((( الفتى الفقير )))
بقلم الفيلسوف الشاعر يوسف علي الشوابكه
رأيت مع الضحى قرب الاشاره... فتى ذو عشر أعوام اثاره
يمد يديه يطلب بعض مـال...وقد ملىء الغبار به نـضاره
عليه من الثياب كأن فيها...عنـاوين المــذلة والحقـاره
قد اتسخت فلم تر أي لون...سوى بعض الزيوت علت سماره
بـوجه شاحب وانين صدر....وفقر بات في دمه استشاره
وجسـم في نحــافته يوازي...غصونا وانكسرن من الحراره
وتشعر ان دمع العين يجـري...فخدد في الخدود له مساره
وأعباء الدنا في حـاجبيــه...تراءت للعيان وبالاماره
وأن الجـوع مزقـّـه فتـاتا...وما ذاق الطعام بأي حاره
يمـد يديه يطلــب أي مــال...بـإذلال وصـار به جداره
ولا احـد يمد اليه قرشــا...فيبكي كي يبـلّ بـه إزاره
ومــا جمعتـه كفـّاه نهـارا...سيعطيها الى مصروف داره
فأمّ تستعير رغـيف خــبز...لتطعـم طفلها وبه حراره
ووالده مريض فــي فـراش...يكابد كل أوجـاع المراره
وأخـت دب فيها الــداء دوما...فلا نطـق لديها لو اشـاره
واخـت تصغر الكبرى بعــام...بدا السرطان في الدم كالشراره
فتى وضع الزمان عليه حمل...يفوق جبال طوروس حجاره
فتى يتحمـّل الأعبــاء حتى...غدا أسدا هصورا في مغاره
فتى لــم يبلغ السن الذي قـد...يحاسبه الزمان على الشطاره
فأن شاهدت يوما أي فتى قد...أتـاك عليـه آثار القـذاره
يمد إليك ساعــده ويبكي...فلا تبخل ولا تنهر شعاره
فان المــال ليس اليك قط....ولكن في يديك غدا اعاره
فسوف تموت بعد غد ويبقى...فلن تأخذ سوى عمل الطهاره
فلطفـا يا الاه الكـون فينا...فأن الداء يثقل بالخساره
يمد يديه يطلب بعض مـال...وقد ملىء الغبار به نـضاره
عليه من الثياب كأن فيها...عنـاوين المــذلة والحقـاره
قد اتسخت فلم تر أي لون...سوى بعض الزيوت علت سماره
بـوجه شاحب وانين صدر....وفقر بات في دمه استشاره
وجسـم في نحــافته يوازي...غصونا وانكسرن من الحراره
وتشعر ان دمع العين يجـري...فخدد في الخدود له مساره
وأعباء الدنا في حـاجبيــه...تراءت للعيان وبالاماره
وأن الجـوع مزقـّـه فتـاتا...وما ذاق الطعام بأي حاره
يمـد يديه يطلــب أي مــال...بـإذلال وصـار به جداره
ولا احـد يمد اليه قرشــا...فيبكي كي يبـلّ بـه إزاره
ومــا جمعتـه كفـّاه نهـارا...سيعطيها الى مصروف داره
فأمّ تستعير رغـيف خــبز...لتطعـم طفلها وبه حراره
ووالده مريض فــي فـراش...يكابد كل أوجـاع المراره
وأخـت دب فيها الــداء دوما...فلا نطـق لديها لو اشـاره
واخـت تصغر الكبرى بعــام...بدا السرطان في الدم كالشراره
فتى وضع الزمان عليه حمل...يفوق جبال طوروس حجاره
فتى يتحمـّل الأعبــاء حتى...غدا أسدا هصورا في مغاره
فتى لــم يبلغ السن الذي قـد...يحاسبه الزمان على الشطاره
فأن شاهدت يوما أي فتى قد...أتـاك عليـه آثار القـذاره
يمد إليك ساعــده ويبكي...فلا تبخل ولا تنهر شعاره
فان المــال ليس اليك قط....ولكن في يديك غدا اعاره
فسوف تموت بعد غد ويبقى...فلن تأخذ سوى عمل الطهاره
فلطفـا يا الاه الكـون فينا...فأن الداء يثقل بالخساره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق