آخر المنشورات

السبت، 28 يناير 2023

كم أتمنى أن أكون !...قلم الشاعرة رفيقة بن زينب

 كم أتمنى أن أكون !


أنا امرأة لا تؤمن بالرجوع

وتمضي في دربها بلا خضوع 

 ولا تثني عزمها  الدموع

إلى أن يصبح  لها سطوع 

يقربها من الله في خشوع


أنا امرأة لا يطيح بها الوهن

ولا تشيخ أبدا مع الزمن

و إن صادفتها أنواع المحن

و حيك ضدها ما يسبب الشجن 

لصبرها وتشجيعها على صبر حسن


أنا امرأة لا تمضغ الظرف العليل

وإن طال تراها معه تستطيل

لتخيط من لحظاته المستحيل 

لكونها دوما تتضرع و تميل

لفك قيود زمن قد صار  بخيل

بلحظات السعادة على شعب أصيل


كم أتمنى أن أرمم النفوس المتشظية

و أجبر كسور  الحالمين المبعثرة

وأسكت الآهات المتبخرة

من نوافذ القلوب  المتألمة

لنظم قلائد  وعود مزهرة

لمستقبل أيامهم اللاحقة 

وأهدهد الحناجر الباكية

وألحن لها الأغاني الحانية 


كم أتمنى أن أقرأ طلاسم المنافقين

في كواليس الظالمين المتقنعين

و أحقق أحلام  المستضعفين 

و أمنيات المتسامرين الحائرين

و أفرج كروب المؤرقين

و أكشف مهازل  الهازئين 

بآلام كل شعب مبتلى مسكين 

ومؤامرات المطبعين المتواطئين

و العملاء العابثين بجروح المصابين

وكل راغب في المجد مستكين

متسلق على جماجم الآخرين


أتمنى لو أكون عشتار المخضرمة

وأنتمي للأجيال  المتعاقبة

لأكسر جسور الأشرار الفاتكة

وأبني عرى الوفاء النادرة 

وأطفئ آثار الأحقاد الحارقة

للأخضر واليابس و الراغبة

في الإقصاء لأجل المصلحة 

وتعس عبد الدينار والقطيفة


سأظل المنشدة الناشدة 

بكل لغات الكون منادية

لنصرة الحق ورفع الراية 

للكرامة والعدالة الصادقة 

إلى أن تحين لحظة الخاتمة 

جمعنا الله في جنته الخالدة 

بجوار صاحب  الشفاعة الضامنة

لسعادتنا السرمدية  الدائمة


رفيقة بن  زينب    ***   تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق