آخر المنشورات

السبت، 2 أغسطس 2025

كل جرح بنا..يعي ما يقول..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 كل جرح بنا..يعي ما يقول..!


الإهداء: إلى الشهيد شكري بلعيد..في رحيله الشامخ.


بحبرنا يسطع نجم

     يضيء الطريقَ

تصاغ القناديل منها..

                وجمر العشايا..

ويبحر في هديها الفقراء..

نواصل السيرَ على الدرب المضيء

مهما كان الأذى..

                 والعناء الممل يطول..

إنّي أراهم يتهامسون غدرا

          -بصحون -المساجد

ولا نبل لهم غير ليل الضمير

لكن ترى ما سنقول

    إذا نطق حفاة الضمير بالإغتيالات؟!

أقول ترى..ماذا لسان -اليسار- يقول..؟!

على نفس دربك-يا شكري-*

مستهدفون

نحن نرثي الذين يطلقون

             الرصاص علينا

ونحمل زهرتنا شامخين

                       برغم الركوع الشمولي

نستقبل النار

            والشائعات الأشد

 من النار

إنا هنا دائما نحمل أكفاننا..

ونمضي..

إلى الموت..منتشئيين

فكل جرح بنا 

          يعي ما يقول

غير سؤال لجوج ظلّ ينادي:

          كيف لم يخجل القتل؟!

كيف لم يخجل الموت ؟!

أي أب للعقارب أفتى بقتلك..

أفتى بنهبنا !؟

ما ملة المجرمين 

               ومن أي روث ؟!

وتظل في تضاعيف الرّوح 

               محرقة للسؤال..


محمد المحسن


*المقصود الراحل/ الشهيد شكري بلعيد شكري بِلعيد (26 نوفمبر 1964 - 6 فيفري 2013)،وهو سياسي ومحامي تونسي.وهو عضو سابق في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد.وأحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية وعضو مجلس الأمناء فيها. كان من أشدّ المنتقدين لآداء الحكومة الإئتلافية في تونس.وهو يتبع التيار الماركسي اللينيني. أغتيل أمام منزله من قبل مجهولين،الأمر الذي اتبعه مظاهرات عارمة بالبلاد وإعلان الاتحاد العام التونسي للشغل عن الدخول في إضراب عام،وقد قضت المحكمة بتونس 1 حضوريا بالحكم على من قام باغتياله يوم 26 مارس 2024.



سكون بقلم الكاتبة... أوهام جياد الخزرجي

 سكون


... أوهام جياد الخزرجي


أتبحر ؟!، لقد جفَّ البحرُ، 

ستغادرُنا الرمال، وإنْ فارقتَ دمعي،قلبي لا يمحي الأثرَ، زماني نهرٌ يجري، وروحي يتغشَّاها السكون،فيمرُّرني حزنُك بخشوعٍ ،وبعدُك هو القربُ والوطن.



سحابة شوقٌ بقلم . الشاعر .عبدالسلام جمعة

 سحابة شوقٌ

..........

سنين العمر قد مرّت 

        وروحي البعد ما احتملت

فمنذ رحلت عن دربي

         دموع الشوق ما ارتحلت

وبعدك كل أوزاني

                 بغير الآه ما نطقت

عذاباتي وآهاتي 

              بليل البعد ما سكنت

رحيلك كان صاعقة

                 على أركانيَ نزلت

جمال الود فتانٌ

ٌٌ             وروحي إليه ما هشت

فبعد البعد قاتلي 

                   ورودي كلها ذبلت

وكل قصائدي هامت

             وكل شموعي انطفأت

وذكرى حبنا عندي

            بحق الوجد ما نضبت

جمار الشوق قد بقيت

             لتحرقني إذا اشتعلت

سحابة حبنا سارت

            ومن أشواقي انطلقت

مضمخة بأوجاعي 

             فهل يامنيتي وصلت    

أعيدها بأشواقِ 

              لتسعدني إذا رجعت

فإن عادت بلا أملِ

            تكون مصائبي اكتملت

وبعد وصولها عندي

                ثقي في أنها قتلت

........

بقلمي . الشاعر .عبدالسلام جمعة



نداء أمي في آخر الليل بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 نداء أمي في آخر الليل


فِي آخِرِ اللَّيْلِ...

يَخْتَلِجُ صَوْتُهَا فِي النَّدَاءِ،

كَأَنَّهُ نُورٌ يُزَاحِمُ عَتَمَةَ أَيَّامِي،

تَهْمِسُ بِاسْمِي...

فَأَسْقُطُ مِنْ يَقَظَةِ التَّعَبِ

إِلَى حُلْمٍ يُشْبِهُ صَدْرَهَا.


تَقُولُ: "هَلْ نِمْتَ؟"

وَصَدَاهَا يَمْتَدُّ كَالدُّعَاءِ فِي السَّمَاءِ،

أُمِّي...

كَيْفَ أَنَامُ وَالْوَجَعُ يَسْكُنُنِي؟

كَيْفَ أُغْلِقُ عَيْنَيَّ

وَأَنْتِ صَحْوِي وَغَفْلَتِي؟


فِي نِدَائِكِ...

يَنْهَارُ جُبْنِي،

وَتَرْتَجِفُ أَوْرَاقُ قَلْبِي،

كُلُّ مَا بَنَيْتُهُ بِالصَّبْرِ

يَتَسَاقَطُ كَخَرِيفٍ مُسْتَحٍ

أَمَامَ بَسَاطَتِكِ الْمُقَدَّسَةِ.


لَيْلِي طَوِيلٌ،

وَحَكِي النَّاسِ مَضَاجِعُ لَا تَسْتُرُ البَوْحَ،

أَمَّا أَنْتِ...

فَصَمْتُكِ أَفْصَحُ مِنْ كُلِّ الْكَلَامِ،

وَنِدَاؤُكِ...

وَسَادَةٌ أُخْبِئُ فِيهَا رَأْسِي المُثْقَلَ بِالدَّهْشَةِ.


أُمِّي،

لَيْتَنِي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكِ

بِنِدَاءٍ يُشْبِهُ رِضَاكِ،

لَكِنَّنِي كَكُلِّ الْعَاشِقِينَ،

أَعُودُ إِلَيْكِ مُنْهَارًا،

كُلَّمَا نَادَيْتِ عَلَيَّ

فِي آخِرِ اللَّيْلِ...


سعيد إبراهيم زعلوك



تموقعات المثقف العربي..في ظل واقع قاتم ومترجرج بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تموقعات المثقف العربي..في ظل واقع قاتم ومترجرج


تصدير:إن ثقافة "كن بين يدي شيخك كالميت بيد مُكَفنه"هي نفسها ثقافة "نفذ ثم ناقش"


بعد عشر سنوات ونيف من اشراقات ما يسمى ب”الربيع العربي”وانتشار عبق الثورة في أرجاء عديدة من الوطن العربي،تصح الاسئلة المتوالدة عن الثقافة والمثقفين في الوطن العربي،إذ ربما أو يمكن أن تكون مفتاحا لحل صحيح لما بعد تلك التضحيات،وتوضيح أبعاد الثقافة والمثقفين العرب فيها. أين تكمن المسألة؟هل في الثقافة أم المثقف؟من أين البداية؟

هنا لابد من قراءة ما آل إليه المشهد الثقافي ودور المثقفين العرب فيه.وهو أمر لا تغطيه بالتأكيد مقالات ولا دراسات وحسب،وإنما يحتاج إلى ورش/ هيئات/ لجان عمل ثقافية أكاديمية لوضع الأصابع على الجروح الغائرة فيه،لاسيما بعد هبوب نسمات الحرية وانكسار بعض حواجز الخوف في المشهد السياسي العربي،والتأكيد على أن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ثقافة أساسا.ابتدءاً من القرن الثامن عشر برز المثقّف كموجّه وصانع للرأي العام متحرراً من سلطة الدولة

والكنيسة،مكتسباً مشروعيته أمام الرأي العام من خلال دفاعه عن القضايا العامة.هكذا يمضي جان بول سارتر في القرن العشرين حاملاً لواء الالتزام ومنظراً له من خلال مجلّة”الأزمنة الحديثة”التي أطلقت عددها الأول في سبتمبر/ أيلول 1944.وسرعان ما انتقلت قضية الالتزام هذه إلى مثقّفينا العرب،فأعلنت مجلة “الآداب” البيروتيّة منذ عددها الأول في كانون الثاني 1953 عن أنّ الأدب “نشاط فكريّ يستهدف غاية عظيمة هي غاية الأدب الفعّال..أدب الالتزام”.وبدعوى الالتزام،وجد المثقّف نفسه أكثر فأكثر متورطاً في السياسيّ فكراً وممارسةً،مدفوعاً بحسن النوايا وبالرغبة في التأثير في الرأي العام والتغيير الاجتماعيّ،ومتمترساً خلف الشعارات الكبرى لمختلف الأحزاب والتيّارات السياسيّة.وربّما كان للإنتماء إلى خط سياسيّ تنظيميّ وحزبيّ معيّن دور كبير في رواج عدد من الأسماء الثقافيّة وتصديرها إلى شريحة واسعة خارج دائرة الثقافة النخبويّة. لكن هذا التداخل بين المشروعين الثقافيّ والسياسيّ كان على حساب الأول،إذ أصبح الثقافيّ رهناً بالسياسيّ لا يتحرك إلا من خلاله وبتوجيه منه،مما أدى إلى سيطرة حالة من السياسوية التي لا ترى في أي نشاط إنسانيّ بما فيه الفكريّ والثقافيّ إلا بعداً وحيداً هو السياسيّ نظرياً وعملياً،ما أدى إلى بروز أزمة مزدوجة على الصعيدين المعرفي والسياسي،تمثلت هذه الأزمة سياسياً بحالة من الرومانسيّة أدّت إلى العجز عن ممارسة السياسة كفنّ للممكن،وبتلك الدوغمائيّة التي أوقعت التنظير السياسيّ في الأيديولوجيا من حيث هي وعي زائف عجزت عن التأثير الفعليّ في واقع الأشياء. أمّا معرفيّاً،فقد أفصحت الأزمة عن نفسها من خلال فكر لم يعد قادراً على إدراك العام في الخاص،وعجز عن امتلاك البعد الفلسفيّ اللازم لتكوين المفاهيم الضروريّة للقبض على الواقع نظريّاً.وكانت النتيجة،أشباه من المثقّفين وأشباه من السياسيين أسهموا في فشل ذريع سياسيّاً وثقافيّاً..!

 واليوم..بعد ثورات وحراكات”الربيع العربي”،بانتصاراته وهزائمه،تدخل الدولة العربية ومعها المثقف العربي،حقبة أخرى بالغة التعقيد والمخاطر.بعد الحقبة التي همش فيها المثقف العربي واستسلم للعب دور المتفرج،وأحيانا الانتهازي الزبون،تطرح هذه الحقبة الجديدة على المثقف العربي سؤالا لجوجا لا مفر منه:أي دور يجب أن يلعبه المثقف العربي إبان هذه المرحلة التاريخية المتخمة بالغموض والمفاجآت والآمال والإنكسارات..؟ 

هناك توجه جديد لدى الكثير من الدول العربية للإعتماد في الخارج على شركات ومراكز العلاقات العامة،خصوصا الغربية منها،وفي الداخل على شبكات إعلامية رسمية أو خاصة مشتراة،من أجل تسويق شرعية وصحة إيديولوجياتها في السياسة والإقتصاد.وهي في هذه الحالة تشعر بأنها ليست في حاجة للمثقف كما كان الحال في الماضي.مما جعله (المثقف العربي) خارج السلطة وخارج الشعب،وهو وضع بالغ السوء بالنسبة للعب دوره التاريخي في نهضة مجتمعه.ومن هنا،فإن هناك حاجة ملحة لتأسيس علاقة جديدة متينة بالشعب،خصوصا بشبابه وشاباته.وهي علاقات تحتاج أن تبنى على أسس إبداعية جديدة تأخذ بعين الاعتبار الإفرازات الشعورية والتغيرات النفسية عند الجماهير التي حملتها "نسائم الربيع العربي"منذ سنوات مضت.في الماضي كثر الحديث عن تجسير الفجوة بين المثقف العربي والسلطة،أما الآن،فبعد ما طرحته جموع غفيرة من الشعب العربي في ميادين أكبر العواصم العربية من شعارات وأحلام وتطلُعات،فإنّ تجسير الفجوة بين المثقف العربي والشعب يجب أن تكون له الأولوية.ومن هنا،وعلى ضوء تجارب الماضي يحتاج المثقف العربي أن يحتفظ بمسافة معقولة بينه وبين السلطة،تسمح له قدرا ضروريا من الاستقلالية في التحليل والنقد والمساهمة في إنتاج فكر يتطور باستمرار. هذه المسافة لن تعني العيش في صراعات ومماحكات مع سلطة الدولة،وإنما لممارسة الحرية التي بدونها لن يوجد فكر إبداعي مفيد.. إن كل ذلك يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع وجود فئة خاصة من المثقفين التي تركز على توليد وحمل المعرفة اللازمة لصياغة رؤية عربية جديدة للعالم وللمجتمع العربي وللإنسان العربي تقترح بديلا عن الوضع القائم المتردي الذي تعيشه الأمة حاليا بسبب تكالب المحن على مسيرة “الربيع”الذي أرادته لنفسها..

إنها انحياز للحقيقة بدلا من الانحياز لمطالب القوة والعبث السياسي.إنها حمل لمهمة خلق المستقبل وليس فقط الإكتفاء بتحليل ونقد ما يجري في الحاضر.

 لن تكون مهام المثقف العربي في المدى المنظور سهلة،ولكنه قدر يجب أن يقبله ويحمل مسؤولياته.. 

وهنا أختم: لم يسبق للمثقف العربي أن وضع على المحك كما يحصل الآن،في خضم الربيع العربي،ولم يسبق لمقولاته وقضاياه وآلياته أن تعرضت للإختبار وامتحان المصداقية المرير،كما تتعرض الآن،فمنذ إنجاز مشروع التحرر العربي،من الاستعمار،برزت وتبلورت مهمة جديدة للمثقف العربي،وهي النضال مع الجماهير العربية،التي وجدت نفسها مقصاة،ومحرومة من نصيبها في-كعكة- المغانم،التي ترتبت بعد الاستقلال.ولقد ارتبط مشروع المثقف بالنضال من أجل التغيير،ومقارعة السلطات المهيمنة المتسلطة على رقاب الناس ومقدراتهم،غير أن الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل-الربيع العربي-لم تكن مصنوعة أو موجهة من قبل مجموعات من المثقفين،حتى إن جلهم بقي حائراً ومذهولاً أمام التداعيات الخطيرة،والمتسارعة للشرارة الأولى،ويبدو أن المثقفين لم يكونوا جاهزين لهذه اللحظة التاريخية،التي طال انتظارها عقوداً.ولقد أوقعت هذه التداعيات المثقف في أزمة هي الأعنف في تاريخه،وخلقت تناقضات ما زالت تتناسل في الساحة الثقافية،وتعرض نجوم الثقافة العربية للمساءلة والنقد عن دورهم،بل وعن جدوى مشروعهم الثقافي،في ظل التطورات الأخيرة،وتم توجيه أصابع الاتهام لهم بأنهم لا يفعلون شيئاً سوى التنظير المجرد،البعيد عن هموم الجماهير وطموحاتها،ولم تعد الجماهير تقبل أي دور لهم أقل من النزول إلى الشارع. 

على هذا الأساس يمكن القول،أنّ المثقف-اليوم-في ظل ما يسمى ب”إشراقات الربيع العربي”بحاجة إلى أن يكتشف ذاته من جديد،ولن يكتشف هذه الذات من خلال تلك الإيديولوجيات التي جعلته غريباً عن ذاته ومحاولة التقرّب إلى المواطن والشارع والناس متناسيا الضغوط التي تمارسها عليه السلطة،وأن يطرح ما بجعبته من فكر حديث وحقيقي يتناغم مع ايقاع -الثورات العربية-و يساعد في الآن ذاته على النهضة والثورة والتقدم.


محمد المحسن



حلم مرهون بقلم الكاتبة جميلة مزرعاني

 حلم مرهون


يا ويلي من غضب الدّحنون

إيدي ع اوراقو بتمون 

بحبّني..

ما بحبّني.. 

ورقة بتضوّي 

ورقة حلم مدفون

 

قطع قدّامي العمر 

فِضْيِتْ الحقلة 

من روح العطر 

ما بقي ولا وردة

بحبّني ..

ما بحبّني ..

 النّصيب  

بعلم الغيب مكتوم


العين عا حقلة الجيري

بلكي مزهّر عندن الدّحنون

بتسرق إيدي شميلة

ورقة تنطح ورقة   

بحبّني .. 

ما بحبّني.. 

ياي الهوى شو ملعون


 سمعت الجارة للجارة بتقول 

ما طلّق بعدو العزوبيّة 

نظراتو عنّا عالدّار 

ضربات قلبو جنونيّة 

يا خوفي .. 

يدقّ الباب عالعكّاز 

و ع اكتاف العمر  

تشيب الخبريّة 

وما يبقى بالبال 

ولا دحنونة  


جميلة مزرعاني 

لبنان الجنوب 

ريحانة العرب

إلى عشّاق اللغة المحكيّة لتزايد الطلب



"أنا التفسير الهَمَجيّ" بقلم الكاتبة هدى عز الدين

 "أنا التفسير الهَمَجيّ"

هُنا، يا سيِّدَ الوَقتِ،

أنا الهَمجيَّةُ في مُنتَصَفِ الانتظارِ.

لكَ عقلي،

ولي عفويَّتي؛ لعلِّي أَربَحُ منكَ النُّكرانَ.


أَقِفُ في مُنتَصَفِ اللُّعبةِ،

أَتابَعُ ضَرَباتِ التَّرْجيحِ.

فمَن يُتيحُ لي خَمسَ مَعالِقَ مِنَ الدَّواءِ الحارِّ،

أو نِصفَ قِنِّينةِ ماءٍ،

أَكْسِرُها في طُرُقاتيَ الهَمجيَّةِ؟


لكَ مِنَ القصيدِ أربعُ نِساءٍ:

الأُولى حَمَلَها الجِنُّ، وبَعْثَرَ فُتاتَ حُلمِها،

والثانيةُ رَفَضَها الواقِعُ، فَكَسَرَ خاطِرَ الحقيقةِ،

والثالثةُ تَبتاعُ السُّكرَ في دُروبِ عقلِكَ،

"وأخذَتْ من الظنِّ إثمَهُ

وها أنا، على مَتْنِ الاعترافِ، هَمجيَّةٌ،

أُتابِعُ قلبَكَ، وأُبَعثِرُ النَّبضَ المأزومَ به.

أنا على بُعدٍ منَ اليقينِ،

أَرسُمُ للشَّكِّ جَريمةً.


أحاكمُ الصَّبرِ، السُّكَّانُ، هَمجيَّتي.

لستُ مِنْهُنَّ، يا سيِّدَ الشِّعرِ.

أنا الإفكُ في مُنتَصَفِ الإيمانِ،

والخطيئةُ على بابِ الكنيسةِ.

أنا مَن نالَتْ منْ مُعاويةَ شَعرَةً،

ومنْ يوسفَ التَّفسيرَ.

فوقَ رأسيَ الطَّيرُ،

يَأكُلُ عِجافَنا،

لعلِّي الذَّبيحةُ بِيَديَ الهَمجيَّةِ.


هدى عز الدين



ألم يأن لهذا القلب ان يهجعا بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 ألم يأن لهذا القلب ان يهجعا

ومن أنينِ القهر يبرا ويرجعا


وعن الصريم الذي ليلاً جثا

ورمى ثقيلاً في جواه وأودعا


ألم يأن ان تلهى تياه جراحه

وتخلد لا ترى قرحاً وتسمعا


والى قسيم العز ينزل مسكناً

وبه لصبر الرجع يبلغ مضجعا


أما شاق فيه لوم اهل سفاحه

وظلم من ساب وعاب وأجمعا


وزاد عليه ان رماه وما كفى

وظل يزيد في أذاه ويقطعا


فيا قلب صَبراً لا تبوح بسره

وان غال فيك جوراً وأطلعا


وكن مثل ذاك الجرف الذي

اذ  فاض مدّاً أثابَ وأرجعا


وَيَا قلب حاذر من غريب لهى

وإن كان هزلاً لا يناف ويطمعا


وقل ربَّ يَوماً للأنين ووجعه

وحراب ذلٍ  منه تلوى وتصدعا

..............................................

عبد الكريم احمد الزيدي

العراق



● لغزة شهادتي و فتات رغيف ● بقلم الكاتب جلآل باباي ( تونس )

 ●  لغزة شهادتي و فتات رغيف

● جلآل باباي ( تونس )


يَسرى بِمَجْرَى مقلتي

دمع ساخن 

يجترٌ ملحه قلبي الكفيف

من غلٌق سحابة المطر؟

وإلى أين يمتدٌُ خرابِ الأرض المقدسة؟

متى يذوب رماد هذا الخريف؟،

حتّى الطرق لم تفقه خطى الراحلين

هنٌ نساءٌ المخيٌم باقيات

وحدهنٌ يفتٌشن بين أشلاء البيوت

عن فتات رغيف 

من ذاك الذي يخفي خطيئة الرصاص؟

من يردمُ في التّرابِ ملامِح العفيف؟

يسيرُ فوْقَ جسد غزٌة

 يضحكُ ساخرًا من صمت سخيف 

ها اني أعاند صوتَ الرّياحِ 

تًغرْغِرُ في فَمي 

ثمّ  تتلف دمي الشفيف

هذا جرحي خفيفٌ 

وأنبياءُ المدينة واقفونَ على قلقْ

عند مرمى الرصيف

لم أدرك حزن سيري

وحيدا تتقاذفني الرّيحِ 

مدٌا و.. مدٌا و نَيْفِ

تتلاعب أصابع الدم

بساحة الأطفال

أنتظر غيث السماء 

 قدْ يمحو خَطايا الأنبياءِ 

التّائهينَ بأرضِ حُزنها

 مدينة الله الرؤوف

سمٌتني أيادي الغيبِ الخفيِّ

 شاعرا يطوٌع الأبجديٌة

يُجمٌل القبيح

و يكبح جماح النزيف

 آتيك غزٌة خالي الوفاض

إلاٌ من خُطاي 

برغم عثراتها

 تتمرٌد على الدٌخيل العنيف

و هذه يُمناي تحمل رايات

النصر ✌ بسبٌابة و وُسطى

أمامي صهيل حجارة 

وخلفي جمهرة غاضبة

لا تخشى دبٌابة السخيف

لغزٌة شهادتي ..

أقيم شامخا بين المخيٌم والنار  

مسافة عطش مزمن

و فُتات رغيف.


          •أغسطس ٢٠٢٥



وليد رشيد القيسي: تجربتي في الصين... نموذج من الخيال والإبداع في ظلّ التنوع الثقافي. حوار : دنيا صاحب - العراق

وليد رشيد القيسي: تجربتي في الصين... نموذج من الخيال والإبداع في ظلّ التنوع الثقافي.

حوار : دنيا صاحب - العراق

يخوض حالياً الفنان التشكيلي وليد رشيد القيسي تجربة فنية وإنسانية استثنائية في الصين، في بلد زاخرٍ بالخيال والابداع وشكلت له رؤية،  لمشهد في فضاء تفاعلي وعاطفي اثناء عملية الخلق، واكتشاف مادة  خلاقة وشفافة (البورسلين)  وفيها من الخلق الرائع . والتي تدخل في تفاصيل حياتنا اليومية. إن إقامة استوديو الفنان وليد في الصين ليست مجرد رحلة عمل أو انتقالًا جغرافيًا، بل حياة أخرى في عالمٍ موازٍ، يمتزج فيه الخيال بفلسفة الابتكار والإبداع الذي يتجاوز حدود التقليد، في سعيه لاكتشاف حقيقة  المنجزات الفنية والمتناغمة مع قانون تجليات العقل البشري المرتبطة بطاقة المادة .

أعاد الفنان وليد رشيد القيسي بناء علاقته بالنحت الخزفي  بوصفه  عملا فنياً إبداعيًا. بدأت أسئلته القديمة تتجدد لتولد رؤى جديدة تعيد تعريف الجمال ومعنى الفن من خلال مفاهيم وغرائبيات معاصرة، في رحلة استمرت شهرين  في بلاد  الحضارة الصين. 

في هذا الحوار، يروي القيسي كيف تفاعل مع المكان المدهش، واضافة  له ولخبرته  الطويلة في التعامل مع مادة الطين ، واللون والشكل، ليصبح  عنده رمزًا لحالة فلسفية ووجودية تتداخل فيها العناصر الفنية.

• باعتبارك فنان مقيم في (مدينة جينغدتشن) Jingdezhe العريق بالبورسلين. بصفة فنان استوديو كيف تنظر إلى التجربة المثمرة ، والعمل مع مجموعة من الفنانين المحلين والاجانب .


تمثّل هذه التجربة انفتاحاً واسعاً على الثقافة العالمية المشبعة بالرموز الشرقية الصينية.

العمل المشترك مع فنانين من الصين واوربا وامريكا وجنوب شرق اسيا، بيئة فنية خصبة  تتسم بروح الجماعة والتعاون فيما بيننا،  وهذه ليست التجربة الاولى لي سابقا  كنت اقيم بصفة فنان استوديو  كل من الدنمارك واليابان وايطاليا والدوحة ، كلها منحني منظوراً جديداً تجاه هذا الفن   المعطر بعبير يفوحُ منه تاريخ الارض ويسجل بصماته عبر حروف نسخت على صفحاتِ مرثيةٍ لعناوينَ من ترات. فلم أعد أراها مجرد وسيلة لصقل المهارة أو التعبير عن رؤية فنية، بل باتت بالنسبة لي كياناً يحمل ذاكرة وتاريخاً حضارياً.

في هذا السياق، يدور بيني وبين المادة حواراً  تأملي داخلي، ومحايثةٌ  طويل أوسع مع من حولي، مما اجعل التجربة عميقة ومفعمة،  كأنها داخل روضة خضراء وسحابة بيضاء ترقدُ بهدوء. تُداعب نسمات الهواء بلوعة لم تُشبع.

• هل تعتبر هذه التجربة امتداداً طبيعياً لمسارك الفني، أم تراها لحظة تحوّل نوعي تنقلك إلى مرحلة جديدة من التجريب الجمالي والمفاهيمي؟

    في فضاء، نشوة شكلت طينا،تُراقصهُ ملامح وحسرة ذاكرة غارقة في لججِ الخلق. متوغلًا في أعماق امتداد لمسيرتي الفنية تضاف لدرب المعرفة ، وهذه الاضافة هي انغماس في بيئة مغايرة كي  يخرج منه شكلاً وجداراً يُغطي تاريخَ تراب  الارض، ويفتح لي بابًا اوسعًا للبحث والتجريب. ما أصنعه اليوم ليس تكراراً لما مضى، بل هو تجربة ضائع الجواب فشكلَ خرابًا، أتبنّى فيها مفهومي "الغرائبي" و"المفاهيمي" اللذين يتبلورا بوضوح في نتاج أعمالي المتنوعة.

• في أعمالك الخزفية، تبرز  الخطوط والشقوق والتصدعات كعنصر بصري مهيمن. ما دلالة هذا التعبير البصري في التصدعات؟ وما فلسفة "اللامكتمل" في رؤيتك الفنية؟

"التصدعات" هي ظلال ضالتها شاخت  بفعل الزمن حاملتاً رموز  بصرية وتعبيرية لتكشف عن المكان والزمان، وتُحيل إلى التآكل الذي يطال جميع الاشياء . أما "اللامكتمل"، فهو دعوة للتأمل في كيفية اكتمال النقص، بوصفه مدخلاً للوصول إلى معرفة الجزء الغائب الذي يمنح الكل معناه. في التصدع، يكمن أثرٌ خفيٌّ يروي حكاية دفينة في لغة يتيمة، هجرتْها أشجارُ النخيل، فاستعادتْ خرابًا.

•إن أعمالك تقع في فضاء "اللاتعيّن" و"تفكيك البِنيوية"؛ فأين تقع القصدية الفكرية في الابتكار؟ وكيف تستحضر هذه العملية علاقة المادة بالحس الوجداني؟

تتلاشى الأشياء في بعضها لتعيد صياغة لسيرة حروفها شاكست غرائز  مبهمة ، وكأنها أحبار مدمنة تتيهُ بين الوجود والكينونة. لهذا القصدية لا تكمن في الشكل الظاهر، بل هو نور بهيج يبدد غبش الظلام في العمق البنيوي للمادة، في ما لا تستحضُر بالعين المجردة. حين أتعامل مع المادة، لا أفرض عليها شكلاً نهائيًا مغلقًا، بل أتركه مفتوحًا للرؤية البصرية، حتى تتفاعل مع التكوين ، وأشكّلها بيد الصديق الحميم، لا بيد الحاكم المتصنّع بدرس اكاديمي .الحس الوجداني يتسلل من خلال هذه العلاقة الحميمة مع الطين، ومع تلك اللحظة التي أتأمل فيها سرد العمل الفني، حيث يصبح كل عمل هو شكلا  اخر لتجربة شعورية ذات رؤية بصرية.

•تبدو في لوحاتك ومجسماتك حساسية عالية في اختيار الألوان وتنسيقها. ما فلسفتك في استخدام اللون؟

اللون ليس زينة في عملي، بل سقوط يكسوه الاحتجاج  عبر عبير أسئلةٍ نامت بين أحضان فراغ ابيض. هو كيان حي يحمل بين طبقاته وسطوحه معانٍ .

أحيانًا أختار الألوان واحيانا اتركها  كي تطرقتُ أسئلة لخريطةالخراب،  لتقول ما لا يُقال بالوصف، وتفتح  صفحات للتأويل ، أو لتعكس رؤية بصرية وذائقة منغمسة بين الداخل والخارج أو العكس. وفي هذا السياق، يُعدّ اللون إيحاءً رمزيًا بصريًا يعكس خرابا يحمل معانٍ خاصة بعملي . أحرره من كونه جسدًا ماديًا، وأمنحه صفة رمزية وبصري، محمّلًا بكثافة الشعور ، ووزنًا خاصًا به. اللون  أسئلة مُربِكة فتتْ وجودًا  وخففت همساً غائب،لتعيد صياغة التكوين. 

•ما دلالة الألوان في أعمالك؟ وكيف أثّرت الثقافة الصينية في توظيفك لها؟

تسلّلت رؤية دفينة ببطء من ماض مُخبأ، بين مادة البورسلين وجلد الأرض، التقط أجوبة ظلها زهرة أحتضنت نجوم الليل. قليلًا ما أستحضر رمزية الألوان، ولا سيما في تواصلي مع الثقافات الاخرى، حيث يتجاوز اللون المطبوخ بعلامةٍ محسوسة على جسد الشكل . يتلألأُ منه  اللون وعلى سطحه وحشةً مكحلة بخطوط  نقشت جفن الأرض  لتعطي معانٍ . ارممُ ما تبقى من جرح خرابه قابِع تحت الرمال، واتذوّقُ  نهاراتٍ بلون التراب المالح.  

•في الختام، ما الرؤى أو المقترحات الجديدة التي استخلصتها من تجربتك الفنية في الصين، والتي تودّ أن تشاركنا بها؟

 الصين بلد لا يعرف المستحيل ومفتح لجميع الثقافات يأخذ ويعطي . تجربتي  كانت بمثابة  رحلة حج  لفضاءات لم تبتكر بعد من الفكر والإبداع. بوصفها كائنًا حيًا يحمل بُعدًا تاريخيًا وثقافيًا متجذرًا في الذاكرة .

أدهشتني العلاقة العميقة التي يقيمها الفنان الصيني بين التأمل  والطبيعة، وبين جماليات الحياة اليومية.

أدركت أن الفن لا يُنتَج فقط داخل الأستوديو، بل يتشكّل أيضًا في التفاصيل التي تقع خارجه: في الطبيعة، والطقوس الروحية والدينية ، وفي نظرتهم العميقة للحياة.  ومن بين الرؤى التي أحملها معي: تعزيز البُعد التأملي في العمل الفني، وتوسيع مفهوم "اللامكتمل" بوصفه مجالًا مفتوحًا للخيال والتأويل.

(بلمس  الطين تتضح الأشياءِ وتنضج العبارة)














الفنانة تمارا الأنباري: مشروعي الفني بلا سقف... أتركه مفتوحاً على احتمالات لا نهائية حوار الإعلامية دنيا صاحب – العراق

الفنانة تمارا الأنباري: مشروعي الفني بلا سقف... أتركه مفتوحاً على احتمالات لا نهائية


حوار : دنيا صاحب – العراق


أسّست تمارا الأنباري حضورها الفني بخطى مدروسة، منطلقة من قاعدة جمالية راسخة تمزج بين التكوين الأكاديمي والخبرة العملية. منذ سنواتها الأولى  أبدت ميلًا واضحًا للرسم، حيث شكّلت البيئة الثقافية في مدينة بابل — بما تحمله من إرث حضاري وميثولوجي — النواة الأولى لوعيها البصري. هناك حيث تمتزج الرموز مع الأساطير، بدأت تمارا بتفكيك الشكل والمضمون، متأملةً دور الفن في التعبير عن القضايا الوجودية، وفي مقدّمتها المرأة بوصفها كيانًا إنسانياً وجمالياً في مجتمع عربي حضاري.


لم تتقيّد تمارا الأنباري بالانتماء إلى مدرسة فنية واحدة،  تبنّت نهجاً حراً يقوم على التجريب وتعدّد الأساليب، ما منح أعمالها مرونة فكرية وتكويناً بصرياً متجددًا. ومع انتقالها إلى العمل المؤسساتي في مجال إدارة المعارض في الإمارات – أبو ظبي ودبي – تمكّنت من تحويل سدو آرت غاليري إلى منصة فنية تفاعلية تجمع بين الرؤية التشكيلية والوعي الثقافي، من خلال تنظيم معارض ذات بُعد دولي تسهم في تعزيز التبادل الثقافي ودعم الفنانين المبدعين وفقًا لخصوصية تجاربهم الفنية.


في هذا الحوار، نُقرب تجربة تمارا الأنباري بوصفها نموذجاً لفنانة عراقية استطاعت أن تحقق قصة نجاح عبر الموازنة بين الإنتاج الإبداعي والإدارة الثقافية، وأن تؤسّس موسوعة  لفكر بصري معاصر منفتح على الآخر دون أن يتخلّى عن خصوصيته الرمزية الثقافية.


* بدايةً، كيف تُعرفين نفسكِ للجمهور؟ ومتى كانت المراحل الأولى في الرسم؟


- تمارا أنباري، فنانة تشكيلية و غاليرست وأعمل في مجال منصات الفنون التشكيلية مديرة لسدو آرت غاليري، أما المراحل الأولى في الرسم لقد كانت مبكرة جداً، وجدت في حينها دعما عائلياً كبيراً، وهو ما جعل رهان الفن يشكّل جزءاً أساسياً من شخصيتي في مراحل عمري اللاحقة وحتى الآن.


•  ما هي الفلسفة التي تبنيتها في أعمالكِ الفنية؟ وهل تستلهمين من مدارس فنية معينة أم تفضلين أن يكون أسلوبكِ حرًا؟


• الفنان لا يجب أن تحتكره فكرة ما، عليه أن يبتكر أشياء جديدة كل يوم ليتمكن من مواكبة عصره، وبالنسبة للموضوعات التي أرسمها، فلقد كانت البداية من خلال استلهام الأبعاد التاريخية والميثولوجية في حضارة وادي الرافدين حيث كانت نشأتي في مدينة بابل التاريخية، وكنت قريبة من الأرض التي منحت العالم الفكر والمعرفة وبواكير الفن الأولى وتأثرت بالموروثات والأساطير وكنت أقضي ساعات طويلة من يومي في رسمها، ولقد انتبهت في مرحلة لاحقة ومع بداية مرحلة الشباب الى المرأة ودورها في مجتمعات مغلقة فصار هذا الموضوع يتكرر في عملي بسياقات وأشكال مختلفة.


•  استطعتِ خلال فترة قصيرة فتح نوافذ واسعة لفنكِ ولأعمال فنانين آخرين على الساحتين العربية والعالمية. ما هي العوامل التي ساعدتكِ في تحقيق قصة نجاحك؟


• أعمل في هذا المجال منذ عدة سنوات، فلقد سبق لي أن قمت بالعمل في غاليري ومتحف للفنون الحديثة في العراق، وبعد انتقالي للإمارات عملت أيضاً في أحد الغاليريات في أبو ظبي ومنحتني هذه السنوات من العمل في مجال الفن خبرات وعلاقات واسعة مع الفنانين والمعنيين والمهتمين بالفن من جنسيات مختلفة محلية وعربية وعالمية، وهو الأمر الذي ساهم أن يجعلني أنتقل نقلة نوعية محملة بتجارب عميقة في فهم آلية العمل التشكيلي والحركة الفنية بشكل عام مما انعكس إيجابياً على عملي في إدارة سدو آرت غاليري وجعله ينفتح على الفنون البصرية المختلفة


• كيف تطورت تجربتكِ في مجال الفن إلى مشاركة فعالة  خاصة في إدارة المعارض وتنظيم المشاركات الفنية الدولية في غاليري في أبوظبي ودبي ارت ؟


• أتيت إلى الإدارة من الفن ذاته فأنا في المقام الأول فنانة تشكيلية لديٌ خبرات وتجارب عدة وسبق لي أن أقمت معارض فردية ومشاركات جماعية في بلدان عديدة، وكان لهذا الأمر دور في تسهيل الكثير من المعوقات التي صادفتني أثناء العمل، خصوصاً وأن مشاركتي في أبو ظبي آرت هي الثالثة من نوعها، وأصبحت قادرة على التعامل مع كل التفاصيل التي تفرزها مثل هذه المشاركات الكبرى. وفيما يتعلّق بتنظيم المشاركات الدولية، فهذا رهان جمالي نمنحه في سدو آرت غاليري الأولوية، فالفن في عصر العولمة بشتى مدارسه وأساليبه وتياراته انفتح على بعضه ومثل هذه المشاركات تجعلنا قادرين على مواكبة فنانين يمثلون ثقافات مختلفة، وهو أمر إيجابي لتعميق الحوار الفني ودفعه إلى آفاق جديدة.



• ما المعايير التي تعتمدينها في اختيار الفنانين المشاركين في معارض الكاليري، خصوصاً في معرض ضخم مثل "أبو ظبي ودبي آرت؟


• القيمة الفنية للأعمال معيار

 لا يختلف بشأنه أحد، وهو أمر معمول به في كل مكان، ولكن من المعروف أن الغاليريات في الغالب تميل إلى تبني مدارس فنية دون سواها، فنجد غاليري يحتفي بتجارب المدرسة التعبيرية وآخر يحتفي بالتجريد أو البوب آرت أو الفن الواقعي. وبالنسبة لنا في سدو آرت غاليري ننظر إلى التجارب بمعزل عن التيارات، فقد نعرض عملاً تجريدياً وآخر تعبيراً في ذات الفضاء إذا استوفيا الشرط الجمالي بشكل كامل، فالفن دائرة تقود إلى بعضها، ودورنا هو التنبيه على هذه التجارب وأهميتها وكسب ثقة جمهور الغاليري ورواده.

وفي مشاركتنا القادمة ستكون هناك حوارات فنية بين مجموعة من الأساليب، من أجل تعميق الخطاب الجمالي وإثراء الساحة.



• هل كان للبيئة العراقية تأثير خاص في تشكيل رؤيتكِ الفنية والجمالية في الرسم ؟


• لا يمكن للفنان أن ينفصل عن بيئته فهي شبيهة بالرحم الأول الذي يشهد التكوين والنمو والعراق بلد له تقاليد غنية وعريقة في الرسم، ولا يكون اختراق المشهد التشكيلي ممكناً دون توفّر الفنان على أدوات وتقنيات بمستوى مرتفع فالساحة التشكيلية تزخر بفنانين ونقاد من أجيال مختلفة يرصدون التجارب الجديدة التي تمتلك القدرة على الإضافة الحقيقية للمشهد الفني، ولقد استطعت الإمساك بالفرصة التي اتتني بقوة وعرضت في أهم الغاليريات في العراق واجتهدت بصناعة اسمي بهدوء وصبر وثقة. فالساحة التشكيلية في العراق تعتبر مختبراً حقيقياً للأفكار وصراعاتها بسبب حركة النقد ووضع الفنانين بشكل مستمر تحت عدسة مكبرة لرصد تطور أدواتهم، وهذا ما ترك تأثيرات حاسمة في تشكيل رؤيتي الشخصية للفن وأصبحت بمرور الوقت رصيداً أفخر بامتلاكه.



•  للسنة الرابعة على التوالي يعرض الفنان والموسيقار العالمي نصير شمة أعماله التشكيلية في معرض أبوظبي آرت برأيكِ ما الذي يميز أعماله  ويجعلها تحظى بحضور مستمر وبارز في الساحة الفنية؟


• نصير شمة فنان مجتهد ويملك القدرة على معرفة المنطقة التي يحرث فيها إبداعه، وهو أمر ليس سهلاً أبدا، فبوسع المتلقي أن يدرك منذ الوهلة الأولى الهوية البصرية الواضحة لأعماله، كما أن نصير فنان ينسجم فيها بشكل اسطوري الموسيقار و الفنان معاً، فهو يملك رؤية واضحة كرّست خطابه الفني وجعلته يصل للآخرين بسلاسة وشغف كبيرين فخاماته وعجائنه تختلف عن الخامات والعجائن المستعملة عند غيره فهي مستمدة من ورشات صناعة العود في محترفه الموسيقي وهذا ما يجعل النقاد يميلون إلى إطلاق مصطلحات تواصل عبورها بين الموسيقى والرسم للتعبير عن هوية أعماله التشكيلية، ولعل أكثرها حضوراً هو مصطلح موسيقى اللون، أو الرسم بالموسيقى، ونتيجة لقدرته على الإمساك بمختبره البصري وتأسيسه منطقة خاصة به نجد المهتمين والمعنيين بالفنون التشكيلية يجعلون من أعماله رهاناً جمالياً ومرتكزاً مهماً في المحافل الكبرى مثل أبو ظبي آرت، ونحن في سدو آرت غاليري سعداء بالتعاون معه وإطلاق صيغة مشتركة للتعاون مستقبلاً.


• ما طموحاتكِ المقبلة فنانة تشكيلية ومديرة غاليري ارت خاصة مع التطور الفني والثقافي المتسارع الذي تشهده الإمارات العربية المتحدة؟


• لا أفكر كثيراً بما سيبلغه مشروعي الفني أو مشروعي في إدارة الغاليري وتنظيم الفعاليات الفنية، فهذه الأمور هي نوع من العمل والتفكير اليومي الذي لا ينبغي لي أن أحدّد سقفه، بل أجعله مفتوحاً ولا نهائياً لأتمكن في كل مرة من خلق أسئلة جديدة وانجازات مهمة.

فأنا مثلاً أفكر منذ الآن بالخطوات اللاحقة التي تعقب أبو ظبي آرت والتفكير جدياً توسيع المشاركة والانفتاح على دبي آرت والمساهمات الخارجية التي تكفل لهذا المشروع التواصل والامتداد والتطور والنظر الى آفاق جديدة.

وأنا كفنانة لا أريد الفصل بين تمارا الرسامة والإدارية فهي دائرة واحدة يعتمد حضورها وتواصلها على قوة التوازنات ونوعية القرارات التي أتخذها. وهنا يمكنني التأكيد أنني جزء جوهري من كل ما يحدث حولي وآخذ بنظر الاعتبار جميع التطورات التي تشهدها الساحة وأعمل وفقها بما يجعل مشروعي كفنانة ومديرة غاليري مستمراً وقائماً.















معرض "كل أشكال التجريب" يستعرض إرث جماعة بغداد للفن الحديث ' – تموز 2025 – دنيا صاحب - نيويورك

 معرض "كل أشكال التجريب" يستعرض إرث جماعة بغداد للفن الحديث ' 


– تموز 2025 – دنيا صاحب -   نيويورك 


أطلق مركز الدراسات التنسيقية (CCS) بكلية بارد، بالشراكة مع متحف هيسل للفنون، المعرض الفني الكبير "كل أشكال التجريب: إرث جماعة بغداد للفن الحديث"، ضمن فئة المعارض الكبرى، في أول عرض شامل من نوعه يُعنى بإعادة قراءة تاريخ الفن العربي الحديث والمعاصر من زاوية عراقية فريدة، تبرز من خلالها تجربة جماعة بغداد للفن الحديث بوصفها حركة جماعية حداثية رائدة في سياق ما بعد الاستعمار.


يمثل هذا المعرض فصلًا جديدًا في دراسة الحداثة الفنية في العالم العربي، من خلال تسليط الضوء على جماعة بغداد التي تأسست عام 1951، واستمرت حتى أوائل السبعينيات، كقوة إبداعية جمعت أجيالًا من الفنانين الذين سعوا إلى خلق جمالية حديثة تُجسّد ملامح هوية وطنية صاعدة، وانفتاحًا على المفاهيم الجمالية المعاصرة.


من بغداد إلى العالم: الحداثة بمنظور عراقي


يدعو المعرض جمهوره إلى اكتشاف الحداثة الفنية من خلال منظور عراقي، باعتبار العراق مركزًا حضاريًا وثقافيًا شهد تقاطع التأثيرات بين غرب آسيا، شمال أفريقيا، وأوروبا. ويقدّم المعرض قراءة تاريخية وتحليلية لتأسيس الجماعة وتطورها، فضلًا عن تأثيرها العميق في الأجيال اللاحقة من الفنانين.


يضم المعرض أعمالًا بارزة في مجالات الرسم، النحت، والرسم التخطيطي، بالإضافة إلى مواد أرشيفية نادرة تشمل لقطات إخبارية، بيانات تأسيسية، ملصقات المعارض، وكتيبات من تصميم الفنانين أنفسهم، ما يمنح الزائر تجربة بصرية وسردية غنية ومتكاملة.


مؤسسات داعمة ومجموعات فنية رائدة


يعتمد المعرض على مجموعات بارزة من مؤسسات فنية مرموقة، من بينها:


مؤسسة بارجيل للفنون (الشارقة، الإمارات)


مؤسسة رمزي وسعيدة دلول للفنون (بيروت، لبنان)


مؤسسة فرجام (دبي، الإمارات)


مجموعة إبراهيمي (عمّان، الأردن وبغداد، العراق)


متاحف قطر / المتحف العربي للفن الحديث (الدوحة، قطر)



كما يضم المعرض أعمالًا من مجموعات خاصة لفنانين أفراد وعائلاتهم، أبرزهم: مجموعة ضياء العزاوي، ومجموعة عائلة الفنان محمد غني حكمت.


رؤية تنسيقية جماعية وإخراج فني شامل


جاء تنسيق المعرض بإشراف:


ندى شبّوط، أستاذة فخرية في جامعة شمال تكساس، وباحثة زائرة في جامعة نيويورك – أبو ظبي


تيفاني فلويد، محاضرة في الفن الحديث والمعاصر بجامعة شمال تكساس


لورين كورنيل، المديرة الفنية لمتحف هيسل للفنون



كما أشرف على تصميم المعرض إيان سوليفان، مدير المعارض، بمشاركة بحثية وتحريرية من الطالبتين زهرة أميني (دفعة 2025) وتروث موراي-كول (دفعة 2026).


ويُرافق المعرض كتالوج شامل من تصميم هالة العاني ونشر مركز CCS بارد، يضم مقالات نقدية للقيّمين، مساهمة من نبيل صالح (دفعة 2025 – CHRA بارد)، وتأملات من بعض الفنانين المشاركين وصورًا توثيقية للأعمال المعروضة.


فنانون من خمسة أجيال


يغطي المعرض أعمالًا فنية تمتد من عام 1946 وحتى 2023، ويبرز العلاقات بين أعضاء الجماعة، من أساتذة وتلاميذ، بالإضافة إلى مساهمات الفنانين الأقل شهرة إلى جانب مؤسسي الجماعة ومجايليهم.


ومن بين الفنانين المشاركين:


فرج عبو، محمد هيمت علي، صادق كويش الفرج، ضياء العزاوي، رسول علوان، شاكر حسن آل سعيد، خليل الورد، قحطان عوني، بوغوص بابليان، عمار داوود، إسماعيل فتّاح، غسان غائب، محمد غني حكمت، جبرا إبراهيم جبرا، فؤاد جهاد، أرداش كاكافيان، هناء مال الله، محمود عبيدي، وداد الأورفلي، سعاد العطار، خالد الرحال، ميران السعدي، محمود صبري، نزيهة سليم، نزار سليم، جواد سليم، لورنا سليم، كريم ريسان، وليد ستي، ونزار يحيى.


دعم ثقافي واسع النطاق


يحظى المعرض بدعم رئيسي من:


مؤسسة بارجيل للفنون


مؤسسة رمزي وسعيدة دلول للفنون


مؤسسة فرجام


مجموعة إبراهيمي


متاحف قطر / المتحف العربي للفن الحديث



كما يتلقى دعمًا إضافيًا من:


مؤسسة آندي وارهول للفنون البصرية


مؤسسة إي. رودس وليونا بي. كاربنتر



وتُقام المعارض بدعم سخي من: لونتي إيبرس، مؤسسة ماريليوز هيسل، مؤسسة روبرت مابلثورب، مجلس إدارة مركز الدراسات التنسيقية، وداعمي المركز وأصدقائه.


جماعة بغداد... بين التجريب والتجديد


يركّز المعرض على البُنية الجماعية المتحوّلة لجماعة بغداد، حيث لم تكن العضوية فيها حالة مغلقة، بل تيارًا متجددًا من الأشخاص والأفكار والممارسات الفنية. ويكشف المعرض عن عمق الحوار الجمالي الذي دار داخل الجماعة بين الأصالة والمعاصرة، وبين الماضي والحاضر، في سعي دائم نحو الابتكار الفني..









بقلم الأميرة الهاشمية دنيا صاحب - العراق (صورة النبي )

 بقلم الأميرة الهاشمية دنيا صاحب - العراق 


(صورة النبي )


صورتُك تتلألأُ في قرينةِ عيني،

وحبّي لكَ يسري في عروقي،

أراكَ في يقظتي ومنامي،

أسافرُ معك في سبعةِ طرائقَ

موصولةٍ بأهلِ السماء،

يتدفّقُ حنيني إليكَ صبوةً حبيبة،

من ذريّتِك، يا أبا الأحرار.


تسمعُ نبراتِ صوتي، حين أتنهدُ بالصلاةِ والسلامِ عليك،

مددتُ يدي إلى صدركَ الذي يشعُّ نورًا،

وما أرجوه هو رضاكَ عنّي،

المقترنُ برضا الله، يا مولاي.


أنتَ نورُ اللهِ العظيم،

ونورُ بصيرتي من اسمِ الله "النور"،

لا تغيبُ عن أرواحِ محبِّيك،

ربَّيتني على يديكَ لأكونَ قنديلًا للنورِ الوهاج،

أستمدُّ من سراجِ ضيائك المحمديِّ

رؤيتي في المعارفِ وعلومِ القرآن.


أجلسُ في حضرتِك، وبيدي مصحفُ القرآنِ العظيم،

وقد تلوتُ سورةَ الرحمن،

فجعلتَني ترجمانةً لعلمِ البيان،

أتحدّثُ بلغةِ أهلِ الجِنان،

بلسانٍ عربيٍّ فصيح،

وأهديتَني كسوةَ النور،

هدايةً وصلاحًا لأمّةِ الثقلين.


منديلي الأبيضُ

يلوّحُ به أصحابي، قائلين لي:

"خُذينا معكِ إلى حياةِ الخلود،

نريدُ أن نغادرَ حياةَ الأرضِ نحو دارِ السلام."


مولاي، يا قُرَّةَ عيني،

أنتَ سندي وملاذي وسطَ رُكامِ البشرِ المتحجّرين،

تجعلُ دوائرَ أهلِ السوءِ تدورُ عليهم،

لن يقتصّوا منّي، فقد صدَدتَ كيدَهم عنّي مصروعين.


أنتَ دليلي للصعودِ نحو سُلَّمِ السماء،

أنفُذُ من أقطارِ السماواتِ والأرض،

لأشهدَ حقيقةَ خبايا الوجود، بعينِ المكاشفةِ والشهود.


إليكَ مددتُ يدي، في محيطٍ جارفٍ من الظلمات،

فرفعتَني إلى مقامِ ورثةِ الأنبياءِ والمُرسلين،

أنتَ وسيلتي، ومعك الأسباطُ الاثنا عشر،

وبفضلِ الصلاةِ والسلامِ عليكم، بلغتُ مقام:

﴿قابَ قوسينِ أو أدنى﴾،

حيث يُستجابُ الدعاءُ على أحرّ من الجمر،

جعلتني في معيّتك، أسمعُ نداءكَ،

وأراكَ حاضرًا، شهيدًا على بقائي معك.

وحين أناجيك، تحتضنني بين ذراعيك الأمل،

وأشعرُ بالأمانِ والسلام.


العمل الفني للفنان التشكيلي العالمي

د. علاء بشير – العراق



الخميس، 31 يوليو 2025

ردُّ أنثى بقلم د/آمال بوحرب

 ردُّ أنثى 

(لمن ظنّ أن الجمالَ أنثى…)


زَعَمتَ أنّي خاتمُ الحُسن…

أما علمتَ أن الكمالَ لا أنينَ فيه

أنَّ النورَ لا يُولدُ من رحمِ الظلّ

وأنَّ الجَمالَ لا يُقطَعُ من ضلعٍ نازف؟


أنسيتَ، يا ابنَ التراب

من نَفخَ فيك الرؤيا

وجعلَ فيك النطفة الأولى؟

من علّمك أن تَهجوني مديحًا

ثمّ تسجدَ في سِرّكَ

لفكرةٍ خُلِقَتْ منِّي؟


يا من جعلتَ من وجهي سفرًا

ما كانت عيناك تمدحني

ولكنها  تبحث 

عن قصائدك التي أحرقتها

امرأةٌ قبلي…


ظننتَني فوق النساء؟

ما خِلتُك قد أجدتَ الرؤية

كلُّ امرأةٍ منهنّ نبيّةُ ألم

وفي كلّ كفٍّ نهرٌ لم يُسمّ

وفي كلّ جرحٍ صلاةٌ بلا محراب


ما الحُسنُ تاجي…

بل وجعي

وشقائي الذي يشبه يقينَ المجاذيب

أنا التي مشتْ على حدّ الذكر

أنا التي بكَتْ عنك

وغفرتْ لكَ

قبل أن تخطئ النطق باسمي.


فاخلع لغتَك

واختر لغةً أقدم من الحرف…

اختر سريانيةً نُسيتْ في الكتبِ المنفيّة

لعلّها تُجيدُ أن تقولني

حين عجزتَ أنتَ

عن فكّ ختمي

د/آمال بوحرب



الأربعاء، 30 يوليو 2025

على هامش اليوم العالمي للصداقة*. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش اليوم العالمي للصداقة*


كتب الصحفي التونسي المتمرس نورالدين المباركي فقال..


الصداقة معنى متحرك و نسبي ،مرتبط بالمساحة و الظروف التي يتأسس فيها ...لكنه يبقى تلك العلاقة النفسية التي تشعرك بالارتياح و الاطمئان .

الصداقة،قد تتجاوز،احيانا،العلاقات الدموية..يُقال " أخي الذي لم تلده أمي" ..

وقد تتجاوز ما يطلق عليه في العمل التنظيمي " العلاقات الرفاقية والأخوية " ،لتجد خارجها أصدقاء،بعيدا عن توزيع معايير الولاء و يشبهون الحقيقة أكثر من الشعارات: أوفى، أصدق...

هي علاقة دون عقد مكتوب  يشترط توقيعا،  لكنها التزام اخلاقي اكثر صرامة..يفرض عليك لا احترامه فقط و إنما الحفاظ عليه ..

والحفاظ على ذلك مرتبط بما راكمته من تجربتك الإنسانية لأنك في لحظة صدق،حين تُمتحن الصداقة،لا تكون أمام أحد،بل أمام نفسك.


نورالدين المباركي

مراسل قناة فرنسا 24 france


وأنا أقول :


الصداقة ليست مجرد علاقة عابرة أو ارتباطًا ظاهريًا،بل هي رباطٌ نابعٌ من أعمق أعماق الروح، يُكرّس قيمَ الإخلاص والتضامن والتآخي.إنها تجسيدٌ للإنسانية في أصفى صورها،حيث يجد المرء في صديقه مرآةً لنفسه،وسندًا في الشدائد، وفرحةً في الأيام المشرقة.  

تتجاوز الصداقة،في جلال بعدها الإنساني حدود المصلحة الشخصية،لتصبحَ جسرًا بين القلوب، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الثقافة.إنها تذكّرنا بأننا،رغم اختلافاتنا،نتشارك المشاعر نفسها: الحب،الألم،الأمل.وفي عالمٍ متخم بالانقسامات، تُصبح الصداقة رسالة سلامٍ تُعيد للإنسانية وَحدتها المفقودة.  

وكما قال الشاعر:  

"الصديقُ مَن إنْ صارَ قَلْبُكَ قَفْرًا..سَقَاهُ وَرَوَّاكَ وَلم يَستَثمِرْ"  

وهذا يعني أن الصداقة هبةٌ إلهية،تعلّمنا أن نعيشَ بإنسانية،ونُحبَّ بلا شروط،ونبقى معًا حتى بعد أن تُغيّبنا المسافات.


محمد المحسن


*اليوم العالميّ للصّداقة أو اليوم الدوليّ للصّداقة هو يوم عالميّ يتمّ الاِحتِفال فيه بالصّداقة لإدراك جدواها وأهميّتها بوصفها إِحدى المشاعر النّبِيلة والقيمة في حياة البشر في جمِيع أنحاءٌ العالم. يحتفل العالم يوم 30 يوليو/جويلية من كل عام باليوم العالميّ للصّداقة،الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2011،واضعةً في اعتبارها أن الصّداقة بين الشُّعُوب والبُلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملاً ملهماً لجهود السلام، وتشكل فرصةً لبناء الجسور بين المُجتمعات،ومُواجهة وتحدّى أي صور نمطيّة مغلُوطة والمُحافظة على الروابط الإنسانِيّة، واِحترام التنوُّع الثقافيّ.



جرح الحبايب بقلم الكاتب/ محمد حسان

 جرح الحبايب

لكل جرح دواء إلا جرح الحبايب، لا دواء له، فهو جرح يظل مفتوحا بلا اندمال كأنه يعلن أنه سيظل داعيا على من كان سببا في جرحه، فعندما تكون الطعنة من أقرب الناس من أعز الناس فإنها تكون شديدة، لأننا لم نتوقعها، لم نكن نحتاط لها فكانت نافذة أصابت كبد الحزن، فتفجرت منه ينابيع الألم والمرارة، فلتشهدوا برؤيتكم ذلك الجرح على ما فعله الأحباب بنا، ونظل بين حياة وموت فلا نعيش بسبب ذلك الجرح ولا نموت فينتهي الألم، فنظل مذبذبين لا إلى الأحياء فنعيش ونتوه في أمواج تلك الحياة، ولا إلى الأموات فنموت فنفترق عنهم، قد جرحنا أحبابنا فلا هم وصفوا لنا دواء يشفي جرحنا ويتركوننا وشأننا، ولا هم تركونا نستمتع بحبهم، ونمرح في فضاء مخبتهم، فقط تركوا لنا الآهات التي ما كنا نعرفها ولا نسمع عنها، والألم الأكبر أننا لا نستطيع القصاص منهم، فقد أخبرتك هم أحباؤنا، فإن هم تنصلوا وغدروا فإننا ثابتون لا نتغير، نظل على عهد المحبة والوفاء، ولا تتعحب من صمودنا وعدم الانتقام فمن يحب حقيقة لا يعرف الغدر ولا الانتقام، وإلا نكون مثلهم، ونأبى أن نوصف بصفاتهم، فنحن نعلم المحبة الحقيقية، التي لا تعرف الانتقام مهما كان الجرح الذي حدث منهم، ولا نعرف إلا شيئا واحدا ألا وهو ننتظر علهم يتوبون ويرجعون ندماء على فعلهم هذا الجرح، ونتمنى أن ينتظر معنا الزمان، لأننا مهما حاولنا النسيان فكل ما حولنا يذكرنا بهم، بكلامهم بهمسهم، فنظل هكذا مذبذبين،


ولا نملك إلا الانتظار، ولكن السؤال الذي يحتاج لإجابة: هل لو عادوا فعلا سنعود نحن أيضا، أم نخاف من عودة الطعنة مرة أخرى ، هكذا فعل جرح الأحباب يجعلك بين حياة وموت، بين  شتاء وصيف، بين بين لا تملك نفسك ولا تملك غير الانتظار، ثم بعد ذلك الحيرة.


بقلمي/ محمد حسان



في الأفق التونسي..يتجلى الإبداع بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 في الأفق التونسي..يتجلى الإبداع


كتبت المبدعة التونسية حنان مبروك عن التألق التونسي في المجال الرياضي بلهجة عامية عذبة فقالت:

" تونس بلات عجيبة وغريبة 

في بلاد كيما تونس رياضة التنس عمرها ما كانت الرياضة الشعبية الاولى وثقافتنا في التنس على قدّها رغم هذا تخرجلنا أنس جابر بطلة لقّبت بوزيرة السعادة ووصلت للمرتبة الثانية في التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات 

بلاد  المسابح متاعها على قدّها ومنشآتها الرياضية في وضع كارثي يستوجب الصيانة نلقاو سبّاحين وصلوا لمراتب تشرّف تونس وسيطروا على السباحة العالميّة على غرار الملولي والحفناوي والجوادي 

نعم انها تونس بنتنافضاتها العجيبة ونجاحانها المبشّرة وسط الكم الهائل من الإحباط 

صدق محمود درويش عندما قال على هذه الأرض ما يستحق الحياة"

أما أنا فأقول:

تونس تُعتبر بالفعل منارةً للإبداع الرياضي والتألق في المنطقة العربية وإفريقيا،حيث تميز أبطالها عبر التاريخ بإنجازات استثنائية في مختلف الرياضات.سواء في كرة القدم،الكرة الطائرة، السباحة،ألعاب القوى،أو حتى الرياضات الفردية مثل التنس والمبارزة..تونس تترك دوما بصمتها على الخريطة الرياضية العالمية.  

هذا التألق هو نتاج رؤية استراتيجية للرياضة، ودعم للمواهب الشابة،وإرث من التضحيات والعمل الجاد..

وخلاصة القول :

تونس دائما ما تزهو وتزهر بإبداعات أبنائها الذين يضعون بصمتهم في مختلف المجالات،من الفنون إلى العلوم،مرورا بالرياضة والإبتكار

 تونس بلد صغير بحجمه،كبير بإرادته وإبداعه.. 


محمد المحسن



خيال لا يشبهُني بقلم الكاتب الفاتح محمد __السودان

 خيال لا يشبهُني


أراكِ تهرول للسفر 

تسير على خطى الحلم

التي لم تتحقق! 

ورمادية السماء يأخذك الى الحلم

المميت.. 

أين أنتِ وأين أنا ؟

لماذا تبدو الحياة كزهرة زابلة ؟

لماذا تبدو السماء عتيقة جداً ؟ 

لماذا لا نبتسم عند النوم  ؟

هل عشنا حلماً قبل الإستيقاظ ؟ 

وهل كان لنا بريقاً أجمل من بريق الزهر ؟ 

لا أدري إن كان السماء معقوفة عنا

لا أدري إن كان الحب لطيفاً 

كأيدي السلام بعد أن تلطقت بالدماء

بعد أن فرض لنا الواقع شيئا بمعنى الضباب

بعد أن حلمت بأن الشعر أجمل من حبيبه

وأنا على مهل اللقاء 

أفكر في البحث عن حلم

لا يشبه الأحلام! 

عن حانة لا تشبه الحانات! 

عن وطن لا يشبه الأوطان! 

عن حبيبة لا تشبه الحبيبات! 

أراكِ تتجادلين مع الريح والمطر

أراكِ تتحدثنين كثيراً عن الوطن والأطفال

عن النساء والجوراي! 

فجر المشارق وأثواب الحدائق 

سهد الليالي وأيام الصبا

والأمواج تتدلى 

يخبرنا الغروب أنّ أحوالنا تتغير 

من حين لآخر

أراكِ تسير كالنجم

مستقيم السير سعد الأثر 

وكأن للطريق نغم وقصيدة وأنشودة

وسط صافات لجي 

صنعت حديثاً مصطنعاً 

يذكرني بماض كنتُ فيه طفلاً  

ولا أزال.. 

وأنت ما زلت تهرول للهروب

على خطى الحلم 

وما بقي في أرضي 

سوى فكرتي وقصيدتي 

فقد رحلت والواقع الذي حان دون 

زمان ومكان قد نسيت! 

وأنا الذي كنت أراكِ تهرول للسفر نمت! 

وأنتظر أن يمضي بي الأكوان إلى ما لا نهاية 


الفاتح محمد __السودان

٣٠ يوليو ٢٠٢٥


ملامح بقلم الكاتبة يسرى هاني الزاير

 ملامح

ما الشعر غير حالة حسية خفيةً استعصت على الفهم، فتمردت وثارت ضد العقل، فتناثرت كلمات حيناً مبهمة وحيناً مختلة المعنى عبثية الحركة بلا عنوان.

الشعر، حين يكتب عمداً 

قد يسطر أروع الأوزان، ويخضع كل بحوره، ويحكم قوافيه. 

غير أنه قد يفقد إنسانية الشاعر فيه على ناصية النوايا، ويتلاشى مع أول ريح صادمة تعرّي الأصل فيه.

البوح ما أن يخضع للمنطق يتعثر فتسقط منه عذريته، ويغدو مجرد كلمات بلاغية متراصة يعتريها الجمود.

فمن لا يمتلك بصمته الحسية المتفردة كبصمة إبهامه لن يرضي نفسه، ولن تطيعه الحروف؛ لأنها بكل بساطة مستهلكة من قبل العموم ميتة دون الشعور.

نعم الفرق بين المفردة في الجملة الواحد هو حس كاتبها وكأنه ينطقها.

فإن لم يصلنا صوت الكلمة المقروءة إذاً استطاع الكاتب إيصال فكرته فقط، لكنه لم يستطع استفزاز مخيلتنا؛ لأنه لم يلامس خبايا مشاعرنا.

النص ما لم يسرقنا من لحظتنا، ويحلق بنا إلى خيالات مختلفة وأفكار تشبهنا وأحاسيس مستنسخة منا، فإنه لا يجدي نفعاً.

هكذا بكل بساطة الكل باستطاعته تركيب الجمل وإتقان المقال وتنميق النصوص. 

ولكن مؤكد أنهم قليلون جداً من يستطيعون إحداث فارق في عقولنا وتغيير أمزجتنا بكلمات منثورة فوّق السطور.

المعنى:

الكاتب الحقيقي هو من يبث الروح في الكلمة، ويدعها تتغلغل في مشاعرنا، وتحتل ذاكرتنا لوقت طويل ولربما لا تنسى أبدا.

وما أكثر الكلمات التي قيلت منذ أزمان وحضارات مندثرة ما زالت خالدة ترسم ملامح ثقافتنا وتلهمنا.

يسرى هاني الزاير


‏Features

‏Poetry is nothing but a hidden sensory state that defied understanding, so it rebelled and revolted against reason, scattering words that were sometimes vague and sometimes had a distorted meaning, the movement of which was absurd and without a title. Poetry, when written deliberately He may write the most wonderful meters, subdue all its meters, and master its rhymes. However, the poet's humanity may be lost at the beginning of his intentions, and he may vanish with the first shocking wind that exposes his origin. When a confession is subject to logic, it stumbles, loses its virginity, and becomes nothing more than a series of rhetorical words that are stagnant. Anyone who does not possess a unique sensory fingerprint, such as his thumbprint, will never satisfy himself, and letters will not obey him, because they are simply consumed by the masses, dead without feeling. Yes, the difference between a single word in a single sentence is the way the writer feels as if he is pronouncing it. If the sound of the written word does not reach us, then the writer has only been able to convey his idea, but he has not been able to stimulate our imagination because he has not touched the depths of our feelings. A text is useless unless it steals us from our moment and takes us to different fantasies, ideas that resemble us, and feelings that are copied from us. Simply put, anyone can compose sentences, master essays, and polish texts. But it is certain that there are very few who can make a difference in our minds and change our moods with words scattered across the lines. Meaning:

‏A true writer is one who breathes life into a word, lets it penetrate our emotions, and occupy our memory for a long time, perhaps never to be forgotten. There are many words that have been said since ancient times and by vanished civilizations that remain immortal, shaping the features of our culture and inspiring us.

Yusra Hani


نارنجتي بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 نارنجتي 

————


نارنجتي في الصيفِ  والشتاءِ

حُبّي  في  السرّاءِ    و  الضرّاءِ


ظلٌّ تدلّى فوقَهُ من حسنِها ال

قِدّاح       بالعبيرِ      والأنداء 


فكمْ   وكمْ    رأيتُ  من عناقٍ

ما بينَ    أكمامٍ  على    الهواءِ


فَحفَّزَ  الحبُّ العميقُ فيهما

سربَ  العصافيرِ  على الغناءِ 


تخبّأوا   دِثارُهمْ       أوراقُها

وبادلوها  العشقَ  دونَ   راءِ


وَكلَّما   حلَّ     الظما  بينهُمُ

تمرَّغوا  كالبرقِ  فوقَ   الماءِ


تخيَّروا     ساقيةً          قريبةً

في  ظلِّها   زاهيةَ        الارواءِ  


وعاوَدوا  القفزَ على أغصانِها

حبّاً بما جادتْ  من    الأفياءِ


ما دارَ في خلدي  يوماً تكتوي

بنارِ   تمّوز          بكلِّ      داءِ


وتمطرُ     الأوراقُ  من حرقتها

تكسو  الثرى بالحلِّة الصفراءِ


أحزنني   المنظرُ   فهي  جَنّتي

أنسٌ  ووحيُ الشعرِ  في إغراءِ


فمرّةً   تدعو    الفراشاتِ   لها

تسحرُني     الألوانُ       بالبهاءِ


ومرَّةً     زفَّةُ      أعراسٍ     بها

 تحتفلُ     الطيرُ   بلا استحياءِ


والنحلُ   أسرابٌ  على قدّاحِها

تجني     رحيقاً    دونما    عناءِ


خريفُنا    تجاوزَ   المعنى ولم 

يبقَ    كما    كانَ    من   البلاءِ


للشجرِ   الدائمِ   في   خضرتِه

أحرقَهُ   وجدَّ    في     استقواءِ


سرى  على الحيوانِ  في إيذائِهِ

وأوقفَ    الربيعَ    عن      نماءِ


والدولُ      الربيعُ  في  انقلابِهِ

أسوءَ  ما     خلَّفَ     من   بناءِ


وهدَّمَ المعنى الذي نسمو بهِ

واستُبدِلَ المحبوبُ بالبغضاءِ 


سبحانَ ربّي الأمرُ مِن قبلُ ومِن

بعدُ    لهُ  في    سائرِ    الأشياءِ 


د. محفوظ فرج المدلل


٣٠ / تموز / ٢٠٢٥ م

٥ / صفر / ١٤٤٧ هـ



ما أحلاها بقلم الكاتب ..غانم ع الخوري..

 .       ما أحلاها

أسرج الخيل أحضِّر  للقياها


جميلة الوجه والروح ماأغلاها


عفيفة النفس وقد هاج هواها


تتمايل برشاقة العود ما أبهاها


إنَّ تشد الخصر  و تثني القد 


خفيفة ك ريشة تداعب هواها


كنزت جرار خمر في صدرها


كيف تضرب الأقداح ب يمناها


إذا ملأت لك الكأس من ماء


 شربة هنيةطعم السكر حلاها 


مستساغ يروي عطش وريد


تطلب المزيد من كنز شفتاها


جبينها  وضاء  يمنحك ودا


 ترمي سهاما من لحظ عينيها


وسم الورد  في خدها أزهر


ترسل  شذا  العطر من ثناياها


تصطاد من كان مولع بالهوى


غدا العاشق  إحدى ضحاياها


..غانم ع الخوري..


بوح القلوب بقلم الكاتب صلاح الدين سبولي

  بوح القلوب

عندما تتراقص القلوب حبا ...

يزداد عشقي شوقا بتساميك

و كانت ذكريات حبنا ...

تؤانس وحدتي

و سيرتك ...

 كتبتها على صفحة الحب

تسكن في محراب قلبي ...

 نبضات حروفها كل الكلمات

 تنطق باسم الحب والورد ...

هي حبيبتي .

 

صلاح الدين سبولي



قصة قصيرة جداً بقلم الكاتب: السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠ ( انتظار )

 قصة قصيرة جداً 

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

( انتظار )

جلست على الشاطىء البعيد وحيدة ، تنتظر في الأُفق عصراً موكب مجهول ، حيث الشمس تتأهب هنا للرحيل ، وسط أسراب النوارس التي تتجمع ، و الحارس يمتطي جواده على الحافة ، يستعد في رشاقة ليطلق صافرة الانصراف للجميع ، لكنها هربت خِلسة خلف الجبل الشاهق ، تنتظر قدوم مركب حبيبها العائد من رحلة صيد ، كي تحمل عنه صندوق الخير و تباركه السلامة ، ثم مضت نحو الرمال المبللة بالوجع و الحلم معا ، حيث تكسوها فقاقيع الأمواج المترنحة و المتعبة ، ترسم قلبين و تكتب حرفين ، و تزين لوحتها بالقواقع و الأصداف ، فجأة طمسها الإعصار ، فصرخت أيها الصمت : أنا وحدي لكن سأنتظر حبيبي حتى الموت ٠٠!٠


*** طُوفانُ الجوعِ *** أحاسيس: مُصطفى الحاج حسين

 *** طُوفانُ الجوعِ ***

أحاسيس: مُصطفى الحاج حسين. 


البُطونُ الخاويةُ 

تَطحنُ أشرِعةَ المُستقبلِ 

ومجاذيفَ التَّحضُّرِ.


وتُغلِقُ في وجهِ الشَّمسِ  

قَتامَةَ النَّدى.  


الجُوعُ يَفترسُ تَراتيلَ القَمَرِ

وبوحَ النَّوافذِ 

يَعرُشُ في الأنينِ 

ويَنمو بصَحارى الجُثثِ.  


يُلهِبُ الدَّمعَةَ 

ويَركَبُ طُهرَ الاسْتِغاثةِ  

يَسمو في الحَناجِرِ  

ويُحلِّقُ في الهُزالِ 

يَقضِمُ الآهَةَ  

يَعَضُّ النَّسمَةَ 

ويَلتَهِمُ المُخَيِّلَةَ.  


الجُوعُ يَجتاحُ الجنَّةَ  

ويَنشُبُ أنيابَهُ  

في جَسَدِ الجحيمِ.  


سَيَأكُلُ الكافرينَ 

ويَزدَرِدُ الصالحينَ 

ويَبتَلِعُ أشجارَ البارودِ  

المُثمِرَةَ بالعَدَمْ.*


  مُصطفى الحاج حسين.  

          إسطنبول