آخر المنشورات

السبت، 14 سبتمبر 2024

قَصِيدَتَا وَرَائِعَتَا ليلى حسين ومحسن عبد المعطي محمد عبد ربه كم أنا احبك يا قلبي

 قَصِيدَتَا وَرَائِعَتَا ليلى حسين ومحسن عبد المعطي محمد عبد ربه كم أنا احبك يا قلبي

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة والشاعرة المصرية القديرة / ليلى حسين

{1} هيا يا قلبي

بقلمي الشاعرة المصرية القديرة / ليلى حسين

هيا يا قلبي

كم أنا أحبك يا قلبي

لوفائك واخلاصك

فكم انت محب للخير

كم انت طيب ولكنك حازم

حازم وقت اللزوم تختفي الطبطبة

لأجل الحق ما يرجع

أصلك واعي وصاحي

ولا حاجة تأثر عليك

إلا الحق وكلمة حق

أصلك شاهد يا قلبي

ولا تعرف تخون

ولا تتكلم على حد

بتتقي الله في أفعالك

عشان كده الناس بتحبك

ويشورو عليك ويقولوا

قلب ابيض ومنور

كل ال جواه الله وحبه

ال جوه القلب

فلن يلتقي حب الله

مع الكذب أو الفتنة

يا قلبي يا صافي

بقلمي الشاعرة المصرية القديرة / ليلى حسين

{2} غَزَّةَ الْحُلْْْْْْْمِ وَدَارَ الشُّهَدَاءْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الراقية الشاعرة المصرية القديرة / ليلى حسين تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى .

غَزَّةَ الْحُلْْْْْْْمِ وَدَارَ الشُّهَدَاءْ = لَمْ تَزَالِي فِي ضَمِيرِ الْآَوْفِيَاءْ

لَكِ قَلْبِي لَكِ بُسْتَانُ غَرَامِي = لَكِ أَزْهَارُ قُلُوبِ الشُّرَفَاءْ

لَكِ تَغْرِيدُ طُيُورٍ فِي هَوَاهَا = وَخَيَالٌ شَارِدٌ لِلشُّعَرَاءْ

لَكِ تَكْبِيرٌ لِرَبِّي بَعْدَ نَصْرٍ = أَنْجَزَتْ آلَائَهُ رُوحُ الرَّجَاءْ

لَكِ دُسْتُورُ جِهَادٍ وَكِفَاحٍ = وَقُلُوبٌ ضَارِعَاتٌ لِلسَّمَاءْ

لَكِ حُبِّي لَكِ وُدِّي وَغَرَامِي = لَكِ نَبْضِي يَا جِنَانَ الْأَبْرِيَاءْ

لَكِ مَا عِشْتُ شُعُورِي وَانْتِمَائِي = لَكِ طِيبِي لَكِ وَرْدُ السُّعَدَاءْ

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



يا آيها العمر المسافر ، بقلم د. حسام محمد خليل

 يا آيها العمر المسافر

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 

د. حسام محمد خليل

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 

أيها العمر المسافر تمهل...

فإن في الحياة رسالة لم تنته..

أيها العمر تمعن ففي القلب 

 ألف مشهد ...

حروف  تداعبنى بعمق..

 جعبتي تراها نور ونار..

وصراخ من ألم ...

نور عطايا الرحمن ...

الذى خلقنا من عدم

ونار الفرقة ضجيج...

يؤرقني يرجعني للعدم....

ومقلة العين تحدقني..

تتأرجح بها قطرات الدمع...

تعاتبني ألست  المسافر 

بلا موعد.؟....... قلت نعم 

فهناك رسالة لم  تكتمل...

وصمت يخذلني على ما ارى...

ارى ابناء لم تع بأن العمر مسافر؟

 ولن ترى خطوط العمر ترسم الهلاك...

وعمل بلا منطق ينطق ...

بصوت النعيق حين تتفوه

أجيال ضاعت تحت اقدام الحياة...

لاتراها سوى...

صورة تشبه العفن بالمظهر 

ولن ترى وجوه الآباء الباكيه

ولون قميص بلون سنين العمر 

البالية...

وصوت يئن بعزف الألم..ظ

وحياة لن ترحم العجز....



حوار مع الفنان التشكيلي والطبيب العراقي علاء بشير المقاومة القاسية.. تحديات بصرية تعكس بانوراما سيريالية فوق الواقع حاورته الإعلامية/ دنيا صاحب / العراق

 حوار مع الفنان التشكيلي والطبيب العراقي علاء بشير 


المقاومة القاسية.. تحديات بصرية تعكس بانوراما سيريالية فوق الواقع 


 حاورته / دنيا صاحب / العراق


أفتتح الفنان التشكيلي والطبيب العراقي علاء بشير معرضه الشخصي في لندن، بعنوان : "المساومة القاسية"، يوم الجمعة الموافق لتاريخ 13 من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، عرض لوحات تشكيلية بحجم 4x2 أستخدم فيها نوع قماش كانفس وألوان زيتية جريئة ناعمة الملمس، وهي عبارة عن إيحاءات بصرية بلغة سردية يتحدى فيها كل المنعطفات التقليدية بالرسم التعبيري السيريالي، وتعد هذه اللوحات من أهم الأعمال التشكيلية التي قدمها الفنان خلال مسيرته الفنية قاطعًا شوطاً كبيراً حافلاً بالإنجازات المبهرة، يغتني فكرياً بمختلف التصورات التعبيرية عميقة المحتوى تتجلى من فيض خياله الرحب و عقله الباطن اللاواعي، وغدت أعماله التشكيلية بهذا المقام الرفيع المستوى شكلت تجربة مغايرة في سماء الإبداع العالمي، فقد عمد بحزم واجتهاد في صنع أعمال تشكيلية متنوعة بحرفية فنان و نحات ماهر تشكل حيزا مهماً في تاريخ مساره الفني قدمها بمعارض عديدة ، ولعل ذلك الغنى يعود إلى ما يكتنزه من ثراءه الفكري والثقافي حصيلة سنوات طويلة من الخبرة والمعرفة في مجال الطب والفن معاً حيث كانت له علاقة وثيقة بالفن والنحت قبل أن يزاول مهنة الطب وهو في مقتبل العمر، فهو يعنى عما يعتمل بنفسه من مشاعر وعواطف وأفكار ورغبات بطريقة عفوية وتلقائية مع تحييد تام لمراقبة العقل الباطن اللاواعي بتخيلاته الحسيه تتدفق تلك التصورات المعبرة عن هذه الأفكار التي تثير التساؤلات عن ماهيتها في الوجود، كما إن له آثر كبير في التوعية الاخلاقية و خلق أجواء تعريفية عن حقائق منزوية خلف الأقدار الموكلة بالمنطق وكأننا نستعيد ما سطّره التاريخ القديم الذي جعل الصورة بمعناها العام تتبوأ الصدارة في الحاضر والمستقبل ، تتمثل حالات مر بها الفنان علاء بشير نتجت منها ولادة الصحوة الروحية الداخلية التي لامست أسلوبه الخاص، مما جعلته ينهض بأفكاره الإبداعية برسائل إنسانية تتضمن خطاب الضمير الحي وتنعكس على الواقع الآنسان بتأثير (سيكولوجي- فسيولوجي)  وهكذا يؤدي دوراً مهماً في تاريخ الفن الحديث وإحياء تراث الحضارة الرافدينية باحثًا عن مفاهيم جديدة قادرة على استيعاب ما تزخر به من خطابات فلسفية عن قضايا الإنسان في الحياة بين التفسير التاريخي والمنطقي ومن هنا بدأنا هذا الحوار الإستثنائي بكل شفافية وعفوية مع الفنان الرائد والطبيب القدير علاء بشير .


** بدايةً عَرف الإنطلاقة الفكرية التي تبنيتها قاعدة أساسية في إنشاء لوحات معرضك الجديد المقاومة القاسية.؟

_ أحاول في كل لحظة أرى السماء وما فوق الأرض التي أعيش عليها وأن أرى ما تحت الأرض التي أسير عليها من بقايا الزمن المدفون .


**  في إطارك الفني والفلسفي الذي يحاكي الإنسان بطريقة الإيحاءات والرموز المشفرة إلى ماذا تعزو بهذه الرؤى والأفكار العميقة.؟

_  إن الإنسان مخلوق وليس خالق، والإنسان محكوم بين لحظة الحياة ولحظة الموت . وفي كلا الحالتين لم تكن له الحرية في الإختيار . 


** تتخل أعمالك الفنية صحوة روحية وفيض الإلهام  ينطلق من عالم الخيال على شكل صور مبهرة  مجسمة في مسرح وجودي مرتبطة مع معطيات العقل الباطن اللاواعي أو اللاشعوري كيف تفسر هذه الحالة الخاصة بك وما تأثيرها نفسياً على المتلقي . ؟

_  منذ العام ١٩٥٩، وفي حوار من صديق إلى صديق وهو الشاعر العراقي مظفر النواب ، رأيت إنه من الغباء رسم  الشجرة دون الإشارة إلى جذورها التي هي مصدر وجودها وكذلك رسم الأشخاص بغلاف جلودهم  وملابسهم ، كما كنا نرسم  مظاهر البيوت  وألوان الجدران  ونتغافل بغباء عن الإنسان الذي يشغل هذه البيوت وما يحمله من خير أو شر. 


** كيف إكتسبت هذه المهجة الروحية التي تنفذ إلى العقل الباطن من حيث تعيد صياغة الماضي برؤية تعبيرية تجمع بها الحاضر والمستقبل و الخيال والحقيقة في إطار يتحدى القواعد الثابتة وأبجديات المعرفة . ؟

_  في الإجابة على هذا السؤال ، أقول : ربما ما شاهدته من أعداد الموتى الممزقة أجسادهم  ومن اعترافات الجرحى الذين  كانوا يزحفون على الخط الفاصل بين الحياة والموت .


** نرى إنك  تعبر عن آراء منطقية مسبقة أو وجهات نظر أو حالات نفسية أو حلم أو فكرة غامضة  تمكنت  تحضيرها بالعقل الباطن اللاواعي بإسلوبك الخيالي العجيب وعزوفك عن الإسلوب الواقعي  نسخ الصور المباشرة من الطبيعة الظاهرة ماهو منظورك  لكلا الحالتين.؟

_ علينا تعريف وتشخيص ماذا نعني بالأسلوب الواقعي هو استنساخ المنظور الظاهري السطحي والتعبير عنه بفن الواقعية المفرطة وله طرق وأجتهادات كثيرة آنا أحاول جاهداً آلا أقع في فخ الإستنساخ الواقع الظاهر قدر المستطاع، لكن التعبير عن رؤى تخيلية فوق الواقع هذا الفن لا يشاهد بالعين المجردة ولكن يشاهده كل الأحياء من البشر إلى أصغر الكائنات الحية برؤية بصرية حسية من خلال نافذة روحية حسب درجات الوعي و قوة الحواس الإستشعارية والتخيل .


** إلى إي بعد روحي ترتقي به خلجاتك النفسية التي جسدتها أعمال تشكيلية ترتقي إلى فوق الواقع فسر لنا وجهة نظرك . ؟ 

_ أوجز بما يلي بتفسير مبسط : أعتقد إن الموسيقى هي وسيلة التعبير الأسمى لمظاهر الإنسان وأبعاده الروحية وحيرته وهو يسير في الحياة بين رحم أمه و يصل إلى رحم الأرض ( قبره) أعتقد أن فن الرسم ( ليس استنساخ الواقع) وإنما يتجلى من فوق الواقع الظاهر وإنه ظل الموسيقى لأنهما يعبران عن المشاعر والأحاسيس الإنسانية بمنهج واحد، للتوضيح أضرب لكِ مثلاً : نحن نتكلم عن الحب والتعبير عنه. { الحب بين الإخوة ، الحب بين الأصدقاء، الحب بين الرجل والمرأة، الحب بين الأم وطفلها الحب بين الأب وأولاده، لا شك أن التعبير عن الحب بين الأم وأولادها أعمق بكثير من رسم امرأة تحتضن طفلها. هنا لابد من اللجوء للطرق التعبيرية تحمل المدلولات الإستشعارية المؤطرة بالتشبيهات المبهمة والدلالات القوية التي تصور المجازات تصويرًا بليغاً خارج حدود الحالات الظاهرة وهو فوق الواقعية يعبر الفنان عن قضايا الإنسان في الحياة حسب رؤيته التخيلية ، وليس استنساخ صورة امرأة وطفلها بنظرة واقعية سطحية، ينبغي على الفنان أن يكتشف حقيقة مواهبه التي حباه الله بها فهو كائن حساس يستطيع أن يدخل أعماق الوجود ويستشعر المكنونات الجوهرية ويعبر عنها بأدواته الفنية وغيرها من الخصائص الرسم التي تجعل المتلقي يستشعر ويبصر الرسائل الإنسانية والكونية الموثقة في أعماله الإبداعية . 


** مالذي تطمح إلى تحقيقه في المستقبل من ناحية أعمالك الفنية.؟

_ أحاول أن يقودني الفن إلى نافذة جديدة في الحياة كنت غافل أو بعيد عنها. 


** ماهي رسالتك الإنسانية التي كرست نفسك جاهدًا في تبليغها لمجتمعات العالم.؟

_ تساعدني لوحاتي دومًا أن أنظف نفسي من الكراهية والحقد وهي تعمل دومًا كمراقب لهذه العملية وكأنها الضمير الحي وهذا هو مضمون رسالتي الإنسانية . 


** كلماتك الأنيقة في خاتمة الحوار تود أن توجهها للقراء المتابعين وعشاق الفن السريالي حول العالم.؟

_ أتمنى أن يتمتع الجميع بمعنى الحياة الحرة الكريمة .  



 السيرة الذاتية للفنان و النحات والطبيب علاء بشير    


ولد في عام 1939 في العراق، وبعد إكمالهِ لدراستهِ الأولية والثانوية أكمل دراسته في كلية الطب في جامعة بغداد وتخرج منها عام 1963. ثم حصل على شهادة الاختصاص بالجراحة التقويمية - التجميلية في سنة 1972 من بريطانية. ابرز ما تخصص به في مجال الطب هو إعادة الأطراف المبتورة منذ بداية عقد الثمانينيات في القرن العشرين. ولقد ذاع صيته بعد أن أجرى عملية جراحية أعاد فيها يداً مقطوعة، بآلة حادة في سنة 1983، في مستشفى الطوارئ (الواسطي - حالياً) في بغداد. كذلك ساهم بمعالجة المتضررين من حروق وتشوّهات أثناء الحرب العراقية الإيرانية منذ سنة 1980 ثم كذلك أثناء وبعد حرب الخليج الثانية حتى سنة 2004 بعد انحطاط الاستقرار الأمني في العراق عقب الغزو الأمريكي للعراق في نيسان 2003 . .خاض علاء بشير تجربته الفنية الأولى برسم اللوحات الانطباعية في خمسينيات القرن العشرين ثم تغيّر الأسلوب الفنّي تدريجياً في نهاية الستينيات ليُعانق السريالية (فوق الواقعية)








يا محمد يا رسول الله بقلم الكاتب محمد شايب

 يا محمد يا رسول الله يا هادي قومه يا شفيع امته

اشتاق القلب اليك يا من كنت بليونة ورقة  قدوته

يا محمد يا أرق اسم نطقه لسان ووقع السمع في هواه  

انت النور في الظلمات وهادي للحق لمن ظلمه و عاداه

يا محمد يا من اصطفافك الله نبي من فوق سبع سماوات 

فكنت رحيما بالعباد حتى لمن اداك  بالسوء من الطغاة 

يا محمد صلوات الله وسلام ازفها من قلب مشتاق اليك 

نم يا حبيبي يا رسول الله قرير العين و لامانة نحن الفداء 

يا محمد ظل بنا السبيل وبعون الله راجعون الى عقيدتك

فكل بشائر اخبرتنا بها تحققت وأننا الاقرب لعهد خلاقتك 

يا محمد مهما تامر علينا منافقين وأعداء فالنصر ات ات

لقد ظهر الحق و زهق الباطل و اشرق نور الحق لظلمات

محمد شايب 

الجزائر 

14/09/2024



يا ربَّـة العطر بقلم الشاعرة مارينا أراكيليان أرابيان

 يا ربَّـة العطر 


أهديتُ  وردا  جميلا ناضرا عَبَقا ..

فمالَ طَل الندى بالغُصنِ مُلتَصِقَا


يبدو  غروبُ  على خَدَيّه  في خفرٍ

والخمر ينزفُ كأسا يَحرِقُ الشَفقَا 


يُنازعُ  الشَفَتين الموت يجلده

أدماهُ  من قُبلةٍ  إذ فَرَّ وانطلقَا 


وحارَ بالصَدْع قصدا صُنْعُ بارئهِ

قَدْ كانا  رتقَا جليَا  بعده  انفَتقَا 


ما الحب ما يملأ العينين في سهري

كالنجم  يهوي رضيّ  الحال مُحْتَرِقَا


تاهت ببحرِ عميق الحُبِّ أشرعتي

واجتاح  مِلحُ  نجيع  دونما  غرَقَا 


ما ضَرَّ بالقلبِ عِشْقٌ مُنْهِكٌ فغوى

لكن  بدرَ  الدياجي  أنْشَقَّ  وانفَلقَا


بقلمي 

مارينا أراكيليان أرابيان

Marina Arakelian Arabian



الكتابة مسؤولية ضميرية..ونوع من الرحيق الروحي.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (ومضة..ذات دلالات..وايحاءات )


الكتابة مسؤولية ضميرية..ونوع من الرحيق الروحي..


 "أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها-مبدع-واحد”( الكسندر بوشكين-بتصرف طفيف)


قال أحدهم للرسام الاسباني بابلو بيكاسو :

"يبدو أنك لا تحسن من الرسم سوى هذه الخطوط 

والالوان المتداخلة "

فأخذ بيكاسو ريشته وقام برسم حبة قمح على الأرضية ..وكانت حقيقية إلى درجة أن أحد الديكة

 تقدم محاولاً التقاطها ..!

عندها انبهر الرجل وقال لبيكاسو :

 لماذا إذن تصر على هذه الرسوم الغريبة وأنت تحسن الرسم بهذه الطريقة الرائعة ؟فأجابه بيكاسو بهدوء:

" في الحقيقة أنا لا أرسم للدجاج !! "

وأنا لا أكتب لمن يتسلقون دون جدوى قمم الإبداع..و"يبتاعون" بعض " الأقلام المأجورة" كي يلمعوا صورهم داخل مشهد إبداعي معتل أصلا..فالكتابة مسؤولية ضميرية تهون دونها المجاملات.ومن أهم أسسها ذلك الإحساس بأنها ليس ممارسة. استرخائية،أو سهلة المنال،أو النظر لها على أنها ذات طابع تطهيري فحسب،على الرغم من عدم إنكار دورها تبعاً لآراء أرسطو..

ولمن يتحسسون دربهم الإبداعي-بإلكاد- أضيف : الكتابة تُعطيك فرصةً لاكتشاف نفسك حتّى وأنتَ في قمّة ألمك،تُساعدك على تفسير الأمور والحياة،بطريقة لم تكن لتدركها لولا أنّك خطَطْتَ أحاسيسك على الورق،ليست وصفة علاجيّة بالتأكيد،ولا يُمكن لها أنْ تمسح آلامك أو تنهيَها،ولكنّها تجعل لألمك معنًى وتضعه في مكانه الصحيح كإمتحان قاسٍ من امتحانات الحياة الذي قد لا تخرج منه على قيد الحياة،لكن تبقى على قيد ذاكرتها..وهي أولا وأخيرا : نوع من الرحيق الروحي..

وأرجو أن تستساغ..ومضتي جيدا،وأن لا يقع إخراجها عن سياقها الموضوعي..


محمد المحسن



نداء الروح بقلم الكاتبة عائشة ساكري_من تونس

 ***نداء الروح***


أي صمت هذا الذي ملك الروح يرقق اللحن الشجي المباح يخاطب حفيف الغصون أن تصغي لأجراس النداء هذا الذي بلغ المدى واستوطن القلب وفتح نوافذ الجراح...


أنا داخلي ألف غيمة تبكي وأمطار تملأ قلبي الأسير يسود الظلام وتعم الأحزان


هجرك يؤلمني...يعذبني همس وهوس يراودني يدغدغ مشاعري نزيف داخلي يؤلمني فلا رجاء ولا وصال يطمئنني


تريث ولا تتعجل بالرحيل لا تهجر مملكتي لعابر سبيل وأسكن لجّ قلمي علّه يظلّ يكتبني حتى بعد وفاتي


وانسج لي من خيوط ترياقك، لباسا يدثرني، يليق بمقام رفاتي اجعل الرّمس غطائي وانثر زهور الياسمين كي تتفتح فوق لحدي


ضع إناء قرب راسي واسكب ماء زلال للعصافير المهاجرة وطيور الغربان التي تحوم وتحرصني بعينها التي لا تنام...


تأمل في صدى ندائي واترك قلبك يلتفت إلى تلك الصرخات الهادئة التي تسكن المدى البعيد حتى وإن رحلت، ستبقى روحك تردّد صدى حبي في كل مكان وستظل نداءاتي تتردد كالأصداء في ليل السكون.


عائشة ساكري_من تونس 



في حَضرةِ الهادي الأمين.. بقلم* الشاعر/هادي مسلم الهداد/*

 في حَضرةِ الهادي الأمين..

  🌺 حَيَّاكَ يافخرَ الوجودِ..🌿

   ======  ***  ======

حَيَّاكَ يافخرَ الوجودِ رسالةً

         سكنتْ قلوباً للأَنَامِ تُنادمُ


أنّي وإنْ رِمتُ المديحَ فأنّني

     أحبو اليكَ فَلستُ إلّا مُعدمُ


فالشّعرُ لا يقوىٰ ولكن يَنعمُ

     بالذّكرِ طيباً للرسولِ فَيغنَمُ


مَاذَا عَسانا قَائلينَ لِمن رَقَا

    ليلاً بُراقَ الغيبِ ضَيفاً يَنعمُ


قَد جاءَ جبريلٌ اليكَ تَكرُّمَا

   مَلكٌ كريمٌ من مَليكٍ.. أعظمُ


فَبَشَرتَ بِالهدي الكريمِ قَرابةً

   وصَحابةً والكَافرونَ تَجهَّموا


لكنَّهم سرعانَ ما عَادوا وقَد

 نَدَموا لِمَا كانوا عليهِ فَأسلَموا


فَلتَنعمَ الدُّنيا بِذكركَ سيِّدي

   بل فَالتَقفْ بعدَالغيابِ تُناغِمُ


قَد جئتَ فينَا هادياً مُتسامِيا

  هذَا رَسولُ اللّهِ صلّوا سلّموا

..

  بقلم*/هادي مسلم الهداد/*



الجزء الثاني من رواية - مذكرات ما قبل الولادة - بقلم الكاتب (مصطفى الحاج حسين).

 ** الجزء الثاني من رواية :


        - مذكرات ما قبل الولادة - 


        (مصطفى الحاج حسين). 


        عندما مات (الأغا)، وجد جدّي (سامي) نفسه، فقيراً وبلا صنعة تستره، وتمكّنه من العيش، فصار دائم الحزن، وعابس الوجه، لا يقدر أن يشكو أمره لأحد. 


    لم يكن (جدّي) متزوّجاً بعد، ولا دار ملك عنده، وليس بيده صنعة، وأخوته الكثر، عندهم ما يشغلهم عنه، ومنهم من كان متزوّجاً، ومنهم من كان مثله عاذباً، يبحث عن عمل يناسبه، ويستره.


    الظّروف الصّعبة، وفقر الحال، أجبر (جدّي) على الذّهاب إلى قرية، قريبة، تابعة لمدينته، ليعمل في حصاد القمح، وهو الشّاب النّاعم والرّقيق، صاحب الأيدي النّاعمة، التي لم تّتعب يوماً، من أجل لقمة العيش.


     كانت الشّمس حامية لحدٍ لا يطاق، وسنابلُ القمح خشنة، وقاسية، وصعب جمعها وحصادها، وكان العرق يتصبّب من وجه (جدّي) بغزارة، وجسمه النّحيل يسبح في عرقه، ووجهه الأشقر شديد الاحمرار، وعينيه تكادان لا تنفتحان، بسبب توهّج ضوء الشّمس القويِّ واللاهب، أنفاسه متقطّعة، جسده منهك، ساقاه تكادان ألّا تحملانه، ظهره يؤلمه بضراوةٍ، شفتيه يابستان من شدة العطش، شعره تحت (جمدانته)، ملتهب ومغسول بالعرق، ورأسه يوشك على الانفجار.


    كان يعمل وذهنه يفكر بترك الشغل، والهروب من هذا الجحيم، والعمل المضني، سيترك أجرة عمله، وينجو بنفسه.


   لكنّه مقطوع من النّقود، وهو بحاجة ماسة إليها.


كان يهمس،في طيّات أعماقه المقهورة:


- عليّ أن أصبر، وأن أتحمّل حتى أعتاد


     وفجأة.. تقترب منه صبيّة، فارعة الطّول، متخمرةَ الوجه، فاتنة العينين، بيضاء البشرة، واضح هذا، من ما يظهر من أطراف خديها، المخبّئين تحت خمارها الأسود، هو لأوّل مرّة يراها، وتعجّب من أين ظهرت له.. هل كانت بين عمال الحصاد، ولم ينتبه إليها؟!.. فهناك بين العمال بعض النّسوةُ والفتيات.. لكنّه لم يكن مهتماً بهنّ، فقد كان ألم أصابعه وأكفه، يشغلانه عن كل نساء العالم.. وبجرأة سألته:


- هل أنت تعمل في الحصاد، لأول مرّة ؟!.


ردّ.. وصوته كلّه اضطراب، وحياء:


- أيّ والله.. لم يسبق لي أن عملت في حصاد الحنطة، ولكن لم تسألين؟!.


    أجابته مبتسمة، من تحت خمارها الأسود، والذي يشفّ عن شفتين ساحرتين، بصوتها الأنثويّ، والنّاعم والرّقيق.. وكان قد تأكّد من أن محدّثته، على قدر كبير من الحسن والجمال:


- لأنّني لمحتك.. وأنت تقبض، على المنجل بطريقة خاطئة، وهذا يجعل يدك تدمى، ويجعلك تتعب أكثر، ويكون إنتاجك أقل وأضعف.. وهذا ما سيجعل من مراقب العمل أن يرفضك ويعطيك، أجرة أقلّ من أجرة الآخرين.


قال جدي، الذي كان منهك من التّعب، وحرارة الشّمس، التي لا تطاق:


- على كلّ حال، أنا من سيترك العمل هنا، هذه الشّغلة، ليست شغلتي، لكنّي أحاول أن أكمل نهاري. 


قالت الصّبيّة، التي ظهرت، كنسمة ندى، في هذا القيظِ الشّديد:


- تعال.. وانضم إلى مجموعتنا.. وأنا أساعدك وأعلّمك طريقة الحصاد. 


      أعجب جدي بكلامها، كما كان قد أعجب بجمالها، وقوامها الفارع، فسألها وكانت الفرحة قد بانت على وجهه، الذي كان متعرق ومتعب:


- ولكن هل يقبلوني بينهم؟!. 


أجابت باسمة:


- أنت تعال.. ولا عليك منهم. 


تعلّم (جدّي)، كيفيّة العمل في الحصاد، بفضل الفتاة الفاتنة، التي كان اسمها (صبريّة)، التي أشفقت عليه، بعد أن أعجبت به، وبجمال شكله، وأناقته.. راقبته وهو يبذل جهوده في الحصاد،  فأدركت أن هذا الشّاب الوسيم، لا بدَّ أن يكون ابن أسرة عزيزة، لها قيمتها ومكانتها، فهو ابن حسب ونسب.. وهذا ما جعلها تتعاطف معه، وتنهض من استراحتها، وتتقدَّم منه، لتحدّثه، وتشرح له الطّريقة الصّحيحة، للقبض على المنجل، ليتمكّن من الحصاد، دون أن يجرح يديّه، وتتورّمان، وينزف الدّم من أصابعهما.. وكان إقدامها على هذا الفعل، يعتبر قمة الجرأة، في ذاك الزّمن، من امرأة، وسط هذا الجمع من النّاس، في هذا الرّيف المحافظ، والمتشدّد في عاداته وتقاليده. 


وهذا ما دفع (بجدّي)، للاستمرار بالعمل في الحصاد، طوال فترة موسمه.. ولولا وقوعه في حبٍّ تلك الفتاة الجميلة، التي تعاطفت معه، ومن ثمّ تعلّقت به، وبادلته الحبّ، والنّظرات والابتسامات الخاطفة، التي تنمّ عن الإعجاب، والمحبّة، والعشق الملتهب، مثل هذا الصّيف الملتهب. 


واستطاع (جدّي)، خلال فترة العمل هذه، وعلى دفعات متقطّعة، وبعيداً عن أعين وآذان الآخرين، أن يعرف كلّ شيء، عن (محبوبته)، وكذلك حدّثها هو أيضاً، عن نفسه وحياته.. وما كان عليه سابقاً، وما فعلت به، ظروف الحياة، وتقلّباتها. 


كانت (صبريّة)، تبلغ من العمر، اثنان

وعشرين سنة، تصغره بثلاث سنوات، يعود أصلها إلى مدينة (حماة)، متزوجة ومطلّقة، لها ولدان، صبيّ، وبنت، ماتت البنت، وبقيّ الصّبي، عمره سنتان ونصف، تركه أبوه يعيش عندها، وهي تقيم مع والدتها، لها أخوين متزوجين.


   طلبت الطّلاق من زوجها الثّري، وهو قريب لها، ابن عمّتها.. بعد أن تزوّج عليها، من امرأة أخرى، لأن كرامتها غاليّة عليها، فهي لا يمكن أن تقبل العيش مع ضرّة، مهما كلّفها من الأمر.. ونالت حرّيّتها بعد جهد جهيد.


حاولت أمّها أن تثنيها عن الطّلاق، من أجل طفليها، حتّى أن أخويها، كانا قد عارضا فكرة طلاقها.. ولكنّها أصرت، وتحدّت، وحاربت، وثبتت، حتى تحقّق لها ما تريد. 


قال لها (جدّي)، بعد أن حدثته بقصّتها:


- حمار من يفرّط بك يا (صبريْة).. كم كان زوجك غَبيّاً، يوم تزوّج عليك.. وخسرك، أنت وأولاده؟!.. ثمّ تابع كلامه:


- ربّما كان هذا من حسن حظي.. فأنا أتزوّجك، إن كنت تقبلين بي؟.


    وهكذا قدّر لهذه الفاتنة، أن تكون

(جدّتي).


وبعد زواج (جدّي)، من (جدّتي صبرية).. تحوّل (جدّي)، إلى مزارع.. بمساعدة (جدّتي)، التي أخذت تعمل معه، فصار (مرابعاً)، يعمل عند أحد (الإقطاع)، يزرع له الأرض، ويتقاضى ربع ما تجود به الأرض، من القطن، في أخر الموسم. 


رزق جدي بعمي (حسين)، لكنه سرعان ما مات، وتبعته عمّتي (صبحيّة)، ثم بعمّتي  (فطمو)، وتلاهنّ أبي (محمد)، تبعته عمّتي الثّالثة (حميدة).. وبعد انقطاع عشر سنوات، كان مجيء عمّي (عمر). 


    (جدّي) كان يحبّ (جدّتي)، لكنّه لم يستطع، أن يطيق تربية ابنها، عمّي (سعيد)، رغم أنّه، لم يكن يبخل عليه بشيء، إلّا بعواطفه.. وعرفت (جدّتي) هذا، بل أحسّت به جيداً، فعهدت لأخيها الحاج (أحمد)، أن يتركه عنده، ويقوم بتربيته ورعايته.. وصار عمّي (سعيد)، يزور أمّه في كلّ أسبوع  يوم كامل، وكانت (جدْتي) مرغمة على الصّبر، حتّى لا تتشاجر مع (جدّي)، إلى أن اعتادت، واعتاد عمّي هذا الأمر.


     بعد بضع سنوات، من عمل (جدّي)، و(جدّتي) في زراعة القطن، استطاع (جدّي)، أن يجمع بعض النّقود.. فترك (الأرض)، وعاد إلى مدينته، استأجر داراً، في الحارة القبليّة، وتحوّل إلى تاجر صغير، في الأرياف، يبيع على ظهر حماره، الأقمشة، وادوات الزّينة، والعطورات الرّخيصة، والحلوى، وأشياء كثيرة، هامة وناعمة، يحتاجها أهل القرى، النّائية عن المدن، في الرّيف الشّرقي.


      وكان يطيل السّفر، لمدّة شهرين أو أكثر، وكانت (جدّتي) تغتنم هذه

الفرصة، لتحضر لعندها ابنها، عمّي (سعيد)، الذي كان يمكث عندها، في دارها، إلى أن يعود، (جدّي) من سفرته، وكان (جدّي) لا يتضايق من مجيء عمّي، عند أمّه في غيابه، والعيش مع أخوته.


كافح (جدّي) كثيراً، متنقّلاً في الأرياف، ينام عند زبائنه، ويأكل ممّا يقدّمونه له.. حتّى فاجأ (جدّتي) بشراء أرض، قريبة من سكنتهم، في الحارة (القبليّة)، وفرحت (جدّتي)، وباعت مصاغها الذّهبي، الذي ورثته بعد موت أمها.


      وتمّت المباشرة ببناء هذه الدار، الذي نسكنها الآن، وكبر (أبي)، وصار يافعاً، ولم يفلح في المدرسة، بسبب كسله، فلا أحد في المنزل، يعرف القراءة والكتابة ليهتم به، ويتابع حلّ وظائفه، وتحفيظه دروسه، لذلك قرّر (جدّي) إخراج (أبي) من المدرسة، وكان في الصّف الثّالث الابتدائي.. وأرسله ليعمل في مهنة العمارة، مع أبناء أخيه الحاج (حسن).


      وكان الحاج (حسن)، الابن الأكبر، (للأغا الحاج حسين)، قد سكن دار أبيه، بعد أن توزّعت ورثتهم القليلة عليه، وعلى باقي أخوته، كان يطمح أن يعيد أمجاد أبيه، وكان جميع النّاس، يحترمونه، ويهابونه، ويعتبرونه، بمنزلة (الأغا)، والده، خاصّة وعنده أربعة شباب، يعملون في العمارة، بصفة

معلمين.. ويعمل تحت أيديهم، العديد من العمال النّحاتون والطّيّانون. 


وطلب (جدّي) من أبناء أخيه أن يعمل والدي معهم، وأن يتكفّلوا بأمره، ويعلّمونه صنعة البناء على أصولها.. وكان مسموح لهم، أن يعاقبوه، ويضربوه بلا شفقة، أو رحمة، في حال تقاعس، أو ارتكب ذنباً، فهما معلّماه، وأبناء عمّه، وزوجا أختيه مستقبلاً. 


      لم يكن (أبي) ، يحمل ذات الصّفة الجسديّة، مثل أبناء عمّه، فهم ضخام الجثث، أقوياء الأبدان، و (أبي) على العكس منهم، فهو صاحب جسم هزيل وضعيف، إلى جانب قامته القصيرة.. وكلّ هذه الصّفات الجسديّة، لا تتناسب مع صنعة البناء.. فهي صعبة، وقاسية، وشاقة، ومتعبة، تحتاج إلى أصحاب أجساد عملاقة، ذوات جلود سميكة، وملبّدة، ولهم عضلات بارزة، وأياد شديدة وخشنة، وأكتاف عريضة متصلّبة، وظهور متينة، وأفخاذ مشدودة، وسيقان صلبة، وأقدام كبيرة راسخة، وأصابع غليظة وحادّة، ووجوه (مكشّرة) وقاسية، وعيون وقحة تتحدّى وطيس الشّمس، والعرق (المتصبّب) منهم، والغبار الهائج، وزعيق المعلّمين، و(سبابهم)، وشتائمهم، وأحياناً ضربهم، وإهانتهم، وشدّ آذانهم، وقرص خدودهم، أو صفعها، وركلهم على مؤخراتهم، ودفعهم، والجريان ورائهم، وملاحقتهم، ورميهم بالحجارة، أو الحصى، أو بقطع الخشب، وربّما بالقاذورات، أو الوسخ والتّراب. 


وكان مطلوب من أبي، أن يتحمّل كلّ هذا، من معلّميه، أبناء عمه، أصهرته

وخاصة(سلمو)، المغرور، والمتعجرف

والذي لا يشفق، ولا يعرف قلبه الرّحمة.


     كان أبي لا يقدر على (مواجهتم)، أو تحدّيهم، إذ سرعان ما يتكاثرون عليه، وينهالون عليه ضرباً مبرحاً، إلى درجة أن يسيل الدّم، من فمه أو أنفه، وقد تتورْم عينيّه، أو وجهه، أو تنكسر إحدى يديه، أو رجليّه، أو ضلع من ضلوعه، أو جرح في بطنه، أو ظهره، أو كتفه، أو عنقه، أو رأسه.. كلّ هذا ممكن، ومسموح به لهم.. وليس من حقّ أبي الاعتراض، أو ترك العمل، من عند أبناء عمّه، (أصهرة) المستقبل القريب.. وأبي لا يجد من يشكو له ظلمه، إلّا لأمّه، (جدّتي صبريّة)، يحدّثها عن كيفيّة معاملتهم له، وعن فظاعة قسوتهم، وكانت (جدّتي) تدّمع عيناها، وتحاول جاهدة، أن تخفّف عن أبي، تمسح له بباطن يدها، وجهه المحروق من لهب الشّمس، وتداعب شعره بحنان وهي تنتظر قدوم (جدّي) من سفره، أو من المقهى، إن كان متواجد هنا، ويكون على غير سفر، لتتحدّث معه، عن سوء معاملة أبناء أخيه، إلى ابنهم، وقرّة عينهم (محمد).. لكن (جدّي) كان حين يعود، يزعق بوجهها وفي وجه أبي:


- دلالك لابنك هذا، سوف يدمره،

ويقضي عليه.. ولن يجعله يتعلّم الصّنعة.. أبناء أخي مثلهم مثل أيّ معلّم ، يتعاملون مع ابنك، وبقيّة العمال، لا دلال في الشّغل، ولا كرامات.. خارج الشغل، يكون ابن عمّهم، وأثناءالشّغل، يكون مثله، مثل أيً عامل.. وأنا أطلب منكِ أن تكفّي، عن إفساد هذا الولد. 


وحين تهمّ (جدّتي) بالتّحدث، يصرخ جدّي بوجه أبي، بغضب وانفعال:


- تعال.. إلى هنا.. يا أفندي.. اقترب.


وحين يقترب أبي منه، ومن (جدّتي) 

، والخوف كان قد سيطر عليه. يسأله (جدّي) بحدّة وصرامة:


- قل لي، ولا تكذب.. هل أبناء عمك، يعاملونك هكذا لوحدك؟!.. دون سائر العمال؟!.. أم يعاملون كلّ العمال بهذه الطْريقة؟. 


وبتلعثم، يشي عن خوف شديد، يقول أبي وهو يهمّ بالبكاء:


- إنْهم يعاملون أخيهم (ياسين)، معاملة جيّدة.. فهم لا يضربونه، ولا يصرخون بوجهه.. كما أنّهم يهتمْون به أكثر، ليتعلّم ويسبقنا، ويصبح معلّماً علينا. 


وهنا يصرخ (جدّي)، موجهاً كلامه (لجدّتي)، وكأنّ الفرج قد جاءه:


- هل سمعتي؟! .. إن ابنك (الجحش)

، يغار من ابن عمّه (ياسين).. و (ياسين) أشطر منه، وأقدر منه في الشّغل. 


ثمّ، يلتفت نحو أبي، ويقسم مهدّداً:


- قسماً بالله، لو عدّت وشكوت، من معاملة أولاد عمّك، لأمّك.. مرّة ثانية.. لأقصّ لسانك الطّويل هذا.. هيّا انصرف، وانقلع من أمام وجهي. 


       كانت دموع أبي، تحفر في عروق جسمه الضّعيف، أنفاقاً، لتصبّ في أعماقه الحزن والقهر.. لا أحد يتفهّم وضعه، أو يستمع إليه، كان محروماً من العطل، يدبّرون له، أولاد عمّه، شغلاً إضافيّاً في أيّام العطل، وأيّام (الجمعة)، حيث كلّ النّاس يعطّلون، في هذا اليّوم إلّا أبي!!.. وكذلك في أيّام الأعياد، (عيد الفطر)، و (عيد الأضحى) المبارك، وفي كثير من الأحيان، كانوا يدبّرون له الشغل، بعد انتهاء دوامه، في المساء، ويبّقى إلى وقت متأخر، من الليل.. حيث الجميع ينصرفوا، ويذهبوا إلى بيوتهم، ليأكلوا، ويشربوا، ويستحمّوا، وينعموا بالرّاحة واللهو، ثمّ يرقدون في فراشهم وينامون.. إلّا أبي، الذي كان يحسد أخاه (سعيد) ، لأنّه يحيا بدون أب، لا يحبّه، وبدون أبناء عمّ متسلّطون. 


   وهل كان أبي، يتقاضى أجره بيده؟.. لتدخل الفرحة إلى قلبه؟!.. بالطٍبع لا.. وهذا مستحيل.. كان (جدّي) قد أوصى أبناء أخيه، ألّا يعطونه أجره، بل أن يبقوها عندهم، وكلّما صار لأبي أجرة (مائة) يوم، يدفعونها بيدهم، إلى (جدّي).. الغير مستعجل، لأنه ليس بحاجتها، فقد صار وضعه المادي، جيّد للغاية، جرّاء تجارته في قرى الرّيف، المنتشرة بكثافة. 


      كان (جدّي)، قد خصّص لأبي، (خرجيّة) أسبوعيّة، يقبضها منه، يوم (الجمعة)، بعيداً عن أجرته، التي لا يراها، أو يلمسها، أو يشمّ رائحتها أبداً.


      وذات يوم، من أيام الصّيف الحار، انتصف النّهار على أبي، وهو في عمله، المتعب والشّاق، وكان الفضاء قد خلا من النّسمات، ولا فيّء يظلّل أبي، وهو منهمك في (تصفيط) الحجارة، السّميكة َوالكبيرة، و (التّصفيط)، في لغة أهل الكار، عند عمال البناء، تعني، جعل الحجارة الصّلدة ، ذات سماكة توازي ال (ثمانيّة عشر سنتيمتر)، تقريباً، حتى تكون سماكتها متجانسة، أثناء بنيانها، وهكذا تتوحّد سماكة الحائط.


    وكان من يقوم بهذا العمل، يعتبر في ميزان (مراتب) المهنة، قد قطع شوطاً طويلاً، من إتقانه لصنعته، و (ترفّعَ) من المرتبة الأولى (طيّان)، إلى مرتبة (المناول)، وتعني هذه الكلمة (الحجار)، وكان والدي قد وصل إلى هذه المرحلة، في صنعته، بعد أكثر من خمس سنوات في عمله، وهو في المرتبة الأولى، (طيّان)، وكان بعد ترفّعه هذا، يستحقّ أن ترتفع أجرته، فرفعها له، ابن عمّه، (أبو حسن)، إلى خمس ليرات، بعد أن كانت ثلاث ليرات، على الرغم من معارضة ابن عمّه الآخر، (سلمو)، الذي كان برأيه، أن أبي لا يستحق أن يتقاضى أجرة، أكثر من أربع ليرات.

في ذاك اليّوم الجهنّمي، ومن شدّة تعبه، راودت أبي فكرة، أن ينصرف، ولا يكمل دوامه، وأخذ يفكر بحيلة، يعتمدها، ويقدمها لأبناء عمّه، زوجا (شقيقتيه)، عسى يقنع أحد منهما، فيسمح له بالانصراف.. ولكن لن يقتنع أحد منهما، لو تظاهر بالمرض.. إنه يريد حجّة أقوى، ومنطقيّة أكثر، تدخل إلى العقل بسهولة. 


وفكّر، وشغّل ذهنه، ثمّ برقت في ذهنه فكرة جهنّمية، سيقوم بتحطيم (الدّبورة)، يعني (المهدّة)، التي بين يديه، وسيلته الوحيدة، ل(تصفيط) الحجارة، وفي هذا الحال، ستكون له حجّة للانصراف، فلا أداة عمل، ليعمل بها.. وبسرعة أخذ يبطشُ (بمهدّته)، فوق الحجارة، بقوّة، وشراسة، وأن دفاع وتناثرَ العرق من صدره، ورأسه، ووجهه فوق كومة الأحجار، الكبيرة، ولم تنكسر 

(مهدّته)، أو تتأثّر، رغم كلّ هذا الخبط، (والهبد)، هي تقاوم انكسارُها

، لأنه سيضطر أن يشتري غيرها، وثمنها يوازي عمل يومين، في هذا القيظِ المريع، الذي يذيب جمجمة الرّاس، ويتسبّب بالضّربة الشّمسيّة، تحطّمت قواه ولم تتحطم، هذه (المهدّة) اللعينة، إنّه (سيجن)، سيقدم على قتل نفسه، سيطر عليه (شيطانه)، وهو مصمّم وعازم على أن لا يكمل عمل اليوم.


         مرّ ما يقارب السّاعة، وأبي في محاولته تلك، لم يتوقف أبداً، عن الخبط، والضّرب، و (الهبد).. إلى أن لاحت بادرة مفرحة، ستفرج، العلائم تدلّ على هذا، لقد أعطت علامة على أنها بدأت تنهار مقاومتها، وهي على وشك أن تتحطْم، وبعد دقائق عدّة، فرجت، وتمّ الأمر.. لقد تكسّرت، بحمد الله. 


     واندفع أبي إلى داخل العمارة، التي يتمّ إنشائها، يحمل بيده، (الدّبورة) المكسورة، ويتّجه نحو (سقالة) ابن عمّه (أبو حسن)، فهو يتحاشى أن يتكلّم، أو يواجه، أو يطلب شيئاً من ابن عمه الآخر، (سلمو)، فيبقى (أبو حسن) أبسط، وأسهل، وأكثر هدوءً، من أخيه، (سلمو)، لذلك كان أبي، ومعظم العمال، يفضّلون التّعامل مع (أبو حسن).


وتسلّقَ والدي السّلّم، صعد إلى(السِّقالة)، يخاطب ابن عمّه:


- أنظر يا (أبو حسن)، كيف انكسرت (الدّبورة)، لم أعد أستطع أن أكمل (شغلي).


مشى (أبو حسن) على (سِقالته)، تقدّم نحو السّلّمُ، المنتصب في منتصف (السِّقالة)، والواقف عليه أبي، نظر إلى (المهدّة)، وقال مستغرباً:


- كيف كسرت هذه؟!.. هل تبطش بها بطشاً، مثل أيّ (غشيم)، لا يعرف أصول مسكها، بين يديه؟!، لا حوٍل ولا قوٍة إلّا بالله.. غداً أحضر لك، صباحاً، واحدة من عندي في الدّار.. ولكن ماذا ستفعل الآن، لتكمل دوامك؟!.


وبادره أبي على الفور، والفرحة تكاد أن تنفلت من أعماقه:


- سأنصرف.. لن أكمل اليوم، أحسب لي  نصف أجرة.. أنا من الأساس أشعر أني مريض، رأسي وبطني يوجعاني. 


أشار (أبو حسن)، له بالانصراف.. وهذا يعني، أنه وافق على انصراف أبي، من الشّغل. 


      وحين هبط أبي درج السّلّم، وصار واقفاً على الأرض، والفرحة لم تكن تسعه، وإذ بابن عمّه الثّاني، (سلمو)، كان قد أتى من الطّرف الآخر ليعرف ما الأمر.. فكان عابس الوجه، وينظر إلى (المطرقة) الضّخمة، الّتي تسمّى (بالدّبورة)، وسأل:


- ما القصّة؟!.. أخبرني. 


    انهارت فرحت أبي، سقطت ضحكته على الأرض الوسخة، ماتت نشوة روحه ودفنت سعادته، قبل أن تلامس دمه.. لقد عرف أبي أن ابن عمه (سلمو)، سوف يمنعه من الانصراف.. ردّ بإحباط:


- لا شيء.. انكسرت (الدّبورة). 


- لا عليك.. سأذهب إلى داري، لأحضر لك بدلاً عنها.. انتظرني دقائق. 


قال أبي بحنق وضيق:


- ولكن (أبو حسن).. قال لي انصرف.. اليوم.. وسيحسب لي أجرة نصف يوم، وغداً سيعطيني (دبّورة) من عنده، في داره. 


هتف بانزعاج، (سلمو):


- تنصرف؟!.. كيف تنصرف؟!.. ونحن ننتظرك لتنهي الحجارة من (التّصفيط)

.

     وركب (سلمو) درٍاجته الهوائيّة، 

وانطلق مسرعاً إلى داره.. بينما وقف أبي، بالقرب من الحائط، في الظّل، ينتظر، والألم والقهر باديان على وجهه. 


      شيطان التّحرر والانعتاق، كان قد سيطر على والدي، فقرّر وأقسم بأنّه لن يكمل عمل اليوم، مهما حدث وصار. 


      وبعد أن عاد (سلمو)، وناول أبي (الدّبورة) الجديدة، قائلاً:


- عجّل.. عليك بتعويض الوقت، الذي أهدرته.. لن تنصرف قبل أن تنهي (تصفيط) الحجارة، التي أمامك. 


  قرّر والدي أن يرتكب حماقة، ما بعدها حماقة.. فهو نفسه، لا يدري ما الذي حصل له، ذلك اليوم.


   لم تمضي سوى دقائق معدودة، حتّى انبعث صوت أبي، صارخا بقوّة وألم شديد:


- آهِ.. آهِ.. الحقوا بي.. أرجوكم. 


وتراكضَ الجميع نحوه.. التفّوا نحوه، من كلّ صوب.. يهتفون:


- يا لطيف.. يا لطيف.. لطفك يا رب. 


      كانت قدم أبي مهروسة، بين كومة الأحجار الهائلة، وساقه المحطّمة، يتدفّقُ منها الدّم، بغزارة.. فهرع العمال لإبعاد الحجارة عن رجليّ أبي، ثم حملوه، وابتعدوا به، عن كومة الأحجار. 


وجاء ابن عمه (أبو حسن)، وحاول أن يفهم من أبي، ما الذي حدث معه؟!.. وكيف انهارت الأحجار، على قدميه؟!.


لكنّ والدي، الذي كان يتألم ويتأوه، 

كان في حالة وضع، تمنعه من الكلام. 


وصاح (سلمو)، أحضروا لي (البسكليت)، لنأخذه إلى المستوصف، لنعرف إن كان قد أصيب بكسر. 


وقال (أبو حسن)، بتأثر كبير:


- إنْ شاء الله.. لم يصاب بكسر. 


  حملوا أبي إلى داره، بعد أن ضمّدوا له الجروح، التي أصابت ساقه وقدمه، في (مستوصف) البلد، وبعد أن كتب، له الطّبيب (وصفة) طبّيّة، لشرائها من (الصّيدليّة) ، فحملوه على دراجة (سلمو)، بينما توجه (أبو حسن)، لصرف الوصفة الطبّية، من الصّيدليّة المجاورة للمستوصف. 


     تمّ استقبال أبي في داره، بالولاويل والصّراخ والبكاء، من قبل أمّي وجدّتي وعمّتي الصّغيرة، التي هي على وشك الزواج من شخص لا تطيقه، وحاول (جدّي) أن يمنع النّسوة من الولولة، والبكاء، وهو يسأل أولاد أخيه، (وأصهرته):


- ماذا حدث؟!.. وكيف صار هذا؟!.


      كان أبي رغم ألمه الشّديد، والوجع الهائل، الذي يفوق قدرته على التّحمل، سعيداً في أعماق نفسه، فقد نفّذ ما أراد، رغم فظاعة ما أقدم عليه.. كانت فكرة مجنونة، انتابته وسيطرت عليه، وضع كامل رجله اليمنى، داخل، وبين كومة الأحجار الهائلة، وأغمض عينيّه بعد أن بسمل، وهيّأ نفسه للألم الفظيع، 

الذي سينتابه بعد قليل، وهكذا مدّ يده الرّاعشة، والمنقبضة، والمتردّدة،

والباكية، والأسفة، وسحبت الحجرة، لتنهار فوق ساقه اليمنى، ومن ثمّ تبعتها أحجار عديدة، تهاوتْ خلف الحجرة الأولى.. ولمعت نيران الألم، والوجع في روح أبي، فصاح، وصرخ، وبكى، وشهق، وتعالى أنينه. 


   وقتها ندم، ولكن بعد أن فات الأوان.. لقد طحنت ساقه وقدمه، وها هم، يحملونه إلى (المستوصف). 


  فهو الآن يقضي نقاهته، في بيته، إلى جانب أمّي، التي كان يحبها، ولم ينعم حتّى الآن، بالعيش معها، في دارهم، وغرفتهم، كباقي الأزواج، فهو دائماً، مشغولاً عنها في عمله، وفي الليل، سرعان ما يهجع للنوم، من شدّةِ تعبه، واستيقاظه باكراً، ليلتحق بشغله، الذي لا يخفّ، ولا يتوقّف، إلّا في فصل الشّتاء، وقت الثّلج والمطر، إن لم يكن، أمّنوا له أبناء عمّه عملاً، في مكان مغطّى، ومحميّ، من الأمطار، بشكل مقبول.


(جدّي)، اشترى لأبي (بسكليت)، أي درّاجة هوائيّة، وقال لأبي باسماً، وهي المرّة صفر، التي يبتسم فيها (جدّي) لأبي، حسب ما تقوله ذاكرة أبي:


- انهض من مرضك، واركب دراجتك، واذهب بها إلى شغلك.. ولكن حاذر، من أن تجعل، من الدّراجة لعبة.


وكم حاول أبي ركوب درّاجته، وهو لا يقدر أن يمشي على قدمه.


     كان (جدّي) يحبّ أبي، ولكنّه يحبّه على طريقته الخاصة، ولا يبخل عليه،

ولكن أيضاً، وقت أن يتطلْب الأمر منه.


مرّة.. وكان يوم (جمعة)، عطلة أبي وأبناء عمه.. وتجمّع (جدّي) وأخوه (الحاج حسن)، وأبناؤهم الشّباب، في باحة الدار ، وبعد أن تناولوا الفطور، وجلسوا، ليشربوا الشّايّ.. مدّ أبي يده وأشعل الرّاديو، وكان القلة القليلة، من أهل البلد، من يملك جهاز الرّاديو، في تلك الأيام، وكانت حرب (السّويس)، في مصر حديث كلّ النّاس.. وكانت لدى أبي رغبة، في أن يستمع لنشرة الأخبار، وإذ بعمه (الحاج حسن)، يصرخ به:


- اترك الرّاديو.. لا تلمسه.. حتّى لا يتعطّل.


جمدت يد والدي، شعر بالخجل والحرج، فهذا البيت، بيت عمّه، على ما كان يظن، ويعتقد، ثمّ أنّه بيت (شقيقتيه) المتزوّجتان هنا، في هذا البيت، كما أنّه بيت معلّميه، و(أصهرته)، وأبناء عمه.. توقّف وشعر بندم شديد.. ورمقه (جدّي)، بنظرة قلقة، فيها غضب مخبأ.. وبعدها نهض (جدّي)، وتبعه أبي.. بعد وداع مقتضب.


طلب (جدّي) من أبي، أن يعود إلى الدّار، وقال:


- اذهب إلى الدّار.. وأنا لن أتأخّر.


ساعتان فقط، وعاد (جدّي)، إلى الدّار، حاملاً بيديّه صندوقاً، بحجم صدره.. وحين، وضعه على أرض الغرفة هتف أبي:


- ما هذا.. (راديو)؟!.


- نعم.. ذهبت إلى (حلب)، لأشتريه لك.


        مصطفى الحاج حسين. 


يتبع.. الجزء الثالث.



رمانة خيمتي الصغيرة بقلم الكاتب محمد الحسيني

 رمانة خيمتي الصغيرة***

................................................


نغم يلازم الخاطر


رمانة خيمتي الصغيرة


جنون منجذب إلى جفون


في بعض دفاتر للحب


تجعل الانهزام يبتسم


في وجه البندقية


قمران في وجنة السحب


و قبطان ورود قد أتقن الصورة


ريشة في فوهة الأعماق


شغف بما تحمل العلبة


من همهمات عطور


و وشي سطور


زوادة إحتضان في تدفق عيون


و لعبة حروف على وجه زجاج و روح 


كحل قلوبها الجميلة


قد خلعت كل وقار وإحتشام


زينة ثغر و أمنية


ثم أسرجت وهج شموعها الوردية


شرك لحن ب طعم


ك مثلها تبدو الساحرة


قوام "نوتة" موسيقية


شقشقة خرير في مزاج  وردة


 ثم هكذا


كي أعود إلى رمانة خيمتي


و أحترق أكثر


( محمد الحسيني )



نُور التَّمَام كلمات الشاعر أحمد شاهين

 نُور التَّمَام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَا نَبِيْنَا يَا هَادِيْنَا

نِفْسِي اشُوفَك فِي الْمَنَام


نِفْسِي اَزُور اَرْض الْمَدِيْنَه

جَنْب مِنَّك فِيه سَلاَم


يَا اللي خُفْت كِتِيْر عَلِيْنَا

فَاسْتَجَاب رَبّ الأَنَام


دَه انْتَ نُور نَوَّر عِنِيْنَا

يَا شَفِيْع يُوم الزِّحَام


كُلُّه كَان فِي لِيْل وِضَلْمَه

الكُفْر غَطَّى الكُون ظَلاَم


جِيْت وِزِحْت بِرَحْمَه غُمَّه

الله عَلَى نُور التَّمَام


مِن شِتَات كِتِيْر وِفُرْقَه

مِن قَطِيْعَه وْمِن خِصَام


جِيتْنَا بِالوَحْي الإِلَهِي

عَمّ فِي الكُون السَّلاَم


يَا رَسُول جَانَا بِـ اقْرَأْ

قُرْآن وِمُعْجِز فِي البَيَان


مِحْتَاج عُقُول تِفْهَم تِفَكَّر

مَافِيش مِثَالُه فِي الكَلاَم


يَا نَبِيْنَا يَا هَادِيْنَا

نِفْسِي اشُوفَك فِي الْمَنَام


نِفْسِي اَزُور اَرْض الْمَدِيْنَه

جَنْب مِنَّك فِيه سَلاَم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمات الشاعر أحمد شاهين

----- مصر -- أسيوط -----



مَولدُ النَّجَاةِ بقلم الشاعر. دخان لحسن. الجزائر

 .           مَولدُ النَّجَاةِ

أشرَقتِ الشّمسُ فِي سَمَاها

           وَوُلِدَ مُحمَدٌ فأضَاءَ الكَونَ مَعَاهَا

نَسَفَ بِنُورِهِ ظَلامَ الجَهلِ

            فابيَضَّ السّوَادُ وللرِسَالةِ هُدَاها

بمَولدِهِ إمتَثَلتِ الدُنيَا للأنوَارِ

                وخَضعَت لِلّه سُهُولُها وَرُبَاها

فَرِحَت لِقدُومِهِ شِعابُ مَكّة 

                   نَزلَ مُلوكُها ليرفَعَهُ عُلَاها

عَاشَ يَتِيمًا فِي صِبَاهُ 

                       فَصَقلَتهُ البادِيَةُ وبَلَاها                   

وبِعُزلَةِ الغَارِ استَقبَل الوَحيَ

         فَمَا غَابَ الوَحيُ عَن قَلبِهَا وقُرَاها

عَاشَ مُنَزَهًا عَن كُلّ العيُوبِ

            أوصَى بمَحَامِدِ الأخلَاقِ سِوَاها

بَشّرَ ومَا نَفّر، يَسّرَ ومَا عَسّر

             وَدَعَى بِبَصِيرةِ اللّهِ هُوّ مَولَاها    

أسلَمَتِ الأكوَانُ وَتَقدّمَت

                         لمُحمّدٍ بَيعَتُها وَوَلَاها

وانتشَرَ الإسلَامُ بالسّلَامِ فمَا

                 للإسلَامِ إلّا سَلَامًا عَمّ رُبَاها

وَخَضّبَتِ البَشَرِيةُ بالآيَاتِ 

               صَدرَهَا وعَجّلَ الإيمَانُ دَوَاها

إمتثَلتِ الأطيَارُ لرِسَالتِهِ 

               وحَكَتِ النُجُومُ أسرَارَ سَمَاها

تَوَاترِتِ الأحدَاثُ وسَافَرَ مُهاجِرًا

           إلَى المَدِينةِ مُوَدِّعًا مَكَّةَ وبُكَاها

عَزَفَ عَلى عُودِ النُصرَةِ 

      فاختَارَت يَثرِبُ مِن الأسمَاءِ أسمَاها

نبَذَ فِي الأوطَانِ بِيئَةَ الجَهلِ

        ودَعَى أهلَ الضَلَالِ لِاعتِنَاقِ هُدَاها

تآخَى النّاسُ وافتَتَنُوا بِمُحمَدٍ

           فَطابَ الوِصَالُ وبالإيمانِ سَقَاها 

وغَازَلتِ المَخلُوقاتُ مُحَمدًا

            فتَعَطَّرَت برَحِيقِهِ وعَطَّرَ مَدَاها

رِسَالَتُهُ نَزلَت رَبّانِيَةً أذَابَت

                    بَينَ طَيَاتِها شِيَعًا ومُنَاها

أضَاءَتنَا فَوقَ السَّحَابِ نُجُومًا

                ومُحمَدٌ قَمَرٌ شَفِيعُنَا بِسَنَاها

كُلّمَا إنتَشَرَ فِينَا الإسلَامُ، إزدَادَ

           الغَرَامَ وَأخَذَنَا مِن سُنّتِهِ رِضَاها

القَلبُ مُحمَدٌ والفُؤادُ شَرِيعَتُه

            هُوّ الرّحمَةُ المُسدَاةُ لِمَن دَعَاها

بِميلادِهِ وَهَبَتنَا الدُنيَا جُفُونَها

               القُرآنُ والسُنّةُ عيُونُ رُؤيَاها

ومِنهَاجُه دَعوَةٌ إلَى الَحّقّ

                مُعَلِّمٌ حَافظٌ لَدِينِهَا ودُنيَاها

مُحَمدٌ صَلّى اللّهُ عَلَيهِ وسَلّم

           بالإسلَامِ عَتقَ الأنفُسَ وأنجَاهَا


بقلمي. دخان لحسن. الجزائر

12 ربيع الأول 1446 هجرية


في المولد النبوي الشريف: تختلف الطقوس..في العالم الإسلامي..لكن الهدف واحد بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 في المولد النبوي الشريف: تختلف الطقوس..في العالم الإسلامي..لكن الهدف واحد


وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ.. وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ”، لم تكن كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي في حب المصطفى عليه السلام سوى تجسيد لحالة العشق الأبدي لصاحب المقام المحمود والحوض المورود واللواء الممدود، ومن ثم كان يوم ميلاده صلى الله عليه وسلم حدثًا استثنائيًا في تاريخ البشرية، له مكانته الغالية في نفوس المسلمين في شتى أركان المعمورة.

ومع قدوم مولده – عليه السلام – تتبارى الأمم والشعوب في إحياء هذه الذكرى العطرة، كل حسب طريقته، فتتباين الطقوس هنا وهناك، وتتنوع مظاهر الإحياء ما بين دولة وأخرى ومدينة وغيرها، ورغم هذا الثراء في طقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وتعدد مظاهره غير أن هناك رابط واحد يجمعها وسحابة كبيرة تظلها ألا وهي حب النبي صلى الله عليه وسلم.

تباين تاريخ بدء الاحتفال :

تتباين الآراء بشأن أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف، غير أن أكثر الروايات انتشارًا في هذا الشأن، أنها بدأت مع ظهور الدولة الفاطمية (909-1171)، حيث كان لهم عدد من الأعياد والمواسم التي يحتلفون بها منها: يوم عاشوراء، مولد النبي – صلى الله عليه وسلم -، مولد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -، مولد الحسن ومولد الحسين – عليهما السلام -، مولد فاطمة الزهراء – عليها السلام -، مولد الخليفة الحاضر، ليلة أول رجب، ليلة نصفه، ليلة أول شعبان، ليلة نصفه، موسم ليلة رمضان، غرة رمضان، سماط رمضان وليلة الختم، موسم عيد الفطر، موسم عيد النحر، عيد الغدير، كسوة الشتاء، كسوة الصيف، موسم فتح الخليج، يوم النوروز، يوم الغطاس، يوم الميلاد، خميس العدس.

وتشير كتب التاريخ إلى أن أول احتفال بهذه الذكرى كان في عهد المعز لدين الله الفاطمي (952-975) حين نزل مصر قادمًا من المغرب، فكان من بين طقوسه في إحياء هذا اليوم إغداق الأموال والعطايا على الفقراء وتعليق الزينات وإقامة الولائم وتيسير المواكب العظيمة والجند الكثيرة بالأعلام والأبواق، فاستولى المعز بهذه الاحتفالات على قلوب المصريين المعروف عنهم حبهم الشديد للنبي – عليه السلام – وآل بيته الكرام.

الملاحظ أن كل الشعوب العربية الإسلامية تحرص على استحضار بعدين أساسيين في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؛ البعد الأول روحي ديني تعبدي، ويتمثل في سلسلة الاحتفالات الدينية التي تقوم على الصلاة والأناشيد والأذكار والأغاني التي تحتفي بالقيم النبوية، أما البعد الثاني فينهض على إضفاء خصوصية على هذا اليوم من خلال إعداد قائمة خاصة من الأكلات قد تختلف من قطر إلى آخر إلا أن الثابت أن ذلك يحصل أيضا بغية إطعام أكثر ما يمكن من الفقراء وكذا الأقارب والجيران، ولأجل ذلك كان لكل قطر عربي مجموعة أكلات وحلويات تعد خصيصا في يوم المولد..

المكانة الكبيرة للمولد النبوي الشريف بدول المغرب العربي :

تتميز دول المغرب العربي بانتشار العديد من الطرق الصوفية بها، هذا بخلاف أنهم كانوا الموطن الأول للفاطميين قبل قدومهم إلى مصر،ومن ثم فإن للمولد النبي لديهم مكانة كبيرة وطقوس ترتبط بالتراث أكثر منها بالحداثة.

ففي تونس تعد مدينة القيروان مركز الاحتفالات الرئيسي بذكرى المولد النبوي، وذلك لما تتمتع به هذه المدينة من قيمة تراثية وثقافية كونها مصدر الثقافة الإسلامية في تونس، وقد شهدت أول احتفال للمولد النبوي في تاريخ تونس عام 1329هـجريًا.

تتنوع مظاهر الاحتفال بالمولد في تونس ما بين حلقات الذكر والإنشاد الديني والابتهالات، بالإضافة إلى وجبة العصيدة التي يعدها التونسيون خصيصًا لهذه الذكرى العطرة، التي يدخل الصنوبر كمكون أساسي لها، كما تنبعث روائح البخور من معظم البيوت التونسية كأحد مظاهر الاحتفال بهذا اليوم.

أما بخصوص الجاليات الإسلامية في الخارج لا يقتصر الاحتفال بالمولد النبوي على الدول الإسلامية فحسب، فالعديد من الجاليات الإسلامية في دول أوروبا وأمريكا وآسيا يحيون هذه الذكرى بطقوسهم الخاصة أيضًا، حيث دأب المسلمون في هذه الدول مع قدوم شهر ربيع الأول على إقامة حلقات الذكر والدروس الدينية داخل المجمعات الإسلامية والمساجد المقامة هناك.

ويحرص المسلمون في هذه الدول على استغلال أي مناسبة دينية لتنشيط الوازع الديني لديهم خاصة في ظل ما يعاني بعضهم من حرمان معايشة الطقوس الدينية المعتادة في الدول الإسلامية، ومن ثم يتلهفون ذكرى كهذه لعقد المحاضرات والندوات والتهادي فيما بينهم بالكتيبات والمطبوعات الإسلامية وغيرها.

على سبيل الخاتمة :

وُلد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل،حيث أضاء بحسنه مكة المكرمة التي ولد فيها فكان بشرى لأمه آمنة بنت وهب، وخير خلف لأبيه الهاشمي المتوفى عبد الله بن عبد المطلب ومصدر فخر وسرور لجدّه عبد المطّلب الذي تبنّاه بعد وفاة أمه، ثم ولّى أمره لعمه أبي طالب من بعده، فعاش الرسول الكريم أربعين سنة قبل البعثة، وثلاث عشرة سنة بعدها في مكّة المكرّمة، فيما قضى العشرة الباقية من عمره في المدينة المنوّرة.

وتوفي رسول الله محمد في شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة وترك فينا شوقاً متجدداً للقائه لا يخبو، فلنسعى ليكون دافعاً لنا لعمل الخير، واستحضار الرقابة الإلهية والنبويّة لنا كما قال الله في عزيز كتابه (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، ولنعتصم بحبل الله وسنة رسوله لئلا نضل أبداً، ولنلحق بمراكب الغانمين بشفاعته وحلاوة جواره يوم الدين.

قال الشاعر أحمد شوقي :

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ

وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ

لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ


محمد المحسن



آخر بلاغ ***بقلم الشاعر علي مباركي

 آخر بلاغ ***بقلم علي مباركي


مني دنا ،في غبطة هامسا الأجل

              عمر مضى بين الرواسي انقضى

واليوم تسعى لإنتعاش بالقبل

               تصبو إلى وصل عليل المرتضى

والقرب أمسى في غياب مرتحل

                   دانت له الأقدار ثكلى بالرضى

والحمق في ليل السهاد المرتجل

                     شاد طروبا بالَوداع قد قضى

في صمته نيل الفنى والعدم ظل

                   في حشرجة الحلق أنغام تضى

والروح للعلى تصعد في عجل

                     جنحاء صارت رفقة للمرتضى


علي مباركي

13 سبتمبر. 2024

رسالة الى خاطب.. بقلم ـ د. محمد جقاوة

 رسالة الى خاطب..

.

ـ تيقن المجنون أنّ ليلى خُطبت، وأن موعد زفافها حُدّد،

فمزّق الحزن قلبه، وخرج هائما على وجهه في البراري، لا يلوي على شيء.

متقمصا لذاته، وعلى لسانه أقول في بحر الرمل:

..

أيها الخاطب.. عــــــــــــمرا خافقي

كيف باللـــــــــــــــــه لقلبي تخطب ؟؟

.

أي ذنب قــــــــــــــــــــــاتل قد جئته

هــــــــــــزّ عرش اللــه عمدا يُكتب

.

كيف ـ بالأسـماء ـ تخلي أضلعي

أَوَيحيا بعد هــــــــــــــــــــذا الخرب؟؟

.

هـــــــي شرياني ونبضي ودمي

إن نأتْ عمــــــرا فقبري المقرب

.

أأنا المذنبُ أم أنتَ وهــــــــــــــل

بيننا ثأر قــــــــــــــــــــديم يُطلب ؟؟

.

اســـــــــــــــــــــأل الليل فكم أرّقه

شاعر يشدو الجـــــوى أو يكتب

.

بلبل في أيكة الشّـــــــــــوق أنا

أسبق الفجر لربعــــــي أطرب

.

كيف أُرمـــــــــى بسهام نقعت

في سموم الغلّ ظمأى تشرب

.

أ ولم تلف ســواها في الحمى

أم لأمــــــــــــــر جئت لي تحترب؟؟

.

إنّ في الحـــــــــــيّ ألوفا غيرها

فانتــــــــــــــق شاةََ لكم  تحتلب

.

كلمـــــــــــــــــاتي مزع من كبدي

من ســوايَ .. بدمـــــــائي أكتب

.

أسكر الكـــــــون قصيدي باذخا

سل ربوع العرْب عنّـــي تعرب

.

سارت الركبــــــــان تشدو ألمي

هــــــا معي العير أسىً تنتحب

.

وتنــــــــوح الطير ترثي عاشقا

مــات قبل الحين.. حيّا يحسب

.

من يبـــــــوح العشق للبدر إذا

نام حـــــــــــــــــيّ بالرزايا متعب

.

أو يصــــوغ الشعر يعلي فاتنا

ما له في الحسن نـــــــدّ يقرب ؟؟

.

هي فـــي الأرض بقلبي نبضة

وهي في الأفـق مضيئا كوكب

.

لم تردي بلبــــــــلا يشدو الهوى

ولم غـــــــــــــلاّ لشعري تحجب ؟؟

.

عــــــــــد إلى الرّشد رجاء واتّق

أدمعا باتتْ لفـــــرش تخضب

.

لن يطــول الأمر تجزى صعقا

لست أدري كــيف يَمضى السبب

.

ـ د. محمد جقاوة

ـ في: 14/09/2024



صوت .. بقلم الكاتب محمد لغريسي

 صوت ..

         محمد لغريسي 

              الداخلة 2014

................

و انا اهاتف الروح..

رسول أنيق يضمني إلى مهرجان  

 صوته

 يتدفق

 موشح رشيقا

 في نسغ عظامي

وأعضائي..

وهو معي..لن ينطفئ الشهد

لن تنوح الحمامة 

لقلبي عصافير ملونة

لجسدي- عربة الكهنة المبجلة

 وردة تترنح شبقا

وخلودا .



أصبوحة شعرية وأدبية بأكودة باقتراح من صالون الشجرة بأكودة: ☆ كاتب وكتاب على قارعة الطريق بقلم الكاتب جلال باباي

 ■ باقتراح من صالون الشجرة بأكودة:

☆ كاتب وكتاب على قارعة الطريق☆


       ¤ الكاتب والشاعر منذر العيني Mondher Elaini Elaini dher Elaini Elaini  في لقاء صباحي باذخ على رصيف : "استراحة قهوة" (pause café ) ، شارع البيئة ) بأكودة بدعوة من الشاعر: جلال باباي / Jalel Babay  رئيس الصالون الثقافي الشجرة،  متدثرا بعشق وهيام " أم القرى" ضمن الإحتفاء بالثقافة على قارعة الطريق والتحريض على الفعل الأدبي منفتحا على الشارع والمارٌة بلا متمٌمات ركحية .

هذا ويتخلل اللقاء قراءات شعرية وقصصية في إطار :

●حفل إمضاء الإصدارين:" كوسميتيك" و " الهوامش" لضيف اكودة الكاتب/ منذر العيني.

● الموعد:

■  السبت 21 سبتمبر 2024 ■

¤ بداية من الساعة التاسعة والنصف صباحا( 9.30) الدعوة مفتوحة للجميع.

● المكان: مقهى :" استراحة قهوة" pause café  شارع البيئة أكودة قرب مقر المعتمدية.


■ خلاصة المسالة :

يختصرها المثقفون في الآتي:

"قضية العرض على القارعة هذا ما علمتني إياه ثقافة الرصيف وأنا أقترب إلى القارئ التونسي...كلّ شيء يقع على القارعة ليس هدفا في حدّ ذاته وإنّما هي قناعة لأني منذ 3 عقود أبعث بكتبي إلى مكتبات في الحقيقة لا تدافع على المثقف ولا تدافع على الكاتب التونسي وليس لها غاية تسويقية لمسألة الأدب التونسي".


☆ مرحبا بجميع الأحبة ومثقفي الجهة لمشاركتنا هذه الأصبوحة الشعرية والأدبية المتفردة بأكودة منارة العلم ومقصد العلماء ☆



دنيتي بقلم الكاتبة لينا شفيق وسوف.......

 دنيتي.... 

أنرت دنيتي وكلي وجودك

وجه الحب والثقة بالنفس

عشقي وغرامي الجميل

 لك وعد مني ولك القلب

رفيق الروح عبير البنفسج

ألماس الاحساس والزنبق

عيون بغضبها أحببتها

ومزاجها وتقلباتها خيراً

ُتُخلق الروح من الجديد

بداية كل البدايات أجمل

نهاية كل بدايه ستبدأ بك

من جديد تدور وتدور

بين الروح وروحها سفر طويل

 خيوط فيها كل العجب

العجيب بحقيقتها انتعاش

معلمي جيشي الوحيد 

خطواتي بالحب نشيد

رواق اللهفة عراك بعده

ترقص الفراشات على حروف

الورد وطريق الحرير

تحمر خدود الكلمات

حضن الشمس حضن العمر

بين أحضان الحب والعشق 

ياماء الضحكات صدقاً

بستان الدفء تغزل النبضات 

قمح الحقول والخيرات

سماء الحب والآهات

حروف الفرح رغم كل الحكايات

بقلمي لينا شفيق وسوف.......

سيدة البنفسج.......سورية.......


٢٠٢٤/٩/٤*******



كذبت قارئة الرصاص بقلم الأديب سعيد الشابي

 كذبت قارئة الرصاص


هيــفاء يا منيتي ، وحلم حـياتي

هـلا سألت الكواكب والنجوم عنّي

هـلا سألت الأهـلّة في العتــمات

كم ترصّدتك عنــد المنعــطفات

كم تـوقّفت على أرصفـة الطرقات

كي أراك ، وتقرأ عيـنيّ عينــاك

كي تهمس اليـــك ابنـــساماتي

صباح الورد والنور ، يا أمل الحـياة

علّك تسمعين صمتي ، ولحن آهاتي

تمرين أرشق قامة ، من الباسقات

ذهبية الشــعر ، غربية الســمات

شرقيــة الكفل ، موقعة الخطوات

سـاحرة الأعين ، في غـير مبالاة

كم تمائم كتبت ، وعلى الأشجار علّقت

كم آيات قـرأت ، وكتبا صفراء قلّبت

لاستدراجك ، من حيث لا تعلمــين

لكــنني تعبت ، وما أفلحــــت

كم نصبت لك في الـنوم حـــبائل

فشق ، حتى في المنام بك الامساك

ولا حتى ، اقتربت ، من شباكي

حتى قـارئة الرصاص ، قد كذبت

وحاد الرصاص ، حين قاسمتني ، وقالت

حبيبتك يا ولدي ، هذه ، والله لن تكـون

غير الهيفاء الرشيقة ذات النطاق الأسود

هتي التي تتهادى من وراء الأفق الغائم

وبقـــيت على الشواطئ ....منتظرا

على الهضاب أنتظر.. في الغابات أنتظر

غند الدكاكين ، وفي الأسواق أنتظر

وكلما رأيت هيـــفاء ، ترتدي

نطاقا أسود ، قلت : هذي حبيــبتي

وتمر أمامي مر السحاب ولا تلتفت

ومضت عليّ عقود ، ولم تظـــهري

وأنا حتى رحـيل العمـر ،في العتمات

أطارد ، ضـوءا صـور أطـيافك وما

تمكّنت من اللـــــحاق ، بما أرى

ولا أنت بـــرزت حقيقة في حياتي

ولا القدر استـــجاب الى رغباتي


سعيد الشابي


حربٌ باردة بقلم الكاتب كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

 حربٌ باردة


بالقربِ منِّي شيءٌ ما يتكتكُ

كأنّه أفعى تتلوّى في وهادي

تثيرُ شهوةَ فضولي

ماكرةٌ تلكَ المسافاتُ

تجعلكَ تخرجُ من أسنانكَ

تَدَعُ أصابعَكَ تثرثرُ

بذاكرةٍ عشوائيّةٍ ممتلِئَة

تجلّياتُها تلهمُ القلبَ

بعيداً عن كُلّ هذا التلصّصِ

ثمَّةَ عيونٌ تترصدُ الخفاء

ثمَّةَ أفواهٌ تلدغُ

ووجوهٌ تشبهُ شاشاتِ الإعلانات

وأنا أكرهُ عقرب فمهِ ،

ثعلبَ عينيهِ

وحرباءَ خديّهِ

لا يفتأ يلاحقُني كظلّي

في دروبٍ ضيّقة

مهما غذذتُ السيرَ

ينسلّ أمامي

أو يتقهقرُ خلفي

برودُهُ لاذعٌ وجمرُهُ زمهرير !!

يا لسوراتِ القلقِ

حينَ تكونُ طارئةً

ثقيلةَ الوطأةِ

لا تتبدّدُ إلاّ بمغادرَةِ الأرضِ المحروقةِ

الوردُ يذبلُ أو يزهرُ

تَبَعاً للمتغيّرات

ثمَّةَ أطيافٌ تستشرفُ البقاءَ

في مفاوزَ متروكة

وصارخٌ يتوجسُ الارتياب

لذا سأدَعُ المعلولَ يلهثُ

فقدْ أصابهُ داءُ الكلب

ولأنّ الغلّ مثواهُ قصيرٌ كالشرر .


كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      العِراقُ _ بَغْدادُ



تُعَلمُنا الكهف بقلم الشاعر سليمـــــــان كاااامل

 تُعَلمُنا الكهف

بقلم

سليمـــــــان كاااامل

***********************

تُعلمنا الكهف....... من فضائلها

أن ماابتدأناه...........فله انتهاءُ


وأن الدنيا...................لها زوال

ومهما طال..............العمر فناء


فارتقب وكن.........حذِر الخُطا

لن يُجدي أحداً....... طول بقاء


أمارات الأخرى.... تتراءى إلينا

ولن يُنكرها..................إلا غباء


مابين الآية........ وبين الأخرى

زمن يمضي...... وكشف غطاء


يأجوج ومأجوج وذو القرنين

وقصة سد.............صب وبناء


بكل الكتب.................ذكر الأثر

لايدرك هذا...............إلا حكماء


فالكل يعود..............إلى خالقه

والكل أمام................الله سواء


تُعلمنا الكهف.........أسرار الكون

وأن العالِمَ...............فوقه علماء


وأن الواقع..............خلفه أسرار

وأن الظاهر................ له أحشاء


فمن يزعم أن............العلم لديه

سيدرك يوما............... هذا بلاء


فلنعمل خيراً.............. ليوم آت

أمارات  تبدو..... والأخرى خفاء

**************************

سليمـــــــان كاااامل..... الجمعة

2824/9/13



يَا بَحْرُ عُذْراً بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 يَا بَحْرُ عُذْراً

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

يَا بَحْرُ عُذْراً جَفَانِي=شَكْلِي وَلَوْنُ الْمَعَانِي

وَغَابَ عَنِّي شُعُورِي=فَبَزَّنِي وَخَزَانِي

لَمْ أَدْرِ أَنِّي بِدُنْيَا=رَقَّاصَةٍ كَالْغَوَانِي

وَشَاغَلَتْنِي بِشَهْدٍ=أَنَا الْحَبِيبُ الدَّانِي

وأَبْلَغَتْنِي حَنِيناً=مِنْ عَطْفِهَا الرَّبَّانِي

وَدَاعَبَتْنِي بِفَيْضٍ=مِنْ نُورِهَا{السُّنْدُسَانِي}{1}

وَوَاعَدَتْنِي بِحُبٍّ=مِنْ لَحْظِهَا{الْمُعْجِبانِي}{2}

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

{1}{السُّنْدُسَانِي}:نسبة إلى السندس وهي لفظة مفردة وليست مثني

{2}{الْمُعْجِبانِي}:لفظة عامية مفردة وليست مثني

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة



صلوا على بدر التمام بقلم الكاتب يوسف بلعابي تونس

 صلوا على بدر التمام


صلوا على بدر التمام

محمد سيدي رفيع الشأن والمقام

صلوا على خير الأنام

شفيعي يوم الوقوف والقيام

صلوا على الصادق الأمين

تاج الأنبياء المرسلين

صلوا على سمح البشر

ضياء وجهه فاق نور الشمس والقمر

صلوا على الهادي المنير

جاء بالحق مبشرا ونذيرا

صلوا على حبيب الرحمان

محطم الأصنام و الأوثان

موحد الأجناس و الأديان

منشر الأمن والأمان

مبلغ الرسالة كما جاء به القرآن

معمم السلام في كل الأوطان


بقلمي يوسف بلعابي تونس



تعميما..للفائدة الكلام على الكلام..صعب بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (تعميما..للفائدة)


الكلام على الكلام..صعب


-تعقيب المبدعة السورية الأستاذة فرانسيس اكلاس عن مقاربتي النقدية التي نشرت منذ ست سنوات بعدد من الصحف التونسية والعربية والمعنونة ب:" الإيروتيكية في قصيدة: أسرجت غيمتي إلى محراب عشقك..للشاعرة التونسية أ-هادية آمنة"

هذه المقاربة النقدية سنتولى نشرها لاحقا بمؤسسة الوجدان الثقافية الرائدة،بعد إجراء تصرف طفيف عليها تعميما للفائدة.


-طالما سيتساءل الرجل العربي فيما إذا لم يكن عجباً أن يغيب الجسد في الشعر العربي الحديث،وتطغي التهويمة والفكرة،أن تغيب اللذة وتحضر كل أشكال التأمل والندب والصراخ الداخلي والإحتجاج العاطفي والنشيج الوطني.

وهذه كلها شرعيات الحضور بالطبع،شرط أن لا تطغى وتتكبر كما تفعل حقاً منذ أكثر من نصف قرن..

 والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع: أليس من العجب أن يؤجِّل الكائن إعلان الكلام الداخلي،الأكثر صدقاً،لجسده هو نفسه،وينفي مفردات رغائبه الأكثر حميمية ومخياله الأكثر صراحة واغتباطاً..؟

وهنا أضيف : يقول ستيفن سبندر(1):” أعظم الشعر هو ما يكتبه شخصٌ يجهد نفسه ليذهب إلى أبعد مما يمكن ” ففي الغالب لا يمكن أن يكون الشعر شعراً إلا إذا كان مدعوماً بوعي بواقع العالم ونظرة معينة للأشياء المحيطة بنا،فلا بد من الاكتشاف والبحث عن لغة جديدة تحاكي الواقع الملموس فالشعر هو مجازفة وتجريب و كسر للثبات والجمود في قصائد يمكن تصنيفها بقصائد تجريبية تخلق عوالم أخرى يتنفس عطرها وتعطر ما حولها لما تحمله من رؤية إبداعية و عمق شعري.

ويظل السؤال حافيا،عاريا ينخر شفيف الرّوح

وإلى القارئات الفضليات و القراء الأكارم تعقيب الأستاذة فرانسيس اكلاس،وللجميع حق التفاعل:


*قراءة وافية أستاذ محمد المحسن

أنا أوافق الاستاذة جمانة حداد حين قالت انها تكتب عن جسدها وعن احتياجها النفسي والروحي فهذا طبيعي جدا ولا استعراض للعضلات ولكن مع الأسف كما قلت إن شعراء الحداثة العرب يتكلمون عن شيء لا يمتلكونه بعكس الايروتيكية الأوروبية التي تتكلم عن خبرة وواقع، والشعر ما هو إلا كشف واقع في جملة من الصور والتعابير الشاعرية وترجمة أحاسيس، عاشها الشاعر او يتوق لها،ومع هذا عندما تكتب المرأة عن هيامها ومشاعرها تُهاجم من الرجل الشرقي،الذي يرى فقط من عين الذكورية الضيقة..


محمد المحسن



نحن قوم أعزنا الله بالإسلام بقلم الإعلامي خالد السلامي

 نحن قوم أعزنا الله بالإسلام 

خالد السلامي 

اريد وطننا مثل بلاد الكفار، بهذا العنوان بدأ أديب سوري هو السيد محمد البوادي مقالا  تلقيت نسخة منه من قبل أحد الأصدقاء الكرام تحدث فيه عن ما مرت به بلاده سوريا من أحداث وما رافقها من أفعال واعمال وتدخلات متنوعة ومتعددة كان اغلبها ولا زال هو غريب عن معاني العروبة والاسلام وإنما إستخدمت الاسلام لأغراض أخرى بعيدة كل البعد عن الاسلام والعروبة مما ولد شعور كبير باليأس لدى اديبنا العربي السوري فجعله يتمنى وطننا مثل بلاد الكفار  نتيجة لتلك الأفعال التي شوهت صورة العروبة والاسلام في عينه وعقله هو وكثير من المواطنين العرب والمسلمين وهي من أهم الغايات الأساسية التي أُعِدت لها تلك الأفعال والاعمال التي اقل ما نقول عنها أنها مشينة شنيعة فصب جام غضبه على ادعياء الاسلام فجاءه رد من احد رجال الدين لا ندري إن كان من رجال الدين الحقيقيين ام من ادعياؤهم بأن سبب كل هذا هو ابتعادنا عن ديننا و عن القرآن والسنة النبوية مما أثار حفيظته فافرغ كل انفعاله على هذا الرد في مقاله اعلاه واتهمه وامثاله بالببغاوات ضاربا بالأمثلة الغربية والاسيوية غير المسلمة وتقدمها وتطورها وامنها ونجاحها بكل مجالات الحياة حتى وصلت لما وصلت اليه الان من تكنولوجيا وتطور علمي شمل كل جوانب وأنشطة تلك الحياة ساخرا من رد رجل الدين بانها كانت قريبة من الاسلام والقرآن والسنة . نعم قد يبدو لنا كل ما عرضه السيد محمد البوادي حقيقيا مقارنة بأوضاعنا كعرب ومسلمين اذا نظرنا لهذا الواقع ظاهريا فقط دون محاولة سبر اغواره .

لهذا اقول لأخينا الاديب العربي السوري وهو يتغنى بإنجازات بلاد (الكفار) في الوقت الذي يتألم من وضعنا وربما يسخر منه قد يكون فاتك يا اخي ان كل هذه السلبيات الذي ذكرتها في بلادنا هي من صنع (الكفار) بما فيها شيوخ التكفير والقتل  والفتن ونكاح الجهاد كما سميته في مقالك .

انا ارى أن من يفكر هكذا فإن تفكيره قد لا يتجاوز عقله واذنيه وان نظره  ربما لا يتعدى اخمص قدميه فلو حاولنا معرفة من المستفيد من كل هذا الذي حدث و يحدث في بلادنا العربية من فتن واقتتال وخراب وتدمير  لكل البنى التحتية والموارد والمنشآت الصناعية والزراعية والعلمية والخدمية وقتل وتهجير الكفاءات لكي تبقى بلداننا مختلة أمنيا وخاوية القوى غير قادرة على الدفاع عن نفسها وفارغة اقتصاديا ولتكون سوقا مفتوحا دائميا لمنتجاتهم المختلفة  لعرفنا من يقف وراء كل هذا الذي يحدث في بلادنا العربية وفي أي المعامل تمت صناعة كل تلك التنظيمات التي سماها صانعيها بأسماء إسلامية لإيهام الناس البسطاء بها وجعلهم يستجيبون لها مستغلين فطرتهم الدينية  فتشتعل الفتن بين أبناء المجتمع الواحد. والأدلة كثيرة أمامنا فعندما يتولى حكم اي بلد عربي او غير عربي حاكم قد يحاول الخروج من تحت عباءة اولئك (الكفار) ويحرر اقتصاد بلده من سطوتهم عن طريق استغلال ثرواته وجعله بلدا علميا وصناعيا وزراعيا مستفيدا من عائدات نفطه او اي ثروة يمتلكها بلده لتوفير كل الخدمات وجعل التعليم من اهم اولوياته تراهم قد بدأوا بمؤامراتهم عليه ابتداء من محاولات الانقلاب المتعددة الى مؤامرات إثارة التمرد الداخلي ثم محاولات إختلاق خلافات دولية معه لإسقاطه مع محاصرته بعقوبات دولية وفي حالة فشل كل تلك الطرق يأتون بجيوشهم لإسقاطه والامثلة كثيرة في هذا المجال كما حدث في بنما وترينداد والصومال وفنزويلا  وكوريا الشمالية وافغانستان والعراق وما سُمي بثورات الربيع العربي وغيرها  ولا ننسى ازدواجية التعامل في قضايا الهند وباكستان حيث إثارة القلاقل في باكستان لعرقلة برنامجها النووي لأنها دولة مسلمة بينما يتم غض النظر عن الهند النووية لأنها دولة غير مسلمة وليس بعيدا عنا تهديد وزير خارجية امريكا وهو يغادر مطار الرياض في عقد التسعينات على ما اظن حينما رفضت السعودية طلبه بعدم زراعة الصحراء السعودية بالقمح فقال لهم سنجعل من اسعار النفط ابخس من اسعار الماء وقد جعلها فعلا .

وها نحن نرى الى اين اعادونا ربما حتى الى ما قبل التاريخ  لا صناعة ولا زراعة ولا تعليم ولا طب ولا أدنى مستوى من الخدمات . فبلاد (الكفار) يا سيد محمد البوادي يريدوننا متخلفين متوحشين يقتل بعضنا البعض ونكون فقط مستهلكين لمنتجاتهم بكل انواعها لهذا لا يمكن لأي قطر عربي حتى ان يختار حاكمه بنفسه وامامنا العديد من الحالات العربية فبعد كل انتخابات يجب الانتظار الى ما يقارب السنة واحيانا اكثر حتى يتوافق اولئك (الكفار) وحلفاؤهم في الداخل والخارج ويتفقون على شخص يحكم بما يخدمهم . فالإسلام الحقيقي هو دين علم وتطور وتقدم بدليل العديد من آيات العلم في القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية الشريفة وهو دين وحدة لان في الوحدة والعلم تتطور الأمة وتهزم اعداءها ولهذا ترى اعداءنا يحاولون ، بكل ما يملكون من خبث وأَلاعيب ، ابعادنا عن ديننا الذي أعزنا الله به كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه( نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اهلنا الله ) ومنع وحدتنا التي هي مصدر  قوتنا إن حصلت   حيث كنا اقوياء نحكم الدنيا عندما كان يحكمنا حكام مسلمون حقيقيون لا يَتبعون غير الله ورسوله ولا يخافون بالله لومة لائم .



العَمَل ... (عَلِّمُوهَا أَبْنَاءَكُـمْ) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 العَمَل ... (عَلِّمُوهَا أَبْنَاءَكُـمْ)

هَيَّا إِلَـى العَمَلِ ... لِلْـفَـوْزِ والأَمَلِ.

الجِدُّ يَـدْعُونَـا ... لاَ وَقْتَ لِلْكَسَلِ.

******

الدَّرْسُ يَدْعُونَا... وَالفَوْزُ يَـحْدُونَا.

بِالبَذْلِ والكَدِّ ... نَبْـنِـي مَيَـادِيـنَـا

بِالعِلْمِ غَايَتُنا... مَيْسُورَةُ السُّبُــلِ.

******

أَوْطانُنَـا مُهَـجُ ... مِنَّا لَها الفَـرَجُ.

فِي كُلِّ مُعْتَرَك:... البَرُّ واللُّجَـجُ.

تَطْوِيرُهَا هَدَفٌ... لِلْبِنْتِ والرَّجُلِ.

******

نَبْـنِي بِقُـوَّانَـا ... لِلْـغَـدِ أَوْطـانَــــا.

مَرْفُوعَةَ الذِّكْرِ ... نُرْسِي لَهَا شَأْنَا.

هَيَّا إِلى العَمَلِ... لا وَقْتَ لِلْكَسَلِ.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

ديوان "الباقة": أناشيد وأوبيرات للأطفال.



الإنتحار الثاني *** بقلم الشاعر علي مباركي

 الإنتحار الثاني *** بقلم علي مباركي 


 فعندما مات الورد بروض أفكاري

وما عمر وردي  سويعة من نهار 

علمت بأني في لحظة احتضاري

لقد غار الحب ودعاني  للإنتحار

وأملى على قلبي  سمو  الإقرار 

وحاك لي درب النجاة   والإنذار

قرير العين غدوت. وحزني بانكسار

أدون بأصحف دهري شجايا أشعاري

واهدي  وصيتي  لمن  سال أنهاري

وأسبى  بين ضلوعي  نبع  انفجاري 

فأهرى البركان جل منافس منظاري 

وارداني بصير القلب أعمى  بمعيار 


علي مباركي 

12  سبتمبر  2024

غفوة على رصيف الأماني ..بقلم الشاعر علي حسن

 غفوة على رصيف الأماني    ..بقلمي علي حسن


لعلّها غفوَةٌ في لحظةٍ ما

على أرصِفًةِ الماضي

من تنهيدةٍ حبلى

على كتِفيِ الزمان

بين تجاعيدها

حِكاية أيام

وحاضِراً مًبهمٌ

لا يُدرِكَ من أنفاسِه شيء

ولا يَعرفُ كيفَ هي

الأيام تسير

ولعلّ الحِكايةَ في

بِداياتها

فالقِصَة لم تَكتَمل

ولم تُغلَقَ أوراقَ دفاتِرنا

فما بين الماضي

والحاضِرَ ليسَ إلا

حرفٌ وقلَم

ونُقطةً تبين ما بين السطور

لعلّ الأقلامُ ترتِلُها

لتحفظها ألسنة الحاضر

فما زالَ الماضي

مرسوم في صدرِ مِرآتنا

فتاريخنا ما زالَ ذكرى

نُرتِلُه بين تجاعيدَ أوراقنا

من تنهيدةٍ أنفاسُنا

ونرسمه صورةً على وجهِ مرآةٍ

حطمَ إطارها الإعصار 

فلَعلّ رِحلَةَ الأقلامِ على

صدرَ الأوراقِ لم 

لم تنتهي

فكيفَ لِلنهايةِ أن تكون

لِنقرأها صورةً

في حاضِرَنا

ونرسمُ المعاني في

غفوَةٍ على

رصيفَ الأماني 


            .. علي حسن ..