الفقير
ادخن سيجارتي واتوه في ضباب دخانها فيروي لي قصة الكفاح وكيف تحترق لأجلي راسمة في اشتعالها فكرا جديدا وصورة للتضحيه والاحتراق دون مطالبة ودون استغاثة ولا رجاء او طلب استغاثه.
يتوه فكري في شواطئ الوطن الممتد دون هوية ودون فوارق اجتماعيه او عرقيه ودون الوان او وسائل زينة فتتوسع دائرة الحزن ويمتزج الالم بالمعاناة لتتمظهر التعاسة وهي تحترق لاجل هذا الوطن الجريح والموجوع والنازف وكيف يجلس علي ركبتيه يرتجي الشباب والشيوخ والنساء والرضع ويطلب دون كلام ودون همس مساعدته علي النهوض ليري النور وليمشي في الحقول وفي شوارع المدن والاحياء.
يقوم الخيال رغم الامه ويمشي مشيته العرجاء مترنحا ورغم عجزه يواصل يسنده العديد من الشرفاء وكأنه يحاول ان يخبرنا ان الاهداف مهما كانت بعيدة لا بد من بلوغها ولا بد من المقاوم.
وكأنه يرفض ان يستريح رغم الارهاقات ورغم الارهاصات ورغم التهرم.
تشارف سيجارتي علي الانتهاء معلنة فوزها وَمعلنة انتصارها وكيف غزت بسمومها افكار الشرفاء معلنة هدر صحتي مقابل تضحيات خيل لي انها في صالحي وفي صالح كل الفقراء.
فيشتد التنافس بين الاصرار و العياء واواصل الثبات رغم الانهيار ورغم احتراق افكار وامتزاج دخانها بأحلامي شامخا متحديا الفشل وارهاق جهاز التنفس.
شكرا
محمد علوي تونس. 🇹🇳

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق