آخر المنشورات

السبت، 28 سبتمبر 2024

تستحي عيني بقلم. الشاعر حسن دولة

 تستحي عيني

بعد روءيتها

ان ترى امراة سواها

ان ترقص 

فرحا. . . 

او مرحا . . . 

لغير مراها

كل النساء

اللواتي عرفت

قبلها

كن عبثا

ولهوا

ورهوا

وكلهن بعدها

يتبعن خطاها

اذا ابتسمت

او همست

خفق القلب

لها شغفا

ولهفا

ومضى رافلا

سابحا 

في بحر هواها

انا لا ارى ابدا

دون طيفها

طيفا

او سفينة

تحملني بعيدا

بعيدا جدا

الى ابعد مداها

يعز على نفسي

ان اغمض عيني

لحظة واحدة

مخافة ان تمر

من امامي فجاة

ولا اشعر بها

حينا او لا اراها

احبها

نعم احبها

من كل قلبي

وهذا قليل عليها

وكثير علي

روءية سناها

كم مرة

قلت اني احبها

واعشقها

واني بها مغرم

ومتيم

وانها مليكتي

وحبيبتي

واميرتي

وانها للروح

همسها ورضاها

وانها العمر

وانها القلب

ونبضاته

وهمساته

انها طريقه

وانها دليله

اذا هو يوما تاه

وكانت دوما

تقول لي

انها تعشقني

عشقا عجيبا

وانها تحبني

حبا غريبا

كما تحب 

الزهرة شذاها

هي حقا

كانت تحبني جدا

وتعشقني جدا

وكانت تعشق روحي

وكانت تضمد جروحي

كما كنت انا

دوما احبها

حبا عجيبا واغشاها

غير انها

تجري الرياح

على عكس رغبتنا

وشهوتنا

على عكس

ما يشتهي القلب

او تشتهي الروح ورضاها

لتنتهي في الحين

قصة ممتعة

عشت سنين

اعشق تفاصيلها

واهيم بغناها

واعود الي

ومن رحلتي الجميلة

خلت فيها

اني ملكت الدنيا باكملها

بعد تمردها

وجفوتها وجفاها



كل الناس بقلم الكاتب (عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

 كل الناس

======٪

وكل الناس من أب وأم

وكل الناس قد جاءوا سواء

وما غير الكريم لهم إله

ولا من غير بطن الأم جاءوا

ولكن في الحياة لهم حظوط

وأنصبة و( يفعل ما يشاء) 

فلا فضل لعمرو دون زيد

ولا زيد له فضل و جاه

ونمضي في الحياة لكي نكد

ويتعب بعضنا والبعض ناءوا

ونخرج كلنا من بعد عمر

من الدنيا وقد وقف الرجاء

فلا جيبا لأكفان ملأنا

ولا أغني عن الناس الغناء

فلا تهزأ ولا تزهو بمال

فكل المال يا أهلي عطاء

ولا تفخر بأصل بين قوم

فكل أصولنا طين وماء

وما غير الجميل تراه يجدي

فأرض الله هذي والسماء


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)

الرقصة اليتيمة بقلم الكاتب لطيف الخليفي/ تونس

 الرقصة  اليتيمة 


بين  بساتين الهوى

ينتشر ضباب وردي

يسبي عقول المارين من هناك...

رائحة عطر باريسي تذغدغ أنفه

وبين انامل العشق

تمر غانية كنور الصبح

تحمل بين كفيها جمال أصيل صيف...


في بساتين الهوى

وتحت تلك الخميلة 

يرتاح قلب بين أضلع الود

يحمل سهوب فرح 

وعناقيد ابتسامات مشرقة 


هناك في بساتين الهوى

تزهر الرموس

وتشرق كل الشموس 

نوارس تغطي وجه سمائها

فتتهادى خيوط النور

وتفرش بساط الامل

يكرع الحب من رحيق النسيان

فتورق أماني الصبا

وتلبس جلباب أمل ضاحك

فيساقط حب  الروح مدرارا

حينها تينع كل الازهار 

وتغني الطير بين أغصان الامان

وتبسط كفوفها لنور القمر

وترتوي من شرايين ضحكات الزمن...

شمس الهوى

تشرق مرة يتيمة

فيتلقفها القلب 

وقد يبتسم لها مرة ...

 لطيف الخليفي/ تونس


بساحِ صبرا أو شَتِلّا بقلم الكاتب حسين جبارة

 بساحِ صبرا أو شَتِلّا

شعبي المُجَرَّبُ في المذابحِ عن كيانٍ ما تَخلّى

باتَ المُشَرَّدَ هائمًا، لم يرضَ ذلّا

رفضَ الخنوعَ لناصبٍ

وأبى الخضوعَ لحاصبٍ

ردَّ الفؤادَ إلى المكبِّرِ حيثُ صلّى

شعبي الضَّحيَّةُ يستجيبُ لِمُلْهِمٍ

مستسلمًا لعقيدةٍ

حينَ الجبينُ نحا نوالًا يومَ تُلّا

وهوَ القضيَّةُ شبه غيمٍ سابحٍ

مهما تناثرَ في الفضاءِ

يَعُدْ هنا غيثًا كريمًا

للبلادِ مُطَهِّرًا

دربَ الخلاصِ كما التَّحررِ لن يَضلّا

العصرُ غدرٌ والذِّئابُ تكالُبٌ

راحتْ تطاردُ طفلةً بمخيَّمٍ

سفكت دماءَ الوالِدَينِ بغفوةٍ

بضغينةٍ كم أمطرتْ حِقدًا وغلّا

أرتالُها أردتْ إلهَ الحبِّ داستْ معبدًا

سحلتْ حفيدًا مثل جدٍّ طاعنٍ

أذكتْ لَظًى، لم تُبْقِ ظلّا

هذي الذِّئابُ رسولُ غيظٍ ماكرٍ ومُخَطِّطٍ

بالنّارِ تحرقُ أمَّهاتٍ، بالخدورِ ملاذُها

أبكتْ صُخورًا

أذبلتْ زهرًا وَفُلّا

أينَ الضَّميرُ لآمِنٍ بقصورهِ؟

مَلِكَ المبادئِ والعدالةِ يدَّعي

وهو الَّذي ساقَ الحياةَ تَعَنْصُرًا

وأشاحَ وجْهًا بالخديعةِ مُسْتَهِلّا

وطني الشُّموخُ بجسمهِ وبروحهِ

كبشُ الفداءِ بوقفةٍ

يومَ النِّداءِ مُنازلٌ

يومَ الكرامةِ كالملاكِ إذا تجلّى

شعبي تحدّى في غيابِ مَصادرٍ

ومُناصِرٍ

في ضعفِ حالِ المُصطَفى

لمّا خَلا أزرًا وَخِلّا

لمّا شكا بالصَّبرِ يدعو

بالرُّؤى يعدو هِزَبرًا

بالعزيمةِ قد تحلّى

شعبي بصبرا هزَّ باغيةً طغى

بالضَّعفِ هزَّ المجرمينَ وما انثنى

بالرّوحِ يهزمُ عُدَّةً وذخيرةً

ومُساجِلًا في السّاحِ يصمدُ ما تولّى

أطفالُ صَبرا عانقتْ مُستَهدَفًا بجوارها

رفعَ الحذاءَ يقاتلُ الموتَ المُحاذيَ

مُهلِكًا في الفجرِ طلّا

وتشابهتْ فينا المذابحُ مُرَّةً

صهرتْ ردودَ الأبرياءِ دمًا سرى متجدِّدًا

في عالمِ المغدورِ أضحى طاقةً

نورًا أطلّا

أحيا ذبيحًا لم يمُتْ

متمرِّسًا منزوعَ سيفٍ

بالوفاءِ مُدجَّجًا

دحرَ الغزاةَ مُقَتِّلينَ مُذَبَّحينَ

بساحِ صبرا أو شَتِلّا

حسين جبارة                                                    أيلول 2016


برواز حديد ( 720 ) بقلم .. صبري رسلان

 برواز حديد ( 720 ) 

...............

محتاجة لك 

ليه ما تسأل

ولو بصدفه ومن بعيد  

بنسى روحي لما أشوفك

وإنت عادي مفيش جديد

أيوه عارفه قلبه قاسي 

وغصب عني وجوده عيد

لاغيه عقلي وساجنه نفسي 

جوا بروازه الحديد 

كل خوفي إنه يهجر 

وفى هواه هبقى الشهيد 

حلمي أبات وأنا حاضنه شوقه 

ولما أصحى من أكون وحيد

حاسه إني بدونه روحي

تايهه مني فى ليل بعيد 

حب أعمى طب وماله 

ومستعده للمزيد 

صبر هصبر بس الأقي 

نبضي راجع فى الوريد 

كل همسه وكل ضحكه

بفتكرها من جديد 

ياخدوا عمري واللي باقي 

بس أشوف قلبه سعيد 

بقلم .. صبري رسلان



ندم بقلم الكاتب يوسف بلعابي تونس

 ندم.


تعجبت من حظي

نام إلى الأبد

مشلول مكسور العمد

كم انتظرته كي ينهض؟

كي أرى يومي أسعد

لكن دون جدوى رقد

ندمت من يوم عرفتها

لما قابلتها في دروب الكسد

ربما عين شريرة أصابتني أو حسد

لم أرى في هواها سوى النكد

يا ليتني ما أحببت ولن أحب


بقلمي يوسف بلعابي تونس



بــيــروت تــناديكم بِـــقَـــلَـــمٍ ️ أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي

 بــيــروت تــناديكم


مابالكم أيـها الاخوة

غافلين عن بيروتكم 


أرضيـتم بالـمهان أم

رأيتم أجدى صمتكم


أتنتظرون تضيع كما

ضاعت قبلها غزتكم


ألستم أمة التوحيد

تتفاخرون بوحدتكم


ألستم القائلون نحن

في الملمات درعكم


فأين وحدتكم فهـذا 

بيروت وتلك قبلتكم


أرضـيـتم بالـعـدا أن

ينالوا من عروبتكـم


 أرضيتم أن تسحق

خيل العدا أطفالكم


أرضيتم سهام العدا 

تقتل أحلام أبنائكم


أرضـيتم لل. يه. ود أن

يستبيحوا أعراضكم


أم رضـيتم يـسبـون

دون النساء نسائكم


هل حال الخوف أم

التخاذل قد حـالكم 


نادت غـزة من قـبل

الأن بيروت تناديكم


يا أمة قد سخر من 

خذلانها للحق أمـم


فأين أنتم أين أنتم 

من قماقم شجعانكم 


أتفخـرون بـصولات 

أجيالٍ غير أجيالكم


أم سيـوفكم مشرعـة

فقط بوجوه أخوانكم

 

أين أنتم من ضمائركم

أين أنتم من وحدتكم !!


        ✍️  بِـــقَـــلَـــمٍ ️

      أَرْكَانُ الْقَرَّهْ لُوسِي 



عنوان القصيدة ((((ياعود مالريحان)))) بقلم الشاعر حامد الصغير

 عنوان القصيدة ((((ياعود مالريحان))))

الشاعر حامد الصغير / الجمعة 27 سبتمبر 2024


 يا عود مالريحان على غصنه يميل


وتوليب معطر بزهرة الياسمين


يا قرنفل يانع بمنضر جميل


يا سمحة المبسم ياحورة العين


ياغرام البلبل من قبل اصيل


في بهاء الوردة مفتحة التلوين


رايعة في بهاها وسط لخماميل


ياقمر الباهر وعصب مالواتين


يا صباح السكر ياعطر البساتيل


يادنين النحلة في رحيق بنين


يا سلام الهمسة نغمات ومواويل


يارباح الفرحة في الروح وشرايين 


يارقة الفراشة عالورد والكليل


كاليمامة وديعة تحوم في بساتين


روضك العاطر زهوة الدليل


يانبذة الدواء رذاذ مالكستين


يازلال الميه وريحة الكستيل


طلحك المرهف احساس في البين


ياعذبة النشوة ياعود الرتيل


يا شبيه الجودة لوحات تفنين


حامد الصغير شاعر بتكميل


يصلي الماجد كل لحضة وحين


 ويسلم على الصلاح في النهار والليل



شذرات لغوية ٠٠!! بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

 شذرات لغوية ٠٠!!

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

---------------------------

((( مع قراءة و إعراب و معنى الصراط المستقيم )))

" اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " سورة الفاتحة الآية: ٦


عزيزي القارىء الكريم ٠٠

لقد أختص الله عز وجل سورة الفاتحة بخير كثير فجعلها فاتحة كتابه العزيز و منحها فضل عظيم و يكفي أننا نقرأها في كل صلاة مفروضة و نافلة ٠٠

بل تعارفنا على قدر شرفها بأن نتخذها عهدا و ميثاقا في كافة أمورنا دين ودنيا بأن نبدأ و نختم بها أقوالنا و أفعالنا في الخِطبة و في العزاء و في الصلح و جميع مجالسنا لإدراك فائدتها المعنوية و المادية هكذا ٠٠

و من المعلوم أننا جميعا نقرأ ( الصراط المستقيم ) مذكرا لكن القليل يقرأ ( الصراط المستقيمة) 

و من ثم فقد استوقفتني هذه الآية الكريمة من سورة الفاتحة في قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ) ٠

فالصحيح في قرأتها نصب كلمة " المستقيم " على أساس نعت ٠

و النعت هنا يوافق المنعوت في أربعة من عشرة : 

" الإعراب رفع و نصب و جر ، التعريف و التنكير ، و العدد مفرد مثنى جمع ، و التذكير و التأنيث " ٠

فنجد المستقيم معرف بال كما في الصراط و منصوب لأن الصراط مفعول به منصوب و المستقيم مفرد كما الصراط و المستقيم مذكر كما الصراط ٠٠

إذا تطابق في الأربع حالات المتواجدة في شروط النعت و المنعوت ، و يأتي المنعوت أولا و يتبعه النعت ثانيا  ٠

و نوع البدل في اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم ٠

 البدل المطابق: 

هو أن يكونَ الثاني (البدل) مطابقًا للأول (المُبدَل منه) ويسميه بعضهم : بدل الكل من الكل ٠


* و من ثم كنت أقول لطلابي عند شرح درس ( النعت ) ٠٠

بأن النعت يتبع المنعوت مثل المقطورة التابعة للسيارة في السير تأخذ جميع حكم مقدمة العربة في السير و الوقوف و الانعكاسات و المنحنيات و اللف و الدوران٠٠٠ الخ٠


= و تبقى هنا فائدة :

إذا كان المنعوت جمعا لغير العاقل ، ففي نعته وجهان :

 أن يأتي النعت مفردا مؤنثا ( وهو الأفضل )، أو جمعا مؤنثا سالما .

 و يمكن أن يكون للمنعوت أكثر من نعت واحد . 

و هذا هو النعت الحقيقي ٠

و هناك نوع آخر من النعت يسمى : 

( النعت السببي ) وهو النعت الذي يصف اسما يأتي بعده ، نحو : 

أحترم الطالب الفائز أخوه .

= و الفرق بين المستقيم و المستقيمة : 

مخالفة لغوية في الإعراب و في المعنى ٠

- فالخط المستقيم ليست له نقطة نهاية عند أي من طرفيه إذ يستمر في كلا الاتجاهين.

 - أما القطعة المستقيمة، فلها نقطة نهاية في كلا الطرفين ، أي إن لها نقطتي نهاية.


اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

هذه جملة دعائية فيها طلب و تضرع و رجاء من الله عز وجل بالهداية ٠

أي: دلنا وأرشدنا، ووفقنا للصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله، وإلى جنته بعد الطاعة و العمل الصالح و الإخلاص وفق الكتاب و السنة ٠


* أولا معنى ( الصراط المستقيم ) :

----------------------------

 فقال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره  : 

أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه . 

قال : والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر ، قال : ثم تستعير العرب الصراط فتستعمله في كل قول وعمل وصف باستقامة أو اعوجاج ، فتصف المستقيم باستقامته ، والمعوج باعوجاجه .

وبعض أهل العلم ، من المتأخرين: 

يذكر أن "الصراط المستقيم" أمران:

-  الصراط المعنوي، وهو دين الله تعالى الذي أمره عباده بسلوكه، والأخذ به. 

- والثاني: الصراط الحسي، وهو الذي ينصب على جسر جهنم يوم القيامة، وهو صراط بلا ريب، كما جاءت به النصوص، وسمي مستقيما أيضا، اعتبارا لأمره بالسلوك على الصراط المستقيم في الدنيا.


= ثانيا الإعراب :

 " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ "

( اهد) فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة ٠

و(نا) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. 

(الصراط) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة. 

(المستقيم) نعت للصراط منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة. 

والجملة: لا محل لها استئنافية.


* ثالثا مع التجويد:

-----------------------

والهمزة التي بعد "الصراط" في كلمة : "المستقيم" همزة وصل، فتنطق اللام مباشرة بعد الطاء.

كما يعتبر كسر الميم من المستقيم في سورة الفاتحة لحنا جليا فلا يجوز تعمده، لكن لا تبطل الصلاة به لأنه من اللحن الذي لا يغير المعنى ٠

و نقرأ المستقيم لا المستقيمة ، كما سبق بيانه ٠


= و أخيرا تبقى مسألة فقهية في (حكم قراءة المأموم للفاتحة إذا لم يسكت الإمام  )


الواجب على المأموم أن يقرأ الفاتحة، قد ذهب بعض أهل العلم إلى أن القراءة لا تجب على المأموم، ولكن الصواب أنها تجب عليه، فالواجب عليه الفاتحة فقط، ولو كان الإمام يقرأ ما سكت يقرؤها، ثم ينصت؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : 

( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ٠

و ثمة اجتهادات أخرى قراءة الإمام قراءة للمأموم ٠٠

و الأمر فيه متسع و مقبول إن شاء الله ٠

و على الله قصد السبيل ٠



ومن خجلي بقلم الشاعر سليمان كاااااامل

 ومن خجلي 

بقلم 

سليمان كاااااامل 

**********************

أخجل................ ولم لا أخجل 

ولحظ ........عيناك لي مذهل


وتلك ابتسامتك التي تبحثني

ترتشف من....... محياي وتنهل


ومن أنامل......... تكسر الخوف

بجرأة تجوب....صدري المثقل


وهمومي تنزاح كالغيم الماطر

من دفؤك .....الصيفي المسبَل


وذلك التغافل......... الذي أبديه

عند قبلة ..........هوائية تُشعِل 


تجربتي في.......... الحب عذراء

ومحبوبتي في....... الحب أكمل


كل مافيها ........يبتزني للغرام

يدعوني جبروتها........ كي أثمل  


يشبب سحرها..جفني فيرتجف

يسترق النظرات.. ويفر متعجل


ألا يراني من............ رأى هدأتي 

فماكان غيري...من الحب أوجل


أ أخجل أم....... أرتمي بأهدابها؟

مازال في جرأتي... شيء معطل


بل أمامي.............. سيل نظرات

يمهد الجفاف........ويفك المكبل


يمحي مني .......عثرات أمسي

عند خجلي.... حينما كنت اتغزل


ويزيل اللاءات...... التي تنتابني

حين الحياء .....المقنع والمدلل

************************

سليمان كاااااامل............ السبت

2024/9/28



إقرأ بقلم الكاتب معز ماني التونسي

 ***** إقرأ *****

إقرأ ...

لا تحتقر القراءة

ولا تحتقر نفسك

إقرأ ...

لتعلم من أنت

وما الغاية من وجودك

قد يكون مستقبلك موقوفا

على كتاب تركته للزينة

في بيتك 

اجعل نصب عينك كتاب

ذا مضمون يسمو بك

أعظم معلم كتاب يعلمك

أن تكون سيد نفسك

لا ترضى بالأجوبة الجاهزة

متبعا كل ناعق يناديك

إن مرت عليك أيام لم تقرأ

فيها فابك على نفسك

إقرأ ...

وجالس أهل العلم

فالعلم نور وتشريف لك

وكسر قيد الجهل والإستلاب

والدجل والوهم من وطنك

إقرأ ...

لا تقل ما أنا بقارئ

فتفقد السيطرة على عقلك

وأنفق في سبيل عقلك

ماتنفقه في سبيل بطنك

انما الأمم علم وكتاب

وتاريخ يكتب مجدك

إقرأ ...

كما ينبغي أن تكون

القراءة متدبرا ومتأملا

لتستخرج منها ما ينفعك

ثم اسأل نفسك هل يستوي

الذين يعلمون والذين

لا يعلمون في نظرك؟...

*********************

*** معز ماني التونسي ***

بَغدَادُ شعر : عيد هاشم الخَطَّاري

 بَغدَادُ

بَغدادُ  لا  تَتَوجًّعي 

فَكلُّ أوطَاني جَريحَة


لَم يَعُد لِلنَّومِ بُدٌ 

وَأريكَتي لَيسَت مُرِيحَة


كُلُّ الجُفونِ تَألَّمت

وِمَدَامِعي أضحَت قَريحَة


حَتَّى فَتاتِي فِي المَساءِ تَدَنَّسَت

وَعَروسَتِي بَاتَت ذَبيحَة


قَد دَاسَ كُلُّ الطَّامِعينَ مَسَاجِدي

وَكَنيسَتي 

لَم أستَطِع حَتَّى مُوَارَاةِ الفَضيحَة


بَيرُوتُ كَانت للزَمانِ مَنارةً

كَانت فَسيحَة


ضَاقَت بِها الأحلامُ مِن ألمِ الجَوَى

وَخُدودُها تَبدُو قَبيحَة


أغصَانُها ذَبُلَت تُدَندِنُ بِالبُكا

مَن جَاءَ يَهرِقُ فِي دِمَاءِ الأوفِياءِ

 وَيَستَبيحَه ؟


كُلُّ العُروبَةِ لِلحرُوفِ الأبجَدِيةِ أُطلِقَت 

لَكِنَّها بٍلسانَهَا كَانتِ شَحِيحَة


مَن ذَا يُكبِّرُ لِلصَّلاةِ وَيَدُّقُ ناقَوسَ الكَنيسَةِ 

أو يُزيحَه ؟


هَاتُم عُروبةَ غَيرَ كُلَّ عُروبَتِي 

لَم تَعُد بِلُغاتِها الفُصحَى فَصِيحَة


رَاياتُنا بَاتَت تَغُطُّ بِنَومِها

فَوقَ الأسِرَّةِ للشُّروقِ وِمُستَريحَة

شعر : عيد هاشم الخَطَّاري



.. احلفك بقلم الشاعر.. وائل مسلم ..

 .. احلفك .. وائل مسلم .. 

وحياة الشوق ولياليه

  والسهر اللي سهرت فيه 

والحب اللي انا عايش ليه 

والقلب اللي عشقك  بيداويه 

انا محوط عليك بنن العين  وانت ساكن فيه 

وحياة القبلة اللي طبعتها علي خدك 

 ده مفيش في الجمال قدك 

احلفك ياحبي  باحلي ايامنا 

والذكري الحلوة في كلامنا 

ارجوك بلاش العناد

وليه طولت في البعاد  

ومين اللي آساك عليه 

رغم أن  قلبي بعدك مٱثر فيه 

وانا عارف ان بعدي مٱثر فيك 

ولذلك ادعي المولي أن ربنا يهديك 

لاني عارف ان هجري مآثر فيك

ارجوك ابعد عن اللائم البعاد 

ده انت عارف ان حياتك معايا كلها هنا وإسعاد

يبقي ليه نعاند أنفسنا

 واحنا عارفين أنه اتخلقنا لبعضنا 

ده مكانش في السعادة زينا 

وكل العوازل بتغير مننا

احلفك بالحب الطاهر اللي كان خالي من المظاهر 

وكان كله اخلاص وطيبه 

انك لسه في قلبي زي انا ما لسه جوه قلبك 

يبقي بلاش الهجر وانت عارف انك في بعدي بتعاني 

وانت عارف ان قلبي مفهوش حد تاني 

ده انت الحب الاولاني

 ومفيش بعدك عشق استهواني 

يبقي لازم ترجع لحبيبك وتعيش في حضنه لانك لم تنساني

احلفك بكل حاجه حلوه أن تصفح وتسامح 

و  لايمكن في يوم  هكون علي حبي انا الجاني 

وفي لحظه صفا لاقيت حبيي جاني 

وبعيونه ناداني 

وفردت دراع الشوق بالاحضان والحنيه

ماهو اعمل ايه زي الشوق ما جابه 

العشق عليه هو اللي وداني 

وفي حضنه رماني 

ماهي حبيبتي وسكني وعنواني

ومن في الجمال زيه 

ومين في العشق قده 

دي قلبي هو اللي حبه وكان بيوصله ويوده

وزي ما حبيته حبني لكن بيعاند علشان يعرف غلوته 

ومن غير ما احلفله هو عارف معزته وحلوته

ده هو حياتي زي ما انا حياته 

ورجع بدمع العين وطبعت قبله علي الخدين

ودبنا في بعض احنا الاتنين 

ماهو مفيش زينا حبيبن

وقالت أنا حطاك في نن العين 

ودموع الندم بتقول انت في النبض والوتين 

وحنوت عليها ما انا برضوا قلبي مسكين 

وان قسيت مش ممكن القي زي حبيبي والقي زيه فين 

ومين في جماله مين

ده جميل القد ومفيش في غلوته حد 

ومهما اوصف فيه أو اعد عد 

ده انا حقيقي بحبه بجد

(( لا تَعجَبوا ... !! )) بقلم /هادي مسلم الهداد/

((  لا تَعجَبوا ... !! ))

===== *** =====

   لاتَعجبوا ممّا تَروا أو تَغربوا

خلفَ السّتارِ إذَا تَرجّلَ مُرعبُ!! 


  قلْ لي بربّكَ ماظَنَنتُكَ رَاضِيَا

  لكنّما عَيبٌ بِمن لم يُعجَبوا ! 


  حتّىٰ الفصولِ مزَاجها مُتقلّبُ وكذَاالنّفوسُ كمَا الرّياحُ تَقلّبُ! 


    والدّهرُ لاعَهدٌلهُ مُتَطاولُ

   يأتيكَ بَعضاً ثمَّ يَحبو مُتعِبُ! 


 بعضُ الأنامِ معَ الدّعاةِ مُحرّفُ

 وإذَا استَشاطَ بهِ الأذى يَتهرّبُ! 


 حَرباءُ طَبعاً إن تَعشعشَ لونها

يُغري الّذي قَد طابَ نَفساً يَقرَبُ! 

  

  كلٌّ لهُ مِن أمرهِ ماقَد هَوى

يَرضى إذَا..وإذَا عَدَاهُ سَيغضَبُ! 


 دُنيا وإن مَازَحتَ صبحاً مُشرِقا

فاللّيلُ قَد يَعشو العيونَ ويَحجبُ


    قُلنَا إذن لاتَعجَبوا لاتَعجَبوا 

الطّيْبُ يَشقىٰ والسّفاهةُ تَلعبُ!! 

 ..

    بقلم /هادي مسلم الهداد/



ذات خلوة بقلم الكاتبة فوزية أحمد

 ذات  خلوة


قلت له:

هاتني قطعة سكر

فنجاني  فارغ .

وعيناك قمر

رد متأملا

وهل العسل يحتاج سكر؟!


ضعي شفتيك

على حافة فنجان القهوة

يصبح

 مذاقها 

أحلى من ضمة الوطن

بل أكثر...

 فوزية أحمد

٢٣_١٠_٢٠ فاس



بين أيدي العدالة *** بقلم الشاعر علي مباركي

 بين أيدي العدالة *** بقلم علي مباركي 


يا حضرة القاضي لم حكم الغياب

إسمع جوابي ،عزني في الخطاب

قد طال سهدي، سامني بالعذاب

قد مات صبري  جازني  بالتباب

راقب  بنود العقد تهدى الصواب

ما  كنت  إلا  عابدا  أتلو  الكتاب

اخش العنت ارتجي يوم الحساب

اصبو إلى خير من نواصي الرقاب

حتى توارى الحق  وبان  السراب

وجيء بإفك غاصب ببغي الثواب 

ضيعت عمري في امتصاص العتاب

فاجتاح صدري  اكتئاب  مستراب

ضاعت حقوقي في فجأج الضباب 

إصدار  أحكام  تقرر  العقاب


علي مباركي 

28 سبتمبر   2024

سقط القناع.. بقلم الكاتب عماد الخذرى

 سقط القناع..


سقط الْقِنَاعُ عَلَى الْوُجُوهِ

وَانْفَرَطَ عَقْدِ الْأُمَمِ وَالْعُهُودِ

خَطَبَ الْمُجْرِمِ الْمَعْتُوهِ

مُعَلِنَا حَرْبهُ عَلَى كُلِّ الْوُجُودِ

صَفَّقَ الْحَاضِرُونَ لِيُبَارِكُوا

لَهُ عَمَلُهُ الْمَشْهُود

لِضَرْبِ لُبْنَانَ الْمحبَّةِ

غَدرًا فِي حُضُورِ الشُّهُودِ

أَلْجَمَتْ الْالسُنُ وَانْقَطَعَ

عِنْهَا حَبْلُ الْوُدِّ الْمَعْهُودِ

غَاب الْعَرَبِ كَعَادَتِهِمْ

عَلَى مَائِدَةِ اَلْوُعُودِ

النَّصْرُ لَا يَأْتِي بِالشَّجْبِ

وَ نَدب اَلْخُدُودِ 

أيَا أهل العزّة

فِي غَزَّةَ وَالجنوب

قاوِمُوا وصابِرُوا

النَّصْرُ آتْ لَا مَحَالَةَ

ذَلِكَ وَعْدُ اللَّهِ الْمَوْعُودِ


بقلمي عماد الخذرى

من تونس



بيروت ثكلى بقلم الكاتب جاسم محمد محمود

 (بيروت ثكلى )

---------------

بيروت ثكلى فاحزني بغداد 

عاثت بها الأنذال والأوغادُ 

قد جمّعتنا دمعة محمومة 

ورمت بنا النكبات فهي سوادُ

كيف السبيل إلى الأمان وللمدى

أحزانهُ وتسودهُ الأحقادُ 

وجنائنُ الأحلامِ تندبُ حظَّها 

قد غيَّبَتها النارُ فهيَ رمادُ 

بيروت تحيا رغم كل فجيعةٍ 

لن يزدريها مدفعٌ وعتادُ

والعابرون على دروب من لظى

حرقَ القلوبَ لهيبُها الوقادُ

من ذا يواري سوأة في أمة 

قد ذلّ فيها الشيبُ والأولادُ 

ورمت بثوب شبابها وربيعها 

وغدت كما العرجاء حين تقادُ

من ذا يعيرُ الليلَ بعض سكونهِ 

من للذين صراخهم تردادُ 

يا بحر فاشهد أنها لفجيعةٌ 

ويهيمُ في أحلامه الجلادُ 

ما كنت أعلم أن موجك دافئ 

دفء الأمومة فاحتضن من بادوا 

سلِّم على الأرز المضمخ بالدِما

قد عانقته بزهوها الأمجادُ 

---------

جاسم محمد محمود



سيدي بقلم : شهاب عثمان بشاتنية

 سيدي

حبك اسمو به مضفر

ليل بليل العشق

مقدرا

تجلى  بليل القصيدة

حلم  جميلا تيسيرا

الا لا  هواك فائض العشق

والشعر.

رحلة  بذات الرحلة  تجاوبت

له  العيون  وصالا

موج  يقاتل  موج  مسك

وعنبر

ينساب  رسائل  حب فوق

جسدي تروي عطشي

بقلم : شهاب عثمان بشاتنية

البلد / تونس



رُعافُ يراع بقلم الكاتبة روضة الدّخيل.

 رُعافُ يراع


أركعُ كتمثالٍ حجريّ

و أسجدُ أمام البيرق كتقيٍّ 

تلامسُ جبينه 

سجادةُ الصّلاة

فأتلقّى طعنةً في الظّهر

كأفعى سامّة

تعتصرُ حمامة سلام


في مدن ألف ليلة

كلّ القصور قلاعُ رُخام

ملوكُها أصنام

يحكمُها الجواري الحسان 

و في الخيام

يتسامرُ العجائزُ

حول مواقد الفراغ

والحديثُ ذكرياتُ أمان 

فتغصُّ الحناجر

بذرف المحاجر

        

كنسرٍ هرم  ٍحزين

أصفّرُ في سماء الخريف

أرسمُ عكّازاً من الخُزامى

و عصاً طويلة ًمن الخيزران

أهشّ بها قطعان الغمام

عساها تبللُ أحلام العبيد


من أوصد نافذة الشّمس

و ترك الغربان ترعى البيادر

حيثُ تنزف ُأغاني الجياع

قيحاً و دماء

و يغرق ُالمساكين ُ

في محيط عراء


عقدتُ العزم على السّفر

في اللا طريق

زوّادتي يراع

و دفترٌ قديم

مرتدياً عمامة ًسوداء

ليعرف العابرون

أنّي في حداد


أستلقي على رمل  ٍمُجمّر

متوسّداً حلمي

وحجراً كبيراً

يتربّعُ على بطني


لو كنتُ نصلاً

لبقرتُ رأس زمني

و ابتسمتُ كعاشق  ٍ

نجح أخيراً

في امتلاك وردة 


أدينُ لك

بمواثيق وفاء

عُهود هُيام  ٍ

لتظلّ تيّاهاً

تخطو إلى الأبد

بكبرياء

فلماذا لم تترك لي 

سوى ظلٍّ أحدب

و انحناء


للّون الأزرق

تحوّلت عيناي

فقد أدمنتُ النّظر 

إلى البحر و السّماء

وكلّما طرقني البرد ُ

غطّى الثّلجُ شفتيّ

و لحن ُالاصطكاك

يصدح

بصوت ٍخافت ٍ

هزيلٍ و ناعس

حين أنام

سيغيب ُالكابوسُ

و أتحرّرُ من اعتقال.


روضة الدّخيل.



في الأنين بقلم الشاعرة مارينا أراكيليان أرابيان

 في الأنين


يا عنفوان الحرف

 شامخ شموخ القليب

يا ضمير حي 

أوهج عساه يُنَار الدرب


يا دموع نازفة 

سالت علی الخد الرحب 

أروي أرضا انهكها القحط

 ومصاب وعطب


قلت آه من دهر غدر

 بأرض الخِصب

مفجوع يبكي

 ومحزون يرثي النّوب


يا ويح قلبي

 من نزف الجروح  قاب

والأمل راحل 

والصوت كُلِّل بالوَصب


يا حيف دُنيا 

ويا غدر الزمان في كرب

ثوري زمجري  

و هزي خضب القلب


ما عاد لنا إلا الدعاء 

راجين من الرب 

يفرج عسيرها 

ويغير نفوس الشعب


بقلمي

مارينا أراكيليان أرابيان

Marina Arakelian Arabian



القصيدة الومضة لدى الشاعرة التونسية أ-لمياء السبلاوي : تكثيف في اللغة..وقدرة على بلوغ لحظة الذروة والإدهاش.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 القصيدة الومضة لدى الشاعرة التونسية أ-لمياء السبلاوي : تكثيف في اللغة..وقدرة على بلوغ لحظة الذروة والإدهاش..


تصدير : التجربة الشعرية الغنية لدى الشاعرة أ-لمياء السبلاوي لم تنفصل عن حقيقة امتلاكها لرؤيا فلسفية متكاملة،مكّنتها من التجريب في نموذج القصيدة الومضة بنماذج متألقة تسجَّل لها.

 


تخير المفردات القليلة يحمل ثقل الدلالات المتوالدة عن هذا التكثيف ما يجعل القارئ يستحث ذاكرته القرائية والمعرفية لأجل الإحاطة بهذا الكم من الدلالات المكبوتة في إطار رسم الكلمات والتي تتفجر كلما قاربها المتلقي بالقراءة ليعيش الدهشة في كنف جمالية تفاعله مع النص.

ولأن واقع حال الشعر المعاصر هو واقع الرفض للقيود والتحرّر منها للبحث عن بديل للقصيدة القديمة،فإن لجوء كثير من الشعراء لهذا النمط إنما كان للتعبير عن هذا الواقع وإن لمسنا تواجده في تراثنا العربي من خلال التوقيعات.

غير أن حال قصيدة الومضة المعاصرة راجع لما لها من تأثير نفسي نابع من محاولة الشاعر اكتناز أكثر الدلالات ضمن إطار ضيق وكلمات أقل،كما تعد من وسائل القناع الذي يتخذه شعراء العصر إذ يمكنهم من تحميلها الدلالات المختلفة دون اللجوء للتصريح بها،ولعلها كذلك من وسائل إظهار تمكّن الشاعر وقدرته اللغوية الثقافية التي تبرز من كتابته لهذه القصيدة.

ومن الشاعرات اللاتي اعتمدن هذا النمط من القصائد في تونس،نجد الشاعرة أ-لمياء السبلاوي والتي تعد(وهذا الرأي يخصني) إحدى الشاعرات اللاتي سعين إلى التميز في كتاباتهن الشعرية،إذ أضفت على قصائدها جماليات جعلتها تنفرد عن باقي التجارب الشعرية الحداثية في تونس التي تسعى إلى التجريب والإبتداع والتفرد.

ومن الجدير بالذكر أن نؤكّد على أن الذين يتصدون لكتابة هذه القصيدة(الومضة/التوقيعة) يجب أن يتخرجوا أولا من كل المدارس الشعرية المختلفة قديمها وحديثها،بدءا من المدرسة العمودية وحتى ما يسمى الآن بقصيدة النثر،وللحق أؤكد أن شاعرتنا أ-لمياء ألسبلاوي قد تصدت لكتابة هذا النوع من الشعر باقتدار إذ تعلن بشكل غير مباشر عن اكتمال معينها الشعرى بكل أبعاده الفنية والإنسانية،وتعلن بشكل غير مباشر عن وصولها إلى قمة الهرم الشعرى والمعرفى. فشاعرتنا شدت إنتباهي بقصائدها الشعريه العذبة التي تصاغ بمهارة عالية،مكنتها من أن تحجز مكانا وثيرا داخل المشهد الشعري التونسي.

نعود إلى قصيدة الومضة عند أ-لمياء- ونختار بعض النماذج من إبداعاتها لتكون الدليل والبرهان على ما قدمنا.


الومضة الأولى:

تزوج نسر يمامة

وانجبا اسدا..

فألقى الجميع 

بسلة القمامة..

لا أحد غيره..

يخاف على الوطن..

فكاد له أعداءه..

وأدوا أحلامه...


والنموذج السابق متخم بالرموز  وشديد الإيحاء يمكن أن تفرد له صفحات فى عالم النثر،فكل سطر من سطوره يحتاج لمساحات كبيرة لشرحه وتحليله،كما أن هناك مساحات كبيرة مسكوت عنها أو متوارية بين السطور وعلى المتلقى أن يبحث عنها كل حسب مخزونه المعرفى ومنظوره الجمالى وقدرته على استنطاق النصوص.


الومضة الثانية:


إمرأة ساذجة..

جلست تحت 

شجرة وافرة..

تعد حبات الحب..

لتكون القسمة عادلة...

جاءها مسكين..

ينشد قصة خارقة..

فأعطته كل ما عندها 

ورحل .. الربيع..

لتصبح القصيدة جارحة..

في صحراء قاحلة..


إنها تجربة شعرية غاية فى العمق وآية فى الجمال،صاغتها شاعرتنا فى ثمانية وعشرين كلمة،ولكن بين هذه الكلمات آلاف من الكلمات والمعانى مسكوتاً عنها،وعلى المتلقى أن يتأمل ويبحث ويحلّل حتى يصلَ إلى ذروة المتعة الشعرية والتأملية..تجربة عميقة وقوية تم رصدها فى كلمات قليلة تحمل كل معانى وعطاءات التجربة بين سطورها،فالتجربة هنا كالومضة التى تلقى بأضوائها على من حولها ولمساحات بعيدة حسب ثقافة وفكر كل متلق.

الأثر الدلالي للومضة/ التوقيعة:

تأتي الجملة الشعرية المتشحة بالزي الفني بعد الصورة الذهنية،وأبرز ما يميزها التكثيف في اللغة،والتسلسل في السرد الشعري وصولاً إلى لحظة الذروة والإدهاش فتكون رسالة الشاعر ذات سمة انفعالية مولدة للوظيفة الإنتباهية لدى المتلقي.

حقيقة.. :

تلبدت السحب

لم ينزل مطر ..

وعمى العيون غُبار 

صفق الظلم طويلا

وكتبوا على وجه الحق 

انتحار...

هو عند الشياطين 

اختيار...


إن الإنسجام بين محوري الإختيار والتأليف،يكشف شعرية خطاب التوقيعة.وهو خطاب يضج بالثنائيات الضدية،والجمل المحولة من الصور الذهنية إلى الصور الخطية المنفية والمؤكدة.فجدلية الحياة لا تكون إلا من خلال ثنائيات الممكن والمستحيل،الرغبة والخوف..فالومضة شكل من أشكال الإنزياح الذي يباغت المتلقي ويخيب أفق انتظاره.فاللامنتَظَر هو تلك التركيبة الأسلوبية المتميزة القائمة على مصاحبة لغوية غير عادية.

والكتابة خطاب لا يمكن أن يتمرد دون وجود الآخرين.وهذا القلق يجعل الشاعر يمدّ يده إلى الآخرين محترقاً بالجمر،وقابضاً عليه.ولعل أهم ما يخرج به قارئ توقيعات الشاعرة الفذة أ-لمياء السبلاوي أنها تركّز على رد فعل قارئها،لتصل به إلى مرحلة القارئ المثالي الذي يشكل جملة قراءات ناجمة عن قدرة تأويلية لديه،محاولاً إبراز الوظيفة الأسلوبية "الومضة" التي تظهر أدق تشعبات الفكر.

زورق في وسط المحيط /وريح تبعثر الذكريات/يمينا ويسارا../القديم منها والجديد/وحوت كبير يلتهم العدل والحق /لا يحترم مشاعر../الغني ولا الفقير /الفلاح ولا الأمير../وهنا في هذه الحرب..يميز العارفون /بين الحقير والأصيل...اما قواعد اللعبة ..

فان من يصنعها/هو البصير العليم../لذلك نحن لا نخاف الحوت..

وان سمعنا للذئاب عويل../فاعصفي يا رياح النهاية../فما أنت الا بداية..لأمر جليل.../فعودوا للعظيم..

تمحورت حول هذه التوقيعة روح التحدي،والنزعة الإنسانية للتحرر والإنعتاق،والدعوة للعودة إلى رب العالمين،والإعتصام بحبله (لذلك نحن لا نخاف الحوت..وان سمعنا للذئاب عويل../فاعصفي يا رياح النهاية../فما أنت إلا بداية..لأمر جليل/فعودوا للعظيم )،فالصورة تكشف عمقها بطريقة لا شعورية،إذ تجعل اللغةُ الطبيعة فكراً،وتجعل المرئيَّ روحاً خفية،وتجعل للروح الخفية طبيعةً مرئية،فلم تتابع الشاعرة معنى محصوراً،أو مضبوطاً بل باتت تعبث باحترافية عالية بمضامينه بعيداً عن الصرامة والجدية،فتأتي الومضة من الفكرة الشعرية،لا من اللغة الواقعية.

وقد مثلت هذه التوقيعة حالاً شعورية في قالب دقيق يعتمد سيلان شريط قزحي من الصور التي تضفي إشعاعاً على فضاء النص النابض بهموم الفرد والجماعة،والحافل بأزمات الإنسان المسكون بمشكلات الظلم والظلام،تاركة انطباعاً في الشعور لا يمحى،وقائماً على الجمع بين المتقابلات والمتضادات بواسطة تيار من الأحاسيس المركزة.

ختاما،أؤكّد أن من يجرّب في أي جنس أدبي عليه أن يتمتّع بتجربة متكاملة وغنية،تخولّه تجاوز المرحلة الإبداعية،إلى آفاق التجديد..

وهذا ما حدث في حالة الشاعرة التونسية أ-لمياء السبلاوي مثلاً،وتجربتها الشعرية الغنية التي لم تنفصل عن حقيقة امتلاك الشاعرة لرؤيا فلسفية متكاملة،مكّنتها من التجريب في نموذج القصيدة الومضة بنماذج متألقة تسجَّل لها.

ومن خلال ما تقدّم نلحظ أنّ الشاعرة-أ-لمياء--حاولت أن تجعلَ قصائدها الومضة مرتبطة باللغة،ليس لكون هذا النمط يعتمد اللغة في تكثيفها وإيجازها وإيحائها وحسب،بل وأيضا كون اللغة ارتبطت في جزء منها بالنفحة الصوفية،فتضافر السببان ليجعلا من هذه القصائد صورة لحال من يمتلك اللغة وتمتلكه.

ولنا عودة لهذه الإبداعات الشعرية عبر مقاربة مستفيضة،ريثما يختمر عشب الكلام..


محمد المحسن



نحو رأي جامع بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب

 نحو رأي جامع 


🌻  10  🌻


= مهمة "العالم المحقق" تحقيق القول في مسألة ما بغض النظر عن قبول أو عدم قبول الناس لنتائج تحقيقاته =

↕↔↔

مالذي تعنيه كلمة  " ناس "  ؟

و مالذي يترتب على معرفتنا للمعنى الحقيقي لهذه الكلمة "ناس" ؟ و هل يؤثر فهمنا لهذه الكلمة على سلوكنا ؟

↕↔↔

قلت: الناس: أفراد من بشر لا ثبات لهم على رأي، بل ديدنهم التردد و التذبذب في مواقفهم و آرائهم و قناعاتهم [ تجدهم تارة يتجهون نحو يمين و تارة نحو يسار بحسب ما تقتضيه مصالحهم أو بحسب ما يقتضيه مبدأ اقتناص الفرص لديهم أو بحسب جهلهم بمسائل تخص سلوكهم و أقوالهم و أفعالهم و حالهم ]

↕↔↔

يزداد أمر "الناس" سوء حالة كونهم غير مستعصمين بركن شديد ينطلقون منه في معايرة علومهم و أفكارهم و آرائهم و في رسم مستقبلهم [ قلت: تحقيقات المحققين في كل علم وحدها تعد بمثابة الركن الشديد للناس ]

↕↔↔

و في منشور لاحق أبين لكم بعون الله تعالى كيف و لماذا تم تعريف " الناس " بهذا الشكل؟ و ما أثر هذا التعريف على سلوكنا و أفعالنا ؟ و من منا يخرج عن نطاق هذا التعريف ؟

 ↕↔↔  

- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب

عش عزيزا* بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 *****عش عزيزا****


عش عزيزا

وإياك أن تنحنى

مهما كانت الاسباب

فربما لا تأتيك الفرصة

كي تنتفض

كي تتمرد

 كي ترفع رأسك

 مرة أخرى...

وإن كنت لا تستطيع

 رفع الظلم

التديدبه

 فأخبر عنه الجميع

 وذلك أضعف

الإيمان

فجميعنا يعلم

أن كل الباعة في بلداننا

 مستهدفون

 إلا باعة الوطن

 فهم بالأمن والترف

 ينعمون.

وأن الفساد

في بلداننا يتجول

عاريا

و فقهائنا

علمائنا

قادتنا

يحثوننا أن نغض البصر

إياك أن تنبطح

فالحر على الاشواك

يمشي رافعا

هامته

ويأبي أن يعيش

ذليلا

خانعا

المنصوري عبد اللطيف

إبن جرير 28/9/2024

المغرب 



الأديب السوري: (مصطفى الحاج حسين).. في حوار صحفي.. ومقابلة رواسي الوطن (روا) أبو فراس حسونة

  الأديب السوري: (مصطفى الحاج حسين).. في حوار صحفي.. 


      ومقابلة رواسي الوطن "روا "


           تلتقي الأديب السوري.. 


        (مصطفى الحاج حسين).


غزة – خاص – روا - عثرات الحياة صنعت منه شاعرا رغم رحيله باكرا عن مقاعد الدراسة، ليكتب على جدران مهنته قصائده التي ولدت من رحم شمس آذار ونيسان، وشمس تموز اللهاب، ليكتب للوطن وللأجيال قصة شاعر حفت حياته بألوان قوس قزح السبع، عصامه وصدقه دفع لأجلهما الكثير ليحافظ على صفاء كلماته ونقاء جوهره و أصالة معدنه، أحب وطنه فرأى كل ما فيه جميل رغم الوجع والترحال بين نكباته وأحلامه ألّا منتهية، فامتزج بقلبه عشق الوطن والحرية، لم تقتصر كتاباته للوطن بل للجار والصديق القريب والبعيد، ليكون كما يحب أن يكون.


إنه شاعر المطرقة والعجان، شاعر التجوال والترحال، ابن (الباب) الشامية الحلبية، الشاعر السوري الأصل العربي القومي النسب (مصطفى الحاج حسين) فكان لنا معه شرف اللقاء والحوار رغم الحدود والأسلاك. 


نص الحوار:


** - حدثنا عن نفسك؟.


أنا مصطفى الحاج حسين، من مدينة الباب التابعة لمحافظة حلب، عشت طفولتي في البلدة، وفي بداية سن المراهقة، انتقلت عائلتنا إلى حلب.


حرمت من متابعة الدراسة قبل أن أكمل المرحلة الابتدائية، وعملت مع والدي في مهنة البناء الشاقة لسنوات عديدة، وتعلّمت منه صنعة العمارة.. لم أكن أحب هذه المهنة بسبب صعوبتها، لكنني كنت أحترم المهنة وأدرك قيمتها ولم أستطع التحرر منها إلّا بعد أن سرّحت من خدمة العلم، لأنّ والدي كان يفرض عليّ العمل معه، وحين كنت أتركه، كان غضبه يطال العائلة بأكملها. 


توظّفت في المؤسسة العامة للمخابز، كأمين مستودع إنتاج في مخبز آلي، ولأنّ المدير يعرفني ويعرف أنّي أكتب الشعر، كلّفني بذلك.. لأنّي لا يحق لي هذا المنصب قانونياً، بسبب عدم استحواذي على شهادة علمية. ثلاث سنوات وأنا في هذا المخبز، المدير كان شريفاً لا يسرق، لكنه غير مدعوم فهو دون سند لدى القيادات.. ولهذا كان المدير يخاف على نفسه ويخشى على منصبه، وهذا ما كان يجعله يخضع لكلّ صاحب حظوة، ويوظّف لأيّ مسؤول كلّ من يريد، وهكذا تحوّل المخبز إلى مزرعة من المدعومين والمسنودين أصحاب الواسطات.. وانعكس هذا عليّ في المتابعة، وسبّب لي المشاكل والتعب لأنّي كنت أحارب كلّ من يقصّر بعمله، أو يحاول السرقة.. وأخيراً طلبت نقلي إلى مخبز آخر وهناك كان المدير مدعوماً للغاية، لذلك كان يسرق بطريقة شبه علنية.. وكان المطلوب مني غضّ النظر، ولقد عرضوا عليّ أضعاف ما أتقاضاه من راتب شهري.. أردت أن أنجو بنفسي ولا أتلوّث وأسيء لسمعتي.. قلت للمدير لا أستطيع أن أكون حرامي وشاعر في وقت واحد. عملتُ في مهنٍ عديدة.. من البناء، إلى الوظيفة، إلى تصليح الغسالات وأفران الغاز، إلى بائع الدهانات، إلى صاحب كشك، إلى التطريز الإلكتروني.. لدرجة أن كتبوا عني في الصحافة (مسبّع الكارات)، وكنت في كل هذه المهن والأعمال أحصد الخيبة والفشل.. نعم فشلت، وسُرقت، وتدمّرت مراراً، وخسرت، وسجنت، وهذا لأني أجد نفسي لا أصلح إلّا للكتابة.. ولكنّ الكتابة حتى الآن لا تطعم خبزاً، على الأقل بالنسبة لي.. فما زلت أدفع من جيبي، دون أيّ مقابل، رغم أنني أعمل دون ملل أو كلل، أو حتى عطلة أو استراحة.. وهذا ما يجعل معظم من هم حولي يأسّفون على عمري ووقتي، ويعتبرون الكتابة مضيعة للوقت لا أكثر، فأيّ عمل مهما كان عظيماً، يكون دون مقابل مادي يعتبر في مجتمعنا لا قيمة له، ولا يستحق التقدير والاحترام.. فقيمة الشخص عندنا بما يربح ويملك حتى لو كان عن طرقٍ غير شريفة وشرعية.


** - كيف كانت البداية؟.


وأنا في الصف الرابع حدث وكان أستاذنا مريضاً، فأخذونا أنا وزملائي لنحضر في الصف الآخر، الصف الخامس، وكان الأستاذ يعطي طلابه درساً عن رحلة السندباد البحري، وأنشددتُ بقوة لقصة السندباد، أعجبتُ، بل سحرتُ، وبهرتُ، تعلقتُ به.. فاستعرت الكتاب.. وحفظت القصة بكاملها، لم نكن نعرف في تلك الأيام أفلام الكرتون الخيالية، بل لم نكن نعرف شيئاً عن التلفاز.. ومن هنا بدأ الاهتمام، صرت أقرأ السيرة النبوية، ثم قصة الزير سالم، وتغريبة بني هلال.. تركت المدرسة وأنا في قمة عشقي للقراءة والمطالعة.. ولكن بشكل غير موجّه، فلا وجود لمن يوجّهني ويأخذ بيدي. كنت محباً للقراءة دون أن أتخيل نفسي أجرؤ على التفكير بكتابة الشعر. وحدث وكان ابن عمتي رحمه الله، يكتب الشعر وهو طالب جامعي وأكبر مني بخمس سنوات، وهو من دلني على قراءة الأدب الحديث حين تنبه لحبي للمطالعة سابقاً، دلني على نزار قباني ونجيب محفوظ.. واليوم أراد أن يسمعني بعض كتاباته الشعرية

وحين بدأ يقرأ عليّ قصائده، خطر لي فجأة، لماذا أنا لا أكتب الشعر؟ وشردت عنه، صرت أتمنى أن يتوقف عن القراءة لأذهب إلى المنزل وأجرّب كتابة الشعر بنفسي.. وحين توقفت عن القراءة قفزت من مكاني لأهرع لبيتنا وأجرب الكتابة، وحين دخلت المنزل أحضرت على الفور وبحماس شديد دفتراً وقلماً وكتبت أولّ قصيدة لي.. كنت أكتب وقلبي يدق بداخلي بعنف وارتجاف.. ولمّا انتهيت من كتابتها هرعت وعدت لعند ابن عمتي لأسمعه ما كتبت حتى أعرف رأيه. وكم فرحت حين أعجبته القصيدة.. شجعني وطلب مني المتابعة.. وهكذا ولدت عندي أول قصيدة، ولقد أسمعتها لعمي أستاذ المدرسة وأخي الأكبر، فلاقيت منهم كل التشجيع والاستحسان.


** - كيف استطعت أن تمزج مابين تخصصك وكتاباتك الأدبية؟.


في البداية كان هناك تنافر بين عملي وموهبتي الأدبية، حيث أعمل في الحجر والإسمنت والعرق والغبار والسّلالم والأدراج والسّقالات، عمل متعب وخطر، وثياب متّسخة وهذا ماكنت أكرهه وأخجل منه أمام الناس والجيران والأقارب.. حيث كنت أعيش حالة تكاد تكون فصامية

، ففي النهار أكون عامل بناء أعايش العمال الجهلة، وفي المساء أرتدي الثياب النظيفة والجديدة، بعد أن أستحم ثم أتوجه إلى اتحاد الكتاب العرب، أو المركز الثقافي، أو المكتبة الوطنية، أو المقهى حيث يتواجد الكتاب والمثقفون. وكنت وأنا في عملي المرهق، أمارس الكتابة، بل هناك كانت تتفجر عندي الكتابة، وكم من مرّة حفرت قصائدي بالمسمار على الجدران المشيّدة حديثاً، ثم أقوم لنقلها على الورق في وقت آخر. وكنت لا أضيع من وقتي، طوال الليل أكون ساهراً أقرأ أو أكتب.. ودائماً حين ألجأ للنوم، تداهمني القصيدة فأقفز من فراشي لأكتبها. كتبت في الحدائق، وفي الباصات، والسّرفيس، والعمل، ونوبات الحراسة في الجيش، وفي المخبز، والكشك، والسجن.


** - ما هو تعريفك للشعر؟.


يقول شاعرنا العظيم محمود

درويش: (أستطيع أن أقول لك ما هو ليس بالشعر، لكن الشعر هو أكبر مما يعرّف). هكذا أتذكر معنى قوله.. ولكنني أتجرأ وأقول الشعر هو ما يتسرّب من أعماق النفس المتوهجة بشكل عفوي.


** - هل في الشعر حظ؟.


الحظ قد يخدم الموهبة، ويساعدها على النمو والانتشار.. ولكن من كان من دون موهبة فلا الحظ ولا المعجزات ممكن أن تفيده.


** - هل للمدارس دور في تشجيع الموهبة والإبداع؟.


للوهلة الأولى نعم.. ممكن للمدرسة والجامعة أن تساعد على نمو وتطوير الموهبة، وتدفع للإبداع والعطاء.. ولكن وللأسف الشديد وجدت معظم من درس الأدب العربي وكان قد اختار هذا الاختصاص بدافع موهبته وحبه لكتابة الأدب، وجدتهم قد انصهروا في قوالب بلاستيكية جامدة أو ميتة.. وتحوّلوا إلى الكلاسيكية والتقليدية والنمطية.


** - كيف تنظر إلى واقع الشعر العربي وما هو تقيمك له؟.


الشعر العربي كان في حالة تطور ورقي لفترة ليست بالقصيرة، وكان مشغولاً بالحداثة والانفتاح على ثقافات عالمية هامة. لكن وللأسف الشديد بعد مجيء الربيع العربي الدامي، صرنا نجده أي الشعر العربي قد تراجع وانكمش وأصبح بحالة بائسة يرثى لها.. حيث عادت القصيدة الكلاسيكية والتقليدية تحتل الساحة الأدبية وعادت للقصيدة روح الخطابة والمباشرة والصراخ والسباب والشتائم والبكائيات في كلام منظوم لا علاقة له بالشعر ولا يمس الوجدان ومبتور الخيال.. طغت القصيدة السياسية الفجة على معظم المنابر الثقافية والجرائد والمجلات.. وخاصة المواقع الإلكترونية.. وكل هذا بسبب حدّة الألم والفجيعة التي حلت بنا.


** - إلى أي من أنواع الشعر والقصة تهوى كتابته وتدعمه؟.


أنا لا أفكر وأخطط بطريقة الكتابة، ولا أختار الشكل والاسلوب.. فلست ممن يلهث خلف الحداثة.. بل كل ما يهمني أن أستطيع التعبير عمّا أحسّه وأعيشه بطريقة بسيطة تصل وتؤثر وتقنع الآخرين.. ولكن يجب أن تكون كتاباتي لا تشبه كتابات أحد، والصدق في الحالة ينقذني من تكرار تجارب الآخرين كل ما عليّ أن أسمع صوت أعماقي لأقرأ ذاتي بدقة ووضوح، وعليّ أن أسجل هذا بأمانة وصدق. ما يهمني.. أن تكون قصيدتي متحررة من أيّ قيود خارجية أو صياغات جاهزة. وكذلك بالنسبة للقصة، فقد أختار أبسط الأشكال والطرق في التعبير.. المهم قوة التصوير والوضوح وعدم السقوط في الرتابة والملل، لأني أراهن على صداقة المتلقي ليبقى معي ولا يشرد أو يتخلّى عني منذ السطر الأول من القصة.. فيجب أن لا يصاب القارئ بالضجر والملل ويداهمه النعاس، بل عليّ أن أوقظ جميع حواسه ليشاركني في كتابة القصة حتى نهايتها.


** - لمن تحب أن تقرأ؟.


أقرأ لأي كان إن استطاع أن يشدني ويجعلني أكمل وأتابع.. فأنا منذ الجملة الأولى أستطيع أن أحدد وأدرك المستوى الفني لهذا العمل في الشعر والقصة والرواية فأنا أقتنع بمقولة (المكتوب واضح من عنوانه) لذلك أحياناً أقرأ من العمل جملة أو بضعة أسطر وأترك ولا أكمل.. وهناك نصوص تسحرني فأغوص فيها ولا أتمنى لها أن تنتهي، أعتمد على الذائقة والمتعة في القراءة.


**- ماهي أبرز منعطفاتك خلال مشوارك الأدبي؟.


مررت بمراحل عديدة وكثيرة، ولكنني لا أسميها منعطفات، كنت بفعل التجربة والسن والنضج الثقافي أشعر بين الحين والحين بأن قصيدتي قد تطورت، لذلك كنت أهرع لأمزق وأحرق ما كتبته سابقاً، مزقت وأحرقت الكثير، وأنا اليوم نادم لأني فعلت هذا. المنعطف الحقيقي عودتي لكتابة الشعر بعد توقف وانقطاع مدة عشرين سنة، تحولت لكتابة القصة تقريبا في عام 1990م، ونجحت في القصة وانعرفت ووجدت تشجيعاً أكثر من الشعر، بل ونلت الجوائز المتتالية على صعيد المحلي والقطري ثم العربي، وبرغم هذا وأنا في قمة النشاط والنجاح وحين فتحت أمامي كل الأبواب، توقفت فجأة عن كتابة القصة كما توقفت عن كتابة الشعر سابقاً. انقطعت عن الكتابة والمتابعة والحضور والنشر والاهتمام، بل ومعاشرة الكتاب، مدة تزيد عن عشرين سنة، تفرغت لعملي في التطريز الإلكتروني، ونسيت كل ما يربطني بالأدب والأدباء.. ولهذا أجدني اليوم مقصراً، وبيني وبين الأدباء وما نشروه في السنوات الأخيرة فجوة وانقطاع وعليّ أن أتداركه وبسرعة. بعد أن هجرت بلدي أنا وعائلتي ولجأنا إلى تركيا، وبعد أكثر من سنة من الإقامة في إسطنبول، وجدتني وبلا تفكير أو تخطيط أعود إلى كتابة الشعر. كنت في البداية متخوف ومرتبك، ولم أكن أعرف قيمة ما أكتبه، هل هذا شعر؟.. هل أكتب بمستوى جيد؟.. وهل أكتب أجمل مما كتبت سابقاً؟.. ولكي أطمئن وأسترجع الثقة بنفسي، أرسلت عبر الفيس ما أكتبه لأصدقائي القدامى لأسألهم عن رأيهم.. مع العلم صارت تنهال عليّ الإعجابات والتعليقات المشجعة من جمهور الفيس، ولكني تخوفت من المجاملة، خاصة وإني جديد على هذه العوالم.. وكان من أصدقائي القدامى من تجاهل الإجابة على سؤالي، ومنهم من اكتفى بإعطائي (لايك) إعجاب، ومنهم من قال أنا لا أحب هذا النوع من الشعر، ومنهم من قال أكتب وتوكل على الله، وهناك من طالبني بالعودة لكتابة القصة، وهناك من قال أنت تقع في الاسترسال، والأهم هناك من تضايق وانزعج وقاطعني لأني أكتب بغزارة، فهو كل عدة أشهر ينجز قصيدة ذهنية، فكيف لي أن أكتب في اليوم الواحد قصيدة أو أكثر.. وبدأت تطالني الاتهامات و(التجريحات) والتهجمات والانتقادات ومفادها كلها أنني ضعيف في النحو والإملاء.. مع أن كتاباتي تنشر على الفيس وقد تكون نصوصي أقل النصوص تشكو من هذه العيوب. كنت بحاجة ماسة لمن يشجعني ويقول لي كلمة جميلة، ويشدّ من أزري، فأنا في قمة حيرتي.. هل أتابع وأكتب أم أعود لمملكة الصمت؟.. وفي هذه الظروف وفجأة منّ الله عليّ بصداقة كاتبة رائعة شجعتني جداً ووقفت إلى جانبي وكتبت لي مقدمتان لديواني الأول (قبل أن يستفيق الضوء) والديوان الثاني (راية الندى) وهي الأديبة الكبيرة والناقدة المتميزة والمتعددة المواهب الأستاذة (نجاح إبراهيم)، فإليها أدين بالشكر الكبير، فلولاها كان ممكن لي أن لا أتابع. ثم وجدت من الأستاذ الأديب الناقد (محمد يوسف كرزون) أيضاً الاحتضان والتشجيع ومساعدتي بالنشر وطباعة الكتب. حيث كتب لي مقدمة لمجموعتي القصصية التي أعدت طباعتها (قهقهات الشيطان)، ثم مقدمته لديواني الرابع (أصابع الركام) وفي هذه المقدمة أطلق عليّ اللقب الذي أرعبني وأربكني (العقاد الجديد) ومازلت حتى الآن أتحسّب وأتخوف وأتحرّج، من هذا الشرف العظيم الذي أغدقه عليّ، ولا أدري هل فعلاً أستحق هذه التسمية؟!. وهناك أيضاً ناقدة مغربية عظيمة بعثها الله لتقف إلى جانبي وتساندني بأروع مقدمة لديواني الثالث (تلابيب الرّجاء)، وهذه الأديبة الناقدة المتميزة والتي لها مكانة سامقة في النقد الأدبي هي (مجيدة السباعي) ولها مني كل الشكر والتقدير.


** - كيف تنظر لمدى تفاعل الجمهور الأدبي في الوطن العربي والسوري؟.


- الجمهور دائماً في حالة تفاعل رائع، وهو يبحث عن الأصالة والجديد والصدق، ولا أحد يستطيع أن يخدعه أو يكذب عليه، الخوف ليس من الجمهور فالجمهور يقدر ويحترم ويشجع ولا ينسى أو يتنكر للمبدعين

ولكن الخوف من المؤسسات والمنابر الثقافية التي تبحث عن النفاق وتتآمر على الإبداع، بمساعدة رموز ثقافية باعت نفسها للشيطان، وتتحرك بدافع المصلحة والغيرة والحسد وضيق العين وعقد النقص، متخذة من سيف السلطان السلاح والحجج والذريعة.. ففي الوقت الذي نلت جائزة على مستوى الوطن العربي، وكان عدد المشاركين من الوطن العربي بالآلاف، وكان معظمهم بل جميعهم يحمل من الشهادات العليا والدكتوراه، وأنا أقل واحد فيهم مستوى في التعليم والدراسة، وبدل التهنئة والاحتفال كتبت بحقي عشرات التقارير، وأغلبها من الزملاء والأصدقاء

ولو كان الأمر بيدهم لكانوا نفذوا بي حكم الإعدام بدون أدنى شفقة، فقد حاربوني بشراسة ووقاحة لا تصدق، لدرجة أنهم قاطعوا أيّ مهرجان أو أمسية أدبية أو كتاب نقدي سيذكر اسمي ويتحدث عني، كنت حديث المقاهي، هناك من كان ينفعل ويكفر ويشتم ويقول عني لا يحمل الإبتدائية، وذهبوا لمن كتب عن مجموعتي (قهقهات الشيطان) عاتبوه لأنه يذكر اسم (تشيخوف) في سياق حديثه عن قصصي، سببوا لعائلتي الذعر والخوف والقلق، وكانوا والدي وأمي وأخوتي وأخواتي وزوجتي يرتعبون كلما سمعوا صوت سيارة في الليل تقف بالقرب من بيتنا، يظنون أن رجال المخابرات قد أتوا ليأخذوني. أنا أكثر إنسان في الدنيا خاب ظنه من أصدقائه، أكثر من خدع، من غدر، من تعرض للخيانة والتآمر والمكائد.. فجأة تحولت لعدو لكثر من الأصدقاء والزملاء.. حتى ممن نال الجائزة معي أو قبلي بسنوات، ذلك لأنهم نالوها مناصفة، في حين كانت كاملة لي.. ولهذا أحجموا عن الكتابة عن مجموعتي يوم أصدرتها بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب، حتى من كان معجبا بها، فقد أصابهم الخرس وأطبق عليهم الصمت، بل التحرك السلبي ضدي.. فهذا هو التفاعل المخزي والمبكي والمقزز يا صديقي، لذلك كرهت الأدب والأدباء وابتعدت عن الجميع وهجرت الكتابة.


** - ما تأثير واقع المحتل عليه؟.


لم يغب المحتل يوماً عن الأدب العربي والسوري، وأقصد هنا الأدب الجاد والملتزم، سواء بشكله المباشر أو اللا مباشر وهو في اعتقادي الأهم. الأدب الحقيقي دائماً مع الحياة، وهو في معركة مستمرة ومتواصلة مع أعداء الحرية والحياة.. فحين يتصدى عمل أدبي للخائن والمخادع والظالم والفاسد والمنافق، يكون يتصدى للمحتل وبشكل قوي.. لأنّ هؤلاء سبب وجود المحتل واستمراريته، وهم العائق القوي والحقيقي أمام التصدي للمحتل ومخططاته.. أمّا الكتابة المباشرة والتقليدية التي تضج بالمفرقعات واللغة الخطابية والمباشرة فأثرها آني وزائل ولا يحمل بذور التغيير والتجديد.


** - هل للقصيدة السورية من سمات تميزها عن غيرها؟.


- القصيدة السورية دائماً هي الرائدة والسّباقة في الشكل والمضمون، منذ نزار قباني، إلى أدونيس، ومحمد الماغوط، وصولاً إلى رياض صالح الحسين، وهناك أسماء كثيرة تستحق الوقوف والتقدير والدراسة، منهم على سبيل المثال لا الحصر عبد السلام حلوم، ومحمد زكريا حيدر، ولقمان ديركي، وإبراهيم كسار، ومحمد علي الشريف، وحسين بن حمزة، وفواز حجو، ونجاح إبراهيم، وعمر قدور، وندى الدانا، ومحمد فؤاد محمد فؤاد، وعبد القادر أبو رحمة، وغالية خوجة، ولميس الزين، وميادة لبابيدي، وحنان مراد.. وهناك أسماء كثيرة جادة وناضجة وهامة. وتتميز القصيدة الحديثة السورية بمحاولتها الدائمة لتجاوز ذاتها والسائد المألوف في الوطن العربي.. وهي دائماً في حالة مغامرة ومجازفة.


** - ما هو دورك تجاه قضيتك ككاتب وشاعر؟.


- دوري محاربة القبح أولاً.. والدفاع عن الحب ثانياً، وبث روح الأمل عند كل من كاد اليأس أن يسيطر عليه، رغم سيطرته عليّ في كثير من الأوقات.. ولكن نعم يمكن لهذا العالم أن يتغير ويكون أحلى وأجمل، وأكثر عدالة وإنسانية، وهذا يأتي عن طريق الثقافة والوعي، والتخلي عن الأنانية والجشع والنفاق.. ولكن عليّ أن لا أنساق لأكتب في السياسة كما يفعل بعض الكتاب، فنخسرهم كمبدعين ولا نكسبهم كرجال سياسة.


**- أنت مع أو ضد الهجرة من بلدك؟.


- لا أظن أنّ أحداً في العالم يكون سعيداً بالهجرة القسرية عن بيته وبلده، حيث يترك أملاكه وأهله وأصدقائه وجيرانه، وذكرياته ومقابر عائلته، ومكتبته ونسائم بلده، ويذهب لغربة أقل ما فيها المذلة وضياع الأصول، والتخلي عن لغتك التي تنبض في عروقنا.. هربنا من الموت، من التطرف، من الدمار والقتل المجاني، ورفضنا أن نكون شركاء بحمل السلاح، أنا ضد كل من يحمل السلاح لقتل أخيه السوري.. والآن أعيش على حلم وضع حد لهذه الحرب القذرة، التي دمرت سوريا وقتلت وشردت أغلب سكانها، في حين حلّ الأغراب في بيوتنا وحاراتنا ومدننا.


** - الأدب السوري امتداد للأدب العربي.. ما رأيك في ذلك؟.


- هذا مؤكد فمن سوريا كان عمر أبو ريشة، ونزار قباني، وأدونيس، والماغوط، وزكريا تامر، وحنا مينا، وغادة السمان، وسعد الله ونوس، ووليد إخلاصي، وأسماء كثيرة لا تحصى، سوريا مثل أي بلد عربي قدم لي أسماء كبيرة وهامة في عالم الأدب والإبداع، فما من بلد عربي إلا وعنده رموز كبيرة يفخر ويعتز بها.. ونحن العرب نعيش حياة تكاد تكون متشابه ،لذلك ثقافتنا واحدة، من حيث التراث العظيم، الدين والعادات والتقاليد والموروث الشعبي، ثم ما من كتاب يصدر إلا وينتقل إلى بقية الدول نعيش حياة وتجارب متشابه، حتى في قضية القمع والتخلف والحكم الوراثي.. يحكمنا القهر والكبت والتخلف والحذاء العسكري، مهما تنوعت الأسماء وتلوّنت الطرق والاتجاهات، نحن أمة تعمل على تدمير نفسها في سبيل خدمة العدو وتمكنه من السيطرة علينا أكثر، وهناك كتابات لمبدعين عرب كبار تحاول فضح هذا الأمر والتمرد عليه.


**- كيف يرى الكاتب والشاعر الحاج حسين واقع الكتاب الذين برزوا مؤخراً في الساحة العربية؟.


- أراهم في وضع لا يحسدون عليه.. إنّ الواقع المؤلم الذي نعيشه، جعل من أدبنا الرهن يتراجع على المستوى الإبداعي والجمالي.. فنحن نعيش أزمة الاغتراب والتمزق والضياع والتطرف والتعصب، طغت على نصوصنا رياح الكراهية والحقد والرغبة بالانتقام، هناك من يقف مع القتل والقتلة في سبيل مصلحة ضيقة أو بدافع الخوف.. عادت الكلاسيكية والتقليدية والنمطية والذهنية والجمل والعبارات الجاهزة، لا أحد ينحاز للجمال بقدر الانحياز للفكرة.. نادراً ما نجد نصاً متكاملاً يقف على رجليه، لا يشكو من ركاكة وترهل وروح تشاؤمية مهزومة ومبتورة.. الربيع العربي الدامي لم يثمر بعد، هناك محاولات، ارهاصات، شذرات من إبداع، ولكنه قيد النضج، وأتوقع في المستقبل القريب أن يتفجر الإبداع في شتى الأصناف الأدبية والفنية، وفي سائر الوطن العربي الكبير.


** - فلسطين حالة استثنائية عند الشعراء العرب.. كيف ساندت قضية فلسطين ككاتب وشاعر؟.


- أنا لا أرى فلسطين فقط هي المحتلة من قبل العدو الصهيوني، ولا العراق وسوريا واليمن، بل كنت طوال عمري أرى أن الإرادة العربية بكاملها محتلة، وهناك من يتحكم بها ويسيّرها ضد الشعوب العربية.. فلو كانت فلسطين وحدها تخضع للاحتلال، لكانت وخلال أيام قليلة قد تحررت وبأيدي الفلسطينيين وحدهم، دون حاجتهم للعرب، وبالحجارة فقط أيضاً.. ولكن هناك من يتآمر ويبيع ويتاجر ويسمسر

ويعمل على تمزيق وتفريق الصفوف عند الفلسطيني أولاً، ويساعد العدو ويتآمر على الأمة بكاملها. فعلى الفلسطيني أن يتحرر من التآمر العربي عليه، قبل أن يتحرر من المحتل الصهيوني، وهذا فحوى ما أكتب، منذ أحرفي الأولى.


           رواسي الوطن (روا)

           أبو فراس حسونة .



عربدة...... كلمات ...بقلم .د.ساهر الاعظمي

 عربدة...... كلمات ...بقلم .د.ساهر الاعظمي 


لانك تشبهني فلا تعري صورتي 

التي لديك..........

اخزنها في ذاكرتك مع 

قصائد الحب لان الورد 

لا يموت..............

 يشنق نفسه كل مساء

 لتفوح روحه عطرا

 ارجونيا .........

لربما كانت كتاباتي مثقلة 

بالاحزان تغسلها الدموع 

تتسول عطرك

 المزيف من جسدي 

تعال تعرف علي ذكرياتي 

التي انت تسكنها ولا ني

 ارقد علي جانب صورك 

ايتها الذاكرة

 الموشومة بحزني 

تعال نتقاسم الحظ 

وننشد قصيدة حزينه لا

 تترك الصمت

 يقضم الصور 

انا مثلك فان ظلي اعمئ

وانا دوما اغني من

 ضجر الظلام 

قد اضحي الصمت صلدا جلمود 

من عربدة الكلام 

.د.ساهر الاعظمي



سماح بقلم د.غانم ع الخوري..

 .        سماح


ليش العتب وعيونك لامتني

بقلبي وحدك و بعدك لامتنّي

 تعال بالهوى ضمك  لا متني

وشوشك وانهل م الثغر شراب

            []

ياحبي  هاتي  يدك  ب كفي 

هدي  دمعات  العين  و كفي

صفقي للفرح  و كفاً  ب كفي

 قولي رجع حبيبي  ل غاب


 د.غانم ع الخوري..



محاورة وتبادل خبرة بين عجوزين بقلم الشاعر حسام الشاعر // العراق

 محاورة وتبادل خبرة بين عجوزين 


.           ★ فارقــــــــــــة ★


قال الفيلسوف:-


محبـــّـــةُ الناسِ غاياتٌ أتدركهــــا؟

بالقُــــربِ تبْعدُ أو بالبُعـــــدِ تقتربُ


بالكُــــــرْهـِ وُدٌّ، وسرُّ الودِّ تجهلُـــــهُ

من نجّموا أخفقوا أيضاً كمن كتبوا


للشــــــرّ موطِئــــه تزهــو منافعـــه

والخيـر كالسحر يوماً سوف ينقلبُ


ســـلّابُ حــــقٍ بألـــــوانٍ مجمّلــــةٍ

وفاعل الخير منه الحــق ينسلـــــبُ


في أعين الناسِ مثل الفحمِ صورته 

للنــــار كبش فـــداءٍ يُنذرُ الحطـــبُ


الزيـــفُ ماءٌ على بعضِ القلوب وما_

حقيقـــة غيــره تكفي إذا شربـــــوا


مَنْ يفهمِ النـــاسَ غلّابٌ ومنتصــــرٌ

والغالبـون بِكَيْــدِ الجهـــلِ قد غُلِبُـوا


ردّ الحكيمُ:- 


لا توعدِ الناسَ كِذْبــــاً قَطُّ تكسبهمْ

لا يكسبُ الناسَ مَنْ في طبعِه كَذِبُ


تراهُ أسهـــــل ما في الأمرِ حبّهــــمُ

بالبسـمِ والخيـرِ منهم سوف تقتربُ


لا تنسَ أنّ فقيـــراً لا ينـــامُ جـــوىً

ارزقْهُ إنْ كان في مخزونك الذهـبُ


لا تخذل البعضَ إنْ خابوا، إليك شَكَوا

بلوى، بك وثقوا... من غيركِ هربـــوا


فكنْ لهمْ كَــــأَبٍ..في آنِ بلوتهــــــــٕمْ

فالناس من كلَّ صبـــرٍ أو أذى تعبـوا


لا تنعزلْ، شــــارك الأفراح إنْ طلبوا

وقاسم الهـــمَّ، هبْ لهمْ كما وهبـــوا


وَالْقِ   السّلامَ...  إذا  ألفيتهمْ  صدفا

تشرقْ بأنوارك  الحسنى إذا غربـــوا

.

حسام الشاعر  // العراق



وتبقى الكلمات تحكي وتحكي بقلم الكاتب أنس كريم.اليوسفية المغرب

 وتبقى الكلمات تحكي وتحكي

وتبقى الكلمات منبع العشق الجميل. 

وتظل الكلمات تطربنا 

أجمل الألحان.

بالكلمات..

تموت الأحزان.

وتبتسم الأرواح.

في لحظات. الألم

تبقى الكلمات..دواء.وسكينة..

القلب عاشق.

والجمال  أنشودة حياة..

لكن الأسوار صمتت

ويبقى لنا في منافذ العشق حلم أروع بالحياة.

تبقى لنا أغنية على ثنايا الحنين أو ابتسامة في عمر الجمال

أو طفلة بريئة على رصيف أنظف

هذه الكلمات تجفف عناقيد الحزن وترمي بالجذور في مرقد الضياع الجميل. 

فالكلمات المضيئة قادرة على إحياء أفكارنا وما زالت تضيء أمل العودة والأمل

فالكلمات تأتي كل الكلمات في سقطة العشق.

وينزل حب الإنسان إلى فرح الأعراس   في شوارع الحياة

وتنزل العاشقة من سطح الخيال باحثا على الحلم المنشود.  تبحث عن ازهار النور.

ونذهب معا جنبا إلى جنب  

وكلماتي غير كلماتك .

كلماتك مرآة ساطحة في سماء العشق

كطفل جميل المحيا.

كلمات تصنع أهازيج الجمال.وتطفىء نار الحقد والبغضاء

في حضرة الكلمات.

هنا تنمو زهرة العشق في حبها

بين الأمل والألم..

تأتي الكلمات. وتذهب الأحلام إلى فراشها ويظل العاشق ينتظر حتى الصباح

وتبقى الكلمات خريف العشاق

بريق الزمن الجميل.

فالكلمات تبقى كلمات..نتبناها ونحولها إلى أفعال  وتصرفات ومواضيع.وممارسات.

ففي البدء كانت الكلمة..

الكلمة..خطوة

الكلمة صرخة

الكلمة صيحة

الكلمة نصيحة..

أنس كريم.اليوسفية المغرب



تفاعل الصديقين الناقدين: صالح مورو ( تونس) وخالد الصلعي ( المغرب) مع قصيدة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن: من يطهرني..من دنس الركض ؟!

 تفاعل الصديقين الناقدين: صالح مورو ( تونس) وخالد الصلعي ( المغرب) مع قصيدتي : من يطهرني..من دنس الركض ؟!


صالح مورو  :صديقي العزيز "خالد الصلعي"... وأنا أقرأ هذه القصيدة،داهمتني أفكار وأحاسيس أوحشتْ كياني،وزرعتني ذهولا استعصى عليّ تحديد مداه،فتراءى لي عن بعد خيالك وأنتَ تنزل الدّرج الافتراضيَّ المعتاد،بخطوة الواثق من قدمه على السّطح، والنّاظر إلى المُقبل بارتياح وترحاب..مع ابتسامة تكادُ تُخفيها ولا تُخفيها... هكذا تراءى ليَ الأمر، ففكّرتُ في وضع القصيدة على جداركَ..ولا أدري لماذا..؟!

 اِقرأها إذا،أو ضَعْهَا وراء الجدار...


«مــَن..يطهّرني من دنس الركض؟»


كنتُ كما كان جدّي نبضا..يخاف السقوط

بفوهة المستحيل

ويخشى سهاما تصيب من الخلف..من ألف خلف

تخدش الرّوح

تطيح بأضلعنا... في منعطف للثنايا

وترسلنا إلى الموت في موعد غامض..

وكان أبي مثل جدّي تماما..أصفى من قمرين معا

يحبّ الرحيل..إلى أيّ شيء

يحبّ بلادا ويرحل عنها

لكنّي أراه يكفكف دمعا

كلّما رأى برعما غضّا يتهاوى

أو كوكبا مستفيضا..يتشظى

ثم يستحيل في هدأة الفجر

شظايا..منثورة في الفضاء

..ههنا الآن وحدي على مقعد لست فيه

أهذي لأسمع نفسي

أتحسّس درب اليمام على سطح قلبي

أستعيد ولادة عمري

أدافع عن زهرة لوز

تضوّع عطرها بين الثنايا

* * *

ههنا جالس حيث يعرفني الغرباء

أرنو إلى وطن.. كلّما قلت أنسلّ من عشقه

أفرد للنوايا بساطا..وحمّلني وجعا مبهما

لا..ما عدت أستطيع التحمّل

كأنّ عطر الفتوّة قد تلاشى

كأنّي جئت من زمن آخر كي أكون هنا

لحظة أو أقلّ

كأنّ وشم أمّي لم يزل يطاردني في المرايا..

كأنّ الرفاق الذين عاشوا في ضوئهم..قد مضَوا

أو تواروا في الغبش وراء الغيوم

ماتوا من ضوئهم..

وأنا..ها أنا أجلس خلف جدار العمر أراقب طيفهم

غدا ربّما أسعى إليهم

وأحمل حنيني على كتفي

أقول غدا ربّما...ربّما

أمضي في الغيم بين ثنايا المدى

علّني أستردّ ما نهشته الجوارح من مضغة القلب

وأصيخ السّمع مع الرّيح،إلى جهة المستحيل

فقد- كفّت-الكأس-عن فعلها فيّ مما تداويت

واستبدّت بأوردة القلب مملكة للمواجع-

تنهش الرّوح

توغل في التشظّي

وتؤجج خلف الشغاف

جمر العشايا..

وما ظلّ في خاطري الآن إلاّ حنين

يتذاكى،ويحملني دون إذن،على مركب اللّيل

كأنّي مع النوارس على موعد للرحيل

-لا مركب للغريب سوى شوقه-

لا رفيق له غيره

أو نجمة بين الضلوع،تضيء وتخبو ويرتفع الشوق

من فوق أضلاعها إلى...

تُرى؟

هل يبرق الصّبح شفرته عبر هذا الظلام الكثيف

فأنا في فيض العواصف،دون كفّ

لأدفع عنّي الأذى..

أراني أركض بين تهليلة الطين والماء

وما زلت أعدو

طليقا ومرتهنا بما

خلّفته الوصايا..

فمن،يطهّر الرّوح من دنس الركض

بين النفايات

ويعيد-لكهل الأربعين-

ألق الصّبح..وأريجه

المشتهى..؟!


محمد  المحسن


خالد الصلعي:

ألف ألف شكر ومحبة وتقدير لهذا الاختيار والانتقاء الجميل ، كأنّك تسكن دواخلي وتمتحن إجابتي ، نعم هو ذاك بعض أنا ، قصيدة ذكرتني بقصائد الكبار الذين يمشون على الشعر هونا فتنقاد لهم العبارات وتمرن بين أحاسيسهم الصياغة ، فجاءت قصيدة يبدو عليها الكثير من العفوية والانسيابية ، كانت قصيدة تحمل من الارتجال ما يوحي باختمار شاعرها في قربة القريض ، ففاض على ظهر الراحل شعرها وشذراتها ، ...أبلغ الشاعر محمد المُحسن تحياتي وتقديري ، هو شاعر مقتدر وخبير ...ولك كل قوافل محبة وأمداء التقدير أخي وصديقي الذي أفتقده كثيرا...صلاح مورو..



بعد سنّ الأربعين پقلم الشاعر محمد جعيجع

 بعد سنّ الأربعين: 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بانَ شَيبي و دَنا مِنّي المَنى ... طامِعًا في أخذِ روحي بالفَنى 

كلّ يَومٍ في بَياضٍ زائدٍ ... كانبلاجِ الصُبحِ مِن ليلِ الهَنا

كلّ يَومٍ في اشتِدادٍ واضِحٍ ... كانتِشارِ النارِ في زِفْتٍ دَنا

ضاءَ شَعري مِثلَ لَيلٍ قد ضَوَتْـ ... هُ نجومٌ مِثلَ قِنديلٍ سَنا

وأنا أجري وراء امرأَةٍ ... وَجهُها زانَهُ مَسحوقُ السَنا

وأنا لاهي بِوَردٍ قد أَحا ... طَهُ وَخْزُ الشَوكِ مِن كلِّ العَنا 

وَفؤادي غارِقٌ يَبغي الهوى ... يَتَرامى بين أمواجِ الدُنى 

ربَّما شَيبي نَذيرٌ شَدَّني ... مِن ضَياعٍ في حِمى دُنيا الأَنا 

مِن غُرورٍ بفَراغي وحَيا ... تي، شَبابي، صِحَّتي.. مالٌ قَنا 

وتَناسيتُ انشغالي ومَما ... تي وضَعفي، عِلَّتي.. فَقرٌ خَنى 

هيَ خَمسٌ قبلَ خَمسٍ مَغنَمًا ... لِلَبيبٍ جَدَّ فيها ما وَنى 

بصَلاةٍ وزكاةٍ وصِيا ... مٍ وحجٍّ شاهِدًا خَيرًا جَنى 

بكلامٍ طابَ مِسكًا بوَفا ... ءٍ لعَهدٍ بخِصالٍ اِعتَنى 

بحُقوقٍ ردَّها حينًا للوَرى ... مُستعِدًّا لرَحيلٍ قد بَنى 

ونَفادُ الرزقِ مِن دُنياه يُنْـ ... هي حَياةً خَتمُها وقتٌ أَنى 

فبماذا سألاقي خالقي ... هل ألاقيهِ بِلَهوي بِالغِنا ؟

أم ألاقيهِ بِشغلي عن صلا ... تي و مَنعي لِزكاتي عن غِنى ؟

أم ألاقيهِ بِصَومٍ ناقِصٍ ... بكلامٍ خادِشٍ فيه الخَنى ؟

وبماذا سأجيبُ المَلكَيـ ... نِ برِمسي بعد أن يأتي المَنى ؟ 

بعد دَفني غادَرَ الجَمعُ الوَرى ... غادَرَ الأهلُ ومالي مِن هُنا

غادَرَ الكلُّ ولم يبقَ مَعي ... غير قَولي غير فِعلي وأنا

غير شِبرٍ منه كفْني غير ما ... لٍ تَصدَّقتُ به فيه المُنى 

سأجيبُ : اللهُ ربِّي ومحمْـ ... مَدُ بالإسلامِ دِينًا جاءَنا 

ورسولٌ ونَبيٌّ جاء فيـ ... نا بَشيرًا ونذَيرًا مُعْلِنا 

مُعلِنًا دينًا جديدًا فيه خَيْـ ... رٌ بأطهارِ الصفا اِزَّيَّنا 

صادقُ الوَعدِ عَظيمٌ بِالخِصا ... لِ أمينٌ منه طه اِكتَنى 

فالذي آمَنَ قد حازَ الرضا ... والذي خالَفَ يأتيهِ الضَنا 

أو يكونُ القَولُ: لا أدري فلا ... أدْرِ ..لا أدري.. ألاقي الأحزَنا 

ضَمَّني قَبري بضيقٍ ضَمَّةً ... لضُلوعي لاختِلافٍ بالبِنا

ضَغطَةٌ كانت لوَقتٍ عابِرٍ ... أو ليَومِ البَعثِ دامَت بالضَنى 

لا طعامٌ إن خَوى في قَبرِهِ ... لا ماءٌ مِن عُطاشٍ ما طَنى 

وَحشَةُ القَبرِ عُضالٌ دامَ بالـ ... سُوءِ في الأعمالِ دَومًا أخْشَنا 

بعد ذاك الضِّيقِ ساءت حُفرَةٌ ... خالِدًا فيها ودامت مَحْزَنا 

فطعامٌ مِن ضَريعٍ خالِصٍ ... وشَرابٌ مِن حَميمٍ بِالعَنا 

أُنسَةُ القَبرِ نَعيمٌ راقَ بالـ ... حُسنِ في الأعمالِ رَوقًا أحْسَنا 

بعد ذاك الوُسعِ راقت جَنَّةٌ ... خالِدًا فيها تُقِرُّ الأعْيُنا 

فطعامُ الطيرِ مِمَّا يَشتَهي ... وشَرابٌ مِن طَهورٍ بالهَنا 

أحمدُ اللهَ على الإسلامِ ديـ ... نًا هَداني له شُكري والثَنا

وأصَلِّي في حَياتي قبل مَو ... تي على طه صلاةً دَيدَنا 

وسَلامي واصِلٌ دَومًا له ... فَهُما كَنزٌ ونِعمَ المُقْتَنى 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر – 15 جانفي 2022



الجزء الخامس من رواية - مذكرات ما قبل الولادة - بقلم الكاتب (مصطفى الحاج حسين).

 ** الجزء الخامس من رواية:


       - مذكرات ما قبل الولادة - 


      (مصطفى الحاج حسين). 


عاد أبي مع جدّي إلى الدّار، التي كان قد طرد منها.. وكان قد اشتاق لها ولأشجارها، ووردها جداً، ففرحت جدّتي بعودته، حضنته وقبّلته،ولكنّها بكت لمّا عرفت، ماذا دار في الجلسة، وماذا كان طلب جدّي (عبيد)، لكنّها علّقت، قائلة:


- في النّهايةِ، ستعود إلينا زوجتك، مهانة وذليلة، ومكسورة الخاطر.. ولكن نكاية بوالدها، ذي الرأس اليابس، أنا مستعدّة أن أطلب لك يد (فاطمة) حفيدة أختي (فطيم)، وتكون خادمة عندك، هنا في دارنا، خلال أيّام فقط. 


وانتفض أبي، ولأوّل مرّة يرتفع صوته، أمام جدّي، بهذا الشّكل، قال:


- يا أمّي.. يا أمّي.. أرجوك لا تقولي مثل هذا الكلام.. أنا لا يمكن أن أتزوّج على امرأتي، مهما كان.. هي أمّ ولدي (سامي) حبيب قلبي.. ثمّ ما ذنبها ؟!.. إن كان والدها عنيداً.. ألا يكفي أنها خرجت من هذه الدّار مظلومة؟!. 


هزّ جدّي برأسه، وكاد (عقاله) أن يسقط من فوق منديله الأبيض، وقال مستغرباً، وكأنّه تفاجأ بكلام أبي:


- وكأنّك تحبّها، ومتعلّق بها؟!.. انتبه لنفسك، وحاذر أن تكون ضعيفاً، أمام قلبك.. نحن يجب أن نكسّر رأس أبيها، هي لا ذنب لها، أعرف هذا.. أنا من ظلمتها.. ولكن الآن أصبح والدها، هو الظّالم.. الوغد لم أكن أتوقّع منه، أن يكون (تيساً)، وكنت أحسبه صديقي، أو مثل أخي!!.. قلنا له ساعة شيطان، ولكنّه ركب رأسه.. وصار يتحدّاني، وأنا الآن قبلت منه التّحدي. ذهبت إلى داره، واصطحبت أخوتي وأولادهم الشّباب.. ولم يقدّر.. أو يخجل، أو ينحرج!!.. لذلك عليك أن تطاوعنا، أنا وأمّك، وتقبل بالزّواج من حفيدة خالتك (فطيم).. وأنت لن تخسر شيئاً، أنا سأدفع لك، كلّ تكاليف الزّواج. 


صبّت عمّتي (حميدة)، الشّاي الذي أحضرته.. وناولت جدّي قدحه، ثم أعطت جدّتي، وبعدها لأبي..وحاولت أن تجلس معهم.. لكن جدّي أشار لها، بيده أن تخرج، فنهضت في ضيق.. وهنا، قال أبي بحدّة، وكان وجهه وعيناه، يطفحان بالدّمعِ والاختناق:


- ولكن زوجتي (زينب).. وابني (سامي)!!.. الرّحمة أرجوكما.. غداً يعيدها إليّ، عمّي (الحاج حسن)، لا تنسيا أنّه جدّها، وهو سيقنع والدها عن العدول عن رأيه.. ثمّ أمّها، ابنة أخيك، مؤكد لن ترضى، وستسعى لتهدئة الأمر.. وإقناع عمي (عبيد) ليتراجع.. انتظروا أرجوكما، ولا تتعجّلا بدمارنا، أنا وزوجتي وابني. 


لكنّ جدّتي (صبريّة)، أكملت ما يدور

من هذا الحوار، المؤلم بالنّسبة لأبي.. قالت موّجهة كلامها لأبي، وقلبها ينفطر على أبي، ابنها الذي تحبّه، أكثر مّما تحبُّ نفسها:


- يا ابني.. زوجتك ستعود إليك، في النّهايةِ.. وولدك سيعود إلينا أيضاً.. ولكن بعد أن نعطيهم درساً، لن ينسوه، وإن طلبوا الطّلاق، فنحن لن نطلّق.. سنترك ابنتهم معلّقة.. وهم بعد أن يصحوا على أمرهم، سيفضّلون أن تعود إليك، بدلاً من قعدتها عندهم بلا زوج، وبلا بيت أو مستقبل. 


ودقّ باب الدّار.. وأسرع عمّي (عمر) 

ليفتح.. فوجد عمّاه أمامه الحاج (حسن) و الحاج (صالح).. فرحّب بهما.. ودخل ليخبر عن قدومهما.. ثمّ عاد، بعجلة ليقول:


- أهلاً وسهلاً.. تفضّلا. 


كانت جدّتي (صبريّة) قد نهضت، ووضعت المنديل الكحليّ، على رأسها، لتغطّي شعرها.. وكان والدي هرع لإستقبالهما، وانتصب جدّي واقفاً، في الغرفة، ليستقبل أخويّه. 


دخلا، وكان (الحاج حسن)، يخاطب أبي، مبتسما:


- لا تهتم.. لكلّ عقدة لها حلّ، بإذن الله. 


وبعد الإستقبال والتّرحيب، خلع الحاج (حسن) (طربوشه)، حيث ظهرت صلعته الكبيرة، أيضاً نزع الحاج (صالح)، عن رأسه، عقاله، و(جمدانته) و أخذوا جميعهم مطارحهم، على الأرض، المفروشة يالسّجاد، والطّرائح والتّكايا.. قال جدّي (سامي)، وهو يناول أخاه (الحاج حسن)، علبة تبغه، ضيافة، كما جرت العادة، ليدرج الآخر، سيجارة:


- هات وأخبرني ما هي، الأخبار عندك؟. 


حكّ (الحاج حسن) صلعته بيده، وابتسم الحاج (صالح)، الذي يكبر جدّي بسنتين، وكان أبي يراقب، وينتظر أن يسمع الكلام بشغف.. وكان عمّي (عمر)، قد وزّع منافض التّدخين، وجدّتي أخذت مكانها قرب الباب، لتشاركهم قعدتهم:


- كنّا أنا (وصالح) عنده، تحدّثنا كثيراً، وتجادلنا، وضغطنا عليه،  وهدّدناه بالزّعل منه، ومقاطعته، وبعدم رمي السّلام عليه، إن صادفناه، في السّوق، أو أزقة البلد.. ومع كلّ هذا، بقيّ معنّداً، ومتمسّكاً عند شروطه.. رغم بكاء (عيوش) المريضة.. والتي كان لا يرفض لها طلباً.. وأنا لا أدري لماذا كلّ هذا الزّعل والعناد؟!.. تحوّل إلى (جحش)

، حرون.


ثمّ ارتفعت حدّة صوت (الحاج حسن)، وبدا عليه الإنفعال والغضب، وراح يقسم:


- والله.. لو لا أنّه صهري، وزوج ابنتي، لكنت صفعته على وجهه الأسود، وتركت أولادي ينتفون له (شواربه)، التي تشبه شوارب (هتلر). 


وانبعثَ صوت الحاج (صالح)، بانفعال أيضاً:


- والله.. صبرت عليه، لأنّه زوج ابنتك (عيوش) الغالية.. وكرامة لك يا أخي (أبو حسين)، فأنت تاج رؤوسنا..لكنّه عديم الفهم والذّوق. 


سحق جدّي (سامي) سيجارته، في المنفضة، بعصبيّة واضحة.. وهزّ رأسه بعد أن عدّل عقاله، وقال:


- أتركاه.. أنا من سيعطيه درساً، وحقّ الله.


ثمّ التفت إلى جدّتي، المنقبضة الوجه.. وخاطبها:


- قومي يا (أمّ حسين)، ارتدي

(ملحفتك) الآن واذهبي.. واطلبي يد ابنة حفيدة أختك.. وأسرعي بالموضوع بقدر ما تستطعين. 


سأل (الحاج حسن):


- ماذا تنوي أن تفعل؟!. 


- سأزوج ابني (محمد)، وبأسرع وقت.


هتف الحاج (صالح):


- وهل هذا حلّ؟!. 


وتبعه (الحاج حسن)، مستنكراً:


- مهلاً.. توقّف.. ولا تستعجل.. لا تقابل الحماقة بالحماقة. 


وانفجر صوت أبي، وكأنه يبكي:


- يا عمّي.. أنا أريد عودة زوجتي، وابني لقد كنّا قبل هذه المشكلة.. من أسعد ما خلق الله.     


لكنّ جدّي صرخ بجّدتي، وبأعلى صوته الجّهوري:


- قلت لك هيّا إذهبي، بسرعة. 


       مصطفى الحاج حسين. 


يتبع.. الجزء السادس.