آخر المنشورات

السبت، 7 سبتمبر 2024

قم من سباتك يا صلاح الدين..تنكّب سيفك وقوسك..فغزة تستغيث..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 قم من سباتك يا صلاح الدين..تنكّب سيفك وقوسك..فغزة تستغيث..!


إلى صلاح الدين الأيوبي1..في مرقده الأزلي 


"لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم ولأنزلكم الله إلينا"


الآن..وهنا أراني أقف أمام قبرك واجما وفي المآقي دموع تلألأ-بخجل-هنالك أواصر تجمعنا ليست تاريخية فحسب بل إنسانية..لذا لا أشكو إلى أحد في زمن حفاة الضمير وفاقدي الكرامة والمثل العليا،سيما أنّ أكثرهم اعترفوا أنّ نصف فلسطين ليس عربيا.

"أحاول أن أن أخرج من وجعي الممضّى،الذي حملته على كتفي عبر سنوات عجاف،أي مذ علموني في المدرسة أنّ فلسطين عربية،وأنّ الذين وفدوا إليها من كل أرجاء الدنيا ليسوا إلا غزاة وغاصبين"

أحاول الإلتفاف يائسا على فكر الهزيمة،ثم النكسة المريرة،ثم نصف الإنتصار ونصف الهزيمة،وأرنو إلى زمن بهيج مكلل بإنتفاضة-عمياء-كتلك التي جسدها أبناء فلسطين،كي لا نعود إلى أخطاء جسيمة عشناها بحمق ونعيشها حد الآن بغباء مفرط حتى تحولنا إلى ذئاب تعوي في صحراء لا تخوم لها..

أحاول جاهدا يا-صلاح الدين-أن أصحّح المسار الخاطئ الذي سلكناه في زمن ضلللنا فيه الطريق إلى الحكمة وباتت فيه المناداة بتحرير فلسطين جريمة لا تغتفَر،بل عنصرية لا سامية توجب المقاضاة أحيانا.

في هذا الزمن السافل،عندما يلجأ المحبطون إلى الأنبياء والأولياء والقدّسين،ألجأ إليك ومواجعي خلف شغاف القلب تنخرني..وسؤالي إليك وأنت في مهدك الأبدي:أين أنت لتشدّ آزرنا وتخلصنا من غبار العواصف ودمدمة الرعود ووميض البروق الساطع علّ تعود فلسطين التي حلمنا بعودتها منذ أكثر من نصف قرن متخم بالدموع..؟

هانحن نناشدك علك تستفيق من سباتك لتدثرنا برجولتك وشجاعتك في زمن غدت فيه الرجولة والكرامة زبدا وطواحين ريح..

ها نحن نعود إليك كاليتامى كي نستريح في ظلالك الممتدة بين دم جعفر بن أبي طالب* وعبد الرحمان الغافقي**..وأن نحلم -حلما طوباويا-يدغدغ مشاعرنا ويرتفع بها من حدود الصين إلى مشارف أوروبا..الحلم في زمن الإنكسارات جميل شريطة أن لا ننحني إلى كل غاصب أو محتل..

سؤال لجوج يقضّ مضجعي: هل أستطيع في هذا الزمن المتخم بالرداءة أن أحتمي بك معاهدا إياك أن لا أفرّط في ذرّة تراب واحدة مثلما أوصيتنا أن لا نتاجر بعرض فلسطين وأن لا نساوم بالأوطان أو نبادلها كراقصات في ملهى..

تنخرني المواجع وينال مني الإحباط في نخاع العظم وقد مضى على ذكرى النكبة خمسة وسبعون عاما..فقم من سباتك يا سيدنا وتقاسم معنا الجراح في زمن يزدحم بحفاة الضمير من الخليج إلى المحيط..

حجارة صمّاء سلاح أبناء فلسطين في حربهم ضد المستعمر اللئيم إغتالوها وحولوها إلى ألقاب مفرغة من معانيها وسجّاد أحمر،وموائد مفاوضات عبثية..وعلم لا يحمل معانيه..

قم من سباتك وتنكّب سيفك وقوسك وأصرخ بملء الفم والعقل والقلب والدم:"لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم ولأنزلكم الله إلينا"

هانحن نقاتل بالنيابة عنهم جميعا وسنظل نقاتل حتى ولو لم نجد غير أظافرنا وجدران المقابر متاريس وأسلحة للقتال..ووسنتمترس بشجاعة من لا يهاب الموت خلف خط الدفاع الأول: فلسطين

..قم من سباتك يا صلاح الدين الأيوبي فقد أوغل ليلنا في الدياجير..ولامس رذاذ الدم وجوهنا السافرة..!

على سبيل الخاتمة:

قد كان صلاح الدين وبحق واحدًا من قادة الإسلام العظام،فقد حافظ على كفاح متساوي ضد جيوش الصليبيين العديدة والمتفوقة لمدة ربع قرن من الزمان،فقد احتل مكانة عظمى في تاريخ العصور الوسطى، ليس فقط للإنجاز العسكري بل أيضًا لإنسانيته، فليس بالدماء تصنع المكانة التاريخية ولكن بالإنجازات ذات البعد الإنساني.

ذلكم صلاح الدين الأيوبي الذي طبقت شهرته الآفاق،فهو الشخصية الأكثر رومانتيكية لعصر الحروب الصليبية، تمكن من غزو الصليبيين في نفوسهم وعقولهم وقلوبهم،وهذا ما لم يحدث بالنسبة لأي قائد صليبي على نحو يكشف لنا تفوق المسلمين في صورة صلاح الدين الذي يكاد يكون الشخصية المسلمة الوحيدة في عصر الحروب الصليبية-إن لم يكن في القرون الوسطى- الذي نُسجت بشأنه أسطورة عاشت في العقل الجمعي الأوربي،وأعجب به الصليبيون وصوروه فارسًا على خلق ونبل،ولعل السبب الرئيس في تكوين تلك الأسطورة الطابع الإنساني في طبيعته وتمكنه من غزو قلوب أعدائه.

إن العصور الوسطى هي عصور القديسين والأساطير،وتُعَدّ أسطورة صلاح الدين أكثر أساطير القرون الوسطى التي تربط الشرق والغرب ارتباطًا وثيقًا،وما يزال اسم صلاح الدين مجلجلاً في أسماع الغرب حتى اليوم،وذلك دليلاً على أن صلاح الدين لم يمت في 1193م بل ظل أسطورة في عقول أعدائه.كما ظل هذا النمط من القيادة مشرعن في ثقافتنا وفي تاريخنا الاجتماعي، وهو جزء أصيل في المخيال الشعبي ضمن موروث فلكلوري تترابط فيه الحقيقة مع المتخيل والأسطورة.


محمد المحسن


هوامش

1-الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي (532 - 589 هـ / 1138 - 1193 م)، المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي قائد مسلم أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية،بعد أن قضى على الدولة الفاطمية التي استمرت 262 سنة.قاد صلاح الدين عدّة حملات ومعارك ضد الفرنجة وغيرهم من الصليبيين الأوروبيين في سبيل استعادة الأراضي المقدسة التي كان الصليبيون قد استولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر،وقد تمكن في نهاية المطاف من استعادة معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، بعد أن هزم جيش بيت المقدس هزيمة منكرة في معركة حطين.

*جعفر بن علي بن أبي طالب (توفي في 61ه/ 680 م) الأخ الشقيق للعباس بن علي، شارك في معركة كربلاء مع أخيه الحسين وقُتل معه.

**عبد الرحمن الغافقي قائد إسلامي شارك في فتح الأندلس في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وتولى إمارتها بعد تعيين 4 ولاة للأندلس لم يستطيعوا أن يثبتوا أنفسهم فيها، قام عبد الرحمن بإخماد الثورات القائمة في الأندلس بين العرب والبربر وعمل على تحسين وضع البلاد الأمني والثقافي. استشهد في معركة بلاط الشهداء(732 م الموافق 114 ه) قرب مدينة تورز الفرنسية وذلك بعد أن توغل في جيشه داخل أراضي الفرنجة حتى وصل إلى ما يعرف اليوم بشمال إيطاليا.



أشواق تعبر البحر بقلم ..الشاعر . عبدالسلام جمعة

 أشواق تعبر البحر

..........

كم عبرنا البحر بالبحر وسرنا

                      فوق موج حالم فيه اكتفينا

وكتبنا الشوق نشكو ناره

                     رغم نار البعد بالشوق سعدنا

من يدينا نطق الحب الوفا

                       ثم صار الوزن للعشاق لحنا

نلتقي بالروح لا كان الجفا

                  إن هفا الشوق إلى الشوق وحنا 

فلقاء الروح يجلو همها

                           ولقاء الروح لا زال لدينا

نعبر البحر مع البحر فما 

                          تعب الربان أو نحن تعبنا

في بحار الشوق سطرنا الهوى

                            وشربناه رحيقا ثم مزنا

إنه الوجد الذي خط لنا

                     من دماء القلب ما نحن نثرنا

وغرسنا الورد في درب المنى

                 فانتشى الورد الذي نحن غرسنا

نحن من أهدى ويهدي نبضه

                 كي يظل الوجد في الأعماق فنا

يا بحور الشوق ظلي واسلمي

                         فبحار البعد بالبحر قطعنا

ما لدينا غير أبيات الهوى

                  ثم نهدي العشق طوعا ما كتبنا

كم حبيب شرب الشوق وما

                    نام ليل البعد أو أغمض جفنا

يا حبيبا غاب عني شخصه

                  حضر الطيف إلى الروح فذبنا

فتغنيت بأحلام لنا

                    وجعلت الطيف للأحلام وزنا

من عذاب البعد سالت أحرفي

                      نطق الوجد وأبدى ما تمنى

كم تمنى الوجد أن نحيا معا

                       فيذوب البعد لو كنا التقينا

أيها الطيف الذي قد زارني

                     انتظر للصبح ما للهجر معنى

وأرحني في حديث طيب

                    لن يسيء الناس بالأحباب ظنا

عرفوا الحب وتاهوا مثلنا

            في صحارى الحب حين الحب غنى

لم يكن مجنون ليلى وحده

                   في عذاب الحب والأشواق جُنا

........

بقلمي ..الشاعر  . عبدالسلام جمعة



رِسَالَةٌ إلى الوَالِدِ. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 رِسَالَةٌ إلى الوَالِدِ.

(ضاقت بي الحال مُدّة، فهرعت أطلب دَعْوةً من والدي، رحمه الله)

يَــــا وَالِـدِي ، إِنَّ الــــزَّمَـانَ رَمَـانِي

وَالـحَـظُّ مِنْ مُـرِّ الـحَــيَــاةِ سَـقَانِي

النَّحْسُ رَانَ عَلَى فُؤَادِي واسْتَوَى

وَالـدَّهْــرُ، كَلْـكَلُهُ الثَّــقِيلُ رَحَـانِي. 

فَإِذَا قَصَدْتُ اللهَ خَيَّبَ مَقْصِدِي

فَــوَجَـدْتُـــنِي وَيَـــدَايَ خَـاوِيَــــتَـانِ 

كَمْ قَدْ سَعَيْتُ، وَكَمْ قَصَدْتُ أَمَاكِنًا

وظَـنَـنْتُ أَنَّ رَئِـيـسَـهَا يَلْـقَــــانِي...

فَإذَا الأَمَاكِنُ، دَائِـمًا، مَسْدُودَةٌ

وإِذَا الـرَّئِيسُ، لِلَحْظَةٍ، يَنْسَانِي.

خُذْ كُلَّ مَالِي وارْضَ عَنِّي لَحْظَةً

فَـرِضَـاكَ عَـنِّـي غَـايَــتِـي وأَمَــانِي

وَادْعُ العَـزِيزَ، يَفُكُّ عَنِّي ضِيقَتِي

يَا وَالِـدِي، يَا نَـبْـعَ كُـلِّ حَـنَـانِ.

أَرْجُو لَكَ الرَّحْمَانَ، دَوْمًا، صَادِقًا

دُمْ لِي مُـعَـافًى، يَاحَبِيبَ كِيَـانِي

بَـلِّـغْ سَـلَامِي للـعَـزِيزِ مَـكَـانُـهَا

أُمِّي الحَنُون وجُـمْلَةَ الإخْـوَانِ.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس) 

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



ابتهالات قلب مجروح .. بقلم ـ د محمد جقاوة

 ابتهالات قلب مجروح ..

*

سأهديك في كل صبح قصيدة حبّ جديدة ..

تمور اشتياقا ..

و ترشف من مقلتيك الأناقة ..

تصبغ من وجنتيك احمرار الصبابة ..

تزهر فيها الحروف ورودا

سأهديك شتلة عشق ..

و باقات وجد نضيدة ..

سأنفث أشواقيّ الجامحات العنيدة ..

شظايا تضيئ الدياجيَّ ..

أنثر آهاتيّ الحائرات الشريدة ..

و أكتب قصة هذا الغرام المعفّر

في وحل الصدّ بالكلمات الوئيدة ..

بدفق دمي أرشم الحرف

في خلوتي اتقي الشبهات البليدة

***

أحبّك يا أنتِ دون النساء ..

و تعلم سلطانة القلب أنها دون شريك

و أنّها بين الجوانح كانتْ ..

و تبقي هناك تصول وحيدة

فماذا يفيدك هذا الصدود ..

وهذا العزوف عن الذّكر في معبد العشق ..

عن أمنياتي السعيدة

أنمقها في الدياجي قصائد وجد ..

تحرك أفئدة الراسيات الصليدة ؟؟؟

***

لماذا نخلّف للقادمين ..

لتلك العصور البعيدة ..

حكايا تفجر في أنفس العاشقين

تناهيد بؤس كميدة ..

لماذا ترى يلعن الطيبون المواقف منّا

و يرمون ساحرة الصبّ بالتّهم المرعبات جحودا؟؟؟؟

***

حبيبة قلبي ..

سينصرم العمر غير مبال بأحلامنا الذاوياتْ

و نبقى أحاديث ..

يبكي بها سمر الفاتناتْ ..

و سوف تشينك في منتدى القوم فاتنة

شفّها العشق ..

دانتْ لها رغبات الحياة الرغيدة

تقول لسمّارها شهرزاد الحفيدة

لقد عشق الشاعر الغرّ سيّدةً من جليد

أمات بها الحسَّ كرُّ الليالي

وسطوة قــــــرّ شديدة

فصارت رفات .. و أيّ رفاتْ ؟؟؟

أتهفو الرفات لقبلة شوق ..

لضمة طفل ..

لليلة أنس  حميده؟؟؟؟

أتهفو لوصل معنى يموت التياعا إليها ..

يمجّدها كوكبا من سناه سنا الأنجم المزهرات

و يبدع فيها القصائد تترى ..

يبوح بما في الحنايا من الموجعات ؟؟؟

***

حبيبة قلبي..

تعالي نحيل الوجود أغانيّ عشق ..

نغني لأيامنا المقبلات أغانيَّ وصل سعيدة

ننمّق بيت الصبابة بالبشر ..

نشعل فيه شموع الوصال ..

ونجلي ظلام لياليّنا البائسات الجهيدة

ونملؤه زنبقات وفلاّ وعشبا ..

و نهدي الألى يعبرون بنا سوسنا و ورودا ..

تعالي..

فقد يثمر العشق قبل فوات المواسم طفلا ..

يحيل الظلام المعتّم عيدا جديدا

***

ـ د محمد جقاوة

في: 06/09/2024



أمير عطر أحلامها بقلم الشاعرة.د إيمان بوغانمي/ تونس

 Autumn vibes,Tunis 🇹🇳 🍂


         ☆☆☆ -- أمير عطر أحلامها --☆☆☆


يا معشر أهل العشق لا تسألوها

 عن حبيبا مزالت تهواه 

و رحل عنها

إنها تحترق فيه عشقا رغم البعد الذي بينهما 

و قرب لها الأمل أن يتلاشى في الوصال بينهما...

 

هل تقدر أن تمحي غرامه من فؤادها

و تقتل كل مشاعرها النبيلة 

و حكايات عشقه لها

و تجرم في حقها

و حقه سويا...؟

 

أم حرام على قلبها قتل هواهم

بجريمة بشعة كهذه...


يا أهل العشق أخبروها

أرجوكم

لأنّها ولله كلما إستلقيت

على فراشها

و أغمضت عيناها رغم الفراق

المرِّ تلقاه 

في منامها

فأصبحت تعشق النوم كل دقيقة

لتراهُ 

حتى صار هو أمير عطر

أحلامها...


يا أهل العشق حلال أم حرام

هذا العذاب

بعد ماكان فارس أحلامها

صار 

أمير 

لمنامها ...


الشاعرة.د إيمان بوغانمي/🇹🇳 تونس



مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ بقلم الشاعر / رضا البوشى

 مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ

الشاعر / رضا البوشى


وأجمل ما في الكون انك سيدي

وإلى  نور وجهك تشتاق الحنايا 

أحبك وكيف لا يهواك قلبي 

وانت اجمل من من كل البرايا

ولك على قلبي حبيبي  سطوة

وإن نسيتك  تذكرك الخلايا

فيا لوعة قلبي إن غبت عني

فكيف يغيب من سكن الحشايا

واشكو لك سيدي هموم نفسي

فيشفي كل جسدي من الخطايا

روحي أراها في أعلى منزلة 

وبنور حبك أرى كل الخفايا

وإن اسقتني الدنيا شراب لذيذها

فحبك أجمل من كل العطايا

كساني حبك ألوان من العطر

ولا يوما تسكب الدمع النوايا

وحين يذكرك اللسان سيدي

تبعد الفحشاء عني والرزايا

تزاحمني في هواك حتى انفاسي

وتشهد بحبك الحصى حتى  المطايا



---رهن ورهان-- بقلم الشاعر مصطفى عزاوي

 ---رهن ورهان--


رَهَنْتُكِ الْحُبَّ كَنْزًا بِلَا ثَمَنِ


وَوَقَّعْتُ عَقْدَكِ أَعْوَامًا بِلَا أَجَلِ


إِنْ سَأَلْتِ مَاذَا عَسَايَ أَكَسَبُهُ


أَقْرَرْتُ أَنِّي أَجْنِي فُسْحَةَ الْأَمَلِ


تِلْكَ الْغَرَابَةُ فِي عَيْنَيْكِ ألْحَظُهَا


أَتَرَيْنَ أَنِّي مِنْ الْأَشْجَانِ فِي خَلَلِ


هَذَا الْفُؤَادُ قِيسِي مَدَى العُمْرِ سُرْعَتَهُ


وَهَذَا الشُّحُوبُ مِنْ ذِكْرَاكِ فِي مُقَلِ


يَرَى النَّاسُ سُوءَ الْحَالِ مِنْ قَنَطٍ


وَأَرَى الدُّنْيَا وَأَنْتِ الدَّالُّ فِي عَسَلِ


فمَهْمَا دَارَتْ صُرُوفُ الزَّمَانُ بِنَا


فَلَنَا مِنْ الْأُلْفِ مُحْكَمُ الْحِيَلِ


أبْنِيكِ قَصْرًا وَصَفْرُ الْيَدَيْنِ أَنَا


وَأَرْسُمْكِ بَدْرًا مِنْ قِمَّةِ الْجَبَلِ


عِطْرُكِ الْفَوَّاحُ فِي قَلْبِي وَفِي نَفَسِي


يُحْيِى شَرَايِينِي مُنْسَابًا عَلَى عَجَلِ


هَذِهِ الْأَيَّامُ حِصْنٍ مِنْ السّقَامِ تَقِي


وَوَحْدَكِ تَسْبِينَ الْقَلْبَ فِي خَجَلِ


بقلمي: مصطفى عزاوي


حسّونُ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 حسّونُ : 

................................... 

حَسّونُ يا طَيرَ الرُّبى ما أَجمَلَكْ ... تَشدو بِصَوتٍ ماتِعٍ ما أَعذَبَكْ 

وَقَفَ الكَناري ساكِتًا خَجِلًا بِشَد ... وِهِ مِن عَلى أفنانِهِ كَي يَسمَعَكْ 

طَرِبًا بِأَنغامِ الهَوى وَ العِطرُ حَو ... لَهُ سائِحٌ بَينَ الأُنوفِ بِنَسمَتِكْ 

حَسّونُ يا عَيني وَ يا قَلبي وَ يا... كَبِدي وَ يا شَدوي وَ طَرَبي مَلَكْ 

لَكَ مُهجَتي روحي وَ ما بَينَ الضُّلو ... عِ صَبابَةً فَأَنا الهَوى وَالحُبُّ لَكْ 

رِيشٌ بِأَلوانٍ تَسابَقَ نَسقُها ... يَسبي عُيونَ النّاظِرينَ لِريشَتِكْ 

وَجهٌ نَضيرٌ باسِمٌ وَ مِنَ الحَيا ... ءِ مُضَرَّجٌ ، سُبحانَ مَن مَن صَوَّرَكْ 

والعَينُ واسِعَةُ السَّوادِ بِرِمشِها ... ذَبّاحَةٌ وَسِهامُها مِن نَظرَتِكْ 

وَالخَدُّ رُمّانٌ وَخَوخٌ ناضِجٌ ... دونَ الدِّهانِ بِحُمرَةٍ بِأَنامِلِكْ  

وَالثَّغرُ وَردِيٌّ خَفيفٌ ظاهِرٌ ... دونَ الخِضابِ بِجَوزَةٍ بِأَصابِعِكْ 

والقَدُّ مَمشوطٌ كَغُصنِ البانِ شَجـ ... رَتُهُ وَكَعبُ الرِّجلِ جَذّابٌ إِلَكْ 

فُقِعَت عُيونٌ قَد رَأَتكَ رَأَت جَمالًا ... لا نَظيرَ لَهُ وَ لَم لَم تَعشَقَكْ 

وَ آذانُهُ طُمِسَت إِذا استَمَعَت لِشَد ... وِكَ  لِحُسنِ تَغريدٍ وَ ما ما هامَ بِكْ 

سُبحانَ مَن خَلَقَ الطُّورَ جَميلَةً ... سُبحانَ مَن أَعطاكَ مِنهُ وَعَدَّلَكْ 

 فَمَتى يُلاقي عاشِقٌ عِشقًا بِمَمـ ... لَكَةِ الهَوى وَعَلى الجَبينِ أُقَبِّلُكْ 

................................... 

محمد جعيجع من الجزائر  - 2024/09/01



"سلوا فؤادي" بقلم أحلام العفيف تونس

 "سلوا فؤادي"


سلوا فؤادي وروحي عن هواه

هما في العشق كانوا لي رفاقا

كذا عيني تنْبؤكم بسرّ

كأنّ القلب قد رقّ حنينا واشتياقا 

عتبي على نفسي وهل يفيد العتب؟

وعنادي هو الذي سبّب الفراق 

أرى الوصال وقد أضحى محالا

وضاق الصدر وازداد اختناقا 

فلولا كرامتي والكبرياء 

لرجوته وصلا ليس بعده انعتاقا

وأخبرته أنّ هواه جنّتي 

وفي الهجر غدا جحيما لن يطاق 

وأنّ الوجد أضناني وأنّ

كلّ عذب صار بعده مرّ مذاقا

وأنّ البسمة مذ غاب غابت 

والدّمع سال سخيّا رقراق 

فيا متيّمي هلاّ سمعت 

نداء ذكرانا لا يبغي انشقاق

بعد أن كنّا للعشق عنوانا 

صرنا نسترق النظر استراقا 

ليت الوداد يعود يوما 

أعلنه انتصارا ليس بعده إخفاقا


بقلمي أحلام العفيف تونس


قَبسٌ انتِ الاهي وتِرياقٌ ذاتي** بقلم الكاتبة عائشة لنور

 *** قَبسٌ انتِ الاهي وتِرياقٌ ذاتي***

أَكتبُ اليوم...

بالدمع البائس...

بطعمِ وصايا شهيد...

بلغةِ الكبرياء...

وأُغني لابتسامات صباحي...

و لانتكاسات مسائي...

لم أَعد أحمل  شموعافي كفي...

وتوسدتُ جراح قصائدي...

وقلبي تموت على  شفتيه  الأماني...

إني بقايا شراع يُقدم للموجة  فدية...

إنني دمعة في عيون الحقيقة... 

حرام...

أن تنحني كالرعايا نجوم طليقة...

ليرقد فينا الزمان ولا يُعيد شروقه...

ليس لي سوى حفنة شجون..

وذاكرتي هرمت...

صمتي شراع غيظ...

حروفي قبس الاهي وترياق ذاتي...

فتعاليْ نَشبكُ الأيادي ونسرع الخطى نحو فجر بسام ...

ومنار للغريب...

نَرصدُ معا حلما في اتجاه البحر سائر....


                                           بقلمي عائشة لنور



'نشيد أيلول' بقلم الأديب المختار المختاري

 'نشيد أيلول'

أيلول لي 

ولي وحدي ريحه 

والإعصار

والمطر

أيلول لي 

ولي وحدي

حساب السّنين 

وأيام العمر 

أيلول سفينتي 

واشرعتي قلب 

وفكر حرّ

وحرّ

وحرّ

وما تبق منّي

أتركه في الكون 

يخمّر ليلي من صبر 

كأسا معتّقة

ولي كل أيلول 

قصّة حبّ تعبر بي الى عبر

تعرّي صرخة العاشق الثّمل

بليل يتحقّق فيه حلم نصر 

يرفع للوجود 

قلم المشاهد والصّور

يكتب على الوجوه 

حقائق الأيام 

ويخطّ على القلوب 

معنى الظّفر 

ويوقّع على الأقنعة الباهتة

بصمة الزّمان 

لينفجر الصّخر 

في عمق الصّمت

بصمت... الصّوت المكبّر

أيلول أغنية

في حلق صبيّة مغناج 

تحفر في واقع 

تّاريخ الولادة

ووقائع لا تندثر بسهولة التغيّر

ليحتضر ساحرا

وهو يشرح للقمر

معنى الضّجر

في بلاد هيّ المساحة الضيّقة

هي القبر

وتخرج من الأصوات 

لحنا ناريا 

يحرق الواهم 

ويكشف زيف الوجوه

وما دسوه في الخبر 

هذا أيلول وحده 

من في ريحه تتعانق الأحبة 

ويتعانق الشّجر 

يرقص الوجود 

بكل جوارحه 

ويرسم بالغيوم 

حقيقه بلاد مات فيها الإنسان

ليعيش في ثناياها 

بشر من شرّ فقط

ويعمى الوتر 

عن عزف الكلمات

لأنّها خطر 

كامن في الخطر

ويكون الّليل... معبود العاشقين

حتّى انبلاج موعد الفجر الجديد

ويفنى الوجود في عناق نسائم السّحر

ويكون أيلول لي 

ولي وحدي أغنية الذهاب

من بلد يحتضر

إلى عالم السفر إلى سفر

ها عبر طريقي 

واحدا وستين حولا

وأنا وأيلول وحيدان نمشي 

بظلال الروح 

الى أوراق الغياب الحمر

والغاب الطروب

والرّيح اللعوب

وبحري الغضوب

وقلبي العاشق المنسوب

لما في فكري من شعري

ووحدي أسير بخطى ذاكرتي

أنا الذي رأى

وذاق كلّ عسل الحياة

حلوها والمرّ

وعاش الدّروب كلّها

بثبات...

من بسيطها إلى الوعر

وقابل الموت واقفا بشموخ الوثّاب

وندّ لكلّ جامح

رام مقابلتي أو غدري

ولي أيلول 

للرقص مع الرّيح

و للسّهر

لي وحدي أيلول 

وها أقضّيه وحدي

أفرغ في كأسه نبيذ القلب

بكلّ ما فيّ من حبّ 

لحبيبات أهدينني لحظات 

من توهّج الخرافات

كأنها السّحر... في دفتر عمري

فيا كاتب الخصال

وناقش الهفوات 

أكتبا كتابا اليمين بيساري

وباليسار اكتبا كتابا أنيقا 

لما تبقّ من صدفي أو قدري

فأنا لي لكلّ أيلول أغاني

ولي وحدي أيلول أحكيه 

وأصابعي بين الثلج والجمر...

 05/09/2024

المختار المختاري



قريحتي بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 قريحتي


تُحِبُّ قريحَتي لُغَةَ الجُدودِ

بلاغَتُها تَدُلُّ على الخُلودِ

بها الرّحمانُ عَلّمنا بيانا 

وعَلّمنا التّدَبُّرَ في الوُجودِ

أرادَ لنا الحياةِ بلا شقاءٍ

تُوَجِّهُها الشريعة بالحُدودِ

ونَحْنُ كما تَرانا في سُباتٍ

كأهْلِ الكَهْفِ في زمنِ الجحود

تباركَ اللهُ والرّحْمانُ رَبّي 


أُحِبُّ لِسانَ وحْيِ الله حُبّا 

وجَدْتُ به الهُدى أملاً وطيبا 

لِسانٌ مُسْتَقيمٌ بانْسِيابٍ

يُرَتّلُ في المَساجِدِ مُسْتَحَبّا 

لِسانُ المُلْهَمينَ بكُلِّ حَقْلٍ

أراهُ لأحْرُفي في النّظْمِ دَرْباً

أطَوِّعُ بالمهارةِ كُلَّ حَرْفٍ

لأصْنَعَ وَمْضَةً تزدادُ قُرْبا

ومنْ رحِمِ البيانِ أصوغُ لُطْفاً

لأحْمِلَ للْورى أدباً وَحُبّا

محمد الدبلي الفاطمي


بلا خجل بقلم الشاعر//سليمان كاااامل

 بلا خجل

بقلم //سليمان كاااامل

**************************

قولي................... بلا خجل أحبك

لا ترحلي بالمشاعر...... عني بعيدا

كم يجتاحك................هذا الحياء

فيغمر القلب هما بعدما كان سعيدا

كلمة كالسحر إن ترنمت بها شفة

حركت جبالا من حديد أو جليدا

كم من كلمة ك كأس خمر أسكرت

بعدما سرت من شفاه عانقت وريدا

قولي.......... أحبك لاتبخلي بها

كم تعانقت...بها قلوبا تنافرت مديدا

عاشت عمرا..............بين التناوش 

أرهقها الجفاء.......والبغض صدودا

كم أزالت شحناء أرست جذورا

بقلوب أحفادنا أتتنا من جدودا

فماذا لو........ قالها محب لحبيبه

وأعين الخلق وأسماعهم شهودا

فبها تخضر....... يابسات المشاعر

ويلين ماكان بيننا نكرانا أو جحودا

****************************

سليمـــــــان كاااامل..... الخميس

2024/9/5



البوصلة بقلم الكاتبة وفاء_بالطيب

 البوصلة


غيبتك 

في صدى نبض

قلبي

 يا حبيبي


خاطبت

باطن عقلي 

اليوم


فأنساب شيء 

لم أكن 

أعرفه


 خاطبت مرآتي 

و لب عين تعشقه


يجعلك

تراقب بوصلتي


انسابت

ذكريات


كنت لا أعي 

تشنجها 

في جدار الصد


جدار أقيم

حدا بيني

و بين نفسي


كسرته

شيئا فشيئا


و لست اشكي

لك آلام ذراعي


بوصلتي 

تقودني

و انا على يقين


اليوم انسف 

أقصى اليمين


و غدا 

أقصى اليسار 


و انام حين

أتعب 

و لا يصيبني 

يأس


فلا توقظني 

و ارتع 

أين ما شئت

يا حبيبي


وفاء_بالطيب



أسأل ثم اسأل بقلم الكاتب الكحشة عبدالرحمان

 أسأل ثم اسأل


أسأل ولا تخجل! أسأل الفلاح إذا أتى حقله  سيعلمك كيف يطوع أرضه ويجعلها منتجة وهي قاحلة، حديقة غناء بعد ان كانت ارضا بورا وجالس النجار ولا تترك عيناك تزيغ عن رشاقة أصابعه سيريك كيف يطوع الخشب بعقله ويده ليخرج بذلك الدولاب وتلك الطاولة وعدة أشياء أخرى وقد البسها جمالا من مخيلته تسحر العين بننقوشها  وتستولي على الروح برونقها.  واحرص ان لا يغيب عن مجالسك المعلم والرسام  فالأول وبدون شك سيبهرك بجمال الكلمات وحسن العبارات  وهو يساءل كل الموضوعات وكيف تنساب الكلمات من شفتيه كخرير ماء جدول في فصل الربيع ليخرج لنا من خلالها صورا تعبيرية رائعة، ان لم تفهمها اعد السؤال عليه فلا تتعجب   لتعامله مع المتلقي و كيف يطوع العقول حتى يجعلها تعي معنى الخطاب وما تحويل الجمل من غموض والغاز! والثاني سيجعلك منبهرا وفي نفس الوقت متمتعا باللوحات التي جادت بها انامله تحت إمرة المخيلة الواسعة.  واسأل كل من يتقن عمله، أسأل ولا تترد فلكل سؤال جواب.

أسأل ذلك الجالس  على قارعة الطريق المواضب على تلك الوضعية فربما تراه يتأمل ما حوله  فيستنبط  منه عللا لن تستطيع أن تدركها،اسأله فحتما سيقنعك.واسأل الطبيب كيف لا تفارق البسمة  محياه وهو يعيش مع أناس مرضى فيستطيع زرع بذور الأمل في الحياة والشفاء رغم المعاناة فيفرح هذا ويخفف عن ذاك ، اسأله فهو الطبيب  ولا تسأله عن جرحك فربما عاينك وأخضعك لقانون بسمته.

أسأل الطير إذ يشدو ما سبب شدوه واسأل الوردة كيف أخذت لونها  وتفتحت لأشعة الشمس الحارقة، ثم اسأل  البذرة الصغيرة كيف تتحول بعد حين إلى شجرة كبيرة، أسأل النرجس والفل والياسمين كيف استطاعت ان تملأ الأرض عطرا وأريجا  اسألها كيف هيء  لها ان تفوح بأطيب الروائح الزكية. 

اسأل هذا وذاك، أسأل كل كبير وصغير  ومفهوم وغامض ، اسأل واسأل وألح في السؤال فهو مفتاح لكل لغز وسر الوجود هو المقصود ووجودك فيه جزء منه، والعيب ان يحاصرك إطاره فلا تعي  ما يدور حولك.!!!


واعفوني من السؤال


الكحشة عبدالرحمان


الرضا بقلم الكاتب أشرف سيد احمد على

 الرضا

كم من فقيرِِ بفقره غِناه 

و كم من ثرى فقير

يحسبون الشقاء فقرا

بالرضا الفقير أمير

تقفر القلوب و تجدب

و لا غيث للقفار يسيل

قلوب الغنى بلا سعادة

و ما كانت الكنوز سبيل

و لبسمة بلا هم 

تَكُ للدُنى مليك

و إن مس ذوى المال حاجة

ليقولن ألم بنا الإملاق

و فى البرية مدقع

و إن ألم بمعسر شظف

توشح العفاف و يحمد

من كان فى الوحل منبته

هل تَجْمُلُ به الرياض؟؟!!

و إن حسنت يوما هيئته

فلا يغرنك منه البياض

أما رأيت منه نجاسة

و قد صار ريحه النتن

يحسب وقاحته فراسة

و خير ما بيده ماء أسن


أشرف سيد احمد على


حمله اليمّ و ما انتظر بقلم الكاتبة هادية السالمي الدجبي

 حمله اليمّ و ما انتظر

تكتظّ بالأشباح عيني و يشحّ القمر 

و ما على ضفاف أقداحي مفاتيح و لا سمر 

كأنّما المدن في صدري على أقفالها الحمم 

او لفّها بنفسج مبسمه العدم ...

ها وهنت أجنحتي و جنحت سفني 

كأنّما تنهشني ألسنة الخريف و الهشيم يجمعني 

فأيّ أرض تنبت النور على شفتي

و ......؟!

و أيّ فيء يزرع المياه في مدني ؟

فاليوم يا وطني 

ما نبت الرببع في فلكي 

و ما شدا نهر ولا حجر 

و ما هفا طير و لا شجر 

اليوم  يا وطني 

موسى مضى ...حمله اليمّ و ما انتظر ...

و فرغ الفؤاد و ارتجف 

لولا وميض ظلّ يسكنه 

كظلّ عنقاء تروّضه 

فلم فرّطت يها الوطن في  عضدي ؟

أنتظر اليوم على عتبة الغسق 

همس الربيع بين أوشحتي 

فيهطل الغيم و يحتشد

و ينبت الملح على شفتي 

و يمضغ الغروب مهجتي و يحضنني

فأتقفّى أثر الخيل و أرتحل 

حتّى إذا أرهقني السفر ضمّني هوى الوسن 

اليوم يا وطني 

أطرق أبواب المدينة فيكتنفني الصدى و يغرقني

و أتشوّق لطيف العنكبوت في فضا غرفي 

إذ كنت ألقاه فأبتهج ...

فهفهفي يا ريح يوسف  ولا تهني  

و عطّري بهمسات اليمّ متّكئي

و دثّري أيا شموس الليل سنبلتي

فأبتني على مسلاّت الصدى سكني...

هادية السالمي الدجبي


((نـــــــــــــــــور الــــــنــــــبّـــــوة)) بقلم الشاعر عـــبـــدالـــمـــلــك الـــــعـــــبَّــــادي.

 ((نـــــــــــــــــور      الــــــنــــــبّـــــوة))


بـــكَ  الإلــهُ  هــدى والـوحـي والـكـتب

يــا  أشــرفَ الـثـقلين الـعـجمُ والـعـرب


نــورُ  الـنُـبّوةِ  مِــنْ مـشـكاتِكَ انـطـلقت

ومِـــنْ  ومــيـضِ سـنـاكَ الـعِـلمُ والأدب


وأنــتَ  فــي مُـحـكَمِ الـتـنزيلِ قـدوتُـنَا

وفــي  مـحـيطِ حِـمَانَا الـفارسُ الّـلجب


عـلّـمـتَـنَا  أنَّ  فــــي  الإســــلامِ عِـزّتَـنَـا

والــذّلُ  فـي غـيرهِ والـخِزيُ والـصّخب


وقـــد  تـركـنَـا  كـتـابِ الـلّـهِ وانـتـزعت

عـنّـا  الـمَـهابَةُ،  وابـتـاعت بـنـا الـنُّـخَب


وصــــارَ  حـاكـمُـنَـا  لــلـغـربِ  مـطـرقـةً

يُـكـالُ  فــي صـاعِـهِ الـتضليلُ والـكَذِب


يــا  خـاتـمَ الـرُّسـلِ حـلَّ الـليلُ خـيمتَنَا

وعــاثَ  فــي أرضِـنَا الـتَهرِيجُ والـشّغب


واسـتـقطعَ  الأرضَ أعــرابٌ وظـيـفتهُمْ

قـمـعُ  الـشّـعوبِ عـلـى أشـلائـنَا وثـبـوا


وأنـــتَ  مَـــنْ  تُـشـرِقُ الـدّنـيَا بـطـلعتِهِ

ويـخجلُ  الـجَودُ مِـنْ كـفّيكَ والـسُّحُب


وكــــم  بــــلاءٍ  غــشــى أبــنـاءَ أُمّـتِـنَـا

وفــي  رِضَـاكـمْ رسـولـي تُـفرَجُ الـكُرَب


فـفـرّجـوا  كـــلَ  كــربٍ بـالـرضاءِ فـكـمْ

مُــعَـذَّبٍ،  ولـــهُ  فـــي  حُـبِّـكُـمْ نَــسَـب


رضــاكُـمُ  مِـــنْ  رضـــاءِ الــلّـهِ سـيـدنَـا

وفــي  رضــاهُ الـغِـنا والـفـضلُ والـرُتَب


يـــا  مَـــنْ  بـــهِ  الــلّـهُ زكّــانَـا وهـذّبـنَـا

ونـالـنَـا  مِـــنْ  عـطـايـا هــديـهِ الـقُـرَب


كـــلُ  الـقَـرِيضِ  سِـوَاكـمْ لا جَـمَـالَ لــهُ

إلا  الـقَـرِيضَ الــذي فـي مَـدحِكُمْ يَـهَب


ومــا  الـمَـعاني سـوى روحٍ يَـجِيشُ بـهَا

فِــكـرُ  الـمُـحِـبِ  بـإحْـكَـامٍ لِــمَـا يَـجِـب


يــجـولُ  فـــي  عَـالَـمِ الـمُـختارِ قـائـلُهَا

وفــي  لُـمَـى فـكـرِهِ يـحـلو لــهُ الـعِـنَب


ولــيــسَ  ثــــمَّ  فـــؤادٌ  يـكـتـوي ألــمًـا

إلا  وهــــزَّ  حــنـايـا  حــرفِــهِ الــطّــرب


وهـــلُ  يُـــلامُ  مُــحِـبٌّ  فـــي صـبـابتِهِ

وأنــتَ  فـي عِـقدِهِ الألـماسُ والـذّهَب؟


تــأتــي  الــنِــدَاءاتُ  بـالأحْـكَـامِ آمِـــرَةً

والأمــرُ  وحــيٌ  مِــنْ الـقـرآنِ يـنـسكب


قــمْ  وانــذرِ  الـنَّاسَ يـا مَـنْ زانَـهُ خُـلقٌ

فـلـيـسَ  ثــمّـةَ  شـــكٌ فــيـكَ أو رِيَــب


أنـــتَ  الـبـشـيرُ  الـنـذيرُ الـمُـستَنَارُ بــهِ

يـا  شـافعَ الـخلقِ مَـنْ لـولاكَ يَـنتَصِب؟


هـــذا  الـمَـقـامُ  سِــواكُـمْ لا يــقـومُ لــهُ

فــردٌ  ،  ولــن يُـجـتَبى مِــنْ بـعدِهِ لـقب


كــمْ  فــازَ  فـيكُمْ رسـولَ الـلّهِ مِـنْ وَلِـهٍ

وكــــمْ  تــربّـى  عــلـى أخـلاقِـكُـمْ أَدِب


وكـــمْ  يـــذوبُ  أســىً مـضـنًا بـسـيّدِهِ

يَـحـنو  يَـحُـثُّ الـخُـطا يـقتادُهُ الـطّلب!


يـا صـاحبَ الـخُلُقِ الأسمى وهل عَلِمت

أذنـــابُ  قـيـصـرَ  أنَّ الـنـصـرَ يَـقـتَرِب؟


مَـنْ خـاصموا الـقدسَ مِـنْ أبناءِ جِلدتِنَا

مَـنْ  نـاصبوهُ الـعِدا مِـنْ بـعدِ أن وهـبوا


كـانـوا  هُــمُ الـسّـببَ الأعـلـى لـنـكستِنَا

خـانـوا  الـكـتابَ  وأيــمُ الـلّـهِ وانـقـلبوا


فــتّـوا  بـخـاصرةِ الإســلامِ واقـتـحموا

مـعَ  الـيهودِ حِـجَابَ الـقدسِ واغتصبوا


الـسّـائرون  عـلـى أعـقـابِ مَــنْ كـفـروا

والّلابِسُون الدّجى في ثوبِ مَنْ غَضِبوا


الـــنَّــاشِــرون   ثـــقــافــاتٍ  مــزيّــفــةً

فـيـها  الـفَـسَادُ وفـيها الـفِسقُ والـكَذِب


الـشّـامِـتـون  بــنــا  فـــي  كـــلِ نَــازِلَـةٍ

والـمُـرجِـفـون  كــــأنَّ  الــنّــارَ  تـلـتـهِب


لــكـنَّ  صـبـحًـا  بـــدا أنـــوارُهُ ظــهـرت

عـلـى  الـقـلوبِ  صــداهُ الـنصرُ والـغَلَب


يــقــودُهُ  مِـــنْ  رِجَـــالِ الــلّـهِ كـوكـبـةٌ

بـيضُ  الـصفائحِ إن حـامَ الـحِمى شُهُب


يـا  ربِّ واحـفظ حُـمَاةَ الـدّينِ مـا بقيت

فـيـنا  الـسِّـنونُ وأبـلت عـظمنَا الـحِقَب


وانــصــر  بـفـضـلـكَ  أقـصـانَـا وأُمّـتـنَـا

هـيـئ  لـنـا  مـنـكَ نـصـرًا مــا بــهِ تـعب


وصـــلِ  ربِّــي عـلـى الـهـادي وشـيـعتهِ

صـــلاةَ  مُـمـتـثلٍ  تُـجـلـى بـهـا الـنُـوَب


وآلِ  بــيـتِ  رســـولِ الـلّـهِ مــا طـلـعت

شـمـسُ  الـنّـهارِ، ومــا ربّـى الـصِغَارَ أب


وصـحـبـهِ  الـصَـادقينَ الـمُـخلصينَ لــهُ

ومَــنْ  عـلـى نـهـجِهمْ يـدعـو ويـنتحب


عـــبـــدالـــمـــلــك     الـــــعـــــبَّــــادي.


.... الفراشة .. بقلم الشاعر .... علي السعيدي ...

 .... الفراشة ..

كلّ صباح ..أسأل الصّباح عنها

كلّ مساء .. أسأل المساء عنها

وإلى الأبد .. سأبحث عنها

لأنّها في خيالي .. أعرفها

هي الفراشة ..

.... علي السعيدي ...



لفظُ (قرا) : بقلم الشاعر محمد جعيجع

 لفظُ (قرا) : 

.................................  

 يُحِبُّني والِدي في إِخوَتي ... 

فَكانَ يَحمِلُني فَوقَ القَرَا 

بَينَ البَساتِينِ وَقتَ العَصرِ وَ النـ ... 

نَسِيمُ يُنعِشُ أَجواءَ القُرى 

وَ قَد أَتانا ضَيفٌ في ثَلا ... 

ثَةِ المُنى وَ مَبِيتٍ في القِرى 

................................. 

 القَرَا : مَتنُ المَرءِ : الظَّهرُ . 

القِرَى : نَزلُ الضَّيفِ : طَعامُ الضَّيفِ . 

القُرَى : جَمعُ قَريَةٍ : الضِّياعُ : البِلادُ . 

................................. 

محمد جعيجع من الجزائر  - 2024/09/07



ليل العاشقين ٤٨ بقلم الشاعر إبراهيم العمر

 ليل العاشقين  ٤٨

بقلم الشاعر إبراهيم العمر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عطوف هو هذا الليل، مثل لمسة، 

الحب , في الصمت , مثل همسة ، 

مثل سرّ مقدّس ، مثل توقعات فرحانة ، 

مثل نسمات مداعبة في العتمة والأرواح فزعانة . 

الليل هو وقت الانبهار ، 

وقت يطاوعنا بكل إخلاص وطيبة ولا ينتهي معه المشوار ، 

حيث تتوقف الأفكار ، 

ويبدأ الإحساس بالوقائع الحقيقية العريانة .... 

حنون هو هذا الليل ... على التنهيدة الجردانة ، 

هو مثلما تتوقع، مداعبة مثيرة لمشاعر ذبلانة  ، 

هو مثل ابتسامة جميلة نعسانة ، 

هو مثل الإحساس بقبلة محبّة , لشفاه بردانة ... 

في السكون الهادئ الوديع, والعيون سهيانة .. 

حيث يلامسك القمر والنجوم الولهانة .. 

الكواكب السماوية تمارس طقوس الشهوات الشعلانة ... 

كم هي شغوفة, تلك الليالي, وشهوانة .. 

حتى في الأحلام الندمانة .. 

حتى في الهواجس الزعلانة .. 

حتى في الأجساد التعبانة .. 

حتى في الأرواح النسيانة ..


ـــــــــــــــــــــــــــــ

إبراهيم العمر .



قليل في شأنك بقلم الأديب سعيد الشابي

 قليل في شأنك

قليل في شأنك ـ يا حبيبتي ـ

لـو قلت أنّك...أنت

قــداسة الحرف ، عندما أكتب

وقلـيل في شأنك

كل ما أقــوله عنك ـ سيدتي ـ

أو ما ، في عشقـــك أرسمه

وأنت البحــــــر الذي...

غصت في أعماقه أحـــيا

والمــــوت لي يترصّـدني

اذا ما خرجت من مـــائه

وأنت الفــلك الذي فيه أسبح

وحبك ، فيـه الهــواء

وأنت فيــه الســـماء

وأنت نـــور ضـــيائه

أيا ســـكن فيه دفـــئي

من أعـماق أعــماقي صيغ

ومن روحي تولّدت روحــه

كيف أكون مكتملا ، دون امرأة

الى صدري أضمها شوقا

والى صدرها حنوا تضـمني

فيـــها أمّي ، وفيها خالتي

وفيـها ابنتي ، وأخـــتي

وفيها زوجتي ، وفيها صديقتي

وصاحبتي ، تأويني بكل ما في


سعيد الشابي


( أطلّت كالهلال ) بقلم الكاتب ٠جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال )

أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ

وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ

بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ

فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ

وما لي والمدادُ دموعُ عيني

أطائيٌّ ومثلُكَ كم يجودُ 

دثارُ رسائلي غَبَرٌ مقيتٌ

وبينَ رسائلي عِقْدٌ فريدُ

وفوق سطورِها زهَرٌ نديٌّ

كروضٍ ما له أبداً حدودُ

عسى بشذاهُ تألَفُ نسمَ قلبي

فيسألُ نبضُهُ هلّا تعودُ

وأُكثِرُ بالسؤالِ ولاتَ يأتي

جوابٌ منكَ أو رجعٌ بعيدُ 

فما بين الصدودِ يضيعُ عمرٌ

وما بعد الوصالِ غدٌ سعيدُ

فقلتُ لها وبي أملٌ مُرَجّى :

معاذَ اللهِ أعرضُ أو أحيدُ

تلظّى من رسائلِكِ الوريدُ

وجارَ على الحشا جمرٌ وَقودُ

دعيني أقتفِ الآثار ، فيها

عبيرُ خطاكَ أقصى ما أريدُ

يمين الله عهدي فيكِ باقٍ

فلا عتبى ستُهملُ أو بَريدُ

ولكني ضنينُ البوحِ صدقاً

فإنّ متاعبي دوماً تَكيدُ

أخافُ عليكِ من صحراءِ قلبي 

ومن عمرٍ تضيقُ به القيودُ

ومن ليلٍ يكابدُ من همومي 

ومن جُرحٍ أنوحُ فيستزيدُ 

ومن صوتٍ مع الأيامِ ينأى 

ومن صمتٍ ينوءُ به القصيد 

أخافُ عليكِ قيثاراً حزيناً

أنادمُهُ فيختنقُ النّشيدُ

أخافُ عليكِ من شوقي إليكِ 

وأنتِ الحبُّ والألقُ الوحيدُ

----------

٠جاسم الطائي



....الحمد لله... بقلم الكاتبة امنة بورديم الجزائر

 ....الحمد لله.....

أنا فعلا لست شاعرة...

مثلكم  يا شعراء....

أكتب ببلاغتكم الجميلة..

كلماتي بسيطة....

لكن أحس مثلكم....

قلبي ضعيف....

يحمل بين طياته أجمل حب...

ويشعر بخفقان حينما يكتب....

حينما يقرأ لكم أجمل ما تكتبون....

 فكم أحب لغة الشعر...

وكم أحب السطور المتناسقة....

وكم أحب أن أعبر عن ما يختلجني....

عن عجزي...

عن ضعفي...

عن ٱلامي ...

عن همومي التي تقتلني كل لحظة....

ولو بكلمات ليست كالكلمات...

لكن اعلم أنها تصل إليكم....

كما توجعني توجعكم....

كما تفرحني تفرحكم....

نعم تصيب قلوبكم....

كما هي تصيب قلبي الموجوع....

فإقرؤوا كلماتي....

فهي من القلب تنزف ....

فلو تعلمون ما في هذا القلب....

من وجع.

 هو الله العالم بما في القلوب....

فاللهم لك الحمد ...

وان شاء لن يكون اليأس بعد الحمد والرضى.

بقلمي المتواضع امنة بورديم الجزائر


# قيد - أشواق بقلم الكاتبة جميلة مزرعاني لبنان / الجنوب

 # قيد  - أشواق


قدري 

يهجرني قمري

وأنا قيد أشواق 

يكبّلني 

كمعتقلٍ في الأسر 

بالأمس 

هلّ الهلال

شعّ من حلم جميل

من فضاء أزرق 

يستنير وينير

في جعبته 

أوهام بشائر

على شفتيه 

تغاريد قلبه 

يسمعني لحنها

والليل شاهد 

ونّجم  سارب 

يستعذب نجوانا والسّمر 

كنت أنتظر  دفئه

على حرّ جمري 

يغزو بغتة ليلي 

 في عزّ سهري

يرسم بريشة القلم 

قلبين

بنبض واحد

يحوقه 

بأبيات غزل 

من قريض الشّعر

فأوفد إليه الورد 

رسولًا 

باقات في روعة السّحر 

أعوم على موج عمري

في قارب سرّي 

ألتقيه حينًا  صمتًا 

وحرفًا غزيرًا 

حتى آخر نقطة على السّطر 

نتجاذب أطراف الحديث 

نغزل من خيوط لقيانا 

ثوب العشق 

نعزف الحبً

على أوتار البدر

نختتم بالوداع همسًا 

يخبّئه الهزيع 

في قاع صدري 

أتحسّسه عذوبة

في رتابة صمتي

في وريدي يسري 

ما بال قمري 

على حين غرّة 

يسحب قبيل الغد 

خصلات النّور

ماضيًا في قاع الهجر 

تاركًًا فضاءنا الأزرق 

لزخّات  عبرات وعبر 

على وجنات الظلمة 

تسري


جميلة مزرعاني 

لبنان / الجنوب 

ريحانة العرب



** (باب أنطاكية).. قصة الكاتب مصطفى الحاج حسين

 ** (باب أنطاكية).. 


     قصة: مصطفى الحاج حسين. 


لم أستطع النّوم، كنت مقهوراً وقلقاً، نامت زوجتي باكية، لم أقدر أن أجد عملاً، في كلّ صباح أذهب إلى (باب أنطاكية)، حيث معرض عمال البناء والأعمال الشّاقة من عتالة وحفر، أحمل كيساً فيه عدّة البناء، لكنّ مواصفاتي لا تشجّع الذين يأتون ليأخذوا العمال للعمل عندهم، فأنا قصير القامة، وجسدي هزيل، ضعيف البنية، وخجول لا أزاحم مثل بقيّة العمال، الذين يهجمون ويتزاحمون ويتدافعون نحو أرباب العمل، وهم يعرضون أنفسهم، ويتساهلون في قلة أجورهم، بسبب منافسة الآخرين.. كنت أعجز عن المزاحمة، وعرض نفسي، فصوتي ضعيف لا يُسمَع في هذه الفوضى العارمة، وكرامتي تمنعني من التوسّل والتّرجي، وعرض مهارتي في القدرة على العمل، فأنا معمار ممتاز بشهادة أبي الذي علّمني هذه الصّنعة، وكنت أؤمن بأنّ القضية ليست بضخامة الجسد، بل برشاقته، وتمكّن العامل من صنعته، وخبرته، ومهارته، وأنا كسبت كلّ هذا عن أبي المشهود له، ببراعته في مهنة البناء.. ومع هذا كنت أعجز عن الوصول إلى من يأتي ليطلب من العمال ما يحتاج، بسبب الازدحام والمدافعة، والأصوات الهائلة الهادرة والشّديدة الصّياح.. وكان العمال في كثير من الأحيان، يتشاجرون، ويتضاربون، وتتعالى بينهم الشّتائم، إلى أن يغادرهم من كانوا يتنافسون عليه للذهاب معه للشغل، بأقل الأجور والأسعار. كان المهم أن يؤمّنوا قوتَ أطفالهم لهذا اليوم.


وحين لا يكون هناك من هو بحاجة للعمال، ويكون الجميع بحالة انتظار وترقب، ونحن نقف على الرّصيف العريض، معظمنا يدخن وهو مستند على سور الحديقة، بمفرده، أو ضمن جماعات تتحدث بأصوات عصبيّة مرتفعة.. حينها ألمح بعض الأشخاص ينظرون إليّ ويتشاورون في أمري.. فأنا أحمل شكل أستاذ، لا أدري هل حبّي للقراءة ولكتابة الشّعر، حوّل وجهي إلى وجه أستاذ؟!، في هذا المكان بالذات، كنت لا أحبّ أن أبدو أستاذاً أو مثقّفاً أو شخصاً له علاقة بالفكر والمعرفة، حتى لا أتحوّل بينهم إلى سخرية، فهم غلاظ أجلاف لا يحبّون أو يحترمون مَن هم أكملوا تعليمَهم في المدارس والجامعات، وأنا مثلهم تقريباً، لم أكملْ تعليميَ المدرسيَّ

، لكنّي ربما من سوء طالعي كنت مغرماً بالمطالعة والقراءة، وبمحاولة كتابة الشّعر، في أوقات فراغي، ولهذا سرعان ما ألفت انتباههم، فيتهامسون عليّ ويتشاورون، ثمّ يتشجّع أحدُهم، أو اثنان منهم، فيتقدّمان منّي، ويسألني واحد منهما:


- مرحبا أستاذ. 


أرد وأنا أعرف ماذا يريد منّي هذا الشّخص:


- أهلاً وسهلاً.. ولكنّي لست أستاذاً، أنا معلم بناء. وأشير له بيدي، إلى الكيس الأسود الذي أحمله. 


- وهذه عدّة عملي.. (المالة، والزيبق، والخيط، والشاكوش).


ومع هذا لا يقتنع بكلامي.. فيتابع:


- أستاذ هل تنتظر أحداً؟.. أنا أذهب معك، ماذا عندك؟.. أنا أشتغل.. وبأجرة أقل مما ستدفع له.


أقول موضحاً:


- أنا والله مثلك.. أبحث عن شغل.


ويقترب زميله الآخر ليقول:


- أستاذ.. لن يأتي مَن تنتظره، خذنا بدلاً

عنه ولن تندم، نحن نعمل كما يرضي الله.. ودَعْ أجرتَنا على كيفك.. حسب ما يمليه عليك ضميرُك.


هكذا هم لا (يصدقونني).. في كل يوم، ولا أعرف كيف أتعامل معهم!!!..


يظنونني صاحبَ عمل، معلَّماً أو تاجرَ بناء، أو مهندساً معماريّاً.. وأنا لكي أبدوَ عاملَ بناءٍ، أتعمّد حين أجيء إلى هذا المكان، أن أرتديَ أقدمَ الثّياب عندي، وأنا في الأصل لا أملك ثياباً جيدة، ولا حذاءً ملمّعاً ونظيفاً.. وكنت لا أحلق ذقني، واللهِ، أتعمّد أن أشوِّهَ شكلي.. ومع هذا لا أبدو مثلهم

، عاملَ بناء.. هل عملي في مخبز (الحمْدانية) كأمين مستودع لمدّة أربع سنوات، حوّل شكلي إلى شكل أستاذ؟!.. مصيبة، والله!

هذه الحالة.. لا أحد منهم يصدق، مهما أقسمت لهم، وشرحت لهم ظرفي.


بل على العكس، كان رفاقهم الذين كانوا يتابعوننا، عن بُعد، يتقدّمون نحوَنا ويشاركون زملاءَهم بطلب أن يذهبوا معي، ويعملون عندي.


وفي معظم الأحيان كنت أعود إلى البيت مقطوعاً من الدّخان، وباكي العينين، أحمل غصّة في روحي.. ووجعاً في قلبي. 


وتسألني زوجتي الشّاحبةُ الوجه:


- عدتَ كالعادة، لم تتوفّق في إيجاد شغل.


كنت أقيم في غرفة صغيرة عند أهلي، أنا وزوجتي الحامل بولدِنا الأوّل، أدفع لأبي آجارَ الغرفة، وثمنَ فاتورة الماء والكهرباء.. وكان والدي وبتشجيع من أمّي قد عزلني وزوجتي، مِن أن نشاركَهمُ الطّعامَ، وإن كنّا نقيم معهم في ذات المنزل، فصار لزاماً عليّ أن أجلبَ لزوجتي ما تطبخه، لنأكله في غرفتنا اليتيمة.. وكان إِخوتي وأخواتي الكثيرون، ولا سيّما الصغار منهم، يشكّلون شبهَ عصابة على زوجتي، يتسبّبون بإزعاجِها ومضايقتِها وتحدّيها في غيابي، وهي ابنةُ عمَّتِهِم، ليست بالغريبة، وكانوا يحبّونها كثيراً قبل أن أتزوّجَها.. وبعد الزّواج انقلب الحال، بداية من أمّي، وتبعها أبي، ثم أخواتي، وأخيراً إخوتي، وكان أخي الأكبر، وحده القادر على التأثير على عائلتنا، و مساعدتي ومساندتي بالوقوف إلى جانبي، ومنعِ أبي من الضغط عليّ، والتّخفيفِ من غلواء أمّي وأخذِها دورَ (الحماة)، كان ولسوء حظي، وقت ذاك، يؤدي خدمةَ العلَـم في الجيش الإلزامي.. فهو بعيد عنّي، وأنا أعيش أفظعَ أيّام حياتي.


شكلي كان العائق الكبير لإيجاد العمل، وكم تمنّيت أن تتغيرَ ملامحُ وجهي وصفاتُ جسدي، صرت أفكر أن أطيل شنبي ولا أحلق أبداً، فأنا الوحيد بين عمال (باب أنطاكية) أبدو حليق (الشّوارب)، هل أقول كرهت نفسي؟!.. وكرهت صلعتي؟! وقامتي؟!.. وجسدي الضعيف؟!.. وحبي للقراءة وكتابة الشّعر.. كان عليَّ أن أبدوَ خشناً ذا عضلات بارزة، وصوت غليظ. 


ومن محاسن الأقدار، لمحت (أبو محمود شاكر) المعمار، صاحب أبي، فقد اشتغلنا معاً في بناء عمارة في منطقة (الجابريّة)، اندفعت نحوه وأنا أناديه:


- (أبو محمود.. أبو محمود). 


توقف (أبو محمود)، التفت إليّ، فتقدمت نحوه، هو منذ سنوات لم يرَني، من قبل أن أذهبَ للخدمة العسكريّة، وأنا بالتأكيد تغيرت ملامحي عليه، ولكنه عرفني، بلا صعوبة، أو من غير أن أذكّره باسمي، مباشرة هتف:


- شادي؟!.. ماذا تفعل هنا، في (باب أنطاكية)؟!.


سلّمتُ عليه، اقتربتُ منه، صافحتُه بحرارة، وكدتُ أقبّلُه، وفرحتي كبيرة بلقائه.. لكنه عاد يسألني والدّهشة بادية على وجهه:


- أنت الذي والدُك يشغّل الناسَ عنده، تأتي إلى هنا وتبحث عن عمل؟!. 


منعتُ دموعي من التّدفق، وقلتُ:


- عند أبي لا عمل لي، فهو غيرُ راضٍ عنّي. 


قال:


- لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليِّ العظيم


قلت:


- أنا منذ زمن لم أعمل في البناء، ولا معارف عندي، هنا يبحثون عن الأجسام الضخمة. 


قاطعني وهو يضحك، وقال:


- تعال.. هيا معي.. اذهب واصعد في سيارتي.. وأشار لي بيده إلى سيارته

(البيك آب) الأسود. 


ذهبتُ إلى سيارته، وأنا فرِحٌ، فقد فُرجتْ عليّ، والحمد لله، ولكن عندي مشكلة.. أنا مقطوع من الدّخان، عندي (سيجارتين) فقط، فكيف سأقدر أن أعمل طوال النّهار، بلا دخان؟!.. هذا صعب، وصعب جداً.. أنا مدمن شرس على التّدخين، كما وصفني ذات يوم، في رسالة صديقي(عماد)، عندما كنت عسكريّاً.. هل أطلب من (أبو محمود) سلفة، لأشتري علبة سجائر؟!.. ولكنّي أخجل أن أطلبَ منه بهذه السّرعة، صحيح هو صديق لأبي، وأنا عملت معه سابقاً، ولكن من الصّعب عليّ أن أطلب سلفة قبل أن أبدأ العمل.


جاء، وصعد سيارته، مبتسماً لي، وهو يقول:


- والله زمان يا (شادي)، ما شاء الله صرتَ رجلاً.. كم لي من السّنوات لم أرَك؟!.. هل ما زلت تحبُّ الشعرَ؟!.. وهل ما زال والدُك يخشى عليك من الجنون، مِن فَرطِ ما تقرأ من كتب؟! طوال الليل؟..أم أنَّك أقلعتَ عن هذه العادة، التي لا تطعم خبزاً؟!.


كنت أريد أن أطلبَ منه سلفةً لأشتريَ علبةَ سجائر، ولكنني خجلتُ، وقلتُ في نفسي، سأطلبُ منه ونحن في العمل، وهذا منطقي أكثر، وأنسب بالنسبة لي. سألني:


- ما أخبار أبيك (أبو رامي)، العصبي المرِح؟.. هل ما زلتَ تتعبُه وتغضبُه؟.. 

أم أنكَ عقلتَ وصرتَ تسمع كلامَه؟


قلت وأنا حزين:


- أبي تغيرتْ معاملتُه معي، مِن يومِ أن زوَّجَني، صرتُ بالنسبة له ولأمّي، كأني شخصٌ غريبٌ يعيش معهم في منزلِهم .. عزلني عن مشاركتهم من المعيشة معهم، أنا وزوجتي، التي ستلد عمّا قريب، وفرض عليّ أن أدفعَ له آجارَ الغرفة، التي نقيم فيها، إضافةً لتسديد فواتير الماء،

والكهرباء، ثم يتوجّب عليّ مساعدتَه لينفقَ على عائلتِنا الكبيرةِ، ولكنه ليس محتاجاً لهذه الدرجة، هو في وضعٍ أفضلَ من وضعي، بعد أن تركتُ وظيفتي، وصرتُ بلا راتب.. وهذا ما أجبرني على العودة إلى صَنعة العمارة التي لا أطيقُها منذ صغري. 


وصلْنا إلى منطقة (حلب الجديدة) 

التي بدأ العمرانُ الفاخر ينتشر بها، كان مكان عملنا (فيلّا) عظيمة العمران والجمال والزخرفة والمساحة الكبيرة. 

باشرنا العمل وأنا مقطوع من السّجائر، و(أبو محمود) لا يدخن، ونحن في منطقة مقطوعة، لا محلات هنا بعد، لبيع السّجائر أو المواد الغذائيّة.. صعد (أبو محمود) على سقالته، وكان عليّ أن أهبطَ وأصعدَ الدرجَ، والسير مسافة طويلة، لأذهب عند الحجارة، وأحمل

على كتفي حجرا من عنده، غاية في الثقل، أبيض وأملس، محفوراً بل مزركشاً بأجمل وأعظم أشكال النّحت. 

الحجر يبدو كأنه لوحةٌ رسَمَها فنانٌ

عظيم، ولهذا كان ممنوعاً أن نحمل الحجارة، عن طريق الرّافعة الكهربائية، التي خفّفت عن عمال البناء الجهد والتّعب حين كانوا يصعدون الدرج، وهي محمولة على أكتافهم أوظهورهم.

كانت الرّافعةُ ثورةً عظيمةً في عالم البناء، وقد خفّفت عنهم الجهدَ والتّعبَ لكنّها في ذات الوقت، قلّلت عنهم فرصَ العمل، فعمل الرّافعة لساعة واحدة، أعظم بعشر مرات من عمل عمال كثر، ثورة علميّة تسبّبت بقطع رزق طبقة كاملة من العمال، في البناء وغير البناء!


كان عليَّ أن أحمل الحجر المزخرفَ

بكثير من الحيطة، والحنان، والاهتمام، كأنّها طفل عزيز ومدلّل، وغال على القلب، فالحجر الواحد من هذه(الفيلّا)، قد يساوي ثمنُها أكثر من ثمن دار، أو غرفة، في منطقة شعبيّة، كمنطقة (صلاح الدّين) مكان إقامتي ومسكن أهلي.. الذي لولا نقود جدّتي ما كنّا نحلم أن نملكَهُ.. الحجر ثقيل، والطّريق إلى إيصاله طويل، وعليَّ أن أمشيَ في الممر الضيق و الرطب حيث تتناثر فيه الحجارة و أسياخ الحديد وقطعُ الأخشاب، والأوراقُ والغبارُ، وغيرُها، 

ثم أصل إلى درج متّسخ ومخيف، فأصعده، وبعدها أمشي بضع خطوات لأتسلّق السّلّمَ الخشبي، وحين أصل للسقالة، كان على (أبو محمود) أن ينحنيَ ويلتقطَ الحجرةَ، من على كتفي، فأتنفّس بعمق، وأشعر بالرّاحة، وعودة الرّوح. 


     انتصف النّهار، أذّن الظهر، وأنا أحتاج إلى سيجارة واحدة على الأقل، أعصابي بدأت تصرخ، دمي أخذ يشتعل، رأسي صار يتفجّر، من المستحيل أن أستطيعَ أن أكملَ عملَ هذا النّهار، من دون سجائر..! السّيجارة عندي تساوي الشّيءَ العظيمَ.. زاغ بصري، ضاقت أنفاسي، اضطربت خطايَ.. صرتُ لا أقوى على حمل الحجارة، انتبه (أبو محمود) إلى وضعي، سألني:


- ما بك؟!.. لماذا وجهك أصفر؟!. 


كدت أصارحه، أن أقول له:


- أريد سيجارة يا معلّمي. 


لكني صمت، فالمكان مقطوع، حتّى لو أعطاني (أبو محمود) نقوداً، لأشتري الدّخان. 


جاء إلينا شاب جميل وأنيق، يلبس أجمل الثياب، وحذاؤه يلمع كخدّ القمر، يشعّ منه عطر أثير، مصفّف الشّعر بعناية.. سلّم علينا، وردّ (أبو محمود) عرفت أنه ابن صاحب العمارة الباذخة، وأنه ينتظر اكتمال بنائها ليتزوج بها، شعرتُ نحوه بالحسد الشّديد، وقلت في نفسي:


- هذا هو البرجوازي الذي يحدثني عنه (ماركس، وأنجلس، ولينين). 


كان يدخن سيجارة بيضاء الفلتر وطويلة، أعرف نوعها، هي من أغلى أنواع التّبوغ في العالم، إنها سيجارة (كنت).


فكَّرت أن أقترب منه، وأن أتشجّع وأطلب منه سيجارة.. كان الأمر صعباً عليّ، فلو كان عاملاً مثلي، لكان الأمر أهون عليّ، إنّه من غير طبقتي.. بيني وبينه فراسخ ومسافات.


لذلك مررت من جانبه، دون أن أطلب منه سيجارة، فكَّرت أن أؤجل طلبي، إلى أن أنزل وأحضر حجراً (لأبو محمود)، ريثما أستطيع أن أستكمل وأستجمع قوايَ، الخجولةَ والمضطربةَ، نزلتُ مسرعاً، وعدت ألهث على عجلة، 

وكانت الخيبة بانتظاري.. لقد ذهب، توجّه إلى سيارته الفارهة.. فتضايقت وانزعجت، ولعنت حظي. 


أريد سيجارة يا الله.. لو تدري يا أبي 

ما أنا فيه، لما تركتَني هكذا.. العمل معك كان أسهل وأجمل.. لم أنقطع يوماً من التّدخين وأنا أعمل معك. 


وحدث ما لا كنت أتوقّعه، أو يخطر ببالي، لقد اختلّ توازني و أنا أصعد الدّرج، ووقعتُ، وسقطت الحجرة المزخرفة عن كتفي، وانكسر بعض أطرافها، وتشوّهت، وما عادت تصلح للعمران، في هذا البناء العظيم.. ترى كم كانت تساوي من ثمن؟!.. هكذا كنت أتساءل، قبل أن يصل إليّ (أبو محمود)، وهو يصرخ بأعلى صوته:


- يا لطيف.. يا لطيف.


انحنى فوقي (أبو محمود)، دفع من قربي الحجر التّحفة المهشّمة، أنهضني

من وقعتي، أسندني، هبطنا الدّرج نحو الأرض، كنت أتألم، وأصابعي تقطر الدّم، وكان (أبو محمود) يدمدم بصوت كلّه أسى وحزن:


- لا عليك.. سلامتك.. الحجر ممكن للحجّار أن يصنع بدلاً منه.. المهم أنت.. إن شاء الله تكون أصابعُك سليمةً.


وحين هبطنا الأرض، طلب منّي أن أحرك أصابعي، فحرّكتها.. هتف:


- الحمد لله.. أصابعك سليمة.. لا يوجد كسر، أيام وتتعافى.. اذهب من فورك إلى بيتك، وحين تشفى تجدني هنا بانتظارك.. ثم مدِّ يدَه إلى جيبه، وأعطاني مائة ليرة، وهو يقول:


- عليك العافية،، سلم لي على أبيك.


كان موقف (الباص) بعيداً بعض الشّيء، كنت أمشي وأنا في غاية الألم، جسدي منهك، ويدي توجعني، والدّنيا مسودة في وجهي.. أتساءل بحرقة:


- الآنَ.. ماذا سأفعل؟!.. حين وجدت شغلاً، لم أعد أستطيع أن أشتغلَ.. فكيف سأدبّر أمري؟!.. وأستطيع أن أعيش أنا وزوجتي؟!.. من الجيد أن أعطاني (أبو محمود) مبلغ المئة ليرة، ولكنها كم تكفيني؟!.. يوم أو يومين.


وقفت عند الموقف، كان هناك (كشك) لبيع السّجائر، اشتريت علبة تبغ، وبلهفة أشعلتُ سيجارة.. وحين وصل (الباص)، كنت قد أحرقت سيجارتين.. صعدت مع الآخرين من الرّكاب، اخترت كرسيّاً منفرداً وجلست، أرقب الطّريق من خلف الزّجاج.


منذ كنت في الصّف الثاني الابتدائي

تحوّلت إلى عبد للسيجارة، تعلّمت عليها، من خلال أخي (رامي)، وابن (عمْي سامر)، وكانا يكبرانني، كل واحد منهما بسنتين.. تعلمت منهما، ثم هما تركاها، وبقيت أنا أسير لها، وصار أخي (رامي) يشكوني لأبي الشّديد القسوة، وإلى عمّي (صقر)، الذي يقيم معنا في دارنا، وكان عمّي العازب، قد ولّاه أبي تربيتي ورعايتي، فهو من يشرف على سلوكي، ويعمل على ضبطي، ومراقبتي، ومعاقبتي في حال إن سلكت سلوكاً غير مناسبٍ، أو غير عادي، لا ينسجم مع عادات وتقاليد أهل البلدة، المتزمتة والمتخلّفة، والصّارمة في عاداتها وتقاليدها.. عمّي (صقر)، أشدّ قسوة من أبي، فكم ضربني وجلدني ورفع لي قدميَّ، وصفعني، وصادر لي السّجائر، وكسّرها، ورماها؟!.. وكنت أبكي بشدّة وضراوة، وأقسم له بأنّني لن أعود وأدخن طوال حياتي.. لكنَّني كنت أكذب عليه، وأعاهد نفسي أن أتحدّاه وأتابع التّدخين.


ليت الأمر اقتصر على تدخين السّجائر وقتها، بل تعدا الأمر، إلى أن وصلتُ حينها لتعاطي الحشيش، فقد سكن في حارتنا، شخصٌ يبيع الحشيشَ، وكان عنده ولد أصغر منّا، أنا ورفيقي في الشّقاوة (ممدوح) وابن عمّتي،(فريد) وصار (خليل) ابن مهرب الحشيش الذي صادقناه، يسرق لنا أكياس الحشيش من دارهم ويعطينا، دون مقابل من المال.. ومضى علينا أكثر من شهرين، ونحن نتعاطى الحشيش، في السّر طبعاً، إلى أن اكتشف أخي(رامي) الأمر، فقام بتهديدي بأنّه سيشكوني إلى عمّي (صقر).. فارتعبت وأخذت أرجوه أن لا يفعل، لأنّ عمّي لحظتها سينفذ، بحقي حكم الإعدام.


 واضطر أبي أن يغضّ البصر عنّي وأنا أدخن، حين كنت أعمل معه، صار يشتري لي علب الدّخان، ويعطيها لأمّي، وهي بدورها، تعطيها لي، حين أذهب معه إلى الشغل في العمارة، بالرّيف والقرى، القريبة من بلدتنا، والبعيدة منها، مثل قرى (الرّقة) في منطقة(سدّ الفرات) العظيم.


وكنت أختفي، وأتوارى عنه، وأغيب، وأتهرّب، إلى أن أنتهي من سيجارتي، حتى أجبرته ذات يوم، وكنت قد بلغت من العمر، (السّادس عشْرة) سنة، كنّا وقتها نعمّر معمل الزّجاجَ، في منطقة (المسلميّة) حدث و ناداني وهو يقف على سقالته، بعد أن انتظرني، وصاح عليّ كثيراً، وكنت مختفيا، أدخن، وأنا أتجاهل نداءاته.. ووقت صعودي لعنده على السّقالة، وعلى كتفي أحمل له حجر (القرميد)، استوقفني وقال عابساً:


- أخرِج من جيبك، علبةَ دخانك.


انصعقت، وصدمت، وتفاجأت، وتسألت، ما به؟!.. ماذا يقصد ويريد

؟!.. هل خطر له أن يحاسبني على التّدخين؟.. بعد كل هذه السنوات؟!.. وأقسمت بداخلي إن أراد معاقبتي، كما في السّابق من أجل التّدخين، سوف أدفعه وأرميهِ من على ظهر سقالته، إلى الأرض، سأرتكب به جريمة، وأتخلّص منه، قلت مضطرباً:


- ليس عندي علبة تبغ.. أنا لا أدخن.

قال:


- خلّصني من قصة تدخينك.. أشعل سيجارتك، ودخّن أمامي.. لقد سمحت لك.. فأنت صرت شاباً.


أشعلتُ سيجارتي على استحياء، ولكنَّني منذ ذاك اليوم، بدأت أدخن أمام أبي، دون خوف أو عقوبة فظيعة.


نزلت من الحافلة، أشعلتُ سيجارة، ووقفت على موقف (سيف الدّولة)، لأكمل طريقي إلى البيت.. دقائق ووصل (الباص)، أخذت مكاني، وعدت إلى ذكريات سيجارتي اللعينة، التي اشتريت السّيجارة الواحدة منها، بخمس ليرات، يوم كان سعر العلبة الكاملة منها، بليرة ونصف، وذلك يوم تمّ القبض عليّ من قبل دوريّة الشّرطة العسكريّة، في كراج (الهوب هوب)، بعد أن منحت إجازة دورة الأغرار.. وتأخرت يومين عن موعد التحاقي بقطعتي العسكريّة.. ونقلوني مقيّداً من سجن الشّرطة العسكريّة (بحلب) إلى (دمشق)، سجن (القابون)، وهناك أخذ منّي الرّقيب أوّلَ، الذي يفتش كل وافد إلى السّجنِ، حيث يجبر الجميع، على التّعرية الكاملة، والتفتيش حتى في ثقبِ مؤخرته، التي ربما يتم عن طريقها، تهريب الحشيش، ولأني كرهت أن أهان إلى هذه الدّرجة، فقد دفعت له، بديوان الشاعر الذي أعشقه (نزار قباني)، الذي اشتريته من مصروفي، الذي أخذته من أبي، ليكفيني طول فترة غيابي، إلى أن أحصل على إجازة أخرى.. وهناك في سجن القابون المريع والمكتظ بالموقوفين، اشتريت ثلاثة سجائر من نوع (الحمراء الطّويل)، بمبلغ (خمس عشرة ليرة).. وقمت بتدخين السّجائر، في(المرحاض)، الشّديد القذارة، والذي هو بلا باب، بل كان مفتوحاً على الجميع، حيث يتم من خلال حنفيّته الصفراء البشعة والمقرفة، شرب الماء الكريّه، من قبل جميع من سقطوا من العساكر، في فخ الشّرطة العسكريّة.


رغم ألمي ووجع يدي وأصابعي، وأنا في (باص) (سيف الدّولة)، ارتسمت على شفتيّ، ابتسامة، وأنا أتذكر يوم كنت في درس تدريبيّ، في معسكر دورة الأغرار، حيث كان الملازم أوّل (حسن عوض)، يعطينا ويشرح لنا، فطلب منّي أن أحضر له قلماً، من خيمتي، التي نقف على شكل صندوق مفتوح، أنا ورفاقي العساكر، بالقرب منها، غادرت الجمع، وبسرعة دلفت إلى خيمتي، وعلى الفور، هرعت وأشعلت سيجارة، والوقت ضيق وعصيب، سحبت نفثاً عنيفاً، وأتبعته بأنفاس متقطّعة، بشغفٍ وبلهفة، ثمّ خرجت من خيمتي، والسّيجارة ما زالت بين أصابعي، ينبعثُ منها الدّخان.. ولمّا فطنت لها، سرعان ما قذفت بها، بعيداً عنّي، واقتربت من الضّابط، لأعطيه القلم، الذي أرسلني لإحضاره، حينها.. استوقفني الضّابط.. وقال لي:


- تعال.. وقل لي ماذا فعلت.. في هذه الدّقيقة؟!.. قلت بخوف شديد:


- سيّدي.. لم أفعل شيئاً.. أحضرت لك القلم، وأتيت.. قال:


- وماذا كنت تحمل بين أصابعك، قبل أن ترميه؟!. 


صمت.. لم أستطع الكلام.. كان قد كشفني، ولمح السّيجارة بيدي.. سألني:


- ألم تشعل سيجارة؟!.. أرسلتك لتخضر لي قلماً، فتشعل سيجارة؟!.. وبهذا الوقت السّريع؟!.. هل أنت (خرم) إلى هذا الحدّ؟!.. كم لك لم تدخن؟، وكم مضى لنا من الوقت، ونحن مجتمعون لأخذ الدّرس؟!.. لنا بضع دقائق لا أكثر. 


همست وأنا في غاية التأسف والخجل:


- أنا آسف سيدي.. لن أكرر هذا الخطأ. 


وما كان من الملازم الأوّل، إلّا أن ابتسم بوجهي، الممتقع خوفاً وخجلاً، وقال:


- هل تعلم لو أنّ واحداً غيرك، أقدم على هذا الفعل، لكنت عاقبته.. لكنك مدلّلٌ لدينا، فأنت شاعر دورة الأغرار.


وأشار لي بيده، نحو السّيجارة، التي قذفت بها.. وطلب منّي أن أذهب وألتقطها، وأكمل تدخينها، ثمّ عليّ معاودة الالتحاق بالدرس. 


نزلت من (الباص)، توجهت لأكمل مشياً، إلى منطقتي (صلاح الدّين)، دخلت حارتي.. وتوقّفت عند السّمّان (أبو علي)، اشتريت من محله، (أوقية سمنة، ومثلها شاي، ونصف كغ من السَّكر، وربطة خبز، وخمس بيضات). 


(أصبعان )من أصابع يدي المصابة، كانتا زرقاوين الأظافر، بل كانت الأظافر مسودّةَ اللون، ضمّدت زوجتي لي يدي، وربطتها بشاش أبيض، وسألتني:


- لماذا لم تنتبه إلى نفسك؟.. كيف حدث معك هذا؟!. 


قلت لها، وأنا أتأوّه من شدّةِ الألم :


- إنها السّيجارة. 


وكم كانت زوجتي، تكره السّيجارة، والتّدخين.. فتركتني وذهبت إلى المطبخ، لتحضر لي الشاي، ولقمة آكلها، كانت أمّي وشقيقاتي في المطبخ، لم يسألنها عن يدي، مع أن أخوتي، شاهدوني حين فتحوا لي باب الدار. 


أرادت زوجتي أن تقْليَ ليَ البيضَ،

فوجدت غازنا السفريّ فارغاً من الغاز، ويومها كنا نعاني من أزمة فظيعة، من عدم توفر الغاز.. فأرادت أن تستخدم غاز أهلي، فقالت لها أمي، ووجهها عابس:


- عجّلي.. أريد أن أعمل القطايف. 


ولهذا لم تغلي لي (الشّايَ)، على غاز أهلي، لأنّ أمّي وأخواتي، يَستعجِلْنَها.. 

عادت، وأرادت أن تغلي لي الشّاي، على صوبة الكهرباء، الموجودة داخل غرفتنا الصّغيرة، والخانقة، التي لا يدخل إليها الهواء، ولا الضّوء.


أكلت، وانتظرت طويلاً، حتّى تمّ غليّ الشّاي، ولحظة أن أرادت زوجتي أن تصبّ لي كأساً من الإبريق.. سمعت صوت أخي (رامي) في الصّالون، فقد كان في إجازة من العسكريّة.. فخرجت وناديت عليه، ليشاركني شرب الشّاي.. 

وحين دخل، ولأنَّ غرفتي شبه معتمة، حدث وأن تعثرت قدمه بصوبة الكهرباء، المستلقية على أرض الغرفة، فانقلب إبريقُ الشّاي عن المدفأة، وشربتها السّجادة، بدلاً عنّي وعن أخي.


          مصطفى الحاج حسين

                إسطنبول


للقصة بقيّة.



*متتالية هايكو*. بقلم ذ.داود بوحوش تونس

 *متتالية هايكو*


زيتون أسود؛

خارطة طريق

بعرة بعير!

                  ☆☆☆

بعرة بعير؛

سارق لا يتقن التخفّي

ضياع مؤقّت!

                   ☆☆☆

ضياع مؤقّت؛

لم التّطاول دون قبرِ الأثر

تخفّ مفضوح!


ذ.داود بوحوش تونس


دلّوني لطريق المجد .. بقلم الشاعر صلاح الورتاني / تونس

 دلّوني لطريق المجد ..


دلّوني دلٌوني

على الحق أعينوني

دلّوني حبا في المجد 

أرفرف وأطير

أبحث في الحكايات والأساطير

دلّوني

دلّوني... 

بحثت في الكتب 

  وفي الدفاتر 

نبشت في المقابر 

بحثا عما ضاع من حضارة أمة 

رابحها خاسر 

بين حامل سيف وشاعر

دلّوني قد تبعثر الشوق 

واشتعل في القلب العشق، 

وأنا أتدفّق رغبة 

كما يتصبب الودق ؛

دلّوني دلّوني 

إلى طريق المجد 

هل خلف ضفة اللهو ؟

أم هو على سبيل الجد ؟

كما كان أبي وجدّي. 

أم هي حكاية قلب عزّته عهدي 

فما أروع الحب !!

وما أعظم سر هذا المجد !!

دلّوني دلّوني


سرب العروبة في تيهان

طار في آفاق الصحراء 

حيث ظلمة المكان 

ومتاهة الزمان

يمشي الهوينا 

حيث أثقله عبء الرغبة، 

و وطأة الحرمان

آه منك يازمان

شعلة أحرقت أفئدة 

أجنحة الغربان

كم هي الحالات والحانات 

مفتوحة على مصراعيها

وقد غلّقت أفواه لحظة 

تلو اللحظات 

يا أيها الغائر في الأعماق 

يا أيها الإنسان !!


 صلاح الورتاني  /  تونس



حين يرتعش القلب ** بقلم الكاتبة / خديجة شما

 حين يرتعش القلب **

حين يرتعش القلب 

وتدق أجراس الحنين 

ستذكرني!!!!

حين يلتف القلق بعينيك 

ستذكرني !!

وعندما يضج صوتك من مكانه ويعيش البرد في شفتيك وتتآلف الحروف في وجد واشتياق 

ستذكرني !!

وكلما لامست بحر اليقين 

ورأيتَ الشوقَ على 

خطوطِ الريحِ تناثرت الضلوع 

على بساط الامل 

وأخذت وهجاً من رموش الشمس

ستذكرني !!

لتعرف ان بحر حبي عميق

أدونه مع رياح سفينتي 

ترسو في أحضان عينيك دموع الآهات ووجع الغياب 

ستذكرني

وحين تعرف ان القلب لا يقهر وان الحب لا يَظلم وان الوجد مع الفراق 

يتأجج  ناره تحرق طوفان العمر  ستذكرني !!

وعندما ترى أن حبي

 كبير كبير 

وأني والشوق يزيد 

ستجدني أهمس 

بأذنيك أحبك 

أحبك قريباً 

وبعيداً

بقلمي / خديجة شما khadija Shamma



أرانا نعود .. بقلم الشاعرة/ رفا الأشعل

 أرانا نعود ..


أرانا نعود لدهرٍ غبرْ

كما شاء أعداؤنا والقدرْ


نتوه على الدّرب .. درب الأسى

على جانبيه الحصى والحفرْ


ومجد الجدود يضيع سدى

ودهرٌ سقانَا الكؤوس الأمرْ


نعيش الحروبَ وكلّ الخطوبِ

وغابتْ نجومٌ وغابَ القمرْ


جلستُ وحيدًا بليلِ الدُّجى

وفي خاطري ذكريات تمرْ


أمن سرمدٍ ليلنا لا يفوتُ

حزينٌ .. طويلٌ وداجٍ عكرْ


وقلبي جراحٌ به نازفاتٌ

وما التأمتْ .. من رياء البشَرْ


فلذتُ بتلك الدَنا داخلي

بمرج ضياءٍ بديعُ الصّورْ


تركتُ ورائي زمانًا دجَا

ونور تمشّى بأفقي انتشَرْ


وفجْرٌ أطلّ .. رقيقُ الحواشي

وأنفاسه من رفيف الزّهَرْ


نسيمٌ يقبّلُ ثغْرَ الأقاحي

ويرشفُ كأسَ النّدى بحذَرْ


حفيفُ الغُصُونِ وهمس السـكون

كعذبٍِ اللّحون .. كخفقِ الوتَرْ


بأعماق نفسي ربيعٌ وَليدٌ 

توشّح بالنّورِ .. نور القمَرْ


أنَا من هنا قَدْ رويتُ يراعي 

وفتّشْتُ في بحرها إِذْ زَخَرْ


وأستكشفُ السّحرَ في كلّ شبرٍ

وأجلو جمالا بها قَدْ بهرْ


ليَ الشّعْرُ مَا كانَ إلاّ هوى

لروحي .. وقلبي به قَدْ سُحِرْ


ويغْمرُ أفقي .. يزيحُ غيومًا 

يزيحُ أسى بفؤادي استقرْ


يمدّ إلى غبشي من سناهُ

ويسقي جذوري رذاذُ مطرْ


بتلك الدُّنَا إقتنصتُ حروفي 

وأستلهم الوحيَ لمّا خَطَرْ


وغُصْتُ لأسْبُرَ أعماقَ نفسي

فأدركت من سرّها ما سحَرْ


ككنزِ سليمانَ كانتْ كنوزي 

إلهي الكريم بها قَدْ أمرْ


بقلمي / رفا الأشعل

(على المتقارب )


إطلالة،على الإطلالة.. بقلم الناقد سامي ناصف.

 بسم الله الرحمن الرحيم. ..

إطلالة،على الإطلالة..

يقول لي:يقينا ماتم طرحه،كان جديرا بالتقدير،وماتم نسخه لرؤيتك النقدية،كان بِحِرَفيَّةٍ لافتة لم تلاحمها الهشاشة.

 ويقول: الفكرة جدا قوية، لتحرك الساكن،وتنعش النائم فى دنيا الإبداع الأدبي .

 ممكن سؤال لحضرتك؟

قلت له:تفضل.

قال:ما السبب فى تورم أدعياء الأدب الذين يغشيهم حمق الأنا،وجهالة ممزوجة بالغطرسة- فهم ليسوا أدباء، ولا شعراء هم أدعياء.

قلتُ له: من وجهة نظرى،لقد دلف إلى ساحة الأدب،والنقد أدعياء؛

جلسوا فى طابور المصفقين عن جهل لنصوص سكنت درك الهشاشة ؛فزعم أصحابها جهلا أنهم طالوا السماء بشعرهم وتربعوا سدة الإبداع ؛ثم يظهر فى الساحة ناقد فاهم؛ ليُقَيِّمَ عن علم، وفقه، ودراسة تلكم النصوص ليظهر ما بها من خلل وعلل؛فيخرج عليه الغوغاء بالسفاهة،من خلال طنين أصواتهم المزعجه.

اعلم يا أخي: تلك مناط الأزمة بين الناقد الفاهم والمبدع الماتع

يقول: أقدم لحضرتك سؤالا أخيرا.

إذا النقد يحتاج إلى ناقدٍ نابهٍ فاهمٍ؛ ليَقومَ بما يجب أن يقوم به. 

أقول:نعم فالناقد هو حلقة الوصل بين النص، ومؤلفة، وبين النص، ومتلقيه،فيقوم الناقد الحق بفك طلاسم النص للمبدع، ومااستغلق على المتلقى؛ ليكتشف المبدع روعة نصه من خلال مرآة، وعيون الناقد الأمين، ويقدم الناقد النص للمتلقى وجبة شهية أمام المتلقين .

فالنقد ليس سيفا على رقاب المبدعين، ولا آلة طامسة لوهج النص المُبْدَع.

أشكرك.

وأنا ممتن لكَ

حوار أردت رصده وأقدمه لعله يحرك ساكنا.

سامي ناصف.



رَوعةُ الصَّباحِ.. بقلم الأديبة كوثر_بلعابي

 ** رَوعةُ الصَّباحِ.. **


يَطرُقُ الصّباحُ 

قلوبَ الطّيِّبين.. 

يَدخُل إلَيها في هُدوءٍ.. 

يُغدِقُ علَيها مِن بَهْجةِ ضِيَائِهِ

مَراهِمَ للجَرحَى

حُبوبَ مَنعِ الحُزنِ

لِكلِّ الأنقِياءِ.. لِكلِّ المُحِبّين.. 

ثُمّ.. يُنادِمُ فِنجانَهُم 

حلاوةَ سُكَّرِهِ.. 

فِي رَشْفَةٍ يَذُوبُ 

و يَرحَلُ سَريعًا.. 

كَلَحَظَاتِ الفرَحِ 

كالنّاسِ الطّيِّبين.. 


            كوثر_بلعابي ( من ديوان : كوثر الصّباح)



وجع القلوب بقلم د. أنعام احمد رشيد

 وجع القلوب

لملم جراحي 

اربط على أوردتي 

سأكتب على جبيني 

بأني أحبك 

سأكتبها بدمي 

فحروفٌ تكتب بالدم 

تبقى تلمع

لقد نسيتُ شراييني 

لاتترك في جرحاً 

ينزف إلا وتربطه

لأني لا أريد أن يرى 

جرحي غيرك ياحبيبي 

سأعبر الحدود مشياً 

وأتسلق الجبال 

وأمشي في الصحراء 

وأغوص في البحار 

سأجدف  وأجدف بيدي  

كي أصل لبرك بر الأمان 

حبيبي هل تسمعني ؟ 

أم أن جداراً بيننا 

يحول بينك وبيني 

أم أن عيونك تغفو

وعيوني لا تعرف  

 طريقاً للهجوع

أنتظرتك طويلاً 

ومرت الأيام والسنون 

عصوراً بعدها عصور 

فتقوس ظهري 

وشاب شعري من 

طول الإنتظار 

يا أملي أنا

د. أنعام احمد رشيد



الجمعة، 6 سبتمبر 2024

قليل في شأنك بقلم الأديب سعيد الشابي

 قليل في شأنك

قليل في شأنك ـ يا حبيبتي ـ

لـو قلت أنّك...أنت

قــداسة الحرف ، عندما أكتب

وقلـيل في شأنك

كل ما أقــوله عنك ـ سيدتي ـ

أو ما ، في عشقـــك أرسمه

وأنت البحــــــر الذي...

غصت في أعماقه أحـــيا

والمــــوت لي يترصّـدني

اذا ما خرجت من مـــائه

وأنت الفــلك الذي فيه أسبح

وحبك ، فيـه الهــواء

وأنت فيــه الســـماء

وأنت نـــور ضـــيائه

أيا ســـكن فيه دفـــئي

من أعـماق أعــماقي صيغ

ومن روحي تولّدت روحــه

كيف أكون مكتملا ، دون امرأة

الى صدري أضمها شوقا

والى صدرها حنوا تضـمني

فيـــها أمّي ، وفيها خالتي

وفيـها ابنتي ، وأخـــتي

وفيها زوجتي ، وفيها صديقتي

وصاحبتي ، تأويني بكل ما في


سعيد الشابي


غانية ترشّ الطُيب في مواكب الضّجر وتسرق بقلم الكاتبة سلوى السّوسي/ تونس

 غانية ترشّ الطُيب في مواكب الضّجر وتسرق 

ألباب النُاظرين و لُباب القوم بها قد تعلُقوا...

تروي أقاحي النّفوس صبابة ،

والرّحيق من ريقها يغدق....

اللّيل ثمل يترنُح من غنج الجفون 

والصّبح يومض من القسمات ويشرق...


اليوم يقف الهوى عند بابها و يطرق...

نهر من الدّماء في الوتين يتدفّق...

اللّيل يرعى جفونا أثقلها الكرى...

والصّبح خجول من زفرات صدرها 

لايشرق....

غفا ورد الخدود وذوى العود

 من فرط الجوى...

ذا الخلُ بالهجران روحا يحرق...

الدّمع سيل... في الماَقي يرقرق...

 سهم خارق من الرُوح يمرق...

من يرقّ لقلب تمزّق من وجده ،

و بتينك اللّؤلؤتين يرفق...

كل الذين  بايعوها بالأمس على عرش الحسان ،

اِنفضّوا من حولها و تفرّقوا...

اليوم أضحت زاهدة الهوى...

ترمّم  ضلوعها و الفؤاد ترتق...


سلوى السّوسي/ تونس



مُشَاْكَسَة من نوع خاص بقلم الباحثة الإعلامية التربوية التنموية الجودوية : د. شفيعه عبد الكريم سلمان./سورية

 مُشَاْكَسَة  من نوع خاص


أتاني الثلج يُزهِرُ فوقَ رأسِي

وطفْلُ   القلبِ   شَاكَسَهُ  شذاْهُ


وقالَ  تعالي  كي  نلهو  بثَلْجٍ

ولا  يَعْنِيْنا  ماكانَ   ارْتَضَاْهُ


أيَعْلَمُ   حَاْلَنا    لِيَنوْبَ   عَنّا

ويأمُرُنا   لِنمشِي على  هواهُ


بَيَاْضُهُ زادَ في النّفْسِ  ائتِلاقاً

فَرِحْنَا، ولمْ  نَكُنْ   نَبْغِي   أذَاْهُ


مَرَاْحِلُ  عُمْرهِ  مَلْأى  بَيَاْضَاً

كُهُولتُهُ   تَماهَتْ   في   صِباهُ


أشِيحِي  الطّرفَ  عنْه  ولاتُبَاْلي

اطَمئني   لقلبِكِ   سيري    وراهُ


له استفتِي  وبوحِي  بكلّ   شيءٍ

ماعاذ  اللهُ   أنْ   يُخْذِي   رَجَاهُ


أنا  جرمٌ    صغيرٌ   ليس    إلا

وفيني    عالمٌ   ربّي       طواهُ


وطفلاً سوف  أبقْى  إلى  مماتِي

على  تغييري   لم   يقدرْ  سواهُ


سلامٌ ... داخليٌّ ...   يَصطفيني

وتسليمٌ  ...   لربّي...  بماقضاه


حليمٌ   في  العُلا  يَعلو  و  يَسمو

سأمضِي  العمرَ  يَشْغَلُني  رِضَاهُ

بقلمي:

الباحثة الإعلامية التربوية  التنموية الجودوية :

د. شفيعه عبد الكريم سلمان./سورية

٦/٩/٢٠٢٤م