آخر المنشورات

الجمعة، 4 مارس 2016

وتنتصر الريح بقلم الشاعر:خمولي عبد الرزاق (نزار بسكرة )






...وتنتصر الريح

وتنتصر الريح على الريح وتكبر....
وتنتج ريحا صغيرة...
جميلة
تختلف ألف اختلاف عن سوابق الريح...
وماضي المقاسات قديمها ...
وجديدها...
وماضي الخرافات كلها...
وآلهة القدامى...آلهة الريح...
نعم تختلف عن سوابق الريح... 
وما خبأته ليالي الشتاء الطويلة جدا...
من حكايا ...ونار الموقد تأكل بعضها بعضا...
تكسر برد الحواس ...
وبرد الشعور...
فتركب الريح خيل القصيد...
تسابق ريح الرماد إلى المنفى... 
نعم إلى المنفى هي راحلة ...
في شموخ الأنبياء ...
في هدوء المرسلين...
في طهارة العذراء...
ففي قدرية الريح...نمت ضفائر لخطانا...
ولليلنا المنقوش تحت ظلال الضباب...
كروم الدوالي...
وأوّل قبلة للحنين...
ونبقى نحنّ ثلاثين عاما لتلك الخطى...
وذاك الضباب...
تلك الدوالي...
ذاك العناق على شرفة الأربعين... 
وفي كل مرة نذكر دُرْجَ الغياب ودُرْجَ الحضور....
وتنتصر الريح على الريح قدريا ويكبر...
وتعلمنا كيف نساير نقطة حبر...
نقطة ضعف...
ليلة شك ...
ودون التجني على هياكل الروح ...
و الذوق والحس والمفردات...
لأجل الوصول إلى الخاتمة ...
ولمّ بقايا نقاط العناد...
وكل تمرد لروح الصنوبر على القافية...
ولأجل خلود اللقاء ...
وخلود المصيف...ولحظتنا الفارقة ...
فكيف نسمي اختلاف رؤانا...
وكيف اختلفنا صباحا لأجل كتابة نص...
رحلنّا ...دون وداع ...
ودون أن نُقبِّل أنامل بعضنا بعضا...
وكنّا تصالحنا عند المساء ...
وقبل الغروب ...
وعلّمتنا الريح أنّ اختلاف الرؤى ...
ينمي خلايا الدماغ ...
ويزرع في النفس أقوى فتيل إلى الاحتراق...
فينتج ألف قصيد ...
ويبدأ كالغيث ويكبر...
ويصبح مزنا...ويصبح سيلا...
قويا... عنيفا...
ويجرّنا إلى النهر جرا...
يطهرنا من كل ذنب...
ويصبح بال الخيال جميلا...
ويكبر ويمضي مع الريح...
يفتش عن لُجَينِ غواية ...
عن امرأة قيل بأنّها تسكن البحر...
من ألف عام غواية...
وحكاية ...وخرافة ...
وقيل له أنها أسسّت كل ممالكها على الماء...
وأنّ أصلها يعود إلى قدامى المصريين...
وأنها هي القربان الثالث للنيل...
والنيل حينها كان نائما ...
فَفَكَت قيودها حورية بحر جميلة جدا ...
كانت تشفق على النيل ...
وعايشت لحظات المخاض الجميل ...
وتعلم علم اليقين...
وعلم الخلاص...
أنّ المسيح عليه السلام روحا من الله ...
وانّ أمنا العذراء طاهرة ...
طاهرة ...
طاهرة...


من ديواني رقص تحت زخات المطر...
بقلم الشاعر:خمولي عبد الرزاق (نزار بسكرة )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق