آخر المنشورات

الاثنين، 15 أغسطس 2016

الصغير والجريدة بقلم // وليد .ع.العايش

( الصغيرُ والجريدة )
 ________
يسألني الصغيرُ 
في ذاكَ الصباح 
ماذا في الجريدة ...
عيناهُ تحاورانِ شفتايَ 
لا تَأبَهُ بِظُلمتي العنيدة 
ولا ذاكرتي المُقفَرة 
أيُّ خبرٍ أتلوه للصغيرِ 
في الصباح ...
والنومُ مازالَ يُغازل 
أحداقهُ كالنواح 
ماذا أقولُ
والأريكةُ تَئِنُّ وتغضبُ 
منْ وجعِ الجِراح 
وفنجانُ القهوة يرْقُبُ 
وهجَ ساقيها 
سِيقانِ الجريدة 
يتربَّصُ ولوجَ قِطعةِ السُكر 
وتلكَ الجميلةُ 
ذاتَ الضفيرة ...
يبحثُ عنْ همسةٍ
أو قُبْلَةٍ منْ ثَغرِها 
كانْ يبحثُ عنْ تلكَ الصغيرة 
جريدتي اليومَ لا تحمِلُ الجديد 
ورقةُ التوت الأخيرة 
ونزوةُ الأنثى 
رِوايةٌ جديدةٌ قديمة 
والنغمةُ العتيدة
كُلّها بينَ طيّاتِ الجريدة 
قُلتُ في سِرّي 
قبلَ أنْ أبوحَ للصغير 
بِكلماتٍ مُهجّرة ... مُقفَرة 
وحفنةُ حُروفٍ مُبعثَرة 
إقرأْ نشيدَ عَمَّكَ النجار 
أو قِصَّةَ السندباد
فإنَّكَ لا تُجيدُ لُغَةَ حوار الجريدة 
قُلتُ لهُ ...
لا تكترثْ لعناوينِ الجريدة 
فالدربُ مازالتْ تلوحُ يا صغيري 
في الأفُقِ البعيدة 
اِنظرْ إلى التلفاز 
قبلَ انقطاعِ تيارِ الكهرُباء 
ترَقَّبْ صُعودَ السماء 
برامجُ الصغارِ مازالت 
تأبى الانزواء ...
مالكَ وللجريدةِ أيُّها البحار 
أشاحَ عني بدمعتين 
ذاكَ الصغيرُ ... ذو الجلسة المُثيرة 
قالَ : ( وماذا عن الجريدة ) 
أبكاني مرتين ...
راودتُ نفسي 
تقمصتُ دورَ يوسفَ النبي 
هلْ أكْسِرَ الفُنجان 
هلْ أصرخْ على الصغير 
أمْ أُحَطّم سورَ الحظيرة 
هُناكَ على الشاشةِ الكبيرة 
كانَ جُحا وحميره العشرة 
يُحدّقونَ للنهاية
رُبما تنهارُ آلامُ البداية 
الأنثى العارية تختفي 
تستحي مِنْ نظرةِ الصغير 
راودتُهُ عنْ نفسِهِ 
فرُبّما ينسى السؤال 
وكلَّ ما قيلَ وما سوفَ يُقال 
الجريدةُ يا صغيري للكبار 
العناوينُ الصغيرةُ للصغار 
ضَحِكَ الصغيرُ ...
رميتُ بالفُنجانِ بعيداً 
مزَّقتُ أوراقَ الجريدة 
قُلتُ للصغير
دونَكَ الصفحة الأخيرة ... 
_____
وليد.ع.العايش 
10 / 8 / 2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق