آخر المنشورات

الأربعاء، 28 أغسطس 2024

( الشـــــــعــر بين المــعــــاصرة والتجـــــــديـــــد ) القسم الاول . بقلم :الأديب فالح الكيـــــــــــــــــلاني .

 (   الشـــــــعــر بين  المــعــــاصرة والتجـــــــديـــــد )    القسم الاول

.

بقلم :   فالح الكيـــــــــــــــــلاني

.

من المفيد ان نحدد الفترة الزمنية للشعر المعاصر – طالما  نتكلم الان فيه _  فنقول - وبالله  التوفيق ومنه السداد -  ان الشعر المعاصر هو امتداد لفترات شعرية قبله لا مفاصل بينها  انما  مر الشعر العربي بسلسلة من التغيرات التجديدية مرورا مع الزمن  المقال فيه بحيث اوجدت هذه التجديدية امورا  تغيرت بنية الشعر فيها  او في مسارها واوجدت انواعا جديدة للقصيدة الشعرية  وقد شرحت سابقا كل هذه التطورات  مع مرور الزمن الحادث وبسبب الحاجة الملحة لهذه النوعية من القصيدة او تلك او ناتجة عن نفسية الشاعر القائل لهذه القصيدة المعينة . واستطيع ان احدد  الفترة الزمنية للشعرالمعاصر ابتداءا النصف الثاني من القرن العشرين  او ابتداءا من البدء بكتابة  قصيدة النثر في العقدين السابع والثامن من  القرن الماضي (القرن العشرين) فيما اراه على اغلب  الامر  .

الشعر الجيد  هو الكنز  الثمين  والوجه  الحقيقي   للواقع الإنساني  ولطالما  حلم  الإنسان  به  منذ  أقدم  العصور  بأ ن  يكون  شاعرا  او يولد  شاعرا  لذا  استطيع  ان   اقول  ان  الشعر   حالة  روحية  او نفسية   تكتنفها  العاطفة  الانسانية الحقة   و تتأ رجح   بين  التأمل  والالهام   والحدس والخيال وينتج عن موهبة غرسها الله تعالى في  الشاعر فطورها  فالانسان الحديث  ربما  كانت  له  حالة  مركبة  من  المشاعر  الرومانسية   والألم الواقعي  والرموز  السيريالية  والقلق  الوجودي  فهو  غير  الانسان  العربي  القديم  الذي  كان هائما   في الصحراء  ينشد  الكلآ والماء  ويتغنى  بما يجيش  في  نفسه  من  مشاعر واحا سيس   في  حدود  امكانيته    وظروف  طبيعته  . فالإنسان  العربي  المعاصر  ربما  تعتريه   حالة   او مجموعة  حالات   ربما تكون متناقضة عن بعضها   بما  تمليه  عليه  نفسيته  والواقع   المعاش في  الوقت  الحاضر  وتناقضات  المجتمع  الانساني  المختلفة  المحيطة  به .

والشاعر  الناجح هو  الشاعر  الذي   قصائده عفوية   حصيلة   الثقافة  العالية والالهام المعلى  في  انسانية تحكي  مشاعر مركبة  ومعبرة  عن  طموحات  نفسية   ومدى  تأثيرها  في الاخرين  و ابداعات خلاقة  وطموحة . فالقصيدة  الحالية  تمثل  كائنا  حيا  او هي  أشبه   بالكائن  الحي  بحيث  يمثل  شكل  القصيدة  او بنيتها  جسده . ومضمونها  روحيته  فهي  تمثل  الصدى  الذي  تنبلج   منه  اسرار  روحهالشاعرة  واراؤه   ممتزجة  بعواطفه  واحاسيه .

فالشاعر  الحديث او المعاصر  المطبوع  شاعر  تتمثل  فيه  غزارة  الثقافة  في  امتدادات  عميقة  وكأنه  وارث  للحضارات  الانسانية  كلها  ومتطلع  على  ثقافات   الامم  المختلفة . ومتبحرا في لغته العربية  ونحوها وبلاغتها لذا  يكو ن متمكنا  من  استخدام  مفردات  اللغة  لتصوير افكاره   وارائه  وعواطفه  وخلجات فؤاده او احاسيس نفسه  دون تاثير  من  خارج  او  امر  من  احد  و يرتكز على  فلسفة  عميقة  غنية  تحصنه  من  القول   الضحل  الفاني  او   الركيك  الى  القول العميق  والرصين  فهو اذن  يمثل  فيضا  هادرا  وتلقائيا   للمشاعر  النفسية   القويَّةِ   المنبثقة  من اعماقه   يَأْخذُ   بها  مِن العاطفة  المتأملة  المتجددة  المنطلقة  نحو  الاسمى متألقة  متناغمة  تنشد  وديمومتها   والانتشاء  فيها  فهوالحب  للانسان المثالي  ونحو  الافضل  في  توليده  للافكار  والابداعات  الشعرية  الجميلة  والمتسقة ومحاولة  خلقها  من  جديد .   وأهمية الشعر تتجلى في قدرته على تغيير حياة البشرنحو الاسمى والافضل  فالشعر يمس وجدان كل انسان يقرأه  فيصبح اشبه بقطرات مطر مكونة غيثا   يعيد الحياة الى الارض الميتة فتزهو وتزدهر .

ويمكننا من  تعريف الشعر المعاصر على انه هو الشعر  الذي كتب  او المقال في الزمن الذي يعاصر القراء او الذي يعاصرنا الان . وصفة المعاصرة تدل على مرحلة بعينها  في  حياة  الشعر  الحديث وهي المرحلة  التي  نعاصرها او التي نعيشها الان  دون اعتبار إن كان الشاعر ميتا او لا يزال على قيد الحياة خلال فترة وجود هذا النوع من القصيد  .

فالشعرالعربي  منذ القدم اعتمد القصيدة التقليدية او( التقييدية) او العمودية الموزونة على احد البحورالخليلية الا انه بمرور الزمن والحقب  الزمنية التي مرت  على الامة العربية والتعايش مع الامم الاخرى اوجد نوعا من الانفتاح لدى بعض الشعراء الذين بعضهم من اصول غير عربية  سميت  بحركة التجديد  كما في  العصرالعباسي  شملت الاسلوب في القصيدة الشعرية  والمعاني الابتكارية فيها ثم تغير ثوب  التجديد في القصيدة العربية فوجد التشطير والنهك في الاوزان الشعرية ثم وجد الموشح ثم انواع من القصيدة العربية  جديدة  اخرها قصيدة الشعرالحر (التفعيلة ) ثم قصيدة النثر في اخر المطاف في الشعر المعاصر .

- راجع كتابي ( الشعر العباسي بين الكلاسيكية والتجديد) – طبع دار دجلة    عمان – الاردن

فحركة الشعر العربي  شهد ت  فيما  بعد  نقلة  استثنائية،  حيث   طال التغيير البنية  العروضية  للقصيدة  العربية، مع حركة الشعر الحر أو شعر التفعيلة  ويعتبر الشعر الحر  بمثابة الثورة  الثانية  على العروض الشعرية الفراهيدية  شهدها  تاريخ  الأدب  العربي  اذا  اعتبرنا  ان الثورة العروضية  الاولى   تمثلت في  الموشحات الأندلسية والازجال.

وقد لمعت أسماء جديدة  في  فضاء  الشعر العربي   في النصف الاول من  القرن العشرين،  بشكل قصيد جديد، مثل نازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وعبدالوهاب البياتي،  ويوسف الخال ، وأدونيس. وصلاح عبد الصبور وامل دنقل  وامثالهم كثير في كل الاقطارالعربية .

لكن إذا  كانت  القصيدة  الإحيائية، وكذلك الرومانسية  كانتا  حريصتين  على التوصيل فان  حركة  الشعر الحر او شعر التفعيلة تحرص على تكسير هذا  التقليد  الموجود  و يتفاعل  من  إن الشعر  خطاب إيحائي  وترميز  يتميز  بكل  دلائل  الانزياح  وكثافة  المعنى  وتعدد  هذه   الأبعاد . وإذا  كان  شعر التفعيلة  في  بدايته  اقتصد او قلل  في  كثافة  الترميز  فإن  تطوراته  اللاحقة سرعان ما  أدخلته  في  سماء  ضيقة  عندما استقر في الثقافة الشعرية العربية  مفهوم خاص عن الشعر   يجرده  من  كل  معنى فيه  ورسالة  له .وربما  جاء ذلك  بعد  سلسلة  من التأملات البديهية  في ظل  النكسات  السياسية   التي عاشتها  الامة العربية  في النصف  الثاني من  القرن العشرين، حيث  تولدت  حالة  من اليأس النفسي  الثقافي والاجتماعي.

فالشعر العربي يرتكز الان على  ثلاثة انواع من القصائد الشعرية  كل منها ياخذ مسارا  ويعده شعراؤه هو الافضل  وهذه الركائز هي:

القصيدة العمودية : وهي الاصول الاصيلة للشعرالعربي فهي القصيدة التقليدية  او التقييدية حيث انها مقيدة بالوزن  والقافية او العروض  وهذه القصيدة  لايزال صداها قويا شديد الوقع على الاذن العربية في موسيقاها واعتباراتها وتعتبر القصيدة  الاسمى والافضل  في نظري وفي نظر اغلب المتلقين وستبقى خالدة  ومنها هذه الابيات للشاعرالفلسيطيني المخضرم  لطفي الياسيني :

اتيت احني جبيني.... من فلسطين

لكل قطر وشعب..... من محبيني

انا اليتيم ... بلا ام...... ولا ابت

عربي انتمائي.. الى اهلي الميامين

مصري عراقي سعودي من عناويني

سوري وليبي .. ولبناني كواشيني

من المغاربة الاحباب.... جئت انا

من الجزائر ... من بربر... ويكفيني

من ارض عمان من قطر ومن يمن

من ارض تونس... جنات الملايين

والقصيدة الاخرى قصيدة التفعيلة او ما نسميه بالشعرالحر سمي بالشعر الحر لان اوزان  قصيدته او تفعيلاتها حرة  غير مخلوطة باخرى أي من جنس واحد  وفعل واحد  ووزن واحد وقد بنيت هذه القصيدة على احدى التفعيلات الحرة او احد البحور الشعرية الصافية النقية  التالية :

1- البحر الوافر  واصل تفعيلته :

مفاعلتن  مفاعلتن  مفاعلتن .

2- الكامل : وأصل تفاعيله:

متفاعلن  متفاعلن  متفاعلن

3- الهزج وأصل تفاعيله:

مفاعيلن   مفاعلين   مفاعلين .

4- الرجز وأصل تفاعيله:

مستفعلن  مستفعلن   مستفعلن .

5- الرمل وأصل تفاعيله:

فاعلاتن   فاعلاتن   فاعلاتن  .

6- المتقارب وأصل تفاعيله:

فعولن  فعولن  فعولن فعولن   .

7- المتدارك ( ويسمى الخبب أو المحدث ) وهو البحر الذي تدارك به الاخفش استاذه الخليل الفراهيدي  حيث ثبّت الخليل خمسة عشر بحرا وجاء تلميذه من بعده ليتدارك  استاذه  في بحر  اخر اسماه ( المتدارك )

وأصل تفاعيله:

فاعلن  فاعلن  فاعلن   فاعلن   .

وتعتمد  قصيدة الشعر الحر على السطر الشعري بدلا من الصدر والعجر اللذين تعتمد عليهما قصيدة العمود الشعري . فقصيدة الشعرالحر متكونة من العديد من السطور . و كل سطر مكون من تفعلية واحدة  تتكرر فيه  عدة مرات  لا تقل عن  واحدة  ولا تزيد عن  التسع  تفعيلات في الاغلب   لنفس التفعيلة فالقصيدة  التي التزمت تفعيلة الوافر( مفاعلتن ) مثلا يكون الوزن الشعري ( البحرالوافر) للقصيدة  وتكون اسطر القصيدة  مكونة من نفس التفعيلة  المذكورة  في  السطر الشعري مرة واحدة او اثنتان او ثلاث مرات الى تسع مرات  ولا تزيد على  التسع . فتكون موسيقى الشعر الحر ذات  نسق موسيقي واحد  لكل قصيدة  الا ان هذه القصيدة - والحق يقال – اخذت تتضاءل  في ظل قصيدة النثر  واغلب كتابها تحولوا الى شعراء يكتبون قصيدة النثر لانهم يرونها الاسهل , ومن قصيدة الشعرالحر  هذه السطور :

صيحاتك صوت نبيٍّ يبكي تحت الأسوار

المهدومة شعبًا مستلبًا مهزومًا كانت برقًا

أحمر في مدن العشق أضاء تماثيل الربات

وقاع الآبار المهجــــــــورة كانت صيحاتك

صيحاتي وأنا أتسلق أسوار المدن الأرضية

أرحل تحت الثلج أواصل موتي (...) حيث

الموسيقى والثورة والحـــب وحيث الله

اما قصيدة النثر فهي القصيدة الجديدة اوالطارئة على العربية  والتي يأمل شعراؤها بانها ستكون القصيدة العالمية للشعر العربي .

فقصيدة النثر جاء في تعريفها :

(هي قطعة نثرية موجزة  بما فيه الكفاية  موحدة ومضغوطة اشبه بقطعة بلور ناصع . فهي خلق حر ليس له ضرورة الا رغبة الشاعر في بنائها , خارجا عن كل تحديد وربما  تكون شيئا مضطربا الا ان ايحائياتها لا نهائية اي انها مفتوحة ) .

ولقصيدة النثر  موسيقاها الخاصة  وايقاعاتها الداخلية  التي قد تعتمد على الالفاظ الشعرية وتتابعها  وصياغة الكلمة من الحروف المتسقة مع بعضها  وصورها الشعرية تكاد تكون متكاملة  وقد قال فيها الشاعر  الشاعر اللبناني انسي الحاج واحد شعراء قصيدة النثر:

(لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً   قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية) .

فقصيدة النثر شكل  أدبي  جديد  معاصر  وجد ت مجالها الواسع في  مجال الشعر ويتسع هذا المجال كلما تقدمت وتطورت الحياة  فهي قد تحقق  الدهشة  أو  الصدمة  في التعبير المستجد  المستحدث  وهذا متوقف على  امكانية  الشاعر في التقاط  رؤيته المثالية   وصياغتها  في بنية جديدة ، قوامها  الصور والرموز الشعرية غير الموغلة في الابهام  والتوهج  المنبعث  من التركيب  اللفظي  وكيفية  استخدامه  في التعبير وجماليته من حيث الانتقاء والبيان اللغوي .

وإشكاليات قصيدة النثر العربية تبدأ من مصطلحها حيث إنَّ كثيرا من النقاد والباحثين كانوا لا يميزون بينها وبين الشعر الحر- اول الامر - حتى أنَّ بعضهم أخذ يتحدث عن ريادة الشاعرة العراقية نازك الملائكة لها في حين أنَّ الشاعرة والناقدة المذكورة كانت من أشد خصوم هذه القصيدة وكانت تعتبرها نثرا .

أما علاقة قصيدة النثر بنموذج الشعر المنثور الذي ظهرت بوادرها في النصف الأول من القرن العشرين، فهو محل إشكالية أخرى  حيث يذهب قسم من النقاد والذين يميلون الى تفضيل القصيدة العمودية  إلى أنَّ الاثنين – شعرالتفعيلة وقصيدة النثر -لا يعدوان أن يكونا تسميتين لنمط كتابي واحد بينما يرى آخرون أنهما جنسان مختلفان كل الاختلاف، لأنَّ لكل منهما خصائصه  واميل لهذا الراي واعتبره الرأي الصحيح .

وربما يعد الايقاع اشكالية أخرى من إشكاليات قصيدة النثر ، إذ يرى كتّابها أنَّ لها إيقاعا خاصا ويفضلونه على إيقاع القصيدة العمودية القائم على الوزن والقافية ، فهؤلاء وهؤلاء في خصومة مستمرة .

ويعتبر  الشعراء جبرا إبراهيم جبرا،و توفيق الصايغ،وأدونيس، و محمد الماغوط، وأنسي الحاج، وسركون بولص، وعزالدين المناصرة و سليم بركات،وعبد القادر الجنابي وسلمى الخضراء الجيوسي ، رواد قصيدة النثر عند نشوئها  في القرن العشرين.

ومنها هذه السطور الشعرية للشاعرة المغربية فاطمة المنصوري :

ايقظت مارد شعري

في حدائق بابل السندسية

بين رياض غرناطة

ترانيم اندلسية

للعشق حكايات هناك

ترم عظاما بالية

في قصورالحمراء

وبغداد العربية

اندلسية ام غجرية

بلكنة قرمزية

ومواويل عربية

ومن المهم  أن   نعرف ان  مصطلح  ( قصيدة النثر )  قد اكتسب  شكلا ادبيا معروفا ورسوخا يكاد يكون ثابتا ، وتنظيرا واضحا، استقرت معه  الكثير  من  الأطر الجمالية وهي الأساس  لقصيدة  النثر المعاصرة  والتي  تظهر   ابرز  ملامحها   في  التخلي عن  الوزن  والقافية ، والإبقاء على روح الشعر المتمثلة  في الإحساس المتقد ، والصورة الشعرية الخلابة ، واللفظ   المنغّم   لتستقي  جمالية نغماتها  ا لموسيقية منه  .  والتي كانت كمحاولات  تعود  إلى  أشكالية  مصاحبة  للمدرسة  الرومانسية  للشعر  في مطلع  القرن العشرين  وقد  امتازت  باعتماد ها  على وحدة   السطر  الشعري  بدل   البيت   العمودي   القديم التقليدي ( التقييدي)  وكذلك  على  نغم الألفاظ ، وجمال  الصورة ، وتألق   العاطفة  فنجد  في قصيدة النثر  نفس مفاهيم   الشعر الرومانسي وآلياته وقد يعتبره البعض في  الاغلب   الأب   الشرعي  لقصيدة  النثر  في  الأدب العربي المعاصر ، ومن المهم  كيفية   قراءة   قصيدة  النثر في  ضوء تجربة  هذا  النوع  من  الشعر .

ويجدر بالذكر  أن  الشعر  المنثور ، يخالف  بكل  شكل  من الأشكال ما يدونه  البعض  من  الخواطر المكتوبة  فهو ليست  بخاطرة   لكنه ربما  يكون  قريبا  منها   من حيث التعبير  وانتقاء الكلمة   الاوضح   وهذا  واضح   ومفهوم   فالشعر المنثور نص عالي الشاعرية  وقد  يدور  حول  رؤية  جديدة  أساسها  الوجدان المتقد  والنفس الحار  والخاطر المشحون  وبما يحقق  جمالية عالية مستفيضة كالزهرة في الحديقة العامة  فهي ملك للجميع  وتنثر  شذاها  اليهم بالتساوي .

فقصيدة النثر انتشرت انتشارا واسعا  في السنوات الاخير ة  بين  الشعراء  الشباب واخذ يكتب  فيها  كل  من هب ودب الا ان بعضها تميزت برمزيتها الخانقة وغلوائيتها الممجوجة لدى البعض وعدم مفهوميتها  الا  ما ندر  وما دعوت اليه  في كتاباتي –  مع  اني اميل الى القصيدة العمودية وافضلها واعتبرها الاساس في الشعرالعربي  ثم كتاباتي الشعرية في دواويني تكاد تكون  كلها من  القصيدة العمودية -  هو سهولتها وقربها من المتلقي ليفهم ما تسمو اليه  في قصدها والغرض الذي قيلت فيه  لاحظ قولي في احد تجاربي   لكتابة القصيدة النثرية  :

افيقي  .. افيقي  ..

ذات المكحل  الاخضر

في  بلدتي عرس

اوحى به النجم

اهتزت له الدنيا

وليل الحب مسروج

وغنت اغنية الشوق

نخيل في البساتين

وغنت سدرة الشارع

بصوت شبه محزون

.

راجع  كتابي ( الشعر العربي بين الحداثة والمعاصرة )

.امير البيــــــــــــــــــان العربي

د . فالح نصيـــــــف الكيــــلاني

العراق - ديالى - بلـــــــد روز

****************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق