هكذا الدنيا
بقلم الشاعر : الشاعر يوسف علي الشوابكه
هكذا الدنيا بقايا من بقيه....فاسألوها أين أصحاب الحميه
أين أهل الكبر والفخر ولوا...دون أن يبقى لهم لو عنجهيه
أصبحوا لاشيء فوق الأرض حتى...تحتها فاحفر للألف أفقيه
قد تلاشوا وغدوا مثل الهوا لا...يستطيع الحي أن يرنو الرعيه
أين من كانت اساميهم جبالا...تقشعر النفس من خوف الاذيه
أين كسرى وهرقل استحقروا من...جاءهم يدعو إلى رب البريه
حاربوا الدين علوّا وفسادا...واستحبوا كفرهم والجاهليه
وهو دين الحق لا يعلو عليه...أي دين جاء من أيد نقيه
واضح الأركان لا لبس به أو...ريبة أو تأتأت بربريه
جاء من رب الورى نورا مبينا... لا تضاهيه النجوم السامريه
يسحق الظلم من النفس لترعى...في حناياها علوما نبويه
فالذي تحتاجه كان مجابا...حالما ترفع كفاها الشقيه
تفعل الذنب وتسعى بالمعاصي...ثم تبني كل أنواع الخطيه
حين تدعو الله مستغفرة ما...خيّب الظن وأعطاها الهديه
ربنا يغفر زلات البرايا...لو أتوه بذنوب فهلويه
طالما ماتوا على التوحيد حتما...يدخلوا الجنة والنفس رضيه
هم تخطوا الحد عن جهل وقصد...فالشياطين لها نصف القضيه
وسوسات تجعل الباطل حق...كوننا نملك نفسا مشتهيه
مغريات العصر كانت في مدانا...تقلب العقل على رأس عتيّه
لا تراعي أننا مهما بلغنا...من سنين فالحنايا شاعريه
فتنة حين تراها في طريق...تشعر الدنيا أعادت كل ديه
وغدا العمر شبابا يتمطى.....بين أحلام الليالي القرمزيه
والملاهي أصبحت فيها مزايا...أينما نمشي نراها بابليه
والذين امتلكوا المنصب منا...حاربونا بسلاح المشرفيه
والحرام ازداد حتى ما وجدنا...قيد شبر ما به ضرب اسيه
كل ما نطلبه عيشا كريما....بات في كف أياد أجنبيه
إن توضئنا وصلينا سقطنا...بين سرداب وإرهاب البريه
كل إنسان تقيّ ونقيّ...مطلق اللحية أضحى ذو خليه
إن تقمّصت وحاولت مرارا...لو تنادي للهدى صرت البليه
وإذا قلنا كلاما مستقيما...أو نصحنا جاهلا صرنا رزيه
نحن يا رب الورى اضعف حالا...من يد قد كسرت وهي سخيه
نحن في فرقتنا عود هضيم...حركته الريح حسب الجاذبيه
قد حملنا ديننا دوما ونسعى...باتجاهات نراها مفصليه
نستمدّ الطاقة العظمى ليبقى...ديننا فوق النفوس السرسريه
فهو عنوان المعالي لو تركنا...خصلة منه غدونا كالسبيه
عزنا الخالد في كل زمان...ومكان وهو نبراس الهويه
فالردى يقبع فينا لو فقدنا...من تعاليم به لو عفويه
ديننا الإسلام روح الكون دوما...وهو من رحمته فينا الجليه
ديننا دين الكرامات سيمحي...نوره كل الديانات الغبيه
ربما أخرّه الله لشيء...كان ذا منفعة للابديه
ربما اجّل نصر الدين حتى...نسلب الحق بيمنانا الفتيه
من تخلىّ وارتدى الكفر سيلقى...من يد الطاغوت مليار تحيه
سوف يستمتع في دنياه حينا...ثم يأتي مستجيبا للمنيه
ويرى في أم عينيه أمورا...قد نساها وجفاها معتليه
أين أصحابك في الدنيا تولوا...تركوك اليوم في كف عصيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق