آخر المنشورات

السبت، 12 يوليو 2025

حبيبتى هذيان الحروف بقلم الكاتبة عفاف عوض

 حبيبتى 

يا زهره السوسن ورائحه البنفسج والاقحوان سامحينى 

سامحى صمتى 

الذى قد تعودت عليه

وكبرى وغطرسة الرجل الشرقى 

فانا ربيت أن أكون كل شيء 

وليس بعدى أى شيء 

انا الفارس الذى جاء من أقصى البلاد 

ليمتلك تلك المغروره من بين العباد 

انالم اقرأ دواوين الاشعار 

ولم افكر كيف تكون رومانسيه الكلمات 

انا كل ما اعرفه انك شريكه حياتى 

وانا لم اتعود على الاعتذار 

انا لم اتعود أن احاور شريكتى 

انا متعود على الأوامر 

انا اعلم جيدا انكى أصبحتى فى حاله يرثى لها وانك تريدين الرحيل وانك تعبتى ووصل 

القطار إلى محطة النهايه 

تريثى قليلا وابتغى بين الرحيل والمكوث غايه 

واعطنى فرصة كى اثبت لكى أننى احبك 

واننى كنت انانى 

وانتى صبرت عليا كثيرا وتحملت. عنى كثيرا 

فانا اعتذر منك واسأل أن تبقى واعطنى 

فرصه اخرى 

وتكون للحكايا من جديد بدايه 

عفاف عوض

شاهد اثبات 

هذيان الحروف



*هل أَزِفت ساعةُ الحَسم؟!* بقلم الشاعر كمال العرفاوي

 *هل أَزِفت ساعةُ الحَسم؟!*

أما آن الأوان

ليعيشَ كلُّ إنسان

في وطنه حُرّا طليقا في اطمِئنان

يلعب...يضحك...يمرح

يشدُو بالغناء ويَصدَح

يَنعمُ بالسّعادةِ والأمان

لا تُكدِّرُ صَفوَهُ آلامٌ ولا أحزان

ولا مَواقِفُ مُخزٍيَةٌ ولا خِذلان؟!

ألم يَحِن الوقت

لتتفتّح الأزهارُ الزّاهيةُ في الجنان

وترقصَ الأوراقُ فرحةً على الأفنان

وتتلذّذَ الأطيارُ طَعمَ دِفءِ الأَوكار

وتُسابقَ فراخها في ضوءَ النّهار؟!

ألم تقترب لحظةُ الخَلاص

لِخَلْعِ أبوابِ الأقفاص

وكَسرِ القُيُودِ والأَغلال؟!

أَهذا شيءٌ مُحال؟!

أَهُوَ صَعبُ المَنال؟!

أم على العُيونِ غِشاوة

وعلى القُلوبِ أقفال؟!

لِمَ لا تتماسَكُ القُلوب

لِتَصيرَ قلبًا واحِد(ا)

وتلتَحِمُ الأجساد

في شكلِ رجلٍ واحد

كي يَسطعَ النُّورُ 

وينتشرَ الحُبور

في غزّةَ والقدس وجينين

وفي كلِّ شبرٍ من فلسطين؟!

إلى متى سيَعيش الرُّضَّع

والشّيوخُ والعجائزُ الرّكَّعُ

منذ النَّكبة في وَطنِهم خائفين 

كفراخٍ عاريةٍ هاجمتها ثَعابين؟!

أعرف أنّ الأعداء 

أصحابَ النُّفُوذِ والقَرار

يتجاهلون دَومًا لغةَ الحِوار

ولا يُتقِنون سِوى لغةِ الدّمار

لذلك ابتكرَ لهم نُمُورُ الكِفاح

كمائنَ الموتِ وبعضَ الفِخاخ

كي ينعمَ الأَحرار

بالنّماءِ والازدهار

بعد عُقُود الظُّلمِ والانكِسار

فما عاد يفصِلُهُم

عن الضّربةِ القاضية

سِوى بعضِ الأمتار

لتنطلقَ التَّكبيراتُ مُعلِنةً عن الانتصار

وتطهيرِ الأراضِي المُقَدَّسةِ من الأشرار

كمال العرفاوي

تونس في 12  / 07 / 2025



في غيبوبةِ المعنى ❖ ❖ بقلم الكاتب: جبران العشملي

 ❖ ❖ في غيبوبةِ المعنى ❖ ❖ 


   بقلم: جبران العشملي

════════════════════════════


كلّما انكفأ البوحُ على أعتابِ الصمت،

نزفتُ من خاصرةِ المعنى،

ورسمتُ من رمادِ الوجع

أشرعةً تبحثُ عن ميناءٍ لم يُخلقْ بعد.


أتسلّقُ حنجرةَ السؤال

حافيَ اليقين،

أتدلّى كجملةٍ معتقلةٍ

في هوامشِ القلق،

تبحثُ عن نصٍّ لم يكتملْ.


حروفٌ بيضاءُ

تسكنُ فجواتِ الكلام،

تتهجّى الغيابَ كمقامٍ حزين،

وتخطُّ على جدارِ الوقت

أنينًا بلا ترجمان.


أأكتبُني لأفرَّ منّي؟

أم أتهجّى ظلّي لأعود؟

كم فكرةً آثرت البقاء

وغرزت أظافرَها

في خاصرةِ النسيان!


أنا المصلوبُ على ناصيةِ الحبر،

أُشعلُ القصيدةَ بفتيلِ الغياب،

وأنتظرُ قارئًا

يلمُّ من بين السطور

دمعًا يُنقذ الحكايةَ من الاحتضار.


أتُراني من أفلتَ المعنى؟

أم هو الذي أفلتني؟

كأنّ القصيدةَ تنتحرُ

حين لا تجدُ من يضمّها

كجرحٍ هائمٍ في الريح.


من يمدُّ لي صهيلَ الخيال؟

من يعيرني رعشةَ الضوء؟

أنا الذي كتبتُ وجهي

على صفحةِ برق،

وألقيتُ ظلّي

في مهبِّ السطر.


على كتفِ البرق

علّقتُ نبضي،

زرعتُ رعشةً

في كفِّ القصيدة،

علّها تُزهِرُ من رمادي.


فلا معنى يولدُ

دون وجع،

ولا حرفَ ينهضُ

دون احتراق.


وسأظلُّ...

أعبرُ المسوّدةَ الأخيرة

بحثًا عن بدايةٍ لا تخونُ،

عن بيتٍ لا ينزفُ،

عن نهايةٍ…

تشبهُ شهقةَ البداية

حين كانت القصيدةُ

أولَ أنينٍ للحياة.



ليلُ العروبةِ بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 ليلُ العروبةِ


ليلُ العروبة أمسى مظلمًا نكدَا

ساق الزّمان علينا الذلّ ماقتصدَا


ليلٌ يطولُ أما يرجى شروقُ غدٍ

يعود فيه إلى الأوطانِ ما فُقِدَا


وحشٌ جرائمه فاقتْ تصوّرنَا 

وفي فلسطينَ لم يحصوا لها عددَا


فاهتزّتِ الأرض من ظلمٍ لهُ رَجَفَتْ

لمّا رأتهُ صنوفَ الشرّ قدْ حشدَا


يا معشر العربِ أصلتْ غزّةَ حِممٌ

شعبٌ يبادُ .. ومن ظلمٍ قد ارتعدَا


ناشدتُ قومي ..ألا هبّوا لنصرتهِ

ألا نكون لهُ عندَ الأسى عضدَا؟


يقاومُ الرّيح والأنواء منكَسرًا

قد استغاثَ ولكن لم يجدْ أحدَا


أبكي على وطنٍ تجتاحهُ ظُلمٌ

نور الصّباحاتِ عنهُ غابَ مبتعدَا


قدْ ضيّعوا العزّ .. إذْ باعوكَ يا وطني 

حكّامنا جلّهمْ أمسوا عليكَ  عدَا


قدْ خانني جلدي في الصّبرِ عنْ بلدي 

عن حاكم خانَ .. ساق القهر  والنّكَدَا 


قلْ للَذي نال سلطانًا فسادَ بهِ

مستيقنًا أنّهُ يبقى لهُ أبدَا


أينَ الملوكُ على الأزْمانِ قدْ حكموا

واليومَ بادوا وما ملكَ لهمْ صمدَا


لا تفرحنّ بما أعطيتَ من نعمٍ

كمْ يسلبُ الدّهرُ ما أعطى وما رفَدَا


كلّ الأماني سرابٌ لستُ أدركهُ

يتوهُ قلبي .. يعاني القهرَ والسّهدَا


وليس لي من إليه أشتكي وجعي

إلَا يراعي .. وأدعو الواحد الصّمدا 


أدعو الحروفَ وما في النّفس من ألَمٍ

ينثال شعرا .. به أستلهمُ الجلدَا


                     رفا الأشعل

فتنةٌ مزّقتنا .. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 فتنةٌ مزّقتنا ..


حلّ دهرٌ كم سقى قومي الهوانَا

بعد ماضٍ .. لا تسلني كيف كانَا


تسخر الأيّام منّا ..فرّقتنَا

من خطوبٍ لحروبٍ ..ما دهانَا


فتنةٌ حاكوا خيوطًا .. نسجوها

فتفشّتْ مثل نارٍ في حمانَا


فتنة صارت سهامًا  .. مزّقتنَا

وقريبٌ أمسك القوس رمانَا 


يظلم الأعداء شعبًا شرّدوهُ 

وضميرُ العربِ قدْ باعَ وخانَا 


يصمتُ القومُ وفي الصّمتِ هوانٌ

بعضهمْ كان كريمًا فأدانَا


يا بني قومي أفيقوا من سباتٍ 

أورث الجَهْلُ .. وذلّا قد شجانَا


من دمانا يشرب الأعداء نخبًا 

والرَدى من كلّ صوبٍ قدْ أتانَا 


أينَ مجدٌ .. أينَ عزٌّ كان فينا

صبّ دهري كأس ذلٍّ وسقانَا 


كلّ حقٍّ كان  يرجى صار وهمًا

وسرابًا خلفهُ تاهتْ خطانَا


كمْ زرعنا في روابيه الأماني

فجنينَا الشّوك يدمي والهوانَا


أيضيعُ الحقّ ؟ هذا ليس عدلا 

أم تراهُ يخسر الظّلم الرّهانَا


كمْ عدوٍّ قدْ سطا جهرًا علينَا

ناهبًا بعض كنوزٍ من ثرانَا


أنشبَ الأنيابَ فينا مثل ذئبٍ

يجتني قوتًا وفيرًا من أسانا 


يا إلهي هل نرى فجرا ضحوكًا 

ينثر النّور شعاعًا في دجانَا


في فؤادي لم تزل ألوان فجرٍ

وهوى قد بثّ في القلب الأمانَا


وخيال أسرجُ الحرف إليهِ

ويراعي يسكبُ الحبرَ جمانَا


يعزف الحبّ على أوتار قلبي 

ناثرًا فوق السّطور البيلسانَا


                   رفا الأشعل 

                   على الرمل

لمَ أمّتي نامتْ ؟ بقلم الشاعرة رفا رفيقة الأشعل

 لمَ أمّتي نامتْ ؟


يا أمّةً قَدْ ضيّعتْ عنوانها

بضبابِ جهلٍ كحّلتْ أجفانَهَا


ليلُ العروبة هل تراهُ سينجلي

ويضيء فجرٌ كاشفًا أحزانَهَا


لمعتْ قديمًا ..في العلومِ تفوّقَتْ

وعلتْ مقامًا .. أدهشتْ جيرانَهَا 


في كلّ برٍّ رفرفتْ أعلامُهَا

وبنتْ صروحًا .. زيّنتْ أزمانها


أرنو إليها .. أستشفّ جلالة

من ذا يعيدُ بريقها ومكانَهَا؟


بالأمس كان العلمُ يبني مجدهَا

واليومّ ذلّتْ .. لا أُطيقُ هوانَهَا


يا أمّةً شرفتْ بهدي نبوّةٍ

 فاضَتْ بنورٍ قدْ أضاء كيانَهَا


واليوم ذاك الدَينُ صار مذاهبًا 

واستعملوهُ .. ليهدموا جُدْرانَها 


لن يرجع العهد الجميلُ لأمّةٍ

بين المذاهب ضيّعَتْ إيمانَهَا


هي فتنةٌ حاك العدوُّ خيوطها 

ويدُ الدّسائسِ أشعلتْ نيرانَهَا


والقدسُ تصرخ من عدوّ جائر

ما بالُ قومي جلّهمْ قدْ خانها  


في غزّة الأعداءُ صبّوا حقدهمْ

وإلى ركامٍ حوّلوا بنيانها 


شعبٌ يبادُ .. تعمّدوا إذلالهُ

هدموا البيوتَ وشرّدوا سكّانَهَا


لمَ أمّتي  نامت وطال سباتها؟

 ومتى ستوقظ  مَنْ كرًى فرسانَهَا ؟


هل يرجع العهد الجميل لأمّتي ؟

 كي تستعيدَ حياتُنَا ألوانَهَا


             رفا رفيقة الأشعل

                    (تونس )

                  على الكامل

لماذا العداء .. بقلم الشاعرة رفا الأشعل

 لماذا العداء .. 


أظلّ الوجودَ مساءٌ حزينْ

ودهرٌ يصبّ كؤوسَ المنونْ


أسيرُ على الدّربِ .. والنّفسُ حيرى

وللدّهر أيّامُ بؤسٍ ولينْ


وكم أظمأتْني سموم الحياةِ

ومزّقَ قلبي الأسى والأنينْ


يعتّمُ دربي  ضبابٌ كثيفٌ 

ودهري ببعض الصّفاء ضنينْ


سرابٌ أمامي وبيدٌ ورائي 

وصبري بدأ .. شاردًا وحزينْ


وكم من سرابٍ تبدّى ورودًا

وغابَ وراء صُروف السّنينْ


وتنتابني غربة بينَ أهلي

ويظلمني أقربُ الأقربينْ


ويؤذيك من خفتَ أنْ يتأذّى 

وثقتَ به وتراهُ يخونْ


وقومي يعانونَ ذلاّ وقهرا

مآسٍ تزمجرُ لا تستكينْ 


تحلّ بنا الحادثاتُ تباعًا 

وتسكرنا صعقاتُ المنونْ


لماذا العداء .. وصرنا شتاتًا 

وبعضٌ لبعضٍ عدوّ مبينْ؟


مذاهبُ في الدّينِ قدْ فرّقتنا

تقطَعَ حبلُ وصالٍ متينْ


وتجمعنا الضّاد منذ زمانٍ 

وكمْ جمعتنا أصولٌ ودينْ


عدوٌّ تجنَى .. يبيدُ شعوبًا .. 

قسا ..وبأيدٍ لنا يستعينْ


وأشباح موتٍ تجوبُ الرّوابي

تخضّبُ بالأحمر الياسمينْ


ونوحُ اليتامى على أمّهاتٍ 

يفتّ قلوبًا قستْ .. لا تلينْ


كأنّي بنحسٍ يلازمُ قومي .. 

كما قَدَرٍ خُطَْ فوقَ الجبينْ


إلهي إليكَ شكوتُ همومي

فكن يا رحيمُ عليها المعينْ


فمنذ خلقتُ وأنتَ بسرّي 

قريبٌ كروحي .. كحبلِ الوتينْ


تصبُّ رحيقَ الهدى في فؤادي

ونورك يجلو ظلام السّنينْ


وأعلم أنّي ارتكبتُ ذنوبًا 

وكنتُ مرارًا من الخاطئينْ


وعندك يشفعُ لي حسنُ ظنّي 

وقلبٌ يحبُّ الورى أجمعينْ


فما سَرَّ روحي هلاكُ  عدوٍّ 

وما كنت يومًا من الحاقدينْ


بمحرابِ روحي أضأتُ شّموعًا

سجدتُ  وكنتُ من الخاشعينْ


أناجي السّميعَ وأدعو مجيبا 

وإنّي إليهِ من التّائبينْ


غرسْتُ بنبضي بذورَ هواهُ

بحبّ الإله فؤادي يدينْ


               رفا الأشعل

نوارس سامراء بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 نوارس سامراء 


تدورُ نوارسُ سامراء 

على جرفِ الكهفِ ورائي 

تنقرُ في حجرٍ أكديٍّ نَخَرَتْهُ 

الأمواجُ  وأقدامُ  الصيادين 

قيلَ بأنَّ السمكَ البنيَّ 

إذا غابَ الصيادون 

يلامسُهُ ويغازلُ فرطَ نعومتِهِ 

لا أدري أشعرُ أنَّ الأزميلَ المبضعَ 

يُمْسِكُ فيه ( علاءُ بشير)

يمرُّ على الثغراتِ 

السوداء المرسومةِ فيه 

تنقُلُني قطراتُ الماءِ 

إلى أمرأةٍ خرجتْ 

من حانةِ سيدوري 

إلى دجلةَ غطستْ 

قربَ الكهفِ  

وظَلَّتْ نقطُ الماءِ البرّاقةِ 

تلمعُ في ساقيها 

سألتني عن زمني 

قلتُ : بيني وغناءِ (وليدٍ )

ألفا 

حين بكى (علوة)

دارَ  الزورقُ فيه 

على القاطول

ودنُّ الخمرةِ يجنحُ فيه 

إلى الشام 

قالتْ :  هل أطلِعُكَ  على زمني 

إذنْ إتْبَعْني نحوَ  جزيرة  عشقي 

هذا زورقُنا من خشبِ الجاوي 

يعشقُهُ الماءُ

لأنَّ عبيري يتسرَّبُ بين مساماتِهْ 

خذ  مجدافَكَ في زاويةٍ 

أنا في الأُخرى أتَطَلَّعُ 

في لونِ النرجسِ في عينيكِ 

دعْ مجرى الماءِ يحدِّدُ وجهتَنا 

حين تراخي كَفَّينا 

دعْهُ يبرقِعْنا  بنثيثِ الموجِ 

وحين أهمّ إليك 

ويميلُ الزورقُ فينا 

يأوي عند سواحلِ  منفاي 

في هذا البستان 

تألَفُني الحيواناتُ 

ويألفني الطيرُ 

وستجفل منك 

ولكن مادامتْ كفي في كفك 

سوفَ تعودُ 


د. محفوظ فرج المدلل



جثمان ضمير بقلم رصاص موسى الزول

 جثمان ضمير 


لَيْسَ في وَجْدِكَ ضَمِيرْ

إِنِ اسْتَدَرْتَ

بَحْثًا في كُتُبِ التَّارِيخِ

أوْ تَجَغْرَفْتَ،

فَتَقُومُ اللَّيْلَ حَتَّى الفَجْرِ

وَأَنْتَ تَسْتَخِيرْ،


رُوحُ العَبِيدِ تَتَفَكَّكُ،

وَمِثْلُهَا رُوحُ الوزيرْ،

لَهُ الصَّوَلَاتُ وَالجَوْلَاتُ،

وَالكَثِيرُ

مِنَ الأَسَاطِيرْ،

وَالرِّوَايَاتِ،

وَثَرْثَرَاتُ بَلْدَاتٍ

عَلَى عُرُوشِهَا مَخَاتِيرْ،

يَفْرِشُونَ الطُّرُقَاتِ

بِمَسَامِيرْ،

تَدُقُّ عَتْمَةَ الكَآبَاتِ

كُلَّمَا أَتَاها الإِذْنُ بِالمَسِيرْ،

عَلَى صِرَاطِ مَصِيرٍ مُثِيرْ،

يُلَمْلِمُ الجِرَاحَاتِ 

عَلَى أَطْرَافِ سَرِيرْ،

بِخَيْطٍ مِنْ حَرِيرْ،

وَتَخْدِيرٍ بالكادِ يَسِيرْ،

يَدُكُّ هَيْبَةَ الثَّوْرَاتِ،

وَهَزَّة النَّزَوَاتِ،

وَزَفَرَاتِ النَّفَسِ الأَخِيرْ،

فِي حَضْرَةِ جُثْمَانِ الضَّمِيرْ،

يُحَلِّقُ فِي سَمَاءِ الكَوْنِ

بِمَزَامِيرْ،

تَطِيرُ بِالجَنَازِيرْ

فَوْقَ عَذَابَاتِ أَسْرَى

فِي مَسْرَى،

كُلُّ مَنْ يَسِيرُ إِلَيْهِ أَسِيرْ،

وَصَاحِبُ الطَّوْلِ القَدِيرْ

عَلَى بِلَاطِ إِبْرَاهَامَ الكَبِيرْ…

تَجِدْهُ قَصِيرْ،

يُطَأْطِئُ الرَّأْسَ

فِي خَانِ  الـ (حمير)…


بقلم رصاص ✏️ رصاص

موسى الزول


*محاولة سير على الحدّ الفاصل بين الانفجار والانكسار، وبين “الضمير” الميّت و”التاريخ” المُزيَّف و”الخان” المهين، بما يترك مجالًا واسعًا لتأويل منحوتة النص سياسيًا وإنسانيًا في آن واحد..


ثلاثية قصيرة جدا(*احباط) بقلم الكاتب التونسي رياض انقزو

 ثلاثية قصيرة جدا(*احباط)


1) نضال

التحق بالسّاحة العامة، التحم بالجماهير، ردّد هتافاتهم، تحرّكت الجماهير، بقي هو ينتظر السّاعة الصفر.

2) عجز

هتف داخل منزله طيلة أيّام، ومازال يهتف، همّ بالخطوة الأولى نحو السّاحة، كان القيد قصيرا. 

3) سرقة

حانت السّاعة الصفر، اندفع الجميع إلّا ذاك الذي أسبل لحيته، سرق الثورة.

رياض انقزو

مساكن/ تونس

انا القلم بقلم الكاتب عبد اللطيف المنصوري

 ****انا القلم******

انا القلم

أوجدني ربي

من عدم

انا القلم

لولاي

ماوجد

علم و لا عالم

معلم ولامتعلم

انا القلم

شاهد على ما فات

وما مضى

وماهو قائم

انا القلم

حاربت الجهل

وحققت التقدم

انا القلم

دونت كلمات ربي

ومابشرت به

رسالات الرسل

انا القلم

حرضت شعوبا

اججت تورات

حاربت طغاة

الى أن يعم السلم العالم

انا القلم

رسمت لوحات

دونت قصائد

اسعدت شعوبا

ابكيت طغاة

انا القلم

لا أهاب طاغية

او سلطان

انا القلم

ضمير الإنسانية

حامل او زارها 

كاشف همومها

رافض معاناتها

الى ان يعي الانسان

قيمة الحرية

عبد اللطيف المنصوري

ابن جرير11/7/2025 

 المغرب



اغتراب بقلم الكاتبة مريم الشابي

 اغتراب


واحدٌ وسط خمسة أفراد داخل قاعةٍ كبيرة تعبق برائحة الأدوية المطهَّرة. أنفّذ الأوامر دون تردّد أو إبداء رأي... ماذا يميّزني عن الروبوت؟ لا شيء. إنني هو، حتى لحظة وخزي بإبرة المخدّر.

"هيا! أسرعي، أسرعي! تقدّمي قبل أن تفقدي قدرتك على الحركة تمامًا!"

صدقًا، كنتُ بطلة... وصلتُ آخر المضمار بعينين ترتعشان بين نصف وعيٍ ونصف فقدان حركة. استسلمتُ، وتمدّدت بهدوء، فاتحةً ذراعيَّ على مصراعيهما: واحدةً لقياس النبض، وأخرى لقياس الضغط.


الحاجز الوردي الذي ألقوه أمام وجهي لم أرمه. أحسستُ أنه يخنقني، يمنع عني التنفّس... بل أكثر: يحجب جزءًا مني.

وضع طبيب التخدير فوق فمي قناعًا وقال: "تنفّسي بهدوء." بعد ذلك، لم أعد أعلم ما حدث تحديدًا.


لكن ما شعرتُ به وأنا بكامل وعيي كان قاسيًا جدًا... كيف لإنسانٍ بكامل وعيه، يسمع، يرى، يحس، أن يشعر كأنه شجرة بلا جذور؟ كيف يتقبل تلك الوجوه المتحفزة والنظرات الجاحظة المنصبة عليّ؟ كنتُ أراها تحفر داخلي، تنبش أحشائي، تغرس أظافرها في نصفي السفلي الذي بدأ يرتعش، ودبت داخلي حرارة الدم المتدفق...


كأنهنّ فراشاتٌ تحلق حيث شئن... كأنني الوحيدة الغارقة في الوحل. يتحولن إلى دبابير تلدغني، إبرهنّ المتتالية تنهشني، وهذا الشريان المعلّق فوق رأسي يوحي إليّ بعُري عروقي: كيف يتدفق هذا المصل الشفاف داخلي؟ لا أريد أن أكون أكثر شفافية! لا أريد أن تصبح دمائي كالعصير المندلق فوق طاولات الأفراح الذي لا تفهم مزيجه: كم نوعًا من الفواكه كان؟


كان فكري منغمسًا في تركيب هذه الفكرة:

"ما دمتَ لست قادرًا على التعافي ذاتيًا، فأنت لست حرًا. وأنت تمنح جسدك لمن يقتحم خصوصيته ليرى ما بداخله من علل، أنت أدرى بها منه."


كيف لا، والطبيبة تغتصب وجعي بكلتا يديها، وتخرج لفافة غارقة بالدماء تعلن انتصارها؟


كانت المصحة تعج بالولادات، وبين الوقت والآخر يصلني بكاء مولود جديد... كم كانت تزعجني تلك الأصوات. كلما مر الوقت، انسلخت مني أكثر. ربما كرهتُ الجنس الآدمي، وتقززتُ من عملية تكاثره. وكلما نظرتُ إليهم، شعرتُ بالغثيان.


كنتُ أودّ أن أتقيأهم... أن أتقيأ نفسي من ذاتي. كم كنتُ خاليةً مني ومنهم.


السؤال الوحيد الذي بقي يصرخ داخلي:

"ماذا فعلتِ بنفسك؟ حبّ، علاقة، أنتِ مجنونة."


لا أجد تفسيرًا لهذا. هل انقطع حبل الوصل بيننا؟ أم أن الوجع أفقدني إحساسي بكل شيءٍ سواه؟

كم كنتُ غريبةً عن نفسي...


مريم الشابي

حين ترتجف الحروف،وتتوجع الكلمات بين ثنايا القصيد.. قراءة مقتضبة في قصيدة الشاعر التونسي القدير أ-جلال باباي.."أنا مريض....أنا كئيب.." (تقديم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن)

 حين ترتجف الحروف،وتتوجع الكلمات بين ثنايا القصيد..

قراءة مقتضبة في قصيدة الشاعر التونسي القدير أ-جلال باباي.."أنا مريض....أنا كئيب.."


(تقديم محمد المحسن)


ظاهرة الحزن في الشعر العربي المعاصر،مالبثت تزداد إنتشارا أفقيا ورأسيا،أفقيا منذ نازك الملائكة وحتى اليوم وفي جميع أجيال الشعراء،شبابا وكهولا،ورأسيا في تنوع تناولها من حيث الصورة الفنية والتجربة الشعورية وزاوية التناول.

والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع:

هل يعود ذلك إلى واقعنا العربي الذي يزداد سوءا،ظلما”و ظلاما،ومواجع تنخر جسد المبدعين..ولا معين..؟!

ما أيد أن أقول تصريحا وليس تلميحا..؟

كما تتنقّل راقصات الباليه بخفّة ولطف على أنغام «كسّارة البندق»،للمؤلّف الموسيقي الرّوسي «تشيكوفسكي»،كذلك يتنقّل الشّاعر التونسي القدير جلال باباي برقّة وعذوبة في قصيدته«أنا مريض..أنا كئيب»،على أنغام موسيقاها الشّعريّة الكامنة في عمقها الإنسانيّ.أبيات شعريّة منسوجة بالحزن والاشتياق والحنين والألم والغضب  والوجَع،تعكس لنا مكنونات شخصيّة الشّاعر وهو يواجه معاناته بصبر الأنبياء،وتدخلنا إلى عالمه بسلاسة،فيطيب لنا أن نقرأ السّطور وما بينها.

يطارد الحزن الشاعر جلال باباي في قصيدته"أنا مريض..أنا كئيب" حتى يشكل إطارا كليا يحتويه لا يغادره إلا قليلا..فيغدو أسلوبا لشاعريته يؤطرها نسقا مبثوثاً في المشاعر والتصوير والتدفق..وهذا النسق يمنح  قصيدته وجهها ووجهتها وحيويتها.

فأي بحر يغسل عن الشاعر القدير جلال باباي الآلام..وأي يَم سيقذف به إلي زمن جميل لن يمنح فرصة واحدة للمواجع..؟

ويظل..سؤالي حافيا،عاريا،ينخر شفيف الرّوح..!


أنا مريض....أنا كئيب

الإهداء..إلى " لارا فابيان"*صوت ملائكي يقتحم صمت الليل.

لم ادخن ..

لم اتجرٌع نبيذا  مذ غادرت التاريخ

لم يعد يروق لي شيء  لما أعلنت الرحيل

بات فراشي رصيفا لمحطة القطارات

حين تركتني لوحدتي بتٌ مفردا  أنا جدٌ كئيب..

أنا مريض  لمٌا اطبقت أمٌي  بوٌابة صدرها البلٌورية

تركتني فريسة لليل والنسيان

عامين مرٌوا وجسدي مازال متكلٌسا

أهملني الرفاق وحلٌ باليسار الشقاق

كانت حبيبتي جلمود صخر ..

قلب متيبٌس  همت بنبيذي وسجائري ورقائق المواعيد

علقت قدماي بآخر السفن

ولم أكن أفقه وجهتي

أنا مريض..أنا كئيب..

أنا جدٌ مريض..

أتطاير بأحلام اليقظة

جمرا في أحراش البادية

أنا مريض..أنا كئيب

أفقت من إغماءة حولين  أفتٌش لي عن حبيب

فداهمني بالحلول  شرخ  ذاكرتي  المفقود أن أكون...

أو ..أغيب!!!

جلال باباي


مما لا شك فيه،أن كل قصيدة هي مرآة تعكس صراع الإنسان مع ذاته ومع محيطه وأيضا مع مواجعه،سيما إذا -ارتعش-الشعر بين أنامل الشاعر المسكون بالمواجع،حيث نقف أمام مشاهد شعرية تحاكي لحظات الانكسار،لكنها في الوقت ذاته تبث ومضات من الأمل الخافت.

وجلال باباي شاعر مسكون بالحرف والشعر والوجع المتخفي بين ثنايا القصيد،والشعر بالنسبة إليه وطن يلجأ إليه..وهو يعرف جيدا..كم وجعا يحتاج إلى قصيدة..!

لكن في كل هذا وذاك يمتح من حب لا ضفاف له ولا شطآن..

صبرا جميلا..يا شاعرنا الفذ..وشفاء لا يغادر سقما..



*المخلّص فينا : الفنان العالمي د. علاء بشير يفتح بوابات الخلاص نحو السلام* * *قراءة نقدية تحليلية برؤية فلسفية – إعداد: الباحثة والناقدة دنيا صاحب / العراق*

 *المخلّص فينا : الفنان العالمي د. علاء بشير يفتح بوابات الخلاص نحو السلام* 

 *قراءة نقدية تحليلية برؤية فلسفية – إعداد: الباحثة والناقدة دنيا صاحب / العراق* 


شهدت كنيسة تاريخية في قلب لندن، تعجّ بالطقوس الدينية المسيحية والهدوء والتأمل الروحاني ، تجربة فنية وروحية استثنائية لا تشبه ما سبقها في عالم الفن ؛ حيث أقام الفنان العراقي الدكتور علاء بشير معرضه التشكيلي الجديد لعام 2025، تحت عنوان "المخلّص" (The Savior).


هذا المعرض، الذي احتضنته قاعات الكنيسة بدلًا من صالة عرض تقليدية شكّل تجربة تفاعلية متعددة الرؤى البنيوية في تشكيل خطاب الفن التشكيلي المعاصر، حيث جمعت اللوحات بين جماليات الفن السريالي، والبعدين الروحي والفلسفي في آنٍ واحد.


اختيار الفنان علاء بشير عرض لوحاته الفنية في قاعة كنيسة بدلاً من صالة عرض فنية تقليدية، كان قرارًا يحمل دلالات رمزية وروحية عميقة، منح المعرض طابعًا مميزًا من حيث تعزيز البُعد الروحي والثقافي. لقد امتزج الفن بتاريخ المسيح، والفلسفة الدينية، والرموز المرتبطة بالإيمان، حيث يتلقى الإنسان مشهد الحقيقة التي ينشدها من خلال تجاربه الوجودية.



" *فكرة المعرض: المخلص دعوة للسلام الدائم "* 


يقدّم الفنان علاء بشير الأفكار المطروحة في معرض "المخلّص" ليس بوصفها تجسيدًا لشخصية دينية مكرسة فنيًا في لوحاته التشكيلية، بل كأفكارٍ تحمل توعيةً عميقة تخترق وجدان البشرية، وخطابًا فلسفيًا يدعو إلى مراجعة الذات الغافلة وغير الواعية.


فـ"المخلّص" هنا، قبل أن يُنتظر ويأتي في هيئة رجل — كما تزعم بعض الطوائف المسيحية أنه يسوع المسيح منقذ العالم، وكما تؤمن بذلك معظم ثقافات العالم منذ القدم — ينبغي أن ينبثق أولًا من داخل الإنسان، من خلال تحرير الذات من أمراضها النفسية والروحية.


فالمخلّص يُستدعى من أعماق الكيان الإنساني، من قواه الكامنة في التسامح والصفح، وفي العفو والمغفرة، باعتبارها سُبلًا لإصلاح الذات والوصول إلى السلام الداخلي، والراحة والطمأنينة.


وقد اختار الفنان علاء بشير الكنيسة مكانًا لعرض اللوحات عن قصد، ليكون السياق المعماري والروحاني جزءاً جوهريًا مهماً من التجربة الكلية.



فتشكلت بذلك لحظة لقاء بين الفن المقدس والروح المتلقّية مما يمنح الزائر شعوراً بأنه يسير في طريق الخلاص وإصلاح الذات من الداخل، لا من الخارج، من خلال التوبة وطلب المغفرة من الله قبل وفاة الإنسان.



 *" التجربة التشكيلية: سرد بصري رمزي و تجريدي"* 


تتجسد التجربة التشكيلية لدى الفنان علاء بشير في لوحاته التشكيلية بكامل عمقها السريالي الرمزي والتجريدي

 من خلال استخدامه الألوان الزيتية المحايدة على القماش إلى جانب آخر  قلم الحبر الأسود واللون الأبيض، في تشكيلات سردية ذات طابع فلسفي ديني. 



يستخدم الفنان تدرّجات الأزرق والبنفسجي والأخضر، وتشكّل اللمسات الحمراء والصفراء جوهراً عميقاً في مركز لوحة من سلسلة "Christ – The Saviour"، في سعيه نحو تكثيف الهالة النورانية للمخلص نرى جسداً ممدوداً يشبه الشعلة تتوسطه عين مفتوحة البصيرة تلتف حوله أذرع موشّحة بالنور الأبيض والذهبي يصعد في دوامات لونية متموجة مائلة نحو السماء.


صاغ الفنان علاء بشير هذه التجربة الفنية برمزية الشخوص التي تنسجم في بُعدين : البُعد الظاهر أمام عين المتلقي، والبُعد الباطن الممتد إلى ما وراء المشهد الحي بأسلوب دراماتيكي يتكون من خطوط وانحناءات هندسية.



تتّخذ رؤية الفنان شكل نصٍّ بصري نابض بالتجليات والتصورات الوجودية، يُعبّر عن طاقة داخلية مشدودة نحو كشف الحقيقة الكامنة في شخصية السيد المسيح وعلاقته بتلاميذه الاثني عشر. ومن خلال هذه الرؤية، يُجسّد الفنان قيماً وجودية، دينية، أخلاقية، وروحية، تتجلّى في تكوينات رمزية ونماذج غامضة داخل لوحاتٍ تفيض بالإيحاءات. وتُثير هذه الأعمال جدلًا وتساؤلات حول الحالات الوجودية والنفسية التي يمرّ بها الإنسان، والتي قد تدفعه إلى يقظة الضمير، واستعادة البراءة المفقودة، والسعي نحو الخلاص، أو قد تجرّه إلى الانحدار النفسي والدمار الداخلي، المؤدي إلى الانحراف، الكذب، والخيانة.



تدور الإجابة المحورية حول أن النجاة تكمن في الصدق والإخلاص، بينما يكون الهلاك نصيب من يتعايش مع الكذب والخيانة.


تجسد اللوحات قضية السيد المسيح مع تلاميذه الاثني عشر مثل "شهادة الصليب" و"العشاء الأخير"، حيث تُظهر صراع الإنسان بين شهواته المنحدرة نحو قصاع الأرض، وابتعاده عن مناسك أهل السماء وعدم التزامه بتعاليم دستور الإله. تستعرض هذه اللوحات رموزًا وإيحاءات للخيانة العظمى بحق الرب، وارتكاب الخطيئة، وما يتبعها من ندم مستمر يقود إلى تدمير الذات، بين صرخات الألم والتوق إلى الشفاء من خلال طلب العفو ومغفرة الرب.


وقد ظهرت الخيانة في سلوك بعض تلاميذ السيد المسيح وتردّدهم بين الإيمان والكفر من أجل مصالح دنيوية تتعارض مع تعاليم رسالة السيد المسيح.


لكن الفنان علاء بشير لا يكتفي بالرسم الرمزي والتجريدي، ولا باستخدام الشكل واللون كأدوات للفن البصري فحسب، بل يوظف جميع حواسه، بما في ذلك الحاسة السادسة، بوعي يتجاوز العالم المادي إلى عالم ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقا). وهو يمتلك حبكة إبداعية فريدة في الرسم التصويري الخيالي المرتبط بحقائق واقعية صحيحة.


يجسّد تقنيات تجريبية حديثة، يمزجها بخبرته الطبية التشريحية الدقيقة، لكونه طبيبًا جراحًا تجميليًا. وهكذا يمنح أعماله التشكيلية بُعدًا روحيًا استثنائيًا يرتقي إلى مستوى البعد الروحي السابع، بما لا يُشبهه فيه أحد من الفنانين المعاصرين في مرحلته الزمنية والفنية التي تمتد لأكثر من نصف قرن من العطاء الفني والإبداع المستمر.


 *" ابتكار الرموز التجريدية بين الضوء والظل في جدلية اللونين الأبيض والأسود"* 



نشاهد في تجربة الفنان العالمي علاء بشير خطاباً فنياً تشكيلياً بصريًا يتجاوز المألوف، إذ يخترق طبقات الرمز والمعنى الجوهري العميق، في سعيه لرسم الحقائق المخفية خلف الظاهر المرئي. وقد خُطّ هذا الخطاب بقلم الحبر الأسود الممزوج باللون

الأبيض والبني والرمادي، ابتكر من خلاله رؤية فنية فلسفية تنطوي على تساؤلات كبرى حول حقيقة القيم الدينية والوجودية والأخلاقية.



نلمس في لوحاته التجريبية التي يوظّف فيها أسلوبه الخاص في دمج الحبر الأسود مع اللون الأبيض، بتقنية فنية مبتكرة تميل إلى التجريد، لكنها لا تتخلى عن رسالة الفن السريالي في التصوير، التي تقوم على تحرير العقل والأحلام من قيود المنطق والواقع، والانغماس في عوالم العقل الباطن والخيال، ضمن عالم ماورائيات يهدف إلى اكتشاف جوهر الإنسان الباطني.


يسعى الفنان إلى التعبير عن الرغبات المكبوتة والتجارب النفسية الدفينة من خلال تشكيلات مبتكرة رمزية، غريبة وغير تقليدية، تهدف إلى تجاوز الواقع السطحي وملامسة الأعماق الغيبية المُغيّبة عن الإنسان. هذان اللونان — الأسود والأبيض — لم يَعُدَا مجرد تباين لوني بصري، بل تحوّلا إلى لغتين وجوديتين تتجاذبان بين النقيضين: النور والظلام، الحق والباطل، والطهارة والإثم.


هذه التقنية، التي قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة، تخفي وراءها تركيباً فلسفياً معقداً تتفاعل فيه الأبعاد التشكيلية مع الإشارات اللاهوتية. يتجه الفنان إلى تبسيط الشكل إلى رموز تجريدية، لا لتفريغه من المعنى بل لتكثيفه في دلالة نقية تكاد تلامس البعد الغيبي، مما يحوّل اللوحة إلى نافذة تكشف الحقيقة المخفية وراء الظاهر من الأحداث المرتبطة بقضية السيد المسيح.



في سياق أعماله المستلهمة من قصة السيد المسيح وتلاميذه الاثني عشر، يطرح الفنان تأملات فلسفية في إبرام عهد ولاية الله بين الأنبياء والمرسلين وتلاميذهم، والخيانة العظمى الناتجة عن نقض العهد المقدس في تبليغ رسالة الله وتوثيقها في كتاب الإنجيل المقدس.



إنّ التوتر الحاصل بين الإنسان المنتمي إلى الحياة الأرضية أو السفلية، ونداء الرب لرجوع الإنسان طوعًا إلى الحياة السماوية، لا كرهاً، هو التوتر بين تلك الحياة التي أُخرج منها أبونا آدم وحواء، وتلك التي يدعو إليها الله وهي دار السلام، الجنة.


نرى الفنان علاء بشير معتمدًا على سرد فني بلغة بصرية، لا يستند إلى روايات البشر، بل إلى الوثيقة الإلهية في كتاب الله المقدّس العظيم، القرآن الكريم حين تحدث عن قصة المسيح عليه السلام ونقض العهد من قِبل بعض أتباعه من الحواريين.


السريالية في أعمال الفنان علاء بشير لا تأتي بوصفها نزعة خيالية فحسب بل تنبع من صلب الواقع ذاته، بعد أن أعاد تشكيله ليحتوي أبعاده اللامرئية. أما رمزية التصوير في اللوحات فتتضمن خطوطًا هندسية تشكّل خريطة روحية تعكس كينونة الإنسان بجراحه وتوقه الأبدي إلى الخلاص عبر مُخلّصٍ، وهو لا يدرك أنه يسكن في داخله.



الرسم بالحبر الأسود الممزوج بالأبيض يعيدنا إلى لحظة بدء النور حين يتولّد من رحم الظلمة، وهو ما يجسّده الفنان من خلال رؤيته البصرية التي تعكس كيف يمكن أن تكون الخيانة لحظة انكسار قد تقود إلى التوبة، وكيف يتحوّل الألم والندم إلى جسرٍ نحو الغفران والعفو الإلهي.


 *"فلسفة الجمال الاستطيقيا"* 


تتجلّى في لوحات الفنان علاء بشير لحظةُ وعيٍ عقلاني عميق، حيث يتداخل الجمال مع الألوان والحقيقة في بناء نافذة بصرية تتجاوز حدود الحدس نحو الإدراك الحسي والروحي. فالجمال والألوان هنا ليسا زينة سطحية، بل توازنٌ باطني يُحاكي الانسجام الكوني، في حوار فلسفي يُترجم رؤى الفنان عن ماهية الحقيقة بوصفها تفاعلاً فكريًا وروحيًا يتجلّى في المكان والزمان. 



في هذا السياق، تحتل الألوان الباهتة موقعًا جوهريًا في التعبير عن فضاءات اللوحات السريالية، إذ يعتمد الفنان علاء بشير على طيفٍ لونيّ محسوب يمزج فيه بين التدرجات الرمادية والبنية، واللمسات البيضاء والسوداء ليُشكّل بنيةً روحية في مضمون اللوحات، توحي أكثر مما تُصرّح وتُلمّح أكثر مما تُفسّر أو تُحلّل.



يتحوّل اللون إلى كيان مستقل يحمل هويته داخل التكوين التشكيلي للّوحة ويندمج مع الخطوط والكتل والفراغات ليصوغ إيقاعاً بصرياً متوازناً تحقّقت من خلاله تجربة تأملية لدى المتلقي، ليُفسر أو يُحلّل اللوحات وفق وعيه، من منظوره العميق أو السطحي.



إنّ فلسفة الجمال في لوحات الفنان علاء بشير لا تكتفي بالمشاهدة التأملية أو الطرح الفلسفي، بل تُبهر البصيرة، إذ يُعيد تعريف مفهوم الجمال بوصفه حالة اتصال بين المظاهر السطحية والحقائق الباطنية، بين الإنسان ونوره الكامل أو ظلمة روحه السفلية.



هكذا تصبح اللوحة فضاءً كونيًا بحدّ ذاتها، يصوغ فيها الفنان جمالًا متصلًا بالمدارك الروحية، فيتجلّى الفكر بوصفه لغةً روحية تسعى نحو النقاء والطهارة، والسلام الداخلي والإلهام.


 *"الفن المتكامل: حين تعزف الموسيقى سرديات المُخلّص في مقطوعة باخ"*


إنّ ما يميّز أجواء معرض "المخلّص" هو استخدام الموسيقى الكلاسيكية كعنصر مكمّل للتجربة الفنية؛ إذ عُزفت مقطوعات موسيقية رافقت عرض اللوحات أثناء تقديمها على جدران الكنيسة، مثل مقطوعة باخ (أداء العازف سلطان الخطيب)، مما حوّل المشاهدة إلى طقسٍ فنيٍّ روحاني وكلاسيكي في آنٍ واحد.


بدت كل نغمة تصدر من آلة البيانو وكأنها تنسجم مع أفكار ومشاعر الفنان المُلهَم علاء بشير، مُعبّرة عن موجات متعددة من الصوت الوجداني والروحاني، المتناغم مع مضمون اللوحات التشكيلية وتركيبة الألوان الزيتية والحبرية. وقد ساهم هذا التداخل في تجلي لحظة التأمل لدى المتلقي، وفتح أفقٍ نقدي مغاير لما شهدته معارض الفنان السابقة في المحافل الدولية، حيث بدت الموسيقى بمثابة نبضٍ ساحر في أجواء الطقوس المسيحية

تجسّد نغمات صوتية تُفصح عما تخفيه صمتُ اللوحات.

 


 *"بُعد أخلاقي وروحاني: دعوة إلى الصفح والتسامح"* 


في عالم تمزّقه موجات التطرف والعنصرية والانقسامات الداخلية والخارجية، يأتي معرض "المخلّص" صوتًا واعظاً يحمل رسالة مفادها أن الخلاص لا يتحقّق بالانتظار السلبي بل بإيقاظ الوعي وإحداث صحوة روحية تُعيد إحياء جوهر الإنسان الصالح الكامن في داخل كلٍّ منا.



الدكتور علاء بشير ينادي بفلسفة روحية صوفية كونية، تؤمن بتفعيل جوهر الرسالات السماوية، وتطبيق القيم الدينية والمُثل العليا

التي حملها الأنبياء والرسل، والتي بُلّغت بوحيٍ من الله سبحانه وتعالى. ويؤكّد أن طاقة الحبّ هي الطاقة العظمى في هذا الكون، فهي التي تجدّد طاقة الحياة، وأن المغفرة والتسامح هما السبيل إلى تحقيق السلام العام و الدائم.



 *الاستنتاج الأخير:* 


تكمن قوّة الفنان في خبرته الفنية وقدرته على دمج فنون متعددة، من الطب والتشكيل إلى الموسيقى والطقوس المقدّسة، في خطاب فني تشكيلي استثنائي موحّد.


لا تقتصر رمزيته على التصوير البصري فحسب، بل يستخدم الرمز كجسرٍ للتأمل يمتد إلى ما وراء التخطيط المرئي، إلى عالم الخيال في لوحات سريالية تنطوي على عمق فكري فلسفي وروحي متصل.


من خلال اختياره للمكان والزمان بعناية، وعرض أعماله في الكنيسة غيّر الفنان الأسلوب التقليدي في تقديم اللوحات التشكيلية، مُقدّماً تجربة مغايرة من ناحية الأبعاد الروحية والإنسانية، تتجاوز الإطار المعتاد للمعارض الفنية.



معرض "المخلّص" ليس مجرّد عرض للوحات تشكيلية، بل هو دعوة للبحث عن النور في أعماق ذواتنا، ومحاكاة الضمير الشاهد فيها.


نجح الدكتور علاء بشير الطبيب والفنان الملهم، في تحريك المشاعر وطرح الأسئلة الفلسفية معًا، وصاغ تجربة فنية تسير بخطى واثقة في فضاء الفن الروحاني، بثقافة روحية ناضجة.


يرى الفنان علاء بشير أن الفن يشبه طب الجراحة؛ إذ يخترق أعماق النفس والروح و يعمل على شفائها، تمامًا كما يفعل الطبيب في جسد الإنسان.



 معرض "المخلّص" ليس مجرّد عرض للوحات تشكيلية ، بل هو دعوة للبحث عن النور في أعماق ذواتنا ومحاكاة الضمير الشاهد في اعماقنا.


نجح د. علاء بشير، الطبيب والفنان الملهم، في تحريك المشاعر وطرح الأسئلة الفلسفية معًا، وصاغ تجربة فنية تسير بخطى واثقة في فضاء الفن الروحاني، بثقافة روحية ناضجة.


يرى الفنان علاء بشير أن الفن يشبه طب الجراحة؛ إذ يخترق أعماق النفس ويعمل على شفائها، تمامًا كما يفعل الطبيب  في جسد الإنسان.


وفي النهاية، نحن أمام لوحات لا تُشاهَد فقط، بل تُعاش وتُحسّ، وتطرح السؤال الأعمق:

هل نستطيع أن نكون نحن "المخلّصين" لهذا العالم؟


 *" محتوى المعرض"* 


المعرض ضمّ خمس لوحات زيتية كبيرة الحجم، إضافة إلى 25 تخطيطًا بأحجام مختلفة،  تصورياً خيالياً، تُعالج مفاهيم مثل: الصليب، المُخلّص والعشاء الأخير. 


المكان والتواريخ


التاريخ: افتُتح المعرض في 16 مايو 2025 واستمر لعدّة أيام.


المكان: قاعة Our Lady of Lourdes (كنيسة في Thames Ditton، Surrey، جنوب لندن)، وتحديدًا في Gillespie Hall، على Hampton Court Way، Surrey KT7.




















تعالي بقلم الشاعر رشيد بن حميدة-تونس

 تعالي

***********************

اخلعي نعل التّمنّي

سافري نحو لألأة الأنوار.. 

غادري شواطئ الأرق

اركبي موج البحار..


قد أدمى السّهر جفوننا

وملّ صبرنا عواصف التّمنّي

وأرهق فكرَنا جزر موجك

وطول الانتظار.. 


فتعالي نسقي الورد عناقا

والآس ودادا والجلّنار

ونمتطي صهوة الفرح

ونبتدي أجمل مسار..


يمضي العمر منّا بلا عودة

ينهكنا السّفر فرادى

لا نسائم لشواطئ تأوينا

ضباب ما تخبّئه لنا الأقدار... 


***********************

رشيد بن حميدة-تونس



من لطائف اللغة العربية . بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف. تونس.

 من لطائف اللغة العربية .

في تَفْصِيلِ الأسْمَاءِ والصِّفَاتِ الوَاقِعَةِ عَلَى الأشْيَاءِ اللَّيِّنَةِ

ثَوْبٌ لَيِّنٌ ... رِيحٌ رُخَاءٌ ... رُمْحٌ لَدْنٌ

لَحْمٌ رَخْصٌ... بَنَانٌ طَفْلٌ ... شَعْرٌ سُخَامٌ

غُصْنٌ أُمْلُودٌ ... فِرَاشٌ وَثِيرٌ ... أَرْضٌ دَمِثَةٌ

بَدَنٌ نَاعِمٌ ... اِمْرَأَةٌ لَمِيسٌ، إذا كَانَتْ لَيِّنَةَ المَلْمَسِ.

فَرَس خَوَّارُ العِنَانِ، إذا كان لَيِّنَ المَعْطَفِ.


طِيبُ الطَّعَامِ 

إذا كَانَ الطَّبِيخُ طَيِّبَ الرِّيحِ، فقد قَدِيَ، يَقْدَى، قَدًى وقَدَاةً وقَدَاوَةً وقَدَا، يَقْدُو، قَدْوًا وقَدَى، يَقْدِي، قَدْيًا. 

وإذا لَانَ الطَّعَامُ ويَسُرَ انْحِدَارُهُ، فقد ذَمِطَ، يَذْمَطُ، ذَمَطًا. 

وإذا سَاغَ الطَّعَامُ، فقد مَرُؤَ، يَمْرُؤُ، ومَرِئَ، يَمْرَأُ، ومَرَأَ، يَمْرَأُ، مَرَاءَةً.

 وإذا سَاغَ الطَّعَامُ ولَـذَّ، فقد هَنِئَ، يَهْنَأُ، هَنَـأً وهَنَاءَةً وهَنَأَةً وهِنْأً.


وإذا اسْتَمْرَأَ الإِنْسَانُ طَعَامَهُ وصَلَحَ عَلَيْهِ، فقد نَجَعَ فيه، يَنْجَعُ، نَجْعًا ونُجُوعًا ونَجَاعَةً.  

  

من أوصاف الرّجل ... (حرف الميم)

المِمْصَلُ: الّذِي يُبَذِّرُ مَالَهُ فِي الفَسَادِ.

المُصَامِصُ: الرَّجُلُ، إِذَا كَانَ زَاكِيَ الحَسَبِ فِي قَوْمِهِ.

المِضْمَاضُ: الرَّجُلُ الخَفِيفُ السَّرِيعُ.

المَضَّاغَةُ: الرَّجُلُ الأَحْمَقُ.

المَطَّاخُ: الرَّجُلُ الفَاحِشُ البَذِيُّ.

المُسْتَمْطِرُ: الطَّالِبُ لِلْخَيْرِ.

المَمْطُورُ: الكَثِيرُ السِّوَاكِ الطَّيِّبُ النَّكْهَةِ.

المَطُولُ: الرَّجُلُ المُسَوِّفُ والمُدَافِعُ بِالعِدَةِ.

المَطَّالُ: الرَّجُلُ الّذِي صِنَاعَتُهُ المِطَالَةُ.

المِمْطَلُ: الرَّجُلُ اللِّصُّ.

المَعْدُ: الضَّخْمُ الغَلِيظُ السَّمِينُ.


.لغـــز شعري

أَمِيــرٌ في مَكَــانَــتِهِ فَرِيــدٌ  .... يُــوَقِّــرُهُ الــجَمِيعُ بِــلَا جِدَالِ

بِهِ يَــحْيَا ويَشْبَعُ كُلُّ فَرْدٍ .... ويَـــرْوَى بِالتَّــمَــامِ وبِالكَــمَالِ

إذا ما اغْتَاظَ أَعْجَلَهُ اضْطِرَابٌ ...وإن وَقَفَ: الحَيَاةُ من المُحَالِ.

الــحـلّ : القَلْبُ..


من جُمُوع التّكْسِير...

* الفَسْلُ (ج) أَفْسُلٌ وفُسَلَاءُ وفُسُولٌ وفِسَالٌ وفُسْلٌ : الرّذْل النَّذْلُ.


من مَصَادر الأفعال الثّلاثيّة المُجَرَّدة ...

رَضَعَ أُمَّهُ، يَرْضَعُهَا، رَضْعًا ورِضَاعًا ورَضَاعًا ورِضَاعَةً ورَضَاعَةً: اِمْتَصَّ ثَدْيَهَا أو ضَرْعَهَا.


  من حِكَم العَرَب.


نَعْتَادُ في العَيْشِ أَشْيَاءً وَنُهْمِلُهَا   

حَتَّى إِذَا فُقِدَتْ ضِقْنَا بِهَا حَالاَ.

كَـمْ نِعْمَةٍ عِنْدَنَا جَلَّتْ مَكَانَتُـهَا

لِـطُولِ إِلْـفَـتِـهَا لَمْ نُعْـطِـهَا بَالاَ

لا يُدْرِكُ المَرْءُ قَدْرَ الشَّيْءِ فِي يَدِهِ

إِلَّا إذَا ضَاعَ أَوْ فِي غَفْلَةٍ زَالاَ.


من الجِنَاسَاتِ اللَّفْظِيّةِ في اللّغة العربيّة.

أُشِيعَ أَنَّ الأَمِيرَ قَدْ شَيَّعَتْهُ شَاعَتُهُ وشَيْعٌ مِنْ شِيعَتِهُ شَوْعًا إلى حُدُودِ غَابَةِ الشَّوَعِ :


انْتَشَرَ الخَبَرُ أَنَّ الأَمِيرَ قَدْ خَرَجَتْ مَعَهُ لِوَدَاعِهِ امْرَأَتُـهُ ومِقْـدَارٌ مِنَ الـعَدَدِ مِنْ أَتْـبَاعِه وأَنْصَارِهِ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ إلى حُدُودِ غَـابَةِ شَـجَرِ البَانِ.

حمدان حمّودة الوصيّف. تونس.



تغيّرتُ؟ بقلم د/آمال بوحرب

 تغيّرتُ؟

—————-

يقولون إنّني تغيّرتُ

كأنّ العشقَ مخلوقٌ موسميّ

ينمو بأمر الربيع

ويذبل حين يغضب الخريف

فقلتُ:

حتى القمر

له أفول


لكنّ قلبي

لا يبدّل العهد

ولا يتعلّم التقلّبَ من الفصول


فالمحبّ

إن صدق

يبقى وطنًا

لا يهزّه الرحيل


أنا ابنةُ الأطلسي

وعليسةُ وشمتني

بملحِ الخلود

لا البعدُ يطفئني

ولا الريحُ تخلعني

من جذوري


أنا التي خبأتُ قصائدي

في حنايا الضلوع

ومضيتُ أُربّي العشق

في أرواحٍ هجرتني


تغيّرتُ؟

نعم، تغيّرتُ وجعًا

لكنني ما زلتُ أكتب في الظل

وأعانقُ صورتكَ

في صمتِ المرايا


تبرأتُ من زمن

إن جاء ليكسرني

أو يعيدني إلى هشيمٍ لا يشبهني

ليسرق لغتي

ويُرمّد القصائد في صدري


لم تكتمل الأسطورة

وفي قلبي

مقبرةُ أحلامٍ

لم يزرها الفجرُ يومًا

ولم تعبُر الهاوية

د/آمال بوحرب



طلَّ التميّزُ، فَوْقَ الرّأسِ ألمَحُهُ بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 طلَّ التميّزُ، فَوْقَ الرّأسِ ألمَحُهُ

هذا وِسامٌ وفيكَ الكُلُّ يفتَخِرُ 


أللهُ أكبرُ يا (يونُسْ) ظَفِرْتَ بهِ

فاهنَأْ حبيبي،وسامُ العِلمِ مُعْتَبَرُ


معْهُ الثّقافةُ والرّياضةُ والعُلا

بورِكتَ يونُسُ فالقفزاتُ تَسْتَعِرُ


لِلّهِ دَرُّكَ يا(يونُسْ)، سمِيُّ أبي

يابْنَ البشيرِ، خيولُ النّصْر تنتظِرُ


درْبٌ طويلٌ ، فَعَدّي فيهَا مُجْتَهِداً

في الجامعاتِ بِدِرعِ الجِدِّ تنْتَصِرُ


كيْما تُجدِّدُ للآباءِ مَكرُمةً

إقفِزْ وعدِّ، بِحِفظِ اللهِ يا قمرُ!


عمتو/ عزيزة بشير



أنشودة..للرغيف بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أنشودة..للرغيف


تصدير :هذه الثورات ليست غضب جياع،بل ثورة ضدّ جشع و تخمة الأصنام التي سقطت مذ سقطت جمهوريات الخوف،على أيدي الأبناء الشرعيين للغضب العربيّ..


.. عتمات الغروب لهاا صمتها

 يفيض به الصّبر

حين يحطّ على ليل أوجاعنا

فنبلّل المدى بالصلاة..

نعلن عشقنا للرّيح..

والإنتماء

ونردّد لغة لم تبح بسرّها كل المرايا..

هاهنا،يمتشق الوجد غيمة للهدى

        ويرسي على ضفاف المدامع..

فتمضي بنا على غير عادتها

الأغنيات..

آه من الرّيح تنوء 

            بأوجاعها المبكيات..

وتسأل الغيم عسى يغسل رغبتها 

بالندى..

عسى ينتشي البدر،ويعزف أغنية

يبتغيها الصدى..

فيضيء الصّمت البيوتَ..

كي ننامَ

 على ليل أشجاننا

نبكي الحصارَ..

           وما أفرزته الخطايا

وما لم تقله المساءات للرّيح

وما وعدته الرؤى برغيف 

              لم ينله الحصار..

كم لبثنا..؟

 لست أدري.. !

وكم أهملتنا الدروب وتهنا

       في أقاصي التشرد..؟!

وكم مضى من العمر..

وجع يتلألأ 

                    في تسابيح العيون..؟

وكم ألقت علينا المواجع

 من كفن

كي نعودَ إلى اللّه وفي يدينا 

                     حبّة من تراب..

وطين يشتعل في ضلوعنا..

ولا يعترينا العويل..؟

آه من زهرة لوز 

     أهملتها الحقول..

وضاع عطرها يتضوّع

                 بين الثنايا..

كما لو ترى العنادلَ تمضي لغير أوكارها..

                                         في المساء

تهدهد البحرَ كي ينامَ على سرّه

كي تنامَ النوارس 

على كفّه

قبل أن يجمع أفلاكه

 للرحيل..

هاهنا في هدأة اللّيل..

نلهث خلف الرغيف

نعانق الصّوتَ 

والصّمتَ..

ويمضي بنا الشوق

             والأمنيات تمضي..

إلى لجّة الرّوح..

كي لا يتوهّج الجوع فينا..

لماذا أهملتنا البيادر 

                    ووهبت قمحها للرّيح..؟

لمَ لم تجيء الفصول 

بما وعدتنا به

وظللنا كما الطفل نبكي 

حصار المرارة

حصار الرغيف..؟!

وألغتنا المسافات من وجدها..

حتى احترقنا..

وضاع اخضرار العشق من دمنا..

فأفترقنا

تركنا زرعنا في اليباب

تركنا الرفاقَ

ربما يستمرّ الفراق طويلا..

وربما يعصرنا الحزن

 والجوع..

والمبكيات..

ألا أيتها الأرض..

اطمئني..سينبجس من ضلعك

النور..

والنّار

الحبّ

 والحَبّ..

ونعمّق عشقنا 

                      في التراب..

فيا أيّها الطير..

تمهَّل قليلا

ولا تسقط الرّيش 

من سماء الأماني

سنبقى هنا..نسكن الحرفَ..

                    نقتل الخوفَ

ونبحث فينا عن الشّعر

ونبلّل قمحنا

 بالعناق

ونرى اللّه في اخضرار الدروب

فكم رعشة أجّجتها المواجع

 في الضلوع..

وهجعت على غير عادتها..

                    الأمسيات..؟


محمد المحسن



الخميس، 10 يوليو 2025

أصلُ الحِكايةِ بقلم الكاتب عماد الخذرى

 أصلُ الحِكايةِ


عَلى صَوْتِ هَديرِ البَحرِ

كَتَبْتُ قَصيدَةً وَ رِوايَة

وَ عَزَفْتُ عَلى قِيثارَتي

لَحْنًا جَميلًا وَ حِكاية


عَشِقْتُ المَكانَ فَعُدْتُ

لِماضٍ جَميلٍ وَ حُلْمِ صِبايَ

بِالأَمْسِ كانَتْ قِصَّةً

وَ اليَوْمَ أَرْويها بِكُلِّ أَسايَ


كانَ في البِدءِ حُبًّا

نُعانِقُ فيهِ المَرايا

وَ نَكْتُبُ عَلى وَرَقِ النَّدى

أَحْلامًا وَ حَكايا


نَعْدو لِنَسْبِقَ الرِّيحَ

فَنَتُوهَ في ظِلِّ البَرايا

نَعُدُّ مُرورَ اللَّيالِ وَ نَرْنُو

إلى نُجومِ السَّرايا


لِيَكْبَرَ الحُلْمُ فينا

عَلى عَتَباتِ المَطايا

جَرَتْ رِياحُ العُمرِ

فَتَعَطَّلَتْ لُغَةُ الوَصايا


وَ تَلاشَى حُبٌّ صادِقٌ

في مَتاهاتِ الثَّنايا

وَ صِرْتُ أَبْحَثُ مِنْ جَديدٍ

عَنْ أَصْلِ الحِكاية..


وَ عُدْتُ إلى ذاتِ المَكانِ

لِأَعيشَ نَفْسَ البِدايَة..


بقلمى عماد الخذرى 

تونس فى 09/07/2025



كورقة بين يديك بقلم الأديبة زينب بوتوتة الجزائر

 كورقة بين يديك 


احملني كورقة بين يديك 

حولني الى نهر 

تبحر فيه النسمات 

وتزهر فيه القبل

حولني إلى وطن مرسم الحدود 

 تحميه الجيوش

بدستور غير قابل للتصحيح 

مثله كمثل الدول

لقد أبرمت معادة السلام 

مع طيفك المخفي 

الذي يعانقه صوت الحقيقة 

ويغسله ندى الصباح

ويغازله أريج الأمل 

أيها  المغشي عليه بالحب

لا تبحث عن الكلمات 

لا تبحث عن المصطلحات 

ولا تبحث عن ترميم ما بداخلي 

فما قتل مني في سبيلك يوما 

قد قتل .


الأديبة زينب بوتوتة  الجزائر



قصة قصيرة البوستة و الهرسك للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

البوستة و الهرسك 

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


لم أكن أتوقع أن يشملني قرار السفر للتدريب علي المعدات التي  تم أستيرادها من يوغسلافيا  رغم حداثه عهدي بالعمل في المؤسسة و أن احصل علي تلك الفرصه و سط هذا الكم الغفير من الزملاء القدامي و المديرين 

وفي غضون أيام قليلة تم السفر و أستقبلني مدير الشركة اليوغسلافية في مكتبه ووجدت صعوبه جدا في التواصل معه مما زاد خوفي من تلك المنحه خاصه أن الشركه التي اعمل بها تعول علي المثير من الآمال في تشغيل تلك المعدات و صيانتها وتدريب العماله عليها 

و لكن زال قلقي بعد أن أوكل مستر لانو مهمة متابعتي لفتاة جميله تدعي اوليجا تتحدث الانجليزية بطريقه مفهومه ومن خلال التعامل مع اوليجا نمت صداقة بيننا خرجت عن حدود العمل خاصه أنها الوحيدة في صربيا التي استطيع التحدث معها بسبب عائق اللغه فهى الوحيده بدالتي اعرفها و تتحدث الانجليزية و تتواصل معي بصفة  مستمرة بعد العمل 

كنت سعيدأ بوجودها خاصه أنها سهلت علي فهم كل مايدور في المصانع و عمليات الإنتاج و الصيانه و ترجمتها السهلة البسيطة التي تنم عن فهم لكل صغيرة وكبيرة في المصانع و مع الوقت ساهمت اوليجا في تعليمي اليوغسلافية  عن طريق تحديد وقت محدد كل يوم لدروس اليوغسلافية 

أصبحت اوليجا كل حياتي ووسيلة التواصل بيني وبين العالم خاصة أنها تتميز بجمال ساحر جمع بين وضاءه الوجه و تناسق الجسد و غجرية الشعر و جاذبية الحديث 

و مع الأيام أحسست بشعور غريب تخطي مرحلة الصداقة و تحول إلي حب جارف من ناحيتي و لكني لا استطيع البوح حتي لا تتأثر علاقتي بها في العمل و قررت أن ابوح لها بحبي في اخر ايام المنحة التي تم تحديدها بستة اشهر 

و بالفعل في اخر يوم أخبرتها بمدي تعلقي بها و عدم استطاعتي أن أعيش بدونها رغم كل الفوارق التي تحيط بنا 

ابتسمت في هدوء و أقرت بحبها لي و لكن مع ضيق الوقت طلبت مني التواصل بعد عودتي عن طريق عنوان دسته لي بعد أن كتبته في ورقة أمامنا علي المكتب باللغة الكرواتية 

امسك بورقة أخري وكتبت عنواني باللغه العربيه و الانجليزيه و الكرواتية 

و ما أن عدت إلي الوطن و انتشرت أخبار الحرب الضروس التي قامت في يوغسلافيا  ما بين صربيا و كرواتيا 

ثم دخول الحرب البوسنه 

حينها أرسلت أول رسالة في محاولة يائسة الإطمئنان عليها

و لم أكن أتوقع أن يأتيني الرد منها تشرح سوء الأحوال و صعوبة المعيشة 

حينها توالت زيارتي لمكتب البريد أرسل إليها خطابات قلقه و مساعدة مالية كدعم لها في هذه الظروف العصيبة 

علي مدار شهور طويلة لم تنقطع الخطابات بيني و بينها 

احاول أن أخفف عنها  قليلاً و أدعمها بما استطيع من أموال 

متخذا المثل نوايا تسند الزير و هي ترد ممتنه لأهتمامي

بها و دعمي المادي 

حتي آتي اليوم الذي اقتحمت قوة من الشرطة منزلي و تم اقتيادي إلي مبني أمني 

و أمام الضابط استفسرت عن سبب أقتيادي إلي هذا المكان و انا كل حياتي مقسمه مابين العمل و المنزل 

اخرج من ملف أمامه خطاب موجه لي من اوليجا

و العنوان من مكتب بريد أورشليم و تم ترجمه الخطاب الذي يحوي شكر خاص لي علي التعاون في الفترة السابقة 

و أخبرني الضابط أن أخبره عن الموضوع بكل تفاصيله و علاقتي بها 

طلبت منه فحص باقي الخطابات السابقة بيني و بينها 

و التي تم إرسالها من كرواتيا 

و بالفعل أخبرني الضابط أنه تم فحص كافة الخطابات 

و المطلوب مني أن أكتب تقرير مفصل عن بدايه علاقتي بها و إلي أي مدي وصلت العلاقة 

مع طلب بالتواصل مع الضابط في حال تواصلها معي مرة أخري 

بعد شهر وصلني خطاب منها يبشرني أنها في إنتظار حادث سعيد و تقترح علي أن نسمي أبننا الأول ليشع   .


ذهبت إلي المبني و اكتشفت أن الضابط قرأ الخطاب قبل أن يصلني و نظر إلي بأحتقار لاني لم أخبره أن هناك علاقه حميميه تمت بيني و بينها و رغم أنني لم تقع في علاقه جسديه معها و محاولاتي إقناع الضابط بذلك 

لا أنه لم يصدقني إلا بعد أن أجتزت الكثير من الأختبارات التي ثبتت صحة كلامي و منها اني عقيم 


و هنا قرر الضابط أن أترك الموضوع برمته للاجهزه للتعامل معها 

توجهت إلي البوسنه لسحب جميع أموالي التي كنت أدخرها عندهم و توجهت إلي بنك وطني لوضع أموالي هناك



لا اخشى احتراقي. بقلم الكاتب محمد الهادي صويفي تونس

 لا اخشى احتراقي.

أنهض من تحت الرماد

كطائر الفنيق 

أو كالعنقاء.

لا اخشى عثراتي

ففي كل شروق 

تتجدد خطواتي.

تعطيني الحياة 

فرصة  جديدة

فتلتئم جراحاتي.

لا اخشى موتي أو افتراقي

من تحت اللهيب.

يينع غصني وتنبت أوراقي.

لا أخاف سكوتي عن الكلام.

فصمتي أبلغ من الهذيان

على ضفاف الذكريات.

لا اخشى اختراقي.

فكلماتي رسائل لم تقرأ 

منذ زمن بعيد أو لحظاتي

لا أخشى أحد .

ما دمت لم أخطىء

لا أخاف حزني أو فرحي

ابتسم في أشد الاوقات والأزمات 

لا أخاف ذبولي أو انكساراتي

تزهر براعم العشق مجددا 

فاعلن انتصاراتي


محمد الهادي صويفي تونس



خــــــاطــــرةٌ بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 خــــــاطــــرةٌ

" نحتاج إلى حرب جديدة أسلحتها الكتب وقادتها أهل الفكر وضحايها الجهل والتخلف". فيودور دوستويفسكي

عِندَما قَرأتُ المَقولَة إجتاحَني سَيلٌ من الأفكارِ لأهميةِ العلمِ والمعرفةِ في مُواجَهةِ التَخلُفِ والجهلِ حَيثُ يُنظَرُ إلى الكُتبِ سلاحاً فِكرياً يُمكِنُ استِخدامِهِ لمُحارَبةِ هذهِ الآفةِ.

في ساحةِ المعركةِ التي لا تُسمعُ فيها قعقعةُ السيوف، ولا تُرى فيها دماءُ الجراح، تُشنُّ حربٌ عظيمةٌ، حربٌ يُضيءُ فيها الفكرُ شعلةَ النصر ويُسطَّرُ فيها المجدُ بحروفِ الحكمةِ والعلم. 

هنا، الكتبُ خناجرُ تُثقِلُ بها العقولُ، وتُشرَعُ في وجهِ الجهلِ والظلام. هنا، القادةُ ليسوا بُناةَ المكائدِ، بل حُملةُ الأقلامِ، يُحرِّكونَ جيوشَ الكلمةِ الصادقةِ، ويُهدمونَ بأساطيلِ المعرفةِ قلاعَ الوهمِ والضلال. 

أيها الجنديُ الذي يحملُ الكتابَ سلاحاً، إنَّ معركتَنا ليستْ بالدمِ، بل بالعقلِ الذي يُنيرُ، والقلبِ الذي يُلهِم. فلتكنْ صفحاتُ الكتبِ دروعاً تحمينا، ولتكنْ أفكارُ العظماءِ راياتٍ نرفعُها في ميدانِ التحدي. 

ففي زمنٍ صارَ الجهلُ فيه عدواً خفياً، والتفاهةُ سلاحاً مُدمِّراً، لنُقابلهُ بصرخةِ المفكِّرين، ولنُقاومهُ بفكرٍ لا يُقهَر. لأنَّ الحربَ الحقيقيةَ هي حربُ الوعي، والنصرُ الأكبرُ هو نصرُ العقلِ على كلِّ ما يُعيقُ سَيرهُ نحوَ النور. 

هنا، خواطرُ تُكتبُ بحبرِ الإيمانِ بالعلمِ، وتُوقَّعُ باسمِ كلِّ من يؤمنُ أنَّ الكلمةَ الحقَّ قد تُغيِّرُ العالم.

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

9/07/2025



دهاليز بقلم الكاتبة يسرى هاني الزاير

 دهاليز 

‏‎خطة شاردة من تفكيرنا قد تداهمنا سلسلة من الأحلام الراقدة في أقاصي دهاليز النسيان، تخطفنا بغتة من واقعنا، فتلقي بنا في متاهة من أكون؟ وأين أنا في هذا الكون؟.

‏‎لحظة هي قد توقد بداخلنا حلم إصابة الخدر جراء واقع حتم علينا الانسلاخ من أروع تصوراتنا ونكران أجمل أمنياتنا.

‏‎لحظة نتمنى أن تطول وتطول لتحلق بنا إلى عالم خيالي يمكننا فيه إصلاح ما أعطيته الظروف.

‏‎تلك لحظة تلقي بنا في قلب بحر هادر من الأفكار، أمواج هائلة من التساؤلات تتقاذفنا، في حين تخور قوانا، فنغرق في أعماق المجهول، لنستيقظ من لحظة الحلم الحالم فنجدها، وقد قذفت بنا فوق شاطئ محموم بحقيقة الواقع.

‏‎واقع برغم كل جماله وروعة أيامه وأغلى الأماني المعلقة على جيد القادم منه، إلا أن لحظة شاردة مباغتة قادرة أن تلهب مشاعرنا، وتشعل ذاكرتنا بتاريخ من الأحلام قد ضاعت بقصد أو دون قصد في دروب أعمارنا المشتركة مع موالينا.

‏‎فكم هي اللحظات التي شكلت مفارقات في حياتنا، جمعت وفرقت، أفرحت وأحزنت، أعطت وأخذت.... كتبت بداية وختمت نهاية.

‏‎أجمل لحظة هي التي نصنع فيها بداية رحلة سعيدة.

‏‎أما أتعسها أن يقرر أحدهم إنزالنا في منتصف الرحلة تعسفاً بعد أن غير فجأة مسلكه.

‏‎لحظة ندرك فيها أن من أراد الوصل فرداً يستقل دراجة، ومن أراد الوصول جمعاً يستقل حافلة.

‏‎تلك لحظة تملكنا ولا نملك منها سوى ذكرى غافية في متاهة نكران ما قد كان أو لم يكن سوى خيال.

‏‎لحظة كهذه التي غزاني البوح فيها انهال خجول البلاغة مبعثر اللغة.

يسرى هاني الزاير


‏Corridors Astray plan from our thinking may overtake us, leading to a series of dreams lying dormant in the farthest reaches of oblivion, suddenly snatching us from our reality and throwing us into a maze of who I am and where I am in this universe. A moment that may ignite within us the dream of being numb due to a reality that forces us to abandon our most wonderful imaginations and deny our most beautiful wishes. A moment we hope will last longer and longer, taking us to a fantasy world where we can fix what circumstances have given us. That moment throws us into the heart of a raging sea of thoughts, huge waves of questions tossing us about, while our strength fails us, and we sink into the depths of the unknown, only to awaken from the moment of dreaming and find it has thrown us onto a shore frantic with the truth of reality. Despite all its beauty, the splendor of its days, and the most precious hopes pinned on the neck of the one who comes after it, a sudden, fleeting moment can ignite our feelings and ignite our memories with a history of dreams that were lost, intentionally or unintentionally, in the paths of our shared lives with our masters. How many moments have formed paradoxes in our lives, brought us together and separated us, made us happy and sad, gave and took away... wrote a beginning and sealed an end. The most beautiful moment is when we create the beginning of a happy journey. The saddest thing was when someone arbitrarily decided to drop us off mid-flight after suddenly changing their route. The moment we realize that whoever wants to reach the destination individually rides a bicycle, and whoever wants to reach the destination as a group takes a bus. That moment possessed us, and we have nothing of it but a memory asleep in a maze of denial of what may or may not have been but a fantasy. A moment like this, when I was invaded by revelation, the shy eloquent, scattered language poured forth.

Yusra Alzayer


( أوهام الخلافة و ثرثرة الجماعات ٠٠٠!! ) بقلم الكاتب / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 ( أوهام الخلافة و ثرثرة  الجماعات ٠٠٠!! )

بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

يا سادة : إنما(الخلافة ) بنشر الأخلاق و طريق العلم و تحقيق العمل و زيادة الإنتاج و تحقيق مقاصد الإسلام ، و ليس بالكلام و التمني و الصراخ و الدعاء و التبديع و التكفير و التفجير و كراهية الأخر و نفخة الكِبر و المظاهر و الراحة ٠٠!٠


في البداية من منا يكره "غزة و فلسطين " ؟!

و من منا يكره العرب من منا يضمر الشر إلى منهج الإسلام الصحيح ، و مقاصده التي لا تتنافى مع  جوهر الحياة ؟!٠


و يبقى لنا موضع (الخلافة) ٠

 يا سادة الخلافة و الجهاد و و تطبيق الشريعة ليست تشدقا بالكلام و لا بالثرثرة في كثرة المجالس و لا الصراخ على المنابر و الدعاء بالشر و البكاء و كُتيبات تحمل فكراً مضاداً للغير حتى لبني الإسلام نفسه و المختلف معه ٠٠ بل يحض على كراهية الناس و تجريدهم من حرية الرأي و للتعبير و حق ممارسة الحياة ٠

و استخدام عبارات وصف شكلاً و مظهراً و محتوى فارغ المضمون و تطلعات صعبة منال التطبيق لفقدان أدنى الثوابت على أرض الواقع هكذا ٠٠

فالموضوع ليست عنتريات و شعارات و تطاول ووسم الناس بالبدعة و التفسيق و التشيع و الضلالة و التكفير و القتل و ومصطلحات الهجوم غير المبرر و أطلاق الأحكام على الناس جزافا ،  بمعطيات لا تناسب مع مبدأ الإنسانية قط ٠

الطريق الصحيح المستقيم هو ضبط النفس و التحلي بالأخلاق الفاضلة و السلوك الحسن و العمل النافع و زيادة الإنتاج و الاكتفاء الذاتي و عدم الاعتماد على تلك الدول التي تناصبنا روح العداء و استمرارية المعيشة عالة على الاستجداء و الخضوع و الخنوع و الاستسلام ٠٠

فيجب غرس مفاهيم حقيقية لنهضة شاملة بمثابة ثورة على الذات و القضاء على التفرقة و العصبية و الجهل و الهيمنة و السيطرة و الاستبداد و نظرة الاستعلاء و الاستغلال لكل فرد و فرقة و جماعة ترفع هذا الشعار دون مؤهلات و أسباب وتقديم حلول تتمشى مع تحقيق الهدف ٠


فقيمة كل إنسان فيما يحسنه و يقدمه لمجتمعه من أفعال لا أقوال ، ليس لها مردود على أرض الواقع و ثمرة ماثلة نمسكها بأيدينا ننتفع بها و نستغني عما نسميهم بالأعداء و نحن نحتاج إليهم في أبسط الأشياء ٠٠!٠


عندئذ نشعر بقيمتنا و من ثم نستطيع أن نغير بالسلوك المنضبط الجميل و الاداء الإيجابي الفعال في المشاركة لخدمة الدين و الحياة معا ٠

و ذلك دون تمييز و قهر لبعضنا البعض في نغم شاذ ووتيرة غير محمودة لا تغير في الأمر شيئا بالتأكيد مجرد دغدغة مشاعر و أغاني حماسية و استخدام مفردات إسلامية خالية من صدى أهداف رسالة الدعوة الإسلامية التي رسمها لنا رسول الرحمة للعالمين محمد صلى الله عليه و سلم بجهاد النفس أولا و عدم الانغماس في الملذات و الشهوات و التشدد في منطق حركة و تطور الاتجاهات مع عجلة الحياة السريعة دون المساس بجوهر الإسلام من خلال الثوابت التي تمثل الجذور و الأصول ٠

 أما الفروع فتتجلى فيها حكمة الفكر و التأويل مع النظر و الفهم و الإدراك من وراء هذا وذاك مع التيسير و الرفق و الوسطية التي هي عنوان هذا الدين القيم الحنيف ، القائم على العدل و الحب و التعاون و التسامح و الاعتراف بالأخر في منظومة الحياة ٠

مع التعبير و التركيز بأسلوب معتدل و خُلق تؤثر في صور و أشكال الآداب و المعاملات التي نمارسها ليل نهار ، و نشر منافع الدين في النفس و البيت و في الجيران و غرسها في المدرسة و المسجد و الإعلام و في ميادين العمل تطبيقا ، و في المجتمع كله بروح الاقتناع و الرضا و التناغم في كافة التصرفات ٠٠

ثم تكون الدعوة من خلال فلسفة الاستغناء عن الأخر بالعمل و الإنتاج في ضوء الأخذ بالعلم و استيعاب العقلية لكل جديد مفيد يرتقي بالإسلام و المسلمين في ثنائية تدفع نحو مصاف الدول التقدمية في كل شيء ٠٠

مع مراعاة روح الانتماء لوحدة الدين و قوة الوطن ، فكيف ننهض و الدين تتقاسمه تيارات و جماعات كل حزب له أفكاره و مفاهيمه الخاصة الضيقة و مصالحه ، والتي لا ترتقي إلى مقاصد الإسلام فيفسر النصوص حسب ما يريد و يحدث بلبلة و شرخ في الصف و ينكر الدولة و يهاجم مؤسساتها التي تنظم الخطط و يتكلم عن الجهاد و الخلافة في الهواء بوهم لم و لن يتحقق من بلاد الحرمين و لا من القدس و لا من عسقلان ٠٠

فنجرد الدين الهداية من صلاحيته حسب الأهواء و نفتت لُحمة الوطن و نتفرغ لسفك دمائنا و ترويع حياتنا و تخوين كل من يرتدي عباءة الإصلاح و الصلاح ووصفه بأقبح المصطلحات كل هذا تصرف مقيت ، يرفضه الإسلام الصحيح في سطوة الإسلام السياسي الذي عجز عن توحيد الصف و لم الشمل و تهذيب الخطاب الإسلامي و التواضع و احترام الأخر و المضي نحو العمل و زيادة الإنتاج و تحقيق مقاصد الإسلام ٠

و على الله قصد السبيل ٠


مَا زِلْتُ أكْتُبُكِ/ بقلم الشاعر جمال بودرع

 /مَا زِلْتُ أكْتُبُكِ/


وَقَدْ قَرَأْتُ بِعَيْنَيْكِ مَوَاوِيلَ الْهَوَى

فَعَزَفْتُهَا شَوْقًا عَلَى وَتِينَ قَلْبِي


وَسَكَبْتُ مِنْ وَجْدِي نُجُومَ مَحَابِرٍ

تَنْسَابُ لَحْنًا بَيْنَ آنَاتِي وَكُتُبِي


يَا مَنْ سَكَبْتِ الْحَرْفَ عِطْرًا نَاعِسًا

وَرَقَصْتِ فِي صَدْرِي كَنَشْوَةِ طَرَبِ


مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ حُبَّكِ نَخْلَةٌ

تَنْمُو بِدَمِي وَتُظَلِّلُ التَّعَبَ بِي


حَتَّى ذَوَى ظِلُّكِ الْجَمِيلُ فَجْأَةً

وَتَكَسَّرَتْ أَنْغَامُكِ الْعَذْبَةُ الطَّرِبِ


وَرَجَعْتُ أَكْتُبُكِ انْكِسَارَ قَصَائِدِي

وَأَنُوحُ وَحْدِي فِي ضِيَاعِ الْمَذْهَبِ


كَمْ ذَا انْتَظَرْتُكِ فِي ضُلُوعِ مَرَارَةٍ

وَسَكَنْتُ صَمْتِي فِي جُرْحِيَ الْمُلْتَهِبِ


وَسَيَنْبُتُ الْفَجْرُ الْمُضِيءُ بِدَاخِلِي

مَا دَامَ فِي قَلْبِي نِدَاءُ الْمُعَذَّبِ


بقلمي جمال بودرع

حمم الأجنحة *** أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.

 *** حمم الأجنحة ***

أحاسيس:  مصطفى الحاج حسين. 


كم وردةً تحملُ القبلةُ؟!

كم نسمةً ترقصُ في أوصالِها؟!

كم أفقاُ يتفتّحُ بالندى؟!

كم شمساً تترامى إلى حضنِها؟!

كم قمراً يسبلُ جفنيهِ؟!

كم بحراً يموجُ بالشفتين ؟!

كم فراشةً تفردُ جدائلَها؟!

كم نافذةً ترسلُ ستائرَها؟!

كم مرآةً تتأوّهُ؟!

كم وسادةً تغضُّ نعومتَها؟!

كم باباً ينفرجُ ؟!

كم قفلاً يشنقُ شغفَهُ؟!

كم قنديلاً تفتكُ بهِ الخمرةُ؟!

كم سماءً تفقدُ توازنَها؟!

كم نجمةً تهرشُ توتّرَها؟!

كم سحابةً ترتكبُ الحماقةَ؟!

كم نهراً تتخدّرُ قدماهُ؟!

كم شظيّةً تتطايرُ من قلبي؟!

كم بركاناً يجأرُ في دمي؟!

كم زلزالاً يختلجُ في بساتيني؟!

كم شجرةً تركعُ؟!

كم شهقةً تتفجّرُ في روحي؟!

وكم عمراً أعيشُ في تلكَ اللحظةِ؟!.


   مسطفى الحاج حسين 

           إسطنبول



تراتيل كوكب الأرواح بقلم الكاتب سلام السيد

 تراتيل كوكب الأرواح


هي خطى

بلا أجساد…

لعلّه كوكب الأرواح

يتعطّر بأسماء العابرين.


هل شاهدتَ المدى يتلو؟

والعطر ينحني للأثر،

كأنه يسأل:

من علّم النزفَ

معنى التراتيل؟

من زرع في الصلاة

عشقًا لا يذبل؟


كشرنقة التحوّل

يخرج من عباءة الصمت

ظلٌّ يحاورني،

كأنّ الموتى

تُرسِل صدى الأسئلة.


استفق،

أأخرسك دمي؟

ونقش الشهادة

ما زال بين كفّي النداء،

أفلا أعود؟

وجلجلة الجهات

تشير إليّ.


من علّم الريح

أن تقرع الأسماع

بصدى الذين

يبكون بلا صوت؟

وينثر الوجوه المتعبة

في دروب الترحال؟


سيُنبت الجرحُ جرحًا

بعمق غربته،

ويتجلّى وجهُ النور

في صعيد الطف،

حيث النبوءات

توقّع خاتمتها

بيد من فهم الوفاء.


هم على يقين الوصل،

كما رواه حبيب…

أن لنا فيهم عرقًا

ينبض:

قبلةُ الفوز…

رضا الحسين.


على ساعد النور

وجه البراءة يتلألأ

كفلقة قمر،

يرتفع من حضنٍ إلى حضن…

هي الشهادة

بلون الطفولة،

حتى دمه

ارتقى إلى حضن السرّ

صعودًا.


كان وجهُ الله

يبصر في الطفّ

حقيقة اللوح،

يقرأ الأسماء

واحدًا… تلو الآخر،

ليُسلِّمها

سُلّم المجد

قرابينَ بيضاء.


وخيمة العقيلة…

مرآةٌ للغيب،

تبصر فيها

العباس واقفًا

على شفير النور،

يختبر بهاء الفناء،

ينتظر قوس الصعود،

ملبّيًا آخر نداء،

حتى آخر قطرة

تُراقُ كأنّها صلاة.


سلام السيد