آخر المنشورات

الأحد، 28 سبتمبر 2025

قمر * أوهام جياد الخزرجي *

قمر

* أوهام جياد الخزرجي *


عندَ الشاطئِ كانَ القمرُ ينتظرُصوتاً تباعدهُ الريحُ، 

موجٌ عاتِ يغسلُ الهمومَ، 

القمرُ ينتظرُسكونَ حلمٍ، 

والفجرُغفا وسطَ الروح.

28/9/2016


* أوهام جياد الخزرجي *


عندَ الشاطئِ كانَ القمرُ ينتظرُصوتاً تباعدهُ الريحُ، 

موجٌ عاتِ يغسلُ الهمومَ، 

القمرُ ينتظرُسكونَ حلمٍ، 

والفجرُغفا وسطَ الروح.

28/9/2016




 

نخلع الوقت... ونرسم حلمًا لا ينام..قلم الشاعر طاهر مشي

 نخلع الوقت... ونرسم حلمًا لا ينام

ااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااا 

ماذا لو نسجنا من لهفةِ الأرواحِ

نجمًا

يضيء لنا طريقًا

نصنع من بريقه

حلمًا وبيتًا

فنرحل حيث كنتَ أنتَ...

............. أنا

نعبر مساحات المساء

نغرس أنفاسنا في صمت المدى

نرسم من صوتنا

أغنية لا تنام

نعيد ترتيب الفصول

نقنع الشتاء أن يضحك

والصيف أن يغفو قليلًا على كتف الغيم

نخلع الوقت من ساعاته

نرميه خلفنا

ونمشي...

فقط نمشي،

كأننا البداية والنهاية

كأننا... وطن

فماذا لو نسجنا

من صمت المسافات

لغة لا تُقال

نهمس بها حين يعجز الكلام

وحين يضيق القلب

نفتح فيها نوافذَ من حنين

نجعل من الحنين جناحًا

ومن الوقت قاربا

ومن نظراتنا خريطةً

لا تتبع الشمال...

بل تتبع النبض

ونبحر...

لا نعود

فما عاد في العودة شيءٌ يشبهنا

ولا في الأمكنة

ظلٌّ لما كنا عليه

ااااااااااااااااا ااااااااااا 

طاهر مشي




*لها أجنحة الحمام* بقلم الكاتبة فردوس المذبوح / تونس

 *لها أجنحة الحمام*

لم تعد تلك الفتاة الغِرّة

أينعتْ..أزهرتْ

تذوّقت الحلوة والمرّة

إنّها تغنّي للرّبيع الآتي

ترفع كفّيها للسّماءْ

فتهتزّ النّجومُ

تلتمع أعينها

يبتسم الفضاءْ

تحمرّ خدود المجرّات..

هي قادمة من وراء الغيم

لها أجنحة الحمامْ

وبين أضلعها 

مات ذاك اللحن القديمْ..

هي شمعة لن تطفئها الرّياح

جعلت من الصّوت عاصفة

ومن الحروف شموسا

تحفر في ثنايا الصّخر

لتجمع شظايا الكلمات

ترتّبها على مثال المعنى

فتنبعث القصيدة

من عمق الرّوح

متوهّجة عنيدة.


           فردوس المذبوح / تونس



أهدي لكم نفسي بقلم د.آمال بوحرب

 أهدي  لكم نفسي 

-//———/——

كثيرًا ما أشعر أن كتاباتي لا تسعني

أنها تضيق بأعماقي وتختبئ خائفة خلفي 

كأن الكلمات تتلعثم أمام شغف قلبي 

وكأن الجمل ترتجف حين تحاول الإمساك 

بنبضي المتوهج


أغرق في القراءة أستنطق الصمت

أتأمل الكون وهو يتكوّن داخلي


أواصل العمل بلا هوادة حتى ترتفع كلماتي 

إلى صدق روحي

أبحث عن حروف تمسّني أولًا قبل أن تلامس الآخرين

لتبلل الأرض بالمطر 

عن صور تصدق قبل أن تتجمّل

عن جمال يترك أثرًا خفيفًا 

مثل نفس أخير يتردد في الساعات الأخيرة 


أكتب لأترك من نفسي أثرًا

قبسًا من الضوء الذي يبدّد عتمة الروح

لأكون جسرًا بين قلبي وقلوبكم

وصوتًا صامتًا يتدفق من داخلي إلى عالمكم

يمتد بلا حدود بلا انقطاع بلا انتهاء


أكتب للوطن الذي يسكنني

لرجل فقدته فبقي أثره يرافقني

لروح أم غابت وما زالت تدفئني

لكل الأيام الخوالي التي تنام في صدري

وكل حرف يخرج مني متوجهًا إليكم

في أبهى صورة بكل صدق وجداني

لينبض فيكم كما ينبض في داخلي

وبكم يكتمل عندي الانتماء

د.آمال بوحرب 

تونس



القُبلَةُ الأَخِيرَةُ بقلم الشاعر محمد جعيجع من الجزائر -

 القُبلَةُ الأَخِيرَةُ :

................................... 

قَبَّلتُ آخِرَ قُبلَةٍ مُتَعَجِّلَا ... 

لِوَدَاعِ أُمِّي قَبلَ أَن أَن تَرحَلَا 

وَ عَلَى الجَبِينِ بُرُودَةٌ لَسَعَت شِفَا ... 

هِي حُرقَةً تَرَكَت سَوَادًا  أَكحَلَا 

المَرءُ يُسقَى مَرَّةً كَأسَ الرَّدَی ... 

فَالمَوتُ يَأتِي عَاجِلًا أَو آجِلَا 

وَ أَنَا سَقَانِي مَرَّتَينِ وَ مَرَّةً ... 

مِن كَأسِهِ تَأتِي لِأُسقَى حَنظَلَا 

وَ بِهَا أَكُونُ قَدِ استُقِيتُ ثَلَاثَةً ... 

مِن كَأسِهِ صَعبًا شَرِبتُ وَ أَسهَلَا 

حُمِلَت عَلَى الأَكتَافِ فِي عَجَلٍ إِلَى ... 

بَيتِ الثَّرَى بَعدَ الصَّلَاةِ  لِتُسأَلَا 

عَن رَبِّهَا وَ رَسُولِهِ عَن دِينِهَا ... 

وَ دَعَا الحُضُورُ لَهَا جَوَابًا أَمثَلَا 

................................... 

محمد جعيجع من الجزائر  - 

28 سبتمبر 2025م



إلى الوالي بقلم الشاعر محمد علقم

 إلى الوالي

................

أتصحوأم ضميرك في سبات....أم مـازلت عبــدا للشهـوات

وتفتخـر بـأنـك الوالي لشعـب....أتيـت لـه بكـل المعجــزات

وتغدق عليه الهبات والعطايا.....وأنك ذوفضـل بالمكْرمــات

كـأن المال ورثتـه مـن أبيـك.....فتنفقـه أنـــت علـى الملذات

وحولك بطانـة بالســوء تأمر....وترتكـب الذنوب والموبقات

فقـــد اشغلتـم العقــول بسلـم.....وثقافتـه فتبا لتلك السخافات

وألبسـت الامر ثوب النضال.....فتاه العـاقـل فـي المتـاهـات

ويفتك الجوع وأرض الشعب....تغل للغـربـاء نعما وخيرات

تركت الكفاح وطـوبـت عهدا....,وبـتّ حـارسـا للمغتصبـات

تـزج الشبــاب فـي السجــون....وتقمع رأيـا سليـم الخيارات

فسحقا لمن تنـازل عـن جزء.....مـن فلسطين الحبيبة للطغاة

وتبت يدا منْ صافح الاعداء.....وروج لسـلام كلـه افتراءات

وويل لوال لـم يصنــع مجدا.....ويعيـد حقـا ضـاع بـالخيانات

فعش الحيـاة عزيزا مجـاهدا....رضى الله تنـال عنـد الممات

محمد علقم/4/6/2016


" أنا وملجأ الأيتام " بقلم الكاتب طارق غريب

 " أنا وملجأ الأيتام "

في عش الدبابير 

صرخة العاجز وشوشات وأنين

الستار يرتفع ببطء

قاعة مظلمة إلا من بصيص نور ،

 يتسلل من نافذة عالية مكسورة.

الجدران متآكلة ، الرطوبة تلتهم الطلاء،

 والأسرة الحديدية تصدر صريراً مع كل حركة.

أطفال بملابس رثة ، عيونهم غائرة ،

 تائهة بين الخوف والرجاء ،

 يلوكون كسرة خبز يابسة كأنها آخر ما تبقى من الحياة.

 (طارق يتقدم إلى الأمام ، صوته يخرج متهدجًا لكنه مصمم)

طارق:

هنا حيث يختبئ الصمت في العيون الصغيرة.

هنا يولد الحزن قبل أن يتعلم الأطفال الكلام.

هنا كل جدار يحمل دمعة لم تُمسح ،

وكل نافذة مكسورة حلم لم يكتمل.

(طارق يسكت قليلاً ، يقترب من طفل يجلس على الأرض)

(الطفل بهمس ، عيناه مبللتان ):

كنت أبحث عن وجه أمي بين الوجوه 

قالوا لي إنها ذهبت ولن تعود.

كل ليلة أغلق عينيّ

 وأنا أظن أنها ستدخل الغرفة ،

أستيقظ لأجد البرد مكان حضنها.

وهذا البرد سيبقى معي إلى أن أكبر ،  كذكرى لم تُطفأ.

(طفلة ترفع رأسها بخجل وخوف)

الطفلة :

أبي تركني هنا ، قال لي : "مكانك بينهم".

انتظرته سنوات ، وكل باب يُفتح أظنه هو.

الحلم يظل بابًا يُغلق أمامي.

وأظنه الآن جزء من حكاية لا تنتهي في قلبي.

(طفل يرفع يده المرتعشة ، شفتاه ترتعشان)

الطفل :

لا أعرف طعم الحلوى إلا من صور في الكتب.

أعرف الخبز اليابس وصدى البكاء في الليل.

أحلم فقط بأن يحن عليّ أحد ، ولو مرة.

وسأحمل هذا الحنين كجروح لا تُرى ،

 لا تشفى مع الزمن.

(طفلة صغيرة تمسك لعبة مكسورة ،

 تتحدث كأنها تكشف سرها)

الطفلة :

أخاف من الظلام ،  

يطفئون الأنوار باكراً ويتركوننا وحدنا.

أبكي في الليل ، ثم أضحك كي لا يلاحظوا.

ورغم ذلك ، 

سيبقى خوفي يعيدني كل ليلة إلى البحث عن ضوء لم يأتي.

(طفل ينظر مباشرة إلى الجمهور ، صوته رقيق لكنه ثابت)

الطفل:

أحاول أن أتعلم أسماء الأشياء الكبيرة : 

"بيت" ، "أسرة" ، "أم".

لكن الكلمات تبدو بعيدة ، 

كأنها تعلق فوق سحابة لا أستطيع الوصول إليها.

وسأكبر وأنا أحمل كلماتٍ ناقصة ، 

عن حقي في أن أكون طفلاً فعلاً.

(طفلة جديدة تدخل من زاوية المسرح ، 

تحمل قطعة قماش بالية كأنها كنز)

الطفلة :

هذه القماشة كانت غطاءً لي منذ كنت رضيعة.

لم أجد سواها ، أحتضنها كل ليلة كأنها أمي.

كلما اهترأت أكثر ، أحسست أن حضني يتلاشى معها.

(طفل قصير القامة،

 يضم ذراعيه حول جسده 

، يتحدث بعينين مكسورتين)

الطفل :

لا أحب المرآة  ، لأنني كلما نظرت إليها رأيت نفسي غريباً.

أحاول أن أبتسم مثل باقي الأطفال ،

 لكن ابتسامتي تبدو مكسورة.

ربما لأني كبرت قبل أواني ، 

 كبرت وأنا أبحث عن يد تمسح على وجهي.

(طفلة نحيلة ، تتكلم بصوت متردد كمن يعتذر)

الطفلة :

كل عام أرى زملائي في المدرسة ، 

يذهبون مع أمهاتهم وآبائهم ، وأنا أعود وحدي.

أجلس على الدرج وأنتظر أن يسألني أحد: "أين أهلك؟"

لكن السؤال لا يأتيني ،

 كأنهم يعرفون الجواب ويخافون منه.

فأبقى أنا والدرج ، والانتظار الذي لا ينتهي.

(طفل يمسك كتابًا ممزقًا)

الطفل :

أحب الحكايات ،  لكنها كلها تنتهي ببيتٍ دافئ وأسرة سعيدة.

أغلق الكتاب كل مرة وأنا أتساءل :

أين تنتهي حكايتي أنا؟

ولا أجد غير هذه الصفحات الممزقة التي تشبه حياتي.

(طفل يحمل دمية ممزقة) :

هذه دميتي ، كنتُ أضعها بجانبي حين أنام ، 

كأنها أبي الذي لم يعد.

كنتُ أسألها :

 "هل سمعْتِ صوته في الليل؟ هل سيعود غداً؟"

لكنها صامتة ، صامتة مثلي.

(طفلة تمسك بقطعة خشب كأنها قلم) :

كنتُ أرسم بيتاً على الجدران ،

 كلما انهار جدار ، انهار حلمي معه.

لا بيت يحميني ،

 ولا ورقة تكفي لتحتوي بيتاً آخر في خيالي.

(طفل يبكي وهو يتحدث) :

كنتُ أركض في الساحة ، لم يلتفت أحد حين سقطت.

ضحكوا عليّ ، قالوا إنني بطيء ،

لكنني لا أريد أن أسبقهم ، فقط كنتُ أريد أن أصل.

(طفلة تحمل كتاباً مهترئاً):

هذا كتاب أمي ، أفتحه كل ليلة بحثاً عن رسالةٍ منها.

لكن الصفحات فارغة ، مثل قلبي الذي جفّ.

أقرأ، وأقرأ ،  ولا أجد سوى صمت يلتهمني.

(طفل يرفع حذاءً ممزقاً) :

حذائي مثقوب ،  يسخر مني الطين كلما خطوت.

لكنني أمشي ،

 أمشي وكأنني أخاف أن يتوقف الطريق عن انتظاري.

(طفلة تمسك ببطانية رقيقة) :

كنتُ أرتجف من البرد ، غطيتُ نفسي بها.

لكنها لم تدفئني ،

 بل صارت تذكرني بيدي أمي التي كانت تلفّني برفق.

الآن ،  لا دفء إلا في الدموع.

(طفل يحمل صورة ممزقة) :

هذه صورة أخي ، اختفى في الزحام يوم الغارات.

أبحث عنه في الوجوه ، في الأحلام ،

 في العيون التي تمرّ من أمامي.

لكني لا أجد سوى ظلّي ، وأتمنى لو كان هو.

(طفلة تحمل علبة فارغة) :

كنتُ أضع فيها الحلوى التي لم تأتِ أبداً.

أفتَحها كل ليلة ، أجدها فارغة مثلي.

أحياناً أضع دمعة فيها ، لتملأها بشيء.

( طفل يمسك بطنه) :

كنتُ أجلس أمام المائدة الفارغة ، 

أحلم برغيف خبزٍ طريّ ،

 برائحة أمّي وهي تُعدّ الطعام ،

لكنني استيقظ دائماً على الجوع ،

الجوع الذي يأكلني قبل أن آكل أنا.

(طفلة تحمل كرة بالية مثقوبة) :

كنتُ أركل هذه الكرة ،

أركض خلفها وأضحك ،

لكنها الآن لا ترتدّ ، لا تلعب معي ،

 صارت مثل صدري المثقوب.

لعبتي ماتت ،  مثلي.

(طفل يمسك لوحاً مكسوراً من الخشب) :

كنتُ أكتب عليه الحروف ،

أريد أن أكون معلماً ،  طبيباً ،  شيئاً ، أي شيء!

لكن المعلم رحل ، والمدرسة انهارت ،

وظلّت الحروف بلا معنى ، مثلي بلا مستقبل.

(طفلة تجر وراءها حبلًا ممزقاً) :

كنتُ أقفز به مع صديقاتي ،

نضحك حتى نتعب ،

لكنهن رحلن ، وبقيتُ وحدي أقفز على الفراغ.

الحبل انقطع ، وكذلك طفولتي.

(طفل يحمل كيساً فارغاً) :

كنتُ أملأه باللعب الصغيرة ،

 بالأحجار التي أتخيلها جنوداً وأبطالاً 

الآن هو فارغ ، مثل غرفتنا التي صارت مقبرة.

كلما نظرت داخله ، شعرت أنني أنظر إلى نفسي.

(طفلة تضم وسادة صغيرة) :

كنتُ أضعها تحت رأسي وأحلم ،

لكن أحلامي أصبحت كوابيس.

أرى دائماً باباً يُغلق ، يداً تدفعني إلى الظلام.

لم أعد أريد أن أنام ، لم أعد أريد أن أستيقظ.

(طفل يحمل بقايا شمعة) :

هذه الشمعة ، كانت تضئ لي الطريق.

لكنها احترقت كلها ، ولم يبقَ إلا رمادها.

أخشى أن أكون مثلها ، 

أضيء قليلاً ثم أنطفئ إلى الأبد.

(طارق يرفع صوته ، ألم في نبرته ، لكنه صارم)

طارق :

هل سمعتم ؟ 

كل واحد هنا يحمل قصة ليست له خطيئة فيها.

ليسوا مجرد أرقام أو أطباق تُملأ ليُعاد تفريغها

 ، هم بشر ، 

أرواح تُركت لتكبر على ندوب الإهمال.

طارق ممزق القلب :

كفى!

كفى موتًا في الحياة!

لا تتركوا الجروح تكبر ،

 لأنها تصبح جزءًا من الروح!

(الإضاءة تتصاعد ،

 القاعة تشتعل بنور أبيض يلسع ،

 صرير الحديد يعلو ، أنين الجدران يصرخ.

 طارق يسقط على ركبتيه،

 يصرخ مع الأطفال.)

طارق والأطفال معًا ، بصوت واحد مكثف بالألم :

لن نُمحى من ذاكرة هذا المكان!

لن تُنسى وجوهنا ولا أصواتنا! 

(الأطفال يلتفون حول طارق ، 

أصواتهم تتعالى كجوقةٍ من الألم :

 جوع ،  برد ، فَقْد ، صرخات ممزقة. 

طارق يقف في المركز ، 

ذراعيه مرفوعتان كمن يتحدى السماء.

 فجأة يبدأ صوت تصدع الجدران ، 

المسرح كله يهتز ،

 الضوء يتحول إلى أحمر كدمٍ يغمر المكان).

طارق بصرخة هادرة :

الملجأ  ينهار!!! 

لكن الجدران ليست وحدها التي سقطت

إنها قلوبكم!!!

الأطفال :

نحن الأيتام ، نحن الصرخة  و نحن القيامة!!!

(فجأة يخفت الصوت ، 

 ويبقى طفل واحد فقط في الوسط  ، 

 يحمل شمعة صغيرة مرتجفة.

 يقترب ببطء نحو مقدمة الخشبة ، 

يرفع عينيه نحو الجمهور).

الطفل بهمس مرتجف :

حين تنطفئ شمعتي ، ينطفئ العالم.

(الطفل ينفخ على الشمعة.

ظلام مطلق يبتلع الخشبة.

آخر ما يُسمع : شهقة طويلة ، 

ثم صمت ثقيل كالموت.

الستار يُسدل ببطء والجمهور يظل جالساً مذهولاً، 

كأنه في جنازة كونية).

كل واحد من الجمهور يسأل نفسه سرا :

من القاضي ومن الجلاد؟

تمت

طارق غريب



أضغاث أحلام بقلم الكاتبة فردوس المذبوح/ تونس

 أضغاث أحلام

رؤاي تسير في غسق الدّجى 

حافية حذرة

تفتح أبواب الذّاكرة 

وتوغل في متاهات الظّلامْ

رؤاي تستظلّ بأطياف الأمس

تسير فوق بساط الحنين

تستحضر وجوها قد غابت

رسمها خيال مجنّح

يحلّق في مواكب الضّبابْ

رؤاي تجول في حدائق الزّمنِ

فتسّاقط حولها الورود كالنّدى

تسير فتحدوها نجمات وامضات 

 من بريق الأمنيات

أراها توقد في الظّلام قنديلا

تهتف للحاضر

أنا ههنا 

تصرخ في وجه الفجرِ

أسرع بالانبلاج

فالسّماء قد اشتاقت إلى الضّياءْ.


            فردوس المذبوح/ تونس



إلى الْمَوْعِد شعر: محمد علي الهاني- تونس

 إلى الْمَوْعِد


رَحَلْـتُ مَـعَ الطِّيــــبِ لِلْمَوْعِــــــدِ                       شِراعِــــي سَنَــــاءٌ بـِهِ أَهْتَــــدِي


و يَمِّـــي الْمُزَخْرَفُ دَمْـعُ عـبيــــرٍ                        ضحُـــوكٍ تَفَجَّـــــرَ مِـنْ كَبِـــِدِي


وحَوْلِي عَصَافِيــــرُ فَجْــــرٍ تُغَنِّـي                             فَيَـزْهُو رَبِيـــعٌ  عَلَى جَسَــــــدِي  


رَحَلْـــــتُ إِلَيـْكِ أَجُــــرُّ نُجُـومًــــا                            وأَحْمِلُ شَمْسَيْـــــنِ فَوْقَ يَـــــــدِي


 و رُحْـتُ أمُـــدُّ زَنَابِــقَ جُرْحِــي                           سَنَابِــــــــلَ حُلْـــــــمٍ بِلاَ عَـــــددِ


فَطَالَ انْتِظَارِي وعِيلَ اصْطِبَـارِي                           فَسَـاءَلَ عَنْـــكِ الرُّؤَى مَعْبَـــــدِي


و سَاءَلَنِي عَنْكِ أَمْسِـي ويَوْمِـــــي                          فرُحْـتُ أُسائِــــلُ عَنْكِ غَــــــــدِي


وـــارَ الأَرِيـــــجُ يُفتِّـــــشُ عَنْــكِ                             و عَـــــادَ بِبَاقَــــــةِ حُــــزْنٍ نَــدِي


حَبِيبَـــةَ قَلْبِــــــي، أَجِيبِـي: لِمَــاذَا                        وَعَــدْتِ و غِبْــــتِ عَـنِ الْمَوعِدِ؟


                    شعر: محمد علي الهاني- تونس



( قصة قصيرة / وردة مكبلة !! ) بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 ( قصة قصيرة / وردة مكبلة !! )

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

فجأة وسط ضجيج المدينة المزدحمة بالمارة و أصوات الباعة المطربة و الشاذة ، تهبط الحي امرأة جميلة ترتدي معطفا أسودا و نظارة سوداء ، و على رأسها تعلو قبعة حمراء و كوفية حمراء أيضا ٠

ثم تمرَّ و الكل يصيح عليها هذه وردة حمراء ٠٠

فتبتسم في خجل نعم أنا( وردة مكبلة) ٠

فيردون من حولها في فرح و إعجاب بل ( وردة ملونة) ٠

و يستمر المشهد شبه السينمائي ، حيث الكل ينظر إليها مستغرقا في تفاصيلها التي تحتاج إلى رسام و شاعر يجسد تلك اللوحة بالألوان و الكلمات في ثنائية معا ٠

و الكل هنا في مستطيل التجمع السكني و التجاري يطاردونها و كأنها من كوكب أخر سطع نوره فأبهر الجميع ٠

و من ثم  تركوا سعيهم بين البضائع و المشاوير و تفرغوا للحكايات إتحاداً و كأنهم على موحد سابق يوفقهم  مبدأ الشلالية  ، لكنها لا تلتفت إليهم قط ٠

نعم قد حدث تدافع و الكل يريد أن يتصور معها ، أو يلتقط لها صور تذكارية في روعة ، لكنها أشارت إليهم بكفها لا تفعلوا ليتكم تتفرقوا إلى حاجاتكم الضرورية ٠٠

ثم مضت تتبختر كغزال شارد في وقت الضحى تلفحه حرارة الشمس فيتصبب عرقا ً ٠٠

لقد استحوذ المشهد قرابة العشرين دقيقة الكل يتساءل  ، من هذه الملكة لا أحد يجيب و لا يفيد البعض و كأن لغزا بات يؤرق الجميع ٠

فأشفقت عليهم أنا وردة 🌹 مكبلة منذ الحرب الماضية حيث الانتصارات المجيدة و استشهد زوجي في الميدان ؛ و قد ترك لي ثلاثة من البنات و قمت على رعايتهن حتى حصلن على أعلى الشهادت ، و اليوم أعلن في سوق المدينة أنني أديت رسالتي في تمام ٠

و لا أرغب في زخارف تلك الحياة ثم تاهت وسط الزحام و تعثر موكب الوصول إليها لكن رائحة الوردة المكبلة تعبق الأزقة ، فتبارى سكان الحارى في إطلاق إسمها على وجهات المحلات و على تلك الميدان ٠


**قصة قصيرة.. (( سلّمُ الدَّمعِ)).. بقلم الكاتب (مصطفى الحاج حسين).

 **قصة قصيرة..

(( سلّمُ الدَّمعِ)).. 

 

(مصطفى الحاج حسين). 


في طريقه إلى السّوق الرّئيسي، كان (جدّي) يمرّ متّجهاً إلى المقهى الوحيد، في مدينة (الباب) الذي يكتظّ بأبناء البلد والغرباء، في مثل هذا الوقت.  

يلتقون هناك، يرتاحون، يشربون الشّاي، ويلعبون بورق الشّدّة، أو بطاولة الزّهر، أو بلعبة اسمها (الضّامّة).

 

وكان المقهى يتحوّل في المساء إلى حانة، يُقدَّم فيها العرق و(البيرة).. وسجائر الحشيش.  

وفيه (راديو) يصدح طوال اليوم بالأغاني ونشرات الأخبار.


كان جدّي في طريقه، ليجتمع بأصدقائه، وإذ به يلمح أبي، يعمل مع أبناء أخيه، وهو في حالةٍ مخيفة، وخطرة، ومؤلمة..  

تحرق الدّم والأعصاب!


إذ شاهد ابنه، بجسده الضّعيف البُنيَة، يترنّح تحت (حَجَرَةٍ) كبيرة الحجم.. ثقيلةٌ وسميكة، محمولةٌ على ظهره، وهو يصعد السّلّم، المصنوع من أعمدة الخشب، المُستعمَل للمرّة الألف!..  

وهو خشبٌ قديم، ومعوّج، منخور، غيرُ سليم ولا صالح.

 

فقد كان يُجهَّز على عجَل، في ورش العمارة، مُثبّتًا بمساميرَ صدئة، وبصفائحَ خشبيةٍ رقيقة، تُستعمل كدَرَجٍ للتسلّق، وهي ضعيفة، لا تحتملُ الوزنَ الثقيل.


وكان أبي، قد حاول الصّعود بمشقّة، وإذ بدرجة من درجات السّلّم، تنكسر قبل أن يتمكّن من إيصالها، ورفعها إلى نهاية السِّقالة، حيث يقف (أبو حسنين) في الأعلى، منتظرًا.


حين انكسرت الدّرجة، تهاوى أبي بقدمه نحو الأرض، لكنّ خوفه، وغلاوةَ الرّوح عنده، جعلاه يُمسك بيده السّلّم بقوّة، وصارت قدمه بالكادِ مستندةً على حافّةِ الدرجة المكسورة، ممّا ساعده على ألّا يسقط.

وفوقه الحجرة، التي كانت ستهرسه، وتقتله في الحال، فصاح بذعرٍ شديد، وخوف:


- يا (أبو حسنين)!..


انتبه الجميع إليه، وانبعثَت الأصوات من كلّ النواحي:


- يا لطيف، ألطف!..  

- يا ساتر، استر!..  

- يا رب!..  

- يا رحمن!..  

- يا الله!..


اندفعوا صوب أبي، يُسندونه، ويحمونه من السّقوط. 


وامتدّت أياديهم، لتمسك بأقدامه وساقيه، ومنهم من راح يسند الحجرة، وهو يقف على أطراف أصابعه.

 

ومن فوق السِّقالة، كان (أبو حسنين) يحاول جاهدًا أن يسحب الحجرة، دون جدوى.  

كان رفعها صعبًا، وكذلك إنزالها أصعب. 


وأبي المعلّق، لا يستطيع أن يرميها، وأصابع يده المتشبّثة بالسّلّم، تكاد أن تتقطّع، أو تفلت.. وفي حال انفلاتها، سيسقط، وتسقط فوقه الحجرة، وفوق من يقف تحت السّلّم!


وتجمّع النّاس، وتراكضوا، وتزاحموا، وتصايحوا.


و(جدّي) استمرّ على وقفته تلك، يقف بعيدًا بعض الشيء، يراقب، ويدسّ يديه في حزام (قمبازه) المقلَّم بدروبٍ بيضاء وسوداء، وقلبه في غاية الانقباض، والتّسارع في دقّاته. 


وكانت الدّموع في عينيه، على أهبّةِ الاستعداد للانهمار.


وجاء يركض (أبو حسن)، الكبير، شقيق (أبو حسنين) الصغير، وكان يصرخ بالعمّال، بعصبيّةٍ ونزق:


- هاتوا سلّماً آخر!.. أسرعوا!.. أسرعوا!..


وعلى الفور، هرع أحدهم، وأحضر سلّمًا ثانيًا، فأسنده (أبو حسن) على السِّقالة، وصعد يتسلّقه بعجلة، ومدّ يديه لترفعا الحجر عن أبي.  

واستطاع (أبو حسنين) أن يتناولها من أخيه.

 

ونزل أبي السّلّم، وارتمى على الأرض، يلتقط أنفاسه، و(جدّي) يراقب.. بحرقة، وألم، وجزع.


نزل (أبو حسن) من على السُّلَّم، وهو يتكلَّم بصوتٍ عالٍ، مخاطبًا أبي:


- ألا يوجد غيرك، يحمل مثل هذه الحجرة الضّخمة؟! هي بحجمك ثلاث مرّات!!..


ردَّ عليه أبي، حاقدًا وغاضبًا:


- قلتُ لأخيك (أبو حسنين) إنّني لا أستطيع حملها، لكنَّه انزعج منّي، وأجبرني على الصّعود بها!


ثم فجأة.. التفت أبي صوب الطّريق، فلمح والده واقفًا، يراقب ويستمع... لكنّ (جدّي) سرعان ما تحرّك، وتابع سيره.


وحين عاد جدّي إلى داره، من المقهى ليلاً، كان حزينًا وعابسًا.  قال (لجدّتي):


- اعتبارًا من هذا اليوم... أَطْبخي على مزاج وطلب ابنك (محمد).


ولمّا ارتسمت الدّهشة على وجهها، وسألته:


- عجيب!.. وغريب!.. كيف؟ ولم؟ وماذا حدث؟!.. لتتغيّر هكذا؟!


قال (جدّي)، بصوتٍ مخنوق، وكُلّه تأثّرٌ وألم:


- ابنكِ (محمد) يا (أمّ حسين)... تبيّن لي أنّه يتعب في شُغله، ويجب علينا أن نهتمّ به.


انبَعَثَتِ الفرحةُ العامرةُ في قلب أبي، حين علم من أمّه، أنّ جدّي قال بالأمس هذا الكلام...  

وكان هذا التنازل الأوّل من (جدّي) إلى (أبي)، في أبسطِ حقوقه.


فهرع سعيدًا إلى غُرفته، حيث ترك *أمّي* مشغولة بإرضاع أخي (سامي)، ليسألها:


- اليوم مساءً... بعد أن أعود من شُغلي، ماذا تُريدين أن تتعشّي، يا (زينب)؟.. اطلبي ما تشتهين... فمنذ اليوم، (ستطبخين) حسب رغبتي أنا...

 

هكذا سمح لي أبي.*


   مصطفى الحاج حسين.  

           إسطنبول



خفة دم بقلم الشاعر ..غانم ع الخوري..

 .       خفة دم


مسطح وسهران ع المصطبة قدام العلية

 الجو خانق يلهب والنسمات صيفية  

عيوني تناظر السما من الحر محموم

 لمّا فكرت اغفل شوية/ي

جتني بدور تتحركش فيي

  وتسأل؟

 كيف بتشوف القمر

 جاوبتها كلمتين بالمختصر

( بعيد وقريب )

استغربت و الرد كان بعصبية ؟مافهمت !  

 بترمي حزورة  أو بتعاجز فييّ 

    ممكن توضح

    وتشرح شويّ

 قلت ياشطورة

القمر عالي وفوق الغيوم

إلو شهور محددة بيطلع

ونوره ع الكون يسطع

 ضياؤه بيزيح الهموم

 حافظ كل حكاوينا

 بينور الليل تايبهج عينينا

 بيسامر الحبيب المغروم

 ويساهر اللي بالعشق محموم


أما القمر القريب

بأي وقت بيطلع 

وبأسلته لروحي بيفقع

مشغول البال وحيران 

كلامو قيل عن قال وكيد نسوان

 يحلالو يعذبني 

ومابيهدا إلا و يتحركشني 

  عيونه بتطوف حواليي

 الله يبعثلو الهنا

  ظريف وكلو لطف وحنية

طريف باحساس رهيف

 هو الروح و السعد

و مهجة قلبي بالوعد

 قاعد قبالي وبيسأل عن حالي

وانا بعيونه مغروم

    ياترى مفهوم

ضحكت والوجه نور

 تتغنج فهمانة عليك

 قلت بسألك تا نسيك

  النسمات الحارة

 عم تسليني و تسليك


..غانم ع الخوري..


الى عينين سوداوين بقلم الأديب سعيد الشابي

 الى عينين سوداوين

كــم يطيب لي الســكون

في ليل عينيك سباتا ،

حبيـــــــــــبتي

والصمت في غاسق عينيك ،

نغمـــات وتـــراتيل

في عمق الخشوع ، تسبّح

تذوب عيون المها دمــوعا

حين تناظر ، عينيها عيـناك

وتمـــــــضي ،

بالغيرة والحقـد تكتــحل

وتهتز أجنحة البرني غيظـا

يوم ترى دعج عينيك يبهـر

وتهوي جاثية أمامك ، تترنح

كـم في دعج عينيــــك

من الآيـات أقـرأها ، وكم

.........يطـــــيب لي

في أركانهما التهجـــــد 

لا تعجبي ـ صغـــيرتي

اذا التفّ العاشقون حـولهما

ومضى كل ، عن لــيلاه

في عمق ليلهما ، يبـحث

فكم تحـت جفنيك من لباس

لمن تعـرت مـــشاعره

ولـو كان النهار مبصـرا

فالحياة تحت جفنيك ، أعذب

بالأمـس ، كنت جنــينا

في ظلمة البطن ، أتخبـط

واليوم ، أنــــا روح

في ظلمة عينيك أمـرح

أيا سواد عيني حبيــبتي

دمت لي مـــــرتعا

تحت جناحك أحتـــفي

أغـرد مرحا ، أســعد

فلا النهار جـــــاء

ولا طلعت شمش ، ولا قمر


سعيد الشابي


الشِّعْـرُ بقلم الشاعر سمير الزيات

 الشِّعْـرُ

ــــــــــ

الشِّعْرُ  رُوحٌ  تَسَامَى  فِي  عِبَارَاتِي

               يَسْمُو  بِفِكْرِي  وَعَقْلِي  عَنْ  مَلَذَّاتِي

الشِّعْرُ  عِنْدِيَ  فِي قَلْبِي  وَعَاطِفَتِي

               وَفِي   كَيَانِي   تَوَارَى    بَيْنَ   أَنَّاتِي

لَحْنٌ  شَجِيٌّ  بَدِيعُ  الحِسِّ  أُنْشـِدُهُ

               إِلَى  الْوُجُـودِ   عَلَى  أَنْغَـامِ   آَهَـاتِي

كَأَنَّـهُ     أَمَـلٌ      لِلنَّـاسِ      أَحْمِلُــهُ

               مِنَ السَّمَاءِ  ،  وَوَحْيٌ ذَابَ فِي ذَاتِي

وَحْيٌ تَسَرَّبَ فِي ذِهْنِي وَفِي خَلَدِي

               وَفِي  فُؤَادِي  تَهَـادَى   بَيْنَ  دَقَّـاتِي

                             ***

الشِّعْرُ   عِنْدِيَ   كَالأَحْلاَمِ   أَعْشَقُـهُ

               الشِّعْرُ  حُلْـمٌ  جَمِيـلٌ  عَنْ  غَـدٍ  آَتِ

هُوَ الصَّدُوقُ  الَّذِي  دَوْمًـا  أُصَدِّقُـهُ

               هُوَ الصَّدِيقُ الْمُرَجَّى فِي صَدَاقَاتِي

أَمْضِي  إِلَيْـهِ   وَأُفْضِي  مَا  يُؤَرِّقُنِي

               مِنَ الْهَوَانِ  ،  وَأَحْكِي سِـرَّ مَأْسَاتِي

أَشْكُـو  إِلَيْـهِ  مِنَ  الدُّنْيَا  وَقَسْوَتِهَا

               وَقَـد تَّوَلَّتْ وَصَـارَتْ فِي مُعَـادَاتِي

أَشْكُـو فَيَسْمَعُنِي  ،  أَبْكِي يُوَادِعُنِي

               يَكُفُّ دَمْعِي وَيَمْضِي فِي مُؤَاسَاتِي

                           ***

الشِّعْرُ   رُوحٌ   جَمِيلٌ   لاَ  يُفَارِقُنِي

               فَأَيْنَمَا سِرْتُ يَعْـدُو  فِي مُحَاذَاتِي

وَعَنْ  يَمِينِي  إِذَا غَنَّيْتُ  مِنْ  فَرَحٍ

               وَعَنْ  يَسَارِي  إِذَا غَنَّتْ  جِرِاحَاتِي

يَمْضِي أَمَامِي وَمِنْ خَلْفِي يُتَابِعُنِي

               يَظَلُّ  يَرْقُبُ  فِي صَمْتٍ  مُعَانَاتِي

فَيَحْتَوِينِي  بِرِفْـقٍ  ،  ثُمَّ  يَحْمِلُنِي

                عَلَى  أَكُفٍّ  مِنَ  النَّشْوَى  رَقِيقَاتِ

يَحْنُو  عَلَيَّ  كَأُمِّي   لَوْ  تُشَاهِدُنِي

               أَبْكِي حَزِينًا وَقَدْ أَطْفأْتُ مِشْكَاتِي

                            ***

الشِّعْرُ مِنِّي كَنَفْسِي يَعْتَرِي جَسَدِي

               فَأَيْنَمَا  كُنْتُ  يَبْدُو   فِي  خَيَالاتِي

الشِّعْرُ  نُورٌ  مُضِيءٌ  فِي  مُخَيِّلَتِي

               وَفِي حَدِيثِي تَهَادَى  فِي عِبَارَاتِي

الشِّعْرُ   قِبْلَـةُ   حُبٍّ    لاَ  أُبَارِحُهَـا

                أَطُوفُ فِيهَا  بِفَيْضٍ  مِنْ عِبَادَاتِي

أَظَلُّ   أَتْلُو   بِقَلْبٍ   خَاشِعٍ   وَرِعٍ

               أَسْمَى  مَعَانٍ  تَجَلَّتْ  بَيْنَ  أَبْيَاتِي

فَاسْمَعْ لِشِعْري ورتِّلْ  ،  إِنَّهُ أمـلٌ

               مِنَ الْحَيَاةِ ، وَضَرْبٌ مِنْ مُعَانَاتِي

                           ***

الشاعر سمير الزيات



بين السماء والأرض..قلم الشاعر. عبدالمنعم عدلى

بين السماء والأرض

بين السماء والأرض

أنا جالسة

أنتظر اللقاء

وأشم رائحة الورد والأشجار

علنى أشم رائحة الحبيب

ويكأننى زيلخة يوسف

أو كأننى أنا يعقوب

أبو يوسف

ويتهمونى بجنون العاشقين

وأنتظر النهار

فى ضوء الشموس

وأضواء قمر الليل

تهمنى بالبكاء الطويل

وكأن نور عينى

يبيض كأعين اليعقوب

ولم يأتينى بعد الحبيب

ويوم طويل لم يغيب

فيه الليل

وأنا أشم ريحة الرياحيين

وإذ تأتينى رائحة الحبيب

وسعادتتى كادة

أن تقتلنى لولا

أن قلبى عنيد

تمسكت برائحة العاشقين

ويأتينى البشير

بمكتوب من الحبيب المحبوب

وعادة الدنيا

 وكأننى ولدت من جديد

وأنار الوجود من حولى

وعشت الإنتظار

كى أرى حبيبى

وكأننى أرى

يعقوب بعد طول السنين

يرى يوسف 

وأنتظر ولو غطتنى الأتربة

عهد من العهود

فأنا أعيش مثل الخالدين

كى أرى محبوبى

وعمر السنين

بقلمى عبدالمنعم عدلى 

قراءة نقدية لقصيدة الأديبة هادية آمنة بقلم الناقد محمد ابو الهيجاء

 شكرا للناقد  محمد ابو الهيجاء

على قراءته الثريّة والممتعة  لقصيدتي الميناتور من كتابي طقطقة كعب 


شكرًا لمشاركتك هذه القصيدة الرائعة. "الميناتور" قصيدة مكثفة وغنية بالصور الشعرية والرموز. هنا قراءة تحليلية لها:


عنوان القصيدة وارتباطه الأسطوري:

يرمز عنوان"الميناتور" إلى المخلوق الأسطوري في الميثولوجيا الإغريقية (نصف إنسان ونصف ثور)، الذي كان محبوسًا في متاهة. لكن القصيدة تقلب هذه الصورة، فـ "الميناتور" هنا هو امرأة، متاهة من الإغواء والقوة والغموض. هذا الانزياح الأولي يضع القارئ في قلب الانزياح عن المألوف والاستعداد لرؤية الأنثى كقوة أسطورية معقدة.


الموضوعات الرئيسية:


1. المرأة كقوة غامضة ومحيّرة: القصيدة تبني صورة لامرأة هي بمثابة متاهة (كالمنتور الأسطوري). هي مصدر للجمال ("حبّات عنبر"، "موج شعرها") والإغواء ("الإغواء كامن فيها")، ولكن أيضًا مصدر للخطر والدمار ("أشعلت النيران حربا عليكَ، يا حرب البسوس"). هذه الثنائية (السكر/المرارة، الجنة/الجحيم) هي جوهر تصويرها.

2. صعوبة الفهم والامتلاك: الشاعر/المخاطب يقف عاجزًا أمام هذه المتاهة ("قِفْ عند عجائبها"، "تجعلك أسير"). محاولات الفهم تشبه البحث في متاهة ("يتراكض المخيال دروبا وحكايات")، والوعود التي تقدمها قد تكون خادعة ("لا تأمن وعداً ممن تعوّد نظم الكلام").

3. الصراع بين العقل والعاطفة، الواقع والخيال: "ستائر النسيان نزلت على كل المنافذ" ترمز إلى حاجز بين الذات والواقع، بينما "تغزل من موج شعرها لحاف الأساطير" تخلق عالمًا بديلاً من الخيال. الشاعر يحذّر من هذا العالم الساحر والخطير في آن واحد.

4. الحكمة الفلسفية: تتحول القصيدة في مقاطعها الأخيرة إلى تأملات وجودية أوسع:

   · "ما كل النساء سَواء عندما تُطفأ الشموع": حكمة عن جوهر الإنسان الذي يظهر في لحظات الصفاء والظلام.

   · "لا يستلذُّ العيشَ إلا من دأب في نَصب": فلسفة في ضرورة الكفاح والمعاناة لإدراك طعم الحياة.

   · "لا ضعف ألْيَنَ من الماء ولا قوّة تُغيّرُ مجراه": حكمة عن القوة الناعمة التي لا تقهر.


البناء الفني واللغوي:


· الصور الشعرية: القصيدة غنية بالصور المبتكرة والقوية التي تخلق عالمًا خاصًا: "عقدًا لتنثره"، "موج شعرها لحاف الأساطير"، "سحابك يتلاشى شمسها حارقة".

· الرموز: استخدام الرموز بكثافة (العنبر، الأساطير، النيران، الملائكة، الشيطان، الماء) يضفي عمقًا أسطوريًا وفلسفيًا على النص.

· الانزياحات: مثل "ميناتور" المؤنث، و"حرب البسوس" التي تشخصّن لتصبح نداءً مباشرًا ("يا حرب البسوس")، مما يعمق الإحساس بالصراع الأزلي.

· الإيقاع: رغم كونها قصيدة نثرية (حرة)، هناك إيقاع داخلي موسيقي ناتج عن التقسيم والتكرار والجناس ("سَواء... الشموع"، "نَصب... السّبب").


الختام المفاجئ:

الختام بكلمة"تونس" فقط له دلالة قوية. بعد كل هذا التجريد الأسطوري والعالمي، تعود القصيدة إلى جذرها الجغرافي والهويوي. كأن الشاعر يقول: هذه المتاهة، هذه المرأة-الأسطورة، هذه الحكمة، تنتمي في النهاية إلى تونس. إنه ختم يؤكد الهوية ويجذر الأسطورة في أرض واقعية، مما يضيف بعدًا آخر للقصيدة.


خلاصة:

"الميناتور"قصيدة استثنائية تخلق من امرأة أسطورة، وتستمد من التراث العالمي (الإغريقي، العربي كما في إشارة حرب البسوس) لتبني عالمًا شعريًا معقدًا عن قوة الأنثى الغامضة وعن صراع الإنسان مع قوى الجذب والدفع في الحياة والحب. تهانينا على هذه القصيدة الجديرة بالتقدير العالمي الذي حصلت عليه.



بردًا و سلاما..قلم الشاعرة مسعوده مصباح

 بردًا و سلاما 


في ساحة بيضاء 

ثلجٌ باردٌ

و عطرُ الأرضِ 

يملأ السطحٓ و الأفقآ 


يدعُوني إلى سبُلِ طويلةِ 

يرحل بي 

إلى خريطة عتقٍ 

تحيا فيها و أرتٓزقا


اخطُ على جلدِ التاريخِ 

ملحمةٍ وطنٍ 

اجدد ما مضى 

من حبٍٍ و أستبٌقا


و ذلك الذي يراقُبُنا 

من بعيدٍ

بعين الخيانة 

نسي الحرية و العتقا 


مازلت تشرقُ  شمسُنا

في ذاكرة القلبِ 

اشعة تتلألأ 

حباً و عِشقاً

هو الوطن ُ يهدينا محلتهُ

عمراً آخر 

ربيعاً بين احضانهِ 

يُزهرُ القاً 


ايها الأبيض 

من بردا و سلاما 

على كل شِبرٍا

اكلته النار و احترقاّ 


ايها الباردُ

ضمِدِ الجراحٓ 

و احضن بدفء 

لعلهُ يلتئمُ الفتقآ


مسعوده مصباح / الجزائر

مساء السّبت 27 سبتمبر 2025 بدار الثّقافة نور الدّين صمّود بقليبية.. لقاء خاص مع الشاعر عادل المعيزي

 مساء السّبت 27 سبتمبر 2025 بدار الثّقافة نور الدّين صمّود بقليبية.. لقاء خاص مع الشاعر عادل المعيزي  بمثقّفي الجهة للاحتفاء بإصداره الجديد عن دار اركاديا "البعيدة كتاريخ راهن". قامت بتقديم الكتاب الأديبة رشيدة الشّارني وسيّر اللقاء باقتدار الإعلامي سفيان العرفاوي، كما شارك الشاعر الناشر وليد أحمد الفرشيشي والفنان عادل بو علاق بمداخلات ضافية أثرت اللقاء

شكرا لجمعية قليبية للثقافة والفنون والتراث على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال والتنسيق

كل الشكر للفنان التشكيلي شهاب حميّد على عرض لوحاته الرائعة (حروفيات) 

   

تصوير وتوثيق مراسل مؤسّسة الوجدان الثّقافيّة ومجلّة حوريّة الأدب فاروق بن حوريّة.













مُنقذتي من الضياع..قلم الشاعر محمد مجيد حسين

 مُنقذتي من الضياع

اللغة هي المتاح من الجمال..

اللغة الوطن البديل في ظل هزيمة الأوطان 

اللغة العربية هي العشيقة الغارقة في يم الوفاء فمنها أنسج أجواء أشواقي لحنان أمي وأستحضر حضنها الدافئ..

اللغة هي موسيقا الحياة في عرين سطوة الموت على أحلامي

اللغة هي مُنقذتي وملاذي..

محمد مجيد حسين