آخر المنشورات

الثلاثاء، 13 أغسطس 2024

تغريدة الشعر العربي الشاعرة و الكاتبة الإماراتية أمل السهلاوي ٠ بقلم الكاتب. السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 تغريدة الشعر العربي 

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

***************************

 ((( كان عليّ أن أؤجلك ٠٠!! ))) 

الشاعرة و الكاتبة الإماراتية أمل السهلاوي ٠


قل لي لمن عيناك تضحك عندما 

في كل صبح تقرأ الأخبارا

لمن الرسائل حين تكتب حالما 

قل لي لمن تصحو لمن تتبارى ؟!


هل انت مثلي عالق في صفحة 

  طويت و لا تزالت تأجج نارا 

و تعيد تمثل المعارك كلها 

و مع الهزيمة ٠٠ تقلب الأدوارا ٠

٠٠٠٠٠٠٠

أليست هى القائلة :

ومن الشعر ما يتفجر كنافورةٍ من الوعي.. أو يسيل كغيبوبةٍ من اللذة.. فيه ما يريد المرء الصراخ به.. وينطوي على ما يطيب للإنسان الهمس به.

في هذه التغريدة نطل على عالم شاعرة و كاتبة رصينة تمتلك الأدوات و الخصائص الفنية في دائرة عملية الإبداع و نشاهد دور المرأة الخليجية في تصدر المشهد الثقافي بكافة مكوناته الحديثة ٠٠

  فما أجمل البوح عند شاعرتنا الإماراتية أمل السهلاوي بين الشعر و النثر و السرد و القصصي و الروائي في تفاعل المشاعر مع ظلال الحياة كي تمضي و تعزف على أوتارها بعض من إبداعها المتنامي حول مناطق الرومانسية و الإنسانية و التاريخ و جماليات الطبيعة في تناغم و تلاحم و تلقائية  ٠٠

حيث اللغة و الصورة و الإيقاع و الخيال و الواقع عناصر تمتلكها بالفطرة مع صقلها من خلال الدراسة و التخصص في استعداد نلمسه بصدق في تجربتها التي تزاحم الساحة الثقافة في المجتمع هكذا ٠٠


  


* نبذة عنها :

----------------

 ولدت الشاعرة و الكاتبة الإماراتية أمل السهلاوي في إمارة الشارقة ٠

و درست آداب اللغة العربية في جامعة الشارقة ٠

صدر لها ديوانها تحت عنوان ( كان عليّ أن أؤجلك ) عام ٢٠٢٠ م

 

و من ثم تسعى شاعرتنا السهلاوي دائماً إلى تقديم قضايا نسوية وفلسفية معاصرة في قالب الشعر الكلاسيكي والحديث وتأمل دائماً من خلال نصوصها الشعرية والنثرية أن تلمس هموم الإنسان المعاصر وتحكي قصته. غنّيت قصيدتها غرائب العمر ٠٠

 تمطر الآن وإحساسي غزير.

أهرع الآن إلى نفسي.

أنا وحدي. وكم أحتاج أن أترك وحدي.

كي أعيد الآن تفكيك وجودي.

أندم الآن على كل وعودي.

فأنا شخص رمادي أحب الناس أحيانا.

وأحيانا. أنا صبري قصير.

أبصر السقف لساعات كطفل.

كلما أفزعه الكون.

يرى الحل اختباءً أزليا في السرير.

وأنا شخص رمادي.

وأحيانا أنا كهل مرير.


* مختارات من شعرها :

==============

تقول الشاعرة و الكاتبة الإماراتية أمل السهلاوي في قصيدتها الرائعة بعنوان ( أكاد أجنُّ ) :

‏أكاد أجنُّ من فرط اندفاعي

وضيق الأرض رغم الاتساعِ

أريدُ العيش حلْماً بعد حلمٍ

ولكنّ المدينة لا تراعي

أنا الأمّ ، الفتاة ، الطفل حيناً

وشاعرةٌ تئنّ بغير داعِ

إذا كانت سنين العمر بحرًا

فقد بللت من أزلٍ شراعي

و إن كان الصراع صراع غابٍ

فكم راقصتُ أبطال السباعٍ ".

‏" وإن قالوا لها قلبٌ ضعيفٌ !

اقول نعم ضعيفٌ في الوداعِ

وبي من قسوة المدني شيءٌ

وبي من دفء سكان المراعي

يواجهني الزمان بألف وحشٍ

ويجبرني الطريق على الضياعِ

وبي ضجرٌ ويأسٌ غير أني

أعيــد بكل فـجـر اختراعي ٠


***

و تقول الشاعرة و الكاتبة الإماراتية أمل السهلاوي في قصيدة أخرى بعنوان ( أحبيهمْ على مهْلِ ) :


أحبيهمْ على مهْلِ


‏وكوني حرّة العقلِ


‏وخوضي العمر خاليةً


‏وعيشي دهشة الطّفلِ


‏ولا تبكي على أحدٍ


‏ولا تسعَيْ إلى الوصلِ


‏وإِن آذوكِ فابتسمي


‏وأخفي الدمع بالكُحلِ


‏وردّي صاعهم صاعينِ


‏ردّي الشيء بالمثلِ


‏وكوني السهم إن آذوكِ


‏إِذ يُدمي بلا قتلِ


‏ذري الأوغاد للأيام 


يفنى النذلُ بالنذلِ 


لأجلي كلما أبكاك 


شيءٌ منهمُ .. صلّي 


نعم كوني الشجاعة إن .. 


أريد بها الأذى .. تصلي 


وعن كلّ البرية دافعي 


واستبسلي واغلي


وغنّي حين تأسي الروح 


( إن تتركنني من لي .. ) 


بإمكان التي هي أنتِ 


أن تحيا بلا ثقلِ 


فتنتشرين مثل الريح 


تحرث غلّة الحقلِ 


وتختالين مثل الشمس 


لا تبقى على ليلِ .. 


عطوركِ لذة الحلوى 


عيونك ضحكة الحفلِ .. 


أريهم بهجة الإنسان 


إن أعطى بلا بخلِ 


أريهم كيف يحيا المرء .. 


خالي البالِ .. و الرحلِ


وجوبي الأرض حافيةً 


ولا تخشي من الوحل ..


نخوض الوحل أحياناً 


لكي نشتاق للرمْل 


وكوني أنتِ .. أه أنتِ


هل أحلى من الأصلِ .. 


ولا لا تشبهي أحداً 


دعي الأشباه للظلّ ..


***


و نختم للشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي بهذه القصيدة التي تلمل فيها بقايا الصمت من خلال تجربتها مع الحياة فتختصر لنا الخطوط العريضة في وحدة عضوية فنية متسلسلة تصور فيها المواقف و المشاهد بخيال حسي فتقول في مطلعها :

تخطو على طرف الحياة وتكبرُ

وتظلّ تنظر للوراء.. وتُبحرُ

وتفيض أشرعة السديم ملاءةً

تلقيكَ في طرقات أمسٍ يبهرُ

كم قد لبثت بلا طريقٍ واضحٍ

وحصاد أسئلة الصبا لا يزْهِرُ

تمضي.. وفي العينين تضحك هرّةٌ

سوداء.. تحتلّ البياض وتسخرُ

وتردّدُ الكلماتِ وِردٌ صامتٌ

أنت الذي صلواتُ صمتكَ تُسْكرُ

لا تخشَ قحط الأمنيات.. وسَمّها

صفّق وماردك القديم سيظهرُ

فليدّعوا فهم الطريقة كلّها

فليدّعوا أنّ المريدَ سيخْسَرُ

فَليُقْسِموا بجميع أصنام الأسى

حتى تصدق أنّ دربكَ مقفرُ

الناس من هلع الحداثة كلّهم

يتهافتون على الفتات.. ليعبروا


عِشْ كلّ أيّام السؤال.. وكنْ لها

نعم الرفيق.. إذا دعتْكَ لتسهروا

واسمع فضول الروح إن طرقتْ سدى

أبواب شخصٍ هامشيٍ يحضرُ

واضحك.. كثيراً.. حين تختلط الرؤى

دُرْ حول نفسك.. راقصاً.. يتبعثرُ

ستظلّ تكبر دون شكٍ.. فانتبِهْ

لا تنْسَ مغزى الأحجيات.. فتضمرُ ٠


و في نهاية المطاف نحصد جماليات من ديوانها الشعري الممتلىء بقصائد تحمل الهم النسائي مع تحديات الواقع مع حضور الوطن و المجتمع و النفس و قضايا ملازمة في البيئة المحيطة تعالجها بمشاعرها المفرطة بين الحب و الجمال الذي يجمع اتجاهات الحياة دائما ٠

مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق