آخر المنشورات

السبت، 8 مارس 2025

في عيدها بقلم الشاعر توفيق حيوني

 في عيدها


توفيق حيوني 

المرسى 8 مارس 2025.   🌹


نورٌ يُلامسُ ظلالَ الصباحِ  

سرٌّ يُخبِّئُهُ قلبُ الوجودِ  

عيناكِ تُنبِتُ في الصحراءِ راحًا  

وتُعيدُ للحلمِ أجنحةً مَشْهودِ  


أمواجُ بحرٍ تَحمِلُ أسرارًا  

وتُعلِّمُ النجومَ طريقَ السَّماءِ  

يدٌ تُمسِكُ خيوطَ الزمنِ الهاربِ  

وتنسجُ من صبرها عالَمًا غنّاءِ  


فأنتِ النهرُ الذي لا ينضبُ عطاءً  

والشجرةُ التي تُظلِّلُ كلَّ غريبِ  

في يومكِ، تُغنّي الأرضُ فرحًا  

وتُعلِنُ: أنتِ الحياةُ، وأنتِ الرَّحيبِ.


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


كل عام وأنتِ النورُ الذي يُضيءُ دروبَ الحياةِ،  

والروحُ التي تُحيي فينا معنى البقاءِ،  

أنتِ الإلهامُ الذي لا يُعوَّضُ، والحياةُ التي لا تُستَبدلُ.


في هذه الدنيا بقلم الشاعر عبدالرزاق البحري

في هذه الدنيا 


في هذه الدنيا 

من الأحزان ما يبقيني نديا 

في هذه الدنيا 

من الأحزان ما عشته... وما عاش فيا 

ما أبرقت... إذ أرعدت 

ما أمطرت 

ما أورقت... ٱيات جرحي 

لا أثمرت... أزهاره القلب الفتيا 

في هذه الدنيا 

أذكر أنني عربيا كنت 

من أب وجد عربي 

وأمي...

كانت تجهز الخبز العربي 

كم كنت أعشق القرقوش 

والبحث تحت الرماد 

عن رغيف منسي 

تحت الجمر... خفيا 

وأذكر... 

أنه كانت لنا نعاج عربية 

وكم كنت أعشق الرعي 

حتى أدمنته... كما

أدمنه قبلي النبيا 

لكنني الٱن راع بلا نعاج 

فاخترت أن أرعى الحروف 

في خريف العمر بالقلب الصبيا 

هكذا أنا...

أذكر أيضا...

أنه قد كان لنا كلب عربي 

أسميته... وأنا طفل صغير 

أسميته.... " فوكس"

لم أكن أعلم أنني 

غيرت هوية الكلب 

وبتغيير اسمه 

لم أكن أعلم أنني غيرت هويتي 

وأنه بتغيير اسمه 

يبقى الكلب عربيا 

وأذكر أيضا 

أنني كنت أربي الدجاج العربي 

وأعرف كيف تتناحر الديكة 

من أجل شهوة عابره 

ولذة قاهره 

ولكن دائما... العربي عربيا 

وفي هذه الدنيا 

ما يستحق أن يعود عربيا 


بقلمي عبدالرزاق البحري 

أزمور في 05/مارس/ 2025

       تونس... الجزء 1


مقالات في رمضان المتشابه في آيات القرآن الكريم (الجزء الثاني) بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 مقالات في رمضان 


المتشابه في آيات القرآن الكريم

(الجزء الثاني)

..................................................


كما وعدناكم في هذه الحلقة التي سأحاول فيها الاختصار قدر المستطاع لتجنب الاسهاب والتفصيل ، لغرض افادة القارئ بما هو اهم من التوسع في الذكر والتفصيل .


ولبيان الأنواع والأمثلة القرآنية للمتشابه اللفظي الذي ورد في آيات القران الكريم نعود الى ماذكره الزركشي في كتابه (البرهان) الذي بين المتشابه الى الأقسام التالية :

الاول، المتشابه بالتقديم والتأخير ، وهو على اربع :

- تقديم كلمة وتأخيرها : مثاله قوله سبحانه (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ) القصص/ 20

وقوله تعالى( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى )يس / 20

- تقديم جملة وتأخيرها : مثاله قوله سبحانه (ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء) الانعام /102

وقوله سبحانه ( ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا اله الا هو ) غافر /62

- الاختلاف في ترتيب المتعاطفات : مثاله قوله تعالى ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه' وصاحبته وأخيه ' وفصيلته التي تؤويه) المعارج/11-13

وقوله تعالى ( يوم يفر المرء من أخيه 'وامه' وأبيه' وصاحبته وبنيه) عبس/34-36

- تقديم الضمير وتأخيره : مثاله قوله سبحانه (وما أهل به لغير الله ) البقرة / 173

وقوله سبحانه( وما أهل لغير الله به) المائدة /3


الثاني، المتشابه بالابدال :وهو ثلاث

- إبدال حرف بآخر : مثاله قوله سبحانه (كل يجري لأجل مسمى)الرعد/2

وقوله سبحانه (كل يجري الى اجل مسمى)لقمان /29

- إبدال كلمة بكلمة : مثاله قوله تعالى ( قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا) البقرة/170

وقوله سبحانه( قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا) لقمان /21

- إبدال جملة بجملة : مثاله قوله تعالى ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الإنسان لظلوم كفار) إبراهيم /34  وقوله تعالى ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم ) النحل/ 18


الثالث: المتشابه بالإثبات والحذف وهو على ثلاث:

- إثبات حرف وحذفه: مثاله قوله تعالى (ولما جاءت رسلنا لوطا) هود /77

وقوله تعالى ( ولما ان جاءت رسلنا لوطا) العنكبوت/ 33

- إثبات كلمة وحذفها : مثاله قوله تعالى ( ويكون الدين لله) البقرة /139

وقوله تعالى ( ويكون الدين كله لله) الأنفال/39

- إثبات اكثر من كلمة وحذفها ، مثاله قوله تعالى ( ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير ) ال عمران / 189

وقوله تعالى ( ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير ) المائدة /17


الرابع: المتشابه بالجمع والإفراد ، مثاله قوله تعالى ( والذين هم على صلواتهم يحافظون) المؤمنون/9 ، وقوله تعالى ( وهم على صلاتهم يحافظون) الانعام /92 .


الخامس: المتشابه بالتذكير والتإنيث ، مثاله قوله تعالى ( ان هو الا ذكرى للعالمين) الانعام/90 ، وقوله تعالى ( ان هو الا ذكر للعالمين) يوسف/104 .


السادس: المتشابه بالتعريف والتنكير ، مثاله قوله تعالى ( رب اجعل هذا بلدًا آمناً) البقرة/126 ،وقوله تعالى ( رب اجعل هذا البلد آمناً) إبراهيم 35.


السابع: المتشابه بالاظهار والإضمار  ، وهو على نوعين :

- وضع المظهر موضع المضمر ، ومثاله قوله تعالى ( ولكن أكثرهم لا يعلمون) الانعام /37 ،وقوله تعالى ( ولكن اكثر الناس لا يعلمون)الأعراف/187.

- الاختلاف في الضمائر ، ومثاله قوله تعالى ( بل متعنا هؤلاء) الأنبياء /44 ، وقوله تعالى (بل متعت هؤلاء) الزخرف /29.


الثامن : المتشابه باختلاف الصيغة الصرفية وهي على أنواع :

- متشابه بالادغام والفك ، مثاله قوله تعالى ( ومن يشاقق الرسول) النساء/115 .وقوله تعالى ( ومن يشاق الله) الحشر /4.

- متشابه بالتضعيف وعدمه ، ومثاله قوله تعالى ( وإذ نجيناكم من آل فرعون ) البقرة /49. وقوله تعالى ( وإذ انجيناكم من آل فرعون ) الأعراف/141.

- متشابه بالحاضر والماضي ، مثاله قوله تعالى ( كذلك نسلكه) الحجر/12. وقوله تعالى( كذلك سلكناه) الشعراء/200 .

- متشابه بالتجريد والزيادة  ، ومثاله قوله تعالى ( فمن تبع هداي) البقرة/ 38 . وقوله تعالى ( فمن اتبع هداي) طه/123 .

- متشابه بالبناء للفاعل والبناء للمفعول ، ومثاله قوله تعالى ( وإذ قلنا ادخلوا) البقرة /58 .وقوله تعالى ( وإذ قيل لهم اسكنوا ) الأعراف/161.

- متشابه بجمع السلامة وجمع التكسير  ، ومثاله قوله تعالى ( نغفر لكم خطاياكم) البقرة /58. وقوله تعالى ( نغفر لكم خطيئاتكم ) الأعراف / 161 .


التاسع : المتشابه بالإجمال والتفصيل ، ومثاله قوله تعالى ( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة) البقرة /51 . وقوله تعالى ( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر ) الأعراف /142.


العاشر : المتشابه بالإضافة وعدمها ، ومثاله قوله تعالى ( اذكروا نعمتي) البقرة /40 .وقوله تعالى ( واذكروا نعمة الله عليكم ) المائدة /7 .


وعلى عموم المتشابه اللفظي الذي يأتي بفائدته في التفسير والبيان ويظهر اعجاز القران الكريم ببلاغته وأسلوبه البديع الذي لم يستطع العرب وأهل اللغة والفصاحة الإتيان حتى بالمتكرر في ألفاظه وتشابهه لهو دليل قاطع على صدق دعوة الرسول ( صل الله عليه وسلم ) وأنه كلام الله لاريب فيه ،ولأهمية هذا المقال فانه بالإمكان التوسع والتفصيل فيه من خلال مراجعة ما ألفه جملة من العلماء واهم هذه المراجع :

- كتاب درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب الإسكافي والذي يعتبر من اهم هذه المراجع .

- كتاب البرهان في متشابه القران لمحمود بن حمزة الكرماني.

- كتاب ملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل لابن الزبير الغرناطي .

- كتاب كشف المعاني من المتشابه في المثاني لبدر الدين ابن جماعة.

- كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القران للشيخ زكريا الأنصاري ، وهو اختصار لكتاب ( البرهان).


ليس هذا فحسب فان من اجمل معاني التشابه في اللفظ القرآني ما يرد في تفسيره وبيان بلاغته وفصاحة مراده ، وهذا هو الدرس من مقالنا في بيان متشابه اللفظ القرآني.


نفعنا الله واياكم وعلمنا من دينه ما لم نكن نعلم والحمد لله رب العالمين .


....................................................


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق/ بغداد



... عيد للمرأة قبل الأعياد ... بقلم الشاعر دخان لحسن. الجزائر

 ...  عيد للمرأة قبل الأعياد ...


أيتها الحرّة في ذروة الأعياد 

ايتها العيد الدائم الأفراح 

ايتها الساعات في زمن النكران 

لا يخطئك الورد 

اريجه بين اوراق تأبى التمزيق

ودواة تأبى لحبرها الجفاف

ذلك عيد وباقي الأعياد دوام القراءات

كل العالم يدين للمرأة

بالحقوق صامتا 

ويجهر برمزية العيد مرة في السنة

لا الكلمات تفي حين الإختيار

ولا الاختيار يَفْتَكّ الإلتزامات

أو يَفكّ لغز الإنتماءات

سيجمع العالم لكِ باقات الزهور

ويخط معكِ بطاقات التهاني

ويقدم الهدايا 

على طول المسارات

ويفتح لك زجاجات العطور

يظن انه يهديك معها كل البسمات

وهو في الحقيقة يتناسَى

أنّ أنتِ مَن ملأتيها

وانتِ مَن غرستِ حدائقه زهورا

وانتِ مَن لك دين يحفظ الكرامات

وينشر حقوقكِ 

في لوائح السماوات

فما انتِ إلّا نجمة لا يتجمّل القمر إلّا بها

فمهما أهدوكِ يبقى ردّ دينٍ

بعد مَا قدّمتِ كلّ القروض والسلفات

وأثبتي أنّ عيدك قبل الأعياد

ولو بزهرة من حدائق الإعترافات


 بقلمي: دخان لحسن. الجزائر

8 مارس 2025



فُقتِ الجميعَ بحُسنِكِ الفتَّانِ - - شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل -فلسطين

 -   فُقتِ الجميعَ بحُسنِكِ الفتَّانِ   -

- شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار -  الجليل -فلسطين -

لقد أعجبني هذان البيتان من الشعر على صفحة  أحد الأصدقاء في الفيسبوك   :

( إنتِّي  عرفتُ  من  النساءِ   قبائلا =  لكن   كرسمِكٍ   لم    تجدْ   ألواني

أرجوكِ  باسم  الحُبِّ  لا  تتغيَّري =  إنِّي   عشقتُ    نقاءَكِ    الرَّبَّاني )

فنظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا ومعارضة  لهما :

هذا      جمالكِ      إنّهُ     ربَّاني  =   فُقتِ    الجميعَ    بحُسنِكِ    الفتَّانِ

فيكِ  الوجودُ  يفيضُ   في  إبداعِهِ  =   وَيشعُّ   لحنُ   الخُلدِ   في  وجداني

إنِّي  وباسْمِ  الحُبِّ   أمضي  للعُلا  =   قلمي    يخط      روائعَ    الألوانِ

لولاكِ   ينضبُ  كلُّ   نهر   دافقٍ   =  تذوي  وُرودُ   الفجرِ  في   بُستاني

يطوي   السَّديمُ    مناقبًا    وَمآثرًا   =   وأصيرُ    منسيًّا     بلا    عنوانِ

هذي    حقولي    بالعطاءِ    ثريَّة  =   وَقدِ   اشرأبَّتْ   للذرى   أغصاني

تُذكين   فيَّ    مطامِحًا    وَمواجدًا  =   تبقين    وَحْيَ    الشّاعرِ    الفنّانِ

وَعلى دروبِ  الفجرِ  طيفُكِ  ماثلٌ   =  وَمَعًا    نُحَقّقُ     حُلمَنا   الإنساني

نحنُ   انطلقنا   للمعالي   والسُّهَى   =  صيتي   سَمَا    في   سائرِ  البلدانِ

هذي   صُروحي   بالكفاحِ   بنيتُهَا   =  أسطورةً   تبقى    مدَى   الأزمانِ

وَهويَّة    الأجيالِ    أبقى    للمدَى  =  أختالُ   تيهًا   في   سمَا   الأوطانِ

كلُّ   النساءِ    تركتُها    وَهَجَرْتُهَا   =   تبقينَ   أنتِ    بمُهجتي    وكياني

وغرامُنا   طولَ    الزَمانِ    مُخلَّدٌ   =  رمزُ    النقاءِ    لأنَّهُ     روحاني



عيد الميلاد بقلم ذ.داود بوحوش تونس

 ورقة أخرى؛

تسقط 

عيد ميلاد!

☆☆☆

مسافر؛

يشد أحزمته

عام مضى!

☆☆☆

دمعة فابتسامة؛

عقارب العمر لا تهدأ

عام خلا!

☆☆☆

إلى سماحة المفتي؛

تُرحّلُ أوراقه

عام منصرم!


ذ.داود بوحوش تونس



نقد الابداع العربي.. بعقل الآخر بقلم أ.د. وائل احمد خليل الكردي

 نقد الابداع العربي.. بعقل الآخر


أ.د. وائل احمد خليل الكردي


هو حديث عن نقد النقد للعقل الآخر على ما بنا ولدينا. فعلى فترة من الزمان ساد النقد لدى العوالم الأوروبية أدبياً وفكرياً على الآداب العربية في ماضيها وحاضرها بأن العرب لم يجيدوا الخلق مما لديهم وليس لدى غيرهم، وبأن ابداعهم لم يكن يعدو كونه على الأغلب (ردود أفعال) على ما وفد إليهم دون الانطلاق من مواقف وقضايا أصيلة.

لقد كان من قبيل الظاهرة المتكررة في المحافل أن الغرب المعاصر ينظر إلى الابداع العربي من منظور منهاجه الجديد الذي تبين له أنه الحق وهو (من أسفل إلى أعلى) بعد أن كان فيما سبق وعقب الثورة الصناعية (من أعلى إلى أسفل) وهذا يعني أن الحكم المعرفي والفلسفي والنقدي والقيمي على أي أطروحة أو عمل ينبغي أن يكون من باطن المعاناة الوجودية والثقافية المحلية التي خرجت منها هذه الاطروحة وليس إطلاق هذه الاحكام اسناداً إلى مراجع ومعايير فوقية نموذجية عامة ومطلق يشمل كل الحالات دون مراعاة للخصوصيات المجتمعية. لهذا صار المشهد الإبداعي العربي في منظور العقل الأخر الغربي وفق هذا الأساس الجديد لديهم (من أسفل إلى أعلى) إما أنه تقليد ونسخ، وإما أنه ردة فعل مقابلة. فالتقليد والنسخ هو أن تتغير الأثواب الشكلية للقضايا مع بقاء هيكلها وجوهرها ثابتاً على العموم. فلو أننا أخذنا الفلسفة العربية الإسلامية في عهود الخلافة الإسلامية الزاهرة، وسواء كانت في المشرق العربي أو في المغرب العربي أو في أرض الأندلس في عمق أوروبا، إنما كانت في حقيقة أمرها إبداعاً فلسفياً توفيقياً بين قيم الدين الإسلامي وتعاليم المعلمين الاغريق (لأفلاطون) و(أرسطوطاليس) وأصحاب الأفلاطونية المحدثة. وهذه الطريقة التوفيقية إنما تمثل نوعاً من ردة الفعل من مصادر ذات أصل مغاير وافد على الوعي العربي تناوله وأدخله إلى حيز بيئته المجتمعية ومجاله الثقافي والفكري. حتى دراسات التصوف الروحاني كمجال إسلامي عربي أصيل أظهره نقاد أوروبيين معاصرين أنه مأخوذ عن أصل هندي أو فارسي أو فينيقي بما انتقل إليهم عبر الوسيط الفلسفي الاغريقي القديم تحت مسمى (ثيوصوفيا) Theosophy والتي تحمل دلالة المحبة الإلهية وحكمتها. وحتى في ميدان الفكر العلمي برز الاقتباس من أفكار العلوم الغربية (باعتبار أن أفكار العلم شيء غير حقائق العلم) في اخريات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، فكان على نحو ما فعل (شبلي شميل) في صياغته لنسخة عربية من النظرية التطورية، وكذلك بعض كتابات (زكي نجيب محمود). 

ولو أننا أخذنا الابداع الفني – الأدبي (لاسيما القصصي والروائي) لكان النقد قائماً بالقول أن اعتمادها كان على مضامين وجودية أوروبية في الأساس. فلو كانت تعبيراً عن نظم سياسية، فإن الأصول البنائية لهذه النظم هي غربية. وإن كانت وصفا لمعاناة جماهيرية كان الجنوح فيها نحو القياس على الرمزية المتولدة عن صراعات دارت رحاها في الغرب الأوروبي والأمريكي أكثر الشيء وأسوة بها. ثم أن الأكثر بروزاً وتمثيلاً لهذا (الاغتراب) في الابداع الكتابي العربي الحديث –كما يمكن تسميته- كان في وصف موضوعات المعاناة الوجودية الذاتية أو الفردانية، فالأفكار حول المأساة الإنسانية في الإنتاج العربي الروائي كانت بنحو ما نسخاً للمعاناة الإنسانية الوجودية في الثقافات الغربية ولو لبست لدينا ثوباً وعمامة عربية. فتلك التحولات الوجودية في مظاهر الحياة الاجتماعية الأوروبية وصيحات التمرد الناتجة عن أزمة ما بعد الحربين العالميتين والتي حركتها واشعلت جذوتها روايات (سارتر) و(كامو) وغيرهم نقلت بذاتها إلى بلاد العرب واحدثت نفس الأثر في تغيير المظاهر الشكلية والسلوكية المجتمعية ولكن دون توفر أصولها التي سببت المعاناة الوجودية للإنسان الأوروبي وأزمته النفسية.   

 فهكذا كان الأمر جله في الابداع الروائي العربي حتى الأواسط والأخريات المبكرة للقرن العشرين معتمداً على معيار (من أعلى إلى أسفل) فيما وراء الظواهر إلا بعض الاستثناءات التي قدمها (نجيب محفوظ) في اعماله الروائية وأيضا (الطيب صالح) كمثال لمحاولات الغوص في عمق التكوين والوجدان الثقافي الاجتماعي لشعوبهم.

ولكن يمكن القول، أن هذه الحجة النقدية التي واجه النقاد الأوروبيون بها أحوال الابداع العربي أيقظت، وبنحو تلقائي، لنمط أو سلوك مستحدث في الابداع الروائي العربي تم به كسر تلك الحجة، وأصبح هو طريقة الابداع العربي ذو الأصالة والمميز بأدواته الثقافية في راهننا المعاصر قاده نخبة من الكتاب. فعلى سبيل المثال البسيط لا الحصر، وسواء اتفقنا مع أولئك الكتاب أو اختلفنا، تجسدت مع الكاتبة السورية (نجاح ابراهيم) قسوة العمق الوجودي الذاتي والمخصوص في معاناة الحروب بالمجتمعات العربية وبحسب التكوين الوجداني الصرف للإنسان العربي تحت ظلال هذه المعاناة بنحو ما في روايتها (الهوتة) وفلسفياً كذلك في (مجنون بغداد) واخريات غيرها. وعلى صعيد آخر، نهج الكاتب السوداني (بركة ساكن) طريقة سبر غور الجماعات المتمددة بطرق حياتها الخاصة والمغلقة في قاع المدن بما استهدفته كتابات السوداني (بركة ساكن) مثلما في روايته (الجنقو، مسامير الأرض). ونجد تعيين ملامح الكتابة للمستقبل على الجذور التكوينية للثقافة المحلية في روايات وأقاصيص السودانية (آن الصافي) كما في (فلك الغواية) و(خبز الغجر) و(أقاصيص 8) وغيرها. ثم في بعد آخر متقدم هناك الأعمال التي كشفت العناصر المؤسسة لطريقة الحياة العربية ولتصير هي العوامل الثابتة المؤلفة لبنية الوجدان منذ عهد الأسطورة القديمة وحتى تعقيدات الحضارة المعاصرة مهما تقادمت الأزمان واختلفت الأماكن والشخصيات والأدوار بما حققته رواية (تل) للكاتبة السعودية (آمنة ابوخمسين). بل حتى تلك الأعمال الكاشفة بنحو مهم جداً عن أنماط قراءة وفهم العقول الأخرى ليس بطريقة اقتحامنا لحيز الآخر وإنما بطريقة تقديم عقلنا نحن له فتعبر إليه قيمنا ويتم التبادل الثقافي ليعبر هذا الآخر أيضاً إلينا بسلام باحتفاظنا بكامل هويتنا واحتفاظه بكامل هويته كما تدل على ذلك أعمال الكاتبة السعودية (رجاء البوعلي) في أقاصيص (عشرة أيام في عين قسيس الانجيلي). ومثال آخر على نفس الطريق قدمه الكاتب السعودي (حسن السنونة) الذي طرق، بمجموعة أقاصيصه (نساء قريتي لا يدخلن الجنة) وغيرها، على الرمزية الثقافية للعقلية المحلية ليفصح عن وهم الخلاص الزائف في مجتمعاتنا العربية. وهناك الكثير من الكتاب الواعدين الذين جمعوا بين الثقافة التاريخية التراثية والفكر الفلسفي والوعي الصادق بأحوال الواقع في شرق العرب ومغربهم.

وفي هذا العصر، بعد أن زالت كثير من أجزاء الجدار العازل بين الابداع الادبي والفكري من جانب، ومن جانب آخر وأزمة الإنسان العربي في معاناته الصارخة جراء مآسي الحروب والنزاعات والمظالم. فيبدو أن هناك من تمردوا ويتمردون على الاغتراب الواقع بين الشكل العربي والمضمون، وبين الذات العربية ومجتمعاتها. فهو تمرد واجب حميد.



ياعيدُ اهلا بقلم الأديبة دنيازاد بوراس

 ياعيدُ اهلا ...  في ذكرى الثامن مارس عيد المرأة 

يا عيدُ أهلا جاء كلُ


 رفاقي 

والقلبُ يَغمُرُهُ ندى الاشواقِ 

. او

عيدُ النساء حكايةٌ لاتنتهي 

هي فرحةٌ وتطيرُ بالآفاقِ 

.

فنُباركُ اليومَ الجميلَ جميعُنا

حتى يُحَرِّرُنا من الأطواقِ 

.

ارض الجزائرِ تزدهي برييعِها

والشعرُ يصدحُ خارجَ الأوراقِ

.

والعزف يبقى في لحون نسائِنا

كم قد صَبَرنَ باروعِ الأخلاقِ 

.

وبناتُنا كقلادة ٍ ذهبيةٍ

تُبدي الرضا وتُحيطُ بالاعناقِ

.

كم قد حملنا مجدَ عزةِ أَرضنا

لا نشتكِي يوماً من الإخفاقِ 

.

اخواتُ ( بوحيرد) التي بصمودها

كَتَبَت معالِمَ نَصرِنا بوثاقِ

.

شرفُ لنا عيدُ النساء فمجدُنا 

يلقى النجومَ بفرحةٍ وعناقِ 

.

تحلو بهِ احلامُ كُلَّ نسائِنا 

كغديرِ ماء طيبٍ رقراقِ

.

فَلنَفتَحِ الاعراسَ ملء قلوبِنا 

فالحُبُّ يُنطِقُ أَروعَ الأَذواقِ

.

بقلم دنيازاد بوراس 

الجزائر



في عيد المرأة*..الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير تلبس "المرأة الغزية" وشاحا مطرزا بالصبر والتحدي.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 في عيد المرأة*..الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير تلبس "المرأة الغزية" وشاحا مطرزا  بالصبر والتحدي..


(   "إلى المرأةِ الغزّيةِ في عيدِها..." قصيدة نجحت في توثيق

  المرأة الفلسطينية الحاملة لبطاقة التعريف الكنعانيّة،وتثبيتها داخل ثنايا النص)


لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن إن الثامن من مارس/ آذار يشكل مناسبة لتكريس المضامين النضالية للنساء حول العالم من أجل تحقيق المساواة والعدالة للنساء.وتأتي هذه المناسبة من جديد والنساء الفلسطينيات يعشن تحت نير الإحتلال الإسرائيلي الغاشم،الذي يمارس التميز والقتل بحقهن من جهة،ومن جهة أخرى يواجهن غياب الإرادة السياسية لتحقيق العدالة للنساء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة،في ظل غياب القوانين الرادعة لحماية المرأة..!

ولكن..ما يُميّز المرأة الفلسطينية،هي تلك الصلابة التي تشبه صلابة الصخر.كأن النساء الفلسطينيات عموماً،استمدَدْنَ هذه القوّة من أحكام التاريخ والجغرافيا،ولكأن تاريخ الاحتلال الصهيوني للبلاد لم يؤدّ إلا إلى زيادة منسوب الشجاعة والعَزم والإرادة لديهن..

إنّها سيرورة حياتية لصدّ السيرورة الإلغائية التي نشهد الآن أقصى فظاعاتها الدرامية في غزّة.وبفضل ذلك اقترَنت صفة البطولة بالمرأة الفلسطينية حصراً. 

وإذا كانت الأساطير والروايات والآداب عموماً قد جسّدت البطولة كقيمة عبر التخييل،فإن النساء الفلسطينيات صنعْنَ البطولة حتى أصبحنَ مصدرَ إلهام.

وإذن ؟

لا عجب إذا،أن يتغنّى الشعراء بالأم الفلسطينية التي تُرضِع أبناءها حليب البطولة وتُعبّئهم بطاقة الحياة،حتى وَصَفَها الشاعر اللّبناني حسن عبد اللّه بأجمل الأمّهات: "أجمل الأمّهات التي انتظرت إبنها/ وعادْ/ عادَ مُستشهداً/ فبكتْ دَمعَتَيْن ووردة/ ولم تنزوِ في ثياب الحداد". وطَمْأنها الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش بأنّ جذور التّين راسِخة في الصخر..وفي الطين تعطيك غصوناً أخرى.. وغصون..وطرزتها الشاعر الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير وشاحا لتخرج من تحت الركام تصرخ بصوت مشنوق : هنا غزة..إما البقاء..وإما الإندثار..ولكأني أراها ( المرأة الغزية) تهزّ سَريراً  لِلوَليدِ  يَمينُها..وَثَثني بكَوْنٍ  لِلوَرى..يُسراها! على حد توصيف شاعرتنا الفذة الأستاذة عزيزة بشير-بتصرف طفيف.فقد كتبت :

....إلى المرأةِ الغزّيةِ في عيدِها....


غزِّيّةٌ  أمُّ  المَكارِمِ عيدُها 

بيْنَ الرّكامِ وفي العَرا………مَمْشاها


هِيَ أُمّةٌ بيْنَ الخيامِ ..تمايلتْ

شِقٌّ تُحمِّلُ بالجِراحِ ……….ضَناها


شِقٌّ تُحمِّل بالمَواجِعِ  أُسرَةً

قَتَلَ الصّهايِنُ رأسَها……….وَمُناها


هِيَ وردةٌ  بالرّثِّ  مِن أثوابها     

وشَذاها يَسْبِقُ ……خطْوَها  ولِقاها


ويهُبُّ يحمِلُ بالّرّوائحِ  خُبْزَها

وطعامُ  مِنْ باقِي الحبوبِ…..شذاها


  فتَخالُ فيها أمّةً ..في واحِدٍ

جمَلَ المَحامِلِ في الخِيامِ… …تَراها


 أمٌّ بغزّةَ ،تلقَى فيهَا جَحافِلاً

أمّاً وأختاً وابنةً …………….بِعَطاها


هِيَ مَرأةٌ وَحبيبةٌ في عَطفِها

أمُّ  الشّهيدِ وزَوْجُهُ……….…..أوّاها


وهْيَ الصّديقةُ في الشدائدِ وَالرَّخا

 وهْيَ المُجاهِدُ في الوغى …لِحِماها!


هزّتْ  سَريراً  لِلوَليدِ  يَمينُها 

وَثَنَتْ  بِكَوْنٍ  لِلوَرى…………يُسراها!


لولاها ما سكنَ الجَمالُ بُيوتَنا

  وَلَمَا استقرَّ  مُقامُنا  …………لَوْلاها !


فَإليكِ مِنّا يَوْمَ عيدِكِ دَعوَةً

   رَبّي ، لِتَحْفَظْ عِزّها ………….وبَهاها!


ربّي لِتسحَقْ بالفناءِ عدوَّها

لِتعودَ غزّةُ  أهلُها …………….وَهناها


‏ وَأَنَا أُحَصِّنُ غزَّتي مَعْ ضِفّتي

  رَبِّي ،لتَحْفَظْ معْهُمُ ………(أقصاها)!


ِولْتَحفَظِ اللهُمَّ كلَّ نسائنا

ورِجالِنا وبِلادِنا …………….وهَواها !


                  عزيزة بشير


والسؤال الذي ينبت على حواشي هذه القصيدة الموشحة بالدم والدموع :

ألا نخجل من تسطير الحروف وحسب،بينما تخجل الفلسطينية الجاسرة من الإستسلام،فتحوّل مسيرة الحياة إلى نقمة لا تملك فيها سوى الرفض والتحدي.؟

ويظل السؤال عاريا،حافيا ينخر شفيف الروح.

قد لا أرمي الورود جزافا،إذا قلت أن الأستاذة الفلسطينية المغتربة عزيزة بشير شاعرة مكسورة بين الغربة والإغتراب،والحضور والغياب،الذاكرة والحاضر،والنسيان والتمدد في عمق التاريخ الفلسطيني الملون بالمواجع،لكن نبرتها على الرغم من هذه الأثقال،ظلت تفاؤلية وتؤسس لغد مشرق مطرز بالنصر المبين.

"ربّي لِتسحَقْ بالفناءِ عدوَّها..لِتعودَ غزّةُ  أهلُها …وَهناها.."

صبرا جميلا يا-عزيزة بشير-ستصمد المرأة الفلسطينية الشامخة شموخ الرواسي أمام العواصف،وستواصل بعزيمة فذة وإرادة لا تلين قهر العدو المدجج بالكراهية في نخاع العظم  من خلال إصرارها على البقاء بين الأنقاض..فلا أحد غيرها يملك ثقتها العظيمة بالواحد القهّار...وإيمانها العميق بقدرة رجالها على إعادة إعمار ديار خربها حفاة الضمير..

لست أحلم-يا شاعرتنا السامقة-لكنه الإيمان الأكثر دقة في لحظات التاريخ السوداء من أراجيف نتنياهو..وتهديدات ترامب.


محمد المحسن


*تنويه : قد لا تفكّر-المرأة الغزية-إن بقيت على قيد البقاء في الإحتفال بيوم المرأة العالميّ..هذا اليوم المتصدّع من كثرة ازدواجيّته وخوائِهِ ولا معناه..!

كل التحية للمرأة في عيدها العالمي،وكل التحية للمرأة الفلسطينية المناضلة عبر هذه الإطلالة السريعة على قصيدة الأستاذة عزيزة بشير،رغم الكثير مما يجب أن يكتب عنها،مذكرين بالأسرى والأسيرات والحرية الواجبة لجميع المعتقلين والأسرى والأسيرات كاولوية لدى المقاومة الفلسطينية والعالم الحر.

بقي لي أن أعتز بدور المرأة الفلسطينية ونضالاتها وإنجازاتها ودورها البطولي في مسيرة الثورة والنضال الفلسطيني المتواصل من أجل الحرية والعودة وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وما قدمته من تضحيات وحققته من إنجازات وسطرته من بطولات نفتخر بها في زمن فقد فيه العالم الطريق إلى الحكمة.!



الصيام. بقلم السفيرة د.سلوى بنموسى

 الصيام 

الصيام هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج 

 من طلوع الشمس إلى غروبها  

ويتضمن الإيمان ونية الصيام 

 يحتوي على تنقية الروح من كل الخبائث  

والمعاصي والذنوب والشرور 

إذ فيه تقام تزكية الشرائع  الدينية 

 من أدعية وصلوات وزكوات ..

الصوم يمكن الإنسان من تصفية جسمه من السموم  

وازلة الدهون الزائدة 

وامتصاص كل ما يضر الجهاز الهضمي والمعوي ..

ويجعل الإنسان في صحة جيدة 

 إذ يبتعد عن عدة آليات ذميمة ..

منها شرارة نهب الطعام دون توقيت محدد  

الافراط في شرب العصائر والمشروبات الغازية والمسكرات والحلويات

والإكثار من اللحوم ..  

فالصيام يجعل الإنسان اذا متوازنا  

في نهجه ومأكله ومشربه .. وتفكيره 

"  العقل السليم في الجسم السليم "

وينظم له حياته وذلك بالابتعاد عن النميمة وأصدقاء السوء والتعاطي للممنوعات كالمخذرات مثلا  

وتجنب سلوكيات مرفوضة كالسب العلني بألفاظ نابية 

وعمل الفجور ومعصية الخالق .

وبذلك نجد الصيام يمتطي التفاءل والمثل العليا  

ويزكي أقدامها وملامحها 

ويؤلف بين القلوب والأرواح 

 في عملية التواصل والتلاحم وصلة الأرحام 

ومساعدة الغير الذين لا حول ولا قوة  لهم 

 حسب المستطاع !!

ولو بشق تمرة 

فالحمد لله رب العالمين على ديننا الإسلامي العريق 

 الذي يجعل منا خير أسوة وأمة  ..

ننهل في تطلعاتنا لحياة شريفة وكريمة  

ونبتغي فيها رضوان الله تعالى لنا دنيا وآخرة 

وأن يشملنا ذو الجلال والإكرام بالستر وبالفلاح وربراحة البال والضمير وبالشعور بالرضى وبالسلم الداخلي  

 وعليه < صوموا تصحوا >

 [ كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ]

اللهم تقبل صيامنا وتوبتنا النصوح وردنا إليك ردا جميلا 

واغفر لنا ولوالدينا ولكل من دخل بيتنا يا ألطف الراحمين 


السفيرة د.سلوى بنموسى 

المغرب


نجاتي في التخلِّي بقلم الشاعر موسـى الـــزول

 "نجاتي في التخلِّي"


في انتظار …

هدأة الحرب وانحسار الموت 

 تدور حولي ؛

هيبة الصمت..

كطيف "انتصار"

و وجع يطالع الصوت..

في بيت أهلي

القادم على مَهْلِ

وعقلي

الذي إخْتَلّْ 

في لحظة تَجَلِّي

يسألني كيف نَجَوْت؟؟؟

وهو الذي أَسْكَنَ في البيت

 مَنْ أشعل نار 

وقَدَّم بعد الحريق آيات إعتذار 

وزيت قار

فوق الجمر يَغْلي

عناقيد بخار..

تُجِدَّ السَّعيَ بحثاً عن سبيلٍ لـ…

 قتلي…

فينتهي عملي 

وليلٌ طويلٌ لا ينجلي..

يشدُّ اليه نهار

يراقب ظِلِّي……


حياتـي 

وأنا المُبْتَلي 

باختبار…

"نجاتـي

فــي  التخلِّي

و التَّخَفِّي"

خلف زيتون له جَذْر بـ حقلي….

ممنوع عليه الصوم 

ممنوع من أن يُصَلّي 

في حِلِّي 

ولا في مَحَلّي

 نصفي فيهُمُ يهذي…

يقطع بقايـا كُلِّي 

جِدِّي وهَزْلي

و"نيرون" الدار 

عَلَيَّ يُمْلي

أحلامي و أمَلي

 لَعَلِّي..

أرتجي مختار

حامٍ لمُحْتَلِّي..

زادَ عَلَيَّ حِمْلي..

أَدَارِي مِنْ تَخَفِّيَّ حَرَجي 

و خَجلي…

غداً ان أطال الله عمري 

ولم يحن قبل النصر أجلي ؛

سوف ترون رد فعلي ..

 سيف الجدار إن ثار

جَزّار…

وإن كان بالذهب مطلي…


بقلم رصاص ✏️ رصاص 

موسـى الـــزول


بيت خارج الأسوار... بقلم الشاعر:حميد النكادي.

 بيت خارج الأسوار...

بقلم:حميد النكادي.


بنيت لي بيتا 

خارج الاسوار 

بيتا ليس 

كباقي البيوت 

تموت بين 

جدرانه الاسرار 

هو بداخلي 

ما بين 

العقل و الصدر 

الى ما 

شاءت الأقدار 

مرة يصيبه 

نور الشمس 

ومرة يعصف 

به الإعصار 

لكن جدران بيتي 

من حديد 

وسقفه يحتمل 

ألف تيار وتيار 

يأتي الربيع 

تحوم الفراشات 

من جديد 

فوق الأزهار 

أنظف بيتي 

أرمي بعيدا 

بكل مخلفات الدمار 

وأرمم سقفي 

أحميه من 

ألسنة النار ....

فرنسا 7مارس 7رمضان 2025


مقالات في رمضان المتشابه في آيات القران الكريم (الجزء الأول) بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 مقالات في رمضان


المتشابه في آيات القران الكريم

(الجزء الأول)

.............................................


ان الإعجاز في لغة القرآن التي حفظها بلغة العرب ومفرداتها جاءت بصور عديدة لا نكاد نحصي منها الا وجاءت صورة أخرى تضيف الى معانيها كماً ونوعاً من الكمال والقدرة والتعجيز ، ولربما كانت المتشابه في آيات القران الكريم التي وردت في اكثر من سورة لنفس الحدث واحدة من هذه الصور العديدة.


والمتشابه لغةً ، مأخوذ من الشبه والتشابه بمعنى المماثلة في الصفات ، والتعريف اصطلاحاً على انه ما  استأثر الله بعلمه ، او ما احتمل اكثر من وجه وما احتاج الى بيان ، بردِّه الى غيره. 


والمتشابه اما ان يكون باللفظ فيصيبه الغموض بسبب اللفظ وإما ان يكون بالمعنى فيرجع الى جملة الكلام وتركيبه من بسط واختصار ونظم ، ولربما يأتي المتشابه في جهة اللفظ والمعنى معاً.


وبالعودة الى القران الكريم فالآيات المتشابهات هي التي تحمل اكثر من تفسير كما في قول الله تعالى في سورة آل عمران ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذّكر الا أولوا الألباب ).


وهنا جاءت الآية القرانية على مذهبين في التفسير أولهما الوقف ، بمعنى ان الله سبحانه وتعالى هو اعلم بتأويله وان ما تشابه منه لا يعلمه الا هو سبحانه، اما الثاني( والراسخون في العلم ) وهو كلام مبتدأ ومستأنف معطوف على قوله تعالى ( وما يعلم تأويله الا الله ) وبذلك يكون المعنى ان المتشابه في القران يعلمون  في تفسيره الراسخون في العلم .


وقد قال ابن عباس ( رضي الله عنهما) أنا من الراسخين في العلم والذين يعلمون تأويله  وصدق رضي الله عنه فالنبي عليه الصلاة والسلام دعا له فقال( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ).


وهنا لابد ان نقف الى الاستنتاج الهام بان الذين ذهبوا الى حصر علم التأويل في حق الله سبحانه وتعالى إنما يقصدون بذلك التإويل بالمعنى الثاني اي الحقيقة التي يؤول اليها الغيب وهذا امر لا يختلف عليه اثنان ، لان حقيقة الغيب لا يعلمها الا الله ، أما الذين ذهبوا الى انه يمكن للعلماء العلم بالتأويل فانهم يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الاول اي معنى التفسير وهذا أيضا لا يختلف عليه اثنان.


وخلاصة القول فأن المتشابه في القرآن لا يتنافى مع المحكم فالقرآن كله محكم بمعنى انه متقن غاية الاتقان وهو أيضا متشابه بمعنى انه يصدق بعضه بعضًا ، اذا ما عرفنا اصطلاحاً ان المحكم ما عرف المقصود منه والمتشابه ما غمض المقصود منه.


ولنا حلقة أخرى لبيان الأمثلة التي وردت بهذا المعنى من المتشابه في آيات القران الكريم وما خفي بنفس اللفظ لتحمل اكثر من تفسير لها.


…………………………………………………………………


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق/ بَغداد



خاطرة بقلم الشاعر ابو بكر الصيعري

 """"""""""خاطرة"""""""""" 

((( أول جُمعة برمضان)))  

_______النص👇______ 

جمعة مباركة  وشهر  مبارك  

نفحات إيمانيةتحي الأرواح 


ياسُعد من بفعل الخير شارك   

وسلك مسالك  أهل  الصلاح 


طوبى لمن عَمًر مساجد الله 

ولبى  نداء  الصلاة  والفلاح 


ولمن اطمئن  قلبه بذكر الله 

وزاد  صدره بالقرآن إنشراح 

 

من سبح وحمد وهلل وكبر 

ثم  حوقل  شعر  بالأرتياح 


فالباقيات .. الصالحات هُم 

غِراس الجنةِ  وسرِ  النجاح 


طوبى لعبدٍ .. صلى  وصام  

وقام  اليل .. حتى  الصباح 


وعطر فمه بالصلاة ع النبي 

ومن ذكره عبق مسكٌ وفاح 

____________________ 

بقلم: ابو بكر الصيعري ✍️ 

7\3\2025م



عـــلام؟؟؟ بقلم الأديب سعيد الشابي

 عـــلام؟؟؟

 

حبيـبتي

لا تمطــري صفحاتي

بالكلـــــــمات

فان الـناااااااااااار التي

تحرقـها ، وتحـرقني

من تيك الكلـــمات 

كلماتك ، وقــــود

والأحرف منها جمرات

كلما حطّت بدفــتري

أذابـــــت كنـهي

وسحقت ذاتـــــي

وقـد طغـــــت 

كلماتك ، على كلـماتي

علام ، تنبشين جراحا ؟

غطاها الصقيع من سنوات

وأنت ـ يا حبيبتي ـ .. لا

تمتلكين ، لها علاجات؟؟؟

 

سعيد الشابي

على هامش اليوم العالمي للمرأة* من يضع حدا للعنف المسلط على المرأة..؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش اليوم العالمي للمرأة*

من يضع حدا للعنف المسلط على المرأة..؟!


رغم التطورات الكُبرى التي شهدها واقع المرأة دولياً منذ عقود إلاّ أنه ما زال العنف ضد المرأة وصمة عار فى جبين الإنسانية، فواقع الإنسانية يقول: إنَّ من بين كل ثلاث نسوة في العالم تتعرض واحدة على الأقل في حياتها للعنف، وهناك أكثر من 60 مليون أنثى حُرمن من الحياة جراء عمليات الإجهاض الانتقائية الرامية إلى التخلص منهن ومن جنينهن.

ولا يمر عام إلا وتتعرض الآلاف من النسوة للاغتصاب على أيدي الأقرباء أو الأصدقاء أو الغرباء أو أرباب العمل أو الزملاء في العمل أو جنود وأفراد الجماعات الإرهابية المسلحة! وتحت مسميات أخرى كــ”ملك اليمين” و”نكاح الجهاد” وغيرها.

أما العنف العائلي فقد صار هو الآخر بلاءً مستوطنًا في جميع أنحاء العالم والأغلبية الساحقة من ضحاياه هم من النساء والفتيات، وكثيرًا ما يربط بعض الناس العنف ضد المرأة بالدين الإسلامي إلا أنه كالإرهاب لا دين له فهو غير مرتبط بدين ولا بلد، ففي الولايات المتحدة -مثلاً- تشكّل النساء نحو أكثر من 80% من ضحايا العنف المنزلي، وضحايا الاغتصاب والإجهاض ليست ببعيدة عن مثل هذه البلدان.

أرقام مفزعة وأسباب مختلفة:استفحال ظاهرة العنف بتونس..ونواقيس الخطر تدَّق:

ظاهرة العنف استفحلت في تونس حتى أصبحت هاجسا يؤرق جزءا من التونسيين الذين فقدوا الإحساس بالأمان.كما أصبح العنف عقيدة الجزء الآخر من الشعب وآليته الوحيدة للتعبير،حتى أن الامر تطور وبلغ حد تصدير العنف إلى ساحات قتال خارجية

اللافت في ظاهرة العنف في تونس أنها امتدت على نسبة عالية من فئة الشباب،حتى أن العنف أصبح السمة الطاغية على هذه الفئة.وهو ما جعل الخبراء يدقون ناقوس الخطر إيذانا بضرورة التحرك لتطويق هذه الظاهرة والبحث في اسباب تشكّلها وآليات تفكيكها.

بعض الارقام والاحصائيات المتعلقة بهذه الظاهرة تؤكد أن نسبة قضايا العنف في تونس بلغت 25 بالمائة من مجموع القضايا في الفترة الممتدة من 2011 إلى 2017. حيث كشفت دراسة أنجزها المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية حول “العنف الحضري بتونس”،أن المجموع العام لقضايا العنف في تونس تجاوز في الفترة الممتدة من 2011 إلى 2017 أكثر من 600 ألف قضية مسجلة، أي بمعدل 25% من العدد الجملي للقضايا.وهو ما يعكس ارتفاع مؤشر العنف بالبلاد.

الباحث في علم الاجتماع ممدوح عزالدين يؤكّد ان منسوب العنف في تونس في استقرار ولم يصل بعد الى مستويات يمكن القول بأنها «مرضيّة « وتهدّد المجتمع. واكّد أن الأرقام المتعلقة بالعنف لم تتغير بشكل كبير مقارنة بسنوات ما قبل 2011. وأضاف ممدوح عزالدين ان تسليط الضوء على ظاهرة جزئية او عابرة عبر وسائل الإعلام يجعلها تبدو في شكل ضخم. وشدّد على وجود تغيّر في نوعيّة الجريمة بعد 2011، مشيرا الى أن محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في فضاء عام تعبيرا عن احتجاجه ومحاولة لرد اعتباره كان صورة تم استنساخها في ما بعد عديد المرات بأشكال مختلفة .

واضاف ممدوح عز الدين أن ما يُلاحظ هو وجود جرائم مجانية في الفضاء العام فيها الكثير من «المشهديّة « وهي جرائم مجانية بلا تاريخ او أسباب واضحة وتحمل الكثير من “السّادية”والتوحّش كما اعتبر ان ما أصبح يُميّز الجريمة هو تداخل المرجعيات فهناك جرائم لها مرجعية تقليدية مثل “جرائم العروشية “وهناك جرائم حداثية مثل قتل الاخ لأخيه وقتل الزوجة لزوجها والزوج لزوجته ..حيث تحوّلت العائلة من إطار يحمي الفرد من الجريمة إلى مصدر للجريمة .

واعتبر المختص في علم الاجتماع محمد الجويلي في تصريح اعلامي أن العنف جزء من التركيبة البشرية.واشار الى ان ظاهرة العنف في تونس تفاقمت خلال السنوات القليلة الماضية ملاحظا أن العنف كان موجودا قبل الثورة ولكن الدولة كانت قادرة على إخفاء جزء منه لتكون بذلك هي الأكثر احتكارا لهذه الظاهرة.واضاف أنه كلما تفاقمت ظاهرة العنف في مجتمع معين فإن ذلك يعكس ضعف الدولة.

من جهته،قال وزير الشؤون الدينية الأسبق،أحمد عظّوم، "إن للخطاب الديني التوعوي دورا كبيرا في التصدّي لكل أشكال العنف الذي قد يُسلّط على المرأة”.ولاحظ أحمد عظوم خلال ندوة إقليمية عقدت بجهة ببنزرت حول “حماية المرأة من العنف في المنظومة القيمية والقانونية” أن تونس لها جذور ضاربة في القدم في رفض هذه الظواهر المجتمعية”.

وأضاف أن مسؤولية مناهضة العنف ضد المرأة مسؤولية جماعية لوزارة الشؤون الدينية دور فيها،بالتعاون مع بقية أجهزة الدولة والمكونات المجتمعية.

وإذن؟

أن مسألة العنف المسلط على النساء إذا،ظاهرة خطيرة وتتطلب النظر فيها بأكثر جدية،وأغلب ضحاياه يكشفن عن العنف المادي وقد لا يتحدثن عن بقية أصناف العنف،ذلك أن العنف بمعناه الشامل والذي يشمل العنف والتحرش الجنسي والعنف الاقتصادي والسياسي لا يزال التبليغ عنه ضعيفا،ومن هنا لم نصل بعد إلى درجة الوعي للمعالجة والإحاطة بالنساء المعنفات والمتابعة النفسية لهن ولأطفالهن.

على سبيل الخاتمة:

ان تحديد العنف لا يزال طبق التعريف القديم الكلاسيكي،وهو ما تعكسه الأرقام الحالية،فقانون مناهضة العنف ضد النساء،جاء ليكون أشمل ولحماية النساء والأسرة إلا أننا بعيدون عن الأهداف التي وضع من أجلها،ذلك أن الأرقام تكشف حقيقة مفزعة،وهو ما يستدعي معالجة ظاهرة العنف والإحاطة بالنساء أكثر،ومحاولات إيواء الضحايا وتوفير المعالجة النفسية لهن لأن هذا هو المطلوب،خاصة وأن ظاهرة العنف تؤثر على التنمية وتمس الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان،وبات بالتالي من الضروري تطبيق الدستور التونسي ووضع الآليات لحماية الحقوق الاقتصادية للنساء..


محمد المحسن


*تحيي تونس، يوم السبت،اليوم العالمي للمرأة تحت شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات"، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة،في دعوة لتعزيز جهود تحقيق المساواة في الحقوق والفرص.

ورغم أن تونس تُعد من بين الدول الرائدة في مجال حماية حقوق المرأة،بفضل الإصلاحات القانونية التي أُقرت منذ الاستقلال واستمرت في السنوات الأخيرة،فإن التحديات لا تزال قائمة،وفق ما أكدته رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية،راضية الجربي، التي شددت على أن "القوانين المتقدمة وحدها لا تكفي لتحقيق المساواة التامة وتقويض التمييز القائم على النظرة الذكورية".

وأوضحت الجربي،في حوار مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء،أن هناك تباينًا كبيرًا بين المنظومة القانونية والواقع الاجتماعي والاقتصادي،مما يستدعي نشر ثقافة الحقوق والمساواة لضمان توازن المجتمع...



على هامش الذكرى التاسعة لملحمة بن قردان البطولية. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش الذكرى التاسعة لملحمة بن قردان البطولية


ومضة خاطفة..في فضاء الحرية


أعود-اليوم- إلى مدينتي-بعد يومين أمضيتهما ببنقردان معقل الأبطال والثوريين الأحرار..تحت نباح الرشاشات وعويل المدافع..

أعود..وكأني"كريستوف كولومب الحياة الداخلية" يستكشف تونسه الحميمة،أعني بن قردان الصامدة..

وما الشعر إن لم يكن تسمية..إن لم يكن ملامسة المكان باللغة..

هذا،وأعترف أنني هناك-ببن قردان-رأيت الوجعَ ربانيا،ورأيت الفعلَ رسوليا.

وأعترف أيضا بأنّ ما رأيته في بيوت العزاء وفي المستشفيات والشوارع،ليس شهادة واستشهادا فحسب،بل هو حدث عبور للحدود الفاصلة بين السماويّ والأرضي،بين ما هو بشري وما هو ألوهي.

ثمة فسحة من أمل في دياجير هذا الليل العربي.

خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان ومن حقنا أن نواصلَ الحلم.

ولتحيا الحياة..ولتحيا تونس..


محمد المحسن


*ورقة من كتاب:يوميات مراسل حربي للكاتب



في حضرة الرسول بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 في حضرة الرسول


في حضرة الرسول 

عليه صلاتنا على طول

دون كل و أفول

أنسى ما نويت أن أقول

و أتخيل المثول

بين يديه وقتا يطول


في حضرة الرسول

عليه و على كل صحابي غيور

سلامي كما أمر الشكور

طمعا في الشفاعة والقبول

مع كل أذان إلى يوم النشور 

يحلو لي التسبيح و لو دهور

و حمد ربنا الودود الغفور


في حضرته  يحلو المديح

و تتزاحم الأفكار على قلمي الفصيح

و أرى نفسي كريشة في مهب ريح

و أتمنى لو أرى وجهه المليح

و أستمتع بجلسات دينه الصريح

و مبادئ شرعنا المريح


ليس لي في مدح الرسول ارتواء

يا من يتمنى الجميع معه اللقاء

يا من كرمته الأرض و السماء

 ليلة المعراج و الإسراء

التي ارتقى فيها أيما ارتقاء

وتجاوز السماوات في الفضاء

حتى سدرة المنتهى

فشهد تكريمه في العلياء

و أشرف على الجنة الخالدة

حيث مقامه المرموق الأعلى


يا من تنافس في مدحه البلغاء 

من أدباء و شعراء

و روى سنته الدعاة الاتقياء

و شهد بفضله الحكماء

و استنار بفضله من في الظلماء

من عبيد و ضعفاء

و طاب  له الشكر و الثناء

على الشفاعة الكبرى


جعلنا الله من شفعاء سيد الأنبياء 

و خير الشفعاء

آمين يا واسع العطاء 


رفيقة بن زينب   ***  تونس الخضراء

حواء يا زهرة آذار. بقلم الشاعرة عائشة ساكري

 حواء يا زهرة آذار. 


لقد أتى عيدكِ يا إبنة حواءْ

وتفتح برعمكِ الثغري بنقاءْ

فأنتِ خلاصة من رحم الزهور 

وبكِ، تفوح كل الفصول بأجود العطور 

وإن علت سنوات العمر وجهكِ، 

تبقين أنتِ ربيع الحياة الضاحكِ، 


لأجلكِ تكتب الحكايات

وتنسج نوادر الأساطير 

وتغزل لكِ أجمل الكلمات

أشعارا خالدات....

مدونة حتى النهايات.


سلام بعيدكِ 

أيتها الشمس العربية 

التي بشعاع واحد،

تسربين الأمل من غيمة داكنة، 

يا شجرة خضراء يانعة 

بألوان الفصول الآسرة...


جذوركِ متفرعة

تحفر في الأرض مستقبل أجيال 

وحصادكِ من أرض الطيب

 سنابلٌ ثمارها  ناضجة

يا موسم قطاف الزهور 

يا ضحكة الندى في ثغر غيمتها.

 

كالصبح الباسمِ أنتِ، 

تعانقين الكون والأقدار

تبثين البشرى في الوجوه العابسة 

فأنتِ الشروق والغروب وهمسة الأنوارِ

 

الشاعرة عائشة ساكري تونس 🇹🇳

بقلمي✍️. 8 مارس 2025



نفحات إيمانية..تعبق بعطر رمضان بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (نفحات إيمانية..تعبق بعطر رمضان )


أليس رمضان مدرسة تربوية وأخلاقية عظيمة..ينبغي للمسلم أن يتعلم منها،وأن يتربى على فضائلها..؟!


-(يَا أَيُها الَّذِينَ آمَنوا كتب عَلَيكم الصِيام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِين مِن قبلِكم لعلَكم تتَقونَ). سورة البقرة: 183. 

 


كنا أشرنا في مقالات سابقة إلى قيمة مكارم الأخلاق دينيا ودنيويا واعتبرناها صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين،بها تنال الدرجات،وترفع المقامات،وقد خص الله جل وعلا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب،فقال الله تعالى: (وَإِنَّك لعَلى خُلُقٍ عظِيم) وحسن الخلق يوجب التحاب والتآلف وسوء الخلق يثمر التباغض والتحاسد والتدابر،وقد حث النبي عليه الصلاة والسلام على حسن الخلق،والتمسك به،وجمع بين التقوى وحسن الخلق،فقال (أكثر ما يدخل الناس الجنة،تقوى الله،وحسن الخلق).(رواه الترمذي)

ويتجلى حسن الخلق في طلاقة الوجه،وبذل المعروف،وكف الأذى عن الناس،هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن،ومدارة للغضب،واحتمال الأذى.

إن الصوم عامل أساسي من عوامل تأصيل الأخلاق وتعميقها وبنائها على أساس متين من الداخل لأن جمال الظاهر لا يغني إذا لم يكن الداخل محكماً ومنيعاً ولهذا أخلاق الصائمين تأخذ صفة الثبات والاستمرار والنمو المتزايد لأنها مصونة من الداخل والخارج.

في هذا السياق نؤكد على أن  الصيام على وجهه الصحيح ليس مجرد الامتناع عن المفطرات الحسية،بل لا بد فيه أيضا من الكف عن الغيبة والنميمة،وشهادة الزور،وأكل المال الحرام والظلم والعدوان وإيذاء الناس،وسائر رذائل الأخلاق،فمن لم يكف عن هذه القبائح فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.

على هذا الأساس،يعتبر شهر رمضان فرصة ذهبية للمسلمين لتطهير أنفسهم والتقرب إلى الله،والتحلي بالأخلاق الحميدة والعمل الصالح،وتعزيز روح التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع، صفة ووسيلة وفرصة لا تتكرر في السنة إلا مرة واحدة يغتنمها من يغتنمها ويخسرها الغافلون،وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.

ورمضان-في تقديري-مدرسة تربوية وأخلاقية عظيمة ينبغي للمسلم أن يتعلم منها،وأن يتربى على فضائلها،حتى تكون هذه الأخلاق سمة أصيلة في شخصيته،وصفة راسخة في سلوكه، يعيش بها في المجتمع،ويتعامل بها مع من حوله،ويتعبد الله ويتقرب إليه بالاتصاف بها،والتخلق بها في حياته.

ولا شكّ أن كلّ عبادة من العبادات التي فرضها الله تعالى على الإنسان لها حكمة بالغة في إصلاح أمور دينه ودنياه،فمن أجل آثار العبادات تزكية نفس الإنسان وتهذيبها والترقي بها نحو محاسن الأخلاق ومكارمها بحيث يصير المسلم المقيم لفرائض الله تعالى من أحسن الناس أخلاقاً وأنبلهم سلوكاً وأكرمهم شيماً، وهذه الغاية نلمسها في كل شعيرة من شعائر الإسلام، وكل ركن من أركانه، لينتج بذلك التوافق في الإسلام علاقة إيجابية بين الدين والدنيا، والروح والجسد،والدنيا والآخرة،والفرد والمجتمع.

وتتجلى عظمة الصيام لله سبحانه وتعالى،من خلال آثاره على نفس الصائم وروحه،وسلوكه في المجتمع،ومن خلال الغاية التي أخبرنا الله تعالى عنها في كتابه الحكيم،وهي قوله سبحانه (لعلكم تتقون)،والتقوى هي كلمة جامعة لكل معاني الخير التي تمنع صاحبها من الوقوع في الزلل وارتكاب المنكرات،وذلك لأنّ التقوى هي التي تضبط سلوك المسلم،وتنمي القيم الحسنة في حياته، وتجنبه قول الزور والعمل به.

ومن القيم التي يغرسها الصيام في نفس المسلم قيمة الصبر بأنواعه وهي الصبر على الطاعة،والصبر عن المعصية،والصبر على البلاء،والصبر على إيذاء الآخرين،والمسلم يصبر ابتغاء الأجر من الله عز وجل..

ختاما أذكرك،عزيزي القارىء بأن والصيام في شهر رمضان لا يقتصر على حرمان النفس من الطعام والشهوات المادية بل لا بد للمؤمن أن يجعل من صيامه ساتراً له عن شهوات الدنيا مانعاً له من حظ الشيطان من النفس الأمارة بالسوء حتى يرتقي بها إلى الدرجات السامية التي تبعده عن الوقوع في الزلل،وأن يرافق مع كف جوارحه،كف نفسه أيضاً عن التطلع إلى محارم الله تعالى وكبح لجامها-كما أسلفت-عن الموبقات كالحسد والكبر والرياء والغيبة والنميمة،مع مجاهدتها في التقرب إلى الله تعالى بالنوافل والطاعات وقراءة القرآن.

وعناية المسلمين بشهر رمضان لا ينبغي أن تقتصر على أداء العبادات وقراءة القرآن،وينبغي أن يصاحب ذلك غرس القيم السامية التي تزكي النفس،وتنفع الناس،وتخدم المجتمع،وترتقي بالأمة،وحري بكل فرد وكل أسرة أن يضعا برنامجًا لتعزيز القيم الإسلامية في النفوس حتى نسعد في الدنيا ونفوز في الآخرة وننال رضا الله عز وجل.

اللهم لك أسلمنا،وبك آمَنَّا،وعليك توكلنا،وبك خاصمنا،وإليك حاكمنا، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخَّرْنا،إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه،إنه هو الغفور الرحيم.


إعداد محمد المحسن



عناق الموج بقلم الشاعرة منجية الحاجي

 عناق الموج

أعاتبك في ركن قصيٍّ

كي لا يفتح الرّيح ذراعيه

ويهزّ أشرعة القصيد

فيربكنا موج العناق

وأنا..

 مفعمة ب ..اللّا شيء

.أقطف جراحي من أكتاف

الشّمس

كمن يحضن مدينة من عنب

تقف على حافة اللّهفة

تراقص رجفة الر ّوح

 كما حبّات الصّمت

يسوقها بوحٌ مستبدٌّ


أكتنز الحصى في مطمورة

 روما

 تربك دواليب ذاكرتي

فيرتدّ اليّ طرفي

وانحني خجلا 

لأتحسّسَ ما تبقى من 

ولائم الدفء

بقلب نورانيٍّ مفعم فرحا

 كحقل حنطة تحت المطر

وأنا ..

أحبس أنفاس الهوى

كي تتشرّد كؤوس حروفي

كتسبيحة  النبي ابراهيم

تعتّقها أكفّ المتيمين

 بخمر الجمال

وأتشظّى أنا.


منجية الحاجي



من وحي رمضان بقلم الشاعر المنصوري عبد اللطيف

 *****من وحي رمضان *****

رمضان

  حرف الراء

رحمة الله

 بالخلْق

 في شهر رمضان

 تيسر أداء العبادات

 تفتح أبواب

الجنان

 تغلق أبواب

 النيران

 تصفد المردة

و الشياطين

 يفتح باب

 التوبة للعباد

 نضاعف فيه

 أُجور العباد

حرف الميم

رمضان

موعظة للقلوب

الغافلة

شعر  إحياء للقلب

 وكبح لجموح

النفس،

 وإسرافها،

 وبعدهاووغفلتها

عن ربها

حرف الضاد

رمضان

ضيف الرحمان

 رمضان ضيف

عزيز

 ووافد كريم

 نفرح بقدومه

 ويسرنامجيئه

 شهر رمضان

 أكرم ضيف

 وأنبله

وأزكاه

حرف الألف

رمضان

 رمضان  شهر ألفة

واحسان بآلام الآخرين

 وموسم تناسي

 الأحقاد

 ولم الصفوف

 وتوحيد الكلمة

 شهر الفضائل

 والبركات

 شهر التجارة

الرابحة والعفو

رمضان

حرف النون

رمضان

نعمة من أعظم

النعم

 نعمة لا يستشعرها

إلا العابدون

 ولا يشم عبقها

 إلا الزاهدون

 ولا يعايش أجواءها

 إلا التائبون

 الأوابون

الشاكرون

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 7/3/2025

المغرب



مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {40}مُعَلَّقَةُ جَمْرَةِ الْحُبْ لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {40}مُعَلَّقَةُ جَمْرَةِ الْحُبْ لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه و قصيدة حوار مع منافق لجابر قميحة على أنغام بحر الخفيف التام الصحيح العروض والضرب

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

{1} مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {40}مُعَلَّقَةُ جَمْرَةِ الْحُبْ

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مُهْدَاةٌ إِلَى الشاعر المصري أ د جابر قميحة وصَدِيقَتِي الراقية اَلشَّاعِرَةُ السورية القديرة شَذَا الْأُقْحُوَانِ الْمُعَلِّمْ تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى .

1- عِشْتُ فِي الْحُبِّ كَالْمَلَاكِ الطَّلِيقِ=أَرْقُبُ الْوَصْلَ فِي ثَنَايَا الشُّرُوقِ

2- طَيِّبَ النَّفْسِ أَسْتَحِبُّ رِضَاهَا=وَرِضَا اللَّهِ فَوْقَ كُلِّ الْعُرُوقِ

3- كَيْفَ أَصْبَحْتِ يَا مَلِيكَةَ قَلْبِي؟!!!=جَمْرَةُ الْحُبِّ عَلَّقَتْ فِي حُلُوقِي

4- لَا أَطِيقُ الْبُعَادَ عَنْكِ حَيَاتِي=وَجَمِيلُ الْوِصَالِ يُفْرِحُ رِيقِي

5- أَنْتِ لِي قِصَّتِي وَمَنْبَعَ حُبِّي=فَوْقَ تَغْرِيدَةِ الْجَمَالِ الْحَقِيقِي

6- فَعَلَى الْوَعْدِ يَسْتَلِذُّ هَوَانَا=قُبْلَةَ الْحُبِّ بِالشُّعُورِ الْأَنِيقِ

7- وَعَلَى النُّورِ نَسْتَفِيقُ بِحِضْنٍ=طَعْمُهُ الشَّهْدُ فِي ذُرَى التَحْلِيقِ

8- تُهْمَةُ الْحُبِّ لَمْ تُهَيِّجْ حُرُوقِي=إِنَّمَا زَوَّدَتْ بَرِيقَ الْعَشِيقِ

9- تَهَمُونِي بِحُبِّ لَيْلَى وَحُبِّي=أَكْبَرُ الذَّنْبِ فِي مُحِيطِ الْخُرُوقِ

10- حُبُّهَا الشَّمْسُ والْبُدُورُ بِقَلْبِي=وَنُجُومٌ تُضِيءُ قَلْبَ الطَّرِيقِ

11- يُقْسِمُ الْقَلْبُ أَنَّ حُبَّكِ فَرْضٌ=يُخْرِجُ النَّفْسَ مِنْ هُمُومٍ وَضِيقِ

12- بَحْرُكِ الْفَذُّ قَدْ أَنَارَ فُؤَادِي=وَرَكِبْتُ الْأُسْطُولَ بِالتَّوْفِيقِ

13- أَعْبُرُ الْبِحْرَ فِي اصْطِخَابِ وَمَوْجٍ=كَرَحِيقٍ مِنْ أُمَّةِ الْإِغْرِيقِ

14- يَا مَلَاكَ الْأَيَّامِ بَيْنَ جِنَانٍ=تُشْعِلُ الصَّبَّ فِي مَجَالِ الْحَرِيقِ

15- غَدْرُ أَحْبَابِنَا بِشَرِّ شُقُوقِ=يَجْرَحُ الْقَلْبَ فِي ضُحَى التَّزْوِيقِ

16- لَعْنَةُ الْغَدْرِ قَدْ كَوَتْنَا بِنَارٍ=وَلَلَيْلُ الْخُسْرَانِ كَالزِّنْدِيقِ

17- لَمْ تَبُحْ فِي سَوَادٍ حُزْنٍ مَرِيرٍ=لِحَبِيبٍ وَلَمْ تَبُحْ لِلصَّدِيقِ

18- لَعْنَةُ الْبَوْحِ فِي مَزَادٍ كَرِيهٍ=تَكْشِفُ السِّرَّ فِي امْتِحَانٍ خَنُوقِ

19- اِحْفَظِ السِّرَّ فِي الْفُؤَادِ وَسَلِّمْ=كُلَّ أَمْرٍ لِلرَّازِقِ الْمَرْمُوقِ

20- وَتَعَلَّمْ كَتْمَ الضَّمِيرِ وَحَوِّطْ =مِنْ عَدُوٍّ مُرَذَلٍ وَصَفِيقِ

21- بَلْ وَصُنْهُ مِنْ غَدْرِ كُلِّ صَدِيقٍ=بِلِسَانٍ مُسْتَهْتِرٍ وَفَسُوقِ

22- فَإِلَامَ الْإِبْدَاعُ فَوْقَ قُمَيْرٍ=وَاثِقِ الْخَطْوِ كَالْمَلَاكِ الشَّفُوقِ؟!!!

23- قَدْ أَتَانِي كَالْبَدْرِ يَرْفُلُ تِيهاً=فِي ثِيَابٍ تَزَيَّنَتْ لِلْمَشُوقِ

24- اِتْبَعِينِي يَا فَرْحَ عُمْرِي وَحُبِّي=تَاقَ قَلْبِي إِلَى شَهِيِّ الْحُقُوقِ

25- شَفَتَا مَلْكَةِ الْجَمَالِ تَجَلَّتْ=يَا لَثَغْرِي الْمُكَبَّلِ الْمَمْزُوقِ

26- يَشْتَهِي رَبَّةَ الْجَمَالِ بِصَبْرٍ=وَيَرُومُ الْحُرُوفَ بِالتَوْثِيقِ

27- مَنْ لِقَلْبِي بِفِيكِ يَرْوِي غَلِيلِي=وَبِعَيْنَيْكِ فِي ذُرَى التَّنْسِيقٍ

28- وَبِأَنْفٍ قَدْ فَاقَ كُلَّ جَمَالٍ=وَبِذَقْنٍ تَحْوِي جَمَالَ الْبُرُوقِ

29- اِتْبَعِينِي إِنِّي أَطَلْتُ انْتِظَارِي=أَشْتَرِي الْبَدْرَ مِنْ أَيَادٍ وَسُوقِ

30- أَشْتَرِي حُبَّكِ الْكَبِيرَ لِقَلْبِي=وَلِرُوحِي فِي سِحْرِهِ الْمَعْشُوقٍ

31- وَأُنَاجِيكِ يَا حُشَاشَةَ رُوحِي=مِنْ فُؤَادٍ مُتَيَّمٍ وَخَفُوقِ

32- أَرْسِمُ الْجَمْرَ فِي دِمَاءِ وَرِيدِي=وَبِأَقْلَامِ مَارِدٍ مَخْنُوقِ

33- بِلِسَانٍ مُهَذَّبٍ عَبْقَرِيٍّ=آثَرَ الْوَرْدَ فِي الْإِنَاءِ الْعَلِيقِ

34- وَلَهِيبٍ مَا أَطْفَأُوهُ بِمَاءٍ=فِي إِنَاءٍ مُنَمَّقٍ وَرَقِيقِ

35- إِنَّمَا الْمَاءُ مِنْ تَرَائِبِ قَلْبِي=يَسْكُبُ الْحُلْمَ فِي سَنَا الْمَغْرُوقِ

36- لَا تَلُومِي قَلْبِي الْمُتَيَّمَ حُبًّا=وأَغِيثِيهِ يَا ضِيَاءَ الْعَقِيقِ

37- إِنَّ قَلْبِي قَدْ بَايَعَ الْحُبَّ صَبًّا=عَبْقَرِيًّا عَلَى عُرُوشِ الْوَفِيقِ

38- عَانِقِينِي فِي الِاصْطِبَاحِ يَتِيماً=مِنْ فُؤَادٍ مُوَلَّهٍ مِنْطِيقِ

39- دَلِّلِينِي عَلَى رُبُوعِكِ شَدْواً=وَانْقُلِينِي فِي بَحْرِ مُوزَمْبِيقِ

40- أَبْدِعِي رَسْمَ خَارِطَاتِ اللَّيَالِي=بَعْدَ شَدْوِي فِي تَهْتَهَاتِ الْوَسِيقِ

41- وَازْرَعِينِي فِي حَقْلِ حُبِّكِ نَوْماً=يُوقِظُ الْعُمْرَ فِي الْعُبُورِ السَّحِيقِ

42- أَنْشِدِينِي بِالْحُبِّ قِطْعَةَ شِعْرٍ=فِي سُطُورٍ لِحُلْمِنَا الْمَدْفُوقِ

43- بَاتَ قَلْبِي يَئِنُّ بَعْدَ اصْطِبَارِي=يَا لَقَلْبِي فِي لَيْلِهِ الْمَشْنُوقِ!!!

44- وَالْعَذَارَى يَفْتَحْنَ بَاباً فَبَاباً= يَا لَقَلْبِي فِي بَابِهِ الْمَغْلُوقِ!!!

45- يَا رِمَاحَ الْعَذَابِ دَمَّرْنَ قَلْبِي=بَيْنَ هَمٍّ فِي لَحْظَةِ التَّفْرِيقِ

46- كُنْتِ قَلْبِي وَكُنْتِ حَظِّي وَبَخْتِي=فِي الْمُلِمَّاتِ نَغْتَدِي كَالْفَرِيقِ

47- أَقْبِلِي كَالنَّسِيمِ يَمْحُو مَرَاراً=فَاتَ قَلْبِي يَنُوحُ مِثْلَ الْغَرِيقِ

48- أَنَا يَا وَرْدَةَ الرَّبِيعِ شَغُوفٌ=وَحَمَامِي فِي جَوِّهِ الْمَخْلُوقِ

49- سَبَّحَ اللَّهَ وَارْتَجَاكِ لِقَلْبِي=يَا لَتَسْبِيحَةِ الْحَمَامِ الْخَلِيقِ!!!

50- مُنْذُ فَجْرِ التَّارِيخِ أَقْرَأُ غَيْباً=يَضَعُ الْحُبَّ فِي حَكَايَا الْعُقُوقِ

51- وَمُحَالُ الْأَفْكَارِ سَطَّرَ سِفْراً=يَصِفُ الْحُبَّ تَاهَ كَالْبَرْقُوقِ

52- شُرْفَةُ الفَجْرِ عَلَّمَتْنِي أُمُوراً=تَعْبُرُ الْوَصْلَ فِي الضِّيَا الْمَرْتُوقِ

53- وَاقْتِراباً مِنْ كُلِّ أَبْيَضَ يَسْمُو=فِي احْتِفَالٍ يَتِيهُ بَالْمَشْقُوقِ

54- رَبَّةَ الْحُبِّ تَوِّجِينِي بِوَصْلٍ=عَبْقَرِيٍّ يَخْتَالُ بِالْمَسْلُوقِ

55- إِنَّ لِي حُجَّةً تَرُدُّ اعْتِبَارِي=وَتُعِيدُ الْآمَالَ بَعْدَ النُّفُوقِ

56- فَازْرَعِينِي فِي سَاحِ قَلْبِكِ وَرْداً=يَبْعَثُ الطِّيبَ مِنْ حُقُولِ الْوُثُوقِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه المعلقة من بحر الخفيف التام

أول الخفيف

العروض تام صحيح والضرب تام صحيح

ووزنه :

فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلاَتُنْ = فَاعِلاَتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلاَتُنْ

مثل :

عِشْتُ فِي الْحُبِّ كَالْمَلَاكِ الطَّلِيقِ=أَرْقُبُ الْوَصْلَ فِي ثَنَايَا الشُّرُوقِ

طَيِّبَ النَّفْسِ أَسْتَحِبُّ رِضَاهَا=وَرِضَا اللَّهِ فَوْقَ كُلِّ الْعُرُوقِ

كَيْفَ أَصْبَحْتِ يَا مَلِيكَةَ قَلْبِي؟!!!=جَمْرَةُ الْحُبِّ عَلَّقَتْ فِي حُلُوقِي

لَا أَطِيقُ الْبُعَادَ عَنْكِ حَيَاتِي=وَجَمِيلُ الْوِصَالِ يُفْرِحُ رِيقِي

أَنْتِ لِي قِصَّتِي وَمَنْبَعَ حُبِّي=فَوْقَ تَغْرِيدَةِ الْجَمَالِ الْحَقِيقِي

فَعَلَى الْوَعْدِ يَسْتَلِذُّ هَوَانَا=قُبْلَةَ الْحُبِّ بِالشُّعُورِ الْأَنِيقِ

وَعَلَى النُّورِ نَسْتَفِيقُ بِحِضْنٍ=طَعْمُهُ الشَّهْدُ فِي ذُرَى التَحْلِيقِ

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com

{2}حوار مع منافق الشاعر جابر قميحة

1- لستُ أنساه ... صاحبي وصديقي=فلقد كان في مقامِ شقيقي

2- ثم هانت عليه نفس تمادت=فرأى في النفاق خيرَ طريق

3- ومشى زاهيًا بوجه ذليلٍ=مثقلَ السمْتِ بالهوان الطليق

4- قلتُ "بُـؤْساك" قال "عفوًا فإني=أشتهي العيش صافيًا ذا بريق

5- متعٌ كلها الحياةُ، فدعْني=لمتاعٍ ميسرٍ معشوق

6- ولماذا أعيش في الفقر عمري=وأُقضِِّي الحياةَ في شر ضيق؟

7- أم تريدون أن أكونَ من الإخـ=وانِ أحيا في مصرَ كالمخنوق

8- لا تقل لي "كرامة"؛ فالكراما=تُ هُراء، ما أنقذت من غريق

9- ما روتْ ظامئًا، ولم تمْحُ جوعًا=أو تخففْ عن بائس مسحوق

10- وغدًا تسمَعَنَّ عني فإني=سوف أغدو ذا منصِبٍ مرموق

11- قلت: يا ضيعةَ الرجالِ إذا عا=شوا بعِرضٍ مُقَيَّحٍ ممْزوق

12- لا تقل "مسلمٌ"؛ فمن باع طوعًا=دينَه في هَوَى السقوطِ السحيق

13- لاعقًا نعلَ حاكم مستبدٍّ=رغبةً... رهبةً.. بلا تفريق

14- زاحفًا آثمًا بغيرِ ضميرٍ=لم يكن غيرَ مارقٍ زِنديق

15- عزَّ من عاش في الحياة كريمًا=وهواه الأبِيُّ في التحليق

16- وحد اللهَ، لم تعدْ بصديقي=فطريقُ النفاقِ ليس طريقي

17- والمنايا ولا الدنايا نشيدي=وصلاتي في مغربي وشروقي

18- والمعاني الكبارُ والعزة القعـ=ساءُ أمي ومهجتي وشقيقي

19- والزلال القَراحُ لو شِيبَ بالضيْـ=ـم لحرَّمْـتُه يبللُ ريقي

20- وحروقي ـ إن كان بلسمُها الذلَّ="فزيدي تقرُّحًا يا حروقي"

21- ودمي لو يهادنُ الظلمَ يومًا=برِئتْ منه ذمتي وعروقي

22- وحد اللهَ، إن طعمَ الرزايا=في مذاقِ الأُباةِ طعمُ الرحيق

23- وإذا الموت هلَّ بالعز أضْحَى=في عيونِ الإخوان نورَ الشروق

24- إنهَا عزةُ الإلهِ حباها=لنبي الهدى الأبيِّ الصدُوق

25- فعززنا بها كرامًا أباةً=عزةَ المسلمِ الأصيلِ العريق

26- ثم فاضت منارةُ الحق بالنـ=ـور وعزمِ الخليفةِ الصدِّيق

27- وانطوتْ رايةُ العبودةِ تنعِى=كلَّ باغٍ في هواه غريق

28- يوم دُك الإيوانُ إيوانُ كسرى=بجيوش الإيمان والفاروق

29- واسألَنْ خالدًا وسعدًا وعَمْرًا=هازِمِي الفرسِ قاهرِي الإغريق

30- وعلى دربهم مشينا حشودًا=بخطَى ثابتٍ وعزمٍ وثيق

31- تحت رايات أحمدٍ وهداهُ=وسنا المسجد الحرام العتيق

32- وشعارِ السيفين بينهما القر=آنُ نورٌ للنصر والتوفيق

33- وحد الله إن ديني متين=وشموخُ الأباةِ مالي وسوقي

34- بينما غاية الخسيس الدنايا=من طعامٍ ومنصبٍ وعقيق

35- فاعذُرَنِّي فسوف أبقى بريئًا=من فصيل التزوير والتزويق

36- واعذرني فلن أكون شريكًا=في فريق الكئوس والإبريق

37- مغرِقًا في النفاق من أجلِ أن أحـ=يا حياةَ التطبيلِ والتلفيق

38- بين كأسٍ دوَّارةٍ في انتشاءٍ=وصَبوحٍ ملعونةٍ وغَبوق

39- فَاطْلِقن البخورَ للوثنِ الموْ=كوسِ في قصره المَشِيد الأنيق

40- واسجدنَّ الغداةَ نذلا ذليلاً=في زفيرٍ مسبِّحٍ وشهيق

41- ولْتَدَعْنا نعيشُ قرآنَ حقٍّ=يملأ النفسَ بالضياءِ الدَّفوق

42- فبِهِ الحكمُ والعدالةُ أصلٌ=والمساواةُ في اقتضاءِ الحقوق

43- والجهادُ المريرُ أمضَى سبيلٍ=للمعالي وللسلامِ الحقيقي

44- في كيان موحَّدٍ مُتـنامٍ=كبناءٍ علا بغيرِ شُقوق

45- بينما الموتُ في سبيل إلهي=هو أُمنـيَّة التقيِّ المَشُوق

46- وحياةُ الشموخِ فرضٌ أكيدٌ=وانحناءُ الجباهِ شرُّ فُسوق

47- إنها شرعةُ الإله ارتضاها=لصلاح العبادِ والتوفيق

48- إن تقلْ: حسْبنا قوانينُ صِيغتْ=وبها كلُّ نافعٍ ودقيق

49- قلت: شتانَ بين شدْوٍ رقيق=ونعيبٍ مذُمَّمٍ ونَهيق

50- أو ظلالٍ معطَّراتِ الحواشي=وحَرورٍ مُلَـهَّبٍ كالحريق

51- أنت يا من غدوتَ في العين أقذا=ءً وعارًا وغُصَّةً في الحلوق

52- وحد الله واتركنَّ طريقي=فمن اليومِ لم تعد بصديقي

53- هاكَ عهدي وموثقي ويقيني=هاتفًا بالتُّـقَى وطُهرٍ صدوق

54- " لستُ من أحمدٍ إذا هنتُ يومًا=لا ولستُ بدينه بخليق

55- فالذي ينحني لغير إلهي=ليس بالمسلم الأصيل الحقيقي"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نبذة حول الشاعر: جابر قميحة

الدكتور جابر المتولي قميحة (مصر).

ولد عام 1934 في مدينة المنزلة - محافظة الدقهلية.

حصل على ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة 1957, وماجستير في الأدب من جامعة الكويت 1974, ودكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة القاهرة 1979, كما حصل على ليسانس في القانون من كلية الحقوق جامعة القاهرة 1965, ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية 1967.

عمل مدرساً وموجهاً للغة العربية, ثم مدرساً للأدب العربي الحديث بكلية الألسن بجامعة عين شمس, ثم أستاذاً مساعداً. ويعمل حاليّاً أستاذاً مشاركاً بجامعة الملك فهد بالظهران.

دواوينه الشعرية : لجهاد الأفغان أغني 1992 - الزحف المدنس 1992.

مؤلفاته : له في الأدب والنقد: منهج العقاد في التراجم الأدبية - أدب الخلفاء الراشدين - التقليدية والدرامية في مقامات الحريري - أدب الرسائل في صدر الإسلام - الشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود - التراث الإنساني في شعر أمل دنقل - صوت الإسلام في شعر حافظ إبراهيم - الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجناية التطرف, إلى جانب عدد من المؤلفات الإسلامية.

عنوانه : جامعة الملك فهد للبترول والمعادن - الظهران 31261 - ص.ب 1640 - المملكة العربية السعودية.

الأديب الداعية الدكتور جابر قميحة (رحمه الله)

بقلم/ المستشار عبد الله العقيل

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإيمان، وكرمنا بدين الإسلام، وجعلنا تبعًا لسيد الأنام، محمد (عليه الصلاة والسلام).

وبعد،

فإن الشبكة العنكبوتية (النت) تعتبر وسيلة دعوية ومنبرًا مهمًا للدعوة الإسلامية؛ لما تتميز به من سهولة الإعداد، والتنقل بين صفحاتها، وسرعة الانتشار زمنيًا وجغرافيًا؛ مما يتيح الفرصة لرجال الدعوة لتوسيع دائرة نشر دعوتهم وآرائهم إلى أوسع مدى ممكن بعيدًا عن العوائق والموانع.

كما تتيح الشبكة العنكبوتية للدعاة فرصة تبادل التجارب فيما بينهم، وتقارب الرؤى والاجتهادات بسهولة مهما اختلفت مواقعهم من دول وقارات العالم.

كل هذه المميزات دفعت رجال الدعوة إلى استغلالها الاستغلال الأمثل، فقاموا بإنشاء كثير من المواقع الإلكترونية التي تهدف إلى تبليغ دعوة الله إلى الناس كافة، وتبصير المسلمين بأمور دينهم وإرشادهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم.

كما هدف كثير من الدعاة من خلال إنشاء مواقع خاصة بهم إلى نقل خبراتهم الدعوية وتراثهم الدعوي إلى غيرهم؛ ليتم بذلك التوريث الدعوي بين الأجيال المتعاقبة، ولتكتمل الجهود، وتسير القافلة الدعوية عبر العصور منتهجة نهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومستنيرة بتجارب السلف الصالح والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

وقد حرص أبناء أخي المرحوم الدكتور جابر قميحة على الاستفادة من الشبكة العنكبوتية في الدعوة إلى الله، وحفظ تراث أبيهم الفكري والدعوي والأدبي، فعملوا على إنشاء هذا الموقع باسم الدكتور جابر قميحة (رحمه الله).

والأستاذ الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) غني عن التعريف، فهو الداعية المجاهد، والكاتب الناقد، والأديب الشاعر، وهو من أبرز الكتاب والأدباء الذين حملت كتاباتهم الدعوية وأعمالهم الأدبية هَمَّ الدعوة إلى الله، ودافعت عن الدعوة والدعاة، فقد أوقف قلمه لله تعالى، وسخَّر كلَّ إمكاناته ووقته لها؛ مجاهدًا بالكلمة، وخادمًا لقضايا الأمة ومدافعًا عن مقدساتها وحرماتها.

والأخ الدكتور جابر (رحمه الله) صاحب المواقف الثابتة والوفاء الصادق لرفقاء الدرب الذين عرفهم عبر مسيرة الحياة الطويلة، وكانوا نماذج للرجال الذين عز وجودهم في هذا الزمان.

ولقد عرفته عن قرب، فكان نعم الأخ الكريم في صدق لهجته، ووضوح موقفه، ومحبته لإخوانه في العقيدة حيثما كانوا، وأينما وُجدوا، فهم حاضرون في ذهنه ووجدانه مهما بعدت ديارهم، وشتَّ مزارهم.. يذكرهم بالخير، ويدعو لهم بظهر الغيب، ويترحَّم على من سبقوا إلى الدار الآخرة.

ولد الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) بمدينة المنزلة محافظة الدقهلية بمصر سنة 1934م، وقد عرف دعوة الإخوان المسلمين منذ كان طفلاً صغيرًا. فقد زار الإمام الشهيد حسن البنا المنزلة ـ مسقط رأس الدكتور جابر ـ وظل يخطب قرابة ثلاث ساعات، فجذب انتباه سكان المنزلة أطفالاً وشبابًا وشيبًا، فكانوا يستمعون إليه وكأن على رءوسهم الطير، ومن يومها والدكتور جابر واحد في صف دعوة الإخوان.

وفي سنة 1948م، عندما انطلق مجاهدو الإخوان يجاهدون في سبيل تخليص فلسطين من الصهاينة، كان عمره أربعة عشر عامًا، فحاول ـ في رجاء مستميت ـ أن يكون واحدًا ممن يشتركون في تحرير فلسطين، ولكن رئيس منطقة الإخوان رفض طلبه وإلحاحه، وقال له: يا جابر؛ أنت مازلت صغيرًا، كما أنك وحيد والدك.

فقال له الدكتور جابر: ولكن فضيلتكم ذكرت لنا أن الذي صرع أبا جهل ولدا عفراء الصحابية الجليلة، وكانا طفلين صغيرين. فاسمح لي أن أتطوع حتى لو قمت بتقديم الشاي للمجاهدين.

فقال له وهو يبتسم: اطمئن؛ فالمجاهدون لا يشربون الشاي.

ومن مواقف الأخ الدكتور الرائعة أنه عندما حصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية “التوجيهية”، كان من شدة حبه للإمام الشهيد حريصًا على أن يلتحق بكلية دار العلوم، وهي الكلية التى تخرج فيها الإمام حسن البنا (رحمه الله)، ولكن الإخوان أصروا على أن يلتحق بالكلية الحربية، وسلموه رسالة توصية للبكباشي أبو المكارم عبد الحي الذي حاصر أحد قصور الملك فاروق هو وعبد المنعم عبد الرءوف (رحمه الله)، وكانا أشجع رجال الثورة المصرية، وقد حكم عليهما عبد الناصر بعد ذلك بالإعدام، ولكنهما أفلتا منه.

وكان الالتحاق بالكلية الحربية لا يتحقق إلا باجتياز عدة امتحانات، فتقدم إليها الدكتور جابر وهو يدعو الله أن يرسب فيها، أو في بعضها حتى يلتحق بدار العلوم، ولكنه نجح بتفوق في كل اختبارات التقدم، ولم يبق إلا الكشف الأخير، وهو “كشف الهيئة”. ومعه توصية مكتوبة للبكباشي المسلم أبو المكارم عبد الحي، ولو سلمه التوصية لكان على قمة الناجحين. ولكنه لم يوصل التوصية خوفًا من نجاحه المؤكد.

وتقدم (رحمه الله) بأوراقه لدار العلوم حبًا في الإمام الشهيد (رحمه الله)، وفي اختبار القبول ـ المسابقة القاسية التي نجح فيها ممن تقدموا لدار العلوم 300 طالب فقط من أصل 600 طالب ـ كان على رأس الناجحين؛ إذ حصل على مجموع 96%، وقام الأستاذ عمر الدسوقي الذي اختبره في مادة الأدب والنصوص الشفوية بتقديمه لطلاب الفرقة النهائية وهو سعيد به، قائلاً عنه: “التحق بدار العلوم هذا العام طالب غير أزهري اسمه جابر قميحة يحفظ حمل بعير من الشعر، ومثله من النثر”. فكان طلاب دار العلوم يقصدون الأخ الدكتور جابر للسؤال عن أبيات من الشعر أو قطعة من النثر، وهذا من فضل الله عليه.

التحق الأخ الدكتور جابر (رحمه الله) ـ زيادة على دار العلوم ـ بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، والذي دفعه إلى ذلك أنه رأى أحد ضباط الشرطة، وهو يعتدي على مواطن بريء في بلدته المنزلة. فقال في نفسه: ماذا أفعل لو أن هذا الضابط الظالم فعل بي مثل ما فعل بهذا المواطن؟

وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وحصل بعدها على دبلوم عالية في الشريعة الإسلامية. ولكن استهواه الأدب، فحصل على درحة الماجستير في أطروحة بعنوان “الفن القصصي في شعر خليل مطران”. وحصل على درجة الدكتوراة في أطروحة بعنوان “منهج العقاد في التراجم الأدبية”.

قام الأخ جابر (رحمه الله) بالتدريس في كلية الألسن، وفي جامعة يل YALE بمدينة نيوهافن بالولايات المتحدة الأمريكية. والجامعة الإسلامية العالمية بمدينة إسلام آباد، وجامعة الملك فهد بالظهران.

وله سياحات في مؤتمرات متعددة، وفي كل مكان نزل به كانت العقيدة الإسلامية، والدعوة لها تسري في كل جارحة من جوارحه، وقد فصل ذلك في مذكراته في أمريكا، وغيرها من المقالات والدراسات.

وقد قالوا عنه بأنه أديب ناقد، ومعلم مربٍّ، وداعية ملتزم، وشاعر رسالي، وكاتب سياسي، وله دور كبير في تجديد الأدب الإسلامي، وأنه من أبرز المنافحين عن لغة القرآن، وأحد منظري الأدب الإسلامي على مستوى العالم.

وقد تميز أدبه بالفكاهة التي تتخلله، لم يبع كلمته يومًا ما، وسخر الكلمة لبث مستقبل مشرق لأمته العربية المسلمة، ولم تفتَّ الأيام في عزمه، بل زادته صلابة وقوة.

وكانت شمولية الإسلام واضحة في كتاباته؛ لأن الإسلام هو الدين الشامل للدنيا والآخرة وفي كل مجالات الحياة.

وإن قصائده تتمتع بالجزالة والوحدة الموضوعية، وهو يستلهم القرآن الكريم والسنة النبوية في الكثير من أشعاره.

وقد شغلته قضايا أمته في فلسطين والبوسنة والعراق والكويت وغيرها، كما عاش هموم وطنه والاستبداد الذي يعيش فيه.

وهو (رحمه الله) من شعراء المبدأ والقيم الذين يعرفون بالحق، ويحملون أرواحهم على أسنة أقلامهم، ويُسخِّرون موهبتهم التي منحهم الله إياها لإيقاظ الهمم وتصحيح الوعي الفردي والجماعي.

وقد أخذ على نفسه عهدًا أمام الله بأن يظل سيف شعره وأدبه مشهرًا في وجه الباطل والجور والزيف والتضليل؛ حيث يقف حارسًا يقظًا على ثغور لغة القرآن، يأبى امتهانها باسم الحداثة، ويرفض الجور على أصالة الشعر العربي باسم قصيدة النثر.

والدكتور قميحة (رحمه الله) أديب وناقد أكاديمي متحيز لموقف ومتعاطف مع تصور نبيل ومنتصر لمبادئ الفكرة الإسلامية فيما يصدر من إبداع.

رحم الله الأخ الدكتور جابر قميحة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

بقلمي  أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



إزاحة الشر من قلب بشر ***بقلم الشاعر علي مباركي

 إزاحة الشر من قلب بشر  ***بقلم علي مباركي


سعيت اجاهد خبث النفوس

                   بطيبة قلب يجيد الصراعا

رباطة جأشي تسوي الخلاف 

                   وتطوي البلاء بلي الذراعا 

سرى في عروقي كفاح بعزم 

             شديد وفي مهجة النفس باعا 

أحارب شرا ترسى جذورا 

                     بروح خبيث تبنت وداعا 

فطيف اللقاء ترامى بعيدا 

                ونبض الوجود تأسى فضاعا 

ولما جرت في غصوني دماء 

            النضال أثارت بخلدي الشجاعا 

ركبت المخاطر دهرا بعقل 

                سديد وصبر يذيب الصداعا 

وأرضي غرور سواه دواه 

                 واكسب حربا أغللت جياعا 

وأشفي حبيب الفؤاد العليل 

               فأوفي بوعدي وقهر الضياعا 

لعمري جحور الشرور أغارت 

         وشيبة مفرقي قد ازاحت ضباعا


علي مباركي

تونس في 07 آذار

طيفٌ سرى .. بقلم الشاعرة/ رفا الأشعل

 طيفٌ سرى ..


طيفٌ سرى .. سربال نورٍ يرتدي

يجلو الدّجى كالكوكبِ المتوقّدِ


واهًا لقلبي لا يفيقُ من الهوى 

منذ التقينَا في الزّمانِ الأبعدِ


ملكٌ ومن قسماته شعّ الضيا

يرنو إليّ .. ببسمةٍ .. وتودّدِ


الكون حيث يحلّ نورٌ كلّهُ

قدْ خصّهُ ربّي بحسنٍ مفردِ


مُلئتْ سمائي أنجمًا وفراقدًا

وربا فؤادي تكتسي بزبرجدِ


وترفرف  الأحلام في أجوائه 

وتفيض منه جداول من عسجد 


كمْ بتّ أرقبُ طيفهُ متلهّفًا

أهفو إليهِ وقدْ نسيتُ تردّدي


في بعدهِ لا أستطيبُ معيشتي

ومسهّدٌ .. لا أستقرّ بمرقدِ


أسعى بأجنحة الخيال لبرّهِ

مثل الطيور  الحائمات  الوُرّدِ


خيلٌ من الأشواقِ باتتْ تشتكي

تعبتْ تروح بنا إليهِ وتغتدي


لو أنّها علمتْ بما في خاطري

كانتْ تطير بنا ودون تردّدِ


طيف الضيا أمسى يقيمُ بناظري

متبسّمًا ويقولُ لي لا ترقدي


في هيكلٍ للحبّ قلبي عاكف

متبتّلٌ .. كالنّاسكِ المُتَعبّدِ


ذاك الهوى مثل السّراب تبعتهُ 

تهواهُ روحي .. تائهٌ لا أهتدي


دهرٌ قسا .. وأصابنا بسهامه

وجعٌ بقلبي .. كالصدى المتردّدِ


مرّتْ علينا الحادثاتُ ووقعُهَا

 أمسى  كوخزُ أسنّةٍ متجدّدِ


وبقيت أسألُ هل ترانا نلتقي

ويضيء فجرٌ .. بعد ليلٍ أسوَدِ


دهرٌ  طبيعته التّقلبُ  دائمًا

والمرء يجهل ما  سيحدث في الغدِ


دهرٌ إذا جرّبتهُ .. وعرفتهُ

فاصبرْ على كلّ الأذى وتجلّدِ


               بقلمي / رفا الأشعل

                 على الكامل 

               تونس (25/02/2025)

أنا امرأة بقلم الأديبة أحلام بن حورية

 بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


⁦☀️⁩أنا امرأة☀️⁩


أنا امرأة

تستيقظ كلّ صباحِِ على نُغيماتِ الأمل

ََتضفر شَعرَها شِعرََا وفلسفةََ

ثم تُقدّم ضفيرتَها قربانََا للشّمسِ


أنا امرأة 

تنقشُ شاماتِِ على وجناتِ قصائدِها

وتسرِقُ شالَ الوقتِ من خزانته 

ثم تقفُ في قلبِ الأعاصيرِ لهبََا كالشّمسِ


أنا امرأة

تعانق وجهَ السّماء إذا ضحكت 

وتشدو على عتباتِ العشقِ أحلى أغنيةِِ

ثم تطبَع قبلاتِها على شفاهِ الشّمسِ


أنا امرأة

تُسابقُ الأوسانَ إذا ابتهلت

وترسُمُ على جبين القمرِ بسمَاتِها

ثم تراقصُ شعاعََا أخضرَ تاهَ عن الشّمسِ


أنا امرأة

تلاعبُ الريحَ إذا هبّت نسائمُها

وتلتحفُ بِرِداء البهجةِ كلّ مساء

ثم تفكّ ضفيرتَهَا وتنامُ في مَخدَعِ الشّمسِ 


أحلام بن حورية 

وَمَضَتْ



مقالات في رمضان السؤال في الدين بقلم الأديب عبد الكريم احمد الزيدي

 مقالات في رمضان


السؤال في الدين :

............................


يطيب لنا في لقاءاتنا ومجالسنا أن نزايد في سؤالنا عن السلام والصحة والكيف وأمور الدين والعبادة واحيانا الى حد التكلف وهذا طبعا لانجده في غير مجتمعاتنا .


فالمبالغة في السؤال وما يتبعه من فضول عن تفاصيل فيمن يجالسنا والذي غالبا مايكون في أمر شخصي او خاص يتسبب في حرج من نسأله ليجيب عليه ، ونعلم احيانا أن بعضا منها يسوء سامعها او يكلفه ما لايطيق .


وربما يسأل احدا عن سبب موضوعنا هذا ، والجواب واضح وبسيط ، فلقد علّمنا ديننا الحنيف وسيرة نبينا عليه افضل الصلاة والتسليم آداب السؤال ونهانا التكلف والتعمق فيه لما له من مردود يتسبب الى الحرج والضيق أو أن يرد الجواب بما يسيء الى السائل .


وقد جاء في كتاب الله تعالى:

(ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء أن تبدُ لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم) سورة المائدة .


ربما كان هذا الطرح بعيدا عن ما استفتحت به موضوعي ولكني جعلته بداية لاتفرغ الى أمر هام لطالما يتطرق إليه الكثير في جلساتهم ، وهذا ماورد في السيرة النبوية المعطرة التي كان بعض الاعراب يغالون في سؤالهم بين يدي النبي صل الله عليه وسلم كما سبقهم فيها قوم موسى من قبل في أمر البقرة مثلا ، ومثلما جاء احدهم بعد نزول آية الحج (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) ليسأل فقال الرجل أ كل عام يارسول الله ... وقد أعادها ثلاثا والرسول عليه الصلاة والسلام معرض عن الجواب ، حتى قال :

لا..ولو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم أن تحجوا في كل عام . او كما سأله احدهم اين مدخلي؟ فقال النار ، وآخر سأله عن من يكون ابوه الذي خالفه صاحب له ليعيّره بنسبه فقال له هو عبد الله .


وترى في الجانب الاخر من صحابة الرسول رضي الله عنهم من لايوافقهم في مثل هذا كما فعل عمر حين برك على ركبتيه بعد أن رأى غضب رسول الله من كثرة هذه الأسئلة وقال :

رضينا بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالاسلام دينا ، فسكت غضبه عليه الصلاة والسلام .


وقد نهوا رضي الله عنهم عن سؤال النبي عن شيء فكان يعجبهم أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأل النبي عن شيء ونحن نستمع ، اعتقادا منهم وايمانا فما تركه الله تعالى لم يكن من نسيان ، كما قال تعالى (وما كان ربك نسيّا) سورة مريم .


حتى نجد في وقتنا هذا من يسأل عن امور دنيوية لم يسبق السؤال فيها لمن سبقهم في الدين ومنها مايخص ما استحدث في امور الزواج والطلاق ومناسك الزيارة والعمرة والحج وتقبيل الحجر الاسود وتحريم الخمر وأكل طعام البوذيين وتحليل امور في السفر والهجرة والزكاة والتسليف والمضاربة في التجارة والبنوك وآداب الشارع والموسيقى والغناء والشعر وما الى ذلك..اعود لأقول أن من الافضل أن نبتعد عما لاينفع الدين أو نسأل عن امور بلغ بها العلم حاجته وما لاحاجة لنا إليه في هذا الوقت وعن صعاب الحوادث والمسائل وشرارها وما يبعث فيه من فتن وتفريق وتعصب وان نتمسك باركان الدين ونعض بالنواجز على صحاح ماورد عن احاديث المصطفى صل الله عليه وسلم  وآله وصحبه الكرام ونعود لكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فالحق بيّن والباطل بيّن، وحلال محمد حلال الى يوم الدين وحرامه حرام الى يوم الدين .


اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ، واحمد الله الذي علمنا بكتابه الكريم ما لم نكن لنعلم وافاض بسيرة نبيه عليه افضل السلام واتم التسليم ما انعم به في حياتنا منهجا وطريقا لا نضل بعده ابدا ..

..................................................................


عبد الكريم احمد الزيدي

العراق / بغداد



الجمعة، 7 مارس 2025

في القطار؛ بقلم ذ.داود بوحوش تونس

 في القطار؛

موائد إفطار

كتب مطالعة!

☆☆☆

في القطار؛

كلّ يأكل ممّا يليه

أمّهات كتب!


ذ.داود بوحوش تونس



نفحات روحانية..في شهر التقوى والخشوع بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (نفحات روحانية..في شهر التقوى والخشوع)


تجليات صور التراحم والتكاتف والعطاء..في الشهر الفضيل


تصدير :  شهر رمضان،شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن،شهر العتق والغفران،شهر الصدقات والإحسان،شهر تفتح فيه أبواب الجنات،وتضاعف فيه الحسنات،وتقال فيه العثرات،شهر تجاب فيه الدعوات،وترفع فيه الدرجات،وتغفر فيه السيئات..


-قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة:185)


مما لا شك فيه أن شهر رمضان،هو شهر الطاعات والتقرب إلى الله،لا يقتصر على زيادة العبادات فحسب،بل يعد أيضا شهرا للرحمة والتكافل والتكاتف الإنساني،حيث يبرز المسلمون أسمى صور التعاون والعطاء،ويتسابقون لفعل الخيرات في كل مكان.

وكما أن التنوع في الاحتفاء بمقدم شهر الصيام هي السمة الغالبة للمسلمين،فإنهم أيضا يتنافسون خلال أيام الشهر الفضيل-كما أشرنا-في القيام بالعديد من أعمال البر والخير والصلاح،التي ترافق صيامهم المبرور،كل بحسب ما تيسر له،من تلاوة للقرآن،وإفطار الصائمين،وأداء الصدقات،والإنفاق على الأيتام والمعسرين وخدمة الضعفاء وزيارة المرضى،وغيرها من أعمال الإحسان التي تتعدد أبوابها ومجالاتها.

هذه الجهود تقدم بإخلاص وتفان،بعيدا عن أي غرض دنيوي،سعيا وراء الأجر والثواب في موسم هو خير المواسم،وأيام هي خير الأيام عند الله تعالى،والتي تتجسد فيها قيم التضامن الإنساني، ويظهر الخيرون أفضل ما لديهم من جهد ومثابرة،مما يجعل هذا الشهر منارة للخير والعطاء في كل عام.

من هنا،يعيش المسلمون في هذه الأيام في ظلال أيام مباركة من شهر رمضان الذي يحمل معه الخير والبركة،هذا الشهر الذي جعله الله سيد الشهور،وأفاض فيه الخير والنور،إنه شهر رمضان المبارك شهر البرّ والإحسان،والمغفرة والرضوان،والسخاء والعطاء،شهر التكافل والمحبة،والإنفاق في سبيل الله (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) "سورة البقرة: الآية 261"

ويُعتبر التكافل الاجتماعي،سيما في هذا الشهر الفضيل أحد القيم الأساسية التي تعزز التماسك المجتمعي وتحقق العدالة الاجتماعية.وفي بلادنا ( تونس)، يكتسب هذا المفهوم أهمية خاصة،كونه فرصة لتعزيز الممارسات الخيرية والتكافلية التي تسهم في تحسين حياة الفئات المحتاجة و تقوية العلاقات المجتمعية وتقليل الفجوات بين الطبقات الاجتماعية.خاصة مع تزايد التحديات الاقتصادية والمعيشية،التي تتطلب توحيد الجهود لدعم الأسر المتعففة،الأيتام،كبار السن،والمرضى.

ولا عجب إذا قلت أن في هذه الأيام المباركة،يسعى المسلمون إلى الارتقاء بروحهم وتعزيز صلتهم بالله،مستلهمين من نفحات رمضان الإيمانية ما يجدد علاقتهم بربهم،ويغرس في قلوبهم معاني التقوى والخشوع.

ومن أسمى القيم التي يتجلى بها شهر رمضان روح التطوع لمساعدة الآخرين،فهي عبادة عظيمة لا يدرك فضلها الكثيرون. فالتبرع بالوقت والجهد لخدمة المحتاجين يُعد شكلاً من الصدقة المضاعفة في هذا الشهر الفضيل،حيث يجسد جوهر الإيثار والتكافل.وعلى الرغم من مشقة الصيام وانشغالات الحياة، يحرص المؤمن على مد يد العون،سواء من خلال جمع التبرعات وتوزيعها،أو تأمين وجبات الإفطار والسحور للأسر المحتاجة،في صورة تعكس قيم الرحمة والبذل التي تميز هذا الشهر المبارك.

ومن الأعمال أيضا التي يحرص عليها المسلمون في رمضان صلة الأرحام وزيارة الأهل والأصدقاء،امتثالًا لقيم الإسلام التي تؤكد على تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز التآخي بين أفراد المجتمع. فقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: "من سره أن يُبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه"،حيث يمثّل الشهر الفضيل فرصة ذهبية لتوطيد العلاقات الأسرية،وإدخال السرور على القلوب،إذ أن الأقربين أولى بالمعروف،كما أرشدنا ديننا الحنيف.

وعطفا على ماذكرناه،نقول :شهر رمضان من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين، فهو شهر الصيام والقيام، شهر العتق والغفران، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات.. شهر أنزل فيه أنزل القرآن الكريم، فيه ليلة (ليلة القدر) خير من ألف شهر.

ختاما،أدعوك-ياعزيزي القارىء- إلى أن تستثمر هذا الشهر الفضيل في الاقتراب أكثر من الله،طاعةً ومحبةً له،والتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق التي حثّ عليها ديننا الحنيف،ليس في رمضان فحسب، بل على مدار العام، ليكون نهجك في الحياة نهجًا ثابتًا،وهو ما تتمحور حوله روح الإسلام.

وآمل أن نجد جميعا في هذا الشهر الكريم معنى العطاء والوفاء وأن ننال في أوله الرحمة وفي أوسطه المغفرة وفي آخره العتق من النار.كما نسأل الله أن يُعيننا في هذا الشهر على الصيام والقيام،وأن يفقهنا معانيه وأسراره،وأن يجعله شهر ارتقاء وتغيير للأفضل.

جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.

اللهم امين يارب العالمين.


إعداد محمد المحسن