___حكايات عادية جدا……___
أحطت المكان بعينيَّ الكل واجم لا يأتي حركة
وكأن اهتزازات الحافلة وهي تسير على طريق ممتدة بين الاشجار التي تصنع فخر هذا البلد
تمرجحه—الى الهاوية للغور في العالم السفلي
حافلة تقلَّ احياء أمواتا
لا يتحرّكون
لا يتكلمون
لا يبتسمون
وخيل اليَّ في لحظة ما -انهم لا يتنفسون وأنني أخطأت وجهتي حيث ولجت متحف لأصنام بشرية محنطة
ما هذا الصمت الجنائزي؟
كل المقاعد محجوزة …الممر خالٍ إلًا مني… التنقل بحرية متاح…..
لم لا ازرع بعض الفوضى المشروعة والمسموح بها عادة؟
على الجانب الايمن في الحافلة جلست
امراة مسنة انحنيت صوبها مع احترام مسافة الامان الصحية
ألقيت التحية مبتسمة ردت التحية بادب وابتسامة
اتراهم ناطقون هكذا فكرت
سالتها سيدتي عندي سؤال لك اذا ما راق لك انت في حل من الاجابة مع اعتذاراتي
زادت ابتسامة المراة واشرق محياها وكانها
كانت تنتظر من يلمح وجودها
قلت : ببساطة سيدتي
ماذا يدور في ذهنك الآن وبدون أي حرج
قالت: أستعرض شريط طفولتي كم كنت عنيدة
واتعبت امي اذكر مرة والفصل شتاء والثلوج تغطي المنزل في غفلة منها نزعت كل ثيابي فتحت الباب وخرجت هكذا عارية ولولا ساعي البريد الذي اعادني لمت تحت الثلج ،لطمت امي وجهها …..
وفي عينيها قرأت الخوف الأسود .. قلت حينها ببلاهة عبثية- وبمنطق طفلة -الديسم يعيش في الثلج بدون ثياب ….وراحت في ابتسامة تحولت إلى قهقهة عاليه
انته الجميع
___اما المرأة الشابة
فقالت ما يشغل بالي هو استعادة شريط أحداث ليلة البارحة التي
احتفلت وطليقيي بمناسبة انفصالنا عن بعضنا كان نصرا مبينا….. رددتُ كامل الليلة حرية —حرية—
____أخرى تقول -ما يدور بخلدي
هو صبري على الدراسة منذ ولدت وانا ادرس لا أذكر أنني كنت طفلة ولا حتى شابة ولا حتى أنثى تغوص في تفاصيل أنوثتها
حياتي كلها دراسة وبحوث معمقة لدرجة انني ومن سنوات خلت -نسيت موعد زفافي….وعادت تفتح كتابها ومسحة حزن تعلو محياها
____اقتربت من رجل مهيب كان تارة يكتب على هاتفه
وطورا يرفع راسه ليستمع لحكايا الاخرين
انتبه لي وبادر بالاجابة (انا شاعر ارتب ابيات قصيدة على شكل وصية لحبيبتي-هي لا تعلم أن الموت يترصدني بسبب هذا المرض الملعون….
وعاد يكتب…..على فكرة انا لا اكتب شعرا أنا انفث روحي
____شاب سابح في عالمه الخاص ودون أن يغادره قال :يومها رأيتها تغرق…. هذا كل ما صرّح به وغاص في طيات حزنه العميق…
____شابة في عمر الزهور للتو غادرت عتبة الطفولة، في عينيها يسكن حزن بكل الالوان…أنا أتحدث إلى الله الذي أخذ كل أهلي في غارة جوية وساعد المعتدي على سلب وطني…….
____آخر وضع على ركبتيه قيثارة يحنو عليهاحنو الام على وحيدها حدّث هكذا——سؤال
ماذا تفعل ؟ فيما تفكر؟
أُكنس الكثير من الجالسين على بساط قلبي ، و أُدخِل البحر بامتداده و السماء بشمسها وقمرها ونجومها و الأشجار بخضرتها والازهار باريجها والهواء النقي و الموسيقى والأرواح البيضاء الصادقة النقية التي تجعل الحياة أسمى وألطف…..والسكينة والرضى
___آخر: انا اطلقت النار على شجرة…حكم علي بالسجن وغرامة مالية …دافعت عن نفسي بشراسة
في وطني— المغتصِب يعتني باشجارنا …يطلق النار علينا ويشردنا ويحتسي دمنا نبيذا..ليتني كنت شجرة….
حظي كان عظيما لانني ما اصبتها…ابتلع ريقه وصمت
____اخر : الحرب
شعرت بتفاهة الجريمة فالجريمة لا معنى لها
ونحن مجرد ادواتها نحارب نقتل ونموت
ولا شيء بعدها وتستمر لعبة الموت من اجل الحياة…والهزيمة حليف الجميع…
___أخرى :ما زلت أحب أن أمشي هناك —أريد أن أموت وآخذ معي تلك الألوان إلى القبر—
____أخرى وكأنها تناجي نفسها
أصعب لحظات تمرّ بك،أن تغادر مكانا عشت فيه طويلا ولم تتفطن أنه مسقط قلبك مع فارق التوقيت...فتشرب وجعك وتتوسّد صمتك..
وتتلحٌف السّراب وتنام على أمل الخيبة..
يالَسخرية القدر!!!
يالَعثرة القلب !ويالَعذاب الرُّوح بين مدّ وجزر....
وانكمشت على نفسها…..
____أخرى :انا ضائعة في محطات الأحزان…
___آخر:قد يكون الله جمعنا تحت سقف واحد نحن اليتامى لنموت دفعة واحدة في تلك الليلة وفي ذلك الميتم الذي دمره الزلزال وكنت الناجي الوحيد بساق اصطناعية بعد ان بقيت الاصلية تحت الانقاض ودفنت مع رفاق اليتم….
___أخرى سكوت من فضلكم —انا الآن في رحاب المطر…..
كم تشبهنا همسات ذاك الصباح وزخات المطر
وكم احسست القرب والدفء
وكثيراكثيرا من النوستالجيا …….
امراة تعبر سكة القطار برهبة ورعشة وخشىوع
لتراه بين خطيْ السكة يقف
وتمتد يده لتمسك يدها
ويأخذها الى الضفة الأخرى
وسرى الأمان في روحها
كان قلبها نذر نذرا من زمان
ووجدت نفسهاأمام وجاهة النذر
فلبت النداء
وكم كانت في حاجة لمن يرقص معها تحت المطر
لا لمن يعطيها مظلة لتحتمي بها من المطر
هههههههه اتحدث عن روحي التي سبقتني اليه…..
—-
____آخر : الموت ليس دائما نهاية الحكاية…الموت يترك أثرا…..لهواة الفراسة….
____آخر يقول
كم رائع ان تحبّ أنثى عبرت حياتك في غفلة...من زمن قلبك....
والأروع ان تُدمنها روحك كأفيون تعاطته مع حليب آلرّضاعة
تنشغل بدروب حياتك المتشعبة وتنسى
وفي صحوة يبعثها عقلك من العدم..
وتجد نفسك تسبح في فلكها
وتكتشف انها اغتصبت مشاعرك وسكنتك دون استئذان
وملأتك عشقا خشوعا وإيمانًا…….أفكر أين أجد هذه المرأة؟وصمت…..
أخرى: كيفت ساعات عملي على موعده المسائي
يوميا اجلس اداعب حروفي وانتظر مكالمته
التي قد تأتي وقد لا تأتي ….وغالبا هناك صمت رهيب وخيبة أمل أشد وطئا
لا أحد منكم يستطيع ان يحس ألم الحزن الذي احسه وانا انتظر ليأتيني الاعتذار كتابيا
تأخر الوقت كثيرا وأنت الآن نائمة — كنت اتابع عرضا مسرحيا- —
وعز علي ازعاجك—— وما يدريك يا أنت وما حاجتي بهذا الاعتذار….؟وعضت على حزنها وصمتت….
___قال آخر يخاطبني, وما قصتك أنٌــتِ؟
قلت:أنا امرأة من زمن آخر قد يكون انتهى وفات وقد يكون على الطريق آتٍ….
حكايات عادية جدا بايقاع حزين ونفوس كسيرة
والحزن قاسم مشترك وقد يكون الحزن من انطقهم وأنطقني هذا الحزن الضارب في اعماق كل منا……وكم حزن الصامتين أنيق….
وثمة حزن نخجل منه وثمة حزن يخجل منا وثمة حزن يبكينا وآخر نبكيه………
🍃 فائزه بنمسعود🍃
🍃يوميات مارقة الجزء الثاني🍃
🍃7/12/2022🍃

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق