((قبْلَ الرحيل ))
وأنا أُعِدُّ حديقتي قبلَ المساءِ بشُرفةٍ ..
وأُرتِّبُ الآتي ..حنينًا تُستساغُ بهِ الحياةُ على نَصَبْ
وأُنَضِّدُ الكلماتِ أبحثُ عن مجازٍ مُرْسلٍ ..
ما عاد منه ...ماذهبْ
أبْنيهِ للمجهولِ أحذفُ جملةً ...
فيها الحبيبُ يبيعُ مشكاةَ العنبْ
واركِّبُ المفعولَ مبني للغيابِ بجملةٍ ..
إعرابُها ..بَطُلَ العَجَبْ
وأنا بنيتُ على الغرامِ معابدي ..
في عِشقِكَ المرصودِ حوليَ قِبلةً ..
وجَداولاً فوق القصبْ
كفّاكَ حولَ معاطفي ...
أنسَيتَها يومَ الوداعِ الى اللقاءِ تركتني ..؟
لليلِ وعداً إذ وَقَبْ
وشرحتَ أسبابَ الرحيلِ ولم أجدْ ..
في الشرحِ مُفْردةً تَنُمُّ عن السببْ
والحزنُ مُمْتلئُ الحضورِ مُدَجَّجُ .
متأهِبُ في الصدرِ ضيقًا مُقْتَضَبْ
وأُحِبُّكَ الآن أسْتَطَعْتُ بأنْ أحِبَّ لمرّةً أُخرى ..
وتترى كم أحاولُ مااستطعتُ من التعبْ
والبيتُ والمقهى القديمُ وظِلُّنا ...
أسماؤنا في مقعدٍ خلفَ الرصيفِ
مُعَتَّقُ فيه الهوى ...ورسائلُ لم تُكْتَتَبْ
وتميمةُ فوق القميصِ ولهفةُ يوم اللقاءِ
عزيمةُ لنواصلَ الآفاق نكتشفَ المدى
والسرُّعنا ما احْتَجَبْ
وزرعْتَ في كلّ الأماكنِ مُقْلةً ..
ترنو إليَّ لتوقدَ الاشواقَ جمراً في لهبْ ..
وملامحٌ للبينِ فيكَ وشامةٌ فوقَ الجبينِ ..
تلطَّخت بندى الفراقِ ودمعتي ...
وشموعُ موعِدِنا الأخيرِ مع العتبْ
والعطرُ ما ادراك كيف تعتّقت
فيه الليالٍي من اريجك ما انسكب
ينمو ويرشح في يديَّ كأنَّهُ
يستنهضُ الاحزان منها ما انشذب
وقراتُ فيك نهايتي أنِ انتظرْني لحظةً
قبل الرحيلِ بصحوةٍ ...فيها أقدم مهجتي
او ما تبقّى من دمي ..
واريها ما بين المشاعرِ والضمير هشاشةً
حيث استفاقَ أو انقلبْ
٣٠/١/٢٠٢٣
إيمان الصباغ ..دمشق

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق