رقم في التعداد: ( نص كتب في 13أوت2020 عن المرأة العاملة في الأرض).
أيّها العيد.. بأيّ حال عدت َ؟
و ما الجديد ؟
ليس بيني و بينكَ موعد
فأنتَ لا تعرفني.. و لا أعرفكَ
لم تمرَّ بي يوما
لتوزّع أمنياتك الشهيّة
على شبابيك بيتي المهترئة
لم تضع يوما حفنة أمل
على عتبتي التربة
كيف لكَ أن تعرفني أيّها الرقم في الحساب ؟
و كيف لك أن تراني
و أنا ألتفُّ بشالي القديم
و قد ودَّع ألوانه للزمن
و خفّ برجلي تناوبت عليه الثقوب ؟
و أنا أمضي إلى حدود الشمس
أطارد الرغيف
قدمي تغرق في الطين و الوحل
في برد الشتاء.. تحت قرع الرّعد
في الصيف و شمس تموز تلهب جلدي
يتعرَّق جبيني
يسقي ترابا.. يمشّطه وجهي
و أنا أمضي
أخوض حربي وحدي
مع التعب.. مع الوجع.. مع قسوة الوقت
وحدها الأرض تعرفني
يعرفني الفأس
يعرفني المنجل
تعرفني المسحاة.. يعرفني الرفش
و الوقت الذي يحاصرني
فصول السنة
و مواسم البذر.. و القطاف.. و الحصاد
تعرفني.. تعرف كفّي
و كم يطول مسعايَ
من مبتدأ النور حتى منتهاه..
فبِمَ جئتَ أيها العيد.؟
و ما الجديد.؟
لستَ منّي.. لستَ لي
رغم بعض الإشتباه
أنتَ رقم في الحساب
و أنا رقم في التعداد.
لطيفة الشامخي.. من مجموعتي الشعرية: " كلمات تولد من ضلع حواء ".

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق