آخر المنشورات

الأربعاء، 4 يونيو 2025

وحــــدةٌ وتقوقــــع. ٦٤ بقلم الشاعر إبراهيم العمر.

 وحــــدةٌ وتقوقــــع. ٦٤

إبراهيم العمر.


كنتُ أهربُ من الناس،  

أفرُّ من الأحداث والمناسبات،  

أتنكّر للجمعات والاحتفالات،  

أسطو على الوقت،  

أجمعُ الدقائق واللحظات،  

ألملمها، واحدة فوق الأخرى،  

حتى تضيع بين أكوامٍ من اللمحات.  


كانت الفكرةُ أكبر من رمشة عين،  

وكانت العين تضيع خلفَ الرمشات،  

كانت الهواجسُ أوسع من المسافة بين التكّة والتكّة،  

وكانت الوساوس تولد وتنمو بين التكّات،  

لم تكن الومضة تكفي لنضوج الفكرة،  

ولم يكن هناك الكثير من الومضات،  

كنتُ أتلوّى بين الرهبةِ والرهبة،  

حتى باتت الرعباتُ تسكنني،  

ولم تكن المسافة التي يقطعها عقربُ الساعة  

بين الثانية والثانية  

تكفي لاكتمال المخاوف والاضطرابات،  

لثورة العقل،  

لتحطيم القيود،  

لتمرد الرغبات.  


كنتُ أتهربُ من الدعوات،  

أختلقُ الأعذار والروايات،  

أقنعُ نفسي أنني أحبُ الوحدة والانطواء،  

أنسجُ حولي صورةً متماسكة،  

أحيطُ نفسي بالواجبات،  

وأرسمُ للفراغِ أعمالًا وفروضًا وهمية،  

فأختبئُ خلفها كي لا يلاحقني الصخبُ في الخارج.  


كنتُ أستهجنُ تلك الطاولات التي يجتمعُ حولها الشباب،  

يلعبون الورق،  

يتصايحون ويصرخون،  

يتبادلون الذمّ والقدحَ والشتائم،  

يهزأون من فلان،  

يضحكون على فلان،  

ينهشون أعراضَ الأقارب والجيران،  

في جلسةٍ،  

تغلفها القهوة،  

والفنجانُ يتبع الفنجان،  

والسيجارةُ تلحقُ السيجارة،  

والأحاديثُ تنسابُ بين الهزلِ والجديّة.  


الكلُّ يتحدّى،  

الكلُّ يتفاخرُ بالنصر،  

يضربُ على الطاولة،  

يلقي اللومَ على الورق،  

يلعنُ الشريك،  

يتوعدُ بالثأر في الدور القادم،  

بينما الخاسرُ يشتري سندويتشات شاورما،  

ويقدمُ عصيرَ البرتقالِ للفريقِ الرابح.  


تفرطُ الجمعةُ،  

كلُّ يوم،  

في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل،  

ويعودُ كلُّ واحدٍ لغرفته مترنّحًا،  

مترنّحًا من النعاس والتعب،  

بعد يومٍ طويل،  

شاقّ،  

خانقٌ برطوبةٍ ثقيلة،  

بلهيبٍ يسرقُ الأنفاس.  


نعم، كنتُ لا أجدُ نفسي في هذا العالم،  

كنتُ أستنكرُ تلك الحياة،  

أراها مجرّد هروبٍ مُغلّف،  

محاولةً فاشلةً لتبليد الإحساس،  

لطمس الوحشة،  

لتجاهل القروح،  

لتجميد الشعور،  

ولتغافلِ ما يجري خارج هذه الدائرةِ الصاخبة،  

حيث الإبداعُ يُخلقُ في الزوايا البعيدة،  

في عقولٍ ملهمة،  

تهيمن على الأرض،  

تمسكُ بمفاتيح المال والسلطة،  

تعبرُ فوق الغيوم،  

بينما تسحقُ الأكثرية،  

تُذوَّبُ في نارِ العبودية والسخرة،  

لتبحثَ عن كسرةِ خبز،  

من رغيفٍ قديم،  

يبقي ضرباتِ القلبِ نابضةً في الأضلاع،  

ويحفظُ جريانَ الدمِ في العروق.


إبراهيم العمر


هٰكذا تبدُو الأُحجية بقلم الكاتب كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

 هٰكذا تبدُو الأُحجية


في أوطاننا المُخدَّرةِ بالضجيج

دوائرُ مغلقةٌ

ودوائرُ مفتوحةٌ علىٰ الانغلاق

المسافةُ بينها جذوةٌ

حينَ اشتعلتْ

تحوَّلتا إلىٰ رماد

العابرونَ خلافاً للعادةِ

يبرِّرونَ نكرانَهم

يوحونَ لمَنْ يضمرونَ حنقاً

أنَّ الصورَ المشوَّهةَ

هي ما يفكرونَ بهِ حقّاً

لذلكَ ما انفكَّتِ الشوارعُ

تزيِّف قناعاتها

عندَ احتدامِ المسافات

في الأزمنةِ المشبوبةِ أحداقاً

بيدَ أنَّ التنصّلَ من عقمها

يوجبُ تسجيرَ تنورٍ

خبزُهُ مبتلٌّ بملحٍ وطين

طلعُهُ مخضرُّ النبتِ

وضوعُهُ مشرئبُّ الخطىٰ

ربَّما يكشفُ السرَّ

صوتٌ تدثَّرَ بالصمتِ

في عالمٍ أتعبَتْ شفتَيهِ

أكفُّ الكلام

ثَمَّةَ جنونٌ عاكفٌ علىٰ تقويمِ الألم

ثَمَّةَ عيونٌ تنزفُ خجلاً أمامَ الرمم

هٰكذا تبدُو الأُحجيةُ

كأنَّها الكوابيسُ تنزلُ كالصاعقةِ

وهم ما بينَ صحوٍ وذهولٍ

يشرقونَ مرَّة ويأفلونَ مرَّات

ثمَّ يعود الالتباسُ

يتبرعَمُ جذراً

لهُ في المصبَّات عمقٌ

وفي مواقدِ الجمرِ نار

لو كانتْ لنا مثابة تروّضنا

لما بقينا كالدَّبىٰ المنتشرِ كالحرائق

يقضمُ الثمر

طنينُهُ كثير وفعلُهُ قليل

يتسلَّلُ تحتَ جنحِ الظلامِ

نحو ميتاتهِ المتكرّرةِ

وليسَ هنالكَ من حجر .


كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      العِراقُ _ بَغْدادُ



إلى كل مُمانع بقلم الشاعر محمد علقم

 كل عام والجميع بالف خير اسرتي اهلي اصدقائي وطني العرب والمسلمين عيد مبارك اعاده الله علينا بالنصر وتحرير الارض والمقدسات


وبمناسبة حرب حزيران عام 1967 واحتلال اولى القبلتين والضفة والقطاع والجولان وهزيمة العرب في هذه الحرب اتوجه للممانعين من هذه الامة لاخذ الثار وتحرير بيت المقدس


إلى كل مُمانع


..................


إنْ كنـتَ ممـانعـا مـن بيـن العـرب


ولـمْ تخـشَ نزال العـدا في الحـرب


اطلـق صـاروخــك وكــن متـوكـلا


فالنصرللمجاهدين هـدية مـن الرّب


اطلـق صـاروخـك لا تنتظـر أمـرا


وبـالأوائـل اقتـد وسـر على الدرب


اطلـق صـاروخـك واحـرج حكـاما


بـاعـوا القضيــة في لهـو وفي لعب


اطلـق صاروخك إنْ كنـت ممـانعـا


كـي تُخـرس أهــل النفـاق والكـذب


واقـرأ التـاريــخ وخــذ منـه عبـرة


لـن ينتصر الحـق إلا بجيـش لَجـب


لا تســأل الطغــاة عــن طغيـانهــم


بل سـل العـبد الحــريـة في الطلب


أيسكـت الثـوار ويصمتــوا دهــرا


لاتحريـر أرض ولاعـودة لمغترب


اطلـق صـاروخـك لا تحـش أحـدا


أم بـات سـلاحكـم لعبة مـن اللُعـب


أم تحشـون الطغـاة وحكــام أمّتكـم


أصحـاب النفـاق والخـداع واللَعـب


هـم دجّنـوا السلاح حمـايـة لعـدونا


فبات السيــف سيفــا مـن الخشـب


لاتنتظـرنّ مـن حـرّم قتـال أعدائنا


وأبرم صلحـا إلاعلوا في المنصب


اطلـق صـارخـوك إن كنـت ثـائرا


يكفينـا قهرا وما لحق بنا من كُرب


ولتشتعـل الارض تحـت أقـدامهـم


بالفعـل لا بالكـلام وكثـرة الخطـب


هـم الغزاة وكل غاز راحل منهزم


فالشمس لاتشرق يومـا مـن الغرب


وليعلـم المحتـتل أن الارض تنكـره


وإن قتلنا نقـاومـه ونحن في التُرَب


فمـن اراد رفعـة الاسـلام وعـزتـه


وجّـه سـلاحـه إلى الـرأس لاللذنب


(محمد علقم)4/6/2016


*حِينَ صَرَخَ الحَجَر* بقلم الشاعر كمال العرفاوي

 *حِينَ صَرَخَ الحَجَر*

أمازِلتَ في سُبَاتٍ تَحتَضِر؟! 

وٱلمِرجَلُ  يَغلِي  يَكادُ ينفجِر

كَبُركانٍ صَخرُهُ ذابَ وٱنصَهَر

عِفرِيتٌ  هَاجَ  وماجَ  وعَقَر

فسال الدَّمُ   سَيَلانَ  المَطَر


إنّ في ٱلأحشاءِ لَهَبٌ يَستَعِر

من طُغيانِ ٱلوَحشِ ٱلمُستَمِر

غُولٌ يتناثَرُ من عَينَيهِ الشَّرَر

بأنيابهِ  يَنهَشُ أَجسادَ  البَشَر

فصَاحَ  غَاضِبًا صُلْبُ الحَجَر


كُنْ شَلّالًا هَادِرًا في المُنحَدَر

إعصارًا عَاصِفًا في يومٍ عَسِر

ثَر في وجهِ مَن أَدمَى ٱلبَصَر

كي   يعُودَ   خائِبًا   ويَندَحِر

أمام طَوْدٍ  عَظِيمٍ  لا ينكَسِر


اِنطَلِق كٱللَّيثِ ٱلحُرِّ لا تنتَظِر 

لِلحَقِّ اِغضَب دَوْمًا وٱنتَصِر

سيَشِعُّ  ضَوءٌ الأَمَلِ ويَنتَشِر

ويَعُودُ لِلقُدسِ النُّورُ المُنتَظَر

كمال العرفاوي

تونس في 03 / 06 / 2025



عفوا يا وطن بقلم الأديب فاضل العتابي

 عفوا يا وطن


علّمونا في المدارس

أن الدين للّٰه والوطن للجميع

كبرنا وصحونا على كذب وزيف وخداع

الدين لهم

يفصّلون حروفه على مقاسهم

يزيّفون

يحرّفون

كما يشاؤون...

في النهاية

هم الأنقياء

وما نحن سوى غرباء

أما الوطن

هذه الكذبة

التي عشناها لقرون

الوطن لهم

الأرض لهم

ولنا نحن الحفاة، العراة

الحروب والموت من أجل الوطن...

لقّنونا منذ الصغر:

"نموت نموت ويحيا الوطن"

متنا ونموت وما زلنا نهتف:

"نموت نموت ويحيا الوطن”

والوطن إلى زوال

مقطّع الأوصال

ما بين هديّة

وتنازل من أجل القضية

وكذبة القومية

ما بين خسارة حرب

ونزاع من أجل بئر نفط

وهدية من أجل بغيّة

وليال حمراء على موائد القمار.

تشظّى الوطن

ومن قبله تشظّينا نحن أهل الهوية...

عذرا يا وطن

ما أنت إلا مطية

يركبك الحاكم

والشّعب يهتف: تحيا، تحيا القومية

من أجل كسرة خبز عصيّة

ألم أقل لكم

إن الوطن

كذبة أزليّة

أطعمونا إيّاها منذ الصغر

حين كنا نهتف في المدارس

"نموت نموت ويحيا الوطن..."

اتركوا الدين لهم والوطن لهم

إنّهما كذبتان

وما زال لهما بقية


فاضل العتابي

كاتب عراقي

بلجيكا



الثلاثاء، 3 يونيو 2025

على بابك يا رب بقلم الأديبة آمنه المحب.

 على بابك يا رب

   غمرتني يا رب وأغرقتني بنعمك ولذا لا اطلب منك الآن شيئًا لنفسي

لكن أولادي  يا ربي ، أحفادي يا ربي  قطعة من قلبي  ولأجلهم ولطمعي بكرمك تراني دائما على  بابك  

أدعوك وادعوك بقلبي  ولساني ،بيقظة فكري وتأجج مشاعري ووجداني. 

على بابك يحلو الوقوف، فلا تعب ولا ملل،  

فأنت القادر ولا اقدر منك،وانت الكريم ولا أكرم منك،  وأنت الغني  ولا اغنى منك. 

وأنت خلقت الدنيا وكل ما ومن فيها، فلما  اللجوء إلى غيرك، ولما التوسل  إلى غيرك والكل   عبيدك ،تسعدهم أو تشقيهم، تذلهم  أو تعليهم، تفقرهم أو تغنيهم. 

إيماني المتجذر بك يا إلاهي، وثقتي اللامتناهيه بك، وراحة نفسي التي تكون دائمًا بالبقاء بقربك وعلى بابك، أدعوك وأقول يا ربي يا رب إجعل اولادي  وأحفادي من الصالحين، إحمهم من كل سوء، يسر أمورهم وساعدهم على تجاوز صعوبات الحياة، وألهمهم دائمًا اللجوء إليك عند كل  ضيق، والبقاء دائما بقربك، وعلى بابك الواسع الذي لا يغلق  في وجه سائل  يحمدون الله ويسبحونه،وهذه سعادة لا يعرفها الكثيرون. 

فألف حمد وشكر  لك يا إلهي  لأن جمال وروعة عطاءاتك  لايوازيها عطاء أي مخلوق.  

    آمنه المحب.


الأحد، 1 يونيو 2025

وشوشات بقلم الأديبة: أحلام بن حورية

 وشوشات

بقلمي: أحلام بن حورية 


كم قمرا تخبّأ في حضن ٱمرأة 

تبيت كل ليلة 

تستقبل الباكين وتَفلِي شعورهم


كم ثلمةً في وجه الحياة 

رَحل عنها شاعرٌ كان يتغزّل بالقمر


كم جِلدا وَخزهُ صقيعُ المدن 

وقد كان عباءةً لإلغاء العواصم

 

كم وجها بالدّمع قد غُسل 

لِمَحوِ التجاعيدِ 

وإلغاءِ الأحزان والشجن


كم تلّةً بعيدة تسكنها الريح 

لتنفخَ في روح البلاد


كم شاعرا استيقظ على همهمات الطير 

وهمسات الورد 

وأنّاتِ أوراق الشجر

  

كم عابرا حاول تجميعَ فُتات مساءاته المبعثرة 

وتمشيط شوارع روحه الضائعة


كم عينا وخزها شعاعٌ تائهٌ 

هَوى من عين الشمس

وأنت لا تزال تبحث عن قشة للنجاة 

وعن رفرفة فراشة 

اتخذت موجَ البحر إيقاعا وبوصلةً للجهات


فهلّا تكونُ ربّانا كَفيّا 

بهذي المجرة وهذي الحياة؟


أحلام بن حورية/ تونس



**بِعَيْنِ الْغَيْمِ** بقلم الأديبة أحلام بن حورية

 **بِعَيْنِ الْغَيْمِ**

*************

ذِي مَسَافَاتِي تَحْبُو وَلَا تُغَادِرُنِي

وَبِقَلْبِي تَجُولُ أَقْدَارِي..

تَتَنَهّدُ خَرَائِطِي فِي الْمَدَى

وَبِعَيْنِ الغَيْمِ تَسْكُنُ أمْطَارِي..

كَمْشَاتُ الصّدِيدِ عَلَى ضِفَافِ أسْئِلَتِي

تَرُجُّ كَلَامًا عَلَى الْكَلَامِ،

تَدُقُّ بِمِرْصَافَةِ الْوَقْتِ أفْئِدَتِي،

وَبِمِغْزَلِ الْهَجْرِ تُغَازِلُ وَجَعِي وَأوْتَارِي..

 أُسَائِلُهَا صَفْوَ أجْوِبَتِي،

تَسْكُتُ..

ثُمّ تَتَرَنَّحُ وَهْيَ عَابِرَةٌ

وَقَدْ سَكَرَ جِسْرُ أوْرِدَتِي

وَامْتَدَّ مَقْلُوبََا بِأنْهَارِي..

أُطِلُّ مِنْ فَجْوَةٍ وَسْنَى

وشَمْسِي بِجَوْفِ اللّيِْلِ سَارِحَةٌ،

تُغَنِّي بِاَنْوَارِي

وَذِي الشّوَارِعُ الّتِي تَشْتَاقُ أَحْذِيَتِي

تُعَانِقُنِي مُتَلَهِّفَةََ، 

وَشَوْقُهَا لِخَطْوِي الّذِي كَانَ مَزْرُوعََا فَوْقَ أرْصِفَتِي..

يَعُدُّ أمْتَارِي..

أمُدُّ نُغَيْمَاتِ الضّوِءِ بِأشْرِعَتِي

تَتَمَاوَجُ بُحُورُ الشِّعْرِ رَاقِصَةً عَلى حُدُودِ أسْوَارِي..

وَكُلّما دَارَ مِرْدَنُ الْوَسَنِ،

تَخْضَرُّ نَعْنَاعَةُ الدُّجُنّاتِ فِي قَلْبِي..

يَنْفَلِتُ حَرْفِي الّذِي كَانَ مَحْصُورََا بأرْوِقَتِي

وتُزَغْرِدُ عَلَى مَجَادِلِ الْأحْلَامِ، 

قَصَائِدِي وَأشْعَارِي.


أحلام بن حورية 

وَمَضَت ص23/22