آخر المنشورات

الأحد، 26 فبراير 2023

أنت عذابي ..قلم الأديبة والشاعرة : سلوى بنموسى

 أنت عذابي 


أخدته بين يدي ابتعد وبكى 

ربثت على كتفه أسأله الداء والدواء ؟

أجاب : لقد أخدتك مشاكل وزوابع الحياة بعيدا عني 

فاتركوني وشأني رجاء

مسحت دمعته واتسخت يدي 

قلت له : دوما مقرف يا هذا ! 

 نظر إلي وأسدل رأسه عياء وحياء

ذنوت منه رفعت همته عاليا وقلت له : 

            أنت وأنا ألسنا واحدا ؟ فلم الضجر والألم والبعاد ؟!

عانق معصمي وهمس في أذني أن أكتب عن سر الجمال والكمال والسعادة والخلود 

أعربت عنه متجاهلة تشويشاته التي أصابت نخاعي الشوكي وعصفت به بريح عاتية يصعب السيطرة عليها .

أجبته بقبضة فولادية :

          اخرس أنت تطلب مني دوما المستحيل 

أجاب : حاولي سيدتي لن تخسري شيئا 

أردفت وأنا لحزينة مكتئبة متلي !!

 أن تتغنى بالأنغام والأحلام والفراشات والطيور والشلالات والعيون والقمر والنجوم !؟

قال بالحاح شديد وبصوت رخيم : 

       أترين إنك تجيدين كل شيء  يا عفريتة إنت ويا نفريتة 

أضحكني ولد الأبالسة عانقته ؛ وجدته يموت بردا 

قلت له : لا عليك سأدفئ رأسك وحواشيك بأناملي 

سأسقيك عبق الأزهار والياسمين بروحي 

 سأذنو بك ونطير إلى بحر الحرية والنجومية والارتقاء

            إذا أراد رب العالمين 

لثم يدي شكرا ونظر  لسماء 

وسال فيض كرمه وأضحينا نتعانق في المفردات

 والكلمات والمعاني  ....

أخذت بيده أسخره يمينا وشمالا ما تعب ولا اشتكى !

دونت به شجوني وأفراحي 

             أحزاني وتطلعاتي 

              غضبي وهيجاني 

             وفرحي وسلامي الداخلي 

أجبت دعوته واحتضنت فكره .

أي نعم أيها الحضور الكريم !

 لم نكتب عن الأحزان دوما ؟

 هل ترانا لم نعش في حياتنا الأفراح قط  !؟

 والله عشنا أوقاتا جميلة بقية خالدة منتشية ومتحفرة في وجداننا وألباننا 

لم دوما نبكي ونتشائم  !؟ 

لم لا نحضن قدرنا بخيره وشره 

ونرتقي ونحمد المنان ذو العرش المكين 

            حمدا وشكرا دوما وأبدا على كل حال .

فيا أيتها الأفكار السوداء اللعينة ابتعدي عن فكري وروحي  

ويا ذكرياتي الماسية اقبلي ! وخديني أنهج لبك واسكر بنشوتك وأطير في العلالي .

إننا يا غاليين بيدنا ممكن ونصف أن نسعد حياتنا وكينونتنا  فلنرفع معنوياتنا ونصون آدميتنا وإنسانيتنا  

              ماحك جلدك متل ظفرك   !!

ونحب أشياءنا الصغيرة !

لأنها سر بهجتنا ونبوغ وجداننا  .

لنغني للمجد للجمال للأمنيات لطير ولشجر ...

نغني لربنا الهمام الذي قدر علينا حياتنا وصحتنا وأرزاقنا 

وخلقنا فسوانا بأحسن صورة  - سبحانك ربي - 

وأن نتصالح مع الذات حتى يتسنى لنا العيش بسلام داخلي 

 شكرا صديقي الجميل الرقيق الإحساس والكمان  

كنت غارقة في همي وزللي !؟

             فأخرجتني من بركتي المظلمة 

            وجعلت مني إنسانا خلوقا خدوما .

                       شكرا لك شكرا شكرا 

                               صديقي القلم 

« نون والقلم وما يسطرون »

        صدق فرقان ربي   

وإلى صديق آخر أنظروني !!  إذا بقي في العمر بقية 

  أعرب لكم عن امتناني لسعة صدركم الرحب 

  تحياتي يا رفاقي الطيبون .


 الأديبة والشاعرة :  سلوى   بنموسى /  المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق