(ومضة..كوميض البرق)
الكتابة..نوع من الرحيق الروحي..يارفيقي
هذا ما قاله المبدع الكبير والشاعر الألمعي جمال قصودة عني يوم كنت أكتب بصحيفة -الشروق التونسية بحبر الروح..ودم القصيدة :
"لا أتذكّر إنّي اقتطعت قصاصات صحفية لأي كاتب تونسي،ولا اتذكر اني انتظرت مقالا جديدا لأي كاتب،غير اني فعلت كل ذلك للعظيم محمد المحسن الذي انتظرت جديده و احتفظت بجلّ مقالاته المنثورة بجريدة الشروق،ولم اتخيّل يوما اني سانعم بصحبته او محبته يوما..
لك خيمة بهذا القلب عشيري.."
وأنا أقول:من أهم أسس الكتابة ذلك الإحساس بأن الكتابة ليس ممارسة استرخائية،أو سهلة المنال،أو النظر لها على أنها ذات طابع تطهيري فحسب،على الرغم من عدم إنكار دورها تبعاً لآراء أرسطو.
الكتابة تُعطيك فرصةً لاكتشاف نفسك حتّى وأنتَ في قمّة ألمك، تُساعدك على تفسير الأمور والحياة،بطريقة لم تكن لتدركها لولا أنّك خطَطْتَ أحاسيسك على الورق،ليست وصفة علاجيّة بالتأكيد، ولا يُمكن لها أنْ تمسح آلامك أو تنهيَها،ولكنّها تجعل لألمك معنًى وتضعه في مكانه الصحيح كإمتحان قاسٍ من امتحانات الحياة الذي قد لا تخرج منه على قيد الحياة،لكن تبقى على قيد ذاكرتها.
معظم الكتّاب نجَحُوا في استخلاص مادّة جيّدة للكتابة مِن حياتهم البائسة،كنوع مِن التصالح بين الكاتب والحياة،على شكل نصوص خالدة تحفظ اسم كاتبها للأبد،لم يكُن الألم وحده مَن صنَعَها لكنّه مَن صقل الموهبة وكمّلها.فأفضل الأعمال العالميّة كتبَها مُتألِّمون كفعل مقاومة،وأحيانًا كفعل ثورة.وأحيانا أخرى..كفعل تمرّد..
الكتابة..نوع من الرحيق الروحي..يارفيقي..
قبعتي..يا جمال..يارمز الجمال المترع بالإشراق.. والمحبة..
محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق