إنفصال الروح
مرت أيام و لم نتواصل ، إنها من المرات القليلة التي نبتعد بلا عتاب و بلا كلام ، أظن أن هناك شيئا ما إنكسر في قلوبنا يصعب جبره مهما تكلمنا و مهما تحاورنا لذلك إخترنا الصمت .لقد أهديته نصيبا من الوقت ليراجع نفسه و هو بدوره أهداني أفعال غير مبررة جعلتني أكتشف الزوايا المظلمة في شخصيته .عادة ما يحالفنا الحظ و ندرك أننا أخطأنا الإختيار مبكرا مما يجعل طريق العودة قصير و سهل لكن في الكثير من الأحيان نختار المغامرة و متابعة الطريق مهما كان وعرا و مفخخ حتى أننا نرضى بالجراح و المشي على الجمر في سبيل البقاء على العهد و إيفاء وعودنا للطرف الأخر مهما كلفنا ذلك من دموع و سهر و أرق.
نحن في حاجة لدعم معنوي من شخص مختلف مهما بلغت درجة قوتنا بل إننا في حاجة لقلب يسمعنا من دون أن ننطق بحرف ، نحن بحاجة لطرف أخر يضيف معنى لحياتنا يكون لنا الحضن الدافئ و الملاذ الآمن نرى في عينيه تفاصيلنا الجميلة و عيوبنا المخفية ، مزيج من المشاعر يربطنا به صداقة ، أخوة ، عائلة و حب أقوى من كل الظروف، نعم نحن بحاجة لوجود إستثناء يشمل فقط شخص واحد كهذا ، شخص يهدينا أشياء نفتقدها و يكون مكمل لنا في كل الأشياء، شخص تكتمل فرحتنا بوجوده و ينقلب حزننا بهجة ما إن يطل علينا .
أفكار كثيرة تراودني شيئا ما بداخلي يدفعني للتفكير به بكثرة ، أكتب الرسالة تلو الأخرى من ثم أتراجع و أمحيها في إنتظار أن يراسلني هو الأول و كأنني في معركة إثبات وجودية رغم أن قلبي يؤلمني لفراقه خاصة و أنه كان بمثابة المتنفس بالنسبة لي كنت أرمي بكل همومي على عاتقه و كنت أتعبه كثيرا بأفعالي الطفولية لكنه كان لا يمل مني ، لعله قد أصابه الملل هذه المرة نعم ربما أثقلت كاهله أكثر من اللازم ربما قد وجد من يشاركه الفرح و الحزن و نسي أنني هنا أنتظر إتصاله منذ أيام و فجأة و بين زحمة كل هذه الفرضيات أسمع صوت الهاتف يرن ركضت نحوه مسرعة إنه رقم مجهول، لكن سأفتح السماعة لعلي أسمع صوته و بعد تردد و لهفة و مشاعر مبعثرة ضغطت الزر الأخضر، إنه ليس هو هذه ليست نبرة صوته ، إنه أحد الأصدقاء يبلغني نبأ وفاته و كأن قدري أن أفارقه و أنا في أمس الحاجة له .صرخت عاليا ذرفت الدموع أياما لكن اللوعة مازلت تؤرق قلبي و تقتل روحي كيف لي أن أستمر من دونه فعلا إنها المأساة.
زينب لحمر



















