آخر المنشورات

الاثنين، 26 أغسطس 2024

تحليل نقدي في قصيدة الشاعرة عائشة ساكري **بردًا وسلامًا** بقلم الأستاذ الصحفي الشاعر محمد الوداني

 تحليل نقدي بقلم الأستاذ الصحفي الشاعر محمد الوداني 

في عالم الشعر الرفيع، تبرز قصيدة "بردًا وسلامًا" للشاعرة عائشة ساكري كتحفة أدبية تستحق الإشادة. تتميز القصيدة بلغة راقية وصور شعرية مؤثرة تعكس رحلة الشاعرة من الألم إلى الأمل، مما يجعلها ملحمة عاطفية ذات طابع مميز.


تبدأ القصيدة بتصوير مشاعر الشاعرة عبر صور حسية تتناقض بين الدفء والبرودة، مثل "أمطار الشتاء الدافئة" و"ثلج متساقط". تمنح هذه الصور القارئ إحساسًا ملموسًا بالبرودة والحنين في آن واحد، مما يخلق جواً درامياً يعكس الصراع الداخلي للشاعرة.


تتطور القصيدة لتعبّر بعمق عن الألم الناتج عن فقدان الحب والخيبة. تستخدم الشاعرة كلمات قوية لتصوير جراحها والأثر المدمّر للرحيل، مما يعزز شعور القارئ بالأسى والتعاطف. يظهر النص قدرة الشاعرة على استحضار الأحاسيس بصدق وعمق، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش التجربة ذاتها. توظيف الأفعال والمشاعر يسهم في نقل التجربة بشكل مؤثر، مما يرفع من قيمة النص ويجعل من "بردًا وسلامًا" عملاً شعريًا جديرًا بالتقدير.


المدح:

تُظهر القصيدة براعة الشاعرة في استخدام الصور الشعرية القوية التي تعبر عن الأحاسيس بوضوح. تتقن الشاعرة توظيف التشبيهات مثل "أمطار الشتاء الدافئة" و"ثلج متساقط" لتصوير مشاعرها المتناقضة، مما يضفي على النص بُعدًا حسيًا عميقًا. تبرز قدرة الشاعرة على نقل المشاعر من خلال لغتها الراقية وتعبيرها المؤثر عن الصراع الداخلي.


التحليل النقدي:

تعتمد القصيدة على أسلوب السرد الذاتي الرومانسي الحزين، وتظهر انسجامًا بين تعبيرات الألم والعاطفة، مما يساهم في نقل تجربة الشاعرة بشكل مؤثر. رغم قوة التعبير، قد يبدو تكرار بعض الصور مثل الألم والفقدان مبالغًا فيه، لكنه قد يكون مقصودًا لإبراز عمق المعاناة.


الخلاصة:

تجسد القصيدة بمهارة الصراع الداخلي والتوق إلى الحب والشفاء. يعكس الأسلوب العاطفي والتصويري عمق تجربة الشاعرة، مما يجعل النص يستحق التأمل والتقدير في سياق التعبير عن المشاعر الإنسانية المعقدة. 


مع تحيات الاستاذ الصحفي

 الشاعر Waddeni Mohamed 


القصيدة. 

**بردًا وسلامًا**


كأمطار الشتاء الدافئة  

أو كثلج متساقط  

تجتاح عواطفي  

وتغوص في أعماقي  

تحرك براكين فؤادي  

وجمر الشوق المتأجج  

تنهش عظامي المترامية  

تنثر عبير الرماد  

وتخمد نيران قلبي  

بردًا وسلامًا


لقد اغتصبت مملكتي  

وغصت في أوجاعي  

دون سابق إنذار  

سكنت مرفأي ودفئي  

قيدتني بأصفاد صلبة  

وكبلت مشاعري  

وحين أطلقت سهم نظراتك  

قتلتني


جرحي نازف بلا دواء  

وطبيب الهوى يتركني  

تأخذني الليالي الجانحة  

فوق أمواج الحنين المنكسرة  

أي سحر هذا الذي يجتاحني  

ويبعثر صلابتي؟


داخلي غيمة نازفة  

وأمطار تملأ كياني  

فلا وصل منك ينقذني  

وهذا الضيم يؤلمني


يا آسري  

لماذا تعجلت الرحيل؟  

قد أصبت الفؤاد  

بعثرت دقات قلبي  

أوقدت شعلة عشقنا  

وتركتني في سراب قاتل  

أصارع أهازيج أشواقي  

التي رُسِمَتْ على قلبين  

فأنا لا أريد ثمار حب ضائع  

بل كن حضني الدافئ  

لأبقى في أمان


ها أنا أبحث بين طيات الزمان  

عن بقايا حُلمٍ فقدت ملامحه  

أفتش في عمق الأسى  

عن لمسة أمل تعيد لي السكينة  

فالأمل فيك.... 

يبقى الأسمى والأعز  

وأنت وحدك  

تملك مفتاح شفائي.


عائشة ساكري _تونس  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق