فلسفة الحياة
يقال ان الليل يستنبط ما فينا من مشاعر دفينة و ينزل دموعنا السجينة لتطفئ نار الحرقة فينا و تترجم مشاعر الحزن التي تعترينا و ماذا فعل الزمان فينا من خيبات و مآسي قيدت أيادينا و يمر الليل بساعات طويلة كأنه الدهر و ليس مجرد ليلة و تسترجع ذاكرتنا كل ثانية عشناها و كل خطوة أقدمنا عليها و أخذت معها أغلى ما لدينا و يا زماني ماذا فعلت بنا لقد كسرتنا و كبلت طموحاتنا و أمانينا و تخلى الأحباب عنا .
رويدك يا ليل و لا تتعجل مازال في القلب ما يستحق الحنين و إن طال الوقت و تساقطت الذكريات على عقلي كالنار دائما تهطل المطر مع إقتراب الفجر و تدور عقارب الساعة في قلبي لتقف عند محطات في حياتي راسخة في ذهني محطات فرح و لقاء الأحبة محطات أثبتت لي أن السند يمكن أن يكون شخص غريب و أن اليد التي إمتدت يوما لتصفعني بقوة هي نفس اليد التي بقيت متمسكة بيدي حتى أخرجتني من الوحل إلى درب كله أزهار.
و مع الفجر يبدأ الهواء العليل تخدير أرواحنا و السفر بها إلى عالم الأحلام ليبعث فينا الطاقة الكافية لمجابهة متطلبات الواقع و ننهض و كلنا أمل و نشاط و حيوية عسى أن يمر يومنا بسلام .
نبدأ مع كل صباح رحلة جديدة تاركين خلفنا كوم من التراكمات متناسين ما شهدناه خلال الأيام الفارطة و هكذا تمر سلسلة الأيام لنكبر و تكبر معنا طموحاتنا و آلامنا لأن لا شيء يأتي بالسهل و لننال العلا لابد من سهر الليالي و درجة درجة سنتسلق سلم الحياة و سنصل القمة يوما ما و ما يدريك لعل البقاء في القمة أصعب من كل الخطوات السابقة و لعل التدحرج نحو الهاوية أسهل بكثير و لعل عزيمتنا على المقاومة ستبقينا نتأرجح بين الخيال والواقع، الخير و الشر ، الحزن و الفرح ، اللقاء و الفراق ، النجاح و الفشل حتى تدق ساعة الصفر و نفارق الحياة لذلك لا تمضي يومك في التفكير بالماضي و أترك الأيام تمحو تراكمات الزمن و عش اللحظة كأنك ولدت اليوم و لا تحمل هموم الدنيا على كتفيك بل سر دروبك بإنتشاء و فرحة و روح مرحة لعل العوض جميل و لعل القدر يستجيب لتطلعاتنا و يمنحنا الحياة التي نهوى عيشها.
زينب لحمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق