… لوعة الهجر…
نثرتْ على وردِ الفؤاد جمارَها
وسقتْ خلافَ الماءِ قلبي نارها
واستمرأتْ ظُلماً يحرّقُ مهجتي
كالنّارِ عمداً تستزيدُ إوارها
قطعتْ أزاهيراً زرعناها معاً
ورمتْ ببئري في الدجى أحجارها
وحديقةٌ كنا نجوبُ رياضها
جنتِ الثمارَ وقطّعتْ أشجارها
رحلتْ وأبقتْ في فؤادي روعةً
كحمامةٍ عطشى تجوبُ قفارها
لا وصلها نرجوا فنرقبُ وصلها
أو في جوارٍ نستظلُ جوارها
يا ليتها قبلَ الرحيلِ تكرّمتْ
وسقتْ فؤادي ماءها وعقارها
أو ليتها اعتذرت قُبيلَ رحيلها
لعذرتها وتُقبلتْ أعذارها
رحلتْ بلا عذرٍ وأبقتْ مديةً
يدمي فؤادي نصلها وشفارها
في الليلِ أرقبُ كلَّ نجمٍ طالعٍ
وأروحُ في الأصباحِ أسألُ دارها
وأُسائلُ الرّكبانَ هلْ مرّتْ بها
فلعلها قدْ حُمّلتْ أخبارها
يا لائمي كفَّ الملامةَ وانثني
عني فقلبي حاملٌ تذكارها
والروحُ عندي مثلُ عودٍ طيبٍ
بالحرقِ تطلقُ ريحها وقِتارها
بقلمي
الشاعر عبدالسلام محمد علي الأشقر
أبو شيماء الحمصي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق