طول المضمار
***********
عندما يسقط الزّمان
فوق رحب المكان
يتشقّق السّديم
و تفوح رائحة التّراب
المعفّر باللاّحياة
حينئذ تسمع أنّات
للبراري البعيدة
أمعاؤنا يملؤها الخواء
و تجوع جموع النّمل
تمسي بلا بيوت
يتربّص بها الهلاك
تخيفها عصا السلطان
وهي تفقأ عين الشمس
فيعمّ الظلام...
و تموت الأحلام ...
ساخطة في أرحامها
و تصطفّ أفواج النّاس
على خطّ الضّياع
فللأرض عديد الفجاج
و المضمار واحد
و النّهاية مبهمة
هامات عديدة
تنخرها أوجاع
كم الجراح عميقة
و كم الدّنيا فانية
ضاقت بنا كلّ الدّروب
فيا أيّها المارون
بين السّنين الخالية
لا تحدثوا قعقعة
حاذروا أن تدوسوا
أجسادنا الملقاة
على أرصفة التّمني
حاذروا أن تقتلوا
ما تبقّى من أجنّة أحلامنا
أقدام الوقت موجعة
و دقّات السّاعة مؤلمة
تثير فينا كوامن الشّجن
و المضمار يتمطّى و يطول
بين تفرّعات الضوضاء
و هذا الليل...
يرخي سدوله على الفكرة
يجهض معناها...
يزهو بعتمته...
ينكر تفاصيل البدء ...
يهزأ بكوّة الضّوء ...
و النّفس ملأى بالظّنون
تحاكي الأعماق بلغة صامتة
كدنا نشرف على النّهاية
لكنّ المضمار لم ينته بعد ...
* صادق الهمامي / تونس *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق