آخر المنشورات

الجمعة، 21 مارس 2025

قراءة في مقطوعات ديوان المنير الوسلاتي "أكبر من ذاكرة الجداول". بقلم الشاعر عمرالشهباني - تونس -

قراءة في مقطوعات ديوان المنير الوسلاتي "أكبر من ذاكرة الجداول". بقلم الشاعر عمرالشهباني - تونس -

 

مقدمة: 

              أصدر الشّاعر التونسي المنير الوسلاتي المتميز بغزارة انتاجه وبكر معانيه ديوانا شعريا في طبعته الأولى سنة 2021 عن مجمع تونس الدولي للفنون والآداب، جعل عنوانه "أكبرُ من مخيلة الجداول" في مائتين وأربع عشرة صفحة من الحجم المتوسط موزع على فصول ثلاثة وبه سبعة وثمانون(87) قصيدة نثرية تتألف من مطولات ومتوسطات ومقطوعات أقل من سبعة أسطر بلغ عددها إحدى عشرة مقطوعة رأينا أن نتفحص هذه الأخيرة للوقوف على وجيز أسطرها ووسيع معانيها وكثافة رسائلها. 

الأشكال المنهجي والتسمية.

            وإن كانت قصيدة النثر لا تهتم بعدد الأسطر التي تعبر فيها عن مضامين معينة باعتبار ها تقوم على تشكّل حسّيّ ونفسي في وحدة معنوية ودفقة شعورية واحدة فإن المنهج البحثي في قراءة هذه القصائد يفرض علينا التفريق بين طوال القصائد النثرية وقصارها خاصة أن القصار منها تكون ذات دلالات أكثر كثافة ومساحات زمنية ولغوية وورقية أقل لذلك فإنه من المجدي على الأقل منهجيا أو نظريا الخضوع للتفريق بين ما طال منها وما قصر كما نفعل مع قصيدة العمودي حيث يعتبر النقاد منذ القديم في تقسيمها إلى قصيد إذا كان عدد أبياتها بداية من سبعة(07) أبيات فما أكثر ومقطوعة لذوات الأبيات ما دون السبعة(07).

           ورغم الإحراج الذي توقعنا فيه قصيدة النثر من ناحية تعداد الأسطر فيها، إذا ما قمنا بمقارنتها بقصيدة العمودي بعيدا عن القافية والتفعيلة الملتزَمَة، فإن هذه الأخيرة لكون أبياتها عادة تتكون من مجموعة من الجمل والكلمات الطويلة نسبيا اعتبرها نقاد المؤلفات الشعرية العمودية إذا بقيت تحت سقف السبعة أبيات فيصطلح عليها بالمقطوعة فإن زادت تصبح موسومة باسم القصيدة أو القصيد حتى نبلغ المعلقات فالمطولات فالملاحم. أما في قصيدة النثر فإننا، أمام احتواء الأسطر فيها أحيانا على كلمات قليلة أو ربما كلمة واحدة قد تكون مشكّلة من حرفين أو ثلاثة أحرف متبوعة بنقاط أو غير متبوعة، فإننا نجد أنفسنا أمام إحراج اعتبار السطر المكون من حرفين أحيانا سطرا أم لا.  

            وعليه فسنسلم أولا بكونه سطرا مهما طال تعداد كلماته أو صقر وثانيا سنستعير المسميات المطلقة على القصيدة العمودية ونطلق المقطوعة على ما دون السبعة (07) أسطر والقصيدة على ما زاد على ذلك.

إحصاء المقطوعات في ديوان المنير الوسلاتي "أكبر من ذاكرة الجداول"

            بعد أن سلمنا بالمقدمات المنهجية فيما تحتويه المقطوعة من عدد أسطر دون سقف السبعة منها فإننا قد أحصينا بالديوان إحدى عشرة (11) مقطوعة يتراوح عدد أسطرها بين السّطرين (02) في مقطوعة 'لأنّ صَرخَتِي لا تَكْفي...' (صفحة138) والستة (06) أسطر في ثلاثة مقطوعات وهي بالتوالي 'لَــــــــــــوْ...' (رقم 31صفحة78) و'أشْــحَــذُ الـخَـوَافـِي...' (رقم 48 صفحة104) و'ضفدع ونسر...' (رقم51صفحة109) وبينهما بثلاثة (03) أسطر مقطوعة واحدة عنوانها 'عينان عـَمْـيَــاوَانِ...' (رقم57صفحة 116) واثنتان (02) بأربعة (04) أسطر مثل 'سـَـردِيـِـن...' (رقم 43 صفحة98) و 'هل يَـجُــــــــــــــوزُ؟'(رقم 58 صفحة117) وأربعة (04) بخمسة (05) أسطر وهي  'يَـا ابْنَ أُمِــــّــــــــــــــــي' (رقم  25 صفحة  70) و 'مسمار...' (رقم  52 صفحة 110 ) و  'النحل والدبابير' (رقم  54 صفحة 112 ) و  المدن التي لا تذكرنا (رقم 67  صفحة 133 ).

          إن أول ملاحظة تتبادر إلى ذهن القارئ، بعد قِصر متون المقطوعات، أن هذه الأخيرة في غالبيتها تعتمد أسلوبا حجاجيا ظاهرا لا يمكن للعين أن تخطئه وهو أسلوب يعتمده المناطقة في الاستدلال على أطروحاتهم التي تكون في شكل نتائج لتلكمُ المقدمات التي يضعها المحاور في شكل مسلمات تسهل عليه الاقناع والوصول إلى غاياته بسهولة. فالشّاعر يضع مقدمة أو مجموعة من المقدمات كأنه يطلب من متلقيها أن يسلم بها وبالتالي بنتائجها، وعادة ما تكون نتائجها صادمة لما تحمله من اعتزز الشّاعر وافتخاره بنفسه من خلال امتلاء ذاته المتعالية في جزء، وفي جزء أخر، يقوم الشّاعر يتقمص أسلوب الحكمة ومقام الحكيم الناصح المرشد إلى مآلات الأمور وعواقب التمادي في التجاهل.

- الأسلوب الحجاجي في مقطوعات ديوان "أكبر من ذاكرة الجداول".

           رغم أن عدد المقطوعات في الديوان يساوي 11/87 ويتجاوز بذلك 12.5 % من مجموع العناوين فإن عدد الأسطر يساوي 52/2264 سطرا بمعدل 52/11 أي خمسة (05) أسطر لكل منها ولا يتجاوز تمثيله النسبي 2.3% من جملة الأسطر فإن المقطوعات التي تقوم على الحجاج تعادل 07/11 من المقطوعات وهي تمثل أكثر من 63.5% من المقطوعات ونرى ذلك جليّا في مقطوعة ' ضفدع ونسر...' رقم 51 صفحة 109 حيث جاء فيها كمقدّمة منطقيّة التّالي:

"منْطِقِيٌّ جدّا أنْ تُعَلّمَكَ الضِّفْدَعَةُ...

كيفَ تُـحَرِّكُ لِسَانَـهَــا.

وتَلـتَقِطَ في مُسْتَنْقَعهَا ذُكُـــوُرَ النَّـــامُوسِ..."

ثم يستدرك الشّاعر ليؤسس معادلة جديدة من خلال طرح الاستدراك الذي يشي بالعاصفة بعده حيث يقول:

"...أمَّا حَديِثُ الأعَـــالـِي والشَّوَاهِقِ..."

ليصل في النهاية إلى النتيجة المفحمة للمحاور الذي يسمعه ولا يحدثه والذي يضعه إلى مقام الضفدع اللاقط للناموس في المستنقعات ليعلن بكل الاستعلاء الممكن أمام محاوره وليدعوه لأنْ يكون نسرا ليس ليضاهيه في المكانة بل ليتسنى لجناح الشّاعر أن ينصت إليه حيث يعبر عن ذلك فيقول:  

"فَـــكُنْ نَــسْرًا أوَّلًا ...حَتَّىّ يُنْصِتَ اليْكَ جَــنَـــاحِــي..."

       كما جاء في مقطوعة ' أشْــحَــذُ الـخَـــوَافـِي...' (رقم 48 صفحة 104) حيث جاء فيها كمقدمة منطقية أيضا التالي:

                                        "يملأ طريقي هَرَجُ الأقزام...        (مقدمة أولى)

الضّوضاء تأكُلُ الإسفلتَ تحت أقدامي... (مقدمة ثانية)

      الغَوغَاء تَستَدرجُني إلى الهاوية..."     (مقدمة ثالثة)

         بعد هذه المقدمات الوصفية الثلاث للفوضى المحيطة بالشّاعر المكتظة بهرج الاقزام والضوضاء واستدراج الغوغاء له نحو الهاوية يشيح بالمعنى عن المشهد بالكلية ليُظهر التّعالي عمّا يحيط به فيعلن قائلا:

"وأنا كأنّي لا أسمعُ، لا أرى..."

        لا يسمع ! ...؟ لا يرى! ... ؟ لا يسمع الضوضاء لا يسمع الغوغاء ولا يرى هرج الأقزام ولا يرى الهاوية قربه بل هو منشغل بزينته بتلميع أطرافه وهو النسر المحلق أو الواقف على 'القمة الشماء' لا يعبأ بما في " الهوة السوداء' يستعدّ إلى رحلته الجديدة القادمة ولعله 'يرنو إلى الشمس المضيئة هازئا' حيث يقول بكل العنفوان إلى حد الصلف:

"مشغولٌ بتلميع أجنحتي...

أشحذُ الخوافي لرحلتي القادمة للأعالي..."

        لا علو ولا تجاهل ولا امتلاء بالذات أكثر وأعلى وأبلغ من هذا التعالي المنشغل بتلميع ريشه ليشحذ خوافيه للرحيل القادم للأعالي...

       بل إن الحجاج يتجاوز المُحاور المتخيل الاعتيادي إلى محاججة المدن تمهيدا للاستغناء عنها وإقامة مدن خاصة في اللغة مادتها من القلوب يسكنها الحرف حيث يقول في مقطوعة " المدن التي لا تذكرنا" مقيما عليها حجة عدم الاهتمام به بل لا تذكره حيث يعلن موقفا صارما ضد كل المدن لا مدينة واحدة بل كل المدن حيث يقول ما يلي:

"المدن التي لا تذكرنا لا شأن لنا بها..."

             وهنا يتخلى الشّاعر عنها ويكتفي بالاستعاضة عنها بالحرف الوهاج لينكفئ لداخله ليجد الضوء لديه مستغنيا عن كل المدن التي لا تذكره/تذكرنا ليحسم أمر البديل عنها قائلا: 

                                    "يكفينا الحرف وهيج الضوء الذي يسكننا..."

         ثم يبحث فيجد سببا آخر للقطيعة مع المدن الناسية فخرها ومجدها الذي لعل الشّاعر يرى نفسه إحدى أيقوناتها ولكن المدينة لا تراه ولا تسلم عليه حتى في أطار إفشاء السلام ولو كان ضمن غيره، هذه المدن التي لا تعبأ بالشّاعر ولا تسلم عليه ولا توَدُّه في قوله:

                                          "تلك المدن التي لا تفشي علينا سلامها

                                            ولا تمدُّ لنا حبل ودّها وسؤددها..."

               في النهاية يكتفي الشّاعر بالحرف سكنا / مدينة متجاوزا إهمال المدن له ونسيانها إيّاه ما دامت لا تتودد له ولا تفشي سلاما عليه وهو شأن كثير من الشعراء والأدباء من نكران المدن لهم فيقول:

                                                       "حسبنا الحرف الذي يصنع من قلوبنا مُدُنَا..."

             ويبلغ هذا الأسلوب الحجاجي قمّة في مقطوعة "النحل والدبابير" حيث يكون هذا الأسلوب أكثر جلاء ووضوحا مستجيبا لكل الشروط من مقدمات ومسلمات وبديهيات ومن المقارنات ليخلص إلى النتائج النهائية غير القابلة للشك ولا للنقاش. حيث يورد الشّاعر المثل السّاري لإثبات أن الموجودات تتجمّع فيما بينها على الأشباه وعلى أشكالها فيورده في شكل سطر أول فيقول:

                                    "الطُّيُورُ علَى أشْكَالِهَا تَقَعُ..."

ثم يردف ملاحظات من الطبيعة من خلال التجربة المعاشية وهي أكثر ترميزا هذه المرة في هذا السطر من السطر السابق الذي ساق فيه قانونا صارما إذ يقول:

                                 "والزُّهُورُ عَلَى أمْثَالِهَا تَحْنُو وَتَتّكِئُ...

                                والظِّلاَلُ إلى أَشْجَارِهَا تَتَوَدَّدُ وَفِيِهَا تَتَّحِدُ..."

ثم يورد التشابه باستعمال التناظر بين المخلوقات رغم المقدمتين السابقتين التين جعلهما سندا استدلاليا لبناء نتيجته ولكن هنا يورد التناظر بين كائنين إلى حد التطابق بينهما لونا وصوتا وحياة حيث يقول:

                            "والنَّحْلُ والدَّبَابِيِـرُ شَبِيِهَانِ في اللًّوْنِ والصَّخَبِ..."

           وبعد كل هذا الاستدلال الحجاجي المتدرج تصاعديا كأنه 'الجدل الصاعد' عند أفلاطون في محاوراته السّقراطية من المثل إلى الرمزي إلى التجريدي يشق الشّاعر وعره للبلوغ إلى الغاية التّقعيديّة النهائية التي تصفع المتلقي بالوهم مرة واحدة لتعيد الأمور إلى نصابها والمتشبه إلى عنصره الأصلي والمتصنع إلى طبعه الغالب عليه والواهم إلى الحقيقة الصارخة التي لا يقف عليه الا المجربون ويرميها في وجه أهل التّصنّع فيقول:

                               "لَكِنْ لَيسَ كُلُّ طَنِينٍ فِي طَيّْه يَنْضُحُ العَسَلُ...!!"

                وأماّ الخيط الناظم بين هذه المقطوعات في هذا الأسلوب هو إشباع المعاني التي تُظهر جليا امتلاء الشّاعر بذاته تصل به أحيانا إلى حال التضخم أو لنقل النرجسية التي لا تترك للمحيط من حولها مجالا للتفاعل كأنّ الشّاعر يبكت محاوريه بالكلمة القاضية والحجة البالغة ليطمئن ذاته المتلبسة بالنرجسية بل بمصاف النبوة الذي سيظهر في الأسلوب الثاني الذي اعتمده الشّاعر في مقطوعات ديوانه الموسوم "أكبر من مخيلة الجداول" فما هو هذا الأسلاب الثاني المعتمد من قبل الشّاعر؟

- أسلوب الحكمة في مقطوعات الديوان.

              يتراءى هذا الأسلوب الذي يعتمد طريق صناعة الحكمة ومنهج النصح وافراغ خلاصات التجارب التي تشبعت بها ذات الشّاعر المهوس بالتفوق وتوجيه "الريح جنوبا أو شمالا" في 04/11 من المقطوعات الواردة في الديوان التي تكاد تمثل 36.5 % من جملة المقطوعات وعدد الأسطر فيها 14 سطرا. فالملاحظة الأولى هي أن الشّاعر لا يضيع وقته في نصح الآخرين وإسداء الحكمة لهم فهو 'مشغول بتلميع جناحه' عنهم غير أنه لا يرى بأسا في أن يجود على بعض المتطاولين أحيانا فيفيض عليهم من بحره بل محيط حكمته بالإرشاد والنصح فمثالا على ذلك نجده في مقطوعة" سـَـــردِيـِـن..."من أربعة (04) أسطر  رقمها 43 وصفحتها 98 وهي في الحقيقة نموذج للإبداع واستعمال السّهل الممتنع على غير الشّاعر الذي يلتقط هذه الصور ليجعلها من البسيطة المتاحة فيحولها إلى درس إبداعي طريف وعميق فرغم بساطة الكلمات وإتاحة الصورة إلى الجميع إلاّ أنّ الشّاعر يحبك منها بمجاز منقطع النظير حكمةً يمكن أن تسير مثلا في الناس للتدبر وفهم مآلات الأمور ونموذجا تعليميا فهو يقول:

"تَنَامُ سَمَـــكةُ سَردِينٍ في الـمَلحِ والزَّيتِ...

تَسْتَسْلِمُ لظَلامِ العُلْبَة...

من يفْتحُ علبةَ السَّردِينِ...

لنْ يَكونَ الـمُخَلّصَ منَ الظَّلام...!!!"

                رغم هذه الإطلاقية في الحكم الذي كان على الشّاعر، إن جاز لنا أن نوجهه فنقول كان على الشّاعر أن ...!؟، أن ينسّب وإلاّ ما جدوى المقاومة وإرادة التّحرّر عند الأفراد والجماعات والأمم فهذا الدّرس/الحكمة الذي أورده الشّاعر مخترعا لمعناه لإظهار معني طريف وخفي عادة ما يتغافل عنه المطالِبون بالخلاص السّريع من حال يرونه، دون تفكير في عاقبة التحولات ومن يقوم بها ومن يحرك الأمور، حيث يصدق أحيانا قول المثل الدارج لدى التونسيين "ما أبركك يا رجل أمي الأول" أو "شدَّ مشؤومك وإلا جاءك الأشأم منه"

                السّجين والمسّتبّد به والغارق والحرّان قد يستبدل في لحظة اليأس الرّمضاءَ بالنّار أو "يهرب من القطرة فيقع تحت المزراب" وهو شأن مراحل كثيرة لدى شعوب عاشت آمالا واسعة من خلال تغيرات جيوسياسية كبرى ولكنّها في النهاية تجد نفسها ومستقبلها قد تلاعب به بعض المغامرين والعملاء والقوادين و"بائعي الطّرح الوطني والقومي والدّيني..." ويمكن في هذا الصّدد التّطرق للكثير من الأمثلة التي تكون هذه المقطوعة من أحسن ما يعبّر به عنها في إطار خيبة الآمال والاقتداء بالأرمد.

              وأيضا في درس الصّبر والمكابرة أحيانا يورد الشّاعر مثالا طريفا أيضا من المشاهد اليومية للعامة ولكنّ الشّاعر يلبسها لبوسا آخر غير المعروف فعند العامة يرمز مشهد المطرقة تضرب المسمار الدّاخل في الأخشاب إلى القبول بالضرورات المبررة لبعض التجاوز فتقول العامة حول هذا ملخصة مشهد المطرقة والمسمار والخشب بحوار مقتضب "قال الخشب للمسمار "يا سيدي المسمار أراك داخلا فيّا" فيلتمس المسمار العذر بقوله "والله ما هو مني ولكنّه من المطرقة التي خلفي"'. ولكنّ الشّاعر المرهف الذّكي اللّمّاح يخلّق من المشهد قولا بكرا رغم الألم في مقطوعة "مسمار..." وهي من خمسة أسطر رقم 52 صفحة 110 حيث يقول:

                     

"مثلَ مِسمـَارٍ لاَ تُشْفِقُ عَلَى رَأسِهِ مِطْرَقَةٌ...

رَأْسِي يُـؤْلِـمُهُ الطَّرْقُ...

لكنَّ قَدَمِي مع الطَّرْقِ تَــزْدَاد رُسُوُخًـــا..."

                فهذا المعنى الجديد أو الانزياح الذي يحدثه الشّاعر بتحويل الألم جرّاء عدم اشفاق المطرقة على المسمار، فإن القدم تزداد رسوخا على الطريق وبالتالي تحويل الآلام إلى قنية يمكن الاستفادة منها. هذا وان كان دارجا في الادبيات عامة مثل قولنا "الضربات التي لا تقصم ظهرك تقوّيه" هنا المعني يصبح أكثر ديناميكية وحركية حيث ان ما يراد به التعذيب أو الافناء يتحول لدي مجازية الشّاعر ترسيخا للذات وفاعلية للتواجد الواعي.

                 ويلحق الشّاعر مقتطفا قصيرا من سطرين ليجعل الابتسام أداة من أدوات الاخفاء أو السّتر للظهور بوجه مبتسم كي لا يرى غيرنا الأحزان التي يجعل لها عورة كأنّ الاحزان لا تليق بالشعراء بل عليهم ان يخفوها بمساحيق الابتسام ليقدروا فيما بعد أن يضحكوا لإخفاء الفشل فالحزن تلزمه ابتسامة والفشل يستدعي الضحك وفي هذا يقول مصنفا،

"نَبْتَسِمُ...لِنَسْتـُرَ عَوْرَةَ الأَحْزَانِ...!

ونَضْحَكُ كَـــيْ نُخْــفِي وَجْهَ الفَشَلِ..."

              في الأخير نورد هذه الملاحظة التالية وهي أن العناوين لدى الشّاعر رامزة جدا حتى أنّه يمكنك الاستغناء بها أحيانا عن متن المقطوعة لتفهم مباشرة من العنوان إرادة الشّاعر منه، رغم المراوغات المنتظرة دائما في أسلوبه المعتمد على الانزياحات والمفاجئات، فمثلا من خلال العناوين التالية يمكن لنا أن نستشرف ما يرنو الشّاعر إليه فحين يضع عنوانا كعنوان مقطوعة "النّحل والدّبابير" ومقطوعة "ضفدع ونسر..." فإنّ المتلقي مباشرة يحال على المقارنة بينهما فهذه أرضية مائية وذاك فضائي هوائي وتلك تتقافز في الماء و"أعلاها في الماء وأسفلها في الطين" وذاك يطير لا يقع الاّ على الشّاهق من القمم وتلك تنقنق وذاك يصمت لا يطلق صوتا للمهابة التي يضفيها على ذاته وسيطرته على المجال المحيط به.

             وكذلك في عنوان "المدن التي لا تذكرنا" يدعوك الشّاعر لاتخاذ موقف منها بالتجاهل والتجاوز لنكوّن مدنا لنا لا تتنكّر لنا ولا تهملنا مدن من الحروف ومن الشّعر المخطّط له في إطاره الدّرامي المسبق وحبكة السّيناريو المشوّق المدهش. 

خاتمة:

                بالنسبة للشاعر المنير الوسلاتي في هذه المقطوعات كما في المطولات من القصائد تجده يعتمد أسلوب السائر على خيط رقيق من الكَلام المشبع بالمعنى فهو يقول كلّ شيء فيما يبثّك من معنى بلا تحفّظ ولا يوردك مورد القناعة أنّه يريد منك أن تفهم الذي فهمت فإن فهمت فذاك هو شأنك وإن لم تفهم "لأنّ صرختـ(ـه) لا تكفي..." فذلك شأن آخر لا يهمّه لأنّه متفرّغ للإعداد للأجيال القادمة فقد قام تجاه من حوله بواجبه لأنّه مستعد في حال ما "قد تذبلُ في حضرة الأسماعِ المتصدّعة...ليوزع حنجرتــ(ــه) بالمجّان على البراعم القادمة..."

..............الملاحق...........

جدول إحصائي ملخِص للمقطوعات الواردة ف ديوان المنير الوسلاتي 

عدد الأسطر عدد القصائد عنوان المقطوعة رقم المقطوعة الصفحة الموضوع

2 1 لانّ صَرخَتِي لا تَكْفي... bis71 138 التضحية للبراعم القادمة

3 1 عيْــنَــانِ عـَمْـيَــاوَانِ... 57 116 حسران التضحية من أجل اللئام

4 2 سـَـــردِيـِـن... 43 98 ليس المنقذ دائما مخَلّصا

هل يَـجُوزُ؟ 58 117 امتلاءه الذات

5 4 يَـا ابْنَ أُمِــّي 25 70 عرش إله من دماء واخر يسبح للماء

مسمار... 52 110 الصبر والرسوخ وسترة الفشل

النحل والدبابير 54 112 ليس كل طنين ينضح بالعسل

المدن التي لا تذكرنا 67 133 الاستعاضة بالحرف عن المدن

6 3 لــَــــــــوْ... 31 78 تمنيا امتلاء تجاه الحبيب

أشْــحَــذُ الـخَـــوَافـِي... 48 104 مشغول بتلميع أجنحته امتلاء الذات

ضفدع ونسر... 51 109 كن نسرا ليراك جناحي

جملة (11) من المقطوعات في ديوان "أكبر من مخيلة الجداول" لمنيـر الوسلاتي      

يَـا ابْنَ أُمِــّي (قصيد عدد25 صفحة70 خمسة(05) أسطر)

يا ابْنَ أمّي...

أمَا عَافَتْ سِكِّينُكَ نَـحْــرِي...

أيُّ إلَـــــهٍ تَسْتَرْضِيهِ...بِــــــدَمِـي؟

إلَهُكَ يَـجْــعَلُ عَرْشَهُ عَلَى الدِّمَاءِ...

وَإلَهِـــــي كَونٌ يُسَبِّحُ للمَاء...

لــَـوْ... (قصيد عدد 31 صفحة 78 ستة (06) أسطر)

لوْ ذَاقَتْ مَاء مُهْجَتِي وانْتَشَتْ بِأعْنَابـِي...

لـَمَا لَاذَتْ بِصَمِتِهَا العَلِيِلِ... الـمُرْتَابِ...

ولا ارْتَـخَى لَهـَا جَفْنٌ على شُرفَةِ الضَّبَابِ ... 

لوْ ذَاقَتْ مَاءَ مُهْجَتِي 

لو ارْتَشَفَت كَأسَ رِضَابِـي... 

لـمَا صَعَّرَتْ خَدَّهَا الغَرٍيِـرَ نَحْوَ الغِـيَـابِ...

سـَـــردِيـِـن... (قصيد عدد 43 صفحة98 أربعة (04) أسطر)

تَنَامُ سَمَـــكةُ سَردِينٍ في الـمَلحِ والزَّيتِ...

تَسْتَسْلِمُ لظَلامِ العُلْبَة...

من يفْتحُ علبةَ السَّردِينِ...

لنْ يَكونَ الـمُخَلّصَ منَ الظَّلام...!!!

أشْــحَــذُ الـخَـــوَافـِي... (قصيد عدد 48 صفحة104 ستة (06) أسطر)

يملأ طريقي هَرَجُ الأقزام...

الضّوضاء تأكُلُ الإسفلتَ تحت أقدامي...

الغَوغَاء تَستَدرجُني إلى الهاوية...

وأنا كأني لا اسمعُ، لا أرى...

مشغولٌ بتلميع أجنحتي...

أشحذُ الخوافي لرحلتي القادمة للأعالي...

ضفدع ونسر... (قصيد عدد 51 صفحة 109 ستة (06) أسطر)

منْطِقِيٌّ جدا أنْ تُعَلّمَكَ الضِّفْدَعَةُ...

كيفَ تُـحَرِّكُ لِسَانَـهَــا.

وتَلـتَقِطَ في مُسْتَنْقَعهَا ذُكُوُرَ النَّامُوسِ...

...أمَّا حَديِثُ الأعَـــالـِي والشَّوَاهِقِ...

فَـــكُنْ نَــسْرًا أوَّلًا ...

حَتَّىّ يُنْصِتَ اليْكَ جَــنَـــاحِــي...                              مسمار... (قصيد عدد 52 صفحة 110 خمسة (05) أسطر)

مثلَ مِسمـَارٍ لاَ تُشْفِقُ عَلَى رَأسِهِ مِطْرَقَةٌ...

رَأْسِي يُـؤْلِـمُهُ الطَّرْقُ...

لكنَّ قَدَمِي مع الطَّرْقِ تَــزْدَاد رُسُوُخًـــا...

               ***

نَبْتَسِمُ...لِنَسْتـُرَ عَوْرَةَ الأَحْزَانِ...!

ونَضْحَكُ كَـــيْ نُخْــفِي وَجْهَ الفَشَلِ...

النحل والدبابير (قصيد عدد 54 صفحة 112 خمسة (05) أسطر)

الطُّيُورُ علَى أشْكَالِهَا تَقَعُ... 

والزُّهُورُ عَلَى أمْثَالِهَا تَحْنُو وَتَتّكِئُ...

والظِّلاَلُ إلى أَشْجَارِهَا تَتَوَدَّدُ وَفِيِهَا تَتَّحِدُ...

والنَّحْلُ والدَّبَابِيِـرُ شَبِيِهَانِ في اللًّوْنِ والصَّخَبِ...

لَكِنْ لَيسَ كُلُّ طَنِينٍ فِي طَيّْه يَنْضُحُ العَسَلُ...!!

عيْــنَــانِ عـَمْـيَــاوَانِ... (قصيد عدد 57 صفحة 116 ثلاثة (03) أسطر)

في مَحْفَلِ اللِّئَـــامِ...

تَطْلُبُ منَ الشَّمعَةِ أنْ تَـحْـتَرِقَ بِالـمَجَّانِ

فيِ وَلِـيِـمَة منْ دُخَـــانٍ...

هل يَـجُوزُ؟ (قصيد عدد 58 صفحة 117 أربعة (04) أسطر)

لكَ أنْ تَتُوقَ للْمَجْدِ أيُّهَـا الظِلُّ...

لكنْ هَلْ يَـجُوزُ للظلِّ أن يَتَطَاوَلَ عَلى شُـجَيْـرَة؟؟...

للَيْلِ النَّيَــازك أنّ يُـــجَــــنَّ...

لكِنْ هَلْ يَـجُوزُ لنَجْمٍ أنْ يَتَــمرّد على قُميرة؟؟

المدن التي لا تذكرنا (قصيد عدد 67 صفحة 133 خمسة (05) أسطر)

المدن التي لا تذكرنا لا شأن لنا بها...

يكفينا الحرف وهيج الضوء الذي يسكننا...

تلك المدن التي لا تفشي علينا سلامها

ولا تمدُّ لنا حبل ودّها وسؤددها...

حسبنا الحرف الذي يصنع من قلوبنا مُدُنَا...

لانّ صَرخَتِي لا تَكْفي... (قصيد عدد'71 صفحة138)

وقد تَذبُلُ في حَضرَة الأسْمَاعِ الُمُتَصدّعَة...

أوزّعُ حُنجُرَتي بالمجّان على البَراعِــمِ القَــادِمَة...

***



الثلاثاء، 18 مارس 2025

ضاع الضمير .. بقلم علي حسن

 ضاع الضمير    .. بقلمي علي حسن


ضاع الوطن وضاع البيت وضاعت الأرض 

وضاعَ كل شيءٍ في زمانٍ لا يعرِفه ابو لهَبِ


ضاع الضمير على أرصفةِ الزمانِ و

غفَت أجسادٌ على أرفُفِ النِسيانِ تحتَسِبِ


فويلٌ لأمةٍ أضاعت هويتها وعنوانها

ودُفِنَت ببن أجداثِ زمانٍ لا عجَبِ


لعلّنا نسكُبُ في صدرِ حاضِرنا من يومياتنا و

حروفاً أضاعَت النِقاطَ فالمعاني فوقَ السُحبِ


لتحدثني يا من تجولت على صدر السطور

لِتقرأني كل يوم فصورتي تجاعيدها العجَبِ


فسجل أيها الإنسان العربي 

هويتي إلى أيِ جنسٍ تنتَسِبِ


أم أنها هويةً مزقَ أوراقها الزمان و

تناثرت بين غُبارَ الحديث والخُطَبِ


إليكمُ بَوحي فصرختي تطرق ألبابَ ماضٍ

فحاضِري ليسَ بالوجهِ الرشيدِ ولا الشيء المُهذَبِ


           .. علي حسن ..



عبث بقلم الكاتبة يسرى هاني

 عبث 


 في حضرة الصمت خفية تعبث الثرثرة بعقلي.

بعزلة عن مسامع البشر، وخلف ستار الوحدة أشيع في ساحة البوح فوضى عارمة من كلمات بربرية عصية على الفهم.

غجرية النغم هي لذا تطرب لها نفسي، وتأنس بها مشاعري وإن سلب جل وقتي.

كأنني في دنيا الشعر مجنونة انشر في الصحراء أشرعة المراكب، وأجدف الرمال بأصابعي مرتجية الإبحار لعوالم تسكنها أبجديتي الغريبة بترجمة المشاعر.

متمردة أنا… مذ تكونت لغتي كسرت قيود الأبجدية، وصارت بعثرة الحروف عبثي وملجئي.

أيا أيها المتلبس بداياتي وربيع ورودي المتوارية وراء بسمة عذبة تخفي زمهرير البوح.

بوح قدر له أن يربى في كهوف الصمت المثلجة، منزوياً وحيداً وسط زحمة الحياة وضجيج أحداثها المتلاطمة الغريبة.

أي تمرد هو ذاك الذي يسكنه الخرس طواعية.

ربما هو الهروب!؟

ولما لا، فليس أجدى من الهروب والسكون للنفس في مكان آمن بعيداً عن التطفل والفضول.

فلا يوجد على وجه البسيطة من فضاء قادر على لملمة شطحات أفكارنا وفرط مشاعرنا سوى فضاء دواخلنا.

يسرى هاني


شقوق بصدرك.. بقلم الكاتبة راضية بصيلة

 شقوق بصدرك.. 

ا========


شققتُ عن صدرك وغسلته بماء روحي..

ليتك تتذكّر…

كيف انحنت الروحُ للفراغ،

تبعثرت كظلٍّ منفلت،

تناثر رمادُها على جدارٍ يئنّ،

فلا ريحَ تلملمه، ولا يدٌ تعيدُ توازنه.

.

.

حشوتُ بالحنين صدرك وأطبقتُ عليه أقفاله..

ليتك تفكُّ شفرة الصمت،

تتهجّى رعشةَ الضوء في زجاج العيون،

تقرأ الأحلام على حافة الوقت،

قبل أن تهوي كنوتةٍ ضائعة،

تذوب في أول رجفة، ثم تتشظّى… كأنها لم تكن.

.

.

داكنةٌ بقيت آثارُ دماء صدرك بأناملي..

ليتك… تكسر المسافة بين الذكرى والليت،

وتسحب الليل من ثنايا الظلّ،

وتلقيه في مدىً أبعد، أبعد من الوقت في السراب،

حتى تصير الأيام حجارة بطريق السيل،

تتدحرج في مجرى لا قرار له.

.

.

أودّ لو قلبك يتيح لي ممرا آمنا...

ليتك تلقي بعصاك… فتنشقّ الطريق بين يديك،

يبتلع البحرُ مسافات التيه، بشفاهه المرتجفة،

ويتناثر الهمس على تخوم الدهشة،

حيث الصمتُ يجرحُ الفراغ..

يا من كان قبل كل شيء.. كائنا بعد كل شيء.. اجعل لي منك مخرجا...

.

راضية بصيلة



على هامش تجدد الحرب الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش تجدد الحرب الإسرائيلية المسعورة على قطاع غزة


أليس الفلسطينيون وحدهم من يستطيع  التحدّث عن نصر ممكن ينبثق من دفقات الدّم..ووُضوح الموت..؟! 


"لا شيء يثير الرّوح..في هذا المكان” (محمود درويش)


..قد لا أجانب الصّواب إذا قلت أنّ  اليهود لم يتعرّضوا بتاتا لأيّ إضطهاد من العرب،بل كانوا جزءا من المجتمع العربي،ولكن الغرب العنصري أراد التخلّص من اليهود،ولكن ليس عن طريق المحرقة النازية والعنف،إنّما بدفعهم إلى تأسيس دولة تقوم على أساس ديني،وعلى أساس إختلاق تاريخ كامل عناصره الأسطورة ومعاداة المنطق،من هنا كان دعم الغرب الإستعماري،العنصري لقيام دولة إسرائيل ليس كخطيئة وجريمة في حق العرب عامة والفلسطينيين خاصة،إنّما كخطيئة أيضا ضد اليهود بحشرهم في”غيتو” اتخذ هذه المرّة شكل دولة،دولة تقو م على أساس عنصري،المتميزون فيها هم اليهود لأنّهم يهود،وداخل اليهود أنفسهم تمييز آخر بين من هو غربي ومن هو شرقي..

وإذن..؟

ما الفرق إذا بين الفكرة العنصرية والفكرة الصهيونية،كلاهما يقوم على أساس الإنتقاء العنصري،والتعصّب لجنس ولفكرة.هكذا جنّد الغرب طاقته لإزاحة شعب كامل من مكانه،وإحلال اليهود مكانهم،وما نراه الآن على أرض غزة من قصف بأحدث الأسلحة الأمريكية لمنازل ومستشفيات وسيارات مدنية ما هو إلا فصل من فصول المأساة التي أُعلنت رسميا بإسم دولة إسرائيل..

والأسئلة التي تنبت على حواشي الواقع:

كيف لم يفكّر العرب وأنظمة حُكْمه،طوال خمسين سنة من الوجود الإسرائيلي،في الأسس الناجعة التي تسمح بالحد من سطوة إسرائيل وتتيح للكفاح الفلسطيني  أن يحقّق أهدافه العادلة،وللجماهير العربية أن تتخلّص من التخلّف و التبعية والحكم الفردي ؟

-هل سينتظر العرب السقوط الأمريكي الحتمي معولين على نظرية إبن خلدون حول صعود وهبوط الإمبراطوريات؟!

وهل سيستمرون عند المراهنة على حتمية تصدّع الكيان الصهيوني وإنفجاره من الداخل وابتلاعه ديموغرافيا بالإعتماد على قوّة الخصوبة الإنجابية عند الفلسطينيين..؟

ألم ندرك بعد أنّ الواقع في الغرب بدأ يتغيّر،وبدأ الرأي العام يكتشف حقيقة جرائم الصهاينة،واستهدافهم العُزل بالرصاص الحي،لا سيما بعد أن أمطرتنا الفضائيات بمشاهد بربرية دموية لا يمكن لعاقل أن يصدّق وقوعها في القرن الحادي والعشرين.

طائرات ال:ف16 تقذف البيوت”الغزاوية” الآمنة بأحدث أنواع الصواريخ.

مدافع الدبابات تصوّب تجاه الشقق والسيارات والمدنيين العزل.

و..ويستمرّ الدّم في النزيف ويستمرّ الشهداء في السقوط.

الأبرياء في مواجهة الدروع السميكة وأحدث الأسلحة.

إلى متى؟ !..

وكم يحتاج الأمر إلى مثابرة وزخم ودم ليضطرّ العالم إلى سماع الصّوت الفلسطيني الذي لا يصل إن لم يكن له هذا الثمن الفادح؟..

لن يصدّق العالم اليوم أنّ الديمقراطية الإسرائيلية هي ارستقراطية الأكثرية ودكتاتورية الأكثرية،وأنّها في عالم،قوام الديمقراطية فيه حقوق الأضعف وحقوق الأقليات،متخلّفة عن العالم وعن العصر.

الفلسطينيون وحدهم يستطيعون أن يتحدّثوا عن نصر ممكن ينبثق من دفقات الدّم ووُضوح الموت.المواجهة عندهم تعني الفعل الذي لا يقف عند حدود الكلام والنوايا،إنّما هي فعلُ وجود يصرخ أمام كل العالم بأنّ الإستعمار غير مقبول وبأنّ الحرية والسيادة مبدآن لا يمكن التخلي عنهما مهما كانت سطوة الجيش الإسرائيلي وعمأء الدول الكبرى المتفرّجة على إسرائيل وهي تستعرض عضلاتها.

ولكن..في مثل هذه الوضعية،كيف أُقنع النّفس بأنّ عدالة القضية ستحميها من وحشية الذين يمارسون سياسة اليد الطولى ولا يحترمون قوانين المنظمات العالمية؟

أكتفي بأن أتابع المشهد.أنام وأصحو لأحصيَ عدد الشهداء،وأرى-بعيون دامعة- الدّم الفلسطيني مراقا وعلى الجنائز تخبّ كلّ يوم في مشهد قيامي مروّع بإتجاه المدافن.

كيف يستعيد المنطق قدرته على إقناعي بأنّ هذه المواجهة غير المتكافئة لن تعرّض جزءا كبيرا من شعبنا هناك،للإبادة..؟

لماذا الماسكون بزمام العالم يعبّرون عن تخوفاتهم من زعزعة دولة إسرائيل ولا يُنادون بتصفية الإستعمار في فلسطين..؟

من أيّ موقع،إذن،أتكلّم ويكون لكلامي معنىً أو ثقل ؟

أحسّ كأنّ حاجبات الوميض تنتصب من جديد،ودفقات الدّم الفلسطيني،عبر الفضائيات،تذكّرني أكثر فأكثر،بهذا العجز الخانق،وتضيف إليََّ وجعا قاسيا و-أنا- أرى وجوه الشهداء مرفوعة أمام سماء عمياء،فيما القذائف والصواريخ تواصل هجماتها،وليس هناك فعل عربيّ يساند بالملموس عظمة -هذا الشعب الجبّار-في صموده وتصديه..

لأكون صادقا أقول إنني الآن،وأنا غارق في عجزي،أحسّني على حافة ليل طويل،متخم بالدياجير،ولا أستطيع أن أعزّي النّفس بأنني أنتظر فجرا أو قيامة..


محمد. المحسن



رَمضانُ مَهْلَا بقلم الشاعر /هادي مسلم الهداد/

 🌙رَمضانُ مَهْلَا..🙋

 ===== *** =====

رَمضانُ مَهلاً لاتُسَارع أنّنا 

          للآن نَبضُ قُلوبنا مَكبولا! 


آنَسنَا فيكَ سَلامةً مَرسولا

      وصَلاحُ وصلٍ رَحمةً وحلولا 


يامَن أَضاءَ قُلوبنَا ونُفوسنا

  تُشفي الصّدورَ وتَرحَم المَعلولا


 نَهفو اليكَ.. تَكرُّمَا وأُصولا

    فإذَا رَحَلتَ فَمَنْ عَداكَ يَؤولا


يامَن تَفرَّدَ في الحضورِشُمولا  

         وحيٌّ وهَديٌ للأنَامِ رَسولَا!


بُورِكتَ ياخَيرَ الشّهورِ مثولَا 

       فَيضٌ كريمٌ والمَلاكُ نزولَا! 


ياليلةُ القرآنِ يا نورَالهُدى

        هَلَّا نَفوزُ بخَيركِ المَأْمولا! 


 ياربُّ.. غفرَاناً وظلّاً وَارِفَا

           إلّاكَ لازُلفَا ولاتَ وصولا!  

..

   بقلم /هادي مسلم الهداد/



سيدتي بقلم الكاتب شهاب عثمان بشاتنيه

 سيدتي

أقف عاجز أمامك ونيران

الشوق بركان إعصار بالوجدان

كم بهواك أهيم حدود ذوبان الثلج

ها أنا بدون خوف ولا تردد أقول أهواك

ربما نلتقي ذات لحظة بالأحلام 

نعيد تراتيل القصيدة قبلة نبضة دمعة

شروق الأيام حلم جميلا عزف قلبي بالترحال

ألا لا حبك قلب السماء يروي عطشي

بكل الأوقات 

حنين الدروب منك وإليك بسمة طفل أشقر

ينثر رسائل الحب زخات الحروف والكلمات

كخيل الشعر  نسائم البحر كما الليل والنهار

دونك الأصوات ناقصة والسماء بلا نجوم

أشتقت إليك نواحي حرقة الروح بالترحال

شهاب عثمان بشاتنيه

البلد/ تونس



مقالات في رمضان الصلاة في رمضان بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 مقالات في رمضان 


الصلاة في رمضان 

...........................


ان الصلاة بمعناها هي انس العبد بربه وتقربه اليه ، فقد جاء في الحديث الشريف " اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " وهي ركن من اركان الاسلام وعماد دينه ولعلها تكون في رمضان لما لهذا الشهر المبارك من خير وثواب بابا لعفو الله سبحانه وتعالى ونورا يسعى للعبد بين يديه ، ولهذا فان الصلاة في رمضان ذكر لله وتسبيح له ودعاء لرجاء عفوه ومغفرته فيزيد العبد في سنن ادائها بعد قضاءه لفرائضها ، والثابت في السيرة النبوية التي ثابر فيها رسول الله صل الله عليه وسلم على دوام ادائها ولم يتركها الا ما ندر  ، وسنن الصلوات الخمس التي تعرف ايضا ( الرواتب ) التي تعني السنن المؤكدة الملازمة لصلاة الفرض ، سواء القبلية منها او البعدية ثبت ان عددها اثنتا عشرة ركعة وقد اباحها الله سبحانه وتعالى رأفة بعباده فهي تكمل النقص في الفرائض وتجبرها يوم الحساب ، وهي ركعتان قبل الفجر واربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعد الفريضة وركعتان بعد صلاة المغرب ومثلهما بعد صلاة العشاء ، فيما نهى عليه الصلاة والسلام سنة الصلاة في العصر الا الفريضة .


وَما يهمنا في هذا المقال ، ذكر انواع من سنن الصلاة التي تؤدى في شهر رمضان ولعل ابرزها واهمها هي صلاة التراويح والتي جاءت تسميتها بصيغة الجمع للمفردة الترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة (لغة ) ، وروّحت في القوم ترويحا ، صليت بهم التراويح وقد كان الناس يطيلون القيام فيها بالركوع والسجود ، فاذا صلوا اربعا استراحوا ثم استأنفوا الصلاة اربعا ، ثم استراحوا ، ثم صلوا ثلاثا ، والتراويح بمعناها هي قيام شهر رمضان ، فهي سببا لغفران الذنوب ما تقدم منها وقد ورد عن ابي هريرة ( رضي الله عنه ) قال " كان رسول الله صَل الله عليه وسلم يرغّب في قيام رمضان من غير ان يأمرهم فِيهِ بعزيمة فيقول : "من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ومن صلى القيام مع الامام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة كاملة .


ومن فضائل هذه السنة النبوية ، عن ابي ذر ( رضي الله عنه ) قال : " قُلتُ يا رسول الله ، لَو نفّلتنا قيام هذه الليلة ، فقال : ان الرجل اذا صلى الامام حتى ينصرف حسب له قيام ليله " وان فاعلها اذا مات وهو مداوم عليها كان من الصديقين والشهداء ، وعن عمرو بن مرة الجهني قال : " جاء رجل في قضاعة الى النبي صَل الله عليه وسلم فقال : انما شهدت ان لا اله الا الله وانك رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس ، وصمت رمضان وقمته واتيت الزكاة ، فقال الرسول صَل الله عليه وسلم : من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء " ، وَما ثبت عن عائشة ام المؤمنين ( رضي الله عنها ) قالت : " ان رسول الله صَل الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة ، فصلى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة ، فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة او الرابعة ، فلم يخرج اليهم رسول الله ، فلما اصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم ، فلم يمنعني من الخروج اليكم الا اني خشيت ان تفرض عليكم " قال : وذلك في رمضان .


وصلاة التراويح تؤدى جماعة في المسجد افضل من صلاة يصليها منفردا ، فالنبي صَل الله عليه وسلم صلى صلاة التراويح بالجماعة في المسجد  ، ولَم يمنعه من الاستمرار بالجماعة الا تخوفه ان تفرض على الامة ، ومعنى ذلك ان فعلها جماعة في المسجد افضل ، ومن اثرها ما جاء عن عبد الرحمن بن عبد القارئ ، قال : خرجت مع عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ليلة في رمضان الى المسجد ، فاذا الناس اوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر  ( رضي الله عنه )  ، اني ارى لَو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان امثل ، ثم عزم فجمعهم الى أبّي بن كعب ، ثم خرجت معه ليلة اخرى والنَّاس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها افضل ، يريد اخر الليل ، وكان الناس يقومون اوله .


وصلاة التراويح في السنة تصلى بعد العشاء الاخرة ، يستحب الجهر بالقراءة فيها ما تيسر من القران وهي في رمضان وركعاتها ثماني ركعات اقلها ، وتختم بالشفع والوتر لمن اراد ان يختم ليلته على هذا .


ومن انواع الصلاة في رمضان ايضا الذي يداوم عليها الكثير من المسلمين هي صلاة التسابيح التي لم يثبت تشريعها او تثبت في الحديث التي جاءت بتغيير في نظام الصلاة المعروف وبما يخالف المرفوعة الى النبي صَل الله عليه وسلم ، وقيل عنها الكثير فجاءت كضعف الحديث والبدعة ، فليس هناك صلاة بالكيفية هذه وقيل انها مقبولة حيث تترك الناس يذكرون ويسبحون لله سبحانه وتعالى ، فهي من الصلوات التي خص بها الرسول صَل الله عليه وسلم آل بيته الكرام فعلّمها لسيدنا عبد الله بن عباس وسيدنا جعفر بن ابي طالب ( رضي الله عنهم ) ، وهي اربع ركعات في كل ركعة 75 تسبيحة ( سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ) كما وردت ( سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا اله الا الله ) وفيها : 15 تسبيحة بعد الفاتحة والسورة القصيرة ، 10 تسبيحات عند الركوع قبل الرفع ، 10 تسبيحات عند الرفع قبل النزول ، 10 تسبيحات بعد السجدة الاولى  ، 10 تسبيحات عند الطمأنينة بين السجدتين  ، 10 تسبيحات بعد السجدة الثانية و 10 تسبيحات قبل الرفع للقيام ، وقيل في فضلها ان تسبيح الصائم افضل انواع العبادات ومقامها مقام المعتمرين والحجاج .


نفعنا الله بما علمنا والحمد لله على هدايتنا لدينه والصلاة على خير الانام محمد صَل الله عليه وسلم وتقبل الله منا ومنكم احسن الطاعات ، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .


......................................................................


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بغداد



نبع الحنان.. بقلم الشاعر يوسف بلعابي تونس

 نبع الحنان..


أمي يا دنيا الأمان

يا جنتي في الحياة

يا أرضا سخية وفية

تعطي بلا مقابل

دون كلل ولا ملل

يا نهرا لا ينضب ولا يجف

يا قمرا لا يخبو ولا يخسف

يا عينا لا يغمض جفنها

ساهرة طول الليالي

ترعاني وتحفضني وتدفيني

يا ينبوع الحنان

أنت الوفاء

أنت الصفاء

أنت النقاء

أنت الرضا

أنت فرحي وهنايا

أنت بسمتي وضحكتي

بوجودك لن تنزل دمعتي

ولا أعرف الحزن قط

يا رب إحفظ لنا أهل الوفاء

لنكون لهم في الدنيا خدما

ويكونوا لنا في الآخرة رضا


بقلمي يوسف بلعابي تونس



زهرات رمضانية..من حدائق الإيمان اللهم أجعل رمضان فاتحة خير وفرح ونصر وغوث لأهلنا في غزة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 زهرات رمضانية..من حدائق الإيمان


اللهم أجعل رمضان فاتحة خير وفرح ونصر وغوث لأهلنا في غزة..


تصدير : اللهم تقبل منا رمضان وأجعله فاتحة خير وفرح ونصر وغوث لأهلنا في غزة،واجعلنا فيه من عتقائك من النار وبلغنا فيه ليلة القدر قياما وتعبدا وعتقا من النار.


 يأتي مضان هذه السنة على الفلسطينيين في ظل ظروف جد قاسية مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة،ووسط المجاعة التي تهدد أهالي القطاع بسبب سياسة التجويع الممارسة عليهم من قبل الاحتلال الدموي.

استقبل أهالي قطاع غزة  شهر رمضان بصوم سابق على حلول أيامه،رضته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ما يزيد عن العام ببضعة أشهر،ولم يستقبلوا الشهر بالفرحة المعتادة.

وبدلاً من الاستيقاظ فجراً على طبول المُسَحِّرين كما كانوا يفعلون سابقاً،أفزعت أصوات الطائرات والمدفعية التي لا تتوقف أهالي غزة.

لقد أثرت مشاهد الموت والدمار المستمر في غزة بشكل كبير على أذهان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة في هذا الشهر الفضيل وهو أكثر فترة مقدسة في التقويم الإسلامي،والتي تتميز بالصلاة والتأمل والصدقة..

 وهنا أقول : رغم الأحداث الجسام والتي عصفت بنا وبأمتنا.أيامنا تمضي وأعوامنا تنقضي تسير بنا إلى أجل محتوم وقضاء محسوم،"فإذا جاء أجلهم لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعة وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ" (الأعراف: 34).

كم ودعنا من إخوة وأقرباء وأحباب،كانوا معنا في رمضان الماضي وهاهم اليوم يتوسدون التراب في غياب أزلي،ونحن على طريقهم سائرون وإلى أقدارنا ماضون.

وإذن؟

إنه إذا،لمن المؤلم والمذل والمهين أن تراقب الأمتان العربية والإسلامية بحجمهما وإمكانياتهما وقدراتهما وجيوشهما الجرارة أهل غزة يبادون ويجوعون ويحاصرون ويقصفون وهما عاجزتان خانعتان ذليلتان،بانكسار ومهانة..!

 إننا وعلى المستويين الشخصي والأمة في أشد الحاجة إلى شهر الرحمة والمغفرة والقرآن والدعاء والقيام،للجوء إلى الله متضرعين خانعين متذللين منكسرين،نشكو إليه سبحانه وتعالى هواننا وذلنا وتكالب الأمم علينا وعلى غزة وأهلها واطفالها وشيوخها ونسائها.

ولكن..

لقد أثبتت المقاومة في غزة والتي سجلت ملاحم بطولية تضاف وبكل فخر واعتزاز إلى أمجاد الإسلام الأولى ولتسجل "طوفان أقصى" في سفر الخالدين مع ملاحم ومعارك بدر وأحد والقادسية واليرموك وعين جالوت وغيرهم.أثبتت المقاومة أن طريق التوازن الاستراتيجي مع المحتل لا يكون من خلال عقد صفقات الأسلحة الفاسدة والفلكية التكاليف،ولا بالنياشين التي تزين صدور جنرالات لا هم في العير ولا في النفير،أثبتت المقاومة أن سبيل العزة والنصر هو في سلوك طريق الله سبحانه وتعالى والالتزام بكتابه ومنهجه.جيل غزة القرآني الفريد نخبته من حفظة كتاب الله وكل أبنائه من خريجي المساجد وبيوت الله..

وإذن؟

نحتاج إذا،إلى التعامل مع رمضان كما ينبغي للمؤمن أن يتعامل معه وفيه،فهو شهر القرآن والصيام والقيام والصدقات والقربات والهجرة إلى بيوت الله إن كان للصلاة أو الاعتكاف،ولنا في غزة ومنها الدروس والعبر.لقد تعرضت أمتنا وما تزال لحروب إبادة شرسة وقذرة،ولم تكن هذه الحروب فقط تستهدف الحياة والأرض والعمران والبنيان..

إننا وفي مرحلة رفض الظلم والاحتلال والتطبيع مع المحتل القاتل المجرم،نحتاج لإن نعود بأنفسنا إلى منابع الإسلام ومقاصده الطاهرة الجلية.العدو هو المحتل ولا تطبيع معه،ورمضان هو شهر العبادة والتوبة والقرآن والتضرع إلى الله والسعي لمرضاة الرحمن وعتق العفو لرقابنا من النار.

إن وسائل الإعلام والتي تنشر الفحش والخلاعة في رمضان والمسلسلات التي تسخر من الإسلام من خلال السخرية من الملتزمين بنهجه،هي ذاتها التي تروج للتطبيع وخذلان المقاومة وتنشر في الناس ثقافة الخنوع والخضوع للمحتل.

وخلاصة القول : علينا أن نغتنم موسم رمضان فنراجع أنفسنا وحساباتنا،ودورنا في هذه الحياة الدنيا ونتأمل أحوالنا ونتفكر في مالآتنا.و إن المرء ليعلوا مكانا ويكبر مكانة بقدر ما تكبر همومه وغاياته،فلا يرضى بالظلم ولا يسكت عن الظالمين وينصر المستضعفين وينتصر للمحرومين. 

وخلاصة القول : رمضان فرصة كبرى لنتوب إلى الله توبة نصوحا ولنعود إليه،عودة تقتضي العبادة الحقة والتي تشتمل وتشمل انتهاج سبل العلم والتعلم والاختراع والتقدم..جاءنا شهر القرآن وما أحوجنا في عالم الظلم والظلمات،والمعاصي والشهوات،والابتلاءات إلى ما فيه من هدى ورحمة وشفاء لما في الصدور.

ختاما،ننوه أن شهر رمضان من الأشهر التي يُستحب فيها الإكثار من الدعاءلذا يحصر كثير من المسلمين خلال هذه الأيام المباركة على ترديد دعاء لأهل فلسطين،خاصة أن هناك أدعية عديدة يمكن ترديدها والاستعانة بها في هذ الإطار،آملين من الله عز وجل أن يتسجيب لهم ويحقق نصرتهم.

وهناك أكثر من دعاء يمكن الاستعانة بها ضمن دعاء لأهل فلسطين،كما أنه يمكن للعبد أن يدعو لهم بأي من الأدعية التي تخطر على باله وقلبه..

اللهم في هذا الشهر الكريم،ندعوك أن تلهم أهل فلسطين الصبر والنصر المبين في وجه  الغزاة والمحتلين،وارزقهم القوة والعزيمة يا سميع الدعاء.

اللهم تقبل منا رمضان وأجعله فاتحة خير وفرح ونصر وغوث لأهلنا في غزة،واجعلنا فيه من عتقائك من النار وبلغنا فيه ليلة القدر قياما وتعبدا وعتقا من النار.

اللهم صوب رميهم، وثبّت أقدامهم، وانصرهم نصرًا عزيزًا.

اللهم آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


اعداد محمد المحسن



الاثنين، 17 مارس 2025

قراءة في قصيدة عدنا*** ل ذ بياض احمد المغرب بقلم الكاتب موح الدين ابراهيم

 MohieAl-deen Ebraheem شكرا جزيلا للأخ العزيز 

قراءة لقصيدتي:

عدنا***

"أدهشتني تلك القصيدة، وأدهشني بهاء التصور فيها، ففي مهب هذه القصيدة، تتلاقى الكلمة بالقدر، ويقف الشاعر ككاهن على أعتاب الحقيقة، يجمع من عراء اللغة رماد الحكايا، ويرشّه على جرح الزمن لينبض بالحروف. قصيدته "عندنا" ليست محض تدفق شعري، بل طقس احتراقي يتشابك فيه الوجد بالسيمياء، حيث لا يكون الشعر إلا مرآة لخلود غارق في رماد الدلالة. 

هنا، ثمة نزف في الكلمات، لا يراد منه البوح فقط، بل استنطاق الزمن، وقلب الحاضر على محوره، ليصبح المسرح أرضًا لنبوءة تتردد في أروقة الذاكرة.

ومنذ المطلع، يكرّس النص نفسه بوصفه اعترافًا جمعيًا، يفتتحه بضمير "نحن"، لكنه ليس الجمع التقليدي، بل كينونة ممزقة تحمل خلف الستار دمعة الوجع، وكأننا أمام مشهد مسرحي، حيث تُرفع الستائر عن الحقيقة العارية. اللافت هنا هو أن المسرح ليس مجرد استعارة، بل فضاء دلالي يتحرك في النص، يقرع "أنين الرؤى" ليجعل الوجع جزءًا من طقوسية الحياة.

وتتخذ البنية الإيقاعية في النص منحى داخليًا متشابكًا، حيث تتوالى الجمل بنبرة تكثيفية، مستخدمةً الأفعال في سياق تراكمي ("نحمل"، "نلفظ"، "نكتب"، "نحمل")، مما يخلق إيقاعًا سرديًا يقترب من الشعر الملحمي. هذا البناء يحيلنا إلى ملامح قصيدة "The Waste Land" لتوماس ستيرنز إليوت (1888-1965)، حيث يجري النشيد الشعري بين ركام المدن المهدمة، وكأن القصيدة هنا تعيد تدوير أصوات الناجين.

إن التناص في النص لا يتوقف عند مستوى التلاقح مع نصوص الحداثة الغربية، بل يمضي إلى استحضار بنية الأسطورة، حيث يظهر "خريف الماء" بوصفه دالًا مزدوجًا، يجمع بين الخصب والانطفاء، تمامًا كما نجد في "Ode to the West Wind" لبيرسي بيش شيلي (1792-1822)، حيث يصبح الريح أداة موت وبعث في آنٍ واحد. لكن عند بياض أحمد، ينحرف المعنى نحو استبطان الهزيمة الجماعية، إذ لم يعد الخريف وعدًا ببذرة جديدة، بل هو عرشٌ مكتوب "بحبر خريف الماء"، مما يرسّخ دلالة الفناء بدلاً من دورة التجدد.

وسيميائيا، نلاحظ أن الأمهات في النص يحملن "أرق السولجان"، وكأنهن ملكات متعبات يبحثن عن سر الوجود "وراء السراب في خجل الأموات"، وهنا، تتجسد العلاقة بين السلطة والمعرفة في صورة متلاشية، حيث يتحول السولجان – رمز القوة – إلى أرق، بينما تواصل الأمهات البحث عن المعنى بين الغياب والسراب، وهذه الصورة تكاد تستدعي مشهد الأمهات في "Les Mères" لشارل بودلير (1821-1867)، حيث تجتمع الأمومة والفقدان في مشهد غرائبي مشبع بالكآبة الميتافيزيقية.

إن الجانب الفلسفي للنص يتجلى في انشغاله بمفارقة الكينونة والعدم، فحين يعود الجمع "ثائرين"، فإنهم لا يأتون بالغلبة بل بخجل الكلمات وسوق الدعاية، هذه السيميائية تعيدنا إلى مفهوم "التمثيل الزائف"، حيث تصبح اللغة وسيلة للتزييف، بدلًا من أن تكون أداة للحقيقة، وهنا، يمكننا أن نستدعي مقولة نيتشه عن أن "الحقيقة ليست سوى وهم متفق عليه"، حيث يتحول النص إلى مسرح للزيف الجمعي، ليؤكد أن العودة ليست خلاصًا بل استمرارًا لدورة الانكسار.

ويتخذ النص بعدًا أسطوريًا حين يعلن: "أيها الشعر، لأموت منتشرا كالحروف في أول آية"، وهنا، تتجلى رؤيا الصوفي، حيث يصبح الموت ولادةً جديدة داخل الحروف الأولى، في استدعاء مباشر لنصوص البعث.

إن هذا المشهد يذكّرنا بنهاية "The Second Coming" لوليام بتلر ييتس (1865-1939)، حيث يولد مسيح مشوه في عالم مقلوب رأسًا على عقب، وهو ما يتطابق مع نزعة النص لاستحضار الميثولوجيا المقلوبة، حيث لا تعود الآية الأولى بشارة، بل إعلانًا للذوبان في المطلق.

ويتمدد البعد النفسي في النص ليشمل مستويات متعددة من القلق الوجودي، بدءًا من "مرآة الطوفان"، حيث تتجسد صورة الدمار في هيئة انعكاس، وصولًا إلى "لغة الأرق"، التي تصبح جامحة، تصب اللجام على الرحى، وهذا التوتر بين الفوضى والنظام يستدعي مفهوم "القلب الدائري" عند غاستون باشلار، حيث يصبح كل نظام قائم محكومًا بالفوضى الداخلية التي تهدد بإعادة تشكيله.

أما في البعد الاجتماعي، فإن النص يقدّم نقدًا ضمنيًا للعالم الاستهلاكي، حين يدمج بين "زيف الأشياء" و"قرابين القرى"، وكأن التضحية لم تعد طقسًا دينيًا بل ممارسة يومية في سوق القيم المستهلكة، وهذا يذكّرنا بمفهوم "مجتمع الفرجة" عند غي ديبور، حيث تتحول الحياة إلى استعراض، يفقد فيه كل شيء جوهره لصالح الصورة المزيفة.

ومن زاوية التحليل التشكيلي، نلحظ أن النص يقوم على ثنائية الضوء والظل، حيث يتكرر استخدام مفردات مثل "السراب"، "الطوفان"، "المرآة"، في مقابل "اللغة"، "النشيد"، "الحروف"، مما يخلق فضاءً بصريًا متضادًا، يتيح للمتلقي التنقل بين العتمة والنور، وهذه التقنية نجدها جلية في أعمال رينيه شار (1907-1988)، الذي جعل من التباين البصري في النصوص الشعرية أداة لإبراز التوترات الفكرية.

وحين نبلغ الخاتمة، نجد أن الشاعر يرسم لنفسه مصيرًا يشبه مصير الحروف، يختار الموت منتشرًا، لا كمحارب أو نبي، بل ككلمة في أول آية، في ولادة دائمة بين الصدى والمعنى، إنه الانصهار بين الشاعر وكلماته، بين الحياة والمحو، هو جوهر التجربة الصوفية، حيث لا يكون الوجود إلا تمرينًا على الفناء، كما عند ابن عربي، حين يقول: "أنت لا تكون حتى تفنى، وإذا فنيت كنت". بهذا، يكون الشاعر قد اختتم قصيدته بانفتاح لا نهائي، تاركًا للقارئ أن يتمدد داخل بياض الحروف، كما يتمدد الوجود داخل غيابه."


عندنا ***


عندنا 

نحمل وراء الستار 

دمعة الوجع 

ونلفظ أنين الرؤى 

ليدوي مسرح الحياة

على آخر قافلة.......

عدنا 

ثائرين 

نكتب عرش الأقواس 

بحبر خريف الماء 

وأمهاتنا 

يحملن أرق السولجان 

ويبحثن عن لغزنا 

وراء السراب 

في خجل الأموات......

عدنا 

نحمل خجل الكلمات وسوق الدعاية 


نحمل زيف الأشياء 

والتالف المتصدع 

على قرابين القرى 

ونعوش الولادة....

نحمل مرآة الطوفان وغرقانا 

ولغة الأرق 

تصب اللجام على رحانا 

ونشيد نا 

أسطورة قديمة 

تحمل في محاجرنا 

لغة موتانا 

أيها الشعر 

لأموت منتشرا 

كالحروف 

في أول آية......   


ذ بياض احمد المغرب



الأمل في الله بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ****الأمل في الله****

توكلوا على الله 

عز وجل                                                                                                 

 و ازرعوا

 و أنثروا

 الأمل في الله

وبالأمل في رحمته

  نرمم انكسارنا

   نداوي جروحنا

  نواصل مشوارنا

  تنبض قلوبنا

  تشرق أرواحنا

 به ننسى أحزاننا

 رافقوا الأمل

 وعيشوا بأمل

 وأحبوا بأمل

 وابتسموا  بأمل

 ازرعوا الأمل

 في حدائق الحياة

 وانثروه أينما ذهبتم ..

وحسبنا

إن مع العسر يسرا

مع العسر يسرا

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 17/3/2025

المغرب



السجين بقلم الشاعر محمد علقم

 بمناسبة خروج الأسرى الفلسطينية من سجون العدو الصهيوني (17/ 10/2011)


السجين


نحــــن الأســـرى وأنتم الأحرار.......... فعـــذراً منكــم أيهـــــا الثــــــوار

...

فمهـــما كتبنا وقلنا فيكم فـــلا.......... نثـــــر يفيكم حقــــــا ولا أشعـار


ويكفــــي صمودكــــم في وجه.......... بـــاغ تنمّر عليكـــم كـأنـه مغـوار


يــا أيها السجين أنـت رمز لأمة ..........عـــادت الهيبـــة لهـــا والإعتبــار


يعيش غيــــرك حــــــــراً طليقاً ......... قيدتــــه ملــــــذات وأغــواه دولار


وتسمع منه جعجعة لا طحيناً............. إذا ما أقبل الليل هُم فيه سمّـار


وفي المواسم يقـــــف خطيباً............. فنســمع منــه صوتــًا كأنه خوار


و يختــــال بنفسه غروراً وكبراً ............فـــلا خجــــل يعتريه و لا انكسار


يا أيها السجين الحر لا تيــأس........... لـــك الله نـــــاصر و إخوانك الثـوار


حطموا القيد وفك الأسير عنوة.......... فـــذل الطغاة و أعوانهـم الأشـرار


و اليوم يعود السجين بعد صبر........... فلا قيـــد يـــدوم و لا يبقى حصار


و اليوم تحتفي الأمة بأحراراها .......... فهــم فــي سماها كأنهم أقمار


فأنت بصبرك صنعــــت نصرا بـه......... تفخـــــر الأجيــــال لأنـــــه إنتصار


تـــــدور الدوائــــر على كل باغ........... مـــا دام هنــتـاك ثورة و أحــــرار


فصبراً أخــــــي السجين صبراً........     فبعــــد الليل دائمـــًا يـأت النهـار


فالسجن والسجان إلى زوال..........     مــــادمــت قـــوة لدينا و اقتــــدار

محمد علقم/17/3/2011

على مدخل النص شعر / المستشار مضر سخيطه - السويد

 ________    على مدخل النص 

شعر   /  المستشار  مضر  سخيطه  - السويد 

__________________________________________________


على مشهدٍ من حميم  الرجاء

نصوصي 

وموتي على مدخل النص ّ يدلف من دون إذن 

كمستقبل ٍخارج ٍعن هيمنة السرد

بالانقلاب

خيول الولادة لا تستطيع التريّث قيد ولوج القريض كضيف ٍ

على الذهن والروح على ملكوت البهاء 

كأن الكتابة 

والأبجديّة نقّالة الخوف 

أو كالسداة رهينة مَن قد يكون يلازمني

شبه ظلٍ ثخين ٍ ورائي 

إذاً كيف لي أن أتفلّت من خربشات التشتت من لسَعَات ميولي التي لاتكف ّعن الإنشطار      ؟   ؟     ٠ ٠ ٠

وغول التشظي 

وحين أنا أتشكل أنبش جدران نبضي 

وأنبش ذاكرتي واحتشائي

كأن التضاريس قاب التصحّر 

بين شفيرين سوط التقاعس والزمهرير 

بمن يتعلل عمري 

وهامش حلمي كجفن ٍيضيق 

يضيق 

كما الساحلُ الأجرد مابين سلسلةٍ من جبال ٍ يُحاضرها البحر 

غير القواقع والمرجفين 

سأمضي لأقرب منفى أساومه أو أحدّثه عن لجوئي اضطرارا ً

كقلب ٍيفكّر تأويل رؤياه 

قبل لقاء المصير 

فنهدات صدري مرار ٌ مرير 

كمن يترقب من موته أن يحين بشوق ٍكبير 

غريب على هيئة أنشوطة ٍ أتأرجح غب ّالفضاء 

ومابين حين ٍوحين ٍأُواجَه بالشرر المستطير 

أغوص ببعضي 

أعدّل مِن رغباتي 

خيالات نفسي 

أجامل بعض المشاعر بعض الأحاسيس التي 

تتشهّى الحياة 

سرابٌ يشاركني وهمه نزقي 

أرى الوقت غير مبال ٍبشأني بما يتخوّف منه جنابي 

ويهتم منه أنا من سنين 

وحزني اهتمامات غيريَ اضحى يحدّثني بشأن ٍلم أعد أمتلكه

كما المحبطين

سأوقظ من ذلك الزمن الفائت بعضي تجاه الحياة 

سأحضن بين ذراعيّ صمتي الملاذُ الأخير 

غيابي غيابك يعني كما رقصة ُ الموت بالضحكات مغلّفة 

ومسكّرة ٌعن سواد العيون 

سأحتاج أكثر من صفعة ٍلكي تتعلّم نفسي 

وكي تتجنّب ماتحتويه الدهاليز من مطبّات مخفيّة ٍ

ومن حُفَر ٍ

أوصخور 

شبابي بديلا عن الوهن والشامتين 

شذى عطر أنفاسك شيء ٌمهم ٌلروحيَ لو تعلمين 

يصير المجاز اجتياز المفازة 

دحض البراهين التي يتسلل منها الشقاء

حديث َالمنازع رجع الصهيل كآبة كل الفصول وليس الشتاء

ومن يومها الريح ُتصفع ناصيتي ويأفوخ َرأسي

وأعناق َشوقي

ينادي العناد َفؤادي وضفّات َنبضي ويستدرج السانحات َ

يحِن بوجداني الشوق 

لا مرحبا ًبالصفير

خواطر غامضة ٍتعتريني 

 ّاضطرابي سيجعلني بمواجهةٍ والعراء بيوم الغياب 

سأحصي التفاهات حتى التململ 

حتى أدق منمنمةٍ في عذابي 

__________________________________________________

شعر   / المستشار  مضر  سخيطه  - السويد 

__________________________________________________

ساعات الخوف يكون أكبر من اي حروف بقلم الشاعر_فهد_الحوتي

 ساعات الخوف يكون أكبر 

من اي حروف 

ساعات بنشوف صور فادحه

و ننكرر إننا بنشوف 

و نكره حتى نتكلم  و لو موتنا

فنتعود على سوكتنا 

و يصبح صمتنا مألوف


نطوف بقلوبنا حب كبير 

و نتحايل على اللي يحن 

نعود و الفرحه سر في بير 

بأحلام  عجزت في السن 

و مين يوقف سواقي العمر 

ما دام  بتلف ع الفاضي 


نبات نستنى على بابها 

عشان يفتح مهوش راضي 

بكيت من صدمتي فيها 

و أكبر  صدمتي في نفسي

صحيح كان نفسي أرضيها 

و أبدي لها عميق آسفي

عن الحلم اللي متحققش 

عن الواد عاش حريف

و يلعب  حلو و ميكسبش 


بحبك قد جبل الخوف

ما وقع كل زواره 

بحبك قد حر و قال 

كلام هدد أمان داره 

بحبك زي كلمة حق 

يا نور وسط الظلام يتشق 

و يتفرع هنا و هناك 

يا إيد متعلقه بشباك 

و بتنادي على ( زينب )

و بتصلي على المختار 

أنا بين البينين محتار 

أخاف و لا  امشي في طريقي 


الشاعر_فهد_الحوتي



إشراقة شمس = 31 = بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة

 إشراقة شمس 


= 31 =


دخلت غرفة النقيب في فرع أمن الدولة برفقة الشخص الذي استلمني من باب الفرع، أشار النقيب إلى الشخص بالانصراف، و التفت إلي و أشار بيده كي أجلس، ثم ما لبث أن عكف على أوراق بين يديه يتمعن فيها، و تركني نهب هواجسي و ظنوني


بعد حوالي ربع ساعة التفت النقيب إلي و قال: هيه يا يحيى، شو رأيك بالوضع ؟ قلت: أي وضع سيدي؟ قال: وضع البلد و الدولة و النظام ! قلت: كل الأمور تسير بإذن الله على مايرام [ كنت في نفسي على قناعة تامة بأن الأمور تسير حتما في صالح أهل الإيمان، و لقد سألوا الحق يوما: أين كنت حين كان الباطل يصول و يجول، قال: كنت أجتث من جذور الباطل ] 

لكن النقيب - في محاولة منه التمويه على حقيقة أمر استدعائي للفرع، بل ربما كان يحاول استدراجي في الكلام - سألني: ما رأيك باللون الرمادي؟ قلت: هو الأفضل في بعض الأحيان. قال - بلهجة تهكمية - : و كيف يكون الأفضل؟! قلت: عندما تختلط الأمور و تشابك الرؤى فإن الوقوف على الحياد أصح و أسلم ريثما ينقشع الضباب و تتضح الرؤى. قال: هذا يعني أنك لست ممن يقف إلى جانب الدولة في مواجهة التطرف ! قلت: بل الوقوف في وجه التطرف واجب مؤكد على كل مواطن، لكن المشكلة تكمن في عدم فهم معنى كلمة تطرف. بسخرية قال النقيب و منكم نستفيد في فهم معناها ؟ قلت: هو استماتة في الدفاع عن فكرة خاطئة. قال: و من يحكم بخطأ الفكرة؟ قلت: تقاس الفكرة الواحدة إلى شرع و دين ثابت


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا


قصة قصيرة خيمه رمضانيه للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

خيمه رمضانيه 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


نتيجه ضيق ذات اليد و الحاله الماديه الصعبه التي تعيشها مقارنه بزملائي في الجامعه أصبحت ساخطا علي تلك الحياه و دائم لوم ابي علي عدم اجتهاده لتحسين مستوي المعيشه 

حتي امي بدأت في الغيره علي والدي خاصه خروجه المتكرر بعد العشاء و رجوعه في أوقات متأخرة من الليل ربما ظنت أنه تزوج عليها خاصه أنه بدون اصدقاء و مقطوع من شجره كما يقولون 

و من خلال شكوي امي من حال ابي الذي تغير فجاه و أصبح يخرج من عمله الحكومي في الثانيه مساء إلي المنزل للغداء و اخذ قسط من الراحه ثم الخروج و العوده في منتصف الليل 

ربما هربا من البيت و مشاكله و مطالب الحياه التي لا تنتهي 

و مع بدايات شهر رمضان لم يتغير الوضع حتي صلاه التراويح في المسجد لم يعد إبي يواظب عليها مثل السنوات الماضية بل يصلي العشاء ثم بسرع بالخروج و لا يعود الا علي السحور 

قررت أن اتبعه دون أن يشعر فربما احساس امي صحيح و تزوج عليها 

سرت خلفه ببطئ حتي وصل إلي أحدي الاحياء الراقيه في المدينه وولج إلي أحدي الخيام الرمضانيه التي تقام كل عام و مشهوره لخدمتها الفائقه و مطربيها الشعبيين 

دخلت بخطي متباطئه ادور بين الترابيزات التي شغلها شباب في نفس عمري و لكن من طبقات المجتمع الثريه 

و اذا بأبي يرتدي طقم  يونيفورم الخيمه الخاص بالخدمه و يضع الاوردارات أمام الشباب ،تراجعت بخطي مهزوزه إلي الخلف و انا لا استطيع أن ابعد عيني عنه و هو يتحول بين الترابيزات في نشاط و حيويه حتي خرجت من الخيمه 

في اليوم التالي كنت من ضمن أفراد عمل الخيمه بجوار والدي حيث وافق مالك الخيمه علي عملي فورا بعد أن علم أنني ابن عبد الغني



قراءة فنية-متعجلة-في قصيدة الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قراءة فنية-متعجلة-في قصيدة الشاعرة الفلسطينية المغتربة أ-عزيزة بشير


                        (تجليات الصدق والتشكيل الفني)


"في ذِمّةِ اللهِ أختي الحبيبةِ الحاجّة ( أم رامي)ظُهرَ الجُمعةِ وفي رَمضان!"


سكتَ الكلامُ وفاضتِ الأقلامُ

والرّوحُ طارتْ للجِنانِ………مَرامُ


والرّوحُ عادتْ للإلهِ …....بِلَهفَةٍ

كلٌّ يُصلّي والجَميعُ ………….ِصيامُ


فاليومُ (جُمعةُ)والصّيامُ بِشَهْرِهِ

والموْتُ يحْلو  ……فالجِنانُ  مُقامُ


فلْتهنَئي أختاهُ عُدْتِ لِجَمعَةٍ

 زَوْجٍ  وأُمٍّ …..،…….. للجميعِ سلامُ


وتَرَكْتِنا ، كلٌّ  يُكابِدُ  غُصّةً 

والقلبُ يُحْرَقُُ،……والوِئامُ خِصامُ


يا (أُمَّ رامي) فالبَنونَ حبيبتي

كلٌّ أتَوْكِ بِبِرِّهِمْ …………يَتَساموا


وأنا (عزيزةُ)  مَعْ بنِيَّ وَعِزْوَتي 

نُهديكِ (ياسيناً) إليكِ ………وِئامُ


رَحَماتُ ربّي قد أتَتْكِ (بِجُمعَةٍ)

وَبِجَمعَةِ الأحبابِ …….كانَ حِمامُ


ماذا أقولُ أُخيّتي وحبيبتي؟

   نَفذَ القضاءُ ………وغابتِ الأحلامُ


والقلبُ يخفُقُ والدّموعُ غزيرةٌ

هلْ ذا حقيقةُ أم تُرى… …أوْهام ُ؟


مَنْذا يشُدُّنِي مِنْ نَوايَ. …بِغُربَةٍ

يا توْأماً للرّوحِ………… كيفَ أُلامُ ؟


آلُ البشيرِ مَعَ الشّواهنِ كلِّهمْ

ينْعونَ أفضلَ مَنْ خُلِقْنَ……، كِرامُ!


            عزيزة بشير


مقدمة : 

عودنا الشعر العربي منذ قرون طويلة على كتابة قصائد المراثي ، الامر الذي تمكنت قصائد الرثاء بشتى انواعها من تخليد شخصيات مختلفة جراء تلك المراثي التي بقيت في ذهن الانسان العربي من المحيط الى الخليج ، ولعل قصائد الخنساء في رثاء اخويها صخر ومعاوية قبل اكثر من اربعة عشر قرناً مازالت خالدة في الاذهان،ناهيك عن فعل وديمومة الشعر في الرثاء الذي يجسد حالات هي غالباً ما تصلح للكثير من الازمان والاوقات،ان ترثي الخنساء صخر فهذا نابع من حرقة قلب اخت لاخيها،أو ان يرثي شاعر حديث مثل البياتي صديقه الشاعر بلند الحيدري فهذا ايضاً بالامر الطبيعي بالنسبة للشعرية العربية وبمختلف مدارسها واتجاهاتها الشعرية،وكذلك ينطبق الحال على الشعر الفرنسي والانكليزي والامريكي والروسي،فلطالما قرأنا الكثير من المراثي التي لا تختلف كثيراً عن مراثينا في الشعرية العربية والتي تبدو للدارس انها تمتاز بطابع الرثاء اكثر من غيرها من المدارس الاوروبية،ولهذا فالرثاء داخل الجسد الشعري يشكل حلقة مهمة من الهيمنة النوعية للتفرد بأحاسيس ووجدان الانسان المتلقي الذي بالتأكيد قد عاش مأساة فقدان عزيز ما،الامر الذي سيعيد في ذلك ذكريات وجراحات قديمة وعميقة لم تتمكن سنوات الماضي من نسيانها مهما طال الزمن .

إن مهمة الشاعر الذي يكتب في هذا الغرض (الرثاء) اليوم كما في غيره من الأغراض صعبةً بالنظر إلى حجم المدوّنة الشعرية العربية،ممّا يجعل الشاعر مطالبا بتحقيق الإضافة

والاختلاف،خاصّة ونحن في زمن الحداثة الشعريّة ومتطلباتها.

كتبت الشاعرة الفلسطينية المغتربة  الأستاذة عزيزة بشير مرثية فأبدعت،وتجلت لنا من خلالها  الفجائعية ودهشة الفقد غير المتوقعة،وليست هذه المرثية إلا بكائية ولدت من هول الحدث وشدة الخطب،وما موت إنسان عزيز إلا فاجعة،فكانت هذه المرثية تخليداً للراحلة شقيقتها..الحاجة ( أم رامي)

والوجود لا يخلو من المنغصات التي تثير الحزن والألم في نفوس الشعراء،فتنطلق كلماتهم معبرة عما تجيش به صدورهم من لواعج الألم وطوافح الحزن.

وهذه المرثية التي رثت بها الشاعرة الأستاذة عزيزة بشير: أختها وصديقة عمرها من المراثي التي تستجيش العاطفة،ويستدر عند قراءتها الدموع فهي قصيدة تذوب رقة وحزناً ولوعة ووجداً.

فكانت الثيمة الشعرية التي استندت عليها الشاعرة في هذه المرثية هي عبارة عن سلسلة من الآهات والجراحات المتواصلة، والفجائعية الممزوجة بالأسى والحسرة والتألم.

لقد شدت المأساة مشاعر الشاعرة واعتصر الألم قلبها إلا أن إيمانها بقضاء الله وقدره لا زال حياً في نفسها فكانت زفراتها تنطلق تهليلاً لعظمة الله وشأنه في خلقه،فعند الإيمان بهيمنة الموت وحتمية وقوعه فلابد من الإحساس بأنه قضاء من الله وقدر مكتوب لا محيص عنه ولا انفلات منه،والشاعرة هنا بحكم انتمائها وتكوينها تؤمن بذلك،وتعلم أنه من لوازم الإيمان بالقضاء والقدر،الذي هو أحد أركان الإيمان،فلابد من التسليم لله بذلك:

سكتَ الكلامُ وفاضتِ الأقلامُ

والرّوحُ طارتْ للجِنانِ………مَرامُ

والرّوحُ عادتْ للإلهِ …....بِلَهفَةٍ

كلٌّ يُصلّي والحميعُ ………..ِصيامُ

فاليومُ (جُمعةُ)والصّيامُ بِشَهْرِهِ

والموْتُ يحْلو  ……فالجِنانُ  مُقامُ

وإذا ما سلطنا الضوء على قصيدة الشاعرة الطافحة-بالدمع المكتوم-وجدناها تعمد إلى تصوير الصدمة تصويراً يثير الحزن والأسى في القلوب،ونحن نجد في هذا الشعر قوة التعبير،وتماسك العاطفة،وصدق التجربة،والتفاعل الحي مع معطيات الأحداث ومواصفات الواقع الذي أثقل كاهل الشاعرة.

لقد حرصت الشاعرة ( الأستاذة عزيزة بشير ) على استخدام وسائل مختلفة للتأثير في المتلقي،وذلك لأن شعورها بفداحة المأساة جعلتها لا تطيق حملها وحدها فأرادت أن تشرك معها المتلقي،ولذلك لجأت إلى مخاطبة العقول ومخاطبة الوجدان باستخدام مؤثرات فنية مختلفة،وأما مخاطبتها للعقل فتتجلى في استفتاح قصيدتها بالحكمة،أما مخاطبتها للعاطفة فتبرز من خلال محاولتها إثارة حزن المتلقي على ما أصابها من فاجعة الفقد.

إن الشاعرة لم تكن بحاجة إلى المبالغة باستخدام محسنات بيانية إضافية لتوضيح الصورة،لأن الصورة في حد ذاتها تمثل المأساة في أدق تصويرها وأوضحها،لذلك اكتفت باستخدام شكل بسيط وقليل من المحسنات البيانية وبعض الاستعارات..

وللتكرار وظيفة مهمة في القصيدة إذ يعمل التكرار على الإيقاع الحزين المنسجم مع أجواء القصيدة وموضوعها،وذلك عندما كررت مفردة " جمعة" أربع مرات،لتخفف من ألمها ووجعها عند ذكر  وتذكر شقيقتها الراحلة ( أم رامي) بما يوحي بأن الحياة بأيامها ولياليها مكمن كل حزن وألم.

لقد ابتعدت الشاعرة عن الرتابة،لذا سارت عاطفتها بين ثنايا القصيد هبوطاً وارتفاعاً،وهذه عاطفة شاعرة منكوبة في أقرب الناس إليها وأحبهم إلى قلبها-المعطوب أصلا-ومن الطبيعي أن تنخفض وتيرة عاطفتها وترتفع تبعاً لزفرات قلبها الحزين وفؤادها المفجوع،وكأننا نصغي إلى موسيقى الروح وأنينها لا إلى موسيقى القصيدة.

وقد أحسنت الشاعرة في التنويع بين الأساليب الخبرية والإنشائية،ووظفتها توظيفاً رائعاً بحيث يشعر القارئ بأنه يقرأ قصة تتجدد بتجدد أحداثها،فيندمج فيها بكل أحاسيسه ومشاعره.

ومما لاشك فيه أن الراحلة لها مكانة كبرى في قلب الشاعرة  لذلك  نعتتها بـ "توأم الروح" وقد عكست هذه المفردة قوة ارتباط الشاعرة  بالفقيدة في الحياة وبعد الموت على السواء،وأنها ساكنة في قلبها وخيالها وعقلها.

قصيدة في شكل لوحة فنية رسمتها أنامل شاعرة تفيض عاطفتها وتقطر شجناً وألماً وحزناً من خلال المفردات التي اكتظت في النص الأدبي،والتي تضمنت معاني الحزن والمرارة والحديث عن الألم الذي يكمن في صدر الشاعرة.

ختاما أقول : إن المحبة الخالصة للآخرين لشيء عظيم و"عزيزة" هي أستاذة الأدب..وأستاذة المحبة،فقد أتقنت بمهارة وأجادت في حبها بنقاء قلبها،وصفاء وخفة روحها،لترسم البسمة على شفاه من حولها،فهي الباسمة دوما رغم المحن و الشدائد،وقد سارت في الحياة سيرة المؤمنين الصادقين في إيمانهم،فلم تكن يوما متجهمة مستاءة غير راضية بما كتب الله لها،ولم يظهر الحزن على وجهها،ولم تكن ساخطة يائسة،وقد زهدت فيما تبدع عن الشهرة الزائفة،ولذا ينطبق عليها  قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كن في الدنيا كغريب أو عابر سبيل"

صبرا جميلا..يا عزيزنا..عزيزة.


محمد المحسن



رمضان أقبل والقلوب تهافتت بقلم د. زهيرة بن عيشاوية

 رمضان أقبل والقلوب تهافتت 

نحو التعبد نبضها وهاجُ 


قد أُلجمت كل النفوس وأُلقيت 

خلف الشرور ستائر وسياج


رمضان أقبل والقلوب تنبهت 

لِتطهّرٍ من ذنبها تحتاج 


هذا الصيام مع القيام فريضة 

تسمو النفوس وتُفتح الأدراج 


يا أيها العبد الكريم تكاثرت 

فيك الهموم وقُطِّعت أوداج


ارفع يديك إلى السماء ولا تخف

قلب سليم بالدعا لهّاج 


وأطل سجودك في صلاتك باكيا

فدعاء كل الساجدين علاج


يا واقفا بين الرحيم ولطفه 

الروح تهفو والفؤاد زجاج 


ما ظنك الآن بربٍّ راحم 

أوليس بعد ظلامنا إبلاج ؟


د. زهيرة بن عيشاوية 

                        Zouhaira Ben Aichaouia



عادات لا عبادات بقلم الشاعر // سليمان كااااامل

 عادات لا عبادات

بقلم // سليمان كااااامل 

************************

ليس الصوم امتناع عن ملذات

طعام شراب.....وسائر الشهوات 


وملؤ وتخزين.....وإنفاق وتبذير 

والتباهي بيننا بشكل العزومات


وشرا الثياب...........والتعالي بها

ولو خلفت لنا.......سيء الأزمات


مافرض الله.............الصوم لهذا

نغذي الأبدان....... بكل المهلكات


ونترك الروح.......... عارية مهانة

ونزعم أننا............أقمنا العبادات


بيوتنا تعج ..........بكل رفاهية 

وهنا جوعى.........لبعض لقيمات


سترنا أجسادنا..وتعرت ضمائرنا

أشبعنا بطوننا.......بكل المغريات


هناك جوعى.............هلا تصدقنا

جعنا مثلهم...............أجل قربات


لم نغفل................قدوة الصحب

حينما تسابقوا........لفعل خيرات


حاربوا بصوم..........وقاموا بذكر

بذلوا النفيس.......لنيل الكرامات


جبروا فقيرا..........واسوا مريضا

عاشوا الفقر............برغم ثروات


صاموا قربى............ولم يكتنزوا

هناك الخير ..........في الجنات


علموا الفقه...........لفرض الصوم

وأن الجوع...............علاج لآفات

*************************

سليمان كااااامل............. الإثنين

17 رمضان المبارك 

2025/3/17



يَا قَائِدَ الْجَيْشِ الْمُظَفَّرِ فِي هَوَايْ بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة والشَّاعِرَة السورية القديرة / ليلى الصيني

 يَا قَائِدَ الْجَيْشِ الْمُظَفَّرِ فِي هَوَايْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة والشَّاعِرَة السورية القديرة / ليلى الصيني

{1} أين الندى

بقلمي الشَّاعِرَة السورية القديرة / ليلى الصيني

لك فرشت

القلب مرمرا

وجلست على

عرش قلبي قيصرا

فأصبحت الآمر الناهي

وعينتك للجيوش قائدا

واتخذت قلبي معسكرا

أجبني ماذا دهاك

لما سحب الغرام

أجدبت ولم تعد

تهطل سكرا

وكأس المر سقيتني

وصار طعم الحياة

حنظلا

أين المودة والهوى

أين الندى ولما

العود ما عاد أخضرا

وهل أضحى

غرامك شبيه الغيم

بالمواسم يمطر

أرجوك قل يا من

عشقت البدر

في الليالي المقمرة

لماذا الهروب

كشمس المغيب

أليس من طيب الشفاه

كنت يوم تسكر

وما أغرتك العيون

وقلت عنها باهرا

أناكر للعهد أنت

وجاحد بكوثر

أليس من أفرغ

من العشاق معبدي

وضربت الحصار

على أسوار ليلى

ومنعت الصقور أن ترى

هذي العيون الساحرة

واليوم تركتني

شبيه الريح

لتعصف بها الأيام

وباتت دموعي

على الخدين

لما جافاني الكرى

فماذا أقول وأنت

أيا ناكث العهد

تبا لقلب تحيرا

بقلمي الشَّاعِرَة السورية القديرة / ليلى الصيني

{2} قَيْصَرُ الْقَلْبْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الراقية الشَّاعِرَة السورية القديرة / ليلى الصيني تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى .

وَفَرَشْتُ قَلْبِي مَرْمَراً=لَكَ وَاتَّخَذْتُ هَوَايَ جُنْدَا

وَجَلَسْتَ فَوْقَ الْعَرْشِ مَلْ=كاً لَا أُرِيدُ الْعُمْرَ نِدَّا

يَا قَيْصَرَ الْقَلْبِ الْكَلِي=مِ وَقَدْ قَطَعْتُ هَوَايَ سُهْدَا

مَا هَمَّنِي لَوْمُ الْعَوَا=زِلِ وَارْتَأَيْتُ هَوَاكَ صَدَّا

وَجَعَلْتُ أَمْرَكَ وَاجِبَ التْ=تَنْفِيذِ لَمْ أَرَ مِنْهُ بُدَّا

يَا قَائِدَ الْجَيْشِ الْمُظَفْ=فَرِ فِي هَوَايَ وَمَا تَصَدَّى

بِهَوَايَ لِلْحُبِّ الْكَبِي=رِ هَوَاكَ مِنْ حُبِّي تَنَدَّى

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



مقالات في رمضان بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 مقالات في رمضان 


    

اتمنى من كافة الادباء والشعراء ان يطّلعوا على هذا المنشور لما فِيهِ من ايضاح لسورة الشعراء في الآية الكريمة  " والشعراء يتّبعهم الغاوون "التي ربما يتناولها البعض بفهم مغلوط ، لاْقدمها مدعومة ببيان الدليل من الكتاب والسنة ، ومن الله التوفيق .


الشعراء .. والغاوون

................................


في تلاوة القرآن الكريم تمر علينا الآية الكريمة في سورة الشعراء ، والكثير منا لا يتدبر في معناها أو الإلمام في تفسيرها وأسباب نزولها ، وهنا لن أجتهد في هذا المقال ألا بما ورد عن المفسرين ولسان أهل الحديث ، فقد جاء قول الله تعالى " والشعراء يتَّبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ، وأنهم يقولون ما لايفعلون ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وإنتصروا من بعد ما ظُلموا ، وسيعلم الذين ظَلموا أيّ منقلب ينقلبون " .


ولابد من الإشارة إلى أن هذه السورة المباركة التي خص بها اللَّه الشعراء ولَم يأت ذكر غيرهم فيها ، إنما هي دليل على تأثير الشعر وأهله فيما يقولوا حتى يبلغ من تأثيره على من يستمع لهم ويتبعهم ما يبلغ في القلوب والأنفس ، وقد نزلت في مكة بداية الدعوة الإسلامية بعد أن إحتجَّ أهل مكة وقريش بإتهام الرسول ( صَل الله عليه وسلم ) بما إجتهدوا من إيذاء وتنكيل فوصفوه وَما أتى بِهِ عليهم بالشاعر والمجنون ، حتى أنهم لم يعهدوا عليه منذ نشأته فيهم بقول الشعر ولا حتى بحفظه ، فأرادوا بهذا نكاية له وتكذيب لما جاء بِهِ من الحق ، قال تعالى " وَما علّمناه الشعر وَما ينبغي له ، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ، لينذر من كان حيّا ويحقَّ القولُ على الكافرين " .


ومن اليقين أن الرسول ( صَلّ اللَّه عليه وسلم ) لم يتعلم الشعر ولا يقوله أو يحفظ مِنهُ حتى ، ولربما كان يستمع له وَما كان يصل مِنهُ على لسان أهل قومه من الشعراء ، بل توافق في بعض ما ورد على لسانه ( صَل الله عليه وسلم ) بالشعر كما جاء في نثر كلامه ما يدخل في وزن كقوله في يوم حنين :

هل انت الا إصبع دمي

وفِي سبيل الله ما لقيت


وقوله :

أنا النبي لا كذب

أنا ابن عبد المطلب


وبالعودة إلى تفسير الآية الكريمة في الشعراء وأسباب نزولها ، فقد ورد في الأسباب أنها جاءت في شعراء مكة من الكفار الذين تجاوزوا وغالوا في هجاء الرسول ( صل الله عليه وسلم ) وما جاء بدعوته ورموه بالكذب والباطل فأجازوا لأنفسهم أن يأتوا بمثل ما جاء به القرآن الكريم ، وهؤلاء نفر من الشعراء في مكة إلتف حولهم المشركين وجلسوا إليهم ليسمعوا من شعرهم حتى إجتمع إليهم جمع من الأعراب من خارج مكة ليستمعوا لهم ويروون عنهم في أقوامهم وقبائلهم وكان  يؤيدهم ويشجعهم في هذا سادات قريش من المشركين بعد أن يهيأ لهم مجالس الشعر وأبوابه .


ولكن تفسير هذه الآية الكريمة التي جاءت بهذا الوصف  ، إنما المقصود بالشعراء هم من يأتوا بباطل القول وتصويره ويزَّوقون الكلام ببديع اللفظ ليوهموا السامع بباطل إدعائهم وتوصيفهم ، بمعنى رمي الحق بالباطل فهؤلاء الشعراء بما علموا من الحق أن كلام اللَّه سبحانه وتعالى ليس بِمِثلِ أشعارهم ولا من وحي خيالهم ولا حتى بوزن وصورة صياغة بنائه ، ليدحضوا بِهِ الحق فيتبعهم في تصديق قولهم من يجالسهم ويستمع إلى شعرهم فتزيغ أبصارهم ويضل رشدهم ويتيه عقلهم ، فيحسبوا أن ما جاء بِهِ كتاب اللَّه لا يختلف عن قول هؤلاء الشعراء السفهاء ، فأسماهم الله سبحانه وتعالى بالغاويين .


  أما لَو تدبرنا قراءة الآيات التي سبقت آية الشعراء هذه ، فأننا سندرك سبب ورودها وذكر الشعراء فيها بقوله تعالى " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ، تنزل على كل أفاك أثيم ، يلقون السمع وأكثرهم كاذبون " وهو رد على كل من كذّب الرسول ( صل الله عليه وسلم ) ورماه بدعوة انه كانت الشياطين تتنزل عليه لتملي له بالقول بمثل ما كان يصفه مشركي قريش وأنه قول يماثل  ما كان يقوله الشعراء .


ولم يأت قول الله سبحانه وتعالى على الشعراء عامة ، بدليل مرضاة رسول الله ( صَل الله عليه وسلم ) على من آمن بدعوته من الشعراء ، أمثال حسان بن ثابت ، كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فكان حسان وكعب يعارضان الكفار في الوقائع والأيام والمآثر ويذكرون مثالبهم ، وكان عبد الله يعيّرهم بالكفر وعبادة ما لا ينفع ولا يسمع ، حتى اذا نزلت هذه الاية في سورة الشعراء ، جاء هؤلاء الى مسجد رسول الله ( صَل الله عليه وسلم ) وهم يبكون ليستغفر لهم فيما ظنوا بأنهم ممن ذكرهم اللَّه سبحانه وتعالى ، فتلى عليهم قول الله " ألا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وإنتصروا من بعد ما ظلموا ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ، ولعل الآية الكريمة جاءت بعد ذكر اللَّه سبحانه وتعالى وصف من تتنزل عليه الشياطين فهي تتنزل على كل أفَّاك أثيم ، أي كاذب كثير المعاصي ،  ليبين للمكذبين بدعوة رسوله ( صَل الله عليه وسلم ) إنما يوحى إليه من لدن حكيم خبير .


 أقول ما ذكرت واستغفر الله لي ولكم ، أن كان ما يملى علينا من فعل الشياطين واعوذ بالله ان نكون من امثال ما وصفهم الباري عز وجل ونبرأ اليه من كل قول او شعر جاء بغير علم او هدىً وان يجعلنا في زمرة من استثناهم بقوله تعالى " الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وأنتصروا من بعد ما ظُلموا ، وسيعلم الذين ظَلموا ايّ منقلب ينقلبون " وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم  .


......................................................................


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بَغداد



على هامش ذكرى غزوة بدر الخالدة* : يوم الفرقان حين ترتفع كلمة الحق عاليا..ويخر الباطل صريعا بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش ذكرى غزوة بدر الخالدة* : يوم الفرقان


حين ترتفع كلمة الحق عاليا..ويخر الباطل صريعا


قال الله تعالى (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) (الروم:47).


شكل انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى فاتحة الانتصارات في شهر رمضان،شهر الفتوحات والانتصارات والخيرات والتمكين. فإن ما في رمضان من القيم الإيمانية والمعاني السامية لمن شأنه أن يضيف للمسلمين صبر لا ينقطع وعزيمة لا تنفد وإقداما لا حدود له.وما إن تذكر الأحداث المهمة في تاريخ المسلمين والتي حدثت في رمضان،فإن أول ما يحضر في بال كل مسلم غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون بقيادة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على جحافل الكفر وصناديد الباطل من قريش.

في مثل هذا اليوم المبارك من هذا الشهر الفضيل،وفي معركة خالدة عنوانها الجهاد في سبيل الله انتصر فيها المسلمون على قريش يوم 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة،محققين أول نصر ساحق على أهم القبائل العربية في ذلك الوقت.وقد دفع هذا النصر الغاضبين من الدولة الوليدة (قريشا واليهود والأعراب والمنافقين) لإنشاء حلف حاول استئصال المسلمين وكسر شوكتهم،لكن دون جدوى.

ومن نتائج هذه المعركة المباركة التي سجّل التاريخ وقائعها من أحرف ذهبية إذ أصبحت شوكة المسلمين قوية،وأصبحوا مرهوبين بين قبائل الجزيرة العربية كلها،وتعززت مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة،وارتفع نجم الإسلام فيها،ولم يعد المتشككون في الدعوة الجديدة،والمشركون في المدينة يتجرؤون على إظهار كفرهم،وعداوتهم للإسلام،لذا ظهر

النفاق،والمكر،والخداع،فأعلنوا إسلامهم ظاهرا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.وازدادت ثقة المسلمين بالله تعالى وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.ودخل عدد كبير من مشركي قريش في الإسلام،وقد ساعد ذلك على رفع معنويات المسلمين الذين كانوا لا يزالون في مكة،فاغتبطت نفوسهم بنصر الله،واطمأنت قلوبهم إلى أن يوم الفرج قريب،فازدادوا إيمانا على إيمانهم،وثباتا على عقيدتهم.

كسب المسلمون مهارة عسكرية،وأساليب جديدة في الحرب،وشهرة واسعة داخل الجزيرة العربية،وخارجها.أما قريش،فكانت خسارتها فادحة،فإضافة إلى أن مقتل أبي جهل بن هشام، وأمية بن خلف،وعتبة بن ربيعة،وغيرهم من زعماء الكفر،الذين كانوا من أشد القرشيين شجاعة،وقوة،وبأسا لم يكن خسارة حربية لقريش فحسب،بل كان خسارة معنوية أيضا،ذلك أن المدينة لم تعد تهدد تجارتها فقط،بل أصبحت تهدد أيضا سيادتها ونفوذها في الحجاز كله.وبذلك تعد غزوة بدر رغم صغر حجمها معركة فاصلة في تاريخ الإسلام،ولذلك سماها الله عز وجل بيوم الفرقان،قال تعالى: (وما أنزلنا علىٰ عبدنا يوم ٱلفرقان يوم ٱلتقى ٱلجمعان) (الأنفال: 41 ) ففرق بها سبحانه بين الحق والباطل،فأعلى فيها كلمة الإيمان على كلمة الباطل،وأظهر دينه، ونصر نبيه وحزبه.

لقد تجلت مواقف وبطولات عديدة: ذكر المؤرخون: "أنّ رسول الله (ص) كان يحرض المؤمنين على القتال،ويقول: والذي نفس محمّد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلّا أدخله الله الجنّة".انتشرت هذه الكلمات الخالدة..وهذه البشرى للشهداء والمجاهدين،فكانت قوة دافعة،وباعثاً على الشوق إلى الشهادة،ووقعت في النفوس مواقعها..  تلك صورة رائعة من صور التضحية والفداء وحبّ الشهادة يصورها لنا التأريخ..ويرويها على مسامع الأجيال.لقد كانت هذه المواقف وأمثالها هي السبب في النصر والعزة والكرامة.

على سبيل الخاتمة :

في ظل ما يجري من أحداث جسام على ثرى الأرض المباركة فلسطين وغزة،وهي على شدتها تمثل إرهاصات لقرب تحقق وعد الله ونصره على الآفاقين المحتلين والمعتدين،ففي معركة طوفان الأقصى الجارية سقط صنم الدولة الغاشمة وتهشمت صورة جيشها،وأساء وجهها طائفة مؤمنة صدق فيهم وصف الله تعالى: ﴿عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً﴾ [الإسراء:5]،في ظل ذلك يغدو للتبشير مكان وضرورة تثبيتا وتقوية لصفوف الأمة عموما وللمجاهدين وأهلهم في غزة الصامدة خصوصا.

أخيرا،فإنه كان من نصيب أبطالنا الأشاوس بغزة بإذن الله أن ينالوا شرف الجهاد والرباط ويتقدموا صفوف هذه الأمة الإسلامية العظيمة وترفع رايتها وتقودها في طريق الفتح والنصر والتحرير القريب إن شاء الله، تحقيقا لوعد الله تعالى،القائل: (فَإذا جاء وعدُ الآخرَة لِيَسوؤواْ وُجوهكمْ وَلِيَدخُلواْ الْمَسجد كما دَخلوهُ أَوّل مرّة وَليتبِّرواْ مَا عَلوا تَتْبِير ) (الإسراء:7)

وخلاصة القول : لقد أنجز الله وعده ونصر المسلمين يوم بدر وهزم المشركين.فكانت هذه المعركة أول فرز لقوى الإيمان عن قوى الشر.

فأصبح للمسلمين جيش وقوة وأرض،والأهم من ذلك لديهم دين ومنهج سليم وقائد عظيم يلتفون حوله ويتلقون منه معاني الإيمان والحكمة.

فما أحوج المسلمين اليوم لقراءة السير والمغازي واقتباس أسباب النصر والثبات والعزة.

أسأل الله أن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يوحد صفوفهم ويردهم إلى دينه ردًّا جميلًا .

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


اعداد محمد المحسن


*ليوم بدر في قلوب المسلمين وفي التاريخ الإسلامي مكانة عظيمة'فقد سماه الله تعالى يوم الفرقان ومنح لمن حضر هذه اليوم منحة لم ينلها غيره (لَعل اللَه قدِ اطَلع عَلى أَهل بدرٍ فَقَالَ: اعملوا مَا شئْتمْ،فَقد وَجبَتْ لَكم الجنَّةُ )(1) وكأن الله تعالى غفر لهم الذنوب الماضية  ووعدهم بمغفرة ما يقع من ذنوبهم في المستقبل إذ سيوفقهم تعالى للتوبة.

هذا اليوم لازالت له تجلياته فيما ينبغي أن يكون عليه سلوك المسلمين،فليست بدر معركة حربية حدثت فيها مكاسب وخسائر على كافة المستويات،وإنما فيها قيم هي سبب لكل نصر مهما تغيرت ملابسات المعارك وزمنها،وفيها مفاتيح ينبغي أن نمتلكها حتى نستطيع أن نفك المغاليق.

1-الصحيحين واللفظ للبخاري