آخر المنشورات

الاثنين، 22 مايو 2023

أتى الطّاعون..قلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 أتى الطّاعون

نبحتُ مع الكلابِ على الذّئابِ***فهاجَمني الكثــيرُ من الذّبابِ

بحثتُ عن المُـــبيدِ فلمْ أجدْهُ***وحارَ الذّهنُ في هذا المصابِ

وكان عليَّ أنْ أجدَ انفــــراجاً***لأنّ الغزْوَ جاءَ معَ الضّـــبابِ

شكوْتُ إلى ابْنِ آوى سوءَ حالي***وقدْ قرأ التّـظلّمَ في الكتابِِ

وأخـــــــــبرني بأنّ العدل آتٍ***إذا مَنحوا القضاءَ إلى الغرابِ

////

دفنتُ النّفسَ في الأدغال لمّا***تعطّلَ مَنــــــطقي فِقْهاً وَفهما

وجدتُ بأنّني بشرٌ ضَــعيفٌ***وأنّ الجــــــسمَ كانَ دماً ولحـما

فكيفَ سأستطيعُ كفاحَ عدْوى**سينشرُها الذّبابُ أذىً وظُلما؟

ستفعلُ ما تشاءُ بمنْ تعادي***وترجُمُ بالوباءِ النّاسَ رجْــــــــما

وعند بلوغِنا سَقْف التّردّي***سنصـــــــــبحُ عندها أجلاً مُسمّى

////

أتى الطّاعونُ فانتشر الجنونُ***وأُوصِدَتِ المـــسامعُ والعيونُ

وشاء النّاسُ أن يلدوا كثيراً***ومن جُهلائهمْ بدأ المُـــــــــجونُ

تربّعَ فُحْشُهم فوقَ القضايا***وفي أعقابــــــــــــهمْ سارَ البنونُ

فنادى مِنْ مَساجِدنا المُنادي***وقدْ مُلئتْ بأمّتنا السّــــــجونُ؟

فكان جوابُ من حكموا بلادي**أتى الطّاعونُ يصْحَبُهُ الجنونُ

////

أروني في بلاد المــــــسلمينا***عدالةَ من أداروا الحكــم فينا؟

ألمْ ترَ كيفَ أصـــــبحْنا رقيقاً***نُقبّلُ في الأيادي راكِعـــــــينا

كأنّ رؤوسنا انفصلتْ علينا***أمامَ الحاكمينَ الظّــــــــــــالمينا

فهل حُدّثْت عن أيْتامِ عصْرٍ***تجسّدَ ضُعفُهُمْ في المــسلمينا؟

يحارِبُ بعضهم بعضاً بعنفٍ***تجاوزَ في الوحوشِ المُرْعِبينا

////

يُهَمَّشُ في مَواطننا الرّجالُ***ويُنْتَـــــــــــخَبُ النّواطرُ والبغالُ

كأنّ بلادنا انقلبتْ علــــينا***فساءَ الحالُ واخـــــــتنقَ السّؤالُ

وفي الغاب الوحوشُ قد استبدّتْ**فكان وراء سطْوتِها الوبالُ

وَولولتِ البهائمُ في بلادي***مـــــــــخافةَ أنْ يُداهِمَها الزّوالُ

وما الطّاعونُ إلاّ داءُ سلّ***سيخْــــــــــــــنُقُنا بنكْستهِ السّعالُ

////

تحرّكْ فالحراكُ لنا قدرْ***لِنُصْبحَ في الشّـــــعوبِ من البشرْ

تحرّكْ كيْ نُحرّرَ ما تبقّى***ومنْ رفضَ الحراكَ فقد نَكَرْ

وعلّمْ ما استطعتَ لعلّ يوماً***سيولدُ منْ تَدَبُّرِنا القــــــمرْ

فنشأةُ مطلعِ القـمرِ الهلالُ***ونورُ الشّمسِ يولدُ في السّــحرْ

وما استِحْـــمارُنا للنّاسِ جهلٌ***ولا التّحــــقيرُ في وطني قدرْ

////

شقاءُ النّاس مصدرُهُ الوجلْ***وحتْفُ الخلقِ يحْـــكُمهُ الأجلْ

نخاف من الوفاة ونحن موتى***ونطمع في الوصول بلا عملْ

نرى الأقوام تجتهد اجتهادا***وتصنع ما تـــــــشاء من الأملْ

ونلهث نحن خلف الجنس ليلا***وفي وسط النّهار على عجلْ

كأنّ جسومنا غلبــــــت علينا***فوجّهت الورى صوب الحيلْ

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق