آخر المنشورات

الجمعة، 22 سبتمبر 2023

سود العيون...قلم الشاعر أسعد القصراوي

 ( سود العيون )

..................................................

الوجد من همس العيون نهلته

نبض  الوريد بلحظهن أسرته


الغافيات وما تركن وسامة

هنّ بخافقي بين الضلوع زرعته


الناعسات الداعيات إلى الوما 

المغريات به وكنت برحته


القاتلات بعابد في نسكه

نسي الفرار مهيمن أسميته


المشهرات الهدب أمثال القنا

يحيي الهمُود بحده ويميته


المسبلات على سواء خجوله

حسنا على منوالهن حظيته


وأغنّ أكُحل قد نما بعينيه

سكنت مفاتنه دمي وسكنته


تمثال شقاوة وفيه وسامة

فيض الصبا الفتان حط نحيته


المستفيض من الجمال وحسنه

نور على جبين الضياء عهدته


إن قلت عنوان الأصالة منصباً

أثنى الجميع وراقهم ما قلته


سكن الوريد فانتظرت ولم أزل 

أسعى لنيل الوصل حيث وعدته


عبر الطريق فانتبهت فلم يسل

فمررت دون مساره فعزلته


قد مال غضبانا وأعرض شاخصا

أو حار من الحور الملاح ولفته


فهمستُ ترحابي إلى خطواته

أواااااه  كيف غويته وجذبته


فمضى إليّ وليس بغاضب

غمزت له سنارتي فقنصته


قد هال من سحر الجفون فصادني

وشدني سحر البيان فوصفته


لمّا حظيت به على نبض الهوى

السحر من سود العيون عشقته


قالت ترى نجم القريض فقلت بل

نجم القريض بساحكم شيدته


بلغ السماء بنوره وبدوره

شتان ما بين ما قالوه وما نظمته


من كلّ ساقي الشعر من أفكاره

تترنم الفصحى إذا غنيته


حامي القريض لا القديم يعيقه

حفظا ولا نظم الجديد خشيته


وعلى السديد الحرف من آثاره

معنا يبان غلاله وثبوته


في كل أمسية وكل محفل

وهج القرائح في المسامع زرعته


أقبلت أبكي الشعر وزن بيوتهم

ثم انثنيت إلى القريض بكيته


وطني وبديع صنع الله لم

يولي بأجمل منهما ملكوتة


هو جنة في الحسن غير نقيضه

ودُنى الطهارة في ربى ياقوته


ملك الجنان الخضر سلطان الربى

شاق السحاب شعابه وبيوته


جرزيم شاطره الشموخ فلا يرى

إلا له سيماته وثبوته


والباسق الطور احتوت اوصافه

والفرقد العالي له ونعوته


جبل عن سناه قد بان نهاره

وليله وئد الضياء جبروته


أبهى من العقد النفيس مروجه

وألذ من لمع النجوم مروته


يغشى صحاريه على أغوارها

خضر المشوك ثماره وفتيته


وكأن جنان  الخلد رياضه

وكأن لوحات الورود بيوته


وكأن صوت المآذن في قهر العدى

صوت الولاء ظهوره وخفوته


وكأن جرس الكنيسة في أذن الصفا

هديُ السماء نشوره وصموته


أبناء ثورته وأهل حمية

عزمو وفي سعيكم آنسته


قد زادني إجماعكم وثبوركم

صبرا على الصبر الذي عايشته


تاج البطولة في عظيم جهودكم

لم يحد مسعاه ولا توقيته 


بشرى تزف النصر حول لوائكم

لا الظلم يرضاه ولا طاغوته

.........................

أسعد القصراوي 

فلسطين / نيويورك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق