طرق على بابي..
إنها الغجرية أم فلان
الكحل بعينيها ساحر..
يشكو لجفنيها الأحزان
دعوتها لقهوتي فدلفت..
كظبية تتوق الأمان
تتهادى بثوبها الأحمر..
كقطع الجحيم بغير دخان
ووجه كالقمر الساهر..
تحته فوران لبركان
قلبت فنجاني وتمتمت..
بهمهمات تشبه الهذيان
وأغمضت قليلا..
فظننتها تخاطب جان
ونحت الوشاح عن جيدها..
كغصن أوى الزهر وسنان
وأمسكت بكفي تقربه..
فقارب جسدي الغليان
قالت ما أعجب حظك..
كأنك فارس بقديم الأزمان
أو ملكا ذا وقار..
تمشي بحرس وصولجان
ليتني أمة بقصرك ..
فتنجب مني الولدان
أو جارية فأنعم عشقا..
وأضيء ليلك بالألحان
وألصقت جسدها بجسدي..
تراودني بغنجها الفتان
فسقط الحذر مني..
ودنوت أفتش بين الألوان
لتفسر ما رأت بأحضاني..
وأرتوي بحنينها الظمئان
تهمس بأذني متلهفة..
وقلبي يسارع الخفقان
ومر الوقت مسرعا..
فذهبت تعدني بالعود..
لأقرأ لها الفنجان.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق