آخر المنشورات

الجمعة، 30 أغسطس 2024

وجود الحياة المجهريّة بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.

 وجود الحياة المجهريّة

"سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) يس"

"وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) النحل"

تشير الآيات أعلاه إلى وجود أشكال من الحياة غير معروفة للنّاس زمن نزول الوحي بالقرآن الكريم. وفي الواقع ، باكتشاف المجهر ، ظهرت مخلوقات حيّة جديدة صغيرة جدّا بحيث لا ترى بالعين المجرّدة ، كما تمّ تسليط الضّوء عليها من قِبَل  العلماء. و بذلك عرف النّاس هذه الأشكال من الحياة المبيّنة في القرآن.و تؤكّد آيات أخرى وجود الكائنات الدّقيقة ، التي لا ترى بالعين المجرّدة وعادة ما تكون أحادية الخليّة :

"وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) يونس"

يُمثّل العالَم الخفيّ للحيوانات على الأرض عشرين مرّة أكثر للنّاس من المعلوم، في أرجاء المعمورة ، وبعبارة أخرى هي الكائنات المجهريّة ،. هذه الكائنات المجهريّة لا تُرَى بالعين المجرَّدة ، وهي تنتمي إلى مجموعات من البكتيريا والفيروسات والفُطريات والطّحالب والسّوس .وهذه الكائنات عنصر هام في توازن الحياة على الأرض.

 وهكذا ، فإن وجود دورة النّيتروجين ، إحدى المكوِّنات الأساسيّة لتكوين الحياة على الأرض ، يَتِمُّ بفضل البكتيريا. 

إن فطر الجذور مهمّ جدّا للنّباتات لأنّه يعزّز قدرتها على امتصاص العناصر المعدنيّة ويُحَسِّن التُّربة وييسّر تغذية النّبات. والبكتيريا الموجودة على سطح اللِّسان تحمينا من التّسمُّم بالنّيترات الموجودة في بعض الأطعمة مثل اللّحوم والسَّلَطات. وبالإضافة إلى ذلك ، فبعض البكتيريا والطّحالب قادرة على إجراء عمليّة التَّمثيل الضّوئيّ ، العنصر الأساسيّ للحياة على الأرض ، وتتقاسم هذه الوظيفة مع النّباتات.

تُحَلِّل بعضُ أنواع العِثِّ الموادّ العضويّة وتُحوِّلها إلى موادّ غذائيّة. وكما رأينا ، فهذه الأشكال من الحياة ، والتي لم نعرف وجودها إلاّ بفضل التّكنولوجية الحديثة والمعدّات العصريّة ، ضروريّة للحياة  البشريّة.

وقبل 14 قرنًا ، أشار القرآن الكريم إلى وجود حياة خارج  ما يمكن أن تراه العين. وهذا جانب آخر من المعجزات المذهلة في القرآن. ((وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الأنعام))

حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس. 

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق