آخر المنشورات

الجمعة، 11 نوفمبر 2022

غطاء البساطة..قلم الشاعرة زينب لحمر

 غطاء البساطة


أمية انا و ما العيب يا ترى

حملت مسحاة عوض القلم

و ما العيب 

قصدت الأرض باكرا

و لم أعرف طريق المدرسة

زرعت الأرض بحب

و إفترشت ترابها دهرا

عملت بكد 

و لم تسبب لي يوما نكدا 

قطفت الثمار ، أطعمت الصغار

ربيت أجيال و أجيال 

أنجبت من رحمي الطبيب و الخضار

و ما العيب يا ترى

لقد تتلمذت على يدي الحياة

و إجتزت ألاف الإختبارات 

رغم كثرة الإحتياجات 

أصبت في أغلب الإجابات 

و أخذت أعلى الدرجات 

و هكذا تسلقت سلم الحياة 

لا معلم ، لا مدرسة ، رفيقي الهواء

الارض مدرستي 

ترافقني موسيقى طبيعية 

من ألحان الزقزقة و المأمأة 

هدير النهر و خرير المياه

أطفال تطارد الفراشات 

فرسان تحرس البستان 

و الحقل جنة غناء

سواعد تغرس و تحصد 

طوبى للشجعان 

و من قال أنني أمية أنظر جيدا ما علمتني الحياة

المجد لنا في كل وقت وكل بستان 

أمية انا و ما العيب يا ترى 

مدرستي هي الحياة 

صياح الديك يوقظني فجرا

انام على نور النجوم ليلا

بسيطة معتقداتي دوما

لا شيء يغريني أبدا

سوى لون الورود 

أحمر لون الأحبة 

أبيض لون السلام 

أخضر رمز العطاء

أزرق لون السماء

و ما أكثر عطاءك يا الله

كأننا في جنة غناء 

بدو رحل هكذا وصفونا 

بعض الغرباء

بعد أن إستبدلوا بساطتنا 

بالإتيكات المزعومة 

و الحروف الغير مفهومة 

و كل الطرق تؤدي إلى روما

برا جوا و في قوارب بحرية

و إستوردوا ثقافة مغلوطة

دمرت أرواحهم المشؤومة 

أنا أمية و ما العيب يا ترى 

جنتي العيش هنا 

مدرستي هي الحياة 

و لا للغة الإقصاء 

أنا موجودة هنا 

في بستان الحياة 

رغم انف الدخلاء 

و سلامي لمن مازال على 

قيد الحياة 

و يا فخري كوني أمية انا ...


زينب لحمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق