آخر المنشورات

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2022

بداية الوعي ...قلم الشاعرة زينب لحمر

 بداية الوعي 

عندما ننضج أكثر تتغير نظرتنا للحياة و يتغير تعريفنا لبعض المفاهيم حتى تصبح الراحة في العزلة ذات طعم خاص لا يعرفه إلا من أعطى أكثر مما أخذ و إن كانت ثنائية الأخذ و العطاء غير مرتبطة أساسا بتنظيم العلاقات البشرية إلا أننا حين نصبح دائمي العطاء و لا نأخذ حظنا من الإهتمام يصيبنا نوع من الحيرة حول مكانتنا لدى الأشخاص خاصة أننا لا نستطيع طلب الإهتمام بطريقة مباشرة حفاظا على كرامتنا لكن المشكل الحقيقي يكمن في كوننا أصبحنا مجرد وسيلة للحصول على الشيء ماديا كان او معنويا و ما إن تنتهي مصالحهم معانا يتبخر وجودهم في حياتنا من دون سابق إنذار و هذا ما يجعلنا نشعر بأننا عديمي الفائدة و أننا مجرد بضاعة رخيصة إنتهت مدة صلاحيتها  و كأننا منتوج بشري وقع إستعماله و إتلافه من دون أن يراعي أحدا إنسانيتنا، مشاعرنا و أفكارنا .يدرك المرء محله من الإعراب في حياة الآخرين متأخرا نظرا لكون الإنسان كائن له إرادة و لا يستسلم عند أول فشل بل يواصل التمسك بالأشياء و لا يفلت قبضته عنها إلا بعد أن تنزف يده دما بلا إنقطاع عندها فقط يفتح يده و يحاول ضمد جراحها و إيقاف النزيف لكن هيهات لقد كبدته إرادته و إختياراته خسائر فادحة خسائر صحية و نفسية و بدنية لقد إنشغلنا كثيرا بحياة و مصالح غيرنا و تركنا حياتنا تسير نحو الهاوية بلا بوصلة و هذا أكبر ذنب يقترفه الشخص في حق نفسه و كأننا نبحث عن حياتنا في قلوب بعض البشر و تجاهلنا أن قلوبنا تستحق أكثر إحاطة و أن ذواتنا تتحقق بإهتمامنا بأنفسنا قبل إهتمامنا بالأخرين. لقد أهدرنا وقتنا في إرضاء الأخر و نثر الزهور في طريق من نحب و تناسينا عمدا أن نحب أنفسنا أكثر من أي شيء أخر .بعد صراع طويل الأمد مع أنفسنا و بعد عدة إنكسارات و خيبات أصبح جليا أن لا شيء يدوم كماهو عليه الكل متغير في معترك الحياة و البداية لن تدوم طويلا في حين أن النهاية واقع محتوم فالحياة حلم مهما طال أو قصر سيقطع طريقه سيف الموت يوما ما لذلك علينا بجبر خواطرنا بأنفسنا و إسعاد أرواحنا من حين لأخر و الأهم أن نحب أنفسنا أولا و ثانيا و  ثالثا و حتى النهاية لأن أنفسنا غالية و هي التي ترافقنا حتى النهاية لذلك علينا رعايتها بحب و تفان. 

زينب لحمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق