روحي..

أرتّب حزني

كزهرة لوز أهملتها الحقول..

         كغيمة في الأقاصي..

أربكتها الفصول..


***

محم


د المحسن


سيدي المصطفى بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 سيدي المصطفى 


سَيّدي المصطفى الحبيبْ

ذكرُهُ     قَطُّ         لا  يغيبْ


حُبُّهُ        الرحمةُ       التي 

هيَ       لِلْمُبْتَلى     طبيبْ


وصلاتي    عليهِ    في    ال

خَطْبِ     تكرارُها   عجيبْ


بركاتٌ        من       السما

 ءِ   بها     فضْلُهُ      قريبْ


هوَ      زهوُ     الحياةِ    ما

دامَ  غصنٌ     لها    رطيبْ


كُلَّما           مَرَّ      قاصدو

نَ   إلى   المسجدِ الرحيبْ 


قلتُ:      مهلاً      أيا    حوا

دي خذوني  ألا      مُجيبْ


سارتِ    العيسُ    لم   يَردّ

وا  على الشدوِ    والنَّحيبْ


إنَّ         قلبي           بِطيبةٍ

وأنا   ها        هنا     غريبْ


لِمَ    لَمْ     تَعْطِفًوا     على

مُسْتهامٍ      ثوى       كئيبْ


فعلي         أحمد     الورى

سَأُصَلّي        بكلِّ     طيبْ


 ناشِداً     صَوْبَ      روضةٍ

 جَنَّةٍ         مُنْيَةِ    السَّليبْ


و إلى   حينِ      أنْ     يُفَكَّ

أساري              ويَسْتَجيبْ


وأراني            أطوفُ    في

بهجةٍ        مالها       رقيبْ


بينَ          قبرٍ           ومنبرٍ

مَنْ     بها   سارَ    لا يخيبْ


د. محفوظ فرج المدلل



قميص النور وعبور الأرواح بقلم الكاتب سلام السيد

 قميص النور وعبور الأرواح


ما أن لاح للفجر بصيصُ ضوء، 

حتى تجهّز العابرون إلى الغيب، 

يعانقون وجهَ اللقاء، 

وفي أفقِ الرجاء

 أهزوجةُ حلم، 

كأنها عبقٌ من قميصِ الحسين، 

تأتي به بصائرُ المحبينَ للارتقاء.


على جبين السماء

 نُقشت الأسماء، 

ومن أدرك الفتح 

عجّل له بالنداء.


سعةُ الملكوت – 

ذلك الصوت:

 لبّيك يا داعي الله

 وهيبةُ الإلهام 

سرًّا في فم القلب.


ظلُّ الكلمات 

يشفقُ باطنَ السمع، 

اقرأ… 

وشفاهُ الأرواح 

في مدوّنة الأبجدية،

 الوعدُ قيدٌ 

بجيد الوفاء.


بوحُ العاشقِ بالمعشوق 

رسائلُ حب 

تعلمها بأول النطق، 

نكهةُ اسمك…


على أعتابِ باب وصلك

 الخطوةُ نور، 

والدعاءُ في حرمك 

يخترقُ الحجب.


أيُّ غيبٍ 

يتملكُ فناءَ القربِ منك، 

وكلُّ ما أنتَ فيه غيب، 

ورشحُ ما يتناثر 

بقوسِ الصعودِ والنزول 

مهرٌ للعبور.


تحت القبة، 

الأرواحُ في مرايا المشاهدة 

تبحث عن ظلها 

بين الوافدين، 

قبسًا تحمله من الضريح 

كهدية عطر.


هل في زوايا الظل مسافة،

 أو لفمِ العدمِ 

نُطقٌ لم يكن؟

 الإيجادُ ابتدعها.


هل أدركتَ التلاشي، 

حالةَ الاحتضار؟ 

ستعرفُ في حينها 

معنى البكاءِ 

صامتًا…


سلام السيد


قهوة الصباح في وقت الانشراح: ترويحات عاقلة في زمن الجدّ بقلم الحاج عبد المجيد الحسوني

 ☕ قهوة الصباح في وقت الانشراح: ترويحات عاقلة في زمن الجدّ


الحاج عبد المجيد الحسوني

نقيب الشرفاء الحسونيين


> "إن القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة."

– عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجه

في ضجيج الحياة اليومية، وبين زحام المسؤوليات والضغوط، قد ننسى أن للقلوب طاقةً محدودة، وأن النفوس لا تقدر على الاستمرار في السير إن لم تتذوق لحظات من السكينة والترويح. ولعلّ هذا ما تنبّه له الإمام عليّ، كرّم الله وجهه، حين شبّه القلب بالجسد، وكلاهما يحتاج إلى راحة، وترويح، وتجديد.


إنّ "قهوة الصباح" ليست مجرد مشروب نبدأ به يومنا، بل رمز لوقفة تأملية عابرة، نستلّ بها خيطًا من نور في عتمة الرتابة، ونتفيّأ فيها ظلال الطمأنينة قبل الانخراط في مسيرة الجدّ. فالمؤمن، وهو في قلب المعركة اليومية، لا يغفل عن حاجته إلى لحظة إنسانية صادقة، فيها ترويح للفكر، واستراحة للوجدان.


⬩ الترويح لا يناقض الجدّ

إنّ التصور الذي يجعل الجدّ نقيضًا للراحة تصور قاصر. فالراحة ليست انسحابًا، بل هي محطة تعبئة. وليست لهوًا مبتذلًا، بل لحظة توازن تجدد العزم. وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم – وهم صفوة المجاهدين والعابدين – لا يجدون حرجًا في المزاح اللطيف والضحك النقي، بل يُروى عن بعضهم طرائف ونوادر، تدل على فقه دقيق في طبيعة النفس البشرية.


يقول الإمام عليّ مرةً أخرى:

> "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلب إذا أُكرِه عمي."

ومن هنا، نفهم أن العقل الرشيد لا يُنكر حاجة النفس إلى فسحة، ولكن يضبطها بمقاصد الشرع وآداب الحكمة. فترويح النفس سنة فطرية، متى ضُبطت، صارت عونًا على الطريق، لا انحرافًا عنه.


⬩ في ضوء المقاصد: لهوٌ عفيفٌ وراحةٌ مؤمنة

يخلط كثيرون بين "الترويح" و"الترفيه"، وبين "الراحة" و"الكسل". لكن الترويح المقصود في تراثنا هو ترويح عفيف، مقصود به تقوية النفس لا إضعافها، ومبني على قيم الفطرة لا على الابتذال.


فقه الترويح الإسلامي لا يتعامل مع الإنسان كآلة، بل كروح وعقل وجسد. ولذلك فإن لحظات الضحك، والحديث الخفيف، والتأمل الهادئ، والمزاح اللطيف، كلّها تدخل في "فقه الحياة المتزنة".


وقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله:


> "إن لبدنك عليك حقًا، وإن لعينك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لربك عليك حقًا، فأعطِ كلّ ذي حقّ حقه."

(رواه البخاري)


⬩ بين الصرامة والانفلات: حكمة التوازن

المجتمعات السليمة لا تُبنى على الصرامة المفرطة، ولا على التفاهة العابثة، بل على توازن دقيق بين الجد والفرح، بين العمل والسكون، بين الانضباط والترويح. وهذا التوازن لا تصنعه المؤسسات وحدها، بل يبدأ من الإنسان نفسه، من وعيه بحدوده، ومن إدراكه لحاجاته الروحية والوجدانية.


قهوة الصباح، إذًا، ليست رفاهية... إنها حكمة.

إنها لحظة مصالحة بين الإنسان ونفسه،

بين القلب وضجيج العالم.


⬩ خاتمة: من جدّد قلبه... جدّد حياته


فلنمنح قلوبنا فرصة لالتقاط الأنفاس.

ولننظر إلى الترويح لا كترف، بل كشرط من شروط الاستمرار.

من لا يُرَوِّح عن نفسه بما يُعينها على الطاعة، أرهقها حتى عميت.

ومن عرف كيف يوازن بين الروح والجسد، أدرك سرّ القوة الحقيقية: الاستمرار.

> قهوة الصباح لا تُشرب فقط بالشفاه، بل بالقلوب المفتوحة على الحياة، وعلى نور الحكمة.



قم لغزة بقلم د. حسين موسى

 قم لغزة

بقلمي د. حسين موسى


قف للتطهر قبل ذكرك غزة

 فالقداسة من جنباتها تفوح

واحرص ان لا تتلفظ باسمها

قبل وضوء فالخير منها يلوح

أرض الكرامة فكل الابتلاءات

فيها تحققت في البقرة ونوح

وجاء الفعل متوافقا والجواب

فصبرت والبشرى غدت تلوح

فازت غزة بالآخرة وتركتنا من

 فرح بالفعل ومن سيظل ينوح

وما أغلقت بوجهنا باب النجاة

وتركت للمغفرة الباب مفتوح

فقولوا لله حطة ولغزة تغفر لكم

تخلفكم عن نجدتها والجروح

 آية من كتاب الله فيها أوامره

 لننفر فيكون لنا الجنان صروح

فلا عذر الا لمن رحم ربي وبيّنه

في كتابه وانا معكم ولكم نصوح

سنسأل جميعا بين يد ربّ حذرنا

من القعود مع الخوالف ولا نروح

فالحدود ما تعيق الأحرار وتثبطهم

ولا يطلب إذن لتلبية نداء الروح

هذا نهج الله فلا يحتاج قط لفتوى

فالإفتاء بغير نصٍ فلا تكن جنوح

اللهم اشهد إني قد بلّغت رسالتك

لأمة قلت انها واحدة وقلمي مجروح


د.حسين موسى

كاتب وشاعر وصحفي فلسطيني


قريتي بقلم.الشاعر .عبدالسلام جمعة

 قريتي 

.....ً

طير الهوى قد جدد الالحانا

              حتى يظل يخاطب الباذانا

قرب السواقي غنى لحنا خالدا

                 مع كل فجر يوقظ التبانا

يا نبعة التبان هل اعلمته

             حب المنازل والرياض هوانا

يا نبعة التبان ما ضل الهوى

              زيدي بهاء وانتقي الاوزانا

هذي طيور الروض تعرف حبك

              في كل وقت تطرب الاذانا

 وصلاتها  دوما على اغصانها  

             ولها إذا انتبه الفطين أذانا

يا نبعة التبان ظلي واسلمي

              ظلي بخير لا لقيت هوانا

نبع تلوث ماؤه لم يكتفوا

        لنرى على قمم الجبال دخانا

من احرق الزيتون نعرف اصله

           اذ ساعد الاعداء والعدوانا

نادينا ..كم نادينا نطلب حقنا

      لا الغير يصغي ولا الضمير يرانا

لا زلنا نعطي الأرض رغم حصارنا

            ونذود عنها الظلم والخذلانا

فالارض نملكها ونسقي زرعها

          لو شح ماء النبع نعطي دمانا

حتى يظل الورد احمر قانيا

              وعلى سفوح جبالنا جذلانا

الارض نملكها وفارعة لنا

             منها لمن نسي المقام علانا

وجبالها ليست مشاعا إنما

               ملك لنا ولتسألوا الأزمانا

ولنا بأعلى الغور آبار بها 

           نسقي الزروع اذا يقل شتانا

ولنا بيوت فوق قمة شامخ 

               طلوزة حلت فوقه ترعانا

ظلي بخير يا قرانا واسلمي

             ظلي ودومي للندى عنوانا

هذي قرانا لن تكون لغيرنا

             فيها ومنها أشرقت دنيانا

إن العواطف لا تباع بأرضنا

        وكذا المناصب كي نبيع ثرانا

فالبور نملكه وليس لغيرنا

             شأن به مهما تعاظم شانا

فهنا نقزم من يريد تطاولا

       والموت حلو إن يضام حمانا

إنا زرعنا في المشاع قلوبنا

     نجتث من يبغي اجتثاث هوانا

إن التعصب للسفوح عبادة

              ونرى بكل تعصب ايمانا

فهنا المزارع للاهالي وحدهم

           لن نبقي فيها للدخيل مكانا

هذي الاراضي لن يكون على المدى

                فيها واقسم اهلنا استيطانا

فالارض نهتف باسمها لا غيرها

           يعلو عليها وإن يك السلطانا

هذي عقيدتنا وهذي أرضنا

                وزرعنا فيها جنة وجنانا

إنا هنا باقون رغم جراحنا

          خاب الدخيل و كائنا من كانا

....

بقلمي..الشاعر .عبدالسلام جمعة