أوراق غادرها المطر..
________________ / حسين السياب
هذا البحرُ لي..
غريقٌ في أعماقهِ لا أريدُ النجاةَ،
أمواجُهُ قصائدي الثائرةُ
التي أخشى أن تقذفها الرياحُ لشوارع المدينةِ الحزينة..
أخافُ عليها أن تتسربَ تحتَ بيوتِ الأحياءِ الشعبية الرطبة
فتلتقطها الجرذانُ التي تتجسسُ على الفقراء..
هذا البحرُ يضيءُ قلبي
حينَ تبخلُ السماءُ بالضياء...
كالطفلِ أبكي له وأحرّكُ أحزانَهُ،
كالأمِ يجمعُ دموعيَ المتسللة من كلماتي ويرمي بها للقمر..
يدثرني بروحِ الماء، يغني لي تراتيلَ البحارةِ
المتحدينَ بسمرةِ الوجوهِ وذاكرةِ السمك..
هذا البحر لي وحدي
غريقٌ في أعماقه، لا أريدُ النجاة..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق