آخر المنشورات

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

ألاستغراب****بقلم : الشاعر يوسف علي الشوابكه

(((اﻻستغراب)))
(((بقلم : الشاعر يوسف علي الشوابكه)))
ذاب الحديد فذابت الأعصاب...وعلى الوجوه علامة استغراب
وتمايل الشجر الصنوبر حالما...نفخوا عليه فخافت اللبلاب
واستقبـل الوجد الضلوع ولم يدع...شيئا نراه لنشرب الاوصاب
ملك الأسى كل اتجاه واقتفى...آثارنا واستعظم الألقاب
غابت عن الأسس القديمة هبة...وانشلّت الأقدام والألباب
حتى اذا سلك الفتيّ طريقه...وجد النكاية حوله دولاب
ان صادق الدنيا تحط رواجها...وتزيده فيما به استقطاب
زان المرام بحجة منبوذة...والهم ظل بجسمه يغتاب
والنائحات من الحمام على الجوى...يطرقن حصنا ما له أبواب
شرعت من القانون حال ولوجها...وتقطع الرأي الذي ينجاب
أمرته والتمست لها كدماته...والويل بين عيونها ينعاب
جف الغدير فلا شتاء قارص...والثلج فوق مروجها أثواب
ومكائد الدهر استنزفت طاقاته...وذوي العقول تشدق وجواب
ينعى على زفراتها متأثر...واللائمون تقاسموا وتصابوا
خلص الزمان فصب كل وسيلة...واستحقر المهزوم حين يهاب
والليث أصبح جيئلا متمرسا...ان يسرق الأشلاء وهي يباب
ضاع الذي ترتاده قدراتنا...والمكرمات عبيرهن مصاب
واندكت الآمال حين تعاركت...وأقامت البلوى لها مرقاب
تندى بها الأيام وهي خجولة...ورمى الزمان وما لديه ملاب
والقائمون على بقايانا بنوا...غاياتهم وقلوبهم مزراب
صر الشحيح على الدنانير التي...اسقته ذلا ما لها أكواب
ضجت بأعباء الضلوع حكاية..قد قالها الشعراء والكتاب
حتى اذا نام الضمير تبلورت...بين الدماء ودمعها منساب
رق انفطار الصخر في قطراتها...واليأس قام يهادن الأحزاب
هام الشجاع وحط فوق ركابه...وهج الردى وعيونه مرأب
حال تمزقت الرجولة دونه...والذام تحت متونه خلاب
نمت المرابع وهي جدباء بلا...ماء فمن أجسادنا التوراب
ودم يسيل فتستقيد زهوره...حمراء واللون المخالف عاب
شرب الحضيض من الضلوع لترتوي...كل الطيور وريشها استذئاب
وعبارة منسوخة بدمائنا...ان الحياة طفولة وشباب
وبطولة الشهداء تبقى حية..لو طالت الأيام والركّاب
كلماتهم ستظل راسخة بنا...والدين فوق رقابنا إخصاب
ما لانت النفس العظيمة لو دجى...كف الزؤام سنلبس القبقاب
راياتنا خفاقة ودروسنا..للجاهلين منارة وشعاب
جظت ضمائرنا ونحن أسودها...والمكرمات حضارة وكتاب
وكما شربنا الحتف كل دقيقة...نتجشأ الاحلام وهي عذاب
ونبايع الله الكريم على الهدى...وصلاتنا فوق البقاع ركاب
شرف تربينا عليه بأننا...للشامخات صوارم وصواب
نحن الذين ترعرعوا بين الشرى...والمخلب الصطام والمحراب
نحن امتداد للصحابة لم ندع...أحدا ينغص ديننا ويعاب
نحن الرجولة والبطولة والفدى..والحق بين يميننا غلاب
ان غافلتنا النازلات هنيهة...فلسوف نمحق ما بها كذاب
كتب الزمان على مواقفنا لكي...نمحو المصاب ونرجع الاطياب
وعروبة قد عانقت جيد السهى...والمشتري في كفها أذناب
والنابغات من العلوم كفيلة...لنصافح الآتي ولا ننعاب
مضغ الفلاة حفيفها بصفائح...وهجيرها للشاربين غضاب
ومتى تجاملك السنون لتأتلي...فكن المعار وسيفك الضرّاب
ركزت بهن الساميات كرامة...عامودهن تلاوة وخطاب
والمشرفية شرفت أجدادنا...فبنوا من الجثث العظام قباب
واليوم صاروخ بدباباته...وهو لنا النووي والغصاب
واستخدم الدهر العناية فوقنا...وغدا علينا نصره جلاب
سيان بين منية ببسالة...ومنية الجبناء حين تغابوا
فكأنما حمل الفتى أقداره..متشبث ليواجه القصّاب
ربط الشهامة والمروءة عندما..قام استعار حديدها القرضاب
والموت في أجفانه متيقظ...ما نامت الأوصال والأهداب
ظلت تجدد فيه كل خلية...وتلاوة القران حين يراب
قدر تجابهه النفوس فترتوي...شرفا وتغسل من به أوصاب
سدت على مضماره نفخاتها...وجنائن وروائع وكعاب
ودنى الى الموت المحقق باسما...فالله أعطاه الرجولة ناب
ان عاش في الدنيا سيبقى خائرا...والموت حق ما اليه ذهاب
فلم التباطؤ في حياة كلها...الم وفيها الذل والإغراب
جمع القناعة في يديه منارة..لينور الظلماء والأجناب
مر حملناه وصار أليفنا...ليت الفراق يجيء فيه عتاب
ابان رايتنا الدماء تلاطمت..بحر يزيد وانهر وعباب
وتصادم الموت بين ضلوعنا...وشمت كلاما لو يصير لعاب
هيهات تنحاز الظروف فنحتسي...مما أردناه ولا نرتاب
فلقد تجاوزنا التصبر آنفا...والمجد فوق جبالنا جذاب
لوما العقائد راسخات في دم...ما سار شخص أو سعى حباب
شرف على أعناقنا متأصل...وشريعة وعقيدة وثواب
فإذا تعودت احتمال العزم لم...تترك يدا تغتال فيك ذباب
ومن ارتضى العيب المشين فعيشه...مثل الكلاب وما له أصحاب
رب انفراج من مصاب هائل...يلقيك حيث النار والأخشاب
ﻻ تحملن خطيئة فيها دم...لا توبة منها ولا استعتاب
والمسلم الحق استعان بربه...لما سقته من المصاب شراب
وكما بدت أحلامنا مصطفة...سلخ اليقين من الأذى إضراب
وكما حملنا راية الحق التي...فيها وصلنا ما تراه سحاب
والتفت الخطوات تطوي بلقعا..وغزالة صاحت لك السنجاب
شقت بواكره على قصعاتها...وانجابت الأفعال والإعراب
وترفع الانسان عما ضرّه...والسيئات يزيلها التوّاب
بيد الدم العربيّ أصبح منبعا...فوق الأراضي بنبت العناب
وتقلدت منه الدراري ريثما...نجني من الصافي لها زرياب
غنى الهزار بكل لحن رائع...واستعذب الإسماع والإسهاب
والمكرمات تجمعت بإطارها...في دائرات أصلها استرحاب
جار الظليم بأرضه ورنا الرشا...وتعود استعطافها الأغراب
رفع الأصابع مستغيثا مؤمنا..ويداه بالدم حولها استطباب
جرح اذا نكأته عند شفاءه...سال الدم الزاكي وفيه نصاب
يجري على مر الزمان مؤرقا...ليباغت الغازي ولا يرتاب
نمت الاصائل والجداول وانحنت...في منكبيه وما رمته غياب
والموت مقدار انصياع نفوسنا...وعلى مقاصدنا يكون عقاب
شدت البلابل فوق قيعان اذا...ناظرتها سترى بها أسباب
نظم القوافي قبل ان يدع الهوى...أجراسه والشوق فيه الصاب
وأمام خلوته رسالة عابد...لله دوما والدعاء اناب
عرب كأن طهارة الدنيا لهم...والجود والعلياء والأنساب
عرب تربعت الكرامة والرؤى...ومروءة ما جازها اﻻقطاب
عرب اذا دققت في منهاجهم...سترى المحاسن عندهم إرهاب
ﻻ يغدرون بمن أتاهم كافر...ويعاملوه كأنه منصاب
فالله أكّد لا إكراه بديننا..من شاء فليكفر ولا ينعاب
فهو الذي سيحاسب الثقلين لا...احد بهم ستفيده اﻻنصاب
وعقــابه يوم القيــامة خالصا...إما الشفاعة أو عليه عذاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق