آخر المنشورات

السبت، 15 مارس 2025

المجهول بقلم د. انعام احمد رشيد

 المجهول

وضاع الكلام

وأصبحنا صامتين

شاردين

نبحث عن المجهول

نتساءل ولكن بالعيون

عن ما يجول بخواطرنا

نسترق النظر لبعضنا

لم نجد الكلام

نتساءل بصمتنا

عن الذي جمعنا

وعن الذي يبعدنا

تائهين

واقفين

لاحراك ... ماتت كل الكلمات

وبقينا مع الآهات

وصمتنا الرهيب يطول

وفي خواطرنا تجول

أشياء وأشياء

وما زلنا نبحث

عن المجهول!

عدنا نختطف من بعضنا بعض النظر

ليس سوى بعض النظر

والآهات .....

تقف محبوسة وراء أضلعنا

وهي سقيمة مثلنا

تبحث عن المجهول

وبقيت عيوننا ترنو

إلى الأفق البعيد

بفكر تائه شريد

نحلم ونريد

أن نتحدى ظروفنا

ونخترق الحواجز

وسالت الدموع على الخدود

فأحرقت وأذبلت كل الورود

وتسللت أصابعنا لتمسح الدموع

وفي همس تناجينا

وبالصمت الرهيب

ألا من كلام يقال ؟

في هذا الجمال 

الماء والسماء

والخضرة والحسناء

ولكن ... أين هو المجهول ؟؟؟

مزقت كل المذكرات

وقطعت الصور

وحطمت الصمت الرهيب

وصرخت ولكن ... بالعبر !

واخترقت جدار قلبي

لأمسح كل الذكريات

وصرخت ثانية ... ولكن !

كادت الصرخة

أن تحطم كل شيئ من حولي جميل

وأخذت الشكوك

في خواطري تجول وتجول !

وتبحث معي عن ذلك

المجهول

!!!!!

د. انعام احمد رشيد



حديث عابر حول الكتابة..وشقاء الكاتب. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حديث عابر حول الكتابة..وشقاء الكاتب


قد لا أجانب الصواب إذا قلت،ما من كاتب يذهب إلى الكتابة بإرادته،هي تأتيه بنفسها،مرة سلسة وطيّعة تنضح بالغواية،تضع الكاتب في سعادة ورضى مع النفس.ومرة أخرى صعبة وقاسية ومتمنعة،تضعه في معاناة حقيقية وتقيم داخله أعراساً من القلق.

وكي أكون صريحا مع القراء أقول : أؤمن أن في رحلة الكتابة ( مقالات،مقاربات نقدية،دراسات سوسيولوجية،قصائد إلخ ) يجب أن يصنع الكاتب الإلهام لا أن يبحث عنه،والكتابة بالعموم مثلها مثل بقية الأعمال العظيمة،حجمًا ومعنىً،تستفز في الإنسان شعورا سلبيا مرتبطا بالكسل أو الخوف.الكسل من حجم المهمة والخوف من أنك بعد كل هذا الجهد الجهيد ستكتب عملًا لا يرقى إلى مستوى الذائقة الفنية للمتلقي..!

ولكني في كل الحالات أحب الكتابة،وهذا شيء لا أرى بدا من التصريح به قبل تصريحي الأكثر جدلًا وهو أن الكتابة معاناة ومثقلة بالوجع.وهي ليست-نزهة في حدائق الإبداع-،ولا الاستماع لأغنية تحبها،ولا حتى قراءة كتاب عثرت عليه صدفة بإحدى المكتبات بشارع الرشيد ببغداد..

الكتابة شيء أصعب ومختلف،شيء له علاقة بالاختلاق والابتكار  والتشكيل.

في معظم الأحيان وخلال صياغتي لمقال مثلا،أتوارى خلف السطور محاولا بجهد جهيد التوقف عن الدوران حول نفسي،ومتجردا تماما من ال " أنا" بمعنى أني أتجنب قدر الإمكان استخدام الضمير المنفصل،والأنغماس كليا في النص..

فبمجرد أن يضع الكاتب نفسه في النص،فإنه يغامر بقبول فكرته لدى القارئ،فحتى تُقبل هذه الفكرة يجب أن يكون هو بذاته محبوبا ومقبولا ومصدّقا لدى الناس،وإلا فإنهم يرفضون فكرته لمجرد أنهم رأوه فيها،فيذهب النص بالتالي بكلماته وبما تضمنه من إبداع باهر ..زبدا وطواحين ريح..!

ولكن..

 الصرامة في انتهاج الموضوعية والحرصَ على الانسحاب من النص لا يعني أننا لسنا موجودين فيما نكتب،فهذا أمر يصعب تجنبه تماما،وهناك دوما في لب أي نص جزء منا،حتى في هذا النص نفسه! وفي قلب كل مقال موضوعي هناك شعور صرف لا يخضع للمنطق،ووراء كل تدوينة عقلانية هناك صرخة ألم أو نداء استغاثة أحكمنا كتمهما..حتى لا "نتعرى أمام القارئ..!

وهذا يعني أن-الكاتب المتمرس-والمتسم بالمسؤولية

الضميرية،يعرف تماما كيف يجرد المقال عن أي ميل ذاتي،ليتحرى أكثر درجات الموضوعية حتى لو خالفت هواه،أو يحول صرخته الشخصية إلى همسة ناعمة تؤثر من أجل الجميع لا من أجله،أو يؤجل الحديث عن همومه الخاصة من أجل تناول قضايا أخرى يراها بعين عقله أكثر إلحاحا وأهمية.

قبل ستة عقود كتب ألبير كامو* «إن دور الكاتب لا يخلو من المهام الصعبة.ولا يستطيع أن يضع نفسه اليوم في خدمة أولئك الذين يصنعون التاريخ،فهو في خدمة أولئك الذين يعانون من التاريخ.» يرى كامو في الكتابة ليس فقط مواساة لحظية أو شخصية لمن يعانون في لحظة ما،بل إنه يرى فيها مواساة للتاريخ،تاريخ المهمشين والضعفاء،تصبح الكتابة هنا صوت من لا صوت له،صوت لأولئك الذين عانوا ويعانون من سويداء قلوبهم ولم يسمع بهم أحد.الكتابة بهذا التصور هى صوت المنسيين. ضحايا التاريخ الذي لا يحترم إلا الأقوياء..!

على سبيل الخاتمة

لطالما جلبت لي-مقالاتي-عبر أربعة عقود ونيف الكثير من سخط القراء،ولكني،وفي سبيل الأفكار الجديدة وغير

المألوفة ،تحملت-بصبر الأنبياء-هذا السخط بنفس راضية،ونجحت -نسبيا-في تجاوز بعض الإساءات بصدر رحب**،فنحن الكُتّابُ نقتحم بيوت الناس أحيانا ونلقي في وجوههم على حين غرة أفكارا تخالف قناعاتهم الراسخة،وتقض مضاجعهم،وتصيبهم بالذعر،لذا لا أقلَّ من أن نتفهم غضبهم وتخوفهم،مهما قسوا علينا بكلامهم.لأن رد الإساءة بالإساءة،أو إهانة الناس،سيجعلنا نخسر ما نبذل من أجله كل ما نبذل،ألا وهو فرصة عرض أفكارنا على من لا يؤمنون بها،عساها تلقى يوما أذنا لديهم.أما أَعراضنا وكراماتنا الشخصية وحقنا في الرد فهي أمور يجب أن نتصدق بها على الناس إخلاصا للفكرة والتماسا للأجر وتحملا للمشقة في سبيل ما نؤمن به،وهي ضريبة لا بد من دفعها،إلى أن يصل الكاتب إلى المرحلة التي لا تترك فيها تعليقات لاذعة،ومنفلتة من العقال في نفسه أكثر مما يدعو لابتسامة.

وأرجوأن أكون قد أوضحت لكتابنا الشباب كيفية اقتحام عالم الكتابة بإستخدام سلاح العقل وبالإرتكاز على وتد الإبداع،وبمنأى عن العواطف والنرجسية،دون الالتفات  لمن في عقولهم أورام الحقد والضغينة..!


محمد المحسن


*ألبير كامو (بالفرنسية: Albert Camus)‏ (7 نوفمبر 1913-4 جانفي/ يناير 1960) فيلسوف عبثي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي

**أصدرت عدة كتب طوال مسيرتي الإبداعية تمحورت  حول النقد المنهجي،وتضمنت دراسات نقدية لنصوص مبدعين عرب من المشرق والمغرب،لا تربطني بهم علاقة سوى خيط الإبداع،وبعض نصوصي تدرس اليوم ببعض الجامعات العربية( أقول هذا بكل نكران للذات)إلا أن "كاتبا"من بلد عربي شقيق نشر تدوينة عبر الفايس بوك ( سلاح المفلسين ثقافيا وأدبيا)-زاعما أني "سطوت" أدبيا على نصوص الأخرين،في محاولة   بائسة منه لتشويه-عفتي الثقافية-وخدش كرامتي الأدبية،لأسباب-أترفع عن ذكرها الآن-وأرجيء شرحها للقراء حين يختمر عشب الكلام..علما أن هذا "الكاتب" مدفوع الأجر-لا عمل له في حقل الإبداع سوى الإساءة لحملة الأقلام ممن ذاع صيتهم عربيا ودوليا..متناسيا مثلنا العربي الذي يقول " الباذنجات المليئة بالبذور لا تكترث بالصقيع".



غزوة بدر الكبرى بقلم الشاعر عبدالرحيم العسال

 غزوة بدر الكبرى

===========

قرأت صحائفي فجرا

ورحت أراقب البدرا

فجال بخاطري شيئ

يقول أتذكر بدرا.  ؟

فقلت وكيف أنساها

وربي شاء ذا أمرا.؟

بشهر الصوم قد جاءت

وغزوة بدرنا فخرا

وشاء الله مولانا

بنصر رغم ما ظهر

تلاقى جيش إسلام

وجيش الكفر قد فر

هزائم شاءها ربي

بأهل الشرك ذا قهرا

وراح رسولنا يدعو

ويطلب ربه نصرا

برغم جموعهم فزنا

أخذنا بعضهم أسرا

وكبرنا وفي بدر

ملائك ربنا بشرى

تقاتل جنبنا جنبا

وتقتل كل من مر

وراح رسولنا يتلو

لآي الله والسورا

فمات كبار من كفروا

ومنهم من قضى قسرا

وراحوا نحو بلدتهم

وعار الخزي قد غمر

ديار الكفر وانحسروا

ونال رسولنا النصرا

ونذكر كل ما كان

ونذكر كل ما مر

وبدر الشهر قد راح

ودوما نذكر (بدرا)


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

"غَضّ الطَرْف" بقلم الكاتب مـوســى الـزول

 "غَضّ الطَرْف"


أنا وأنت 

وَعَدّ السَيْل رُتَبٌ و قلائد 

نَرْقُب الأوضاع 

وأخبار الجياع

ومن تَلَثَّمَ بالقناع 

نَتَصَنَّع الوِّدَّ

 وتغض أعيننا الطرف 

عن حرق الخيام 

وعن الدمار بعد القصف 

ومن يلقى أولاده الحتف

فَتَسْتَتِرٌ من حولنا الشَّدائد 

ولا نَرَ ما يسيل من دماء عبر الجرف


تعذرنا الحمائم 

والبهائم 

فالرُبْعُ من رَبْعِنا رجالٌ كالرجال مُقَيَّدٌ في حيض دائم

ورُبْع رَبْعٍ آخرٍ تُشْغِلُهُم رِضاعَة الوَلائد


و نِصْف نِصْفٍ

يَرْتَجي الله أن تأتي الحرب بعائد 

وما يُعَوِّض الخسائر بــ  

فوائد.


تَبَقّى من الرَّبْعِ رُبْع 

شَرْق نَهْرٍ للحب مَنْبَع  

يجْمَع 

ويَرْفَع 

ومن غشاوةٍ على عينيه 

يرى بعين تدمع 

ما يضُرُّ وما يَنْفَع

والأَصَمَّ إذا ما همست اليه بلطف في أردن العروبة يسمع 

يرجو الأمان والنجاة من الشدائد

بأَلسِنَة طيبها حَصائد 

وضمائد

ويد تحمل في كل إصبع

 بندقية ومدفع 

صائد للطرائد.


بقلم رصاص ✏️ رصاص

مـوســى الـزول

زجل ((و الله الوطن غالي)) بقلم الأستاذ داود بوحوش

 زجل

((و الله الوطن غالي))


صحيح نا صايم

و صحيح 

نا...لاجم لساني 

أما للتوضيح 

كيف نشبح الظلم

سبحان من رضاني

تشيش فيه نطيح

تجريح و رمي معاني

بالتلميح كان فهم 

و بالتصريح إذا بكم

نمزقو بسناني

اذا كان هو قبيح

جني على روحو

موش نا الجاني

و الله الوطن غالي

و عليه برشه نبيح 

كلاب يحبوه يطيح

و يهدوه هناني 

للعدوّ بناني

يحبوا بالسّيف

يزرعوا فيه جولاني

و اللّي خلقني 

و بعث فيّ لساني

علجالك يا تونس

نباصي 

و لا ترف جفاني 

نموت و ما نسلم فيك

يا عز وطاني


بقلمي

       ابن الخضراء

 الأستاذ داود بوحوش

 الجمهورية التونسية

ليه ياأبوي كلمات صموئيل فايق

ليه ياأبوي

ليه ياأبويا تموت

كنت إستنى 

لما قطر العمر بيا شويه يفوت

مين بعدك في تعبي هايشدني

دلوقت لما باقع بلزم السكوت 

أقول لمين غيرك يساعدني

ومين هايفكرني بكرم ربنا المعبود 

ضهري إتحنى من كتر أحزاني

والزمن حطلي ياما قيود

والأيام بقسوتها هداني 

والخريف خرط ورق التوت

أه ياأبوي حضنك واحشني 

وواحشني صوتك وذكريات البيوت

راح البيت القديم وعلى عيني

بس الذكرة خالدة ومش هاتموت 

وإنت ياأبوي بعيد عن عيني 

لكن مكانك في القلب موجود 

               صموئيل فايق

مسارب الروح بقلم الكاتب لطيف الخليفي/ تونس

 مسارب الروح


سالت الليل عن سكونه

فأجابني الصمت

......وهو يرافصني

خذ من الليل سواده

واسكب على شراييني صبرا

........................يرويني

الليل ينام حين يسمعني

وتهدهدني الانغام وسط

....................فناجيني

فلا السماء تدرك وحدتي

ولا بتلات جميل الورد

.......................تغريني

فستانها الأبيض يغار من رقتها

وعشق روحها الفيحاء ليل

..................يأويني

هيفاء تسبي ناظرها

وجمال جمالها العطر

يقتلني  أحيانا وأخرى

.......................يحييني

بساط روحي لها أفرشه

حتي  وان اختلت  كل

.....................موازيني

هي الحياة إن اقبلت ضاحكة

وهي الموت إن ادبرت

.........................تناديني

كل اللفظ لا يفي رقتها

ولا الصمت  المقيت يروي كل

....................مياديني

سهم أخضر يصيب مقاتلي

فسهامها كلها صائبة

فمن من موت وردي 

.........................ينجيني؟

كل نوارس بحرها تغطي سمائي

و بعد سخائبها مني 

..........................يبكيني

الليل يعزي هوى روحي كل حين

وتفاصيل روح روحها

......................تسبيني

شدوا وثاق أيامي إن ذبلت

ومن عذابات الروح للروح

.....................أعفيني

لطيف الخليفي/ تونس

                           مارس 2025

قصيدة/ مراكبي شعر/سعيد حمدي محمد

 قصيدة/ مراكبي 

 شعر/سعيد حمدي محمد 

★★★★★

 طول ما فيكي شباب متعافي

 اياكي يا بلادي يوم تخافي

 من اي طوفان يجيلك 

 دانا فارس نيلك.

 قبل ما تنادي أجيلك

 وان غدر الموج 

يشقه سيف مجدافي

★★★★★

 أنا أصلي مراكبي 

عشقك في قلبي

 كعشق القلع للصاري

 متعلق دايما في شغولة 

وهواكي ينام في طولة

زي الموال يصاحب ارغوله

 في ليل الصفا ويسافر

★★★★★

وبقالي سنين بعافر

غليوني مايوم يتاخر 

طول ما بغربل نهرك

لاجل ما احوش مهرك 

واشبك هلب غرامي

فى شط عنيكي واتمدد

وأشدد..فى حبال شبكي الذرد

حالف عمره مايتفرد

خايف تهرب منه الشهامه 

وغزل اﻷصالة يتقرض 

★★★★★

أنا ماسك الدفه هنا يابا 

ومالي قلوعي بنسيم الطيابة 

ريس في سفينة نوح

وهالملم معايا الغلابه

★★★★★

دايما عاشقين المهابره في ربوعك

والعرق. بيولد جبابره ف طوعك 

حالفين ما ينحنى ضهرك لطوفان

 ولا تنزل ع الخد يوم دموعك 

★★★★★

شعر "سعيد حمدى محمد 

10/1/2023



شعب متجانس؛ بقلم ذ.داود بوحوش تونس

 شعب متجانس؛

في غابات الزياتين نشاز

أفارقة!

☆☆☆

لا يهم الجنس؛

التّوطين طامّة

أفارقة!

☆☆☆

السّواد نعمة؛

فقط،لا للتّأكسد 

أفارقة!

☆☆☆

سبق السيف العذل؛

أنّى إخراجهم 

أفارقة!


ذ.داود بوحوش تونس

حنين - .. بقلم .. الشاعر/ وائل مسلم..

 حنين - .. كتب ..  الشاعر/ وائل مسلم..

 رسمتك في خيالي رسما 

 احسستك همسا ولمسا 

 ومن قبل اللقاء القلب يدق دقا 

والكلام بلغة العيون يكون حتما 

والنبض يعزف لحنا وشوقا 

ولكن الهجر كان حسما 

والبعد كان قرارك 

 ولكن اطوق اليك شوقا 

واحن اليكي هياما ووجدا 

رجوتك حبيبتي فمن اجل عيناكي 

تحملت الكثير وبالاغلال كبلوني 

 رجوتك حبيبتي فمن اجل هواكي 

 الشامتين لاموني  

رجوتك حبيبتي ان تعودي 

فبا لهجر عيروني 

وانا المفتون بيكي وعاشق نداكي 

بلغة العيون انت حبيبتي 

 بلغة العشاق انت عشيقتي 

 بلغة قلبي انت ملهمتي 

وبالاحساس انت منقذتي 

فبحر هواكي موجه عاتي 

فانقذيني فما زلت اهواكي 

 يا بسمة علي الشفايف 

 دعوتك فلا تنسيني 

رجوتك فلا تهجريني 

 يا نن عيوني اولا تذكريني 

 يا نغم علي لساني 

 يامن كنتي ماضي في حياتي فلن انساكي

 فانتي في خاطري وفي بالي 

رجوتك يا سهدي وانشغالي 

 رجوتك يا حكايتي وموالي 

 ناديتك حبيبتي يا من هي دموعي 

رجوتك يا من هي المي واهاتي

 رجوتك يا من هي احساسي 

 رجوتك يامن هي نبض الحنين 

 رجوتك يا من هي في الحياة شغفي

 رسمتك طيفا في الخيال

 رجوتك فلا تنسيي الرجاء 

دعوتك فاقبلي رجائي 

فالحب في القلب لايموت وان كان بحر الحياه موجة عالي

ولكني في حبك اقاسئ واصارع الموج العاتي 

حتي وان اصبحت غريق فانا غريق في بحر هواكي 

  ومازلت احبك هياما ووجدا 

 رجوتك حبيبتي فمن اجل عيناك 

الحاقدين بالاغلال كبلوني 

 رجوتك حبيبتي فمن اجل هواك

 الشامتين لاموني 

رجوتك حبيبتي ان تعودي 

فبالهجر عيروني 

وانا المفتون بيك  يا عمري وعاشق نداك

 بلغة العيون انت حبيبتي 

بلغة العشاق انت عشيقتي  

بلغة قلبي انت ملهمتي

و بالاحساس انت منقذتي 

فبحر هواك موجه عاتي

 فانقذيني فما زلت اهواك 

 يا بسمة علي الشفايف

 دعوتك فلا تنسيني 

رجوتك فلا تهجريني 

يا نن عيوني اولاتذكريني

 يا نغم علي لساني 

 يامن كنتي ماضي في حياتي فلن انساك 

فانتي في خاطري وفي بالي 

 رجوتك يا سهدي وانشغالي 

 رجوتك يا حكايتي وموالي

 ناديتك حبيبتي يا من هي دموعي 

رجوتك يا من هي المي واهاتي 

رجوتك يا من هي احساسي

 رجوتك يامن هي نبض الحنين 

 رجوتك يا من هي في الحياة شغفي 

 رسمتك طيفا في الخيال 

 رجوتك فلبي الرجاء 

دعوتك فاقبلي رجائي 

فالحب في القلب لايموت وان كان بحر الحياة موجه عالي

 ولكني في حبك اقاسئ واصارع الموج العاتي 

  وان اصبحت غريق فانا غريق في بحر هواك يا عمري 

.. كتب .. وائل مسلم ..

أجمل القول بقلم الكاتب خالدعارف حاج عثمان

 فوانيس بحرية..

   ومضة 

 أجمل القول..

نعم...قولي..:"أحبك.."

فإن اجمل القول ماقالته شفتاك...

قولي :"مغرم بك.."

فنبع الغرام..

ماتفجر من فيك...

بقلمي خالدعارف حاج عثمان.سورية.



شُوفْت الرَّسُول كلمات الشاعر أحمد شاهين

 شُوفْت الرَّسُول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شُوفْت الرَّسُول فِي مَنَامِي

نُور النَّبِي صَحَّانِي


يَا مَحْلاَ رَسُول الله

أَدْعَج مَلَك وِجْدَانِي


العِيْن كَحِيْلَه وِزِيْن

سَبَى القُلُوب وِسَبَانِي


وَرْد الْخُدُود مَحْلاَه

لَمَّا ضِحِك زَاد تَانِي


سَلَّم وِقَال لِي كَلاَم

قَال لِي كَلاَم زَكَّانِي


مَا شُوفْت زَيُّه جَمَال

أَصْل الْجَمَال رَبَّانِي


الكِلْمَه مِنُّه مِيْزَان

سِرِّ النَّبِي غَطَّانِي


وِالرَّحْمَه فَاتْحَه بِبِان

دِيْن النَّبِي إِسْلاَمِي


شُوفْت الرَّؤُوف بِاللِّيْل

دَابِت هُمُوم قُدَّامِي


وِهَجَرْت نُوم اللِّيْل

حُبِّ النَّبِي صَحَّانِي


قَال لِي الصَّلاَ عَ الزِّيْن

تِرْفَع مَقَام فِي مَقَامِي


وِاللي يِصَلِّي يَا زِيْن

يِشْفَع فِيْه التُّهَامِي


شُوفْت الرَّسُول فِي مَنَامِي

نُور النَّبِي صَحَّانِي


يَا مَحْلاَ رَسُول الله

أَدْعَج مَلَك وِجْدَانِي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمات الشاعر أحمد شاهين

------ مصر -- أسيوط ------



رحلة القرنين... ومكاشفةُ اللحظة بقلم الكاتب سلام السيد

 رحلة القرنين... ومكاشفةُ اللحظة


منذ نيفٍ من الدهر السحيق،

أتمتم ترانيمه المفعمة بالأحلام،

في صمت الحلقة الدائرة للنداء،

وبعضها مبهمٌ كبرزخِ المساءلةِ لعالمِ الحقيقة.


مدهشةٌ صورُ التلقّي لكلاهما،

والشواهدُ فيما يلتقطه التصوف الجفري من إشارات،

حروفٌ وأرقامٌ، أبجديتها مثلثٌ لا يقبل الخطأ،

يُضرَبُ في ثلاث، ويُقسَّم،

فيأتي الناتج كيفما يشاء جمعُه،

ثم يعيد في الثلث الأخير وَرْدَ قوسِ الصعود،

توقًا للإجابة في مشهدِ الذكر،

وعقدَ الاشتياق مرتبةَ القُرب،

وسعةَ الإمكان قيدَ النيّة.


جاهلٌ من يرى من ثقبِ نافذته،

ولا يُبصرُ قلبَ كفيه.


لا مراودةَ للأرواح بين عالميها الأعلى والأسفل،

لكنّه قد ينال بعضَ الآثارِ،

من دوّامةِ القداسةِ في بللِ الوضوء،

وطولِ العكوفِ في محرابِ المناجاة،

ولو سجدةَ شكرٍ،

فتتجلّى الحقيقة... في لمح البصيرة.


سلام السيد


أَرْتَشِفُ دَمْعِي بقلم جمال بودرع

 /أَرْتَشِفُ دَمْعِي/

شَكَوْتُ لِطَيْفِكِ وَجْدِي حِينَ زَارَنِي

فَقَالَ حَظُّكَ أوْجَاعٌ وَ لَوْعَةٌ الفِرَاقِ

فَقُلْتُ هَلْ لِيَ مِنْ بُرْءٍ يُخَفِّفُ حُرْقَتِي

قَالَ لَا... فَسُهَادُ العَيْنِ دَاءُ العُشَّاقِ

كَيْفَ أَسْلُو وَقَدْ عَاثَ الحَنِينُ بِـيَ 

فذُبْتُ كَمَا تَذُوبُ بِمَاءِ النَّارِ أورَاقِي

كَيْفَ أَحْتَــمِلُ الذِّكْــرَى وَ لَهْــفَتَهَا

فنَارُ صَدِّكِ تَسْرِي وَ تزِيدُ في إحْرَاقِي

يَا مَنْ سَكَنْتِ شُغَافَ القَلْبِ مُنْذُ صِبايَ

 هَلْ يَسْتَقِــيمُ هَوَايَ اليَــوْمَ بِإِشفَاقِ

أَمْ أَبْقَى أَرْتَشِفُ الدَّمْــعَ المُرَافِقَ لِي

 وَأَحْمِلُ الوَجْدَ صَــلْبًا بَيْنَ أعْنَاقِـي


بقلمي جمال بودرع

نفحات إيمانية.. في الشهر الفضيل ) محاسن التقوى،الورع والزكاة..وفوائد الصوم في شهر العبادات:رمضان العظيم بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (نفحات إيمانية.. في الشهر الفضيل )


محاسن التقوى،الورع والزكاة..وفوائد الصوم في شهر العبادات:رمضان العظيم


-لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه،وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه-(أبو أيوب ميمون بن مهران الجزري الرقي (40 هـ -117 هـ / 661م - 735م) من كبار العلماء والأئمة).


-(يا أَيها الّذين آمَنوا كُتب عليكم الصيَامُ كمَا كُتبَ عَلى الّذينَ من قبْلكُمْ لَعَلّكمْ تتَّقون) (البقرة:183) 


الحمد لله الذي خصنا بشهر الطاعات،وأجزل لنا فيه المثوبة ورفع الدرجات،وَعَدَ من صامه إيمانا واحتسابا بتكفير الذنوب والسيئات،وشرّف أوقاته على سائر الأوقات،والصلاة والسلام على نبينا محمد خير البريات،وعلى آله وصحبه أولي الفضل والمكرمات،والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المعاد،

من آثار الصيام ونتائجه وأجل معانيه وأنفعها وأعظمها تحقيق التقوى،كما بين سبحانه وقال: (يا أَيها الّذين آمَنوا كُتب عليكم الصيَامُ كمَا كُتبَ عَلى الّذينَ من قبْلكُمْ لَعَلّكمْ تتَّقون) (البقرة:183) هذا تعليل لكتابة الصيام ببيان فائدته الكبرى وحكمته العليا،وهو أنه يعد نفس الصائم لتقوى الله تعالى بترك شهواته الطبيعية المباحة الميسورة امتثالا لأمره واحتسابا للأجر عنده،فتتربى بذلك إرادته على ملكة ترك الشهوات المحرمة والصبر عنها فيكون اجتنابها أيسر عليه،وتقوى على النهوض بالطاعات والمصالح والاصطبار عليها فيكون الثبات عليها أهون عليه-1- لتكون التقوى لكم صفة راسخة فتكونوا ممن جعلت الكتاب هدى لهم-2-

قال عمر بن عبد العزيز: لَيس تَقوَى اللهِ بِصِيام النّهارِ وَلا بِقيام اللّيلِ،وَالتخليط فِيما بَين ذَلكَ،ولَكِنّ تقوَى الّله ترْك مَا حرّمَ اللّه، وَأداءُ مَا افْترَض اللّه،فمَنْ رُزق بَعدَ ذلِكَ خيرًا فهوَ خيرٌ إِلَى خيْر ، فمن دفعه الصيام إلى العمل بطاعة الله،وأداء ما افترض وترك ما حرم،فقد حقق الثمرة المرجوة من الصيام.قال ميمون بن مهران: لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه،وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه -4-. قِيل: إِنّ عمرَ بنَ الْخطّابِ رَضيَ اللّهُ عَنهُ،سَأَل أُبيَّ بْنَ كَعْب عَنِ التّقوَى، فَقالَ لَه: أَمَا سَلَكْتَ طَرِيقا ذَا شَوْك؟ قَالَ: بَلَى قَال: فَما عَملْت؟ قَالَ: شمَّرت وَاجْتهَدْت،قالَ: فَذلكَ التّقوَى-5- 

وَإذن ؟

 التقوى إذا،أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية وحاجزا وحجابا، يمنعك من الوقوع في الخطايا والمحرمات،وينجيك من النار.

شهر رمضان هو منحة ربانية للأمة الإسلامية،ومحطة من محطات مراجعة النفس والخلوة مع كتاب الله عز وجل،وحسن الالتجاء لله سبحانه وصدق التضرع،فشتان بين من يصوم عن الطعام والشراب فحسب،ومن يحقق تقوى الله ويبذل وسعه وجهده ويستغل وقته ويجتهد في طاعة الله بعيدا عن الملهيات ومضيعة الأوقات،فلا تجعل من رمضان شهر نوم وكسل وخمول. 

لو اجتهد المسلم لتحصيل فائدة واحدة هي تحقيق التقوى،في شهر رمضان وبذل جهدا كبيرا لذلك لكفته فضلا وشرفا وثمرة.. لأنه من لم يتق الله في رمضان ويتعاهد قلبه ويوطن نفسه،فمتى يفعل..؟!

وهنا أضيف : الصيام رياضة روحية نفسية صحية،تهذب الروح والنفس،لأن المسلم-وهو صائم-يتشبه بالملائكة الكرام الذين لا يأكلون ولا يشربون،فهو يستقبل شهر رمضان دائماً وقد استعدّ له بالتوبة الصادقة واخلاص النية لله رب العالمين،فالصوم يمد الانسان بالعزيمة المتجردة والارادة الحرة،لانه قربة الى الله تعالى..

والصيام ينمي في الانسان دوافع الخير،لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الصيام جُنة،لانه تربية للنفس وتهذيب للوجدان وترقيق للمشاعر،وينمي في الانسان عاطفة الرحمة والاخوة، ويجعل الغني رحيماً بالفقراء،فيسعى لتدعيم صلة الحب بالآخرين والمساهمة في القضاء على غائلة الفقر والجوع والمرض،فتقوى الروابط الاجتماعية،ويتعاون الكل في إنهاض وتقوية المجتمع فيتحقق التكافل الاجتماعي.

ويقول الدكتور احمد شوقي إبراهيم -رئيس المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة-: الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين، والغاية الاولى منه إعداد قلوبهم للتقوى والشفافية والحساسية والخشية من الله·

فمن ترك الطعام الحلال لله في نهار رمضان، ‏تعلَّم التقوى،فلم يأكل أموال الناس بالباطل بالرشوة عطاءً أو أخذا، فهذا رمضان شهر معالجة أدواء النفوس،وجمع القلوب،ووحدة الصفِّ وهجران ‏المعاصي ولزوم الطاعات،فليتق الله دعاة الباطل والشرّ،ولتنظر نفس ما قدمت لغد‏‏،فالنبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-يقول حاكيًا عن جبريل قوله: (بَعُد من أدرك‏ رمضان ولم يُغفر له)؛ ذلك لواسع فضل الله -سبحانه -وعظيم عطائه ومغفرته في هذا ‏الشهر الكريم.

فاللهم نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب ‏إليها من قول وعمل.

والله من وراء القصد.‏

على سبيل الخاتمة:

إن حكمة الله عز وجل اقتضت أن يجعل هذه الدنيا مزرعة الآخرة وميدانا للتنافس وكان من فضله جلا وعلا علي عباده وكرمه ان يجزي علي القليل كثيرا ويضاعف الحسنات ويجعل لعباده مواسم تعظم فيها هذه المضاعفة..فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات قال الحسن رحمة الله في قوله عز وجل(وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا)

من عجز بالليل كان له أول النهار مستعتب ومن عجز بالنهار كان له من الليل مستعتب ومن أعظم هذه المواسم المباركة وأجلها شهر رمضان ألذي أنزل فيه القران المجيد ولذا كان حريا بالمؤمن ان يحسن الاستعداد لهذا القادم الكريم ويتفقه في شروط ومستحبات وآداب العبادات المرتبطة بهذا الموسم الحافل لئلا يفوته الخير العظيم حيث إن الصائم يكتسب من صيامه فوائد كثيرة وحكم عظيمة منها تطهير النفس وتهذبيها وتزكيتها من الأخلاق السيئة والصفات الذميمة،وتعويدها علي الأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه.

وأشار الله سبحانه وتعالي إلى هذا التغيير في سلوك وأخلاق المرء حال صيامه في قوله:( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

ختاما في هذا الشهر العظيم (رمضان الكريم) نجد شتي ألوان العبادات الروحية أو المدنية فيه فالعبادات الروحية كقيام الليل وصيام النهار والصلوات الخمس والذكر وقراءة القرآن،أما العبادات المدنية مثل الجهاد في سبيل الله والعمل وإدخال السرور علي الناس وقضاء حوائجهم وإطعام الطعام،فالعباد يتسابقون في هذه الأيام ويطبقون قوله تعالي "فاستبقوا الخيرات" وبذلك يكون شهر رمضان هو شهر العبادة بشقيها الروحي والمدني..

ورمضان هو شهر التقوي لأن معني التقوي هي الإحسان وهو أن تعبد الله كانك تراه فإن لن تكن تراه فهو يراك وهذا مايعرف عند علماء التربية بالمراقبة وهي الثمرة الرجوة من الصيام،فالصيام يولد المراقبة،والمراقبة تثمر الإحسان،والإحسان يثمر التقوي ولذلك وضع النبي صلي الله عليه وسلم هذا الشرط فقال إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسب فإن سابه أحد فليقل إني صائم.

وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم بمزيد من الأجر والمغفرة والثواب.

‏اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.


اعداد محمد المحسن


الهوامش


1-تفسير المنار

2-تفسير البقاعي

3-تاريخ دمشق

4-سير أعلام النبلاء

5-تفسير إبن كثير



قصة قصيرة " عبور" بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش

 قصة قصيرة


            " عبور"

                         

                  بقلم فاطمة حرفوش


منذُ أنْ سمعت الأخبارَ المتداولةَ بكثرةٍ على شاشاتِ التلفزةِ ومواقعِ التواصلِ الأجتماعي لم تصدقْ ماتراه عيناها .. هل حدثَ ذلك حقًا !. لم يعدْ هنالك شكٌ بذلك ، ما رأته وسمعته قد وقعَ فعلًا .

حينها لم تستطعْ أنْ تتمالكَ نفسَها أطلقت العنانَ لفرحها وراحت ترقصُ وتغني بسعادةٍ غامرةٍ . الحلمُ الذي سكنَه النومَ طويلا بدأ يستيقظُ ، ويعلنُ عن قدومه بقوةٍ ويمسحُ جزءً من الألمِ الذي عانته منذُ أن وطئت أرضَ الطهرِ المقدسةِ أقدامُ الطغاةِ .

رقصت كما لم يرقصْ زوربا اليوناني وبنشوةِ غجريةٍ ساقتها الريحُ لقدرها المحتومِ ترقصُ ابتهاجاً ويشاركُها الرقصَ شعرُها الكستنائيٌ المتموجُ كسنابلِ الحنطةِ فيطيرُ للأعلى ومن ثم يتهاوى للأسفلِ ثم ينتفضُ شمالاً ويهدأ يميناً وأرجلها تدقُ الأرضَ دقًا ليستيقظَ كلُ من غفى بداخلها وصوتها يشدو بالغناء بكبرياءٍ لا يعرفُ إنكساراً ، ترددُ مع معين شريف أغنيته التي طالما تغنت بها لازم تعرف يامحتل أنت مين ونحنا مين نحنا هيهات من الذل وأنت للذل عناوين . اتسعت حلبةُ الرقصِ عندما انتشرُ الخبرُ وشاركنها أخواتُها الرقصَ بفرحةٍ لا توصفُ ، الزغاريدُ تنطلقُ لعنانِ السماءِ .

عندما أكلَ التعبُ أجسادَهن هدأن فسكنت هي .

لم تكنْ لها صلةٌ بعلمِ الأرقامِ ولم تهتمْ يوماً لأمرها ولا تعرفُ كنهها لكنَ المفارقةَ أن الرقمَ سبعةٌ كان يستحوذُ ويستأثرُ على إهتمامها ولا تدركُ السببَ !!. ربما يعودُ ذلك لقدسيةِ هذا الرقمِ في المعتقداتِ الدينيةِ أو ربما لشكله الذي تتجهُ قاعدتُه للأرضِ وذراعاه مفتوحان تستقبلُ السماءِ . أو ربما حدسها أنبأها أن شيئًا ما سيحصلُ في يوم ما وقد صدقَ  ..

إنه السابعَ من تشرينِ الأولِ ، شهرُ الإنتصارات الكبرى  من ٦ تشرين عام ١٩٧٣ إلى عام ٢٠٢٣ ما أجملَه من يومٍ !!. كمْ كانت بشوقٍ لقدومه !!.

وها هو أتى مثقلاً بثمارٍ كثيرةٍ بطعمِ الإنتصارِ .

 سرعان ما بدأت الصورةُ تتضحُ أكثر َلما حدثَ ، ليلتُها لم تنمْ فاطمة ظلت تتابعُ مشهدَ العبورِ وآثاره فقد أحدثَ الخبرُ دويًا مزلزلًا ترددت أصداؤه بكافةِ أنحاءِ العالمِ . الكلُ مندهشُ .. كيفَ لمدينةٍ محاصرةٍ لعشرات السنين من قبلِ قواتِ الأحتلالِ الإسرائيلي وأعوانه أن تفعلَ هذا ؟!.. وكيف غاب ذلك عن أعين العدو !! .

شعرت فاطمة بفخرٍ شديدٍ وهي ترى آسرى جنودِ الأحتلالِ منبطحين أرضاً أذلاءَ والمقاومين يجرونهم من بذلاتهم العسكرية .. كما تمنت لو كانت معهم ، أطفالٌ يعتلون دباباتٍ غنمها أبطالُ العبورِ ودخلت غزةَ تعلوها الأعلامُ الفلسطينيةُ ، وجوهُ نشوى لا يُمكنُ وصفُ سعادتها ، أسلحةٌ بكافة أنواعها يحملها شبانٌ .

أنباءٌ تتوالى عن اشتباكاتٍ تقعُ في عدةٍ مستوطناتٍ إسرائيليةٍ إقتحمها أبطالُ المقاومةِ وسقوطِ قتلى وجرحى في صفوفِ العدو راحت تتزايدُ أعدادهم يومًا بعدَ يومٍ حتى وصلت للمئاتِ ، إحتفالات ُ كبرى تجري ابتهاجًا بهذا الإنتصارُ الرائعُ في كافةِ مدنِ و بلداتِ وقرى قطاعٍ غزةَ وعمت العالمَ العربي ،

مسيراتُ دعمٍ لطوفانِ الأقصى الذي وصلَ هديره لكافةِ عواصمِ العالمِ الغربي .

هلعُ شديدُ يصيبُ المستوطنين ومسؤوليهم 

كلُ يلقي اللومَ على الآخر ، ترقبُ وحذرُ في عواصمِ العالمِ . 

إنها غزةُ ياسادة !!.. فقد قالت كلمتها وسمعها العالمُ وصفقَ لبطولاتها وصمودها الأسطوري وشجاعتها صرخت فاطمة ، وهدرَ طوفانُها فهل سمعَ من به صممُ ؟!..وراحت تنشرُ أخبارَ إنتصاراتها وهزائمَ عدوها وخسائره الهائلةَ وذُلَه وإنكساره ،

وهروبَ جنوده من المعركةِ  بعدَ أنْ اشتدَ وطيسُها وبرزت وحشيةُ العدو الإسرائيلي وإرتكابه أفظعَ وأبشعَ المجازرِ بحقِ الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ التي يندى لها جبينُ العالمِ وإنتشارِ مشاهدِ الدمارِ التي تُحدثها طائراته وترمي أطنانَ الأسلحةِ على السكانِ العزلِ في كلِ مكانٍ من المشافي والمنازلِ والمدارسِ ومقرات الأممِ المتحدةِ والإعلاميين ومراسلي وكالات الأنباء  وإجتياحها المجنونِ لغزةَ .

لم تعدُ فاطمة تكتفي بالمشاهدةِ ، أخذت تشتركُ في تقديمِ المساعداتِ الإنسانيةِ للنازخين في مخيماتهم وإنتسبت إلى قواتِ الصليبِ الأحمرِ الدولي  لتقديمِ العنايةِ والمساعدةِ الطبيَّة للمصابين والجرحى التي تتزايدُ أعدادهم بشكلٍ يفوقُ كلَ توقعٍ .

فاطمةُ الفتاةُ السمراءُ التي تجاوزت العشرين ربيعًا بسنواتٍ .. طويلةُ القدِ حنطيَّةُ البشرةِ ساحرةُ الطرفِ بعيونٍ عسليَّةٍ ، عذبةُ اللمى تعيشُ مع أخواتها الثلاثةِ في منزلٍ متواضعٍ في إحد المخيماتٍ تركه لهم والدها بعدَ استشهاده في إحدى الغاراتِ الإسرائيليةِ التي شنتها قواتُه على القطاعِ أثناءَ تصديهم لمحاولةِ توغلٍ  . ومنذُ ذلكَ الحينِ وهي ابنةُ عشرِ سنواتٍ تعوَّدت على تحملِ المسؤوليةِ باكرًا  كانت ترعى أخواتها مع أمها وتعملُ بكلِ جهدٍ لتأمينِ متطلباتِ العيشِ القاسيةِ . لا همَ لها إلا رؤيتهن سعيدات لا يحتجهن

شيئًا ناجحاتُ في دراستهن . لهذا رفضت العديدَ من الشبانِ الذين تقدموا لخطبتها حُرِمت من متعِ الحياةِ الكثيرةِ التي كانت صديقاتها يتمتعن بها ومن حنانِ الأب فكانت بمثابةِ أمٍ ثانيةٍ لهن . 

كانت تعودُ كلَ مساءٍ منهكةً من التعبِ ومن الألمِ مما تراه من جرائمِ الأحتلالِ الإسرائيلي ومن المعاناةِ من نقصِ الماءِ وانقطاعِ الكهرباءِ وقلةِ الموادِ الغذائيةِ ، المساعداتُ التي تأتي من الخارجِ عبرَ معبرِ رفحٍ الوحيد لا يسمحُ لها بالدخولِ وإن دخلت لا تسدُ رمقَ الجائعين فتنامُ من شدةِ التعبِ .

بعدَ أن تقضي دقائقَ قليلةٍ تتفحصُ مايردُ من أخبارِ المقاومةِ والعالمِ في هاتفها الخليوي ومن ثم تغطُ بالنومِ . وقد حدثَ أن شاهدَته مرةً في إحدى الفيديوهاتِ المنتشرةِ بكثرةٍ في مواقعِ التواصل ِالإجتماعي . شابُ طويلٌ قويُ البنيةِ بمعطفه الأسودِ الأنيقِ وحذائه الطويلِ يحملُ  قاذفَ آربي جي على كتفه ويركضُ برشاقةٍ لافتةٍ من مكانٍ لآخرِ يتصيدُ آلياتِ العدوِ فيصيبُها بمقتلٍ ، خفقَ قلبها لرؤيته ، أعادت مشاهدةَ الفيديو أكثرَ من مرةٍ إبتسمت وأطفأت هاتفها واستسلمت للنومِ اللذيذِ .

حلمت ليلتها أنها تقفُ عندَ بوابةِ فاطمة في الجنوبِ اللبناني قُربَ الشريطِ الحدودي مع فلسطين ، تتوشحُ العلمَ الفلسطيني . بيدها مفتاحُ كبيرٌ اقتربت من البوابةِ فتحتها وعبرت للداخلِ .

إستيقظت صباحًا سعيدةً تقصُ حلمها على والدتها لعلَّها تجدُ تفسيرًا له ، ابتسمت الأمُ وأخبرتها أن حلمَها جميلٌ ويبشرُ بالخيرِ . خرجت بعدها من المنزلِ بعدَ أنْ تلقت اتصالًا بوقوعِ غارةٍ على منزلٍ ليس ببعيدٍ عنهم ، خلفت وراءها الكثير من الضحايا . خرجت بسرعةٍ وإنطلقت بسيارةٍ الإسعافِ بين المنازلِ التي سُوَّيت معظمها بالأرضِ ومنْ بقي من السكانِ قليلٌ ممن لم تتوفرُ لهم فرصةُ الهربِ لمكانٍ آخرٍ أكثرَ أمنًا حيث لا مكانَ آمنٍ بكل غزةَ .

أثناءَ سيرِ سيارةِ الإسعافِ في الشوارعِ الضيقةِ لمحته من بعيدٍ بأناقتهِ المعهودةِ ورشاقته يعدو بخفةِ نمرٍ يتوثبُ للإنقضاضِ

على فريسته ، لما اقتربت سيارةُ الإسعافِ منه وأصبحت بمحاذاته إلتفتت ..  فرآها إلتقت عيناهما بنظراتٍ سريعةٍ خفقَ قلبها بشدةٍ ، إبتسمت له ومضى يلوحُ لها .

أدركت فاطمةُ بحدسها أنَّ ما كانت تنتظره قد أتى أخيرًا .. يطرقُ بابَ قلبها بقوةٍ .

إنه الحبُ يالسعادتها  .. قررت الأستسلامَ له ، بات طيفَه رفيقُها الوحيدُ وأنيسها لا يغيبُ عن عينها ويتسللُ كلصٍ ماهرٍ رائعٍ لأحلامها .

لم تعرفْ إسمه ولم تسألْ عنه ولم تهتمْ لذلك يكفيها أنَّ قاذفَ الآربي جي هو هويته وأناقته هي سمته وراحت تغرقُ بأحلامِ اليقظةِ هل ممكن أن يحدثَ ذلكَ في المستقبل ويجتمعان سوية كزوجين ببيتٍ واحدٍ بعدَ إنتهاءِ هذه الحربُ ؟!. هي لا تريدُ مالًا . فقط الآلياتُ العسكريةُ الصهيونيةُ التي يتصيدها مهرها ..

كم صلت ودعت أن تمنحها الصدفةُ فرصةَ لقاءه مرةً أخرى فهل ستفعل ؟!!.

عندما تعود للمنزل تأكل ما تيسر من طعامٍ وما أقله !!. ثم تفتحُ جوالها لإلتقاطِ أخباره وصوره . وماأسعدَها عندما تجدُ ذلك ... تصلي لله أن يحفظه ويحميه ثم تنامُ قريرةَ العينِ .

مرت أسابيعُ عديدةٌ  بعدَ يومِ مولدها لم تصادفه وكانت كلما خرجت في سيارةِ الإسعافِ تضعُ وردةً جوريةً حمراءَ تقطفها مما تبقى من ورودٍ حديقةِ منزلها وتضعها في جيبِ سترتها علَّها  تلمحُه في عبورها ممتطية عربةِ الإسعافِ .

وشاءت الأقدارِ أن تفعلَ ذلك . 

كان هذا في صبيحةِ يومٍ ماطرٍ أنْ خرجت لتأديةِ واجبها المقدسِ بعدَ غارةً صهيونيةً عنيفةً على مشفى وسقوطِ عددٍ كبيرٍ من المدنيين الذين هربوا من منازلهم لشدةِ الغاراتِ التي تشتدُ وحشيتها يومًا 

بعدَ يومٍ بسبب تراكم خسائرِ العدو البشريةِ والماديةِ فإحتموا بالمشفى أملأ بالنجاة . تفاديًا للأنقاض

بالشوارع  أبطات سرعتها ، فبدا عند أولِ الشارعِ يعدو كغزالٍ أهيفٍ . خفقَ قلبها بشدة وكادَت النبضات الصاخبة أن تصمَّ أذنيها عندما اقتربت السيارةُ منه رمت وردتها من نافذةِ السيارةِ وإبتسمت له ، لما رآها احمرت وجنتاها فإبتسم لها وانحنى والتقطَ الوردةَ ووضعها في جيبِ معطفه ومضى يقفزُ سريعًا سعيدًا .. يالله كم كانت سعيدةً وكم شكرت ربها وحمدته هل يمكن أن تمنحنا الحياةُ في أشدِ أيامها حُلكةً وسوادًا أملأ ونوراً وحباً تساءلت فاطمة ؟!!.

قضت عدةَ أيامٍ مستغرقةً في أحلامها الورديَّة هي لم تعرفْ طعمَ الحُبِ يومًا والآن قد أتى فاتحًا ذراعيه إحتضنته بكل مافي الحُبِ من ألوان الشغف حتى غمرَ كيانها كله .

كانت تلعبُ هي ورفيقاتها بعدَ عودتها من المدرسةِ وكتابةِ دورسها عندما وصلهم الخبرُ 

المفجعُ اعتادت في فتراتٍ سابقةٍ على غيابِ والدها من المنزلِ ، كان يغيبُ لعدةِ أسابيعٍ وكانت والدتها تتولى رعايتهم في غيابه ، عندما كان يعودُ له كان يصحبُ السعادةَ والفرحَ والبهحةَ معه فتغمرُ حياتهم  لكن هذه 

المرةَ أتى على غيرِ العادةِ محمولًا على الأكتافِ وملفوفاً بالأبيضِ تحملُه القلوب قبل الأكفِ ، الزغاريدُ ترافقه كعريسٍ في ليلةِ دُخْلَته ألقت نظرةَ وداعٍ وقبلته هي وأخواتها والدتها والغصةُ تخنقهُن والدموعُ تغرقُ عيونهن وهي تودعه لجَنةِ الخلودِ .

يومها أقسمت فاطمةُ بكلِ المقدسات أنها ستثأرُ وتنتقمُ له من أعدائه ولن يذهبَ دمه و رفاقه هدرًا

بدأت بعدَ إنتهاءِ دروسها تغيبُ لساعاتٍ طويلةٍ في معسكراتِ تدريبٍ على القتالٍ حتى أتقنت بعدَ

سنواتٍ كافةَ فنونِ القتال وإستعمالِ الأسلحةِ كافةً .

بعد مضي شهرٍ على لقائه لم تعدْ تسمعُ شيئًا عن فارسها المغوارِ وبدأت تغيبُ صورُه عن مواقعِ التواصلِ الإجتماعي التي كانت تتابع أخباره بكثرةٍ ، أقلقها غيابه المفاجىء .

ياترى ماهو السبب .. هل أصابه مكروه ؟!

وكل يومٍ يمرُ يشتدُ إنقباضُ قلبها ولا تعرفُ سببَ إنقطاعِ أخباره ولا تدري مالعمل !!.

استمرت حالتها تلك عدة أيامٍ وأمها بدأت تقلقُ لوضعها عندما إزدادَ شحوبُ وجهها . وغادرت وجهها الألوانُ وفترت همتها ظنت أمها ربما ذلك بسبب إرهاقها بالعملِ وما تراه من مآسي ومواجعٍ بسببِ شراسةِ الحربِ وقسوتها التي طالَ أمدُها وسهرها الطويلِ في بعضِ الأحيانِ . 

سهرت ليلتَها طويلًا بعدَ أن يئست من العثورِ 

على أنباءٍ تطفىءُ لهيبَ قلبها وسهت قبلَ الفجر لساعاتٍ قليلةٍ وأفاقت مذعورةً من نومها بعد أن رآت والدها يأتي لزيارتها وهو 

مشتاقٌ جدا لرؤيتها هي وأمها وأخواتها قَبلَها

ومضى برفقته فارسُها الأنيقُ .

بكت جداً وإستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وسألت الله تعالى أن يجعلَ منامَها خيرًا صلَّت الفجرَ  ، أصواتُ الطائراتِ الإسرائيليةِ تزمجزُ بحقدها وترمي أثقالها فهتزُ الأرضُ تحت أقدامهم حيثُ أن الغاراتِ الإسرائيليةِ تجري في منطقة قريبة منهم .

إستيقظت العائلةُ كلها وهي ترتعشُ من الخوفِ إحتضنت ٱخواتها بحنانٍ وقبلتهن . عندما بزغَ الفجرُ بنوره فتحت هاتفها الجوالِ فعلمت أن غارةً إسرائيلية ً إنقضت على مشفى قريبٍ منهم وأزالت ما تبقى منه مما بقي قائمًا من الغارةِ الإسرائيليةِ الأولى .  وهي تتابعُ قراءةَ الأخبارِ الأخرى لفت نظرَها خبرً نزلَ على رأسها كالصاعقةِ فقد أعلنت بعضُ المواقعِ نبأ إستشهادِ فارسها الانيقِ مع مجموعةٍ من رفاقه كانوا يتصدون لمحاولةِ إقتحامِ أحد محاور القتالِ الرئيسيةِ فسقطت مغشيًا عليها من فورها تلقفتها أمها وأخواتها وأخذن يرششن الماءَ والعطرَ على وجهها إلى أن إستفاقت وإستعادت وعيها . تجلدت بالصبرِ ، وقامت لتثبت لوالدتها أنها بخيرٍ إطمئنت الأمُ والأخواتُ على حالتها .

نهضت فاطمة وارتدت ملابسها وٱخبرت والدتها أنها قد تغيب لأيامٍ عن البيتِ بسببِ كثرةِ الإصاباتِ والشهداءِ ودعتهم وخرجت .

مرت عدةُ أيامٍ وأسابيعٍ وفاطمة لم تعدْ ولم يسمعْ عنها أيُ خبرٍ لكن أنباءً كانت تترددُ عن مجموعةٍ من المقاتلين قد نصبت فخًا لمجموعةِ جنودٍ صهاينةٍ كبيرة جدًا كانوا متحصنين بمبنى فجرته فسقطَ معظمهم بين قتيلٍ وجريحٍ ومن أتى لجندتهم رصدته طلقاتُ القناصين وأردته قتيلاً من بين أعضاء المجموعة فتاةٌ عادوا  جميعاً بعدها إلى قواعدهم سالمين .



قراءة نقدية في القصيدة النثرية الطويلة ( يا فراشة الصدفة) للأديبة سامية خليفة . بقلم الكاتبة فاطمة عبدالله

 قراءة نقدية  في القصيدة النثرية الطويلة ( يا فراشة الصدفة) للأديبة سامية خليفة .

بقلم فاطمة عبدالله


"قصيدة النثر بين جدلية الذات والهوية وتحولات اللغة: مقاربة أسلوبية وفلسفية"


يتميز النص بأسلوب شاعري تأملي عميق يوظف اللغة كأداة لاستكشاف التجربة الإنسانية الوجودية. يتناول ثيمات متعددة، أبرزها الحب، الوحدة، الفقد، والبحث عن المعنى، حيث تتجسد هذه الموضوعات عبر رموز مثل "الفراشة"، "الطيور"، و"الينابيع"، التي تمثل عناصر للتحول والحرية مقابل الألم والضياع.

يُظهر النص انسجامًا مع تقاليد قصيدة النثر الحديثة، حيث لا يعتمد على البنية الوزنية التقليدية، بل يرتكز على الإيقاع الداخلي والصور الاستعارية المكثفة، مما يجعله أقرب إلى تأمل فلسفي وشعري في آنٍ واحد.


 التحليل الأسلوبي والجمالي

 اللغة والأسلوب ، المجاز والتناص

تعتمد الأديبة على لغة مجازية مكثفة، حيث توظف الاستعارات بشكل عميق لإنتاج دلالات متعددة. على سبيل المثال، "يا فراشةَ الصّدفةِ" تعكس دلالة مزدوجة، تجمع بين الهشاشة والتحرر، مما يخلق تقاطعاً بين الحسي والمجازي.

  وفي موضع آخر "تدورين حولي فأدوخُ، اقتربي منّي أكثر، الوحدةُ الممتلئ بها كياني أوعزت لكلّ عناصرِ الطبيعة أن تلوذَ بالصّمت."هنا، تتجلى قوة التصوير في ربط الشعور الداخلي بالمحيط الخارجي، حيث تصبح الوحدة طاغية إلى حد إسكات الطبيعة ذاتها، في تأكيد على عمق الإحساس بالعزلة.

وهكذا، لا تبدو الفراشة مجرد رمز، بل تتحول إلى عنصر متفاعل مع الذات والعالم الخارجي، مما يمنح الصورة بعداً حيوياً ومتحركاً .

يبرز في النص تناص واضح مع المفاهيم الصوفية والفلسفية، خصوصًا في استحضار معنى "الانعتاق" والتحرر من الماديات. هذا يتلاقى مع رؤية ابن عربي حول "التجلي الروحي"، حيث لا تتحقق الذات إلا من خلال العبور من المحدود إلى المطلق. كما يمكن ملاحظة صدى لرؤية بول ريكور عن "الهوية السردية"، حيث يشكل السرد أداة لإعادة تشكيل الذات ضمن سياقات متغيرة.


البعد التاريخي والسياق الثقافي لقصيدة النثر

لا يمكن فهم تحولات قصيدة النثر بمعزل عن سياقها التاريخي والثقافي. فمنذ بداياتها في الأدب الغربي مع بودلير  وصولاً إلى تأصيلها العربي في تجارب أدونيس وأنسي الحاج، كانت قصيدة النثر دائمًا انعكاساً لأزمة الهوية والتحولات الفكرية. هذه القصيدة، التي تحررت من الأوزان التقليدية، جاءت كرد فعل على التحولات الحداثية وما بعدها حيث أصبحت أداة للتعبير عن الذات القلقة والواقع المتغير. في هذا السياق، يتجلى نص "فراشة الصدفة" كامتداد لهذه الجدلية، إذ يعيد طرح أسئلة الهوية واللغة، ولكن ضمن رؤية أكثر تأملية تتداخل فيها الأبعاد الفلسفية والتجريب الجمالي، مما يعكس استمرارية التطور الفني لقصيدة النثر في الأدب العربي المعاصر.


 الصورة الشعرية، تعدد الأبعاد الرمزية

يغتني النص بصور شعرية مشبعة بدلالات رمزية، حيث تتجلى "الفراشة" كمفهوم مركزي يجمع بين ثنائية الحياة والموت، والتحول والبحث عن الحقيقة. هذا التوظيف الرمزي يتقاطع مع تأملات غاستون باشلار في جماليات المكان، حيث تصبح العناصر الطبيعية انعكاساً للحالة الشعورية للذات.

على نحوٍ مشابه، نجد أن أدونيس يوظف رمزية الطائر في قصيدته هذا هو اسمي، حيث يقول:

"كلّما هبَّتِ الريحُ حملتُني في جناحيْها طيراً "

فالطائر في شعر أدونيس يرمز إلى الحرية والانفلات من قيود الواقع، تماما كما تعكس الفراشة في النص المدروس  حالة التحول والانعتاق. إلا أن الفارق الجوهري يكمن في أن أدونيس يجعل الطائر رمزاً لحركة فكرية وتجريدية تتجاوز الفردي إلى الكوني، بينما تتجسد الفراشة في نص" يا فراشة الصدفة " ككيان حسي متأرجح بين الهشاشة والقوة، بين الوجود والفناء.

إضافة إلى ذلك، نلاحظ تشبيه الأرض العطشى بالروح المتعطشة للحقيقة، مما يعكس نزعة وجودية تسعى إلى تجاوز الملموس نحو المطلق، وهي مقاربة تتماهى مع رؤى مارتن هايدغر حول "القلق الوجودي" باعتباره محركاً  جوهرياً للذات الباحثة عن المعنى..

 الإيقاع والتركيب ،البنية الموسيقية للنص

يُلاحظ في النص إيقاع داخلي يتجلى في التكرار لبعض الجمل مثل "يا فراشةَ الصّدفةِ"، مما يخلق بعداً موسيقياً يعزز التماسك البنيوي. إضافة إلى ذلك، تستخدم الجمل الممتدة ذات التوازي التركيبي، وهو أسلوب شائع في قصيدة النثر، إذ يعكس تدفق الأفكار بشكل أقرب إلى الكتابة التأملية الحرة، مما يذكر بأسلوب سان جون بيرس في قصيدة Anabase

 أناباز، حيث تتداخل الفقرات في نسيج شعري متصل.


 البعد الفلسفي والنقدي في النص

 جدلية الذات والطبيعةو إسقاط داخلي للمعاناة كما ورد في النص  "جدائلُ الأشجارِ فككْتُها لأجدَ في ثغراتِ ثناياها بقايا أصداءٍ لأشعارِه المتكسِّرةِ المنبعثةِ من شفتيه."

هذا يعكس كيف تتحول الطبيعة إلى وسيط نفسي يعبر عن الشوق والافتقاد.

يتجلى في النص وعي عميق بالعلاقة الجدلية بين الذات والطبيعة، حيث تتحول الطبيعة إلى فضاء نفسي يعكس التحولات الشعورية. هذا يتقاطع مع رؤية باشلار الذي يرى أن ''الطبيعة ليست مجرد محيط خارجي، بل هي امتداد داخلي للحالة الوجدانية'' ، ويتجلى هذا التوتر الوجودي في قول الاديبة : ''يا مجنونُ عقدَتْ صدمةُ توهانِكَ لساني''، حيث تعكس هذه العبارة لحظة صدمة وجودية تجعل الذات عاجزة عن التعبير، مما يرسخ فكرة الحيرة والتيه كحالة شعورية جوهرية في النص.

لكن هذا البعد التأملي في النص لا يقتصر على الرؤية الفلسفية، بل يكشف أيضاً عن توترات بنيوية تستدعي مقاربة تفكيكية تتجاوز التأويل المباشر. فعلى مستوى البنية، يعتمد النص على مفارقات دلالية، حيث تتقاطع الحرية مع الفقد، والانعتاق مع الضياع، مما يخلق توتراً داخلياً يعكس أزمة الهوية والبحث عن المعنى. كما يمكن تفكيك العلاقة بين الذات واللغة، حيث تظهر اللغة أحياناً كأداة انعتاق، لكنها في مواضع أخرى تبدو مقيدة بقوالب زخرفية تزيد من شعور العزلة والاغتراب. وفقاً  لمنهج دريدا، يمكن قراءة هذا النص كمساحة يتحرك فيها المعنى بشكل غير مستقر ، إذ تتكرر بعض العبارات والصور في سياقات متباينة، مما يكشف عن لعبة دلالية تعيد مساءلة المفاهيم التقليدية للهوية والذات.

وهذا الانزياح الدلالي لا يضعف البناء الجمالي للنص، بل يضيف إليه بعداً حركياً  يجعل القارئ شريكاً في إعادة تشكيل المعنى .


النزوع الصوفي والانعتاق الروحي

يبرز في النص نزوع واضح نحو التصوف والتجرد من المادية، وهو ما يتقاطع مع مفهوم "الانخطاف الروحي" عند ابن عربي، حيث تتحقق الذات من خلال العزلة والتأمل العميق في الكون. كما يمكن ربط ذلك بفكرة "التجربة الحدّية" عند كارل ياسبرز، حيث لا يدرك الإنسان جوهر وجوده إلا عند الاصطدام بحالات قصوى من الألم أو التأمل الفلسفي ويتجلى هذا المفهوم بوضوح في قول الاديبة : ''أنتَ الآنَ في أحضانِ النّهار، ترفلُ بهجةً فالنّور ينبعثُ من داخلِ الرّوحِ''، حيث يعكس هذا التصور الصوفي فكرة أن النور الحقيقي لا يأتي من الخارج، بل هو نتيجة صفاء داخلي وانعتاق روحي.

يتوازى هذا النزوع الصوفي مع استلهام أدونيس للتراث الصوفي، لكنه يتخذ عنده بعداً أكثر حداثة، إذ يعيد توظيف المفاهيم الصوفية في سياقات فلسفية وشعرية تتجاوز بعدها الديني. ففي قصيدته كتاب التحولات والهجرة في أقاليم الليل والنهار، يقول:

"أخرجُ من جسدي خفيفاً، كما يتخفَّفُ الصوفيُّ من الزمنِ، أفتحُ أبواباً للريحِ وأخرى للرؤيا."

يتجلى هنا مفهوم "التجلي" كما طرحه ابن عربي، حيث يصبح العبور بين العوالم فعلاً شعرياً وروحياً في آنٍ واحد. لكن بينما يعتمد أدونيس على تفكيك البنية الصوفية وإعادة تأويلها في سياق حداثي قائم على التحرر من الموروث الديني وإعادة تشكيل الرؤية الصوفية في إطار لغوي وفكري جديد، نجد  نص الأديبة سامية( يا فراشة الصدفة) يحافظ على جوهر التجربة الصوفية التقليدية، حيث يظهر الانعتاق الروحي كحالة وجدانية فردية متأصلة في التأمل والاغتراب الوجودي، دون أن ينفصل عن بعده الروحي العميق.

بهذا، يلتقي النص مع تجربة أدونيس في استلهام التصوف، لكنه يتميز عنه بكونه أكثر ارتباطاً بالنقاء الشعوري والتجربة الصوفية الأصيلة، بينما يميل أدونيس إلى بناء رؤية فلسفية أكثر تجريداً ، تعيد صياغة الموروث ضمن مشروع شعري حديث يعتمد على الهدم وإعادة التركيب.

وهكذا، يعيد النص طرح التصوف ليس كموضوع نظري فحسب، بل كحالة شعورية تتجسد في البناء اللغوي والتصويري، مما يجعله تجربة حسية وفكرية في آنٍ واحد.


البعد النقدي الاجتماعي ،جدلية الحرب و الخراب 

يشير النص إلى الدمار والألم في سياق الحروب وانهيار الأحلام، مما ينسجم مع النقد الثقافي الذي قدمه إدوارد سعيد في الثقافة والإمبريالية، حيث يناقش كيف يترك العنف أثراً عميقاً على الهوية الثقافية، مما يجعل الإنسان في حالة اغتراب دائم.

كذلك، يمكن ربط هذا الطرح برؤية أنطونيو غرامشي حول "المثقف العضوي"، إذ يعكس النص وعياً نقدياً بأن المثقف ليس مجرد مراقب، بل هو جزء من النضال ضد الخراب. ومع ذلك، يبدو أن النص يعكس صداماً  بين الرغبة في المقاومة والإحساس بالعجز أمام واقع مأزوم، وهو ما يتوازى مع "أزمة الحداثة" في الفكر النقدي.


 أزمة الكتابة واللغة النقدية: تفكيك الخطاب

في الفقرة الأخيرة، نجد إشارة إلى أزمة الكتابة، حيث تبدو اللغة مسجونة في قوالب زخرفية على حساب الأصالة. 

" الصّمتَ مقامي، هنا في صومعتي، لا بدَّ وأن أتشافى من لوثةِ الغثيانِ غرقًا في لججِ التّخلّف."

هذا يربط بشكل مباشر بين تجربة الذات والاغتراب اللغوي والوجودي.

وهذا  يتصل بتحليل رولان بارت في درجة الصفر للكتابة، حيث يرى أن اللغة حين تفقد عفويتها تصبح أداة لإعادة إنتاج الأيديولوجيا السائدة بدل أن تكون وسيلة للتحرر.

كما أن فكرة "التلاشي بين الأصالة والقشور" تتصل بمفهوم جاك دريدا في "تفكيك الخطاب"، حيث يؤكد أن اللغة ليست كياناً بريئاً ، بل هي بنية مشبعة بأيديولوجيات خفية، مما يجعل كل كتابة محمّلة بإشكاليات ثقافية. هذا التحليل يتماشى مع التحولات النقدية ما بعد البنيوية، التي تسائل طبيعة الخطاب وعلاقته بالسلطة والمعرفة.

يتجلى هذا الصراع في النص عبر لغة تجمع بين المجاز الكثيف والتكرار، مما يعكس التوتر بين الرغبة في التعبير الحر والقيود البنيوية التي تحد من انفلات المعنى.


 نجد في النص ثراء بلاغي وأسلوب شاعري حيث يتميز النص بكثافة المجاز والاستعارات، مما يمنحه طابعاً شعرياً تأملياً .

 أيضا  هناك عمق فلسفي ونقدي  ويتجلى بطرح النص أسئلة وجودية ونقدية تتجاوز المباشرة، مما يمنحه بعدا فكرياً عميقاً.

 لا ننسى التوظيف الرمزي المتقن إن الرموز المستخدمة ليست عشوائية، بل تحمل دلالات فلسفية وتأويلية تتقاطع مع النظريات النقدية الحديثة.

يقدم النص نموذجاً لقصيدة النثر الحديثة التي تمزج بين التأمل الذاتي والتحليل الفلسفي والنقد الاجتماعي، حيث تتجلى أزمة الذات المعاصرة في صراعها بين الحلم والانكسار، والحرية والقيود. من خلال أسلوب شاعري كثيف بالصور المجازية وبنية إيقاعية داخلية، يعكس النص قلق الإنسان الحديث في مواجهة التحولات الوجودية والثقافية. بهذه الرؤية، تتجاوز أهميته البعد الجمالي ليصبح وثيقة نقدية تتفاعل بعمق مع قضايا الهوية والكتابة في سياق الحداثة وما بعدها .

إنجاز فاطمة عبدالله/ السويد



(اااااه من الأيام) بقلم الكاتب مصطفى محمد علي

 (اااااه من الأيام)

ااه من عمر يباع  ويفنى على موائد الخمر وطاولات القمار

اااه من حياة تباع وتشترى حسب تقلبات الاجواء العاطفية حينا والسياسية حينا وغلاء الاسعار ومشاكل التواصل 

اااه من عمر نموت فيه موتا بطيئا في زوايا اليأس والنسيان ودخان السجائر..

ااااه من احلام لاتنتهي ولاتتحقق

اااه من غد قادم معه كل الالم والحزن..

اااه من قدر هارب يخطف البسمة والفرحة

اااه ثم ااااه ثم ااااه من الاااهات اللتي تتسابق للبوح من شفاه الجميلات شوقا والعاشقين انتظارا لأحبة القلب والروح

ااااه ثم ااااه تنطلق من القلوب والصدور والعقول لتتعانق وتتوحد مع مشاكل وهموم العالم المتناثر بين بين البيوت الغارقةفي ظلام الخوف والترقب والانتظار والهروب

بقراه المتباعدة ودكاكينه وخماراته ومراقصه وملاهيه الليلية وراقصيه وراقصاته

 وغانياته وسياسيه

ااااه من هذا العالم المتناثر كجسدي الموجوع والمستلقي على ارصفة العواصم ومحطات الأخبار وصراع لقمة العيش ومشاكل الحب والجنس حاملا ثيابي المجعلكة واحلامي المشتتة ووعواطفي المزيفةحينا والغاضبةحينا  املا بايام جديدة تشرق فيها شمس الغد المشرق

ولاحروف تسكن خيالي وشفاهي الا كلمات الااااه

بقلمي مصطفى محمد علي



علمتيني بقلم الكاتب صالح مادو

 ----- علمتيني  -----

أنتِ علمتيني

كيف أنسى السنين التي مضت ؟

علمتيني وأنتِ معي

صفحة جديدة من حياتي

علمتيني تلاقي الارواح

نلتقي بالحب

أنا رجل أعشق أمرأة 

تحب أن تكون معي

تسأل عني

تحبني دون أن تنطقها

تخفي عني دمعتها

ما أعذب روحك العطرة

استمتع بمنظر من خلالها

تسألِ عني بصمت

وأنا في الغربة

خطوة ...خطوة

أين ذهبتَ؟

من رأيتِ؟

في رحلتي لأوربا


أبتعدُ عن حقيقتي معكِ

أندمجتُ مع روحكِ

وجئتُ أليكِ

لكي لا تسألِي 

عن حياتي الماضية

مجرد الان

هل عاد جنوني؟

وبدأتُ أراقصة

وأحكي لكِ

شيئا جديدا

وأنتِ تسمعيني بصمت

مع أبتسامة جميلة

---------

صالح مادو

اامانيا

أنَا العَرَبِي.. بقلم الشاعر عماد الخذرى

 أنَا العَرَبِي..


أنا العَرَبِيُّ الَّذِي رَكِبَ المَطَايَا

وسَجَّلَ لِي التَّارِيخُ أَسْمَى الحَكَايَا


أنا الَّذِي خُضْتُ كُلَّ الصِّعَابِ

وَعَبَرْتُ الزَّمَانَ بِعَزْمِ الثَّنَايَا


حُرِّيَّتِي رَايَتِي وَالكَرَامَةُ

أَصْلِي وَمَنْبَعُ كُلِّ البَرَايَا


سَلُوا التَّارِيخَ عَنْ مَجْدِي

سَلُوا الكُتُبَ وَكُلَّ المَرَايَا


أَنَا الَّذِي نَشَرَ الحُبَّ شَرْقًا

وَغَرْبًا وَفِي كُلِّ الزَّوَايَا


سَرَى الشِّعْرُ فِي دَمِي عِشْقًا

وَفِي الآفَاقِ وَكُلِّ عَلاَيَا


عَرَبِيُّ اللُّغَةِ شَرْقِيُّ الهَوَى

بِهَا أَفْتَخِرْ وَبِكُلِّ المَزَايَا


بقلمى عماد الخذرى 

تونس فى 14 مارس 2025



أيتها السماء بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ****أيتها السماء ****

أيتها السماء

جودي بعطائك

جودي

فعلى الأرض 

 من يتألم

أشجار تترقب

حيوانات تتأهب

إنسان يكد ويتعب

أيتها السماء 

 أمطري

 و جودي علينا

فعبراتك بلسم

يهب الحياة 

  فتزهر الارض

ويرقص السنونو

وتتمايل أشحار

السنوبر

 امطري أيتها السماء

 ادرفي ما بك

 من قطرات مطر

 امطري  على الارض

 والشجر 

و قلوب البشر

فهي أضحت

  قاسيه كالحجر

  امطري أيتها السماء 

 ليعم الخير

فتسعد الكائنات

ويتراحم البشر

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 15/3/2025

المغرب



أَرَأَيْـتُـمُ حُبَّ النَّبِيِّ مُـحَمَّدٍ ؟!!َ! بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 أَرَأَيْـتُـمُ حُبَّ النَّبِيِّ مُـحَمَّدٍ ؟!!َ!

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مُهْدَاةٌ إِلَى السيد صاحب الفضيلة الْأُسْتَاذِ الشيخ/ محمد عبد الحي عبد العزيز معروف وقرينته الأستاذة/ شيماء أحمد رمضان الأخضر, بِـمُـنَـاسَـبَـةِ عَـقْـدِ قَـرَانِـهِـمَـا مَعَ أَطْـيَبِ التَّمَـنِّـيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

شَاءَ الزَّواجَ وَحَطَّمَ الْأَغْلَالَا = وفُؤَادُهُ يَبْغِي رِضَاهُ تَعَالَى

عَلَمٌ تَرَبَّعَ فَوْقَ قِمَّةِ مَجْدِهِ = بِالنُّصْحِ وَ الْإِرْشَادِ صَالَ وَجَالَا

***

وَ (الْمَسْجِدُ الْوِسْطَانِـي) يَشْهَدُ أنَّهُ = نَبْعُ الهُدَى وَخِطَابُهُ يَـتَلَالَا

وَ اشْتَقَّ – فِي تَبْلِيغِهِ وَ دُعَائِهِ = لِلَّهِ - نَهْجاً رَاشِداً وَوِصِالَا

***

نُورٌ تَجَلَّى فِي رُبُوعِ بِلاَدِنَا = بَدْرٌ بِلَيْلٍ حَالِــك مَــــازَالَا

أَرَأَيْـتُـمُ  حُبَّ النَّبِيِّ مُـحَمَّدٍ؟!!! = فِي قَـلبْـِهِ أَضْـحَـى الْغَدَاةَ مِثَالَا

شَمْساً أَضَاءَتْ عُمْرَنَــا أَيَّامِنَا = تُــقْوِى الضُّــلُـوعَ وَتُدْفِئُ الْأَوْصَالَا ؟!!!

***

شَيْمَاءُ وِ جْــهَــتُـهُ تُــتَمِّـمُ دِينَهُ = فَـمُـحَـمَّـدٌ رَامَ الْـحَـيَاةَ كَمَالَا

أَيَّـامُـهُ الْـخَضْـرَاءُ نَرْقُبُ عِـزَّهَـا = يَــا آلَ الَاخْــضَـــرَ حُزتُمُ الْآمَـــالَا

***

وَلَآلُ مَعْرُوفٍ تَوَخَّوْا فَرْحَهُمْ = بِوِصَالِكُمْ وَتَجَمَّعُوا إِجْلَالَا

وَ لَحُبُّكُمْ فِي اللَّهِ أَجْمَلُ شِرْعَةٍ = نُزْهَى بِهَا وَنُعَلِّمُ الْأَشْبَالَا

***

(شَيْمَاءُ) تِيهِي وَافْـرَحِي (بِمُـحَمَّدٍ) = سَيَزِيدُكِ اللَّهُ الْـعَـظِـيمُ جَمَالَا

كَيْ تُــسْـعِدِيه وَ تَظْفَرِي بِرِضَائِهِ = وَتُـهَـذِّبِـي مِنْ هَـدْيِهِ الْأَنْجَالَا

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



جُرْح ....جِراحة ...جراحات بقلم الكاتب توفيق حيوني

 جُرْح ....جِراحة ...جراحات


في غرفة العمليات، حيث الصمت يلف المكان كغطاء ثقيل،  

تتهاوى أجزائي كأوراق الخريف، 

تتساقط تحت وطأة الزمن.... والجفاء


قلبي...... 

ذلك العضو الذي نبض بالحياة،  

أصبح الآن كشجرةٍ جافة، أوراقها ذابلة، أغصانها مكسورة.  

أبدله بقلبٍ جديد...... 

لكنني أعلم أن جذور الحزن ما زالت ممتدة في أعماقي،  

كأشجار صفصاف  تحني رؤوسها على ضفاف النهر،  

تتأمل مياه ذكريات  تجري بلا توقف.  


كبدي ......  

ذابت كالشمع تحت لهيب الشوق،  

أستبدلها بأخرى

لكنني أشعر بأن روحك ما زالت تعيش فيها،  

كظلٍّ يلاحقني في كل خطوة، 

كصوتٍ يهمس في أذني عندما يسود الليل.  


عيوني..... 

رأيت بها العالم من خلالك،  

أغطيها بظلامٍ جديد، 

وتظل صورتك تتسلل من بين الجفون،  

كضوءٍ خافتٍ يلمع في نهاية النفق،  

يذكرني بأنني ما زلتُ أعيش في ظلّ حبك.  


يدي......  

من لامست دفء روحك،  

أقطعها وأزرع غيرها،  

لكن .... أصابعي الجديدة تبحث عنك،  

كأنما الذاكرة تسري في العروق،  

وتحمل عطر لمسات لن تتلاشى.  


رئتي......  

كانت تتنفس هواءًا ممزوجاً بأنفاسك،  

أستأصلها وأضع مكانها رئاتٍ أخرى،  

و... ما زلت أختنق بغيابك،  

كأن الهواء نفسه يرفض أن يحملني دونك،  

ويذكرني بأنني لن أتنفس براحةٍ،

ما دمتُ بعيداً عنك.  


جلدي......  

كان يحتفظ بدفء لمساتك،  

أستبدله بجلدٍ رفيع،  

ومازلت أشعر بندوبك   محفورةً في أعماقي،  

كأنما الحب ترك علاماته التي لا تُمحى،  


وكل خليةٍ في جسدي تذكرني بأنكِ كنتِ هنا.  


أغادر المشفى بجسدٍ جديد...  

لكنني أعود بحزنٍ قديم،  

كمسافرٍ يعود إلى وطنٍ لم يعد كما كان.  


فأنتِ..  

أنتِ الغياب الذي لا يُعوّض،  

والحب الذي لا يُستبدل.  


مهما حاولتُ أن أنسى، ستظلينَ هنا..  

في قلبي، في روحي، في كل نبضةٍ ...

تذكرني بأنني ما زلتُ أعيش في ظلّ حبك.


توفيق حيوني 

من قاعات العمليات

15 مارس 2025



أين أنا منك يا وطن *** بقلم الشاعر علي مباركي

 أين أنا منك يا وطن *** بقلم علي مباركي


ابحث لي عن وطن

بين طيات ذاك الزمن

تحت أنقراض السفن

تحت  ضخات  المزن

عن إنقاذي من الوهن

من أحزاني والشجن 

عن قلب بصدر يحن 

على شبح شيخ مسن 

غارت عليه أعتى المحن 

ملله كل إنس وكل جن 

أين مني انت يا وطن 

أين الاهل والاخ والولد 

ا هل هكذا الولاء للبلد 

في الضراء قد يعتمد 

على كتفي جورا يستند 

نال من خيراتي واستبد 

كيف لأعزل أن يسترد 

ما اغتصب من وطن 

من حياتي و مامني

متى اصحو من وسني

على إتلاف ممحني

هل يصطفيني ولدي

وهل يجتبيني بلدي 

أين مني انت يا وطني 

لك التنادي  من كبدي 

هل أنا منك يا وطني 

ما  بال حبك  شاقني 

واللوذ بحماك عاقني 

فيك الفرد بالنعم يحمد 

والشعوب بك دوما تمجد

رايتك في  الكون تخفق 

وسلامتي فيك   تختنق 

قد أصبت في   مخنقي

فيك قد استبيح مشنفي 

في رخو العسف  مغرقي 

ما الحكم فيك يا وطني 

سوى سفح كل من وهن

و الدفاع عن غور مهيمن

فيه  القضاء  لن  يهجن 

والسلب  لنفسي  مهين 

والنهب  لحقوقي يمتهن

هل أنا  منك  أيها  الوطن 

أم أنا شيء  جيء  بظن

خبى بعقله مس من جن 


علي مباركي

15 مارس

هناك...في ذاكرتي...! بقلم الكاتبة ناهد الغزالي

 هناك...في ذاكرتي...!


أشتاق

لمذاق السكّر في حديثك!

لربيع لا يعرف أن يزهر إلا

فيك!

أتظنّ أن الطريق قد نساك!

إنّه يذرف طيفك بلا انقطاع


كلما 

طرقتُ باب النسيان،

فتح لي لقاء قديم

بزهرة على ضفيرتي 

و كوب عشق صافٍ!


نحن لا نبرح أرض

سعادتنا الأولى،

نسافر على أجنحة الريح

نلوح لسنديانات الوحدة

ثم نعود كلما  شوّش 

الشوق صورة

النسيان!


ناهد الغزالي

ليسَ الصيامُ بعينِ حقٍّ مثلما بقلم الشاعر كمال الدين القاضي

 ليسَ الصيامُ بعينِ حقٍّ مثلما

للناسِ يبدوحالةَ الأمساكِ

عنْ كلِّ زادٍ للبطونِ وفرجهِ

أوْ منعِ حسنٍ عن هوى الأفاكِ

فالصومُ  تطهيرُ  النفوسِ وصوْنها

 منْ كلِّ مؤذيةٍ وعين هلاكِ

الصومُ أعلاءُ بكلِّ سجيةٍ

والصومُ نورٌ في مدى الافلاكِ

أحفظْ صيامكَ عندَ كلِّ دقيقةٍ

فهناك ابليسٌ بكلِّ شباك 

الصومُ في عينِ التقاةِ طهارةٌ

ووقايةٌ منْ لسعةِ الأشواكِ  

ولهيبِ نارٍ عندَ يومِ حسابهِ

كالكهرباءِ بموطنِ الأسلاكِ

ياويلَ منْ فعلَ الذنوبَ وعاصيًا

والفعلُ عينُ مراتبِ الأشراكِ

ولقدْ تجاهلَ فضلَ شهرٍ باتعٍ

واليومٰ يحيا في دجى السفاكِ

وأخذْتٰ منْ وحلِ الذنوبِ أقامةً

والعقلُ بينَ مسالكِ الأدراكِ

تسعى بجدٍ نحوَ كلِّ سفاهةٍ

والكسبُ مرٌّ منْ ردى الفتاكِ


الشاعر كمال

 الدين القاضي

مقالات في رمضان قصص القرآن الكريم بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 مقالات في رمضان

قصص القرآن الكريم

................................

الحمد لله حق حمده ، والصلاة على من لا نبي بعده .


لقد تفرد الدين الإسلامي ورسوله ، ان ايده الله سبحانه وتعالى بمعجزة كتابه الكريم ، تلك المعجزة الكبرى التي تجلى فيها الإعجاز بتعدد صوره البيانية والتاريخية والغيبية  والعلمية ليبقى حجة وشاهدا على العالمين الى يوم الدين.


فقد اعتادت البشرية منذ خليقتها ان يبعث الله سبحانه وتعالى رسله ( عليهم السلام ) هداية للناس ليخرجهم من الظلمات الى النور وأيدهم بمعجزات لهم لتصديق دعوتهم ، وان جل هذه المعجزات كانت حسية ومادية تأتي موافقة لحالتهم وأقوامهم وتنتهي هذه كلها بانتهاء زمنهم ولا تكن حجة الا على من شهدها او وصلت اليه بالتواتر ، فهي خاصة بزمان ومكان اقوام معينين.


ولهذا نجد ان خاتم الدعوة لابد ان يكون للناس جميعا وان يختم بها الله سبحانه وتعالى الحجة الى يوم الدين ، فجاء كتاب الله وقرآنه الكريم إعجازًا فريدًا لكل وقت وحين وهو صالح وحق الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، والغريب ان هذا الكتاب جاء بلغة واحدة مبينة واضحة تخاطب الإنسانية جمعاء ولا تستثني قومًا او أمة اوشعبا على وجه البسيطة   ( وهذا موضوع سأفرد له مقالا ان شاء الله ) .


وما يهمنا من هذه المقدمة التي كان لابد لها ، فان كتاب الله سبحانه وتعالى تضمن في نصوصه سردًا تاريخيًا لمجموعة من القصص القرآنية التي اختارها الله بعلم منه وبأسلوب يكاد يكون مختلفا بين واقعة وأخرى ، تخاطب القلوب قبل العقول وتوقض نشأة الفطرة السليمة وبمعاني وعبر وشهادة وحس لا تجد لهذه القصص الإلهية مثيلًا او شبيهًا  لها على الإطلاق ( وان وجدت أمثالها بين الناس قبل نزول القرآن ) وبين ما يضعها البشر .


وعلى هذا فاننا نجد القصص القرآنية تنوعت في قصص الأنبياء والرسل ( ادم  ، نوح ، إبراهيم ، يوسف ، موسى ، عيسى ،و..) والحكماء (لقمان،ذو القرنين، الخضر والعزير ، و...) وقصص النساء ( حواء ، مريم ، امرأة لوط، آسيا ، و ....) وقصص الأقوام ( ثمود ،عاد، تبع ، اصحاب الرس، اصحاب السبت ، و...) وقصص الظالمين ( فرعون ، نمرود ، هامان ، قارون ، و...) وقصص الحيوانات ( اصحاب الفيل ، بقرة بني اسرائيل ، ناقة صالح ، الحوت ، و...) .


ولما جاء في كتاب الله سبحانه قوله تعالى ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) اصبح علينا واجبا في بيان الغاية من هذه القصص ومعانيها ، والتي يمكن إيجازها :


- إيضاح أسس الدعوة الى الله سبحانه

- تثبيت قلب الرسول ( صل الله عليه وسلم) والأمة والمؤمنين بدين الله

- تصديق الأنبياء ومن سبق الإسلام واحياء ذكراهم 

- بيان صدق النبي ( صل الله عليه وسلم ) في دعوته

- مقارعة أهل الكتاب بالحجة فيما يكتمون من البيان والهدى

- أخذ العبرة والفائدة  


ومن الملاحظ ان من قصص القران ما وردت فيها اعجاز وعجائب لا يأخذ بها الا العقل السليم والقلب المؤمن فهي تتعدى الخوارق الطبيعية الى عالم الإيمان بالحدث وقدرة الله سبحانه وتعالى ، فقصة اصحاب الكهف الذين مكثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وزيادة نرى فيها من الإعجاز ما لا يوافق الخلق وطبيعته حين بعثهم الله سبحانه ليتسائلوا بينهم عن مدة مكوثهم وظل عددهم الحق مجهولا الى يومنا هذا بحكمة لا يعلم بها الا الله ، وكذا الحال في قصة نبي الله العزير ( عليه السلام ) الذي أماته الله سبحانه مائة عام قبل ان يحييه ثانية بإعجاز لا يوافق الا قدرة الله عز وجل ، والحديث يطول في قصة رجل بني اسرائيل الذي أنطقه الحق سبحانه في قصة البقرة ، والطير الذي أراد به  الله سبحانه وتعالى ان يطمئن قلب إبراهيم ( عليه السلام ) فأحياها ثانية في دليل على مبعث واحياء الموتى ، وقصة سيدنا موسى ( عليه السلام ) وغلامه في رحلة البحر ولقائه بالرجل الذي أتاه الله علما وحكمة ولربما يكون سيدنا الخضر ( عليه السلام ) وما فيها من أحداث لم يصبر على تأويلها نبي الله موسى ( عليه السلام ).. 


واني اذ اتناول مفهوم القصة القرانية التي اراد الله بها ذكرى وعبرة للناس ولربما ما لا نعلمه نحن من تنزيلها الا الحق سبحانه وتعالى ، فأني لا اجد في كتاب الله ذكرا وتفصيلا كما في قصة سيدنا يوسف ( عليه السلام ) والتي جاءت بمفاصل وحوادث واسترسال عجيب ولافت للعقل والنهى ، اراد الله سبحانه وتعالى ان يضع لنا مفاتح لكل حدث وانتقال فيها وان ناخذ بالتدبر والعظة والفائدة منها ومن شخوصها الذين وضعوا لبنات بنائها ، فكانت السورة الكاملة في كتاب الله التي تحكي قصة سيدنا يوسف ( عليه السلام ) بتفاصيل ودقة وكأن الله سبحانه وتعالى اراد لكل قارئ ان يفهم منها ما يحتاجه ويعمل بالخير والحق الذي جاءت به وتزيده ايمانا وتقوىً بان الله المهيمن العزيز الجبار بيده الخير وانه على كل شيء قدير .


والملفت في قصص القران الكريم انها لم ترد في سجية او صورة واحدة ، بل وردت مختلفة تماما فجاءت مختصرة في حادثة ما او كاملة في ترتيب أحداثها وشخوصها في حادثة أخرى وأحيانا يرد ذكر جانبا من القصص في مكان بين سور القران الكريم وياتي ذكر جانبا ثانيا منها في مكان اخر ، وسبحان الله الذي بعلمه نزلت قصص كتابه لتعرض مرة واحدة مبسوطة ومرة أخرى مقبوضة لحكمة لا يعرفها الا الله والراسخون في العلم .


وعادة ما تأتي القصص في القرآن الكريم بلغة بلاغية غاية في الدقة والعناية لا تقبل مفرداتها الفصل او الإضافة والتبديل فتفقد معناها الذي وضعه الخالق سبحانه وتعالى بهذه المواقع وترتيبها ببناء وتنظيم يتعذر على البشر مهما اجتهدوا او حاولوا صياغة بديلها او مرادفها في المعنى والتشبيه ، ناهيك عن فصاحة جملها وقوة تعبيرها ومغزاها وتفصيل مرادها .


هذا الإعجاز البياني يذكره الله بقوله ( نحن نقص عليك احسن القصص بما  أوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين ) لانها اشتملت على اصدق الأحداث ، وابلغ الأساليب واجمعها للحكم والعظات والعبر ، فالقارئ للقرآن يتنقل في ترتيب الآيات بحسب اثارها ووقعها فلا يزيغ له بصر او عقل او قلب ويأخذ بمعناها وتبليغها كما أراد الله لها واستحكم تفصيلها .


أتمنى ان اكون قد اشرت بما ينفع المقام الى عظمة وقوة وتحكيم معاني القصص في القران الكريم وبلاغة صورها وتوصيفها، وفقني الله واياكم الى ما هو خير  وانفع ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


..................................................

عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بغداد



قصة قصيرة جدا برق بقلم الكاتب جلال ابن الشموس / العراق

 قصة قصيرة جدا


برق

أرغمته على السهر، شد وثاق عينيه أمام الجمال، سخّرتهُ مع الخيال أن يبتسم للقمر !!

جال في خاطره العزم على اللقاء، 

وخطوات نحو التلاق،

بعدما فتح نوافذ الهوى… 

أرعبه عناق السحاب !!


جلال ابن الشموس / العراق

على هامش عيد المرأة حتى لا ننسى المناضلة التونسية الفذة لينا بن مهني*..في مرقدها الأزلي.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش عيد المرأة


حتى لا ننسى المناضلة التونسية الفذة لينا بن مهني*..في مرقدها الأزلي..


تصدير

“العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا” (ناظم حكمت)

“أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها مناضل واحد”( الكسندر بوشكين-بتصرف طفيف من الكاتب)

*تصدير: لأن هناك المناضلات..والمناضلون في سبيل المجد والحرية،ولأنهم-جميعا-في حياتنا،ولأنهم يبقون حتى حين يغادرون عالمنا، يمكن أن نطمئن.ليس شعارا هذا،ولا تفاؤلا ساذجا، فإن المناضلين قدامى وحديثين،استطاعوا أن يمنحوني شعورا استثنائيا في كثير من الأوقات التي كان يمكن أن يسودها اليأس والظلام، شعور هو مزيج من البهجة،والهدوء،واللامبالاة.

اقتادتك تونس من يد روحك إلى فردوس الطمأنينة،بل ربما إلى النقيض.ولكن..النساء المناضلات يولدن مصادفة في الزّمن الخطإ،ويرحلن كومضة في الفجر،كنقطة دم،ثم يومضن في الليل كشهاب على عتبات البحر..

لينيا بن مهني:أوقعتك القافلة سهوا عنك،سهوا عنّا ومضيت قُبيل انتهاء المشوار دون وداع،فحين إكتفى معظم المدونين والمكافحين من أجل رفع راية الحق شامخة ممن لامست كتاباتك المتوهجة شغاف قلوبهم برثائك،والترحّم على رحيلك بدموع حارقة..

بطلتنا الفذة:منذ رحيلك وأنا أحاول مجاهدا تطويع اللغة،ووضعها في سياقها الموازي للصدمة..للحدث الجلل..إننّي مواجه بهذا الإستعصاء،بهذا الشلل الداخلي لقول الكلمات الموازية،أو المقاربة لرحيل القمر والدخول في المحاق..

ولكن الدّمع ينهمر نزيفا كلّما انبجس بيت من شقوق قصيدي الدامع..

ماذا تعني كلمات أو مفردات:منكوب أو مفجوع أو مدمّى أو منكسر؟

لا شيء..سوى الفراغ الذي كنت تملئينه فيما مضى.يتسع بك ويضاء بالبهاء الإنساني والغنى الروحي الحزين جراء فساد العالم وخرابه..

الكتابات الفذة والصرخة الإحتجاجية التي تخترق في عنفوانها سجوف الصّمت،وتواجه بشموخ الإنحدار الرعوي وصلف حفاة الضمير..

الآن بعد رحيلك-القَدَري-أعيد النظر في مفاهيم كثيرة،ربما كانت بالأمس قناعات راسخة،الآن يبدو المشهد النضالي كأنّه مهزلة وجودية مفرغة من أي معنى سوى الألم والدموع..

أيّتها المناضلة المسافرة عبر الغيوم الماطرة:لقد احتمى إسمك بالوجدان التونسي حزنا صامتا عميقا سنظلّ نتوارثه جيلا بعد جيل..ونحلم بولادة نساء-من حراير تونس-في حجم شموخك..

هذا الحلم ما يفتأ يعاود الظهور في كلّ مرّة تصبح فيه الكرامة العربية مجرّد ذكرى،وتصبح الشعوب العربية مثل الهوام لا أمل ولا فرح ولا نسمة تهبّ من جداول الإبداع..وطوبى للحزانى لأنّهم عند الله يتعزّون.

لينا:الزّمان الغض،المضاء بشموس النصر والتحدي.الزمان المفعم بإشراقات النصر،الثورة والحرية،ما قبل إدراك الخديعة،بغتة الصدمة وضربة الأقدار..الكون الحزين يرثيك.فرحة هي النوارس بمغادرتك عالم البشر إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..

أنت الآن في رحاب الله بمنأى عن عالم الغبار والقتلة وشذّاذ الآفاق،والتردّي إلى مسوخية ما قبل الحيوان.

والسؤال:هل كان الحمام التونسي يعبّر بهديله عن رغبته في اختطافك إلى الفضاءات النقية لتكوني واحدا من-قبيلته-بعيدا عن الأرض الموبوءة بالإنسان الذي تحوّل إلى وحش ينتشي بنهش الجثث،قاتل للحمام والبشر،معيدا سيرة أجداده القدامى منذ قابيل وهابيل حتى الآن؟ !نائمي هناك على التخوم الأبدية،وروحك تعلو في الضياء الأثيري،طائرا أو سمكة أو سحابة أو لحنا في موسيقى.لقد غادرت المهزلة الكونية للعبور البشري فوق سطح الأرض.

في الزمان الحُلمي،كما في رؤيا سريالية،سأحملك على محفة من الريحان،بعد تطهيرك بمياه الوديان،من مصبات الأنهار والمنحدرات الصخرية بإتجاه البحر..سيسألني العابرون :إلى أين؟في السماء نجمة أهتدي بها.أعرفها.تشير دوما إلى تونس التحرير وإلى معاقل الفقراء والمعطوبين.أنت أشرت إليها ذات غسق وهي الآن فوق-مقبرة الجلاز-تضيئ القبور بلمعانها المميز عن بقية الكواكب.وهي تشير كذلك إلى المرقد والمغيب فوق أفق البحر في أواخر المساءات.أحملك نحوها لتغطيك وتحميك بنورها الأسطوري لتدخل في ذرّاتها وخلودها الضوئي..

قبل هذا الإحتفال الأخير سأطوف بك حول-أحياء الفقراء-التي أحببتها،معقل الصابرين،حيث يرثيك أهلك و-مريديك-بدمع حارق يحزّ شغاف القلب.

.يسألني العابرون أو أسأل نفسي:هل محاولة إستعادة نبض الحياة الماضية يخفّف من وطأة صدمة الموت؟..لا أعرف شيئا..

حين يأتي المساء الرّباني سنلتئم تحت خيمة عربية مفعمة بعطرالصمود والتحدي.نشعل النيران في فجوات الصخور اتقاء للرّيح،ونبدأ الإحتفال في لحظة بزوغ القمر فوق تونس التحرير..

أما أنتم-يا أيها الشعراء والمبدعون-:إذا رأيتم-المناضلة الفذة-مسجاة فوق سرير الغمام فلا توقظوها،إسألوا الصاعقة التي شقّت الصخرة إلى نصفين لا يلتحمان.

إذا رأيتم-نجمة-ساطعة في الصمت الأبدي فلا تعكرّوا لمعانها بالكلمات.اسكبوا دمعة سخيّة على جبينها الوضّاء،دمعة في لون اللؤلؤ،واكتموا الصرخة المدوية كالرعد في كهوف الرّوح..

وأخيرا إذا رأيتم المغنّي الجوّال حاملا قيثارته،افسحوا له مجالا في الدروب لينشد أغنية الوداع للنجمة الآفلة..

تقول الأغنية:

هناك كثيرات أمثالك..أعلّوا وشادوا..

وفي كل حال أجادوا..

وأنت أنجزت كل الذي في يديك..

وما عرف المستحيل الطريق إليك..

لأنّك تؤمنين أنّ الخطى إن تلاقت قليلا..

ستصبح جيشا وصبحا نبيلا..

وأنت ككل الذين أرادوا لوجه الحياة رداء جميلا..

تمنيت أن ينبلجَ الصبح من مقلتيك..

فعلت الذي كان حتما عليك..ومن كان حتما على المناضلات..جيلا فجيلا..

الحياة-يا فقيدتنا الفذة-تصبح أكثر ضوءا،وهدوءا.الحياة المؤقتة-يا لينيا-التي تحدّثت عنها يوما،وعرفت كيف تبقىين خالدة فيها،وخارجها:أهمية الحياة،وفضلها،يكمن في كونها مؤقتة،في أنك عليك أن تظهر خلودك في مكان آخر،وذلك المكان هو”الإنسانية”.

وداعا..لينا..

ختاما،أنا-كاتب هذه السطور-الجاثم على التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة..أنا الملتحف بمخمل الليل الجريح...أنا المتورط بوجودي في زمن ملتهب.. إبكيك بدموع حارقة..تحزّ شغاف القلب..


محمد المحسن


هوامش

*لينا بن مهنّي (22 مايو 1983-27 جانفي 2020) كانت ناشطة حقوق إنسان ومدونة وصحفية وأستاذة جامعية تونسية وعضوة سابقة في الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال.وعملت كذلك أستاذة جامعية في اللغة الإنجليزية.عرفت بمعارضتها لسياسة حجب المواقع على شبكة الإنترنت زمن نظام زين العابدين بن علي.كتبت في مدونتها بنية تونسية ،التي تم حجبها عدة مرات قبل الثورة التونسية، وفي موقع الأصوات العالمية. وقد ساهمت في التغطية الإعلامية عبر الإنترنت لثورة تونس حيث توجهت إلى مدينة الرقاب لتغطي انتفاضة سيدي بوزيد، إذ قامت بنشر صور المتظاهرين الذين قتلوا برصاص الشرطة والجرحى.



نفحات وتجليات رمضانية «(١٥)». ★ (الإعجاز القرٱني) ★بقلم د/علوي القاضي ★

 «(١٥)» نفحات وتجليات رمضانية «(١٥)».

★ (الإعجاز القرٱني) ★ د/علوي القاضي ★

             «(حاسة السمع والبصر)»

       جزء من محاضرتي في قناة الفتح

... من إعجاز الله عز وجل أن خلق للإنسان خمسة حواس ، وخلق لكل حاسة وظيفة واحدة ، وجعل كل مدخلاتها  منظمة ، حتى نستوعبها ونكون مسؤولين عن مخرجاتها ، فلاتعثر مايدخل في أذنك ، حتى لايتبعثر ما ينطق به لسانك ، فكلاهما يعكسان ما في داخلك فلا تطفي لمعة معدنك ، تريث في السمع قبل أن تطلق عنان اللسان فكلاهما يعكس ما في داخلك 

... من إعجاز القرٱن الكريم مطابقة ترتيب ذكر (العين والأذن) و (السمع والبصر) مع واقع خلق الله تعالى لهم في الإنسان في أحسن تقويم

... ومن ذلك ذكرت كلمة (السمع) ومشتقاتها في القرآن الكريم (185) مرة ، بينما وردت كلمة (البصر) ومشتقاتها (148) مرة فقط 

... وحيثما وردت كلمة (السمع) في القرآن الكريم تعني دائما سماع الكلام والأصوات وإدراك ما تنقله من معلومات ، بينما لم تعن كلمة (البصر) رؤية الضوء والأجسام والصور بالعينين إلا في 88 حالة فقط ، إذ إنها دلت في باقي المرات على التبصر العقلي والفكري بظواهر الكون والحياة أو بما يتلقاه المرء ويسمعه من آيات وأقوال  

... وقد ترافقت كلمتا (السمع والبصر) في (38) آية كريمة ، سبقت فيها كلمة (السمع) كلمة (البصر)

... ووردت مضاداتهما (الصمم والعمى) في 8 آيات فقط ، سبقت في معظمها كلمة (الصمم) كلمة (العمى)

... وقد إشتمل القرٱن على أوجه للمطابقة : 

★- القرآن الكريم يفصل بين أداة الحس (العين والأذن) وقوة الإدراك (السمع والبصر) ، والعملية الحسية للسمع والبصر تتكون من أعضاء الإستقبال (العين والأذن) ومركز للسمع ومركز للإبصار في المخ 

★- (العين والأذن) تشيران إلى الأعضاء الحسية ،  أما (السمع والبصر) فإنهما يشيران إلى معان حول العقل والفهم والتدبر أو الإدراك العاقل في كلام الله 

... وما (العين والأذن) إلا أدوات لنقل الإشارات الحسية السمعية والبصرية إلى مراكز السمع والبصر في المخ  

★- (العين) تتقدم على (الأذن) في القرٱن ، و (العين) تقع أمام (الأذن) في رأس الإنسان 

★- (السمع) يتقدم على (البصر) في القرٱن غالباً ، ومركز (السمع) يتقدم على مركز (البصر) داخل المخ 

★- و (حاسة السمع) تتم وتنضج (خلقاً وتكويناً عند الجنين) قبل (حاسة البصر) التي يتأخر إكتمالها ونضجها إلى ما بعد الولادة 

★- ومن المعلوم فيسيولوجيا وتشريحياً أن (العصب البصري) يحتوي على أكثر من (مليون) ليفة عصبية بينما يحتوي العصب السمعي على (ثلاثين ألف) ليفة فقط 

★- كما أن من المعروف فيسيولوجيا أن ثلث عدد الأعصاب الحسية في الجسم هي أعصاب (بصرية) ، ولا يرد إلى الجسم من مجموع المعلومات الحسية عن طريق (الجهاز السمعي) أكثر من (١٢ ٪ ) ، بينما يرد إلى الجسم عن طريق (الجهاز البصري) حوالي ( ٧٠ ٪ ) من المعلومات الحسية ، فكان ذلك مناسبا لتكوين (السمع) أولا في الجنين قبل (البصر) الذي يتأخر إكتماله ونضجه إلى ما بعد الولادة

★- فكان (الإعجاز القرٱني) مطابقة كلام الله في ٱيات القرٱن ، لصنعة الله في خلق الإنسان

★- السمع حاسة لا تنام ! ، (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً) ، كل الحواس تنام ماعدا الأذن 

.. فأنت إذا قربت يدك من شخص نائم لا يستيقظ

وإذا ملأت الغرفة عطرا أو حتى غازا ساماً ، فإنه يستنشقه دون أن يستيقظ ، ولكن إذا أحدثت صوتا عاليا ، فإنه يستيقظ من النوم 

★- (السمع) حاسة تعمل منذ الولادة ، وهي أداة الإستدعاء عند البعث 

★- وفي سورة الكهف يخبرنا ربنا جل جلاله بأن سبب نوم الفتية هذه السنين الطويلة ، هو أن الله سبحانه وتعالى ضرب على آذانهم  

★- وقد قدم الله تعالى (السمع) على (البصر) في الترتيب في عدة آيات ، مثل (صم بكم عمى فهم لايعقلون)

★- و (الأذن) هي الحاسة الوحيدة التي لا تستطيع أن تعطلها بإرادتك ، حتى لو وضعت يديك عليها فسيصلك الصوت 

★- حتى الميت في قبره يسمع قرع نعالنا !

... فيا أخي الكريم نفسك أمانة ، وإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، فاشغلها بسماع القرآن ، وقل خيرا أو أصمت ، واشغل لسانك بذكر الله والصلاة على الحبيب سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبييين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

... وكل عام وحضراتكم بخير

... تحياتي ...



حديث الظلال بقلم الشاعرة الفنانة كريمة بن مسعود - تونس

 حديث الظلال 

                  لم أقلْ شيئًا،

لكنَّكِ سمعتِ النبضَ

في جدارِ المسافةِ البعيدة،

رأيتِ كلماتي

تتسلّقُ الهواءَ

وتلتفُّ حولَ عنقِ الصمتِ

كضوءٍ يختبئُ

في جفونِ الغيب.

لم أرسلْ شيئًا،

لكنَّكِ قرأتِ الرسالةَ

في رعشةِ الموجِ

على شرفةِ الحلم،

فُتِحَت النوافذُ بلا يدٍ،

وغنّتْ جدرانُ الغرفةِ

أغنيةً قديمة

لم يُسجّلها أحد.

حين أُغلِقُ عيني،

تمرينَ كعصفورٍ

في نفقِ الرؤيا،

حين تتنهدينَ،

يشهقُ الهواءُ في رئتي،

وحين تسقطُ نجمةٌ،

أعرفُ أنَّكِ ابتسمتِ

في مكانٍ لا أراه.

منذُ قرونٍ،

ونحنُ نكتبُ

على صفحةِ الماء،

نحفرُ وجوهَنا

في الريحِ،

نصنعُ مرآةً

من وهمٍ شفيف،

كلما نظرنا فيها،

وجدنا الآخر.

***

كريمة بن مسعود - تونس