آخر المنشورات

السبت، 15 أكتوبر 2022

يحكى عن أوطان...قلم الشاعرة.رفيقة بن زينب

 قصيد بمناسبة عيد الجلاء يوم 15 أكتوبر 1963

بعنوان  :  يحكى عن أوطان


كان يا ما كان منذ زمان

رقعة من الأراضي ذات أفنان

بها  البنيان و السكان

يرفلون في السعادة ويحيون في أمان

وحولهم أنعام و ريحان 

بكل بستان وقصر فتان

في رغد عيش واطمئنان 

عقودا من الأزمان


وصادف  أن بيعت للخونة الأوطان 

من طرف  الطامعين من سكان

لا يفكرون  الا في عظمة الشان 

لأنفسهم وللندمان

لذلك أصيب الأوفياء بالذهان

لمصادرة حقوق المالكين الشجعان

و صار الأهالي يدفعون الأثمان صاغرين

في ذلة المستأجرين


نادى التراب المحزون

على أنغام العواصف  وتضارب الغصون

وألحان الناي الحنون

معلنا قراره الملعون


لن أسمح بعد خيانة الغادرين

باخضرار النبات واطعام الجائعين

ما دام الخونة بينكم من المنتفعين 

ببقولي و ثماري من حين لحين

سأدخر أملاحي الى أن يحين

زمن الوفاء في هذا العصر اللعين

كما كان أغلب الأجداد الغابرين


وأضافت السماء بصوت رخيم

له أنين  و حنين

الى الحب الدفين

بين المواطنين والمتعايشين

في وطن مجد حضاراته الكثير من المؤرخين


أنا سأمسك غيماتي

فكيف أروي أناسا في شتات

يستغرقون في السبات

مثل الحيوانات بل الأموات ؟

ويتسببون في الصدمات والأزمات


رد عليهما  أحد العسكريين

لا تحملا هم الغيورين المساكين

سوف نحمي الوطن  كحماية الرضيع و الجنين

مثلما فديناه طول السنين

لنهب الأمان لكل الخائفين

ولن يطأ وطننا بعد اليوم قدما لعين

هذا عهد لكما على لسان الملايين

من الشعب المساكين

الذين غرر بهم بعض المتاجرين

بالحق والعدل لصالح المغتربين

ولو على حساب و جثث المستضعفين 

فقرا عينا يا من أنتما مصدر الغذاء للكائنات أجمعين 

وواصلا عملكما اللذين خلقكما من أجلهما رب العالمين 

قبل نزول أبينا آدم من جنة الخالدين

عليه وعلى نبينا السلام  إلى يوم الدين 


ردد الجميع بصوت واحد :

يحيا الوطن و الوطنيون 

آآآمين يا حي يا قيوم 

يا من لا تأخذه سنة ولا نوم


رفيقة بن زينب    ***   تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق