ليست صدفة
قد لا تعلم بأن الأيام قد مضت بحلاوتها ومرارتها، بين الأحلام والأوهام، بين الحقيقة والخيال، بين القبح والجمال. العالم أصبح كئيبًا، لا فرق بين قريب وغريب، ولا فرق بين مريض وطبيب، ولا فرق بين الخوف والطمأنينة. الشيخ أصبح كهلاً لكن عقله لم يتجاوز مرحلة الفطام. النور لا يمحو شيئًا من الآلام، وكأن البشر كلهم أصبحوا في التوابيت نيام ، المبصر منهم والعميان. الرحمة يأكلها الصدأ، تتلاشى عامًا بعد عام. قاسية هي كلمة القضاء، فقد أقرت الحرب تحت مظلة السلام، وكأننا لازلنا نعيش في عصر من يعبد الأصنام.
ليس من الصدفة أن يُسرق التاريخ، ويُسرق الذهب، ويُسرق النفط الخام. ليس من الصدفة أن تُقسم الأرض لصالح الفرد. هل صار لنا صغار الأعلام؟ ولهم مديح الأقلام.. النزيف أصبح مخيفًا، نراه في الشتاء والربيع والصيف والخريف. الإهانة هي طريق الإعانة؛ لن تأكل الفتات قبل أن تتخلى عن الكرامة. إن أتيت راكعًا، لن نفتح لك باب الندامة، بل سنفتح لك أبواب الذل والمهانة. نحن من أصدرنا قانون العصاة، ليرضى عنا صاحب الفخامة.
//عبدالله النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق