صباح الخير أحبتي وهذا جزء آخر لعله ينال منكم المتعة فمتابعة شيقة 🥰🥰🥰🥰
وجدت بهية في عمر الملجأ الذي إحتوى مزيجها وخاصة ذلك المزيج المتأرجح يين الشابة والطفلة تلك الطفلة الرابضة بينها مازالت ترفع يدها بالتحيّة إلى طائرة تمرّ بين أحلامها والتحليق، ومازالت تجثو على ركبتيها عند فراشة أنهكها الريح فتساقطت ألوانها تُقبر في الطين وتُبعث من جديد فراشة نور تنبعث إلى حيث الأمل وتنسى مواطىء الظل فيحرقها الشغف ويخلّدها النور
مازالت تجزل في البكاء كلما مرّ من بين روحها الألم وقد تجهش بالتعب وتنام على مرمى الحزن على حافة النهار لتنتظر ليلا لا ينام
تلك الطفلة لا تموت ولا تنام ولا تنتهي ولا تنسى ولا تفقد الروح ولا تكبر ولا تشيخ ولا تتوقّف عن اللعب بأوتار الصفاء فيها وغير بعيد عن تيههاوغربتها تستوطن وتبني خيامها وفي حضنها فقط يهدهدها الحلم وتشتاق إلى نفسها فيزداد ضجيجها وشغبها.
وصلت المنزل واسرعت نحو حاسوبها إستلقت على سريرها وأرسلت رسالة إلى توأم روحها
"اهلا عمر "ومن حسن حظها كان على الخط
اجابها بسرعة ولعلّه كان في إنتظارها
"أهلا فراشة نوري"
هي تحب هذا الإسم وهو يعلم ذلك لذلك يناديها به كان فعلا نورها الذي أضاء بعض العتمة فيها رغم البعد والمسافة التي تفصلهما
"اهلا صديقي إشتقت إلى الحديث معك واستفراغ أوجاعي عندك "
-هيا اخبريني ما جديدك
-دخلت في مسابقة حياة سيكون نجاحي فيها اول خطوة في طريق الأمل ، كان اليوم هو أول أيامي بالعمل لكن بقائي فيه يستوجب كسب هذا الرهان
- كيف وعن أي رهان تتحدثين
- انا في منافسة شديدة ثلاثةمهندسين غيري سيفوز صاحب أفضل تصميم بالوظيفة ثم سيختار الفائز رفيقه في العمل من بقية المهندسين
-إذا حتما ستحتاجين مساعدتي
-بالطبع لا سيكون هذا النجاح من صنعي وحدي ولن أحتاج إلى مساعدة أحد.حتى ولو كان هذا الأحد افضل مهندس عراقي بالإمارات .
من الصدف الجميلة أن عمر كان مهندسا مثلها لكن بخبرة عمل تجاوزت العشر سنوات
أجابها
- سأكون مرافقك وسندك وإن لم تقبلي مساعدتي سأكون جمهورك الوحيد
ساد صمت ثقيل بينهما لأنها كانت تعرف فعلا انه جمهورها الوحيد
للأسف إنشغلت بهية بدراستها وسعيها نحو نجاحها الذي رسمته بتعب وسهر وشقاء ولم تنتبه أنها لم تنتقي لنفسها صديقة واحدة تكون سندها وموطن أسرارها ووعاء إستفراغها لذلك عوّضها عمر رغم بعده عن كل أصدقاء الواقع
كانت بهية تفكر بصمت وتكتب وأرسلت رسالة لم تقرأها ولم تنتبه إلى ما كتبته إلا عندما أجابها عمر
- روعة حرفك وإحساسك فراشتي
فرجعت مسرعة بنظرها إلى الرسالة التي كانت
- عندما أبحرت إليك فقدت مجذافي في عرض الألم فلا انا واصلة لأرتاح على ناصية اللقاء ولا أنا عائدة أسبقك إلى الذاكرة ومرفئي الحلم
ضحكت بهيّة وأجابته
- يبدو أن الحرف بدأ يكتبك عوضا عني
-لماذا ؟
-لم أنتبه إلى ما كتبته وأرسلته
ضحك عمر وقلبه يرقص فرحا
يكفيني منك حرفك لان فيه نبضك
صمت كثيرا ثم أضاف
كالعادة كتبت لك قصيدا ترددت في إرساله لكن حرفك المندفع إلي شجعني
أجابته تعلم أنني احب كل ما تكتب حتى وإن لم أجبك بشعر لكنني أكون سعيدة جدا وانا أقرأ إحساسك وصدقك فيه
ارسل لها القصيد وكان نصها :
أحبك جدا وجدا وجدا
وأعرف أنني حبُّك أيضا
وأعرف أن بقلبك نبضا
يفيض بقلبي إذا دق فيضا
وأعرف أن بروحك ودّا
يسافر عندي كثيرا ويأتي
وما كان يوما لودّك حدا
أحب إرتحالك بيني وصمتي
كما الدفء يسبق سقيا وبردا
تسيل و بيني كأنك بدّا
فيزداد حبك جدا وجدا
وأزرع حبّك زهرا ووردا
أبارقُ عطرٍ ... بيني إنهمرتَ
وما كان بيني لسيلك صدّا
أحبّك وما كان يأتيني ردّا
هنا إنتظاري سينهيني غيظا
إليك... وشوق تشدّني شدّا
وأعرف أنني أهواك جدّا
وأنّك مثلي لحبنا عبدا
أراك وأعرف مثلي تراني
فلا تختبئ وراء إنتظاري
ولا تبتعد مثل كل المراكب
وتسكن بعدا ومنه تُراقب
أراك وأعرف مثلي تراني
أركض خلفك خلف المتاعب
سكنت زمانك هجرت زماني
وها أنت عندي كما أنا عندك
أخاطب ظلّي الذي ملّ صمتك
يفرّ إذا حلّ طيفك بيني
ويزدحم إن أتيت مكاني
أراك ورغم المسافات تبقى
أناديك تحضر طيفا أمامي
فلا انا انسى بيوم حنانك
ولا أنت تنسى جمال حناني
لماذا تعاند شوقك قلّي
وشوقي يهزّ زمام كياني
فليتني أنسى وذكراك أهجر
وليتك عندي تعيد أماني
أراك وأعرف مثلي تراني
فلا تختبئ وراء إنتظاري
ولا تبتعد مثل كل المراكب
وتسكن بعدا ومنه تُراقب
هناك وغير بعيد أواضب
وارحل أركب كل المراكب
وانهل من كل فصل بنبض
وأوراق عمري خريفي تداعب
ستنهيه فصلا وتبدأ فصلا
صفراء باهتة قد تداعت
ستقبر ارضا جميع المتاعب
ولن تفنى أوراقي الذابلات
ستصرع كل الفناء وتنمو
كمثل إنفجار الينابيع ماء
وكم مرّة في المرور تراني
ثبات ومن عمق موت بعثت
تفتّت فينا الزمان مرورا
ومرّ ومرّ وغاص إختراقا
تساقط منا الحنين عبورا
ومازلنا نمضي بكلّ شقاء
وأنظارنا للسماء تعالت
وأزهارنا عطّرته صفاء
كذا الشجرات وأوراق صفر
خريفها موت إخضرار وقبر
ومن بين هذا الدبال ستبعث
تعيد الحياة وتغدو غذاء
أحبك في كل فصل جديد
ويزهر حبك في القلب عيد
وأعرف أنك تزهر مثلي
إذا مرّ طيفي وكنت وحيد
وأعرف أنني اغزوك غزوا
وأني اقتحمت أسوار بعدك
وأبواب قلعتك من حديد
وهل كان بيني وبينك حدّا
وهل في إقتحامي إليك يفيد
أحبّك جدا وجدا وجدا
فليتك عندي روحي تُعيد
يتبع ...❣
بقلمي❣ جُمعية غابري

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق