آخر المنشورات

السبت، 24 أغسطس 2024

قصة رومنطيقية قصيرة ----- عطر الحب بقلم الكاتبة.د إيمان بوغانمي/تونس

 قصة رومنطيقية قصيرة ----- عطر الحب 


& عطر زهرة الربيع مع طائر القطرس ------


يحكى في قديم الزمان كان هناك

زهرة جوريّة جميلة 

جدا دائما وحيدة تهوى طائرا

غاب عنها

لمجرّد أنه عرف

بأنها تحبه

إلى حدِّ الجنون فحاول أن يختبر 

حبّها

بالابتعاد

عنها 

و تركِ مسافة كبيرة بينهما

ليرى قيمته

بنظرها ..


هل تتحدى كبريائها

و تذهب إليه لتستفسر

ما الحكاية

أم تعيش على أمل

عودته

و لا تتنازل له

حتى يعود بمفرده...؟


إن الحياة مراحل

متعددة

اليوم يعيشه

المرء بقلب

محب متسامح 

و لا ندري غدا

ما الذي يحصل

في هذا العالم المخيف...


_ صديقها العصفور يتحدث معها 

و أخبريني أرجوكِ :


هل أتى موسم الصيف

بعمقِ مزاجيّتكِ

و حرارته

بعد أن

فكرتُ

في مخيّلتي

إنّ موسم الخريف

قادم

و سرق 

منكِ ربيع قلبكِ؟ >>


_ الزهرة الجورية :


إني على الدوام كنتُ أنتظر

 روعة حلول موسم

الشتاء

و الدفء

و أنا أحتضنه

و أمسك بيديه...


حقا لا أقدرُ

أن أشرح لكَ

كم هي يدايا باردة.. 


و لا أستطيع

حتى أن أروي

لكَ عن مدى إحتياجي

له...


حقيقة فالشرح

لمثلِ

هذه الأمور تصعب على قلبي

فهناك ما لا نستطيع

شرحه

إلّا

بالصمت...>>


أحيانا الصمت

يعبَّرُ عن ما يخالج 

صدورنا 

و لا تستطيع

أفواهنا

أن تنطق ما بناا

حتى و لو بكلمة فقط..


فإنّ عطر هذا الحب

في فؤاد زهرة

الربيع

كالبحر

العميق الذي

أمواجه تقذفه 

إلى أبعد الأروقة

الهادئة 

الجميلة

الوحيدة

دون أيِّ قرار

منها

و أحيانا تهرب

من الخوف

الذي يسيطر على 

مشاعرها...


زهرة الربيع تخاف من

الحب

و الارتباط

لأنّها أحبّت

 طائر القطرس


كما لم يحبَّ

أي إنسان 

على وجه هذه الكرة الأرضيّة

لكنه خذلها 

و ترك لها جرحا عميقا

في قلبها 

و فارقها بالرحيل...


فلا تحزني أيّتها الزهرة 

الفائقة

في الجمال

بقدكِ الممشوق

الميّاس

فمن فضلكِ إحذري

و تخطي هذا الهوس

و إنسي همومكِ من

جذورها

فقلبكِ الصغير

البريء

الملائكي

محروق لأجل ذلك الطائر

طائر القطرس

و يريد أن يجنِّح له

بجناحين 

الحب 

فيطير

له بقلب

عصفور محب له

و لقلبه

لكنّكِ

خائفة

من ردّة فعله القاسية

تشجعي أرجوكِ 

و إذهبي له

و أخبريه

بكل قوّاكِ

أنّكِ تشتاقين

له

و لحنين همساته

و زقزقة أحاديثه

و حنان لمساته...


و في آخر المطاف إنتصر

الحب على الخوف

فمن يعيش أبد الدهر

خائفا

فسيموت

وحيدا 

بسجن الخوف

و الهوس


و

في نزهة جميلة لطائر القطرس

وحيدا بين ضلال البساتين

أتى إلى الزاوية

التي تعيش بها

زهرة الربيع

و ما إن لمحت طيفه

و هي تسقي بقية الأزهار

و التي مزالت

للحين قد تفتحت أوراقها

رونقا من العطف

فتبسّمت له

كالريم

الشارد

في هواء الحب 

بين أنحاء الطبيعة فنزل

لها 

و عيناهُ تتلؤلأ

غرامًا

بها

و ردَّد لها بصوت

فيه

من الثقة

ما يكفي أن يجعلها 

سعيدة

معه 

و لم تعد تفكر

في هوس الخوف

و قال بنبرة

حب لها :


سامحيني أرجوكِ لأني

جعلتكِ

تنتظريني

كل هذا الزمن

و أنا في غفلة سبات شتوي

من دونكِ


أنتِ

يا زهرتي الجورية

من أجمل ما عرفت

أنتِ أروع

فصول

عمري

الآتي

و حياتي القادمة

أنتِ

كحبّة

ثلج بيضاء 

تأتي بعد صبر طويل

أنتِ كنتِ

و مازلتِ

أجمل

عطر زهرة

في حياتي 

التي تفتحت

في فؤادي العقيم

الذي

لو لا كنتِ أنتِ

ما عرفتُ

البهجة

يومآ من الأيام...


الكاتبة.د إيمان بوغانمي/تونس 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق