آخر المنشورات

الخميس، 24 نوفمبر 2022

الدنيا دار الفناء والآخرة دار البقاء...قلم الشاعرةد.عبير نصر الدين الحنبلي

 الدنيا دار الفناء والآخرة دار البقاء

نعيم الدنيا جحيم ... ونعيم الآخرة جنة  الخلد نعيم داءم .

لمن يتمسكون بالدنيا وزخرفها وجاهها ومتاعها ... وقوتها يريدون علوا في الدنيا . ما عند الله خير وابقى .

ما معنى قوله تعالى: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران/185؟


الجواب :

هذه الآية وردت في سورة آل عمران وسورة الحديد، قال ابن كثير في تفسيرها: "أي هي متاع فانٍ غارٍّ لمن ركن إليه، فإنه يغتر بها وتعجبه حتى يعتقد أنه لا دار سواها، ولا معاد وراءها، وهي حقيرة قليلة بالنسبة إلى الدار الآخرة"، ثم ذكر الأحاديث التي تدل على عظمة الجنة بالنسبة للدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) متفق عليه، وبعض الناس يذكرون لهذه الآية معانٍ أخرى يُستقبح ذكرها، ولا دليل على تفسيرها به.


"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى تفسير القرآن/ فتوى رقم/ 5)


اللهم لا تجعل الدنيا مبلغ علمنا ولا اخر حلمنا .

الدنيا مبلغ علم محبيها...والآخرة خير وابقى 

خير العمل الصالح هو سر ولا يجاهر به العبد ان كان يرجو بعمله وجه الله والآخرة ... ومن العادات الخاطئة  التي درجت هذه الا يام المجاهرة بخير يقدمه انسان أو انسان يقدم خيرا ليقول عنه في الدنيا انه كريم ويضيع جزاء عمله الصالح بالمجاهرة به اوبالدعاية لعمله الله اقرب إلينا من حبل الوريد ويعلم ما قدمت نفس وما اخرت .عالم الغيب البصير الخبير لا يحتاج ان يقولوا عن فلان كريم 

لترى كرمه بل انه مسجل في صحيفه من الملاءكة البررة

التي تسجل كل شيء ولاتذهب ذره من خير أو شر هباء في سجل الإنسان فليتق الله ومن يحسن إنما يحسن لنفسه ومن يسيء فلها ...اللهم قدرنا على طيب الأعمال واخيرها ...ولا تجعل الدنيا مبلغ علمنا . ولا تجعل عملنا الصالح ال لوجهك الكريم ياعالم الغيب والشهادة يارحمن يارحيم ...

افعل الخير واخفه، حتى لا تعلم يمينك ما أنفقت شمالك، حتى تكون مع السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما بين النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشابٌ نشأ في عبادة ربه، ورجلٌ قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه».


وخشية الله بالغيب من أعظم القربات إليه تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ » (الملك: 12).


كما جاء في فضل إخفاء الصدقة «إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ » (البقرة: 271).


ابن عباس يقول في تفسير هذه الآية الكريمة، إن الله جعل فضل إخفاء الصدقة يزيد بسبعين ضعفا عن إعلانها، ذلك أن الفقير لابد ألا يهينه الناس بأن يعرفوا ما يأخذ وما ينفق عليه بسبب فقره، وفي فضل إخفاء العمل الصالح أيضًا صلاة التطوع، تأكيدًا لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: « خير صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة».


وفي إخفاء الصدقة علينا أن نتعلم من كبار الصحابة، فيروى أن الفاروق عمر ابن الخطاب كان يخرج في سواد الليل ليزور امرأة عمياء قعيد، يكنس لها منزلها ويجهز لها الطعام ويقوم على أمرها، ذلك أنه كان يعلم أن الصدقة في جوف الليل تطفئ غضب الرب.


وقد تضمن القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على أهمي فضلة إخفاء الصدقة ومنها قوله تعالى: « قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ » (إبراهيم: 31).


وأيضًا قوله: « الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ » (البقرة: 274).

الاديبة الاردنية 

د.عبير نصر الدين الحنبلي

 23/11/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق