..أنا عاشق. ( بقلمي شاعر المحبّة:نورالدين محمّد صبّوح,سورية)

*عندما أكون عاشقاً*

حين أكون عاشقاً..

أشعر أنّ الطيور تغنّي لأجلي

و أنّ الأرانب تركض فرحة فوق نهود التلال لأجلي

و أنّ النحل يلثم الأزهار و يجني العسل لأجلي

و أنّ..و أنّ الطبيعة قد خلقت لأجلي

حين أكون عاشقاً..

تشرق الشمس من قلب محبرتي

و النجوم تتدلّى كعناقيد العنب من سطور مفكّرتي

و القمر ينام على أحضان زنبقتي

و الزهر يغار من عطري ومن رائحتي

و يصبح الحبّ عنوان مسيرتي و محاضرتي

حين أكون عاشقاً..

تخضرّ الآمال..يحمرّ الهلال

و تعزف قدميكِ موسيقى الخلخال

تلحقني الظلال..يُكلّمني الخيال

أجيب على كلّ سؤال

أصعد الجبال..دون حبال

أحقّق المُحال..و أملأ السلال

بالحبّ أغنى و أشهى الغلال

حين أكون عاشقاً..

ترقص سنابل البيدر

و يصبح لون الجدائل أشقر

و تنمو حقول من الزيزفون و الزعتر

و يصبح لون السماء أحمر

و طعم الحياة يغدو أحلى من عرائس السّكّر

حين أكون عاشقاً..

أستحمّ في أحواض من العطر

أجفّف جسدي بزهر الكستناء

تحت ضوء نجوم السماء

أرتدي ثوباً مصنوعاً من ريش الببّغاء

و حذاءً سحريّاً أهداه إليّ مارد علاء

لأجوب الأكوان مع حبيبتي مثل السندباد

حين أكون عاشقاً..

يسنو وجهي كالصباح

و كلّ إصبعٍ من أصابعي تغدو مصباح

ثمّ أنسج من خيوط القمر أزهى وشاح

و أرسله لحبيبتي مع قبلاتي على ظهر الرياح

حين أكون عاشقاً..

يصبح بيتي أعظم المعابد

أنقش على جدرانه أفصح القصائد

و تحرسني ألف ألف فتاة ناهد

لأقهر بهنّ أقوى مارد

حين أكون عاشقاً..

كلّ الزهور تطوّقني

كلّ الطيور تحملني..تهدهدني

و تنقلني عوضاً عن سفني إلى أرضي و وطني

لتزرعني بجانب حبيبتي ثمّ تُضيّعني

حين أكون عاشقاً..

يرجع كلّ حقّ ضائع

تفرح الأرض بربيعها الراجع

من بعد شتائها اللاذع

تتباهى بحشيشها الطالع

ترتدي ثوباً مزركشاً فاقع

و يصبح الطير فيها ناسكاً راكع

و يعود للقلوب الحبّ الضائع

مع الزنبق الفارع..مع الجدول النابع

رغم مرارة الواقع..

أنا عاشق..

أنا