آخر المنشورات

الخميس، 24 يوليو 2025

كتاب "منتهى. الحرية" لهيثم جويدة مرشح لإحدى الجوائز الأدبية لعام 2025 بقلم الكاتبة دنيا صاحب - العراق

 كتاب "منتهى. الحرية" لهيثم جويدة مرشح لإحدى الجوائز الأدبية لعام 2025


كتبت : دنيا صاحب - العراق 


أعلن عدد من النقاد والصحفيين المتخصصين ترشيح كتاب "منتهى. الحرية"، للكاتب الكبير هيثم جويدة، ضمن الأعمال المؤهلة للمنافسة على إحدى الجوائز الأدبية الكبرى لعام 2025.

ويناقش الكتاب قضايا الإنسان المعاصر من منظور مجتمعي عميق، ويقدم رسائل أخلاقية وإنسانية بلغة أدبية مبسطة، تمس القلب والعقل معًا.

يعد الكتاب مزيجًا بين التأملات الحرة والنصوص الواقعية، ويركز على قيم الحرية الداخلية، واحترام الذات، والصدق مع النفس دون الانجرار لأي صدام سياسي أو أيديولوجي.

وقد لاقى الكتاب ردود فعل واسعة بين القراء، لما فيه من جرأة في الطرح مع التزام بالقيم المجتمعية والثوابت الثقافية.

وجدير بالذكر أن الكاتب هيثم جويدة له باع طويل في الصحافة والإعلام، ويعرف بكتاباته التي توازن بين الحس الأدبي والرسالة الإنسانية، كما يتولى جويدة رئيس لجنة القاهرة للنقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام والثقافة والآثار  إضافة إلى أنه صاحب امتياز جورنال الحرية 

إصدار الكتاب لدار القاهرة الجديدة للنشر .

وقد قام الدكتور حسين عبد البصير  بكتابة هذه السطور 


تصدير


"أن تُولد من جديد: رحلة إلى منتهى الحرية"


نولد في هذا العالم وفي داخلنا صيحة لم نطلقها بعد، نولد ونحن نحمل في ذواتنا بصمة لا تتكرر، وتوقًا دفينًا لا نعيه في البداية، لكنه يكبر معنا مع كل سؤال يؤرقنا، وكل لحظة نصمت فيها كي لا نُلام، وكل خيار لا نجرؤ على اتخاذه لأن "ما سيقوله الناس" صار أقوى من صوت القلب.

في "منتهى الحرية"، لا يضعنا الأستاذ هيثم... أمام مرآة، بل يأخذ بيدنا لنغوص في أعماقنا، لنفهم، لا لنحاكم. نعيش معه رحلة ليست دعوة إلى تمرد أجوف، ولا ثورة عابرة، بل صحوة هادئة، حقيقية، تبدأ من الداخل، وتتحرر من الخارج.

هذا الكتاب لا يزعم امتلاك الحقيقة، بل يحتفي بالأسئلة: من نحن؟ وماذا نريد؟ ولماذا نتماهى مع غيرنا بينما كلٌّ منا وُهب بصمته الخاصة؟ ولماذا نخشى الاختلاف، ونخاف أن نكون أنفسنا كما نحن؟

يكتب الأستاذ هيثم... وكأنه عاش مئة حياة في حياةٍ واحدة، يلتقط التفاصيل الصغيرة التي تشكّلنا، من أول خيبة إلى آخر حلم مؤجل. يتحدث عن هشاشة العلاقات في زمن السرعة، وعن العائلة التي تبني أو تهدم، وعن التربية التي تُطلق الجناحين أو تقصّهما قبل التحليق، وعن الحب الذي يُربكنا أكثر مما ينقذنا، وعن الوطن الذي قد يسكنك قبل أن تسكنه.

ما يميز هذا الكتاب أنه لا يتورط في وعظ أخلاقي أو تنظير فلسفي، بل يتحدث بصدق يشبهنا. إن لغة الأستاذ هيثم... هنا ليست لغة الكتب، بل لغة الناس، بلغة القلب قبل العقل. يكتب وكأنه صديق قديم يعرف وجعك دون أن تحكي، ويربت على كتفك لا ليواسيك فقط، بل ليقول: "أنا أيضًا مررت من هنا، وأعرف أن الضوء ممكن حتى في العتمة".

يعد الفصل الثلاثون، "حرية الفكرة وملكية الإبداع"، هو تتويج لهذه الرحلة. ويعيد الاعتبار للفكرة التي تُولد من الذات، ويحذر من سرقة الإبداع، لا فقط كفعل مشين، بل كجريمة ضد الروح. فالروح لا تُنسخ، والإبداع الحقيقي لا يُقلّد. إن هناك أصواتًا كثيرة في هذا العالم، لكن الصوت الذي يخرج منك وحدك، هو صوتك، ولا يكتمل الإنسان إلا عندما يسمعه بوضوح.

يثير الكتاب قضايا جوهرية في زمن اختلطت فيه المعايير، وتكسّرت فيه الحدود بين الحقيقة والتزييف. يحذر من المجاملات التي تُضعف الروح، من العلاقات التي تستنزف دون مقابل، من المثالية التي تقتل التلقائية. لكنه، في الوقت ذاته، يفتح نافذة على الأمل، وعلى الإمكانية الحقيقية للشفاء والتصالح مع الذات.

إن "منتهى الحرية" ليس كتابًا تقرأه لتتفق معه أو تختلف، بل كتاب تقرأه لتشعر، ولتتذكر، ولتبكي، وربما لتبدأ من جديد.

إنه كتاب عن الإنسان في جوهره، وعن صراعه الداخلي حين تقف الحياة عند مفترق طرق: هل أكون كما أنا، أم كما يريدني الآخرون؟ وهل أقبل بالحد الأدنى من الوجود، أم أُراهن على المعنى؟ وهل أختار نفسي، على الرغم من العواقب، أم أعيش حياة الآخرين والمقابل ثمن راحتي؟

يؤمن الأستاذ هيثم... في هذا الكتاب أن الحرية لا تُعطى، بل تُولد من الداخل. إنها قرار شخصي، صعب، ومكلّف أحيانًا، لكنها وحدها تمنحنا الحياة التي نستحقها. فأن تقول "لا" حين يقول الجميع "نعم"، ليس تمرّدًا، بل شجاعة. أن تحب نفسك كما هي، بكل ندوبها، ليس أنانية، بل وعي. أن تتصالح مع ماضيك، لا لتنساه بل لتفهمه، هو بداية طريق جديد نحو المستقبل.

إن هذا الكتاب يعلّمنا أن الحرية ليست شعارًا سياسيًا، ولا موقفًا نظريًا، بل تجربة معيشة تبدأ من لحظة صدق بينك وبين نفسك. وعند هذه اللحظة، لا يعود العالم كما كان.

أدعو القارئ إلى أن يقترب من هذا العمل لا كقارئ فقط، بل كشاهد على ذاته. أن يترك العبارات تتسلل إلى أماكنه المنسية، أن يقرأ السطور وما بينها، أن يبطئ قليلًا ليستمع لا لصوت الكاتب فقط، بل لصوته الداخلي الذي طالما خشي أن يسمعه.

إن "منتهى الحرية" هو كتاب في المحبة، والتسامح، والاختيار، هو كتاب إنساني عميق في بساطته، صادق في لغته، ناعم في لمسته لكنه يترك أثرًا لا يُنسى.

شكراً للأستاذ هيثم...؛ لأنه كتب هذا الكتاب، لأنه قرر أن يحكي، وأن يسأل، وأن يُشارك. ففي زمن الضجيج، تظل الأصوات الصادقة نادرة… لكنها ضرورية.

في النهاية، أقول كما بدأ الأستاذ هيثم...: هذا كتاب عنك. وعني. وعن كل من أراد أن يعيش… بحرية.

دكتور حسين عبد البصير عالم الآثار المصرية ومدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية

أهرامات الجيزة في 23 يوليو 2025






رغيف مغمْس بالدم شعر: جلال باباي( تونس)

 رغيف مغمْس بالدم

شعر: جلال باباي( تونس) 


يتكاثر الشجار 

عند شارع الرشيد

يتجه الصهيل غرب الدمار

يتناسل الجوع الشديد

يقتصٌ المعربدون 

من أهالي الدار 

يساقط عند مفترق الرغيف

طفل و إمرأة و..شهيد

تساقط اقنعة الساسة

خلف جدار العار

يتناسل في الزحام

الغضب و الوعيد:

 الويل...الويل لبراثن التتار..

هيتا للخونة ..

و النار مصير الجحود 

ها هم أطفال النهار

يغمدون الجوع 

بحفنة رمل

و حبل الوريد

و أنتم أيها الماكثون

حرير الديار

تطاولتم على عُريِنا

بصمتكم العنيد.


        ☆ جويلية 2025



الأربعاء، 23 يوليو 2025

نُنضِتُ إلى البحر ... شعر: جلال باباي ( تونس)

   نُنضِتُ إلى البحر  ...

 شعر: جلال باباي ( تونس)

                              


¤ إلى الشاعر:  يوسف رزوقة Youssef Rzouga  تماهيا مع تحية الاحد قبل موعد اللقاء ببيت سلقطة الثقافي.


■ تصدير:

   " وأنا في بحْرِ سَلَّقْطَةَ..

     لن أذهب في فلْسفةِ الموْجةِ.. 

     لنْ أرَى غيْرَ خيارٍ واحِدٍ:

     أن ألْزَمَ الصّمتَ ،

    وبِي مَا بِي مِنَ الأمواجِ...

    لنْ أجْعلَها تنتصِرُ، الآنَ هُنا، لِي

    بحْرُ سَلَّقْطَةَ، هذا المُنْحَني لِي، 

    قائِمَ الزّرقةِ يبْدو..

    وسيبْقَى قائِمَ الزّرقةِ

 ما دُمتُ على قيْدِ حياةٍ ..."

                      ●  يوسف رزوقة


اظلٌ برغم عزلتي

برغم انكسارات الجسد

أمتاز على الخراب الذي حلٌ بالخطى

بالنبض يراوغ ملحها ورملها المتحرٌك

تلك الموجة الغاضبة

لنا هُناك ..و..هنا

بيت يأوينا من صهيلها

نغنٌي سَلَّقْطَةَ 

بلا قفازات

ننصت إلى البحرِ 

حتٌى نتعافى من أدران الصيف

لم نكن مثل الآخرين

كنٌا طيِّبين فوق العادة

نطرح الأسئلة على الملأ 

لنفتك أجوبتها من براثن الماء الازرق

لِم يبق لنا إلاٌ النظر بعيدا

قبيل أن تغتالنا كهولة متيبٌسة 

و تهْزَأ الموجةُ من ضحكاتتا

سأظل برغم الاخطاء 

أمتاز على النواميس

 بفوضاي

انتظر " يوسف" في المفترق

ليفتح شباك مجلسه

يوزٌع جام صباباته

يطفأ شطط الحرٌ

قبل ان احترق

أنا وجه بحٌار قديم

يخيط شباك قصائده 

يمضي  الهوينة فوق الماء

لا يخشى الغرق■





*الدراسة التحليلية النقدية الفلسفية عن طبيعة الألوان في أعمال الفنان التشكيلي غسان غائب { كوكبنا اليوم - فكر بالأخضر}* *بقلم: الباحثة والناقدة دنيا صاحب – العراق*

 *الدراسة التحليلية النقدية الفلسفية عن طبيعة الألوان في أعمال الفنان التشكيلي غسان غائب { كوكبنا اليوم - فكر بالأخضر}* 

 *بقلم: الباحثة والناقدة دنيا صاحب – العراق* 


تُعدّ أعمال الفنان التشكيلي غسان غائب نموذجًا فنيًّا أقرب إلى الواقع، يجمع بين النزعة التجريبية والرمزية المفاهيمية، متجاوزًا الحدود التقليدية للفن التشكيلي. قد يكون بسيطًا أو معقّدًا، لكنه يُستخدم وسيط لإيصال مفهوم فلسفي أو نقدي أو تأملي. يُركّز الفن المفاهيمي على توسيع إدراك المتلقي للفكرة، ويُركّز على انفعاله العاطفي، ليطرح تساؤلات وجودية وإنسانية ملحّة. ومن خلال استخدامه للألوان والمواد بأسلوب غرائبي متنوّع، يعبّر غسان عن قضايا البيئة، والحرب، والهوية الممزّقة بفعل الاغتراب، مُقدّمًا خطابًا بصريًّا وفلسفيًّا يدمج بين الجمال والتساؤل، وبين الواقع والخيال.


 *"الطبيعة اللونية والأسلوب الفني"* 


يتميّز أسلوب غسان غائب بتوظيفه غير التقليدي للألوان، حيث يستخدم تدرّجات لونية عالية الكثافة والتباين، تتراوح بين الألوان الحارّة والباردة، المشرقة والمعتمة. ويُحدث هذا التباين توتّرًا بصريًّا يدفع المتلقي إلى التأمل والتفاعل الحسي والفكري مع العمل فالألوان لديه ليست مجرد عنصر جمالي، بل وسيلة تعبيرية تعكس حالة وجودية تُجسّد مشاعر الألم، والأمل، والتمرّد، والتساؤل.

في أعماله، تتداخل الألوان مع مواد متنوعة مثل الزفت، الورق، الأكريليك، والنفايات الصناعية، ما يضيف بُعدًا ملموسًا يثري التجربة البصرية ويُعزّز من تأثيرها الحسي والفكري. هذا التداخل بين اللون والمادة يعكس قدرة الفنان على خلق فضاءات متعددة الأبعاد تُثير تساؤلات عميقة حول العلاقة بين الإنسان والبيئة.


 *"الرموز الهندسية والمواد المستخدمة"* 


يُدرج الفنان في أعماله رموزًا هندسية مثل المربّع، الصليب، والمثلث، والدائرة، والمستطيل، تحمل دلالات ثقافية وروحية. تُستخدم هذه الرموز كوسائط بصرية تعبّر عن مفاهيم مثل الهوية، والانتماء، والوجود، وتفتح أبواب التأويل أمام المتلقي.


أما المواد المستخدمة، فتتنوّع بين خامات طبيعية وصناعية، في دمج مقصود يُحاكي واقع الإنسان المعاصر. ففي عمله "رئة الكون"، استخدم النايلون، الحبال، جذوع الأشجار الميتة، ومروحة هوائية ليُنتج تركيبًا يُحاكي حركة الرئة البشرية، مُجسّداً من خلاله تأثير التلوث البيئي على الكائن الحي.


 *"السياق البيئي والسياسي في اللون"* 


في مجموعته أعماله الفنية "مطر أسود"، يُجسّد غسان تأثير حرق آبار النفط في الكويت على البيئة، حيث يتحوّل اللون الأسود إلى رمز بصري للكارثة البيئية التي امتدت آثارها إلى العراق والدول المجاورة. بكثافته وامتداده، يُعبّر هذا اللون عن حالة الطوارئ البيئية، ويثير مشاعر القلق والخوف من المستقبل.


 *"سيكولوجية الألوان وفلسفة اللون في الفن المفاهيمي والغرائبي"* 



تُشكّل سيكولوجية الألوان مفتاحًا لفهم التأثير النفسي العميق الذي تُحدثه في المتلقي إذ إنّ كلّ لون يحمل ترددات طاقية تعبّر عن مشاعر وأفكار تستبطن البُعد الروحي الخامس وفي سياق الفن المفاهيمي والغرائبي، تتحوّل الألوان إلى رموز ودلالات تعكس حالات نفسية وفكرية متراكبة، تُثير الجانب الإنساني وتفتح نوافذ التأمل. وبهذا يطرح الفنان غسان غائب فلسفة لونية تتجاوز المدلول التقليدي للون، لتغدو الألوان جسورًا تمتدّ بين الوعي واللاوعي، وبين الواقع والخيال، مما يمنح أعماله طاقة إيحائية تُلامس الوجود وتكشف عمقه الباطني.


في هذا السياق، لا تُعدّ الألوان مجرّد عناصر تجميلية، بل تتحوّل إلى رموز حاملة لرسائل فلسفية مركّبة تُثير أسئلة وجودية حول مفاهيم الكون، والبيئة، والطبيعة، والهوية، والزمان، والمكان. وتتماهى الألوان مع الفانتازيا والرموز الغرائبية، لتُنتج تجربة حسّية وتأملية تدفع المتلقي إلى الغوص في أعماق الذات، وتفتح آفاقًا واسعة للتأويل. إذ يغدو اللون لغة وجدانية تُعبّر عن الأبعاد المادية من منطلق معنوي في الوجود، وتُجسّد الحضور الإنساني ضمن لوحة تنبض بالأسئلة والتجليات الخفية.



 *" الخاتمة: استنتاج فلسفي جمالي"* 


يتّضح من خلال تحليل أعمال الفنان غسان غائب أن توظيفه للّون لا ينطلق من منظور زخرفي أو جمالي سطحي، بل ينبع من توازن دقيق بين الرؤية الفلسفية والبحث في الطاقة التعبيرية للّون وفاعليته البصرية والنفسية. فالألوان والمواد في لوحاته تتحول إلى رموز نابضة بالحياة، تُعيد تشكيل الإدراك البصري والروحي، وتُفعّل الوعي الجمعي في سياق كوني شامل. إنها ليست مجرد وسائط، بل كيانات رمزية تحمل دلالات تتجاوز السطح إلى العمق، وتستدعي تأملاً في قضايا الإنسان والبيئة والهوية والواقع المعاصر. من هنا، يُقدّم غسان غائب خطابًا تشكيليًّا معاصرًا يجمع بين الفن والفكر، ويمزج بتناغم بين وحدات الفن والعلم والفلسفة، وهو ما يمنح أعماله بعدًا وجوديًّا وروحيًّا عميقًا. بهذا، تتجاوز لغته التشكيلية حدود الشكل لتلامس جوهر الإنسان وتستقر في لبّ التجربة الجمالية المعاصرة.




















مقدمة ديوان "نُصرةً لِفلسطين" بقلم الشاعر طاهر مشّي

 مقدمة ديوان "نُصرةً لِفلسطين"


بقلم الشاعر طاهر مشّي

قال تعالى: "أُذِن للّذين يقاتَلون بأنّهم ظُلِموا

وإنّ اللهَ على نصرهمْ لقدير". (الحج:39) صدق الله العظيم.

إنّهُ إذنٌ مِنَ الله -سبحانهُ وتعالى-لعبادِهِ المؤمنين بأحقيِّة الدّفاع عن أنفسهم وديارهم، ومقدّساتِهم و سلامةِ موقفِهم؛ إذ هم مظلومون، غيرُ ظالمين، ومُعتدًى عليهم، غيرُ مُعتَدين وَأنَّ لديْهِمْ ما يُسَوِّغُ خوْضَهم للمعركة، ليس هذا فحسب، وإنما أخبرهُم سبحانه بِأن يطمئنّوا إلى حماية الله لهم، ونُصرَتهِ إيّاهم بقولِهِ:"وإنّ اللهَ على نصرهِمْ لقديرُ ".أي هذا الإذنُ ضمان ٌلحرية العقيدةِ وحريّة ِالعبادةِ وحرّيةِ العيْشِ بِكَرامة؛ لِذا فكانت ضربةُ المجاهدينَ للصّهاينةِ قاتلةً لِقوْلهِ سبحانه:" وما رميْتَ إذ رميْتَ ولكنّ اللهَ رَمى".

فهل بعد هذا الإذنِ الإلهيّ والنُّصرة لهم، يحقّ لِأحدٍ أن يقول: ليس للمظلوم أن يدفعَ ظالمَه ويُدافعَهُ وَليس للمُستضعَفِ أن يطالبَ بِرفعِ الظّلمِ عنه؟ ألا يقول هذا إلا كلُّ جبَّارٍ مُستكبر؟

قضيةُ فلسطينَ العربيّةِ، الإسلاميّة شكّلتْ مِحْوراً أساسيّاً في انطلوجيا الشِّعر ِفي كلّ الأقطارِ العربيّة، بَلْ وتَعدّى ذلك إلى الشّعوبِ عامّةً بإنسانيّتِها وتعاطُفها؛ مناصَرةً للشّعب الفلسطينيّ، وقد تفنّنَ الشّعراءُ العربُ في نحْتِ الصُّوَرِ الشِّعريّة ِالمتنوِّعةِ، في قصائدِهم، ولا سيما في الآونة الأخيرة؛ مُجاراةً للأوضاع الراهنة، وَمرآةً للاعتداء الصهيونيِّ على (غزّة)، الذي ندّدتْ به الأقلامُ والإعلامُ المرئيُّ والمسموعُ والمكتوبُ؛ لِفظاعتهِ ووحشيّته!

تُعتبرُ هذه الانتهاكاتُ، نكبةً ثالثةً ومُصيبةً مِن أكبر المصائب التي ألمّتْ بالشّعوبِ العربيّة عامّةً والفلسطينيين خاصّة، فكان التآزر المعنويُّ في كل الأصقاع، حيث شارك الحَراكُ الثقافيُّ أحداثَ هذه النكبة؛ مُتبِّعا على جرائم العدوّ ومناصرا للقضيةِ الفلسطينيّةِ العربيّة، أمام تلك الدّول المُناصِرةِ لِلكِيانِ الصّهيوني والتي تَعتبرُ المُقاوَمةَ الفلسطينيّةَ هِيَ المُعتديَةُ على إسرائيلَ التي اغتصبتْ فلسطينَ منذُ عامِ ثمانيةٍ وأربعين وهجّرتْ أهلَها في شتّى بقاعِ الأرض!

فكان هذا المُنجَزُ جُزءًا من هذا الحَراكِ الأدبيِّ؛ لِنُصرةِ القضيّةِ العربية، وهو الإِنجازُ الجَماعِيُّ العاشرُ لِروّادِ الوجدان الثقافية، موسومٌ بعنوان "نُصرةً لِفلسطين".

هذا المولودُ الأدبيُّ، شارك فيه ثُلّةٌ مِن الأُدباءِ والشّعَراءِ المُتَميِّزين، من تونسَ وفلسطينَ وسوريا والمغرب، حيثُ تزاحَمت ِالأحداثُ وضجّتْ صدورُ الكتّابِ والشّعراءِ لمدى الظّلمِ الواقعِ على هذا الشّعب الذي لا يحقُّ له الدّفاعُ عن أرضه وعِرضهِ ومقدّساتِه وإن دافعَ فهو إرهابيُّ وداعشيٌّ ويستحقُّ الإبادةَ، بأساطيلِ أمريكا والغرب وقنابلهمِ الفوسفوريّةِ الحارقة ؛ عَوْناً لكِيانِهِمِ المُدلَّلِ الذي اصطنَعوه ويُريدون تهجيرَنا لأجلهِ للمرّة الثالثة، "قاتلهُمُ اللهُ أنّى يُؤفَكون".

كانت هذه الهبّةُ المُباركةُ لهؤلاء الشّعراءِ والأُدباءِ في ( الوجدانِ الثّقافيّةِ)؛نُصرةً لِفلسطينِ العَربِ والمسلمين مُشاركينَ أبناءَها الأحداثَ بِكلِّ ما فيها من مآسٍ ووَجعٍ وظُلم وتأديَةً لرِسالتهِمِ الخالِدةِ؛ لأنّ الشّعرَ بأحاسيسهِ وموسيقاه أسرعُ الطّرُقِ وأسهَلُها للوُصول إلى قلوبِ النّاسِ وأقربُها لِشَرْحِ قضيّتِهم! مناشدين السِّلم والسَّلامَ والتَّحاببَ والتَّآزر كما ورد في الكتب السّماويّة الثّلاثة، القرآن والتّوراة والإنجيل!

وقد حمل الشّعرُ هذه الرسالةَ منذ العهود القديمة فهوَ (ديوانُ العُربِ) أي مجتمَعُ أخبارِهم إلى يومنا هذا.

كانت مدينةُ القدسِ والمسجدِ الأقصى، محطةً لأنظار ِالمسلمين، ومتنفساً لعقولهم الباطنيّة، فكانت فلسطينُ القضيةَ التي يحملها أصحابُ الأقلامِ المُبدعةِ وكلُّ من يؤمنُ بها مِمّنْ تحركتْ بهِمُ النخوةُ العربية.

فلسطينُ العربيّةُ الشامخةُ، تربِطُنا بها علاقةٌ دينيّة؛ لأنها أرضٌ مُقدّسة، ومن واجبنا ألا نفرطَ في ديننا كما لا نفرِّط في فلسطين.وبهذا فإنّ ذهنَ الشّاعرِ ووجدانِه، مليئانِ بالمقدّساتِ الدينيّة، فنجدهُ يثيرُ الحماسةَ ويصوِّرُ الوقائعَ ويُندِّدُ لاسترجاعِ الحقِّ لأصحابهِ وتحريرِ فلسطين، فمهما طال ليلُ الاستعمارِ فلابدّ أن تسطعَ شمسُ الحُريّة.

إنّ القضيةَ الفلسطينيّةَ هي إحدى أكبر القضايا التي ناصرها الشعراءُ العربُ ورسّخوها في نصوصهم بكل الأبعاد، التاريخيّة والسياسيّةِ والاجتماعيّة، فهي قضيةٌ قوميّة وطنيّةٌ عربيّةٌ وإسلاميّة، فالجُرحُ واحد والهمُّ واحد والأقصَى والمهد والقيامة للجميع والشّاعرُ صاحبُ كلمةٍ وحاملُ قضيّة؛ لِتتَشكّلَ ثقافةُ المقاومةِ ويكونَ المشهدُ المُحتلُّ مصدرَ إلهامٍ للشُّعراءِ أينما كانوا، فيرصُدُ الشّاعرُ الأحداثَ التي يعيشُها أو يواكبُها لِينسجَ مِن خيوطها القصيدةَ بِتقَنيّاتٍ فنيّةٍ مختلفةٍ وأدواتٍ معرفيّةٍ متنوِّعةٍ لِتجعلَ النصَّ الشِّعريَّ ثرِيّاً وفي جوْفه قضيةٌ بصورة مُحكَمةٌ وأُسلوبٍ سَلِس.

منذ نكبة 1948 ناصرَ القلمُ العربيُّ الشعبَ الفلسطينيَّ، ونسجَ على إثر ذلك الشّعراءُ نصوصاً شِعريّةً جليّةً، واضحةً وصادقةً بِكلِّ ما أوتوا من وسائلَ فنِّيةٍ إبداعيّة، لإبراز ِالجمال في النصّ الأدبيّ. وقد تشكّلت في جُلِّ النّصوص الّتي يحملها هذا المُنجَزُ جماليّةَ الصورة الشّعريّةِ بأساليبَ مُتنوِّعةٍ، ودلالاتٍ جَليّة.

لم يقتصرِ تضامُنُ الشُّعراءِ على الوقوفِ بصفٍّ واحدٍ مع الشّعبِ الفلسطينيِّ، بل تعدّى الأمرُ إلى سَرْدِ ما فعَلت بهم النكبةُ والنّكسةُ وتفاصيلُ الهجومِ العُدوانيِّ الذي ألمَّ بغزّةَ والضّفّةِ والقدسِ والأقصَى الذي جعل مِنهُ الصّهاينةُ مرقَصاً لمستَوطِنيهم.

على امتدادِ تاريخ ِالقضيّةِ الفلسطينيّة، ظلّ الشّعراءُ يتعاقبون، حاملين هذه الرّسالةَ، رغمَ الجراحِ التي تنزفُ، فظَلّت القصيدةُ حُبلى، تحمل في طيّاتها وجعَ العروبة، ومأساةَ الإنسانيّة، ليولدَ جيلٌ من شُعراءِ الحداثة، يُناضلونَ في صمتٍ صاخبٍ، دويُّهُ على الورقِ أبلغُ من مدافعِ العدوّ المُتجبّر

. هذا المُنجَزُ عصارةٌ لَزجةٌ من النِّضالِ العربيّ، حتى يُسجِّلَ التاريخُ عُروبةَ فلسطينَ إن شاء الله!

ألشّعرُ ينطِق (والوِجدانُ) تسكُبُهُ

(والأقصَى)همّهُ والتّحريرُ مقصِدُهُ


(غزّا) ينوحُ عليهَا الشّعرُ، مجزَرةٌ

لكنْ بُطولةُ للقسّامِ تُفرِحُهُ


عهداً على الوِجدانِ تبقَى وفِيّةً

حتّى العُروبَةُ لِفلسطينَ، تَتّجِهُ!

الشاعر طاهر مشّي



لـَا حَـيـاةَ هُــنَــا.. بقلم لغريسي محمد

 لـَا حَـيـاةَ هُــنَــا..      

              لغريسي محمد                 

................... 

لَــا حَـيـاةَ هُـنا يــا والـِدي

غـيـر 

خَــرِيــفٍ

مُــجْـدِبِِ

غـير نخْـلــة حَـدْبـاءَ..

 ذَبُـل طَـلْـعُـها

وأنــا بَــعْـدك ..وحْـدي ، 

أنْــتـظِــركَ ..

عَـسـى تَــقْـطـنُ بـمَـعـيَّـتـي 

 مـبْـخَــرة فـاسَ

و كِـتـَــابَ

آلْــفِـردوسْ !



دراسة نقدية لنص "أهذا يكفي؟" للشاعر حمدي عبد العليم بقلم الكاتبة هدى عزالدين

 دراسة نقدية لنص "أهذا يكفي؟" للشاعر حمدي عبد العليم

بقلم هدى عزالدين 


يتساءل الشاعر بعنوانه الاستفهامي: "أهذا يكفي؟"

فبهمزة الاستفهام المرتبطة بالفعل "يكفي"، يفتح محيط تساؤلي واسع، يُلمّح إلى أن الألم لم ينتهِ بعد، وأن هناك دائمًا المزيد من الخذلان.


نحن أمام تعبير يوحي بالاستمرارية في "عدم الاكتفاء" من الألم أو الخيانة، كأن القارئ مدعو إلى الترقّب، والتأهب لحدث آخر قادم. فالبطل الشعري يمتلك الكثير من التوقعات، التي تهيّئ القارئ لحالة من الوعي واليقظة، مما يمنح النص وظيفة نفسية داخلية تُلامس وجدان كلّ من مرّ بتجربة فقد أو خيبة.


ورغم أن العنوان يبدو بسيطًا في ظاهره، فإنه يحمل في طيّاته بُعدًا تنكيريًّا (أداة النكرة في "هذا")، ما يفتح باب التأويل، ويخلق حالة من عدم الاستقرار المعنوي، لا يكتشفها القارئ إلا بعد قراءة النص كاملاً، وهذه حرفيةٌ واعية من الشاعر حمدي عبد العليم.


---


 مدخل النص: تساؤلات وجودية وتراكم جراح


يفتتح الشاعر نصّه بمزيد من الأسئلة:


"ماذا لديكم غير ذلك؟"


كأنما يتحدث من قلبٍ اعتاد الصفعات المتكررة من أولئك الذين منحهم المودة والثقة. هو وصف لحالة نفسية متأزمة تعيش في ظلال الخذلان الجماعي.


---


 الرمزية: الحداية والغراب


حين يقول:


"وماذا تمنح كل حداية؟

وماذا يمنح كل غراب؟"


فهو يوظف رمزين عربيين قويين:


الحداية: طائر جارح، يوحي بالمكر والانقضاض والانتهاز.


الغراب: رمز تقليدي للتشاؤم، والشؤم، والموت في الثقافة العربية.


هنا تحالف رمزي بين الشر والمكر والتربص، حيث تتحول الحيوانات إلى استعارات لمن ينهشون جسد الذات، لا على مستوى الفعل، بل حتى النخاع!


---


 صراع نفسي روحي: الله، الرؤية، والانكشاف


ثم يتحول النص إلى منطقة صوفية حين يقول:


"الله يا الله تجلّ لي

تجلّى، أشكرك يا الله

بعدما أبصرتني..."


كأن الشاعر نال كشفًا إلهيًّا، يرى بعده الناس على حقيقتهم. يكشف الله له دروبهم الكاذبة، ومساكنهم الكئيبة، ونفاقهم المقنّع. هنا التجلي الإلهي يصبح عونًا نفسيًّا، وتصبح القصيدة نوعًا من الإنصاف من السماء بعد الظلم الأرضي.


---


 بلاغة الألم: أكلوا لحمه حتى النخاع!


في قوله:


"لحمي نزر نحيف نزف

وما أشبع جوعتهم

أكلوه وقرمشوا تحته العظام

ومصّوا وشربوا النخاع..."


صورة مرعبة ومرهفة في آن. تمثيل بلاغي للاستغلال التام والكامل، حيث لم يكتفوا بالسطح، بل ذهبوا إلى أعماق العظم. هنا بلاغة القسوة تبلغ ذروتها.

---

 الخيال المرعب: المقبرة الحديدية


في القسم الأخير، يصور الشاعر كيف سيواجهونه حتى لو عاد شبحًا، ويشيدون له مقبرة حديدية، بحراس وبوابات لا تحصى. هذا امتداد للرمزية النفسية: هؤلاء الذين ظلموه لن يكتفوا بموته، بل سيطاردونه حتى في خيالهم، في محاولة لدفن ذكراه وتبرئة أنفسهم من فعلهم الشنيع.

---

 الخاتمة الساخرة: عجز أخلاقي لا ينتصب


"وأظنّ رغم كلّ هذا

أنّ مفاعل مخازيهم الرخو

لن يحظى كالسعداء بانتصاب"


هنا سخرية لاذعة، تهكم وجودي، حيث تُقابل القسوة والانحطاط الأخلاقي بالعجز الجنسي الرمزي. التعبير صادم لكنه ينتمي إلى تراث شعري هجائي عربي أصيل، مثل هجاء جرير والفرزدق، مع لمسة حداثية مؤلمة.


---

 التحليل النفسي والاجتماعي


هذا النص لا يحكي تجربة ذاتية فقط، بل يُجسّد صورة إنسانية شاملة:

من نبيّ يُخذل، إلى شاعر يُطعن، إلى إنسان يُستنزف عاطفيًا وروحيًا، ويُساء إليه من أقرب الناس.

---


 الخاتمة النقدية


نصّ "أهذا يكفي؟" يمزج بين:


صدق الاعتراف


ثورة الوجدان


رؤية روحية للعدالة


بلاغة موجعة وصور جريئة


لغة تميل إلى الخطاب المفتوح والتصعيد النفسي


إنه نصّ جدير بالدراسة، ويُحاكي جراحًا يعيشها الإنسان المعاصر يوميًا، ويحتاج إلى قرّاء لا يبحثون عن الجمال فقط، بل عن الحق داخل الجُرح.

........


النص

أهذا يكفي؟...


ماذا لديكم

غير ذلك؟!

أنتظر الثانية،

والكل يعلم

ماذا تمنح كلُّ حِدايَة،

وماذا يمنح كلُّ غُراب.

فأرسلوا إليّ كلَّ

ما يُرعد قلوبكم،

ظنونَكم، أحقادَكم،

أحسادَكم، وفكّوا

أغلالَ الغِلِّ بنفوسكم.

ما الذي يمنعكم؟ مرحى

بكم وقد حَباكم الله

بسوادِ القلوبِ الغُلفِ،

حينما لدعائكم استجاب!


اللهَ يا اللهُ تجلَّ لي،

تجلَّى، أشكرك يا الله،

بعدما أبصرتَني،

أرى رُهابَ دروبهم،

وكآبةَ دورِهم وزورَهم،

وبعدما كشفتَ لي عن

أستارِ غيوبِهم الحجاب،

هاكم...

ما كانوا يومًا أحبابًا!


لحمي نَزْرٌ نحيفٌ نَزَف،

وما أشبع جوعتَهم!

أظنُّ ذلك؟!

ورغم ضآلته، أكلوه،

وقرمشوا تحته العِظام،

ومصّوا، وشربوا النخاع،

وألقَوا اندثاري في اليباب...

هاكم...

ما كانوا يومًا أحبابًا!


والآن،

هل أسعدَهم فراغُ

حضوري في ما بينهم؟

أم ينتظرون شبحي؟

إذا ظهر في خيالاتهم،

سيقتلونه تحت جفنِ

قبوّاتِهم، وسيضربونه

بحصواتٍ من فوق أكباد

كبواتِهم، بكلِّ صلبِ معاب،

حتى يموتَ، ويلحقَني،

ثم يشيدون له مقبرةً

حديديةَ الجدرانِ، لها

ألفُ ألفِ زمنٍ أغبر،

وألفُ ألفِ حارسٍ

على ألفِ ألفِ باب!

هاكم...

ما كانوا يومًا أحبابًا!


وأظنّ رغم كلِّ هذا...؟

أظنُّ مفاعِلَ مخازيهم الرخوَ

لن يحظى، كالسعداء، بانتصاب!



هل يُغنيك الحرف عن عناق؟ بقلم الكاتبة لينا ناصر

 هل يُغنيك الحرف عن عناق؟

بقلم لينا ناصر 

أكتبك…

لكن أصابعي لا تعوّض دفء يديك

ولا الصفحة تعطي صدري ما يشتهيه منك

أراك في الحرف، نعم،

لكنني أفتقد ارتباكي حين تقترب

أفقد ضياعي امام عينيك

بعثرتي وخوفي من التلاشي

اذا ماسهوا لمست يديك..


هل يُغنيك الحرف عن عناق؟

عن أن تسمع نبضي من قرب

لا أن تقرأه بين السطور؟

عن أن تشعر بي حين أرتجف،

لا حين أكتبك بهذا الزخم من الشعور؟

اقول لك "أنا بخير" وأنا أنزف شوقا اليك وبراكين لهب بداخلي

تثور وتثور..


ما أشهى هذا الحنين…

وما أوجعه

حين يربينا على الصبر

ويحرّم علينا اللمس،

لكنه يمنحنا وهج الوجود على الورق

وصدق الشعور..

أنا هنا،

أكتبك…

أحلم بك واستحضرك

أعانقك او يخيل الي أنني أفعل

ولكن شعوري ينقصه وجودك

رائحتك

لمستك

حتى نبضك الذي أحاول سماعه

رغم المسافات بيننا

أغمض عينيّ بقسوة

وكأنني أشحذ صورتك

وأهبها روحا من روحي

ودفئا من أنفاسي

لعلها تعود بك

وأصحو على ثغرك

يلامس جبيني

لكنني وحدي

أحتضن نفسي بنفسي

وأحسد كل قريب منك

وأثمل بالحنين 

اليك كانني قفص مهجور..



تراني إذا مت حبا سأحيا بقلم الشاعرة... ليلى السليطي

 تراني إذا مت حبا سأحيا

تراني بهجرك أدفن حيا

بكى الشوق حين رآك تعود

و أضحك من في المهاد صبيا

كنست غبار المشاعر عندي

حرقت ظلال الشموع الخفيه

اعرت جفونا لمن شق جفنا

ليرسل دمعا كذوبا سخيا

كتمت الرياح التي تعتريني

كسرت قيود  الورى الأبدي

مشيت على حافة الوجد حتى

تولت خطايا مكانا قصيا ..

مشيت أعد لقلبي مكانا

ليبدو لعينيك صعبا عتيا 

 فإن كنت ضمن القطيع فسر 

بغير طريق الطيور النديه 

أنا لا ابالي سهام الهوى

وسهم الردى خنجر في يديا

سيصرع من في نواياه قتلي 

ويحي الذي كان فيهم نبيا 

أنا السحر في مفردات سكوني

أنا الطارق عند باب الثريا 

عكست المرايا و فوق جبيني 

كتبت الوعود و الف خطيه 

لمن حاور الشمس دون خشوع

فنار الهوى كان عهدا جليا 

لقد كان لي في هواك ظنون 

وما خاب ظني نظرت ملياً

سيأتي عليك الحنين بدهر 

أفوز بدربي وتبقى شقيا ....

...

ليلى السليطي



إِلَى العَرَبِ.... بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 إِلَى العَرَبِ....

بمناسية انعقاد القمّة العربيّة الجديدة (اشكلوها كما ترون معناها )

لَـوْ أَسْتَـطِيـعُ الـبُـكَا، يَا أُمَّـةَ الـعَـرَبِ

بَكَيْتُ حَتَّى شَكَتْ مِنْ مُقْلَتِي هُدُبِي

بَكَيْـتُ يَا مَعْـشَـرًا قَدْ طَابَ عَيْشُهُـمُ

وعَيْـشُ إِخْوَتِـهِمْ فِي الضَّـنْكِ والتَّعَبِ

أَبْنَـاءُ "صُهْيُونَ" بَعْدَ الذُّلِّ قَدْ رَفَـعُـوا

فِـي أَرْضِكُـمْ رَايَـــةً مَشْبُوهَـةَ السَّبَبِ

فَدَنَّسُوا قُدْسَكُـمْ واسْتَعْـمَـرُوا وغَزَوْا

كَـمْ مَــعْـلَـمٍ شَامِـخٍ دَكُّـوهُ بِــاللَّـهَبِ؟

وشَـرَّدُوا أَهْـلَــكُـمْ وفَـتَــكُـوا واعْـتَـدَوْا

يَا حُرْمَةَ الدِّينِ: هَـلْ مِن نَاصِرٍ وأَبِـيّ؟

إِخْـوَانُـكُـمْ قُـــتِّــلُوا وأَنْـــتُــمُ تَـنْــظُـرُو...

..نَ نَـظْـرَةَ الـعَــجْـزِ؟ أَمْ قُلْ نَظْرَةَ العَجَبِ؟

الـعَـجْـزُ أَقْـعَـــدَكُـمْ؟ أَمْ إِنَّـــكُـمْ هَيْـكَلٌ

مِنْ وَرَقٍ لَا يُـجِــيـبُ شَكْــوَ مُغْـتَـرِبِ؟

هَلْ تَـقْـرَأُونَ مِنَ الـتَّـارِيـخِ مَا صَنَعَتْ

أَيْدِي الـجُـدُودِ ومَا عَـانَـوْهُ مِنْ نَصَبِ؟

الــنَّـارُ تَـأْكُــلُ إِخْــوَانًــا لَــكُــمْ عُــزِلُــوا

مَــا بَـــالُ نَــارِكُـمُ خَـامِــدَةَ الــلَّـهَـبِ؟؟

أَمْ إنَّكُـمْ خِـفْــتُـمُ فِــعْلَ البَعُـوضِ: إِذَنْ

إِنَّ الـبَـعُـوضَةَ أَدْمَـتْ مُـقْلَـةَ الــعَـرَبِي

أَمْ أَنَّـــكُـمْ بِـــالــكَـلَامِ تَـدْفَـعُـــونَ أَذًى

عَنْ أَرْضِكُمْ، خُطَبٌ تَعْـلُو عَلَى خُطَبِ

القَوْلُ، مَا أَفْصَحَ"الأَسْيَادَ"إِنْ خَطَبُوا

والفِــعْلُ، مَا فَـعَــلُـوا خَيْـرًا لِمُغْـتَـصَــبِ.

لَنْ تُـحْـرِزُوا مِــنْ عَـدُوٍّ طَــائِـلًا أَبـَدًا:

بِالـفِـعْـلِ يُدْحَـرُ، لَا بالقَـوْلِ والشَّجـبِ.

*****

اللهُ خَــلَّــفَـــكُـمْ، فِــي أُمَّـــةٍ، نُـــصْــرَةً

فَـمَـا تَــقُولُونَ يَــوْمَ الـحَشْــرِ والكُرَبِ؟

أَقَـــوْلُــكُــمْ إنَّــــمَــا بِـــالــفَــقْـرِ بَـلْـوَتُــكُـمْ

أَمْ قَــوْلُــكُـمْ إنَّــكُـمْ قَــوْمٌ عَــلَـى شُعَبِ

أَمْ قَوْلُكُـمْ أَضْعَفُ الإِيـمَانِ حُجَّـتُكُـمْ

يَسْتَـنْـقِــذُ الكُــلَّ مِنْ نَــارٍ بِلَا حَـطَبِ؟

مَاذَا تَـقُـولُـونَ لِــلــتَّارِيـخِ؟ إِنْ سَكَـبَتْ

كُــلُّ الـمَـحَــابِــرِ حِـبْـرَ الــعِـزِّ والأَدَبِ؟

كَيْـفَ سَيَـذْكُرُكُـمْ أَحْـفَـادُكُـمْ عِــنْــدَهَا؟

يَا لَـهْــفَ نَــفْــسِي عَـلَى قَوْمٍ بِـلَا عَـتَـبِ

مَــاتَـتْ كَـرَامَـتُـهُـمْ فِـي زَمَـنٍ كَـثُــرَتْ

فِيهِ الـمَـطَامِــعُ: هُـمْ لِــلــنَّـهْبِ والـسَّلَبِ.

*************

قَدْ طَـبَّـعُوا، وَيْـحَـهُمْ، مَـعْ قَاتِـلٍ إِخْوَةً

فَـهَـلْ يُــرَى، بَـعْدَ هَذَا، أَعْجَبُ العَجَبِ؟

حمدان حمّودة الوصيّف...  (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



تنويه يهم مبدعي-الوجدان- النقد ثروة للشِّعر والشعراء..ووقود التطوّر والتقدّم بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تنويه يهم مبدعي-الوجدان-


 النقد ثروة للشِّعر والشعراء..ووقود التطوّر والتقدّم، وهو ضرورة مهمة لإبراز جماليات الإبداع، ومعالجة الأخطاء، ودائماً يشغل الشاعر، وربما يتألم، ويصاب بالإحباط، ويشعر بالحسرة نتيجة إخفاقه في كتابة بعض النصوص.. لكن النقد الهادف يفتح مدارك الشاعر، ويستطيع من خلاله المضي قدماً في الاتجاه الصحيح، والمحافظة على موهبته.

ووجود الناقد الحقيقي للشِّعر من أهم العوامل التي تساهم في الشعور بقيمة النص الجمالية، وإزالة الضعف، وظهوره بالشكل المطلوب..ونجد أن البعض من النقاد يكون قاسياً في نقده مما يتسبب في تحطيم بعض المواهب، والآخر منهم لا يملك مقومات الناقد الحقيقي، مجرد تطاولات تطلق في الاتجاه الخاطئ ولا تخدم الإبداع.

حينما نتحدث عن النقد الأدبي فنحن نتحدث عن تاريخ بدأ من العصر اليوناني واستمر إلى يومنا هذا..فالنقد الصحيح هو أساس النجاح لأي عمل،ويوسع من أفكار الشاعر،والشِّعر والنقد هما خصمان يساعدان بعضهما للصعود إلى قمة النجاح،ويجب أن نفرق بين النقد والانتقاد فالنقد هو مشرط ناعم يحمله أديب له خبرة وأمانة أدبية،من جانب يشّرح القصيدة ويُظِهر جمالياتها ويبرزها بطريقة جذّابة لتكون مفصلة وواضحة المعاني للمتلقي، ومن جانب آخر يظهر العيوب والهفوات والضعف المصاحب لأي مقطوعة أدبية يتم نقدها.

وعليه نطلب من المبدعين التقيّد بشروط الإبداع وعدم السقوط في الإسفاف اللغوي..فالمؤسسة ( مؤسسة الوجدان الثقافية ) لا تتناول كتابات المبدعين بأنامل الرحمة وتحشرها قسرا في خانة الإبداع..


محمد المحسن



الثلاثاء، 22 يوليو 2025

ومضتان بقلم الكاتبة.. أوهام جياد الخزرجي

 ومضتان

     .... أوهام جياد الخزرجي

                            1    

قربَ الدهشةِ أنتظرُ حزني،

الذي طالما كانَ معي،

يخبرُني،أنَّ الآتي أمَرّ.

                                2

مترفةٌ أنتِ،

قصورُك تعشقُها الشمسُ،

تعزفُ الأغصانُ لحنَها،بينَ الوردِ،

ثمَّةَ عشقٌ يبني عشَّه.

22/7/2019



وداعاً الشاعر السوري حسان عزت / بقلم الكاتب السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر

 وداعاً الشاعر السوري حسان عزت /

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠


( شجر الغيلان في البحث عن قمر ٠٠!! ) 


" أيتها المتوجة بواواتها في سفَرْ

واو الدهشةِ عطش في العينين برمال صحارى

واو الماء في شفتين من توت وعسل

واو كرز حلمتين برفيف عصافير محبوسة

درّاق تحت تشيرت أبيض

تشيرت أبيض متوفّز بجسد من شبق

واو سرّةٍ تعبق بأسرارمانغو

واو حبّة عنب من عبق

في تمّةِ شفرين سعيدين باللؤلؤ المكنون ٠٠ "

( من قصيدة : واو بوهجه يصرخ من ألم ) 

٠٠٠٠٠ 


غيب الموت اليوم الثلاثاء الموافق ٢٢ / ٧ / ٢٠٢٥ م الشاعر السوري  حسان عزت ، والذي توفي عن عمر 75 عامًا بعد صراع مع المرض.

و ذلك في مقر إقامته في أبو ظبي ٠

و هو متزوج من الشاعرة السورية فاتن حمودي ٠


أليس هو القائل عن فراشات العشق :

أوّل العشقِ

دهشةٌ واشتهاء

وخطف الزنابق في مائها وارتعاش الحياة

واسئلة لا جواب ولو خالطت بالرئات

أول العشق

وهج أصاب على غفلة الرّوح فأنتبهت الى الدم

وأضاء َ قنديلَها بالبكاء٠٠ 


مازال مسلسل رحيل و فقد الشعراء في الوطن العربي لا يتوقف ، و لا سيما في هذه الفترة الأخيرة فيمضي سريعا في حالة تثير الدهشة من رحم المعاناة و مدى التأثر بالواقع و الصراعات التي تقلق المبدع ذو القلب الشفوف هكذا ٠٠

و هذا الشاعر من جذور دمشق الياسمين محملا بعبق السنيين و امتدادا لابنه البلبل العاشق الصداح نزار قباني ٠٠

فشاعرنا حسان عزت حمل أفراحه  و أحزانه معا ٠٠

في الغربة في دولة الإمارات العربية و ساهم في قفزة أدبية و صحافية عمقت أصالة الثقافة بكل مكوناتها و أطيافها الفنية في نزعة جمالية ٠

موزعة بين التاريخ و الحداثة و الحب و الجمال و الطبيعة و حلم الإنسان و أغنية السلام ٠٠


* نبذة عنه :

حسان عزت شاعر وناقد وصحفي سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق 1949، تعلم و تخرج في جامعتها ، ومقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة ٠

وعضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

و له تجربة في الشعر المسرحي 

و ساهم في إنشاء العديد من الصحف الإماراتية ٠

و ساهم في تأسيس بيت الشعر في الإمارات العربية ٠

و عضو لجان تحكيم مهرجانات شعرية ومسرحية وجوائز سورية وعربية.

و عضو لجنة تحكيم جائزة محمد بن راشد العالمية لشعراء السلام. 

الفائز الأول شعريا على جامعة دمشق والجامعات السورية 1976.


المرتبة الأولى في مسابقة أنجال هزاع لشعر الأطفال عام 2002 عن مجموعته الشعرية حواري الورد.


ترجمت أعمال شعرية للشاعر الى عدد من اللغات الغربية 

صدر له :

شجر الغيلان في البحث عن قمر - بيروت دار بن رشد 1981.

- تجليات حسان عزت- بيروت الدار العالمية 1983.

- زمهرير- بيروت دار النديم الوعي 1985.

- جناين ورد- بيروت دار عطية 1998.

- حواري الورد- المرتبة الأولى في مسابقة أنجال هزاع 2002.

- سباعية خلق- دار العوام- السويداء، سورية 2021. 

وقد رسمت لوحاتها الفنانة فاطمة عبد الله لوتاه ٠

- القصيدة العربية الجديدة في سورية قصيدة النثر نموذجًا (دراسة نقدية).


* مختارات من شعره :

لشاعرنا الراحل السوري حسان عزت دواوين شعرية متنوعة التعبير و التصوير و الايقاعات ، و من ثم نقدم له مقطوعة شعرية من قصيدته تحت عنوان ( لأنها الملكة بقرات الروح ) يسبح فيها بين ضفاف التراث و التاريخ معرجا حول ظلال البيئة وروعة المكان و معايشة قصر الملكة التي تجمع الحلم و الحزن معا ، و من ثم يختصر معادلة رحلة الحياة فيقول فيها : 

أقبّل الوردة تحت قدميها

وفوقَ خدّها

لأنّها الملكة

وأنا عمري بممالكَ وعوسجِ يواقيت

وأنا بسِرّان روحي

حالي وما حالي

في يناعاتِ شادرور

على قميصِها مفتّحا بأزرار

على نهدها المستفز لينْقُرَ النّدى

حالي

ولا قمر في الزمان رأى

ولا بنات الفرنسيسكان بالمراييل ولفح الصبا

نهدةٌ على نهدةٍ

غُصةٌ على غصّةٍ

طعنةٌعلى طعنةٍ

دمعةٌ على دمعةٍ

وخيبةُ أسى

وأنا مشيتُ لها من حمصَ إلى شامٍ ومن شام إلى حمصَ وحتّى آخرِ الأرض

وأنا معي الشجر والغيم وقطار القدم ٠


***

و يقول شاعرنا الراحل حسان عزت في قصيدة أخرى بعنوان ( نامي أيتها الوردة ) حيث يسافر بنا بين مسافات العشق و الهوى و الزهر و البحر يجمع مفردات الجمال في فلسفة المساء و يغني للسلام مع الإنسان في هذه الأرض المحترقة و شعره يعكس مرايا الواقع من زوايا متداخلة:

نامي أيتها الوردة ..

في نومك عطر الفن وتاجُ الأحلامِ ..

سأغني من عمق الروح مع النايات ..

اهدهدُ بحنانِ الأنسامِ ..

وأنادي الصبح يجيء حنانا مشفوعا ببياض الجوري ..

وأغاني خزامى الشامِ نامي..

سيطلع نور الشام الأحلى في خديكِ

وتوت القلبِ على شفتيكِ ..

ويطلعُ عصفورُ الحسون بزهرتهِ الأحلى

ويغني في حضنكِ ملهوفا ..

أيتها الوردةُ قومي للبحر

ليحلو ماء البحر

وتحلو الحورياتُ

ويرسمُ عشاق الفنّ صبايا من نور الألقِ

فوق كريستال الماءِ الأزرقِ ..

وبين الأسماك بالوان الشفقِ المشلوحِ على لؤلؤهِ البسّامِ ..

نامي ..

وافيقي يا وردةُ

طلعَ الصبحُ عليكِ جميلا برذاذ العطرِ وأنغامي ..

ورندلتِ الأغصانُ أليك ..

وطارت بجعات الروح إلى أنهار الفتنة ،

وبحيرات غرامي ..

سلاما يا وردةُ ..

طلعَ الصبحُ

ونادت شمسُ نهار الروح إليك سلامي .

شقشقتِ القبلة في الوردةِ

وشقشقتِ الروحُ بصدركِ نهدينِ مع التوت الشامي ..

افديك بروحي وهيامي ..

ها ريشةُ عودي تعزف قربك ألحانا

من موزارت وبيزيه وكارمن

وشعاعا من شعر الخيّامِ ..

وفاح البنّ بقهوة شرفات الأحلامِ ..

فيا وجع الشام أعد بردى دفّاقا بغرامي ..

ومحموما بالعطر الأبهى

في في ذوب النور على قدميها .

ويا أرض اغتسلي موسيقى

فوق حنان رخامِ أموي فيها ٠٠


و بعد العرض الموجز لعالم شاعرنا الراحل السوري و المغترب بأبو ظبي حسان عزت و تعرفنا على محطات فارقة من حياته الشخصية و الأدبية لا يسعنا إلا أن ندعو له بالرحمة و سيظل بيننا في سجل الخالدين ٠



أبتعد عني ‏بقلم محمد الناصر

 ‏***أبتعد عني ***

‏أبتعد عني ولا تفكر بالرجوع 

‏مو قلبي انطفى مثل نار الشموع 

‏أبتعد وخل ليلي يرتاح 

‏مارايد شوفتك ماأريد وداع 

‏عيش أنت على مزاجك 

‏بليلك... بنهارك... 

‏واتركني مرتاح بخسارتك 

‏مو كانت مثل طفل تصرفاتك 

‏وأجعل الجنه بكل أمنياتك 

‏مو كنت تميزني بإهتمامك 

‏بعنادك.. بكبريائك... 

‏أبتعد عني يالماتغير من أطباعك 

‏كنت أرسمك حلم وأكتب ذكرياتك 

‏واليوم دفتر الرسم مني ضاع 

‏وضاعت مني كل أحلامك

‏بهجرك...بسكاتك... 

‏بقلم محمد الناصر 

بين الأمس واليوم بقلم الشاعر محي الدين الحريري

 بين الأمس واليوم 

                                            20/7/2018       

زفـــرةٌ .. وٱهـــات ، وبــضــعٌ 

                          قـليـل مــن بـقـايــا كلـمــات    

كـلُّ شيء مضىٰ ..ولـم يتبقّ

                          سـوىٰ بـعـض مـن ذكـريــات

عـن مـاضٍ .. عن بـقايـا حـب

                        ضـاعَ فـي عـتمة الـطـرقـــات             

حـبٌّ حَسبـنـاه إلـهِـيُّ الـنزعـة

                        قــدسٌ  .. مــن الـمـقـدســات

كان لـنا في عيون الغيب ظلّاً

                        كُــان. لنـا .. فلاٰحـاً  كالـصلاة

          مـادهـاك .. يـا قًـلــب

          هـل سَئِمْـنـا الـحب ؟   

          هل هوَ مَن سَئِمنـا  ؟                              

                     فتحولت ضحكاتنا إلىٰ عـبـرات        

أم أنَّ رياح الشؤم حلـت بـنـا

                      مـثـقـلـة .. بـهـمـوم  وغــصّـات 

فدروب الحيِّ لازالت تسأل

                     عـنّـا  وبـقـايــا .. مـن  عـتـبـا ت                          فـي بساتيـن الـندىٰ ..كنّـا                              نــغـتـســل .. كــلَّ يـــوم                           

                     صباحـا ومساءً وفـي الـغـدوات

ثمَّ أصبحنا أثرا بعد عين

                   وتصحر حبنا يائسا فـي الغـابـات

وجفت في مآقي الزمن

أشعاره ، ورحـلت عـن ..

                  سمائـه بـما لـديـهـا .. مـن غـيمات

وراح ماتبقىٰ .. من خيالٍ

 نستحضر به  ماكنا عليـه

فعلىٰ ضفاف العمر تـغفـو

                     لــنا أجمل وأحـلىٰ الـذكــريــات

حبذا لو تعود بـعض مـن

 ذكرياتنا .. حبذا قبل أن

                  يـكون الـعمر قــد فـاتَ بعد موات

فـصدر الـكون قـد ضاق

                    ولـم يـبقّ إلا بـعـضٌ مـن زفـرات

كـلُّ هـذا مـضــىٰ وانــتـهـىٰ

 لأعــودَ ، وحـيــداً أجــتــرُّ 

                        الآهـات مـقـرونــة بـالـعبـرات

يـاويـحـي .. وويــح الأيــام

تـمــر بـيـن  ..  الـسـطـور أو

                       تـنتحر لتموت علىٰ الصفحات

فـكـم مـن أشـعـار .. نـظمـت

وفـي كـلّ الـبحـور لـعـينـيـك

                   كانت تخبو منطوية بين الردهات

وفـي زوايـا الـكـتـب خـبـأت

بعضهـا والبعض انـساح علىٰ

                    الـعشاق أو نُـثـر فـي الـطـرقــات

فـكـم بـقي لـنـا ..  مـن زلات

                     الـعمر كم بقي لدينا من عثـرات

فالعمر يجري خببا إلىٰ نهاية

                     ولـم يـبق شيئـا مـن قبيل الآت

   

                                   محي الدين الحريري



بين أمي ومعلّمي../ قصة قصيرة للأطفال بقلم الكاتبة ليلى المرّاني

 بين أمي ومعلّمي../ قصة قصيرة للأطفال 

ليلى المرّاني 


كنت أذهب إلى المدرسة ببنطال أبي المهترئ بعد أن قصّرته والدتي، أحاول أن أثبّته على وسطي بحبل قصير كي لا يسقط.. وهذا ما كان يثير سخرية الأولاد منّي، فأعود إلى البيت باكيًا..

لا أريد الذهاب إلى المدرسة.

أصرخ بأعلى صوتي وأرمي كتبي على الأرض.. تحتضنني أمي.. تضمّني إلى صدرها وتقبّلني، فقد كنت وحيدها

لماذا؟

الأولاد يسخرون من ملابسي، ويطلقون عليّ ، " أبو حزام الحبل "

يا ولدي العزيز، ستلبس يومًا أحلى وأغلى الملابس.

متى.. وكيف؟

حين تهتمّ بدراستك وتتفوّق، وسوف يحترمك الجميع.. وحين تتخرّج وتعمل، ستشتري ما تريد. 

ألتصق بصدرها، وأجهش بالبكاء..

أصبحت أكتم غيضي ولا أعير اهتمامًا لتعليقات الأولاد وضحكهم.. بذلت كل جهدي واهتمامي لأكون متفوّقًا، بل أصبحت الأول في قائمة الناجحين.. وأصبح زملائي يستعينون بي، ونلت محبّتهم واحترامهم.

وحدث أن الأستاذ حامد، وهو مرشد صفّنا، ويحبّني كثيرًا، حتى إنه جعلني فارس الصف.. دعاني حين انتهاء الدوام

باسم.. هذه هدية لك مني.

لماذا يا أستاذ؟

لأنك تلميذ متفوّق، وتستحق التكريم.

أخذت الظرف المغلق منه متردّدا، ولم أكن أعرف ماذا يوجد بداخله.. أسرعت إلى أمي كي أريها هدية معلّمي.. وحين فتحت الظرف وجدت بداخله مبلغًا من المال وورقةً صغيرة كُتب عليها، " باسم، هذا المبلغ الصغير أهديه لك كي تشتري بنطالًا جديدًا.."

لم أفهم حينها لماذا انقلبت سحنة أمي، وكأنها تلقّت ضربةً قاسية على رأسها.. أعادت المبلغ إلى الظرف، وتركتني لحيرتي..

في اليوم الثاني، تفاجأت بها تطرق باب الصف.. خرج إليها الأستاذ حامد

نعم، تفضّلي.

أنا أم باسم.

أهلًا بك سيّدتي.. بماذا أخدمك؟

أخرجت الظرف من تحت قميصها

شكرًا لك أستاذ حامد.. ولكننا لسنا شحّاذين.

تلعثم الأستاذ حامد، وقبل أن يردّ عليها، أسرعت إلى الخارج.. وأخفيتُ رأسي تحت طاولتي..

أتذكّر الآن تلك الحادثة وأنا في عيادتي.. ما فعلته والدتي جعلني أكثر اعتزازًا بنفسي، وأكثر إصرارًا على أن أكون ما أنا عليه الآن.. طبيب مشهور، أمتلك ما أريد.. ولم أنسَ أن أخصّص يومًا في الاسبوع لمعالجة الفقراء مجّانًا..

شكرًا لك يا أمي، فقد زرعتِ في داخلي شعورًا بالاعتزاز والإصرار للوصول إلى هدفي.. وشكرًا لك معلّمي الرائع، الأستاذ حامد، إذ كنت دافعًا لهذا الاعتزاز..



حُلمٌ وحظٌّ شعر خالد الحامد

 حُلمٌ وحظٌّ

شعر خالد الحامد

أنا والحزنُ والقلبُ الشَّغُولُ

نُصارعُ دهرَ طائلةٍ تطولُ

ألا واللهِ ما كانتْ لِقَيسٍ

مِنَ الجُلّىٰ إذا جاءتْ تجولُ

ألا ليتَ الشبابَ مضىٰ سريعاً

فما في العُمرِ ما عشنا جميلُ

وما للوصلِ من حُلمٍ تجلَّىٰ

فإِنَّ الحظَّ في الدُّنيا قليلُ

وإن تُبقِ السنونَ عليَّ عمري

نذرتُ لها غراماً لا يزولُ

فكم كأسٍ سُقيتُ بها القوافي

معتَّقةٍ بها يحيا القتيلُ

ألا للهِ دَرُّ الصبِّ فيما

يُكابدُ والهوىٰ ليلٌ طويلُ

تُصيِّرُني لها الأشـواقُ سُكراً

وأثملُ حيثُما لعبتْ شَمولُ

وأنزفُ كلَّما عصفتْ برأسي

فأغدو لا أجولُ ولا أصولُ

شربتُ العشقَ قبلَ الناسِ طُرَّاً

وكأسُ هواكِ ليسَ لها بديلُ

عرفتُ منيَّتي مُذْ لاحَ رمشٌ

رَضيتُ وعن سهامٍ لا أميلُ

إذا ما متُّ من وجدٍ وعشقٍ

فدىً لبقائِكِ الصَّبُّ العليلُ

حَسَدْتُ العاكفينَ علىٰ غرامٍ

وما لي عنهُ في الدُّنيا محيلُ

وإيَّاكَ المفاتنُ لا تَطَأها

وفي قلبِ الفتىٰ حطبٌ جليلُ

كأنَّ القصدَ ما ترمي إليهِ

الجهالةُ إنَّني الغِرُّ الجَّهولُ

ولو عَرفتْ لِأَوجاعِي سبيلاً

لما امتدَّتْ علىٰ أُفقٍ سبيلُ

إذا عشقَ الفتىٰ أضحىٰ قتيلاً

صريعَ العشقِ وجهتُهُ الرَّحيلُ

مُرادُ الصَّبِ مرهونٌ بِفَجْرٍ

وفَجْرُ الصَّبِ تنعاهُ الفُصُولُ

فمنذُ النَّظرةِ الأُولىٰ نزيلٌ

عليَّ الدَّهرُ يسألُني النَّزِيلُ

وما عرَّبتُ عن سُؤْلي ولكنْ

شغافُ القلبِ يفضحُها السؤُولُ

أفولُكِ أيَّ كأسٍ ذقتُ منها

وأنتِ لكأسيَ الباكي أفولُ؟

عذرتُكِ ربّما المُضْنِي دليلٌ

سقاكِ النَّأيَ ما شاءَ الدَّليلُ

كفيتُكِ كعبةً فالعشقُ عينٌ

يطوفُ بجفنِها الدَّمعُ الهطولُ

وإِنِّي إِنْ كفيتُكِ مِتُّ جيلاً

وجيلٌ ميِّتٌ ينعاهُ جيلُ

خُذي الرَّمَقَ الأخيرَ عليَّ عهدٌ

لغيرِكِ لا أزيغُ ولا أميلُ

تدورُ دوائِرُ الدُّنيا حثيثاً

وعشقُكِ ليسَ يُبلىٰ أو يزولُ

بائعُ الفرح بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 بائعُ الفرح


✍️ سعيد إبراهيم زعلوك


يا بائعَ الفرحِ،

هل تقدرُ أن تطبعَ ابتسامةً

على جبينٍ

جفّت عليه المواويلْ؟

هل عندكَ ضحكةٌ

تبذرها في صدري،

فتورقَ في داخلي ألفُ سبيلْ؟


يا بائعَ الفرح،

أرهقتني أيّامي،

وها أنا أمشي

وفي القلبِ سنينٌ

ضاعتْ…

كأنّها رملٌ تسرّب من كفّي

ولم يُبقِ لي شيئًا

يُحييني…


يا بائعَ الفرح،

أبحثُ عن ضوءٍ صغيرٍ

في آخرِ النفقِ،

عن نغمةٍ

تكسرُ صمتَ الألم،

عن ربيعٍ

يُنسي قلبي ما ذاقَ من قهرٍ،

وما تجرّعتُ من عذابٍ،

وما نزفتُ من وجعٍ،

وما كتمتُ من اغترابْ…


هل تبيعُني أملًا؟

ولو كان هشًّا كخيطِ دخان؟

هل تُهديني بُكاءً حلوًا

يغسلُ ما تراكمَ

فوقَ جدارِ الروحِ من دخانْ؟


يا بائعَ الفرح،

كفاني مرايا

لا تعكسُ وجهي،

كفاني نوافذَ

تفتحُ دومًا

على اللاشيء…


كفاني…

كفاني انتظارًا

لقطارٍ

لا يأتي.



(( زَهو الحَمام.. ))🕊 بقلم.. الشاعر/هادي مسلم الهداد/

 ((  زَهو الحَمام.. ))🕊

 ====== *** ======

 هل تَعلم الورقاءُ سرَّ جَمالها

نَطقتْ بسحرِ لحاظها وخصالها 


 ياحلوةَ الأحداقِ ياقزحَ الرّؤى

بالرّيشِ تَزهو والعطافُ رحالها


   ماذَا يَليقُ بوصفها ليطَالَها

   قَد لا نَطال بهائها وجلالها

  

  قُلْ لي بجدٍ هل لديكَ مثالها

ستنوءُ حَتماً إن قَصدتَ وصالها


   أنظرْ وقَارنْ ليتنَا.. ولعلّنا

أزفَ الخيالُ وماأتاكَ..قبالها ! 


  فَتمايلتْ وتَمختَرتْ بدلالها

 سبحانَ ربٍّ كم أجادَ بحالها؟!

..

بقلم../هادي مسلم الهداد/



...إلهي إليك المشتكى. بقلم الشاعر عامري جمال الجزائري. المسمى فرحي بوعلام نورالدين.

 ...إلهي إليك المشتكى....


        إليك المشتكى و من غيرك إليه يشتكى 

                            أنت الملك العدل و أنت الحكم وحدك.


       إلهي ومولاي ضاقت ومالي رب سواك 

                            يفرج عني الهموم أترجاك إلهي رحماك.


        عمري انقضى كثيره ولابد الرجوع إليك

                          وأفنى الدهر أيامي فالموعد دنا وأوشك.


       إلهي لست أجزع من موت وحقا سألقاك 

                         أنت الرحمن رباه  ومن يعز ملقاه سواك.؟


        أخشى ذنوبي وأن تذرني بالعصيان آتيك 

                       أستحي وأنت كريم إذا كنت بالذنب ألقاك.


        كم كسبت نفسي الذنوب فسترت بسترك 

                       وتمادت حتى أسرفت وأنت جدت بلطفك.


        جدت بالستر و اللطف يا إلهي ما أكرمك

                        فزد كرما بعبد استحى وقال رباه غفرانك.


        وصلي يارب على الحبيب محمد صفيك 

                    صلى الله عليك يامحمد وعلى آلك وصحبك.


                     بقلم عامري جمال الجزائري.

                   المسمى فرحي بوعلام نورالدين.

            الجزائر ولاية سعيدة يوم:22-07-2025.



بِغَيرِ وَدَاعٍ ... بقلم الشاعر محمد جعيجع

 بِغَيرِ وَدَاعٍ ... 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

غَابَت سُعَادُ وَقَلبِي صَابَهُ الوَجَلُ ... 

عَنِ الدِّيَارِ وَفِي تِرحَالِهَا العَجَلُ 

وَالرَّكبُ يَخطُو الخُطَى فَجرًا بِلَا أَثَرٍ ... 

وَدُونَ تَودِيعِي وَالصَّدرُ مُشتَعِلُ 

وَالأُذنُ مَا سَمِعَت وَقعًا لِرَاجِلَةٍ ... 

وَلَا صَهِيلَ خُيُولٍ أَو رَغَا جَمَلُ 

وَلَا بكَى طِفلٌ جُوعًا وَلَا نَبَحَت ... 

فِي الحَيِّ لَيلًا كِلَابٌ أَو ثَغَا حَمَلُ 

وَمَا تَكَلَّمَ فِيهِ صَافِرٌ أَبَدًا ... 

وَمَا رَمَى وَقعَةً حَافٍ وَمُنتَعِلُ 

أَو صَرخَةٌ مِن هُنَا أَو مِن هُنَاكَ بَدَت ... 

وَلَا مَشَى فِي الحِمَى صَاحٍ وَلَا ثَمِلُ 

وَلَا رَأَت عَينِي شَمسًا وَلَا قَمَرًا ... 

أَو بَيَاضًا وَسَوَادٌ مِنهُ يَنسَدِلُ 

وَصَارَتِ الدَّارُ أَطلَالًا وَمُوحِشَةً ... 

عَدَا صَفِيرِ رِيَاحِ الخَوفِ تَنهَمِلُ 

وَالوَجدُ مُؤنِسُهُ وَالشَّوقُ مِروَدُهُ ... 

وَعَينُهُ بِسَوَادِ اللَّيلِ تَكتَحِلُ 

يَا طَارِقَ البَابِ مَهلًا غَابَ سَاكِنُهُ ... 

لَا تَطرُقِ البَابَ طَرقَاتٍ لَهَا الفَشَلُ 

ثَلَاثُ طَرقَاتٍ تَكفِي بِشِرعَتِنَا ... 

فِي سُنَّةِ المُصطَفَى وَالنَّاسُ قَد فَعَلُوا 

بَدءًا بِأُولَى وَتَنبِيهًا بِثَانِيَةٍ ... 

وَالخَتمُ ثَالِثَةٌ تَأكِيدُهَا الأَمَلُ 

فَالإِذنُ مِن بَعدِهَا أَو دُونَ فَائِدَةٍ ... 

بِالطَرقِ تُرجَى وَأَهلُ الدَّارِ قَد رَحَلُوا 

وَلَم يَعُد أَحَدٌ فِي الدَّارِ يَسمَعُ طَر ... 

قَ البَابِ عَن كَثَبٍ، رَاحُوا وَمَا سَأَلُوا 

رَاحُوا وَمَا تَرَكُوا فِي الدَّارِ مِن خَبَرٍ ... 

عَن وِجهَةٍ وَدَلِيلٍ حَيثُمَا نَزَلُوا 

فَاحفَظ يَدَيكَ وَبَابُ الدَّارِ مِن خَشَبٍ ... 

قَد صَابَهُ مِن يَدَيكَ الوَخزُ وَالخَجَلُ 

لَا تُكثِرِ الطَّرقَ مَرَّاتٍ عَلَى خَشَبٍ ... 

فَالبَابُ لَم يُخبِرُوهُ أَينَمَا ارتَحَلُوا 

تُحَدِّثُ البَابَ عَنهُم حِينَ تَطرُقُهُ ... 

وَالقَلبُ يَسأَلُهُ وَاللَّثمُ وَالقُبَلُ 

يَا بَابُ قُل لِي باللهِ عَلَيكَ مَتَى ... 

أَحِبَّتِي سَافَرُوا فِي الفَجرِ أَم رَحَلُوا ؟! 

يَا أَضلُعَ البَابِ مَن مِنكُنَّ تُخبِرُنِي ... 

أَحِبَّتِي خَرَجُوا بِاللَّيلِ أَم دَخَلُوا ؟! 

هَذَا فُؤَادِي بِالآهَاتِ يَسأَلُكُم ... 

وَالشَّوقُ صَهدٌ وَعَينِي صَابَهَا الغَلَلُ 

كَأَنَّ رِيحًا تُنَادِينِي وَأَسمَعُهَا ... 

بِالكَادِ أَفهَمُهَا، يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ 

لَا تُكثِرِ السُّؤلَ فَالأَحبَابُ قَد هَجَرُوا ... 

وَفِّر دُمُوعَكَ، أَهلُ الدَّارِ قَد رَحَلُوا 

هَذَا جَوَابُ صَفِيرِ الرِّيحِ يُبلِغُنِي ... 

دُونَ المَكَانِ وَقَلبِي شَاكَهُ الأَسَلُ 

فَصِرتُ كَالأَعمَى وَالضَّوءُ جَانَبَهُ ... 

أَو كَالَّذِي مَسَّهُ فِي عَقلهِ الخَبَلُ 

وَصِرتُ مُرتَجِفًا كَالدِّيكِ لَيلَةَ رِيـ ... 

حٍ مَاطِرٍ عَاصِفٍ قَد صَابَهُ البَلَلُ 

أَبكَت جُفُونِي بغَيرِ الدَّمعِ جَائِحَةٌ ... 

هَبَّت بِلَيلٍ فَلَا عُنفٌ وَلَا مَهَلُ 

بَرقٌ وَرَعدٌ وَرِيحٌ عَاصِفٌ وَجِلٌ ... 

وَالغَيثُ لَا هَلَلٌ وَالسَّيلُ لَا هَمَلُ 

فَمَا يَرُوقُ طَعَامٌ لِي وَلَا شُرُبٌ ... 

وَلَيسَ يُغرِينِي دُرٌّ وَلَا الحُلَلُ 

وَلَا يُسَلِّينِي دُفٌّ وَلَا وَتَرٌ ... 

وَلَا يُجَارِينِي سَهلٌ وَلَا جَبَلُ 

فَالرُّوحُ فِي جَسَدِي ضَاقَت مَخَانِقُهَا ... 

وَالنَّفسُ شَاحِبَةٌ فِي بُؤسِهَا ثَكَلُ 

وَالعَينُ أَدمَت جِرَاحَاتٍ بِهَا وَصَبٌ ... 

وَالحَرُّ فِي صَدرِي نَارٌ لَهَا شُعَلُ 

لَا الأَرضُ طَابَت وَلَا المِرِّيخُ يُسعِدُنِي ... 

لَا المُشتَرِي رَاقَنِي عَيشًا وَلَا زُحَلُ 

بَعدَ الرَّحِيلِ انتِظَارُ المَوتِ عَن رَصَدٍ ... 

لِلعَيشِ تَحتَ الثَّرَى إِن زَارَنِي الأَجَلُ 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر ـ 08 جويلية 2025م



ديالى مدينة الوجد بقلم الكاتبة... أوهام جياد الخزرجي

 ديالى مدينة الوجد


... أوهام جياد الخزرجي


أنتِ الوجدُ حينَ يشدُّني الحنينُ، يرسلني طيفُكِ بين فيافي الحبِّ،وجدتُ مرآتي وجهَ امرأةٍ أرسمُهُ فجراً يلمُّ شتاتي،  فضعتُ في هواكِ، والمطرٌ يجبُّ ساحتي،وألوذُ

 كنمنماتِ الروحِ،الأرصُ وأدُ مدارٍ يصيّرني قمراً وسحابةً ومن أفنانكِ تترامى شهباً،  حروفي في ضيائك خجلى،  أرسمُكِ قلباً فوق أوردتي، وملكوتُكِ هوى  يأتي سراعاً بصَمتِهِ،فتأنُّ جراحاتي ويفرُّ طائرُ القلبِ في عشقٍِ يهبطُ  وينتشلني لسماءِ ديالى. 

22/7/2016



المنشأ النفسي وكينونة النص اللسانيات الحسية في أجندة الصمت في أعماقنا مابين خانة الاحتواء ومرايا الإنسان الأعلى بقلم الكاتب محمّد مجيد حسين

 المنشأ النفسي وكينونة النص

اللسانيات الحسية في أجندة الصمت في أعماقنا مابين خانة الاحتواء ومرايا الإنسان الأعلى وفقا لنيتشه 1844- 1900، وفي الرواق المعرفي المتعامد يمكننا استخصار "رولان بارت 1915- 1980" عبر نظريته: موت المؤلف.. أي أن المعاني تكتمل عبر القراءات ذات المناخات المُتباينة، فالمعاني المولودة مع صرخات النص الأولى لها لذتها، والمعاني المنبثقة من ذهنية القراء لها لذتها أيضاً.. هنا ثمة تشابك وتكامل في مصادر اللذة، 

ويمكننا تحويل التشابك الدلالي إلى ثراء جمالي يناظر قبح العالم.

لهفة المطر 

للمٌبدعة فوزية سليمان نموذجاً

لنقرأ النص معاً:

لهفة المطر 

جمال الأنوثة إشراقة

تمد يد روحها

لتزرع أرض النجوم 

هي الشتاء الذي يرويك مطره

الربيع الذي يُزهر به عمركَ

الصيف الذي يُضيء شمسكَ 

الخريف الذي يعيد ترتيب أوراقكَ

فمن فرش لها الأرض..

فرشت لهُ خدها ورداً.

فوزية سليمان.

كي نعبر إلى ما وراء مقاصد النص 

ونفتح أقفاله يفترض علينا الذهاب إلى دار الأوبرا وتخزين ما يمكن تخزينه من صدى النغمات كي نمتلك بعضًا من مقومات جذور الروح للكاتبة؛ فليس الجسد وهو منْ يكتب.. الروح هي منبع الإبداع.. هنا تأتينا سمو الشاعرة فوزية سليمان بنص غزير السيميائيات رغم قصره.

" لهفة المطر" 

مدلول ذو أبعاد إبستمولوجيا حسَّية بمعناها العميق..

للمطر موسيقاه الدافئة، وربط المطر باللهفة 

هنا استطاعت الشاعرة خلق طقس جاذب للمتلقي الشغوف.. المطر روح الأرض واللهفة ركيزة أساسية في منظومة ديمومة المشاعر الإنسانية، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالحب بين طرفين متصالحين مع ذاتيهما..

لنذهب إلى منعطف الفصول في النص:

هنا الأنوثة التي تشبهها الشاعرة بالفصول هي الشتاء الذي يُعلن نهاية الظمأ؛ فهي تروي خليل روحها  كعلاقة الأرض بالمطر

"هي الشتاء الذي يرويكَ مطره

الربيع الذي يزهر به عمركَ

الصيف الذي يُضيء شمسكَ

الخريف الذي يعيد ترتيب أوراقكِ"

هنا تؤكد الشاعرة أهميتها المطلقة بالنسبة لتوأم روحها؛ فهي الشتاء الثريَّ الدافئ الحنون.. والربيع في الرواقين الروحي والجسدي وهي أجواء الصيف 

وهي الحصاد الأخير الذي يأتي في الخريف كمؤشر على عمق المشاعر ومتانتها، ومساحات اللهفة الثائرة بهدوء كأنها بوصلتها في الجهات الأربعة.

سنأخذ صورة أخرى من النص 

" فمن فرش لها الأرض ورداً

فرشت له خدها ورداً"

هذه الصورة صوفية الروح 

فطرفا العلاقة كأنهما من ذات المنشأ النفسي فكلاهما يسعى إلى بلوغ ذروة الإيثار..

الأول " فرش لها الأرض ورداً

فجاء ردها: فرشت خدها ورداً"

هذا العمق الشعوري في عصر الأنا القاتلة للمشاعر أعتبره إنجازاً شعورياً مؤثراً وجاذباً متشعب الدلالة.

لهفة المطر 

النص ذو أجواء صوفية 

تعيد للأدب الكثير من قيمه التي انحسرت في عصر الرقمنة، وهذا نتاج الجانب المظلم للحرية المطلقة" الليبرالية"

لهفة المطر للشاعرة فوزية سليمان 

يحثنا على العودة إلى اللذة البيضاء المنبعثة من قوانين الطبيعة المطر والأرض وانعكاسات روح الفصول على مأدُبة الكيمياء الملتهبة.

محمّد مجيد حسين



حتى لا يسقط خطابنا الأدبي الإبداعي في وهاد الترجرج بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حتى لا يسقط خطابنا الأدبي الإبداعي في وهاد الترجرج


قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن المشهد الثقافي التونسي موغل في الإسفاف والرداءة بإستثناء بعض الأقلام الجادة التي تنحت دربها الإبداعي على الصخر بالأظافر..!

ومن هنا،فمعركة درء التخلف،أفضل بكثير من خوض معارك جانبية لا تعبر في جوهرها عن الاختلاف الأدبي،ولا عما يضطرم به باطن المشهد الأدبي الابداعي من تناقضات،هي بالأساس ظاهرة صحية في عالم ممزق النفس والجسم..

في هذا السياق أيضا،أشير إلى أن عبر مسيرتي الإبداعية في عالم الكتابة التي تناهز نصف قرن، طالما تجنبت الخوض في بعض" الترهات"على غرار ما أشار إليه بخصوص إحدى مقارباتي النقدية، "قلم مأجور"متخم برائحة النفط والدولار" من بلد شقيق،في محاولة يائسة،وبائسة لجري إلى مستنقع الرداءة الذي تمرس على غسل "أدرانه الكتابية" فيه..!

قلت أتجنب،هكذا" معارك جانبية" ليس بالمعنى الأكاديمي،بل بالمفهوم الذي دأب على تكريسه -حفاة الأقلام والضمير-،وهذا ليس جبنا مني،أو خوفا،بل نأيا عن نقاشات بيزنطيّة وعن النّزول إلى مستوى في النّقاش لا أرضاه لنفسي بتاتا خاصّة أنّ الصّحّة لم تعد تتحمّل المزيد من الضّغط  والتّوتّر..

والسؤال : هل شحت ينابيع الابداع في ربوعنا وكلت أقلامنا وعجزت بالتالي على الخلق والابتكار وأصبح الواحد منا «ينهش لحم أخيه» و«يشكك» دون خجل أو وجل،في ابداعه وعصارة قريحته وكل ما «بناه» ابداعيا» بحبر الروح ودم القصيدة؟..

 تونسيا،ما فتئ المشهد الإبداعي يتغلب فيه الفتق على الرتق بعد أن غص حد التخمة بأقلام تتجسس بإلكاد دربها الى الابداع وتلهث متعَبَة خلف «الأضواء»..!

ولا عجب في ذلك طالما أن الواحد منا بامكانه أن يتحول بقدرة قادر الى شاعر فذ تشد له الرحال، بمجرد قصيدة يكتبها وهو يتثاءب وتتلاقفها لاحقا «أقلام» النقاد لتصنفها ضمن «الابداع العجيب»..!

قلت هذا،وأنا أقرأ ما تكتبه بعض الصحف حول «اللهث المحموم خلف النجومية الزائفة » ببلادنا،ولكأن هذه الظاهرة المرَضية استفحل داؤها وغدونا عاجزين على استئصالها وأمست بالتالي مرضا عضالا لا فكاك منه..!

على أية حال،كان بامكان-كتابنا

الأفذاذ-شحذ-أقلامهم في سبيل تكريس إبداع خلاق تخاض به كبقية الأمم معركة الوجود والنهضة من الركود والترجرج،والتأسيس لحركة أدبية إبداعية تأخذ على عاتقها مسؤولية البناء والتشييد في المدى المنظور،بدل رمي الورود جزافا،على هذا-القلم-أو ذاك..أو أيضا " رجم " هذا المبدع أو ذاك-بحجارة التشكيك في إبداعه والسعي لتثبيط إرادته،وعرقلة مساره الإبداعي لغاية في نفس يعقوب..!

قلت هذا،وأنا أتحسر على ما تشهده ساحتنا الثقافية بين الحين والآخر من اتهامات متبادلة بين بعض المبدعين،لا طائل من ورائها سواء تغليب الفتق على الرتق،والنقل على العقل..

وأقول هذا،حرصا مني على نقاوة مشهدنا الابداعي من كل الشوائب وسعيا حثيثا للارتقاء بمستوى وعينا الأدبي لأعرض شريحة قارئة،الأمر الذي يحتم علينا جميعا إيلاء هذا المشهد ما يستحق من ابداع واعد من شأنه ترك بصمات واضحة على حركة الابداع الفني برمتها،بمنأى عن التراشق بالاتهامات الزائفة.


محمد المحسن